الفصل الحادي عشر : الضيف
الصمت يهزم الانسان في بعض الأحيان, يكره نفسه لكونه
صامت, إنه عدو الكلمات الجبانة المختبئة خلف لسانه, يندم أحيانا على ما لم يقله, ذلك
الندم مثل النار تأكله وتحرقه من الداخل, لمرات عديدة يقول يا ليت, أتمنى, أتمنى
لو أعيد الزمن للوراء, على الرغم من أنه يعرف أن هذا مستحيل, الوقت لن يعود أبدا.
ريان فكرت
كثيرا, تلك اللحظات التي في عقلها, لم تمحى ثانية واحدة حتى من ذهنها, لعنت تلك
الكلمات التي لم تاتي, الأن لو كانت عاقلة, كانت ستقول أشياء مختلفة لميران, مثلا
لم تكن ستبكي أمامه بعجز, لم تكن ستتوسل له لكي لا يذهب, اصبحت تكره نفسها بسبب
تلك الكلمات التي قالتها لميران.
الأيام تمر, لقد
مر ما يقرب أسبوع منذ وصولها إلى هذا المنزل, ومع ذلك لم يكن هناك انخفاض في الألم
ولا تحسن في القلب المصاب, الذي يمر هو
الأيام فقط, والشيء الوحيد الذي كان يتحرك هو الساعات, الألم, كان دائم.
على الأريكة
التي تجلس عليها وصلت الى الطرف الأخر ببطء عندما رن الهاتف, المتصل كان أمها, عندما
جاءت ريان الى اسطنبول قام فرات بشراء هاتف لها, كانت ريان قد حطمت و كسرت القديم,
لم يكن يجب أن يجدها أحد من القصر, والدها, عمها, أزاد, بدرهان, لم تكن تتصل
بابنتها من القصر لكي لا يجدوها, لم يكن هناك أحد يعرف أنها في اسطنبول عند سيديكا
غير أليف و أمها عائشة, في هذا الموضوع لم تكن زهرة تثق بأي أحد غير أختها, لفترة
طويلة الثلاثة فقط من يعرفون, لا أحد من القصر سوف يعرف مكانها.
"أمي؟", في كل مرة تسمع
صوت والدتها لا تستطع إيقاف الألم في حلقها وعيونها الممتلئة, "ابنتي ريان,
هل انتي بخير؟".
"أحاول
أن أكون بخير", قالت بهدوء, لم تكن تريد أن تسمع سيديكا هانم كلامهما,
"أخبريني ماذا حدث أمي, ماذا حدث في القصر؟", على وجه الخصوص تساءلت عما
قاله والدها عندما علم بالحقائق, "تقبل والدك الحقيقة, لم ينكر أنه قتل والد
ميران, علاوة على ذلك لم يقل كلمة واحدة حول هذا الموضوع, منذ ذلك الحين, كل ما يفعلونه هو التحدث خلف الأبواب
المغلقة والتخطيط لما سيفعلونه, عندما سمع اسم والد ميران تحول لونه إلى رماد, كان
يجب أن تريه يا ريان, اذا قلنا أزاد فقد أصبح مجنون, يتحدث عن العثور على ميران وقتله,
عمك يحاول تهدئته".
"دقيقة
واحدة", قالت ريان, ضيق في قلبها, "لماذا يفكر أزاد هكذا؟, أليست مسأل
ميران مع والدي؟".
"ميران
قد ضربنا عن طريقك, لو سمعت هذه الحادثة في ماردين على تعرفين ماذا سوف يحدث؟, هل
سيبقى رابحا بجانب ما فعله؟".
"ماذا
سوف يفعلون بميران؟", سألت ريان بصوت مرتجف, تضيق قلبها من الخوف, لم تستع
منع عينيها من الامتلاء فجأة, "أمي مهما حدث, يجب ألا يحدث له أي شيء",
بدأت بالبكاء في نهاية كلامها, ليس بيدها ما تزال تحبه كثيرا, مجرد التفكير أنه
سيحدث له شي سيء يحطم قلبها, "امنعي أزاد أتوسل اليك, لا يلمسوه, ليتراجع
أزاد و والدي عن ايجاد ميران".
"لا
تتدخلي بهذا ريان", قالت المرأة بغضب, "الأن هذه المسألة تتجاوزك حتى
أنت".
عندما انتهت
المكالمة غرقت ريان بالدموع, لم تعرف حتى لما بكت بهذا القدر, كانت فقط تذرف
دموعها بجنون, بعد أن أغلقت الهاتف اتصلت فورا باليف, في الأصل اليف سوف تأتي الى
جانب ريان لأنها تدرس في اسطنبول, كان هذا هو الشيء الوحيد الذي أسعد ريان, بخلاف ذلك,
والدها وعمها و أزاد و خططتهم الشريرة ضد ميران كان يحطم كبدها.
من جهة كانت
ريان تغضب على نفسها, كانت تقلل من احترام نفسها بالتفكير فيه على الرغم من السوء
الذي فعله بها, مسحت ريان عيونها عندما فتح باب غرفتها ببطء, لم تكن تريد أن يعرف
أحد أنها تبكي, عند الباب كانت تنظر اليها سيديكا بعيون حزينة و بفضول, "هل
أنتي بخير ابنتي الجميلة؟".
هزت ريان
رأسها قائلة نعم, "تعالي لتناول الفطور يابنتي, أنت لا تأكلين شيئا, هل نسيت
كلام فيرات؟".
"لم أنسى
خالتي سيديكا, فقط انه ليس لدي شهية", " لا يوجد شيء من
هذا القبيل", قالت المرأة العجوز بغضب, "هيا تعالى الى المطبخ لأرى.
لأن ريان تعرف
أنه ليس هناك مهرب خرجت من غرفتها الى المطبخ, الطاولة كانت خالية من حليب الطيور
لذلك لم يكن لديها شهية, كانت هناك أيام لم تأكل أي شيء بشكل صحيح, سحبت الكرسي و
جلست, حتى أن سيديكا هانم وضعت الشاي أمامها, "هيا شهية طيبة", عندما
قالت ابتسمت ريان, بينما تعيش معدتها الفارقة منذ أيام فرحة العيد جاء في عقلها
اليف, "خالتي سيديكا", عندما ابتسمت ابتسامة وهي تقول كانت السيدة العجوز
سعيدة لرؤية ريان تبتسم لأول مرة.
"بعد
أيام سوف تأتي اليف الى اسطنبول, تعرفين انها تدرس هنا, هل يمكنها البقاء هنا
أيضا؟", سؤال ريان مرتبط بعدم عيش فيرات في هذا البيت, كان يعيش منفصل عن
جدته, امرأة عجوز مع فتاتين فكرت أنه لن يكون هناك عبء.
ابتسمت صديقة
هانم, "ماهذا السؤال يابنتي الجميلة, يمكنكم البقاء قدر ما تشاؤون, أماهتكن
قد كبرن على يدي", في الحقيقة ريان كانت تشعر بالفضول حولها لكنها لم تكن
تخرج من غرفتها لذلك لم تتحدث كلمتين مع هذه المرأة, عندما وضعت الكأس الذي بيدها
فوق الطاولة نظرت الى المرأة التي أمامها, "هل أنتي من ماردين؟'.
"أجل",
قالت وهي تبتسم, "لقد ولدت هناك و كبرت هناك, تزوجت عندما كان عمري ستة عشر عاما
و فقدت زوجي عندما كان عمري أربعة وعشرين, بقيت في الوسط مع ابنتي الصغيرة, لكي
أعتني بها كان يجب أن أتزوج مرة أخرى أو أن أكسب رزقي بنفسي, الزواج لم يكن منطقي
بالنسبة لي, لقد أحببت زوجي المرحوم كثيرا, لم أتخيل حتى رجلا أخر مكانه, في ذلك
الوقت كان من أغنياء ماردين, جدك فيروز اغا", الرجل الذي تحدثت عنه كان والد
أم ريان, مع ابتسامة استمعت ريان الى قصة حياة العجوز المؤلمة.
"لم يكن
لدى زوجته ديلبار حليب, خالتك كانت تبلغ سنتين و أمك قد ولدت حديثا, كنت الأم
المرضعة لأمك, بعدها استقريت في القصر مع أمهاتكن, ركضت الى كل الأعمال, لقد
دعموني, كبرت ابنتي و بعدها بفترة استقريت في اسطنول".
"بعدها؟",
سالت ريان, "ماذا حدث بعدها أين هي ابنتك الأن؟", ابنة صديقة هانم من
المحتمل أنها ستكون في عمر أمها.
بعد هذا
السؤال انهار الحزن العميق في وجه المرأة العجوز, الدوائر المجعدة حول عينيها
مليئة بخطوط حزينة, فهمت ريان أنها تطرقت الى نقطة خاطئة, "هل سألت شيئا لا
يجب أن أسأله؟", سألت بقليل من التردد.
"لا,لا",
رفعت المرأة المسنة يديها و لوحت, "قبل أربع سنوات توفيت في حادث سير, مع
زوجها و حفيدي".
عيون ريان مفتوحة
على مصراعيها, فوجئت بشكل كبير مما سمعته, هناك آلام غريبة في العالم, آلام مكتنزة
يصعب تحملها, في حين أن ريان كانت تفكر لأيام أن الحياة غير عادلة معها فقط,
"تعازي", قالت بدهشة, "يعني ان فيرات بقي بدون أب و أم وأخ, أليس
كذلك".
أصبحت عيون
المرأة العجوز ضبابية, "بقي الصغير لوحده و أنا تذوقت ألم فقدان أحبائي مرة
أخرى".
بقيت ريان
مندهشة, كان تشعر بالخجل من الألم الذي عانت منه لعدة أيام لأنها لم تجد كلمة واحدة,
الأن اذا سألت هذه المرأة ماهي مشكلتك يا طفلتي, كانت ستشعر بالعار, كما لو أنها
تقرأ الأفكار مدت المرأة و لمست يدها, رفعت ريان رأسها و نظرت الى عيونها.
"صدقيني يا
ابنتي الجميلة, الله من يعطي الألم و هو أيضا من يعطي المرهم لاحقا, مهما كان ما
ممرت به بالتأكيد سوف يمر يوما ما, مصير جرح مفتوح, الوقت سيكون مرهم, فقط الصبر, الصبر
هو ألمع طريقة للخلاص".
****
لا شك منذ ذلك
اليوم الألم الوحيد الذي يمزق كبده هو الندم, لم يستطع أن يفهم كيف ولماذا حدث لكن
هناك ثقل كبير على ضميره, الرجل الشاب لا يتنفس, لم يتخيل أن تكون نهاية هذا
الموضوع هكذا, في نهاية هذا العمل, لم يحسب أنه سيتعذب هكذا, كانت الأيام تتلاشى, كل
شيء كان يكبر قليلا.
ميران يعاني
ميران نادم
ميران يشتاق
لريان
سأل نفسه بأي
حق؟ بأي حق تشتاق اليها؟, في الاستجواب الذاتي يكون الضمير أكبر شاهد و الرحمة هي
القاضي, لقد حاكم نفسه في المحكمة مرارا, في نهاية كل محكمة كان يخرج كمذنب.
خرج الى هذا
الطريق بالرغم من معرفته أنه سوف يندم, في الواقع الشيء الوحيد الذي يندم عليه هو
ريان, ليس الانتقام, لو كان اليوم سوف يأخذ انتقامه مجددا, كان لديه غضب أبدي ضد
ذلك الرجل من الظفر إلى الشعر, لكن لم يكن واضحا متى سيأتي الحب, عند الوقوع في
الحب لا يعطي الخبر للقلب, فكر ميران في أحتمال وقوعه في حب ريان مليون مرة, في كل
مرة رفض لكن هذه هي الحقيقة.
في الواقع لم يكن شيء جديد, ميران الذي ندم بعد المغادرة,
لم يكن مثل الرجال العاديين, كان هناك دائما شيء في داخله تجاه ريان, القلب
المتحمس عند رؤيتها لأول مرة, قلبه الذي ينبض عند النظر في عيونها, وقف ضده
لدرجة...ظن أنه سوف يمر, فكر أنه عند الانتهاء من هذه اللعبة أن ريان سوف تخرج من
عقله, افترض أنه بعد أن يأخد ما يريده لن تاتي في عقله, لكن لم يحدث ذلك, مثل الظلام
عندما تغادر الشمس العالم, كان الحب يملأ قلبه, ذلك الحب, مظلم, عميق, حارق...
لم يكن ميران
يتنفس, هناك فرق عميق بين الحياة التي يريد أن يعيشها و الحياة التي يعيشها...من
جهة هناك جونول ومن جهة أخرى هناك ريان.
ميران كان في
الأعراف, من جهة النار ومن جهة الجنة.
عند العودة
الى المنزل كانت الساعة قد تجازوت التانية عشر, تشاجر مرة اخرى مع أردا,غادر
الشركة بغضب, جلس في الساحل لساعات يرى معارك طيور النورس, تمرد البحار وأغاني الغيوم,
هذه المرة أغضبه أردا كثيرا,"أنت تحب ريان" قال له, "أنكر بقدر ما
تريد انك تجن لأجل هذه الفتاة".
تم فتح الباب عن
طريق تحويل المفتاح بصمت, لم يكن يعلم اذا كانت جونول نائمة في هذه الساعة أم لا
لكنه يتمنى أن تكون كذلك, كانت أمنيته عبثا, كانت جونول تجلس أمام التلفاز,
كالعادة مستاءة, متعبة و تعيسة, لأنه منذ ذلك الحين كان زواجهما يغرق, منذ ذلك
اليوم ميران لا ينام معها, لا ينظر الى وجهها, كانت جونول قد توقعت حدوث كل هذا, الحب
الذي يتم عرضه في لعبة الانتقام هذه, كانت تعلم أنه يومًا ما سيصبح حقيقة, كان
كذلك, كانت المرأة تحس, في عقل زوجها توجد امرأة أخرى, كان هذا هو الأسوأ, جونول
تعرف هذه المرأة.
مشى ميران إلى
الدرج دون أن يقول كلمة واحدة لجونول, الأن يشعر بنظرات زوجته عليه لكنه لا يهتم,
هذا المنزل ليس منزلا, هذا الزواج ليس زواجا, وفقا له, حتى هذه الحياة التي يعيشها
ليست حياة.
عند دخوله الى
غرفة النوم و دون اضاعة الوقت نزع بنطلونه و قميصه, عندما دخل وخرج من الحمام لم تكن
الملابس المتسخة التي تركها على الأرض في مكانها, ذهب الى الخزانة و أخرج قميصا
أسود, في ذلك الوقت كان قد شعر, جونول وراءه مباشرة.
"متى سوف
تتكلم معي؟", سألت جونول, لم تمل من طرح ذلك السؤال لكن ميران قد مل من سماعه,
"أنا متعب", قال وهو يتهرب مثل العادة.
عندما كان ميران
يرتدي ملابسه بسرعة سمع صوت جونول, "هل تعرف اليوم جاءت أيلول", التفت
ميران الى زوجته قسرا, "متى عادت؟".
"اليوم",
أجابت جونول, أيلول تكون ابنة خالته, صديقة جونول من الجامعة, في الأصل عن طريقها
تعرفت على ميران, ذات يوم جاءت الى منزل أيلول, في تلك اللحظة كان ميران يخرج من
الباب, عند وداعه خالته لم يلاحظ أبدا تلك الفتاة التي تنظر اليه باعجاب عند الباب,
هكذا بدأت هذه الحكاية الحزينة, و تستمر مثلما بدأت, ميران لا يرى جونول, و جونول
لم تمل من النظر الى ميران, بعد ذلك اليوم لم تترك ملاحقة ميران, لقد اعتنمت كل
فرصة لأجل رؤيته و التحدث معه, على الرغم من أن ميران لم يعطيها وجها لكنها أصبح
ضحية شبابه, بينما لم يوجد في عقله فكرة كالزواج اضطر على الزواج من جونول.
"لقد كنت
غير مدرك لكل شيء لم أستطع إخبارك بأي شيء, اللعبة المثيرة للاشمئزاز التي لعبناها
دخل الجهل من الباب الى الداخل".
"يا لها من فرحة".
"أيلول
أيضا سوف تعرف أنت تعلم ذلك؟, لن تخفي ريان عنها, غدا يوما ما عند الباب, عندما
يأتي المدعو أزاد كقاطع طريق سوف تعرف".
"دعيها
تعرف يا هذه", صرخ ميران قائلا, "هل سوف أخاف من أيلول؟", وضع يده
على ياقته بشكل مستعجل, "لقد مللت جونول, مللت, كم مرة قلت لك لا تذكري اسم ريان
مرة أخرى", صوت ميران العالي قد أرعب جونول, على الرغم من أن الهدف هو اصلاح
العلاقة بينهما, في كل مرة أكثر تدمر هذا الجليد الذي يشبه الزواج, في كل مرة تصدع
أكثر من ذلك بقليل, كان خوف جونول الوحيد هو أنه في يوم من الأيام سوف تتحطم بالكامل.
أرادت التعامل
مع الأمر, أمسكت بيد ميران اليمنى وسجنتها في راحة يدها, "أشتاق اليك
كثيرا", قالت بهدوء, تشتاق كثيرا, عندما تركها ميران محرومة من حبه اشتاقت
أكثر.
من بين أكثر الأشياء
التي يخشى ميران أن يسمعها هو كلمة "أشتاق", انه لا يشتاق, لكنه لا يريد
أن يقول ذلك ويكسر جونول, لكن ابتعاده عن زوجته كل يوم هو حقيقة, في الأصل لم يكن
يعتبر انه كان قريبا, سحب يده ببطء, "دعينا نتحدث لاحقا حسنا؟", جلس ألم
قاسي في وجه جونول, "قلت أنني أشتاق يا ميران, أليس هناك أهمية لهذا؟".
كان ميران في
أخر جولة من صبره, صرخ دون أن يفكر أن الكلمات التي سيقولها سوف تحرق المرأة التي
تقف أمامه, "لا جونول لا, لقد كنت أعيش بالطريقة التي تريدينها لمدة عام, حياتي
تحولت الى جحيم, لست سعيدا معك, ألا ترين؟".
ابعتدت جونول
عن ميران و أخدت زجاجة العطر التي كانت فوق الطاولة و ضربت بها الى الحائط, يبدو
أن الحبال قطعت, كانا كلاهما في لحظة تم فيها استبدال الفكر بالغضب, "لماذا
تزوجت بي اذا؟".
أخرج ميران
الصبر الذي بداخله, سوف تحدث مشاجرة كبيرة مجددا, في حين أنه سئم من الشجار, تعب,
أخذ نفسا عميقا و مد يديه على أكتاف جونول, العيون العسلية الباهتة بسبب الألم,
نظر اليها تلميحا بالملل, "في هذا الموضع أنتي و أنا مذنبان, لا فائدة من فتح
الدفاتر القديمة في هذا الليل", سحب يديه ببطء و التفت للوراء, أمسك جونول
ذراعه و حولته الى جهتها, يبدو أن جونول تميل الى الجروح المتوهجة هذه الليلة.
كانت غاضبة,
غاضبة جدا, كل يوم لم تستطع الوصول فيه إلى ميران زاد غضبها, "أريد أن نفتحها
يا ميران".
ضغط ميران بيديه
على عينيه, في كل مرة يغضب, يفقد أعصابه, كان يقوم بتلك الحركة, أثناء شد يديه رفع
رأسه ببطء, نظر الى زوجته بعيونه الزرقاء التي ترتجف من الغضب, "تريدين أن
تسمعي بالرغم من أنك سوف تحزنين, أليس كذلك؟".
هزت جونول
رأسها باتجاهين, بيأس, لا أريد أن اسمع, اياك أن تقول تلك الكلمات المخيفة, هذه الجمل
الساذجة التي غرقت مثل شوكة في طرف لسانها, لم تستطع الخروج من شفتيها.
تجاه السؤال
الذي بقي بدون اجابة سحب المرأة التي أمامه من ذراعها, "أخبريني, هل قلت لك
يوما أنني أحبك؟".
"لم تقل يا ميران...", لم تسمع لمرة
واحدة لم تسمع, "لم أقل لأنني لم أحبك يوما, أنت لم تتركيني منذ ذلك اليوم الملعون,
دخلت الى دمي...و كأنه لم يكفي, الى سريري...".
تمت مقاطعة كلمات
ميران مع صفعة على خده فجأة, ليس هو فقط بل جونول أيضا استسلمت لغضبها, فقط أنه لم
يكن هناك عفو من طرف ميران تجاه هذا, بينما يعيش ميران الصدمة بسبب الصفعة التي
تلقاها كانت عيناه تنظر بشكل مخيف مثلما لم تنظر من قبل, ربما كان هذا آخر قطرة من
القش, أمسك جونول من ذراعيها, بسبب جسمه الذي يغلي ألقى بها بقوة على السرير, عندما
أصبحت جونول موحدة فجأة مع السرير صاح ميران بشدة حتى أن جميع المنازل في الحي سمعت
به, "من أين لك هذه الشجاعة يا هذه, من أين؟", أذان جونول الأن ستصبح
صماء.
"من
أوصلني الى هذه الحالة هو أنت, أنت", تمزقت حبال جونول أيضا, من ناحية أخرى بدأت
تبكي.
بينما ميران
يمسك يده بعصبية أشار باصبعه نحو جونول كتهديد, قالها بدون وعي, "أكرهك أنت و
حبك الذي لا ينتهي", سكت و تنفس الصعداء, بينما أنزل يده ببطء إلى الأرض حول إصبعه
باتجاهه, "ليس أنت فقط", قال و صوته يضعف, عاجز, ضجر, ألقى بنلك الكلمات
لأجل انهاء جونول كليا بدون رحمة, "الوقوع في الحب, أنا أكره كل شيء".
التفت وراءه, في
تلك اللحظة فاز ببعد مختلف تماما من كراهية هذه المرأة, لا يوجد شعور بالشفقة أو الذنب,
لقد أصبح قلبه حجرا لدرجة أنه لا يحس بأي شيء, اتجه الى الخزانة و فتح باب خزانة الملابس
و أخذ معطفه تم مشى نحو الباب مباشرة.
كان يعرف أن
جونول سوف تأتي وراءه لكنه لم يكن ينظر إلى الوراء, لن ينظر, أخذ سترته و نزل
الدرج بسرعة, عند نهاية خطواته سمع صوت جونول, "ميران الى اين؟ الى أين تذهب
و تتركني".
توقف ميران حيث هو مؤقتا, تذكر ريان, قبل أيام
سمع نفس الكلمات من فمها, كم أصبح رجلا بائسا هكذا؟, بينما تردد صوت ريان في أذنيه
كان صوت جونول في الخلف.
مشى بسرعة نحو
الباب, اليوم سوف يغادر هذا المنزل ولن يعود اليه مرة أخرى, انتهت العبودية المؤلمة
لقلبه, ميران أقسم على تحرير نفسه اليوم, كان في اخر نقطة من التحمل, "لا تأتي
خلفي", قال صارخا, "الرجل الذي سجنته في راحة يدك, اليوم يحرر
نفسه".
نزلت جونول
الدرج بسرعة و هي تبكي, "أنت لم تكن سجيني يا ميران, لقد كنت كل شيء".
توقف ميران للمرة
الأخيرة قبل فتح الباب, لكنه لم ينظر وراءه, لأنه في كل مرة ينظر فيها إلى جونول ينزف
ضميره, استوعب نفسه مرة أخرى, ليس هذه المرة, ليس هذه المرة.
"أرسمي
طريقا جديدا لنفسك", قال بثقة, لم يكن يريد أن يحدث الأمر هكذا, لكنه حدث, من
الأن فصاعدا أزاح ثقلا عن نفسه, "أرسمي طريقا لا أكون فيه, لأن الطريق الذي
رسمته أنا, لست موجودة فيه بعد الأن".
في الواقع لم
تكن أبدا...
مثل الرياح هب
ميران الى الخارج, استسلمت جونول لفواقها بينما كان قلبها ينزع من مكانه, السبب في
عيشها, الرجل الذي كرست حياتها له يخرج و يذهب بعيدا عن المنزل, عن قلبها, لا يمكن
بدون محبة أن تستمر للأبد, سيأتي يوم و تستنفد, تستهلك, حين نفد صبر ميران, انتهت
حياة جونول.
****
مرت ساعات على هذا الانهيار العاصف, جاء ميران إلى
الشركة بمجرد مغادرته المنزل, لم ينم هنا لأول مرة, الأريكة التي في غرفته كانت
شاهدة لعدة مرات, الشعور بالوحدة, اعتاد النوم على هذه الأريكة عندما لم يتمكن من العودة
إلى المنزل, هذه المرة مختلف, لن يعود للمنزل مرة أخرى, يبدو أنه بحاجة الى منزل
جديد, الى جانب ذلك لم يكن لديه أي من
أشياءه, باستثناء قميص أسود وسترة جلدية سوداء كان يرتديها في المنزل قبل مغادرته.
في الصباح بدأت
ساعة العمل, يتم ملء مكان العمل ببطء بالموظفين, كانت أصوت الموظفين في الرواق
الموظفين تتصاعد, كان ميران يواجه صعوبة في الصباح, بالاضافة لذلك رأى ريان في
حلمه, هذا هو السئ, سوف يجن تقريبا من التفكير بريان.
جلس على
الأريكة و عيناه محرومتان من النوم, وبينما كان يتطلع لفترة وجيزة إلى خططه اليومية
من جهاز الكمبيوتر الخاص به فتح باب غرفته و دخل أردا, كما هو الحال دائمًا كان الشاب
نشيطًا ويبتسم لكنه رفع حاجبيه عندما رأى ميران
وهو يرتدي ملابس رياضية.
"لماذا
ترتدي هكذا؟ هل نسيت مقابلة بعد الظهر التي لدينا؟".
ظهرت ابتسامة سخيفة
على شفاه ميران, الانفصال, يمكن أن يجعل الانسان سعيدا هكذا, كان سعيدا مثل
الأطفال لأنه انفصل عن جونول, "سوف أشرح", قال وهو يشير الى المقعد
المقابل له, "تعال اجلس و أطلب لي شيئا لأجل الفطور".
اتصل بسارب من
هاتف العمل, "سوف تذهب حالا الى بيتي يا سارب, أحضر لي الأوراق التي في
الصندوق, بالاضافة الى ذلك", رفع رأسه و ابتسم في وجه أردا الذي ينظر في
حيرة, "خذ معك حقيبة و ضع فيها ملابسي".
بعد اغلاقه
الهاتف رفع أردا اصبعه باتجاهه, "أم أنك؟ هل انتهى؟ هل انتهى هذا
الزواج؟".
أمال ميران
عنقه بهدوء, "أنا تخلصت فقط من الأصفاد, هذا ما يجب أن يكون".
أعطاه أردا
الحق, ليس أنه لم يشعر بالأسف نحو جونول بل أن هذه الامور لا تتم من طرف واحد,
"أجل", قال أردا, "هذا ما كان يجب أن يكون".
أراد أردا فتح
موضوع ريان حول هذه المسألة لكنه سكت, كانوا يتجادلون دائمًا عند فتح الموضوع حتى
ان لم يرد ذلك, لكنه لم يفلت تفصيل واحد, في أخر جدال له مع ميران قال له أنه يحب
ريان, اليوم انفصل عن جونول و جاء الى العمل, أردا متأكد مثل اسمه أن ميران يفعل
كل تلك الأشياء لأجل ريان.
بعد فترة من المجادلة
عاد كلاهما إلى العمل, بغض النظر عن مدى ارتفاع شبكات المصير وارتفاع شدة الألم الحياة تستمرت بطريقة أو بأخرى, كان عليه ذلك, لم
نتمكن من مقاومة الوقت.
ميران طوال
حياته لم يدع أي شيء يتدخل بعمله, أنه كذلك مرة أخرى, أعطى روحه رغبته بالتصفية و
لعب لعبة انتقام صادمة, لم يهتم بالحطام المتعدد الذي تركه وراءه, قتل ريان و ترك
جونول, رجل يئن لسنوات مع الندم رمى سره الى الوسط, كان قد بعثر عائلته بأكملها,
كان يتصرف و كأن كل هذا لا يهمه.
في الواقع
الوضع لم يكن هكذا, منذ ذلك الحين كان موضوع الكوابيس, صرخات حادة مرددة في عقله, كانت
هناك امرأة لا تذهب من أمام عيونه, كان ميران يموت لكنه لم يستطع أن ينسى ريان.
غادر جميع الموظفين
الشركة في نهاية العمل, بقي فقط أردا وميران, نظر الشاب الى الحقيبة الموجودة وراء
الباب, أنه وحيد الأن, كان يجب أن يكون أول من يفرح عندما لا يجد منزل يذهب اليه
في المساء, طوال اليوم لم يتوقف هاتفه عن الرنين, رسائل جونول المليئة بالهذيان.
سيبقى بضعة
أيام عند أردا حتى يتم تسوية أمور منزله الجديد, في النتيجة اردا يعيش لوحده ولم
يكن سيدع ميران يبقى في الفندق, من ناحية أخرى سمت خالته أنه ترك البيت و أصرت
عليه أن يبقى عندها, لكن ميران رفض, لأنه اذا ذهب الى منزل خالته سوف تحاول هي و
أيلول اقناعه بخصوص جونول.
ميران أتخذ
قراره, مهما حدث مسألة جونول قد انتهت.
بعد وضع مفتاح سيارته وهاتفه في يده, أطفأ الأنوار
في الغرفة, في تلك اللحظة اهتز مبنى الشركة
الذي كان فارغًا بسبب ضجيج كبير, "هل تعرف من يوجد في الأسفل؟", سأل
أردا, مر أسم واحد في عقل ميران, لأنه كان ينتظر.
"يجب أن
يكون أزاد", عندما قال ميران ذلك ضرب أردا الباب بقوة بيده, "الرجل في
نهاية المساء يداهم الشركة و في يده سلاح, كيف يمكن أن تكون مرتاحا لهذه
الدرجة؟".
"كانت هذه
نهاية حتمية, هل ظننت أني لم اجازف بكل شيء؟",لم يتمكنوا من إضاعة الوقت في الحديث, كان هناك قلق كبير على وجه أردا, في نهاية هذه
الليلة كان خائفا جدا من حدوث شيء ما لميران, كان هناك سؤال واحد في عقل ميران,
ياترى هل جاء ذلك الرجل ايضا؟ قاتل والده, هزار شان أوغلوا هل هو هنا؟.
صعدوا المصعد وضغطوا
على الطابق الأرضي, صوت أزاد العالي كان يمر في الشركة الكبيرة, الأمن عند الباب
أمسكه بصعوبة, من يعلم كم كان غاضبا من ميران, كان يعرف عن حب أزاد لريان, لذلك
ميران يكره أزاد أيضا.
"هل قلت
للأمن ألا يتصل بالشرطة؟", "لن يتصلوا".
فتح باب المصعد,
لاحظ أزاد وجود ميران في المصعد لذلك وقف أمامه و انتظر, بمجرد فتح الباب هاجم ميران,
في مواجهة هذه المحاولة المفاجئة تم دفن ميران في المصعد بلكمة من أزاد, تدخل أردا
و ربح ميران بعض الوقت, عندما أخرج أردا أزاد من المصعد انطلق ميران وخرج, كان
أزاد غاضبا لدرجة أن اللكمة التي وجهها الى ميران جعلت أنفه ينزف.
ضغط بظهر يده
على النزيف, نظر الى الرجل الذي يقف أمامه, بعد قليل سوف تقوم القيامة أحسوا بذلك,
"مرحبا بك", قال بصوت ساخر, "جعلتني أنتظر كثيرا أزاد شان
أوغلو".
"أنت
نذل", تمتم أزاد في حين أن ميران ابتسم, هذه الكلمات لم تكن تغضبه, بالعكس
كان يستمتع, أن يحمل الانسان لقب شان أوغلو كان كافيا له لكي يكرهه.
"أريد ان
تخرج جثك من هنا اليوم", هدوء في الثواني الأخيرة "عندها فقط سيبرد
داخلي".
"حقا, هل لديك أي طلبات أخرى؟", رفع ميران
إصبعه في الهواء وأخذه إلى جبهته, "صحيح لقد نسيت, قتل الانسان أليس هذا
تقليد في عائلتكم؟".
كان وجه أزاد في
حالة من الغضب الشديد, أردا كان يشاهد هذا التوتر الغريب و بداخله قلق, "يجب أن
تكون النذالة ميراث بقي لك من والدك".
كل شيء حدث في
تلك اللحظة, حقد كخطورة الموت, بدءا من روح ميران استولى على الجسم كله, لم يكن
ليتحمل هذا, ألقى بنفسه في النيران, لا يمكن لأحد أن يتحدث بشكل سيء عن الرجل الذي
كان بريئاً في حياته لأجل دفع ثمن دمه, خصوصا العدو لا يمكن أن يجرؤ أبدا.
عندما ألقى ميران
ركلة قوية على بطن أزاد سقط الشاب على الأرض, وجد ميران نفسه فوق أزاد يفرغ قبضاته
على أزاد مع عظمة غضب تلك اللحظة, هذا الرجل لم يكن ميران, تقريبا كان هناك وحش في
داخله, لم يكن مخيفا ابدا لهذه الدرجة في حياته كلها, أردا صديق ميران لسنوات, هذه هي المرة الأولى التي يراه
فيها هكذا.
"سأقتلك,
هنا الأن سأقتلك, أيها الوغد استرجع كلماتك".
تعادلت
الكلمات, كان وجهه يتلقى لكمات ضخمة, استمر هذا لعدة دقائق, كانت الشتائم واللكمات
تطير في الهواء, أردا لم يتدخل في هذا الوضع, كان يعلم أن الغضب الصدأ يحتاج إلى القيء
و كان السم الشائك المتدفق في الأوردة يحتاج الى الانسكاب.
دقائق من
العنف, الجثتان المتعبتان والدميتان لم تستطع تحريك ذراعهما, كان وجههم مغطى بالدماء,
علاوة على ذلك كان أزاد أسوأ من ميران, دفع ثمن تلك الكلمات المشينة.
دخل رجل الى
الداخل من الباب, الأمن كان ينتظر عند الباب, عندما رأى أزاد في حالة استنفاد ركض بسرعة
وركع بجانبه, "ماذا حدث أزاد هل أنت بخير؟".
هز أزاد رأسه,
تمسك بالرجل الذي بجانبه و وقف على رجليه, "أنا بخير يا بكر", أدار رأسه
و نظر الى ميران, "لكن هذا من بعد الأن لن يكون بخير", ميران تقلص بغضب أسنانه,
"أغرب من هنا".
"سوف
أذهب", قال أزاد, نتيجة الغضب حول قدميهما لم تكن أبدا جيدة لأجل كليهما, الآن
وجه كلاهما مليء بالثقوب, " هذا لا يعني أنني لن أعود مرة أخرى, إذا لم أقم بعمل
ثقب في منتصف تلك الجبهة, فهو بفضل عمي, أدعي له".
"الدعاء
لقاتل؟, حتى لو كنت سأموت لن أشرب قطرة ماء من يده, أنه قاتل والدي", عند قول
كل هذا استقر فضول في عقله, هزار شان أوغلو الرجل الذي لم يشفق على والده, هل يكون
رحيما؟, بعد كل تلك الأشياء السيئة التي فعلها بابنته؟, لم يتقبل عقل ميران ذلك,
لسانه لم يسأل.
جسده المنهك بالكاد
وقف, رفع يده ودعا رجاله واقفين عند الباب, دخل سارب وعلي أيضًا مع الأمن الى الداخل,
أشار باصبعه الى أزاد, "اذا دخل هذا الرجل من هذا الباب الى الداخل مرة أخرى,
أعرفوا أنفسكم موتى".
عندما رأى
أزاد الرجال قادمين نحوه, أخرج سلاحه من خصره, "سأذهب بنفسي, ليس هناك حاجة
للمهرجين", ابتسمت ميران على الرغم من كل تعبه وجروحه على وجهه, وظلت عينه عالقة
في المسدس الذي أمسك به أزاد بإحكام, "أنت لا شيء من دونه, مسكين".
تصرف أزاد و
كأنه لم يهتم بكلام ميران, مشى إلى الباب بسرعة, كان ذاهبا لكنه بالتأكيد سوف يعود
يوما ما, كل رحيل يكون منعطفا غير متوقع, منذ اليوم الذي أخبرته زوجة عمه الحقيقة بدا أن عقله قد تخلى عن روحه, كرهه تجاه ميران وصلت
إلى حجم كان من الصعب تحمله, لم يكن وضعا سهلا, كان ميران النذل الذي رمى شرفهم, مقابل
هذا سيكون هو الموت, ولكن كان هناك قرار واضح من عمه.
لن يلمس
ميران.
واليوم, هنا, إذا
لم يوجه هذا السلاح إلى ميران وأطلق النار عليه فإن السبب الوحيد لذلك هو وعده لعمه,
رغم أنه لم يستطع أن يفهم السبب, لم يستطع كسر قرار والده وعمه, قبل الخروج من
الباب نظر للمرة الاخيرة الى العيون الزرقاء التي يكرهها.
"لم
ينتهي حسابنا", قال أزاد, "سوف أعود مجددا, أنت بفتحك حرب ضدنا وقعت على
مذكرة موتك, كارامان", حرق طرف لسانه, أخذ نفسا عميقا, "سوف أجد
ريان", تابع كلامه و هو يوجه اصبعه نحو ميران, "الجروح التي فتحتها سوف
ألفها واحدة واحدة, لقد خسرتها مرة لن أخسرها مرة أخرى, سأقاتل حتى لا يبقى أي أثر
لك في عقلها وقلبها, سأموت إذا لزم الأمر... لكنني سأحذف آثارك
واحدة تلو الأخرى"
تعليقات
إرسال تعليق