القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية فتاة النافذة : قصة والد نالان الحقيقي كاملة

 

نالان في الواقع تكون حفيدة السيدة فريدة و السيد عادل و ليس ابنتهم ، بل ابنة ابنتهم جونيش أو سما كما هو اسمها في المسلسل ، و أيضًا والدها الحقيقي يكون أخ السيدة فريدة أي خال والدتها سما لقد كان لوالدها الحقيقي علاقة مع سما التي تكون ابنة اخته فريدة

اسمه هو ميتين ، و قد وصفته نالان عندما رأت صورته أنه كان صاحب شعر أشقر و عيون خضراء ، نحيف الجسم و خجول المظهر ، كانت نالان تشبهه بالأكثر

انتقل ليعيش مع اخته فريدة و صهره السيد عادل حتى يستطيع أن يكمل دراسه في الكلية الحقوق ، و قد كانت والدته قد توفيت منذ سنوات قليلة فقط ، و في سنته الثانية اتضح أن جونيش أي ابنة اخته كانت حاملا منه ، لكن لم يلاحظ أحد من العائلة ذلك الا بعد فوات الآوان ، بعد أن بلغت جونيش شهرها السادس من الحمل و كان من المستحيل القيام بعملية اجهاض

بعد أن علم ميتين بأمر الحمل هرب من المنزل بينما انتقل السيد عادل و فريدة و ابنتهم جونيش أي سما من أنقرة إلى اسطنبول ، وُلدت نالان هناك بينما توفيت جونيش في نفس الوقت

عندما هرب متين من البيت سافر مباشرة الى ألمانيا و لم يكن لديه أي نقود و لا معارف أو أصدقاء هناك ، بينما كان جالسًا في احدى المقاهي هناك ، اندلع شجار و جاءت الشرطة و قامت بإلقاء القبض عليه و سجنه و تعرض هناك للضرب و الاهانة

كان لديه صديق مقرب في تركيا يتواصل معه كل فترة ليعرف منه الأخبار

في الفترة التي كان مسجونًا فيها بدأ بالرسم حتى أنه تسجل هناك في برنامج إعادة التأهيل الخاص بالسجناء ، بعد سنوات خرج من السجن و بدأ العمل في عدة ورشات للرسم ، لكنه كان يعيش وحيدًا دائمًا

عندما علم متين بموت السيد عادل و السيدة فريدة قرر العودة الى تركيا و البحث عن نالان ، و بالفعل كان قد ادخر المال لبضع و عاد الى اسطنبول ، بحث عن نالان و وجدها و تحرى عنها و عندما علم أنها كانت تذهب الى ورشة رسم بالقرب من بيتها ، تقدم بطلب العمل هناك و بعد فترة بدأ بالعمل كمدرس رسم في تلك الورشة ، ظل يعمل هناك لسنوات و كان يقوم بتدريس نالان لكنه لم يظهر لها أبدا أنه والدها بل حتى أنه لم يرفع رأسه قط لينظر الى وجهها بتمعن

كان دائمًا حديث النساء في الورشة ، لقد كن معجبات به كثيرًا و كانت هناك العديد من الشائعات عنه ، مثل أنه أعزب و يعيش وحيدًا و أنه شخص غريب ، و كل لوحاته كانت عملاً فنيًا رائعًا و كل أثرياء اسطنبول يصطفون لأجل الحصول على الأقل على لوحة واحدة من لوحاته ، كما قيل أنه وقع في حب امرأة ما و لم ينساها حتى الآن ، و وقع مريضًا بسبب ذلك الحب

قالت نالان أنه عندما كانت تجلس أمام النافذة في منزلها و تراقب المارة في الشارع كان المعلم متين يمر دائمًا في المساء أمام منزلها و يرفع رأسه لينظر الى المنزل و كانت نظراته تحمل شيئًا غريبًا ، بينما لم يكن يدري أن نالان تراه من وراء النافذة

بعد وفاة خيري بأشهر قليلة قرر متين الظهور أمام نالان لكن ليس كمدرس الرسم بل كوالدها الحقيقي ، و بالفعل في احدى المرات بينما كانت عائدة للبيت وقف في طريقها و طلب منها أن تشرب معه القهوة و أنه يريد التحدث معها في أمر مهم

بعد تردد قبلت نالان و جلسا معًا في احدى المقاهي ، ثم اعترف متين لها بأنه يكون والدها الحقيقي لتصدم نالان بهذه الحقيقة التي لم تتوقعها أبدًا

سألته نالان كثيرًا عما حدث في الماضي لكنه لم يجبها و اكتفى فقط بقول : "إذا اخبرتك هل سوف تصدقيني ؟ "

لقد كان متين بالفعل مريضًا ، و قد قالت نالان أنه كان شاحب الوجه و نحيف جدًا حتى أنها سألته عدة مرات إذا كان مريضًا و إذا كان يحتاج للمساعدة ، لكنه كان يخبرها أنه بخير ، بالرغم من كل شيء كانت نالان مستعدة لتقدم له يد المساعدة

طلب متين السماح من نالان و أيضًا أخبرها بأن هناك شيء يريد أن يعطيها إياه و طلب منها أن تأتي لبيته في أقرب وقت و في الصباح التالي ذهبت نالان إليه و وصفت منزله بأنه كان عبارة عن قبو بارد و مظلم لمبنى سكني قديم و يحتوي على غرفتين ، في إحدى الغرف يوجد سرير مستشفى و الغرفة الأخرى توجد اللوحات التي كان يرسمها لسنوات

وصفت نالان اللوحات بأنها كانت عمل فني رائع و أنه لو قام ببيعها فكان سيجني منها ثروة بالتأكيد ، تفاجأة بأن تلك اللوحات ملك لها و أنها كانت الشيء التي أخبرها سابقًا بأنه يريد إعطاءها إياه

طلب متين من نالان السماح و هي بدوره سامحته و عانق الاب و الابنة بعضهما البعض و بدأ بالبكاء معًا

عادت نالان الى بيتها و معها اللوحات و قامت بتعليقها في كل أرجاء المنزل و كانت تنظر الى تلك اللوحات و تستمر في البكاء و قالت أن ضربات فرشاته كانت تصف بشكل جميل حبه و شغفه و ألمه و جريمته و كذلك عقابه ، و أنه استعمل في الغالب اللون الأحمر و الأسود ، فاللون الأحمر كان يتدفق مثل اللهيب و خلفه كان الأسود يتدفق مثل خطوات الظل

في صباح اليوم التالي ذهبت نالان الى الورشة لكي تتحدث مع والدها لكنها صُدمت بخبر من صاحبة الورشة بأنه سافر الى الخارج للقيام بأعمال مهمة و قد أرسل لهم الخبر للتو

ركضت نالان مسرعة الى بيته لكنها وجدت هناك حارس العمارة يجمع أغراض متين و عندما سألته نالان عن مكانه أخبرها أنه قد غادر في الصباح الباكر و في يده حقيبة صغيرة و أنه ترك له أغراضه

عادت نالان الى بيتها محطمة كليًا فقد فقدت والدها الذي وجدته للتو ، قامت بالاتصال بجميع مستسفيات اسطنبول لربما تجده هناك ، لكن دون جدوى ، و قالت أنه رغم كل شيء لم تكن مرتاحة أبدًا و أنها لم تكن تريده أن يموت وحيدًا في زاويةِ بإحدى المستشفيات

 بالرغم من محاولاتها إيجاده الا انها لم تصل إلى أي نتيجة ، لقد كان متين قد قرر و خطط لكل شيء بالفعل ، أن يلتقي بأبنته و يطلب منها السماح ثم يسلمها اللوحات و بعدها يختفي تمامًا دون أن يترك أي أثر.







Reactions:

تعليقات