الفصل الثاني عشر : أنت تموت في داخلي
بعض القلوب تختار
نهايتها, لا تحب النفاق, إنه مثل قراءة الكتاب الذي تعرف نهاية لمرات
عديدة, تقول مرحبا, مرحبا يا جرح الضمير, تحياتي لك, رحمة تحرق قلبي, تحية إلى خيانة
لا نهاية لها, لجميع آلام القلب التي لا تنتهي.
مع الحد الأقصى
للسرعة كان في طريقه في مسارات إسطنبول الفظيعة, الشفة التي تمزقت, بغض النظر عن
الألم قلبه لا يهتم, كان يقود بسرعة.
بقي عالقا في
الساعات السابقة, تلك اللحظة عندما تحاسب مع أزاد, لم يحرق روحه أي شيء بقدر تلك
الكلمات التي قالها أزاد عند الباب قبل خروجه, حتى تلك الكلمات البديئة التي قالها
عن والده لم تحرقه لهذه الدرجة, أدرك ميران للتو, كيف احترق, كيف احتجز... بدا أن عواطفه التي لم يتمكن من الاعتراف بها لفترة طويلة, قد
اخترقت أضلاعه اليوم, لقد شعر بألم شديد لدرجة أن جانبه الأيسر لم يتذوق مثل هذا الألم
من قبل, يمكن أن يقسم عدة مرات.
الآن ميران كان في قبضة الضعف أقوى من الانتقام,
كان اسمها حبًا, وكان اسمها محترقا بالنار, كان اسمها ريان.
"تمهل",
قال أردا بنبرة تحذير, على الرغم من كل هذا لم يستطع إيقاف ميران من قيادة السيارة,
كان بإمكانه أن يرى مدى إحباطه وذهول الغضب الذي أسره, لم يكن يريد أن يكون أحد الشابين
اللذين توفيا في هذا الصباح الباكر, لكن هذا الاتجاه كان يظهر له, كان ميران يقود السيارة
بسرعة كبيرة ومن يدري ما يعتقده أنه يمكن أن يعرض حياتهم للخطر الشديد؟.
"قلت لك
أن تبطئ يا رجل", صرخ أردا بغضب, "سوف تقتلنا".
بينما كان
يصرخ توقفت العجلات و ألقوا نفسهم الى الأمام قسرا, أخذ أردا نفسا عميقا, يبدو أن أيدي
الموت قد سحبت بعيدا من أعنقهم.
"أنا
أفهم, غضبك جديد, ماذا نفعل هل نموت؟, أنت لا تريد هذا؟".
ألقى ميران
نظرة قصيرة على أردا, في تلك اللحظة ترتجف عيون ميران مع سلسلة من المشاعر, كانت هذه
هي المرة الأولى التي يشهد فيها أردا هذا, ما الذي يحدث للرجل هكذا؟, كان ميران صامتا
فقط, أليس من المفترض أن يصرخ في تلك اللحظة؟, سلم نفسه للراحة وانحنى برأسه على عجلة
القيادة, "أنا أموت", تمتم, "يا الله أعطيني القوة, انها هنا, ربما
هي بعيدة بقدر بعض الأنفاس, في مدينتي لكن لا يمكنني لمسها".
مد أردا يده
الى ميران, بينما داعب كتفه مع الحب الأخوي, "لقد قلت لك, هذا العمل يتجاوزك,
قلت لك أن هذا الحب سيحرقك, لم تستمع الي", قال تم سكت, لأنه مهما قال ليس
هناك فائدة.
"أحرقتها,
من دون تفكير أحرقتها و الأن أنا أحترق...".
"ماذا
ستفعل اذا؟".
كان ميران
صامت, كان هادئا في الليل, حتى الريح قد غادرت المدينة, بما في ذلك السماوات التي يهيمن
عليها الهدوء كانت تنتظر الجواب من بين شفاهه, رفع الشاب رأسه بهدوء, كان سيقول ذلك
حتى لو لم يكن لديه وجه حتى لعنته اللغة, "أنا أريدها يا أردا", يرتعش جسده
كما لو كان يعاني من الحمى, "أنا نادم على كل شيء, أريد عودة ريان", ابتسم
بجنون, "يا لها من نهاية مألوفة؟, يا له من تكرار غريب أليس كذلك".
أخرج نفسا
طويلا من رئتيه, "امرأة لم تنظر الى عينيها الأن أنت بحاجة الى نظرة منها,
تخيل...", لا تزال هناك آثار دماء على وجهه و جروح عميقة تتداخل على حافة شفته,
"الانسان الذي أبكيته لليالي, تشتاق له, رجل نادم و امرأة لا تستحق ذرة من
عشقها, هل يجب أن يكون هذا هكذا دائمًا؟, هل كان لابد لي من حبها؟, ولكن...",
مرت يده اليمنى بقوة من خلال عجلة القيادة, ثم أغلق صدره الأيسر, "هذا الألم
ظننت أني سأتجاوزه".
"لكنك
كنت مخطئا", تجولت ابتسامة مريرة على شفتي أردا, قال أشياء مؤلمة لصديقه, مع
الأسف الأشياء التي سيقولها الأن لن تكون لطيفة بالنسبة لميران.
"ماذا
تظن؟", قال أردا, "أن ريان سوف تأتي راكضة اليك؟, أي امرأة لو كانت
مكانك لن تسامحك أبدا, لا تكن غبيا, شخص تركت فراغ لا هوادة في قلبه لا تنتظر منه
أن يكون حبيبا لك".
ميران بعد
سماعه لكلماته ألقى بنفسه خارج السيارة, لأجل اخفاء عيونه الممتلئة أغلقهما,عندما أراد
الابتلاع ظهرت ريان في وجهه كان ميران
يموت لعدة مرات, خرج أردا من السيارة أيضا, أخذ نفسا عميقا بجانبه.
"أعتتذر
على الكلام الذي قلته منذ قليل لكن هذا ما سيحدث لك, مسامحة ريان لك...".
"لا",
قال ميران مقاطعا كلامه, "لقد ارتكبت خطأً دائمًا, منذ أن ولدت كنت أنا دائما
الخاسر...حتى عندما كنت صغيرا كنت أنا من رأى دموع الضعف...لأول مرة تمتلأ عيوني,
لأول مرة أندم, أليس هناك أهمية لهذا؟".
أردا بقي
صامتا, بدلا من أن يحرق روحه أكتر اختار الصمت, "لا", كرر ميران, "هذه
المرة لا أريد أن أكون الخاسر, لا أريد لأي شخص آخر أن يهز الجروح التي فتحتها,
أنظر الى هناك, أنظر", أمامهم, كان هناك طريق طويل يؤدي إلى المقبرة, وتصطف المقابر
واحدة تلو الأخرى.
"هناك
ينام الكثير من الناس الذين لم يحصلوا على نصيبهم من الأمل, كم من الأحلام قتلتها
تلك الحجارة الباردة؟ مادام روحي تزال في جسدي, لن أستسلم أبدا", ضغط بيديه
على عيونه المحترقة, "اذا كنت على قيد الحياة يعني أن هناك أمل, بعد سنوات
شعور دفئ حقيقي...هذه المرة لن أسمح لأي أحد كان أن يقتل أحلامي, اسم أحلامي هو
ريان, سوف أقلب هذا الوضع, لن تغفر أي امرأة لمثل هؤلاء الرجال...", التفت
الى أردا, حتى ان أراد أن يظهر النور في عينيه كان يحترق, "ربما سوف أكون أول
واحد...".
*****
لأيام القلب
الجريح الذي كان يعيش في قمة عرش المعاناة, اليوم يعيش سعادة مريرة, اتصلت اليف
هذا الصباح, بعد بضع ساعات سوف تكون في اسطنبول, حتى أنها قالت أنها ستكون معهم, لهذا
كانت تبتسم ريان دون سبب, كانت بحاجة الى شخص لكي تشاركه ألمها, ذلك الشخص يمكن أن
يكون أليف فقط, لسنوات طويلة كانت صديقة لها أكثر من ابنة خالتها, حتى أنها أصبحت
أختها, حتى ان كانت هافين تغار من هذا الوضع أحيانا, كانت ريان توازن بشكل جيد.
"هل سوف
تجد ابنتي اليف هذا المكان؟", سألت صديقة هانم و هي تبتسم لريان, "ليس
هناك مكان لا يمكنها ان لا تجده يا خالتي صديقة, لمدة سنة كانت تحفظ اسطنبول مثل
راحة يدها".
"جيد,
جيد, لتأتي لنرى,دعونا نتناول جميعا وجبة لطيفة معا الليلة", ابتسمت لها
ريان, "في المساء سوف يأتي فرات و صديقته, سنكون مزدحمون", قالت مبتسمة,
"أنا أحب الحشد", أضافت, "هذا يذكرني بالذي فقدته".
على الرغم من كل
الأشياء التي عاشتها حافظت صديقة هانم على حياتها, ما الذي يقال, الموتى لا
يموتون, مهما كان الألم الذي تعانيه تستمر الحياة بشكل ما, ريان تعتقد ذلك أيضا,
سوف تتعافى مع الوقت, حتى ربما سوف تنسى ميران, حتى بهذه الطريقة, ستبدأ بفتح صفحة
جديدة وليس من حيث بقيت.
لم يكن أمام المرأة
التي أُجبرت على الوقوف على قدميها أي خيار, هذه المرة لن تسلم مصيرها لأيدي أي
أحد.
لقد مرت
الساعات, ضاقت, بقيت لوحدها في هذا البيت كثيرا, ركضت ريان بحماس الى الباب عندما
رن الجرس, فتحت الباب من الحماس دون أن تنظر حتى الى من جاء, لقد كان الشخص الذي
تنتظره, عندما عانقتها اليف امتلأ انف ريان برائحة مدينتها, كان من المستحيل الا
تبكي في تلك اللحظة.
قطعة من رائحة
الأم, قطعة من ماردين, الكثير من الحزن وشوق طويل.
"سوف
يمر", قالت اليف بصوت أجش, "سوف نتخطى كل شيء معا", لم تتمكن ريان من
السيطرة على الدموع و بدأت في البكاء بصمت, كانت تحتاج كثيرا لكي يعانقها أحد هكذا
و يقول لها أن كل شيء سيمر, صحيح هل سيمر؟, الجروح التي فتحها ميران, هل سوف تشفى
مع الوقت؟.
بعد ازالة
الشوق أمام الباب انتقلوا الى الصالة, قبلت اليف يد صديقة هانم, أوصلت لها سلام
أمها و خالتها, بعد تبادل الحديث لفترة ذهبت صديقة هانم الى السوق كحجة لكي تترك
الفتاتان يتحدثن براحة.
"أنت
شاحبة", قالت اليف وهي تنظر اليها, "أنا أجمل مثال على الأشخاص الذين دمرت
حياتهم في ليلة واحدة", أخذت أليف مغلفاً من حقيبتها, ظرف مليء بالمال,
"لقد أرسلته خالتي", قالت و هي تسلمه لريان, "غير معروف كم ستبقين
في هذه المدينة, سوف تحتاجين الى المال", كان هذا المبلغ سيكفي ريان لوقت
طويل, بعد أن تركت ريان المال الذي بجانبها مدت اليف يدها و حبست يديها في راحة
يدها, "انت باردة كالثلج", رفعت رأسها و نظرت الى عيون ريان الحزينة, "هل
تريدين أن تخبريني ما الذي يحدث؟", كانت ريان بحاجة الى ذلك كثيرا, لم تستطع أن
تخبر أحدا, "ما زلت لا أصدق ذلك", حولت عيناها الى السجادة و كأنها شردت
و ذهبت الى ما عاشته هناك, "أفترض أنني في حضن كابوس أسود, و كأنه لم يحدث أي
شيء سيء, و كأنه لم يذهب و يتركني, عندما أتخلص
من هذا الكابوس الذي رأيته, يبدو الأمر وكأنني سأرى وجهه المبتسم عندما أفتح عيني",
عندما أغلقت الرموش المبللة, بدأت الدموع تسقط على أحد الخدين.
"لكنه
ذهب...", بصوت خافت, "لقد ذهب يا اليف, هل تفهمين؟ ذهب".
بعض الناس
يموتون و هم على قيد الحياة, لأسباب كثيرة, بطريقة صعبة, "لقد ذهب...و أنا
أنظر وراءه, كل كلمة لم أستطيع قولها مزقت شفتي, لقد نظر بشكل سيء في عيني بطريقة,
كما لو كانت حياتي كلها قد سُحقت في راحة يده, أنا لم أمت هكذا في حياتي
كلها", نظرت الى عيون اليف, كانت تبكي أيضا, الناس الذين قلوبهم واحدة, الألم
أيضا واحد.
"أخبريني,
ما الخطيئة التي أدفع ثمنها؟".
تم وضع مشهد
ذلك اليوم مجددا أمام عينيها, تعرضت ريان للضرب في قلبها من قبل انتقام ميران,
"لقد أحرقوا حريقًا ضخمًا من رماد الماضي...", تم إخفاء تمرد سري في صوتها,
مثل فتاة صغيرة بقلب مكسور, "قولي لي, لماذا أنا الوحيدة التي تحترق؟".
هزت اليف
رأسها بيأس, "ثمن جريمة والدك لا يجب أن تكون على كتفيك, لا ينبغي أن تكون الحياة
قاتمة للغاية, أنت لم تستحقي هذا".
"هل
تعرفين ماهو أكثر شيء يحرق روحي؟", عندما نظرت أليف بفضول الى وجهها, أغلقت عينيها,
"عيونه...كانت و كأنها تقول أنه لن يذهب أبدا, كان مثل القسم, مثل الوعد,
أردت أن التجأ الى تلك العيون يا اليف, طوال العمر أردت الاختباء وراء تلك
العيون".
"أتساءل
حول شيء ما يا ريان", قال اليف, "هل يعرف ميران انك لست الابنة الحقيقية
لهذا الرجل؟".
"لا
أعرف", قالت ريان بتجاهل, "أنت تعلمين, لا أحد يعرف بهذا في ماردين, لا
أعرف لماذا, مثل السر يخفونه عن الجميع, كما لو أنني شيء يخجلون منه...الجميع يظن
أنني الابنة الحقيقية لذلك الرجل, لم أقل لأي أحد أنه ليس والدي, منذ صغري كانت
أمي تنبهني باستمرار, كانت تقول اعرفيه على أنه والدك الحقيقي لأنه يتوجب أن يعرف
هكذا", بدأ و كأن تفكير ريان مشوش, "صحيح, لو علم ميران بهذا, هل كان سيؤذيني
على أي حال؟".
"لا أظن
ذلك", قالت اليف, "لقد أراد أن يحرق روح والدك, وتخطى أكبر تفصيل".
"أن يحرق
روح والدي؟", ابتسمت بغضب,"ميران الغبي, حتى لو مت لن يهتم ذلك
الرجل".
"لكنه لا
يعرف هذا".
"لا يعرف
لأنه...", شابكت يديها, "لأن عائلتي لم تخبره, أنا مجرد سر داخل تلك
العائلة, حتى لو عرف لن يتغير شيء لأنه حدث ما حدث".
تنهدت اليف
بأسف, أثناء تفحص جدران المنزل, "ريان هناك شيء يجب ان اخبرك به", قالت
بنبرة صوت باهتة كما لو ارتكبت جريمة, "بتعبير أدق, يجب أن تعرفي بذلك".
"ما
هو؟", سألت ريان.
"قبل
مجيئي الى هنا قامت خالتي بتحذيري باستمرار, شيء لم أخبرك به لفترة من الوقت, لكن
لا أستطيع اخفاء هذا عنك, لا أستطيع أن أفعل هذا بك".
"اليف,
قولي ما ستقولينه", ريان كانت تشعر أن ما ستقوله اليف سوف يقلبها رأسا على
عقب, ماذا تبقى بالفعل من ريان؟, غير القلب المحطم الذي تم تركه بين يديها؟.
"ميران",
قالت اليف في بداية الحديث, علق قلب ريان, تضيق قلبها, حتى اسمه يستحق كم مشرط
يضرب به, إذا جاء, من يدري كيف كانت ريان ستموت؟.
"ميران
بالفعل رجل سيء يا ريان".
عبست ريان,
هذا ليس ما أرادت اليف قوله, أي كان ما تريد قوله لقد ندمت و تحاول سحبه لكن ريان
لن تتركها دون أن تعرف.
"لا
تراوغي بالحديث اليف, أعرف جيدا أن هذا ليس ما تريدين قوله", وفقًا لوجه أليف
المحمر والعينين اللذين فقدتهما باستمرار, يبدو أنها ستقول شيئًا سيئً.
"اذا قلت
لك هذا أعرف أنك سوف تحزنين, لكن ان لم أخبرك أحس و كأنني أقوم بعمل من وراءك, أن
أخفي شيئا عنك...".
"اليف
أخبريني, حبا بالله".
"ميران",
قالت للمرة الأخيرة, كانت تشتم هذا الرجل في داخلها, "أنه متزوج يا ريان, في
الواقع جونول ليست أخته, بل زوجته".
في دهشة,
تقلبت الى لحظة غضب شديد, لم يتقبل عقل ريان هذه الحقيقة, كيف يمكن أن يحدث شيء
كهذا؟, كان ميران متزوجًا من غونول بدلاً من أن يكون متزوجًا بها, كان محبطًا جدًا,
كلمات ردئية تطفوا على شفاهها المتباعدة لكنها لم تفعل شيئا سوى الارتجاف, ضغطت
ريان بيديها على شفتيها المهتزتين.
"كيف؟",
سألت مرة أخرى, كانت تتمنى كثيرا أنها فهمت بشكل خاطئ, "ماذا تقصدين؟".
"والدي و
عمي عرفوا بالأمر, جميع من في القصر يعلم, يتم اخفاء الأمر عنك فقط, حتى لو أرادت
خالتي ألا أخبرك لم أتحمل".
"لا
أصدق", قالت ريان في حالة محطمة, "أي امراة قد تتقاسم زوجها مع امرأة
أخرى؟", كان غضبها شديدا لدرجة كانت تبحث عن مكان تفرغهه فيه, وضعت يديها على
شعرها, الشعر الحريري الذي قبلته والدتها بحب, "كيف يمكن للمرأة أن تنحط لهذه
الدرجة؟", بسرعة سحبت الكثير من خصلات الشعر براحة يديها, امتلأ بين أصابعها.
"ريان لا
تفعلي هذا, لا تجعليني اندم على اخبارك", أمسكت يدي ريان ارادت انقاذ شعرها,
الأن اليف نادمة على قولها ذلك, اذا اخفت الأمر لن تكون بخير, اذا لم تخفي الأمر
سوف يحترق روحها.
ركعت ريان على
الأرض وهي تغرق في الفواق, "أنا مت و ليس لدي علم يا اليف, أي لعبة
هذه؟".
"ريان...لا
تفعلي...".
"يا الله
ساعدني", قالت مع تمرد داخل عينيها, "لا أستطيع تحمل هذا القرف".
كم كان كبيرا
في عينيها, رجل عبارة عن كذب, أمام عينيها كان ميران يموت, كان يختفي, الرجل الذي
أرادت أن تحتمي في ظله طوال العمر, كانت تكرهه حتى في أحلامها, "أنت
تموت", تمتمت, "كم أنت تموت بشكل جميل في داخلي".
عندما وجدت أليف لم تستطع عيناها الممتلئة الرؤية بوضوح, "بعد
الأن ليس رؤية وجهه, بل حتى اسمه لا أريد أن يذكر".
*****
حل المساء,
ألم شديد في داخلها أحرق كل ذرة, في الوقت الذي لم نفهم فيه كيف اختفت السعادة و
ذهبت, لقد كان نوعًا من العقوبة التي منحت للبشرية في مثل هذه الحركة البطيئة عند المعاناة.
كانوا يصطفون حول
مائدة الطعام, ريان لم تستطع بلع الألم الذي في حلقها, لم يكن هناك شي يعذبها بقدر
الاضطرار على الابتسام بكذب, كانت اليف تجلس بجانبها, أمامها يجلس فرات, و بجانبه
تجلس صديقته أصلي, في مقدمة المائدة تجلس صديقة هانم.
أرادت المرأة أن
تبدو لطيفة للضيفين في منزلها, لذلك أعدت مائدة رائعة, استدعت ايضا حفيدها و
صديقته, من أين ستعرف أن ريان الان تضغط على أسنانها لكي لا تبكي.
نظرت مطولا
الى صحن الحساء الذي أمامها, داخلها لا يأخذ أي شيء, معدتها لا تتقبل أي طعام, منذ
أن جاءت الى اسطنبول أصبحت أنحف, هذه حقيقة لا جدال فيها, حتى الحديث على الطاولة بدا
وكأنه صرير بسبب الأفكار العالية داخل رأسها.
"ريان؟",
عندما لمست اليف ذراعها دعرت فجأة, "أصلي طرحت عليك سؤالا".
"عن
ماذا؟", سألت بدهشة, بعد أن أزاحت خصلة الشعر التي على وجهها الى خلف اذنها
التفتت الى أصلي التي تنظر اليها بفضول.
"سألت كم
عمرك", قال أصلي بفضول.
"تسعة
عشر", قالت ريان, نظفت حلقها لتصحح صوتها, "سوف أصبح في العشرين
قريبا".
"نحن في
نفس العمر", قالت اليف, كانت تحاول جذب الانتباه الى نفسها لتجنب طرح الأسئلة
على ريان, ما حدث كان أن ريان جذبت انتباه أصلي, كانت تتساءل لماذا جاءت من ماردين
الى هنا, رغم كل تحذيرات فيرات.
"لقد كنت
تدرسين أليس كذلك؟", عندما طرحت أصلي هذا السؤال على اليف, أجابت الفتاة الصغيرة,
"نعم", قالت, "أنا أدرس هنا".
حولت أصلي
نظراتها مجددا الى ريان, "حسنا ماذا عنك ريان, هل جئت الى اسطنبول لأجل
الدراسة؟".
كان حدود صبر
ريان مقيد, لا لم تكن غاضبة من أي أحد على هذه الطاولة, غضبها كان من ميران, بينما
لم تتجاوز صدمة الحقيقة التي عرفتها منذ ساعات فقط, مثل هذا الاستجواب في العشاء
كان كثيرا عليها, بينما لا صديقة هانم و لا فرات سألوها أي سؤال, لماذا هذه الفتاة
فضولية؟.
"لا",
قالت ريان مقاطعة.
"هل
تعملان في نفس المشفى؟", نظرت اليف الى أصلي و فيرات, هز الرجل رأسه مبتسما,
"أنتما الاتنان طبيبان كم هذا جميل", حتى لو كانت تعلم أنها سخفية لن
تصمت اليف, لم تكن تريد أن يبقى الانتباه على ريان, لقد جرحتها بالفعل بما فيه
الكفاية اليوم, كانت تأكل نفسها الأن قائلة يا ليتها انتظرت لأيام قليلة و تخبرها.
"ماهو
تخصصكم؟".
"فيرات
جراج قلب و أنا طبيبة تخذير".
"منذ متى
وأنتم معا؟".
"سوف
يصبح عامين".
"أمان ما
شاء الله, عسى الا تصيبكم عين, متى موعد الزواج؟".
بينما كانت
تحاول اليف عدم لفت الانتباه لم تفكر أن كلمة الزواج سوف تكون غير مريحة بالنسبة
لريان, امتلأت عيون ريان التي تبحت عن حجة, الشوكة التي وقعت على الطبق أحدثت ضجة
كبيرة, كانت سبب في التفات جميع الوجوه التي في الطاولة نحوها.
"ريان
ابنتي, هل أنتي بخير", صديقة هانم بقلق, بينما كانوا دائما يرتشعون فوق ريان
منذ مجيئها, هل فعلوا شيئا يجرحها بدون قصد؟.
"أعتذر",
قالت ريان وهي تقف, أغلقت يديها على شفتيها لتجنب الشهقة التي كانت تريد الهرب, دفعت
أسفل كرسيها ومشت إلى باب غرفة المعيشة, لا تعلم الى أين ستذهب, كل ما تعرفه لم
تعد تستطيع أن تحمله, هذا العبء, كان ثقيلا لدرجة لا يتحمله قلبها.
في الممر,
ذهبت مباشرة الى الباب الخارجي, كل ما تريده, ألا يأتي أحد وراءها, عند فتح الباب
ألقت نفسها خارجا, "يا الله ما هذا الألم؟", وضعت يديها على وجهها و
ركعت عند حجر بارد, "لا استطيع التحمل, ساعدني".
الجو كان
باردا لكن داخلها كان يحترق, الرجل الذي جلب الشتاء الأسود, ميران كيف يعيش؟, كيف
يمكنه التنفس؟, لم تستطع ريان أن تفهم.
"يجب أن
تعودي الى رشدك", الشخص الذي تكلم وراءها هو فيرات, "من خلال القيام بهذا,
لا يمكنك الفوز على الحياة".
لفت ريان
يديها على ركبتيها, كانت تحني رأسها على ركبيتيها, و تبكي الأن, كان الجميع يعاني,
بالنسبة للبعض هذا لم يكن مشكلة حتى لكن بالنسبة لريان كان أعلى درجة, هذا الرجل
لماذا كان يواسيها, لا تعلم, ولم تكن تحاول فهم ذلك, في النهاية, لم يعرفوا بعضهم البعض.
"أنا
أقول لك, الا تسمعين؟", سأل فيرات, حتى ان لم تكن ريان الأن ترى وجهه كان
يعبس, "أم أنك تتجاهلين".
لم ترفع ريان
رأسها, كانت صوتها أجش, صرخت بنبرة قاسية, "هلا تركتني وشأني؟", لم تكن تعلم
أنها كانت تصب غضبها على شخص لا علاقة لها به, "دعني لوحدي", كررت, "لا
تقلق, لن أبقى في منزلك كثيرًا".
ابتسم فيرات
لا اراديا, "ما علاقة هذا بهذا الأن؟, أنت لست ضيفتي بل ضيفة جدتي, لماذا تقولين
هذا لي؟".
رفعت ريان
رأسها بلطف, مسحت دموعها بسرعة, عندما رأت ابتسامة فيرات الذي يقف وجها لوجه, غضبت
للغاية, "هل تضحك؟, يبدو أن بكائي مضحك بالنسبة لك؟".
"أنت
تهذين مجددا, أريد فقط أن أساعدك".
"لا أريد
مساعدة من أي أحد, مشاكلي تكفيني".
"الألم
يخف عند مشاركته, الم تسمعي بهذا المثل من قبل؟", عندما نظرت ريان بفراغ أحس
بالحاجة الى الشرح, "إذا أخبرتني عن محنتك فربما سأساعدك, لا أعرف لكن ربما...".
قاطعت ريان
كلام فيرات, "ألمي ليس من النوع الذي يتم مشاركته أيها الطبيب, و أيضا أي من
علاجك لا يمكن أن ينفعني", عند وقوفها من مكانها لم تنسى ان تلقي نظرة غاضبة,
السبب الكبير وراء معاملة فيرات بقسوة هو ميران, فيرات كان بعمر ميران, كان شابا,
بعد الأن ريان لن تدع أي أحد يقترب منها بسهولة.
عندما دخولها
المنزل التقت بأصلي في الردهة, نظرات أصلي لريان المليئة بالغضب و الغيرة كانت
مكشوفة, ربما كانت تغار على فيرات, من يعلم, ريان لم تهتم كثيرا, على الرغم من
أنها لا تعرف الى أين تذهب, أرادت الذهاب من هذا المنزل, من هذا المكان, حتى من
هذه المدينة...
شارع مسدود,
مدينة مجهولة, أنقاض مهجورة...
هذه هي مدينة ميران,
تنبعث رائحة الخيانة من شوارعها, الغيوم دائما تهمس باسمه, بعض الليالي كانت السماء
تمطر, تهب أحيانا مثل عاصفة, كل قطرة ميران, كل طرف ميران, كان هناك فرق واحد, العشق
الذي في داخلها يتحول الى كراهية مظلمة...
أصلا ألم تكن
تبدأ الأحقاد الكبيرة هكذا؟, ألن يمر هذا الخط الفاصل بين الخير والشر؟, كان دائما
هكذا, عشرات الأمل, الآلاف الأحلام, تم ذبحها بتهور, تحولت البراءة إلى وحش.
مثل الملايين من
الناس تم اطلاق النار على أحلامهم.
مثل ميران,
مثل ريان.
******
لون السماء المؤلم,
أعطى القلوب كآبة عميقة, استضاف مديات أمسيات باردة, في القصر ليس هناك يوم يمر
بدون حزن, منذ أن تم الكشف عن زواج ريان المزيف, لم يبقى في المنزل هدوء أو فرح, زهرة
و دلال تم الفتح بالفعل, لقد أعلنوا الحرب على بعضهم البعض, السبب في ذلك هو أن أزاد
ذهب إلى اسطنبول للعثور على ميران, دلال هانم كانت تعرف, عشية يوم الزواج فهمت كم
احرق ابنها لأجل ريان, لذلك, كانت تعلم أنه سيلحق بريان و ميران و كانت تموت من
الوضع.
كانت
خائفة...أزاد عاد من اسطنبول في الليلة الماضية, وجهه منتفخ, في حالة دم, بمجرد
عودته تحدث الى والده و عمه, حتى أنهم تجادلوا, كان والده و عمه و كأنهم يخبئون
شيئا ما عن أزاد, فطلبوا منه عدم التورط والابتعاد عن ميران.
أزاد لن
يتوقف, سبب عدم توقفه سوف يعرفه الجميع اليوم, نزل من الدرج, تنفس و وضع الكلمات
التي ذبحت قلبه على طرف لسانه, ربما هذه الليلة لن تكون سهلة لكن أزاد لن يهرب, في
الأصل ألسنا نخسر أغلى ما نملك عندما نهرب؟.
دخل الى غرفة
المعيشة, أمه فوق لوحدها, والده و عمه في المكتب, باختصار, كان الجميع متوترين للغاية,
فقط زوجة عمه و هافين من بالصالة, كانوا يجلسون في مواجهة بعضهم البعض و يتهامسون,
من المحتمل أنهم يتحدثون حول ريان لأنهم سكتوا عند رؤيتهم أزاد, أراد أزاد الحدبث
عن هذا الموضوع بالضبط.
عندما جلس على
الكرسي المقابل لزوجة عمه التفت أعينهم اليه, سوف يسأل سؤالا واحد, و سيضع كل شي
لأجل الاجابة.
"زوجة عمي,
أين هي ريان؟", تم حول عينيه الى أخته هافين, لأنه لو كانت هافين تعرف مكان
ريان و تصمت سوف يكون من الصعب تخلصيها من بين أيدي أزاد, مثلما توقع, هربت هافين
بنظراتها.
"كم مرة
يجب أن أخبرك أزاد؟", قالت زهرة بقسوة, "منذ قليل فقط تخلصت من
بدرهان...و الأن أنت...افهموا ريان لا تريد العودة الى القصر, ابتعدوا عن
ابنتي".
أزاد ضغط على
شفتيه معا, لو عرفوا ان نارا عمياء تشتعل في داخله, في كل ذرة منه محفور اسم ريان,
هل سيكسرونه هكذا؟, جميع من في القصر, غضب منه عندما قال ريان.
"لماذا
يا زوجة عمي, لماذا؟, لماذا ريان لن تعود الى هذا القصر؟, منذ متى ونحن غير قادرين
على احتوائها تحت هذا السقف؟".
"عمك
ارتكب خطأ يا أزاد, ارتكب خطأ تجاهي و تجاه ابنتي, لم يكن متأكد منهم, أعطى ابنتي
لأبن عدوه, أحرق ريان, و أيضا اخبرني؟, ماذا سنقول للناس؟, ألن يقولو ألم تتزوج
هذه الفتاة منذ أيام؟, سوف تنتشر الشائعات و سوف يقال اسم ابنتي, ريان لن تتحمل
هذا".
"لا
تفعلي يا زوجة عمي, لا تفعلي, ابنتك مجروحة للغاية...", أخذ أزاد نفسا عميقا,
من يعلم الأن أن هي ريان؟ لم يكن يمر بعقل أزاد أنها في اسطنبول, أنه في يوم
الزفاف بعد ميران, ريان أيضا سوف تذهب الى تلك المدينة...
"أنت أم,
كيف تتحملين كونها بعيدة عنك؟, الا تردين أن تكون عند ركبتيك, أمنة في هذا
القصر؟", كان سيضرب المرأة التي أمامه من أضعف نقطة, حتى يعرف أن هي ريان و
يعيدها مجددا الى المكان الذي تنتمي اليه.
"حتى اذا
لم أتحمل ما الذي سوف يتغير؟, أنت تتكلم و كأنك لا تعرف عاداتنا هنا يا أزاد...بعد
الأن من سيترك ريان وشأنها؟, بعد الأن هذا القصر سوف يصبح كالسم على ابنتي, لن أدع
ذلك يحدث".
"أنا
أعدك", قال أزاد, ارتعد صوته, أخرج اليأس الذي في قلبه, "لا أحد, حتى
عمي لن يلمسها, الا يكفي ما قال, ما هذا الكلام؟, الى متى سوف نعيش حياتنا على
حساب ما يفكر به الأخرين؟, سوف أعيد ريان الى المكان الذي تنتمي اليه, يكفي ان
تخبريني بمكانها".
زهرة هانم
مندهشة, على الرغم من أن موقف أزاد فاجأها إلى حد كبير, إلا أنها كانت تعرف مدى رحمته,
تحت غضبه كان هناك قلب نقي, لا يمكن الانكار, مع ذلك هذا كان كثيرا...
"سوف
أجدها حتى ان لم تخبريني يا زوجة عمي, هل تعتقدين أنني لن اجدها؟, لن أترك أي حجرة
في أي مكان دون النظر تحتها, سوف أجدها, أقسم أنني سوف أجدها, عاجلا أم أجلا سوف
أحظرها, افهموا هذا", قال بغضب, هافين فتحت عينيها على مصرعيها تراقب أخاها.
"أنا لن
أقوم بايذائها و لن أسمح لأحد بذلك".
"من الذي
لن يقوم بايداء من؟", الشخص الذي انضم للمحادثة كان دلال, علق وجه زهرة عندما
رأتها, في داخله كان أزاد غاضبا على توقيت مجيء أمه.
عندما تجاهلت
زهرة سؤال دلال حولت وجهها الى أزاد, "انسى هذا, أزاد, لا يمكن".
"ما الذي
لا يمكن؟, أخبروني أيضا, لأعرف أنا أيضا عن هذا", دلال التي شعرت أن الموضوع
هو ريان, كانت تحاول التفحص, نظر أزاد الى وجه والدته بخجل, لم يعد لديه صبر,
ليحدث ما سيحدث, سوف يقول.
"أنا أحب
ريان", قال فجأة, استقرارا أكثر من أي وقت مضى, كان مليئا بالحب أكثر من أي وقت
مضى, كرر ذلك مرة أخرى لإثبات أن الوجوه التلاثة التي تنظر اليه بدهشة لم تسمع
بشكل خاطئ, "لماذا تنظرون هكذا؟, أحبها, أنا أحبها, منذ البداية أنا أحبها,
حتى عندما لم يكن ذلك النذل موجودا أحببتها".
"ماذا
تقول؟", قال أمه, ركزت على وجهه الغاضب, "هل تسمع أذناك ما يخرج من فمك
يا بني؟, ريان تزوجت, تزوجت".
"أي
زواج؟, أين زوجها؟, لقد تم جلب ريان الى لعبة, ذلك النذل خدعها", كان وكأنه
فقد صوابه من الغضب, أشار باصبعه الى نفسه, "انا لن أتركها من دون صاحب".
زهرة صامتة من
الصدمة بينما هافين أغلقت فمها بيدها, لم تنتظر شيئا كهذا أبدا, لماذا لم يفهموا هذا
طوال الوقت؟.
"لا
يجوز", قالت دلال بينما تهز رأسها, "انسى هذا أزاد, أنت و ريان لا يجوز,
لا تفكر في هذا حتى, خلاف لذلك سوف تكون سحقتني".
"حسنا",
رفع أزاد يديه في الهواء, "حسنا, اصمت".
بخطوات سريعة
خرج من الصالة, بينما حولت دلال وجهها الى المرأة المقابلة لها, على الرغم من
كونهما زوجات أخوين الا انهما لم يعيشا أي مشاكل لسنوات, حتى ان لم تجعل هذه
المسألة من امرأتين عدوتين, كانت كافية لتحول صداقتهم الى الوراء.
"أنت",
قالت بصوت مليئ بالكراهية, "منذ سنوات جئت الى هذا القصر كأرملة, و الأن سوف
تصححين ابنتك الأرملة بابني؟".
تجمد دم زهرة,
لأول مرة تضربها بهذه الحقيقة في وجهها, هذه المرة في داخلها كان هناك ريان أيضا, ابنتها,
هل ستعيش قدر أمها؟, ابنتها الوحيدة, علاوة على ذلك السبب في هذا هو عائلتها, لم تستطع
قول أي شيء لأنها كان تكافح من المفاجأة.
"لن اسمح
بهذا, لن اسمع لأزاد بالزواج من ابنتك الأرملة".
في تلك اللحظة
بالذات, هز صوت الرصاص القصر, من مكان قريب, حتى لو كانوا لا يعرفون ما كان هذا, كانوا
خائفين, عندما خرجوا من الصالة إلى الفناء رأوا أزاد, الذي وضع المسدس في خصره.
في نفس الوقت
خرج الجميع من غرفهم, والده من جهة وعمه من جهة و بدرهان من غرفته, كانوا ينظرون إلى
أزاد بعيون مشوشة.
"الأن
ليستمع الي الجميع جيدا", حبس الجميع أنفاسهم, صرخ بأكبر حقيقة له بتهور, "بالخصوص
أنت عمي", رفع اصبعه و أشار الى عمه الذي يقف في أعلى الدرج و ينظر اليه.
"أولا,
ستعود ريان الى هذا المنزل".
رفع اصبعه
التاني, "تانيا, لن تتدخلو معي بخصوص موضوع ميران", حول وجهه الى أمه و
زوجة عمه, "ثالثا, سوف أتزوج من ريان و لا أحد منكم سوف يمنع هذا".
بعد أن رمى
كلماته الى الوسط و لأنه لم يسمع كلمة من اي أحد سار نحو الباب, هذه الليلة لن
يبقى في القصر, سينتظر أن يستوعب الجميع هذه الحقيقة, لقد فقد حبه مرة, لن يفقده
مرة أخرى, من قد يستطيع أن يحب ريان أكثر من أزاد؟.
كان أكثر راحة
من أي وقت مضى عند الخروج من باب القصر, السر الذي كان أكبر عبء على قلبه, اليوم
تم تحريره...
سمعت ديلان كلمات
أزاد عندما كانت مشغولة في المطبخ, كانت هذه الكلمات مؤلمة لدرجة أنها لم تلاحظ أن
السكين تقطع يدها, نظرت بابتسامة مريرة إلى الدم الأحمر الغامق, وهو يتنقل بين أصابعها,
بجانب الجرح الذي في قلبها, هذا الجرح يعتبر لا شيء.
عند وقوع
الحادث, دخلت هافين الى المطبخ لجلب الماء لوالدتها, عندما رأت جرح ديلان نسيت
همومها و ركضت اليها, "ديلان, يدك تنزف", أخذت منديلا و ضغطت به في راحة
يد ديلان.
كان ديلان تبتسم
وهي تنظر إلى يدها التي تنزف, ولكن يا لها من ابتسامة, ابتسامتها الساخرة انزلقت ببطء
وتركت مكانها صرخة صامتة, عندما كانت ذاهبة للبكاء نفذت الطاقة من ركبتيها, و سقطت
حيث كانت, جلست هافين بجانبها و رمت بشعرها الى الوراء, أمسكت يد ديلان التي تنزف,
"هل يؤلم كثيرا؟, لأكن فداء لك, لماذا تبكين؟".
وضعت هافين
يدها على يد ديلان, "لماذا يؤلم هنا يا ديلان؟".
"أزاد,
أزاد...", عندما حطم الفواق حديث ديلان, بدا و كأن هافين ابتلعت لسانها
الصغير, أغلقت فمها بيدها لكي لا تصرخ, فتحت عيونها من الدهشة مجددا, ما الذي حدث
اليوم لهذا القصر هكذا؟, الاعتراف بالحب...,"أنت", قالت بصدمة,
"وقعتي بحب أخي يا ديلان؟".
هزت الفتاة
الشابة رأسها و عيونها ممتلئة, وقع قلبها في حب مستحيل.
"انسي
هذا هافين", هزت رأسها قائلة, "أنت لم تسمعي و أنا لم أتكلم, هذا الحب يتجاوزني
ويتجاوزنا, خصوصا مع وجود ريان في قلبه...".
مهما أحبت ديلان
أزاد... كم من الليالي راقبت الطريق مع عيون بلا نوم,
حواجب مجعدة و وجه لا يبتسم أبدا...انتظرت بأمل كبير ذات يوم لتجعله يلاحظ ذلك, في
داخلها ينبث عشق كبير, بصبر, مع حب, بدون ملل... وآخر مرة في الثامنة عشر, كانت
الحياة قد قدمت لها مفجأة مؤلمة, لإخبارها أن أزاد
أراد أن يتزوج من ريان فإن الرصاصة التي فجرها في الهواء في الواقع حطمت قلب ديلان.
بينما لم تعرف
هافين ما ستفعله عند سماعها الحقيقة حاولت أن تواسي ديلان بشكل ما, كيف سوف
تواسيها؟, حتى اليوم أي قلب عاشق قد يصبح أفضل عند المواساة؟, هافين التي سحقت تحت
هذه الحقيقة ظنت أنها الوحيدة التي تعلم, ليس لديها علم عن أمها التي تستمع اليهم
عند الباب, دلال التي استمعت اليهم بعد الان لن تقف في فراغ, بينما توجد فتاة مثل
ديلان لن تأخذ ريان لأجل ابنها أبدا
طول جزء13
ردحذفهل من المعقول انك رجعتي بالروايه للخلف...نحن قرأنا الأجزاء السابقه بكل شغف ولأن نحن ننتظر التتمه مشكوره عزيزتي
ردحذفنحن ننتظر الاجزاء المتبقية
ردحذفمن فظلك تكملة الاجزاء
ردحذفالتكملة please
ردحذفمتى جزء ١٣
ردحذفالتكملة من فظلك
ردحذفلماذل هذا الانقطاع عساه خير
ردحذف