خديجة تارهان أو ترخان سلطان هي زوجة السلطان
إبراهيم ابن السلطانة كوسيم و تكون والدة السلطان محمد الرابع, اسمها الأصلي هو
نادية و لدت في أوكرانيا بتاريخ الرابع عشر أغسطس سنة 1627, تم إختطافها من قبل
التتار وهي بعمر التانية عشر و تم بيعها كجارية, قام سليمان أغا بشراءها و قدمها
كهدية للسلطانة كوسيم
قامت السلطانة كوسيم بضمها الى حريم إبنها
السلطان إبراهيم الذي تولى الحكم بعد موت أخيه السلطان مراد الرابع, و في مصادر
أخرى قيل أن السلطانة عاتكة ابنة السلطانة كوسيم هي من قدمتها الى أخيها السلطان
إبراهيم...
عام 1642 أنجبت خديجة تارهان أول أبناءها
محمد الذي أصبح ولي العهد و الوريث الشرعي للعرش, و أصبح السلطان بعد أن تم عزل
والده و قتله, حين استلم الحكم كان يبلغ من العمر ست سنوات
مثلما هي قوانين الدولة العثمانية عندما يصبح
الأمير سلطان فوالدته تصبح السلطانة الأم لكن ذلك لم يحدث مع السلطانة خديجة
تارهان لأن السلطانة كوسيم رفضت التنحي عن هذا المنصب و تسلمت منصب السلطانة الأم
للمرة الثالثة في عهد ولديها السلطان مراد و السلطان ابراهيم و أيضا في عهد حفيدها
السلطان محمد الرابع و هذا حدث لأول مرة في تاريخ الدولة العثمانية
إشتد الصراع بين السلطانتين على السلطة و
المنصب, لذلك قررت السلطانة كوسيم أن تستبدل السلطان محمد بحفيد أخر من أم أخرى
غير السلطانة خديجة تارهان حتى يسهل عليها التحكم بها و تمنع خديجة تارهان من تولي
منصب السلطانة الأم
لكن لسوء الحظ أن مخططاتها إنكشفت حيث قامت
خادمتها الوفية مليكة هاتون بالغدر بها و أخبرت خديجة تارهان عن خطتها التي قامت
بدورها بإرسال أغواتها لقتل السلطانة كوسيم..., و تم إعدام السلطانة كوسيم سنة 1651
و بذلك أصبحت خديجة تارهان ثاني سلطانة تحكم الدولة العثمانية فعليا و بشكل مباشر
و أصبحت نائبة السلطان وهي بعمر الرابع و العشرين
كانت السلطانة خديجة تارهان إمرأة حكيمة و
إكتسبت ثقة و إحترام جميع رجال الدولة, بحثت عن وزير أعظم الذي ستعتمد عليه الدولة
و بذلك تم تعيين محمد باشا الشهير بكوبريللي الذي إشترط أن تكون له جميع الصلاحيات
لمباشرة منصبه دون أي تدخل و وافقت السلطانة على شروطه, و في الخامس عشر من ديسمبر
سنة 1656 أعلن أن السلطان محمد قد بلغ سن الرشد و هكذا إنتهت نيابة السلطانة التي
إستمرت لمدة خمس سنوات
بعدها توارت السلطان خديجة تارهان عن الأنظار
و لم تتدخل في شؤون الدولة بعد أن إطمأنت أن الحكم في أيدي أمينة و إكتفت بإدارة
الحرملك فقط, و إنصرفت الى أعمالها الخيرية و تربية باقي أبناءها...
تعتبر خديحة تارهان من أقوى السلطانات فقد
صنفت من قبل المؤرخين في المرتبة الثالثة كأقوى سلطانة من بعد السلطانة كوسيم و
السلطانة هرم, غير أنها لم تكن تتدخل في شؤون السلطة مثلهما و كانت تقوم بمهامها
كسلطانة أم فقط
أنجبت السلطانة تارهان ثلاثة أبناء, السلطان
محمد الرابع و الأمير احمد الذي توفي بعد سنة من ولادته و السلطانة بيهان, و قد
صنفت السلطانة خديجة تارهان في المرتبة الثالثة كأفضل سلطانة أم من بعد السلطانة
صفية والدة سليمان القانوني و السلطانة هاندان والدة السلطان أحمد الأول
و يقال
أن سلطنة الحريم قد إبتدأت بالروسية هرم و إنتهت بالروسية خديجة تارهان...
تعليقات
إرسال تعليق