الفصل العاشر : مخاوف
لا يمكن أن يكون هناك مشاعر لدى قلب متحجر, لا يمكن لأي روحانية
أن تتحكم في هذا القلب, بعد ذلك اليوم أصبح ميران أكثر قسوة, يحرق أرواح الناس دون
تفكير, و اول من يأخذ نصبيها من هذا هو جونول, و جميع العاملين لدى ميران, لم يكن يعرف
السبب وراء كل هذا, كان يجب أن يكون سعيدا, لقد أخذ انتقامه قام بالتسوية, ما
الخطأ الذي حدث؟, الشيء الذي جعله مجنونا هكذا...ماهو؟.
في تلك
الليلة, أرسل أحد رجاله الى ديار بكر الى المنزل الذي بقي فيه مع ريان ليلة واحدة,
مثلما توقع ريان لم تكن هناك, علاوة على ذلك لم يثم العثور عليها, الى اين ذهبت,
لم يعرف أين اختفت, كان ميران و كأنه سوف يفقد عقله, لم يكن هذا ضمن خططه, ريان
سوف تعود الى القصر و تخبر ذلك الرجل الذي هو عدوه بكل شيء قاله ميران, و ميران
سوف يجتمع بما يريده, الى أين ذهبت تلك الفتاة بحق الجحيم؟.
في النهاية
ألقى نظرة على قوائم المسافرين في المطارات والمحطات في ماردين وديار بكر في يومين,
لقد صدم, بدا ميران و كأنه جالس على شوكة, لأن ريان يجب أن تكون قد جاءت إلى اسطنبول
بعد بضع ساعات.
لم يتوقع أبدا
أن هذه الفتاة ستذهب هكذا, على وجه الخصوص لم يتوقع أن تكون قادرة على الخروج
وراءه بعد بضع ساعات, الأن يشعر و كأنها ستخرج من مكان ما في أي لحظة و تحاسبه على
ما فعله, هل كان يخاف من ريان؟, التفكير في الأمر, ميران كان يضحك مثل المجنون, ميران
الذي لا يخاف من أي أحد و الذي طعن عائلة من وراء ظهرها دون أي تفكير, الأن يخاف
من فتاة صغيرة؟.
ميران لا يخاف
من ريان بل من قلبه الذي يخفق بشكل جامح عند رؤيتها, حتى هذا العمر لم تمر مشاعره
في يده, حكم على كل حواسه بعقله, بعد هذا الوقت لم يتمكن من ترك قلبه يعترض عقله, لا
ينبغي أن يفعل, و الا سوف يتحطم ميران على أقصى تقدير, يمكن أن تكون نهاية الطريق
الذي يمشي فيه, خطط السنين تقع في الماء, سوف يضيع كل العمل السابق هباءا.
بينما يفكر في
غرفته كالمجنون و يصعد نزولا و هبوطا فتح الباب فجأة, الشيء الوحيد الذي لا يستطع تحمله
في العمل هو فتح بابه دون طرقه أولا, "كم مرة يجب أن أقول؟", بقيت
كلماته ناقصة بعد الوجه الذي راه, تم شنق الوجه بالكامل, "قواعدك لا تسري علي
يا ميران".
حدق بعينه الى
زوجته التي دخلت, جلست على الأريكة بعد دخولها, وجهه عابس و حواجبه مجعدة كالعادة,
لوح بالقلم الذي بين أصابعه نحو جونول التي تجلس مقابلة له, "هذا مكاني
الخاص, هذه القواعد تنطبق عليك أيضا".
تجاهلت جونول
ميران و كأنها لم تسمعه, "أريد شرب القهوة, لتكن سادة", رفع ميران حاجبه
و كأنه لم يسمع جونول, "لماذا جئت الى هنا".
جونول لم
تتحمل أكثر, على الرغم من محاولة وقوفها على رجليها و اعطاء ميران الاهتمام, لا
ترى ذلك الشيء في عيونه, تعاني بسبب حروجها, "لماذا أتيت؟", سألت و
صوتها ممتلئ بالحزن و عيونها امتلأت فجأة, " أتيت في وقت متأخر
من الليلة الماضية الى المنزل لدرجة أنني نمت في انتظارك, هناك ماهو أكثر, ذهبت في
الصباح الباكر لدرجة أنني لم أستطع رؤيتك مرة أخرى عندما استيقظت".
الرجل الشاب
حول عيونه, كل كلمة من هذه المرأة تتسبب في غضب شديد, "هل أتيت الى هنا
لتخبريني بهذا يا جونول؟", سأل في لهجة مخملية.
كانت عيون
جونول ضبابية, تم تشديد ألمها, "هل تعتقد أنني جئت لأقول ذلك يا ميران",
تمزق جسدها من الغضب عندما لم ينظر زوجها إلى وجهها, بدأ صوتها في الارتجاف,
" أنا أتوق لرؤية وجهك, لقد أصبحت و كأنك بعيد
على بعد ميل عني منذ دخول ريان الى حياتنا, لا تراني, لا تسمعني", أخذت نفسا
ببطء, "الأكثر إيلاما...", تمتمت في داخلها, "لا تحبني...",
هذا الشوق الممل كان يجعل ميران يشعر بالملل أكثر, لقد وصل الى مرحلة لم يعد يستطيع
التنفس, كان يبدو و كأن يد الحب المظلم يخدش حلقه, "أعمالي كثيرة
جونول", في تعامله مع الملفات التي تقف أمامه, كان غير مبال و كأن زوجته لم تكن
موجودة, "لمدة شهر لم أستطع التعامل مع هذا, الأمور متداخلة, لا أستطيع تركه,
أنا مشغول, افهميني".
"ما هي
الكذبة التي قلتها لعمك؟", سألت جونول فجأة, تم تعليق وجه ميران تمامًا, رفع
رأسه و نظر الى جونول بغضب, "قلت ما سأقوله ما شأنك؟, اياك و التحدث مع عمي",
جونول لم تجب, وقفت ومشت نحو النافذة التي تغطي نصف الجدار, تقع هذه الغرفة في الطابق
العلوي من المبنى, وكانت تنتشر في جميع أنحاء إسطنبول, بينما كانت تشاهد منظر
البحر التفت و بدأت التحدت على الرغم من أنها تعرف أن هذا الكلام سوف يغضب ميران,
"لو أننا لم نذهب الى ماردين لأجل تلك الفتاة كنا الأن سنقضي الوقت
معا".
لم يعد ميران يهتم
بما سمع, بالرغم من تحذيره لها مرارا و تكرارا كان كلام جونول عن ريان ناقصا, لم
يعد يشعر ان هناك حاجة للاجابة و عندما قرر عدم الاجابة جونول لا تسكت و تابعت
ازعاج ميران, الرجل الذي اختنق زيادة فتح أحد أزرار قميصه, سنة واحدة من الزواج,
حياته مشددة, دفن رأسه في الحاسوب الخاص به, فكر أن جونول سوف تستسلم و تعود لكنه
كان مخطئا, فجأة عندما ضربت ورقة رأسه فوجئ بما حدث, "ماذا تفعلين يا جونول؟", كانت نبرة
صوته قاسية قليلا.
أخذ الورقة
التي وقعت على لوحة مفاتيح حاسوبه كان وجهه كمن سكب عليه ماء مغلي, لقد كان تقرير مرض
مزيف, مكتوب عليه معلومات جونول.
"ماهذا
الأن؟", سأل بنبرة قاسية, "ماذا تفعلين؟", قالت جونول بفخر, "لقد
أنقذتك من يدي عمك, كيف كنت ستفسر عدم تواجدنا في اسطنبول منذ فترة طويلة؟, لأنني
مريضة, قلت له أننا ابتعدنا لأجل أن أتعالج و صدق عمك ذلك, ماذا سيحدث لو علم
بالأشياء التي فعلتها, هل لديك علم؟".
ضغط ميران على
قبضته وفي نفس الوقت تمتم بغضب من بين أسنانه, "هل وقع الأمر عليك جونول؟,
أنا لا أخاف من عمي, أنت لماذا تخافين؟", لم يعد يستطيع التحمل, لا يستطيع
تحمل جونول في حالتها غير المتزنة, مد يده على هاتف العمل الموجود على مكتبه ووضع
السماعة في اذنه, تمتم بعنف بشفاهه الغاضبة, " سارب تعال الى غرفتي".
لم تخرج جونول
صوتها لانها تعرف ما فعله ميران, بعد دقيقتين أدارت عينيها الى الباب الذي فتح, عندما
دخل سارب هدأ ميران, "هلا أوصلت جونول الى المنزل؟", سأل بهدوء, خرجت
جونول من الغرفة بغضب, عندما خرج سارب و أغلق الباب أسند ميران رأسه للوراء و أخذ
نفسا عميقا, ليس هناك خلاص, لا يستطيع التخلص من هذه المرأة ولا يستطيع أن يجد
نهاية لهذيان الزواج هذا.
لم يمر وقت
طويل و فتح الباب مجددا وهذه المرة كان أردا, فكر ميران أن جونول عادت فكان يستعد
ليعبس بحواجبه لكنه عندما رأى أرادا قال بصوت هادئ, "هل كان أنت؟", سأل
ميران.
دخل أردا مع
ابتسامة عريضة, "ما هذا؟ ألا تحبني بعد الآن؟".
ابتسم ميران,
كان أردا من بين الأشخاص النادرين الذين يستطيعون جعل وجه ميران يبتسم, صداقتهم التي
استمرت منذ سنوات الدراسة الثانوية كانت ملتزمة بإحكام, منذ ذلك اليوم لم يتم فصلهم
عن بعض لا في المدرسة أو في العمل, لم يروا بعضهم البعض بشكل مختلف عن الاخوة, تولى
ميران الشركة التي ورثها من والده التي كان يتولاها عمه قبلا اليوم يمسكها هو و
أردا, لا ينبغي أن يكون قد فاته عمه, على الرغم من أنهم لا يتفاهمان فهو يظل نصف
الأب.
"كيف
تشعر؟", سأل أردا, "ما الذي يمر في هذا العقل المثالي؟".
"لا
شيء", كان ميران يشابك شعره بيديه, "أنت تبدو متوتر للغاية, ألا يجب أن تكون
سعيدًا الآن؟", في سؤال أردا ، كانت هناك تلميحات من شأنها أن تجعل ميران مجنون,
لم يكن أردا موافقا على لعبة الانتقام هذه منذ البداية, حتى أنه بسبب هذا تشاجر مع
ميران من قبل و حاول ابعاده عن هذا الطريق, لكن لم يكن يمتلك القوة ليجعل ميران
يتراجع عن قراره.
"لا شي
يسير كما يجب", قال ميران و هو يضع يديه على الطاولة, "ريان لم تعد الى
القصر, أهل القصر لا يعرفون أي شيء بعد, علاوة على ذلك يمكن أن تخرج ريان أمامي في
أي لحظة".
"لنقل
أنها خرجت أمامك, ماذا سوف يحدث؟", لف ميران يديه تحت رقبته وفركها في ملل, لم
يكن لديه جواب على هذا السؤال, لم يعرف ماذا سيفعل بكل الأحوال, عندما حول عينيه
الى زجاج النافذة أخذ نفسا عميقا, "في مكان ما في هذه المدينة, هي أيضا تتنفس
معي".
"لماذا تهتم
كثيرا بهذا؟", سأل أردا, كما لو كان يحاول انتشال السبب الكامن وراء هذه المسألة,
"انتهى عملك مع ريان, الأن ستنتظر مجيء والدها و مواجهته", عندما لم
يحصل على اجابة من ميران كالعادة بدأ أردا عتابه, "لقد ارتكبت خطأ كبيرا
ميران, لقد لعبت رسميا بالنار, هل تعرف ماذا يعني الشرف بالنسبة لتلك العائلة؟, سوف
يطلقون النار عليك في الجبهة دون أي تفكير".
"لم أبدأ
هذه الحرب لأجل الموت, ليس هذه المرة, هذه المرة لن أكون أنا الخاسر", للتخفيف
من آلام في الرأس بدأ بالضغط بيديه على صدغه, "في بعض الأحيان لا أستطيع
التنفس, كل شيء يأتي على عاتقي, زواجي يخنقني...".
احنى أردا رأسه إلى الخلف على الأريكة التي يجلس عليها,
بينما كان يشبك ذراعيه معًا حدق بعينه في ميران, كان يستطيع أن يرى كيف يبدو
حزينا, "لقد حذرتك كثيرا في العام الماضي, لم يكن يجب أن تتزوج من جونول,
أنظر الى حالتك...واضح أنك لا تحبها, الآن أنتما الاتنان تعانيان, هل هذا أفضل؟".
"في بعض
الأحيان أرغب في أن أضرب رأسي بالحجارة, عندما قلت ألا أترك جونول في الوسط هكذا و
ألعن ذلك اليوم الذي قلت فيه نعم لهذا الشيء", "لا يمكنك تغير ما حدث,
لكن بيدك ألا تقوم بأخطاء سوف تندم عليها لاحقا", رفع اصبعه و أشار الى ميران
كما لو كان مجرما, "من المؤسف أنك تستمر في ارتكاب أخطاء فظيعة".
"يا لها
من كذبة", تابع أردا كلامه, اتخذ وجهه شكلا مختلفا بدا و كأنه اهتز بالكلمات
التي قالها, "أخر شيء فعلته قد أرعبني, لم يكن يجب أن تلمس ريان يا ميران, فتاة
بريئة لم يكن يجب أن تجعلها أداة, فعلتك هذه...", قاطع ميران كلماته فجأة, الرجل
الذي أمامه أصبح غاضبا و يصرخ.
"الخطأ
هو خطأ, ما شأنك هاا ما دخلك, لست نادما بمقدار ذرة, لو حدث مرة أخرى سوف أستخدم
تلك الفتاة دون تفكير, اياك أن تتدخل في عملي يا أردا, حتى لو كان أنت".
نهض من مقعده وسار
بسرعة, سحق باب الغرفة و خرج بغضب, حتى لو كان الأقرب بمكن خوض شجار كبير كهذا مع
أردا, بينما كان يسير نحو المصعد, كان يصرخ بقبضته, فقط لأنه لم يدعي أنه بريئ و
بدون ذنب كان الجميع يأتي فوقه, خالته, جونول, أردا...ميران لم يعد يستطيع التحمل
أكثر, مع صورة ظلية لريان أمام عينيه في كل لحظة أصبح هذا الوضع لا يطاق.
نظر بعينه في
انعكاس المرآة داخل المصعد, كان هناك رجل فظيع يختبئ وراء المحيط, و طفل يائس, مزاج
الشعور بالمد والجزر التي لم يستطع تسميته قد تشوش, ان الكلمات التي قالها منذ
قليل كان وراءها حتى النهاية, لو حدث مرة أخرى سوف يتزوج ريان مرة أخرى, لكن هل
كان سيتركها هذه المرة؟, لم يكن يعرف.
الطرق التي
يسير فيها الأن لم تكن مسطحة, قذرة جدا, حجرية جدا, و كأنه في داخل متاهة, أفكاره مرتبكة
للغاية و قلبه مكتظ بطوفان, كان من المقرر أن يتخلل الشارع طريق مسدود أو أن يسحب مصيره
إلى المستنقع, لأنه تشوش, كان صبره يفيض.
****
المكان الذي
تسقط فيه النار يسمى حرق, النار الذي أحرقها ميران أحرقت ريان أولا تم أحرقت زهرة
هانم, في اليوم التالي لزواج ريان,الأخبار التي حصلت عليها من الهاتف أحرقت
رئتيها, منذ يومين وكأنها فقدت عقلها تمشي في القصر صعودا و هبوطا لكن لم يخطر في
بال أحد أن هنالك مشكلة, كان الجميع يظن أن حزنها على ذهاب ريان هو السبب في
حالتها هذه.
منذ علمها أن
ريان ذهبت ضحية انتقام و السبب في هذا كله هو زوجها حتى الماء لم يعد يمر من
حلقها, ولكن حتى الصمت كان له حدود, اليوم كانت ستخبر الجميع بكل ماحدث, و سيعلم
كل من في القصر بما حل بريان.
نزلت الدرج
بشكل ثقيل, لأن جسمها كان يهتز أحست بالحاجة الى التمسك بالدرابزين, تجمع أهل القصر
بأكملهم حول الطاولة لتناول العشاء, عندما رأت هافن زوجة عمها على الدرج رفعت يدها
وابتسمت, لأن ريان قد ذهب, هذه المرأة لم تأكل بشكل صحيح حتى, "زوجة عمي نحن
بانتظارك".
بعد وصول زهرة
هانم الى الفناء توجهت الى الطاولة مباشرة مع تعابير وجه مفجع, في الواقع الجميع
يلاحظ أنها غريبة, كانت دلال هانم تعتقد أنه سيكون جيدا وضع اليد على الموضوع,
"لست أول أم تعطي ابنتها", قالت,"عودي الى رشدك قليلا زهراء, فكري
بريان".
نظرت زهرة هانم
إلى كل الوجوه الموجودة على الطاولة واحدة تلو الأخرى, الأن الجميع يعلم أن هناك
شيء خاطئ, "هل انت بخير أمي؟", كان بدرهان متضايقا بشدة.
السيد جيهان,
هافين, أزاد, ديلال هانم...جميعهم كانوا ينظرون مباشرة الى الوجة المخيف للمرأة
التي أمامهم, كانت زهرة هانم تنظر الى شخص واحد, زوجها, في تلك اللحظة التي سكبت
فيها كلماتها من بين شفاهها تجمد الدم في الجميع, "قد لا أكون الوحيدة التي
أعطت ابنتها لكنني أول أم تعطي ابنتها كضحية للانتقام".
كان هناك صمت عميق
على الطاولة, كان اسم الشخص الذي أسقط الهدوء هو أزاد, "ماذا يعني هذا يا
زوجة عمي؟", كانت فاطمة عند باب المطبخ تنتظر بفضول, و كانت ديلان تشاهد من
النافذة.
زهرة لم ترفع عينيها
عن زوجها, "من يكون ميران؟, من يكون هذا الرجل الذي أعطيته ابنتي يا
هزار؟".
وقف هزار بلطف
من كرسيه, ماذا كان هناك, لم يفهم أي شيء, لم يكن لديه أي فكرة عما تعنيه زوجته, "ماذا
تقولين يا امرأة؟ الا تعرفين من هو ميران؟", "حسنا ماذا عنك؟ هل تعرف من
يكون ميران؟".
عندما كان
هزار يقف أمام زوجته تم حبس جميع الأنفاس, بالخصوص أزاد, كان يستمع بغضب, تحولت عيون
زهرة هانم إلى الطاولة, سحبت غطاء الطاولة وألقت بكل شيء على الأرض دون تفكير, تسببت
الأطباق والسكاكين التي تتساقط على أرضية الفناء مع ضجة كبيرة في وقوف الجميع, "كيف
ترمي ابنتي الى النار؟, كيف تعطي ريان لابن عدوك؟, ألم تفكر ابدا بما
سيحدث؟".
كان هزار
مندهشا أكثر, فتح شفاهه بصعوبة, "ماذا تقولين يا امرأة؟, أي عدو, أي
نار؟", فتح عيونه بغضب و اندهاش لم يكن يفهم شيئا من كلام زوجته, كانت غاضبة
فقط.
"لما لم
تقل؟", سألت زهرة بغضب, "لماذا لم تخبرنا أنك قتلت رجلا منذ
سنوات؟".
بقي الرجل
مذهولا أمام سره الكبير الذي انسكب من بين شفاه زوجته, انتقلت عيناه الى أخيه
الأكبر جيهان, لم يكن هناك أحد يعرف بهذا السر القديم غير أخيه جيهان, من أين عرفت
هذه المرأة؟.
"من أين
تعرفين هذا؟", سأل بتردد, كانت عيون السيدة زهرة ممتلئة, "ذلك الرجل
الذي قتلته منذ سنوات, أحمد كرامان", قالت بصراخ," ميران يكون ابنه,
ميران يكون ابن ذلك المدعو أحمد كرامان, كل شيء كان لعبة قذرة تم تنظيمها من أجل الانتقام
ليأخذ منك كل شيء, و ريان أكبر ضحية في هذه اللعبة".
عندما انهار
القصر مع هذه الحقيقة كان هزار شان أوغلو يسحق تحت هذا الانهيار, ذلك الرجل...كان
لديه ابن؟, ميران كان ابن أحمد كرمان؟.
السيدة زهرة لم
تعد قادرة على التحمل وبدأت في البكاء, "ذهب ميران, في اليوم التالي بعد
الزفاف, ترك ريان في ذلك المنزل و ذهب, عند ذهابه لم ينسى أيضا أن يرسل لك
سلاما", ركعت وبدأت تبكي على ركبتيها, "لقد أحرقت
ابنتي...أحرقتها".
أخد أزاد نفسا
الى جانب زوجة عمه, بالإضافة إلى دهشة الجميع وموقفهم الهادئ سقطت موجة اضطراب أبدية
في داخله, كان الموضوع ريان, كيف يمكن الا يحترق أزاد؟, بعد أن ركع الى جانب زوجة
عمه وضع يده على كتفها, "لا تبكي يا زوجة عمي", قال بغضب, "أين هي
ريان الأن؟".
كان هذا هو السؤال
الذي كان الجميع مهتمين به, أين كانت ريان؟, بما أن ميران تركها في اليوم التالي
من الزفاف و ذهب, في تلك الحالة لماذا لم تعد بالرغم من مرور يومين؟.
"ريان لم
تعد موجودة", صرخت زهرة, رفعت رأسها و نظرت الى وجه زوجها الشاحب, "ارفع
يدك عن ابنتي".
"قولي
مكان ريان يا زهرة هانم", دخل جيهان الى الوسط, كان هو كبير العائلة, لم يكن
هناك أحد غيره يستطيع تهدئة هذا الاضطراب, "سوف و أحضرها الى هنا, الفتاة
يائسة الأن, ما الذي تم فعله, لنعرف بشكل كامل".
هزت زهرة رأسها
بسرعة, سقط كتفها, عندما ذهبت هافين الى جانب زوجة عمها كانت تبكي أيضا, من يعلم
أين ريان الأن في أي حالة هي؟, "انسى ذلك, ريان لن تعود الى ماردين بعد الأن,
لقد احترقت مرة, لن أسمع بأن تتأدى شعرة
منها مجددا".
"زوجة
عمي فكري بمنطق", قال أزاد, "هذا بيت ريان أيضا, ماذا يعني لن تعود الى
هنا, قلت أن ذلك الوغد المدعوا ميران قد تركها و ذهب, الى أين ستذهب هذه
الفتاة؟".
"هل هذا
هو المهم؟", صرخت زهرة بغضب, "لقد تحول الوسط الى كذبة, فقط لأجل أخذ
الانتقام تم القيام بحفل زفاف مزيف, تم خداع ابنتي ريان, من يكون ميران هذا, من
يكون؟".
نهض أزاد و
نظر الى عمه في انتظار تفسير, مثل الجميع كان في صدمة, لا يزال لا يصدق أن هذا
الزواج لعبة, لكنه بدا و كأنه فهم كل شيء, الأن ادرك أي لعبة كبيرة دخلوا اليها, ضغط
على قبضة يده بغضب و هو ينظر الى عمه و زوجة عمه بتساءل, ولكن كان هناك شيء لم يفهمه
ودفع حدود عقله, لا يمكن أن يكون عمه قتل أحدهم, لم يعطي احتمال لذلك لكن صمت عمه,
قبوله لهذا الأمر كان يحطمه.
"عمي هل
هذا صحيح؟", سال أزاد, الجميع كان يتحدث و هذا الرجل كان صامتا, في الواقع
هزار قد اهتز رأسه منذ أن علم أن ميران ابن ذلك الرجل, لم يستطع قول كلمة واحدة, كان
وحده مع الخلاف الداخلي, على الرغم من كل الضجيج وحشد الصبر.
أصبح رأسه مرتبكا
أكثر فأكثر, هافين تتهامس مع والدتها, زهرة واصلت العتاب بصمت في المكان الذي تجلس
فيه, أزاد عندما لم يحصل على جواب من عمه اتجه الى والده مباشرة, "أبي أنت قل
شيئا حبا في الله, من يكون أحمد كرمان؟".
جيهان مشيرا
باصبعه الى شفاهه نظر الى ابنه مشيرا له ليسكت, نظر الى أخيه رأى انهياره, كان يستطيع
فهم ما يشعر به الآن, لأنه في هذا القصر, كان هو الوحيد الذي عرف هذا السر الغامض,
لسنوات تم وضع خط أسود على ذلك الماضي القذر, لكنهم يقولون إن الماضي لا يترك
ملاحقة الناس, هذا صحيح, كان يقف أمام ماضيه.
"سوف
نتحدث عن كل هذه الأشياء لاحقا", عندما نظر الجميع الى هزار, بهذه الطريقة اعترف
بأنه قاتل, كان أزاد أكثر من أراد أن يكون مخطئا بهذا الموضوع, لم يجد القاتل في
سمات عمه أبدا, مهما يكن أحمد كرامان فميران ابنه و قد لعب لعبة كبيرة بهذه
العائلة, مهما كان السبب كان من الظلم أن ينتقم بتلك الطريقة, وفقا لأزاد فهذا
الموقف لا يسامح عليه, هذه الهزيمة ليست من النوع الذي يتم بلعه, مقابل روح والده
فتح ميران الحرب ضدهم عن طريق شرفهم, الأن أزاد يفهم بشكل جيد أكثر, السبب في أنه شعر
بالغضب الشديد من ميران, السبب في غليان دمه تجاهه ليس حبه لريان فقط, لقد شعر أن هناك
شيئا خطأ منذ البداية.
في حالة مزرية
أدار ظهره لتلك النظرات التي لا تفارقه, اتخد خطوة نحو الدرج بصعوبة, كان بحاجة
للبقاء لوحده, لم يكن في وضع يسمح له بالإجابة على سؤال أي شخص, السبب في حالته
تلك ليس أنه تم كشف حقيقة أنه قاتل, عرف اليوم أن أحمد كرمان لديه ابن و تدمر, الرجل
الذي وثق به و أعطاه ابنته اتضح أنه ابن الرجل الذي قتله منذ سنوات...
أيضا أخد
انتقامه, و قد أرسل تحية تفيد بأنه قد بدأ حربًا صعبة بينهما دون خجل, كان ميران
مثل والده, انه مثل لقيط.
في الدرج
الرجل الذي توقف عن أخد خطواته, كانت رئتيه تتحطم في كل نفس يأخده, بينما ماضيه
يمر بين عينيه كان يترك قلبه ينبض مع أصوات الرصاصات... لقد تذكر اللحظة
التي قاتل فيها ليلًا لينسى, يبدو الأمر وكأنه حصل على هذا السلاح اللعين بين قبضته,
كان الأمر كما لو كان الآن في السابعة والعشرين من عمره و كانت الفوهة مستهدفة نحو
أحمد كرمان.
كان قد اتخد
خطوة لكن كلمات أزاد المتدفقة من شفاهه الغاضبة قد شققت كل مديات و اخترقت ثقوبها.
"هذا لن
يبقى هنا, هذا الحساب لن يغلق هكذا, أقسم باسمي, سوف أقتل ذلك النذل بيدي"
Thank you so much for doing this, we really appreciate your hard work, keep it up ♥
ردحذف