القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية زهرة الثالوث الفصل 13 : أنت حامل يا ريان




الفصل التالت عشر : المستحيل


ااه أيتها الروح أنتي تحترقين, تحترقين بشدة...

رجل ذو عيون جميلة خان الحب, في وسط قلبك الذي بدأت فيه المعركة, تركك في راحة يد النار...انخفاض لون الحياة تدريجيا, تفقد أكثر كل يوم...تختفي... الأسوأ هو, لا شيء يحدث له هو.

الأفكار الحزينة, كل يوم تأخذ مساحة أكبر قليلا في ذهنها, الشفاء يقف جانبا, الجرح الذي فتحه ميران كان ينمو مثل كل يوم في داخلها مثل انهيار جليدي, كانت وحدتها مثل اعصار, يجر روحها الضعيفة الى دوامة خطيرة, من قلبها الملعون, لمحو ذلك الرجل فتحت جانبها الأيسر, حسنا لكن هل تنسى؟.

كان الجواب, لا كبيرة.

لا تستطيع أن تنسى, لن تنسى...

كم من الوقت مضى على مجيئها الى اسطنبول؟, لم تعد تحسب الأيام, سيكون شهر تقريبًا لتتعلم كيف يتعايش قلبها مع هذه النار, هل خطرت في تفكير ميران؟, قليلا فقط, هل يؤلمه ضميره الأعمى؟, من يدري ربما, الرجل الذي ختم قلبها, نسي من تكون ريان.

كان الجميع من حولها يكافحون من أجل ريان, اليف لكي تجعل نبض في وجهها و تضحك قليلا تفعل مافي وسعها, تعمل لكي تدمر التعاسة, لم تستسلم على الرغم من أنه لا يوجد أي نتيجة لجهودها, حتى مع فيرات لم يتمكنوا من جعل ريان تبتسم, حتى في اليوم الذي تجولوا في اسطنبول.

لم يكن الأمر بيدها, كان لدى ريان روح تنزف, كانت تلك الجروح عميقة, ليست من النوع الذي يشفى.

 الشيء الوحيد الذي كان في طريقه في كل هذه الفترة هو أن ريان اعتادت على هذا البيت, الأن يمكنها التحدث مع صديقة هانم كما تريد, ولم تعد تخجل من فيرات, يوما بعد يوم تطورت علاقة ودية بينهما, أصبحوا مثل الاخوة.

علقت عيونها السوداء في ظلام السماء, تم سجنها مرة أخرى في أسر ماضيها الجريح, "ريان", قالت اليف, مدت القهوة التي بيدها الى ريان, "هل تشربين؟, ربما نتبادل أطراف الحديث؟".

رفعت رأسها و أخذت القهوة, لكن عندما أخذتها الى شفاهها شعرت بالغثيان بسبب رائحتها و تركتها على عتبة النافذة, "يمكننا الدردشة بدون قهوة".

"حسنا اذا", ابتسمت اليف, "خالتي صديقة نائمة, ركبتها تؤلمها مجددا".

أمس أخدت صديقة هانم الى المشفى التي يعمل بها فيرات, بهذه الطريقة قد رأت مكان عمل فيرات و في نفس الوقت رافقت المرأة العجوز, على الرغم من أن أصلي لم تكن راضية عن هذا الوضع, فإن ريان لم تهتم.

"هل لاحظت أنت أيضا؟"

"ماذا؟"

"موقف أصلي, يبدو أنها تغار على فيرات"

"انها بالفعل", هزت ريان كتفيها بتجاهل, "بالخصوص انا, انها لا تحبني"

"انتبهي من تلك الفتاة, أنا أقول لك"

عقدت ريان جواجبها, "لا يهمني اليف, ان همي يكفيني حقا", اخذت القهوة التي تركتها بجانب النافذة, "ان رائحتها تشعرني بالغثيان", فتحت النافذة بهدوء, قلبت الكأس الذي بيدها, "أعتقد أن النباتات تحتاج إلى القهوة أيضًا".

ضحكت اليف, "انت مجنونة ريان", في تلك اللحظة ظهرت ابتسامة على وجه ريان و اختفت فورا, جاء ميران الى تفكيرها مرة أخرى, متى كان يخرج على أي حال؟, كان وجهها يسقط أمام عينيها بدون سبب, بعد تلك العيون الزرقاء التي وضعت حقد بارد في داخلها...نظرته, وقفته, نبرة صوته التي تعطي الاطمئنان, بالرغم من أنها كذبة, كانت الذكريات لا تزال جميلة, كذبة, ولكن كان يمكن أن تكون جميلة لهذا القدر فقط.

"هل تعلمين؟", قالت وهي تسأل اليف.

"ماذا؟", نظرت إلى ريان بعد ان اخذت أخر رشفة و وضعت القهوة على الطاولة.

"قصة زهرة اللبن الثلجية و زهرة الثالوث"

"لا, لا أعرفها"

"كان ذلك منذ زمن طويل, وقعت اثنين من الزهور البرية في حب بعضهم البعض, عند مجيء الربيع, فقد فتحوا مثل كل الزهور الأخرى وقالوا مرحباً للشمس, ثم قال أحد الأزهار إلى الأخرى, لا ينبغي لنا أن نكون مثل الزهور العادية, في منتصف فصل الشتاء, دعنا نفتح في يوم يخاف فيه الجميع من البرد, بحيث يمكن لكل الطبيعة أن تعجب بنا, افتتح أحدهم في الصيف بينما كان الآخر ينتظر في فصل الشتاء, ذلك اليوم هو اليوم, الزهرة التي انتظرت حبيبها كانت زهرة اللبن الثلجية, الزهرة التي تترك حبيبها في منتصف الطريق تسمى زهرة الثالوث, وهذا يعني حبيب غير مخلص, زهرة ثالوث, كاذب, مزيف, منافق...تماما مثل ميران, أليس كذلك؟.

ابتسمت بالرغم من عيونها الممتلئة و أشارت الى نفسها باصبعها, "أظن أنني في هذه الحالة أكون زهرة اللبن الثلجية".

"ريان...", قالت اليف, لم تعد تعرف كيف تقترب من ريان و تواسيها, "سوف تتجاوزين, سوف تمر هذه الأيام", لم تستطع أن تقول ذلك, على العكس من ذلك, لم تظهر ريان أي علامات على الشفاء, "الى متى سوف تمسكين بحالة الحداد هكذا؟, أليس مؤسف عليك؟, ذلك النذل المدعوا ميران, الأن ينام في حضن زوجته, أنت لا تزالين تعيشين كذبة هنا, لا تفعلي هذا بنفسك".

بكت ريان, خلال الليالي الطويلة بكت دما, مع دموعها تمسكت بالتذكار الذي بقي لها من الرجل الذي أحبته, لم تكن هناك كلمة في المعجم لوصف الألم الذي عانت منه, كانت الكلمات ملتوية عنقها, الكلمات كانت تبكي عليه, كانت أسيرة تشنج المعدة في الصباح, على الرغم من أنها لم تهتم في البداية لكنها في ساعة وصلت الى مرحلة عدم التحمل, لم تقل شيئًا لأليف, لكن تعرق ريان البارد لم يفلت من أليف, كان الألم شديدًا لدرجة أنها كانت تتعرق.

على الرغم من قولها أنه لا يوجد شيء لم تستمع لها اليف و صديقة هانم, علاوة على ذلك في الصباح الباكر, أيقظوا فيرات وأخذهم إلى المستشفى, و نتيجة لذلك ريان الأن بالمشفى, سألها فيرات عما حدث تم أخذ منها عينة دم لأجل التحليل تم أخذها الى غرفته, بعد أخذ الدم أخذها إلى غرفة لكي ترتاح, أولاً سينظر إلى نتائج الدم, وسيتم أخذ التصوير المقطعي والأشعة السينية.

ريان معدتها تؤلمها و بجانبها صديقة هانم و اليف, "لقد قلت لكم ليس بي شيء", قالت بانزعاج, "أيضا قمتم باحضار فيرات في الصباح الباكر عبثا".

"مع ذلك يا ابنتي أنتي أمانة لدي, ماذا لو حدث لك شيء, ماذا سوف أقول لأمك؟".

دفنت ريان رأسها في الوسادة وتمتمت بهدوء, الألم الذي في معدتها غير طبيعي, وبالنظر إلى أنها لا تأكل أي شيء لعدة أيام.

عندما فتح الباب دخل فيرات, كان يرتدي معطف الطبيب, من مسافة بعيدة بدا وكأنه رجل بارد وجذاب, بعيونه البنية وبشرته الداكنة كان يشبه أزاد قليلاً, "متى سوف يخرج ذلك الشيء الذي قلته يا بني؟", عندما سألت صديقة هانم كان فيرات ينظر الى ريان فقط.

"نتائج تحليل الدم قد خرجت", قال بنبرة باردة, نظراته كانت على ريان, "ليس هناك داعي الى الأشعة السينية أو التصوير المقطعي, النتائج نظيفة", القى نظرة قصيرة على جدته و اليف, "يجب أن أهتم بريان بشكل خاص, هل يمكنكما تركنا لوحدنا؟".

عندما خرجت اليف مع صديقة هانم من الغرفة نظرت اليه بشكل مشبوه, كان في عقلها احتمال حدوث شيء سيء, لقد خافت, و نفس الشيء بالنسبة لريان, لأن فيرات لم يكن يبدو أنه سيقول شيئا جيدا, بعد أن أغلق الباب نهضت ريان من السرير و جلست, "ماذا ستفعل بي؟, أم أنه هناك شيء سيء بي؟".

جلس فيرات أمام ريان وحدق الى وجهها لفترة, على الرغم من أن هذا الموقف يخيف ريان, في الواقع  الشاب كان يحاول ترتيب الكلمات, "هل هناك شيء تودين اخباري به؟", سأل فيرات أولا, كان يظن أن ريان تعرف بوضعها.

هزت ريان رأسها بلطف, "لا, أنت تخيفني فيرات, في الأصل أنت أخبرني, ماذا بي؟", بعد كلامها أحست بألم في معدتها, بينما تشد يدها تجعد وجهها.

"انت لا تأكلين اي شيء, هذا الألم طبيعي", أخذ فيرات نفسا عميقا و وضع يديه في جيوبه, "عادة, يجب أن تعتني بنفسك بشكل أفضل في مثل هذا الوضع".

تحول وجه ريان على الفور إلى تعبير جدي, "ماذا تقصد؟".

"ألا تعرفين حقا أنك حامل؟", عندما نظر الشاب الى ريان كل ما رآه كان الدهشة.

لفترة حاولت ريان فهم ما سمعته, نظرت الى وجه فيرات و كأنها تنتظر جواب, كانت الحياة تضغط عليها كثيرا في الأيام الأخيرة, "كيف؟", بدهشة و تلعتم, "ماذا تقول أنت؟".

هذه المرة كان فيرات أكثر دهشة, استغرب أن ريان لا تعرف, "يعني انك لا تعلمين؟", صرخ مرة أخرى بالحقيقة بنبرة حادة, "أنت حامل ريان".

"لا يمكن", هزت ريان رأسها, كانت أسيرة الدهشة عندما وجدت يديها على بطنها, شيء من هذا القبيل لم يمر في زواية من عقلها حتى, لم تعد تشعر حتى بألم معدتها الأن, "ما الذي سوف أفعله الأن؟", سألت هذا السؤال لنفسها, كررت مرة أخرى في حيرة, "ماذا سأفعل؟".

"هل ستخبريني الأن بما حدث من البداية؟".

"لا", خرج صوتها بصوت عالي, أكبر عجز لم تستطع التعبير كأنه شأن عادي, سحبت قدميها عن الأرض وسحبتهما إلى السرير, "لتأتي اليف", رفعت اصبعها و أشارت الى الباب, "أنت اذهب, أرجوك", بينما أغلقت وجهها بيديها بدأت بالبكاء و فيرات بقي واقفا و مندهش, لم يعرف ماذا سيقول, اقترب من السرير خطوة و مد يده الى ريان, صرخت بحدة, "لا تلمسني, اليف", فتح الباب فورا و دخلت اليف, كان هناك خوف في وجهها, لماذا كانت ريان تصرخ و تبكي؟.

صرخت ريان مرة أخرى على فيرات, رفعت اصبعها و اشارت, "أرجوك, أرجوك اخرج من هذه الغرفة".

حتى لو خرج فيرات من الغرفة قسرا سوف يكون أمام الباب, الأن يشعر بالفضول أكثر عما حدث مع ريان مهما كان.

جلست اليف على السرير و امسكت يد ريان, "ماذا حدث ريان؟, انت تخيفني, ماذا قال لك فيرات؟".

سحبت ريان يديها من بين يدي اليف و وضعتها مجددا على بطنها, "هل تؤلمك معدتك؟", سألت اليف بسرعة, ذلك الاحتمال لم يكن يمر في عقلها حتى, هزت ريان رأسها بارتجاف, "لا, أنا حامل", لم تصدق, ردة فعلها و كأن فيرات قد افترى عليها, ريان لم تتقبل ذلك.

بينما تجمدت أليف في مكانها لفت ريان بطنها أكثر قليلاً وتمايلت إلى الأمام, "أخبريني اليف, ماذا سوف أكون؟, ماذا سيحدث لي؟".

بسبب دهشتها و ألمها لم تستطع اصدار جملة ثابتة, كان يجب على اليف أن تستجمع نفسها و تساعدها, "عودي الى رشدك", قالت بصوت حاد, "لن يحدث لك أي شيء, اذا تصرفتي هكذا سوف يعرف الجميع أن شيئا سيئا حدث", أمسكتها من ذراعها و هزتها لكي تعود الى رشدها, "لا تبكي ريان, سوف نجد حلا".

هزت ريان رأسها مجددا, سيكون من الصعب جدا عليها قبول هذا الموقف, الشيء الوحيد الذي تعرفه هو أنه من بعد الأن حياتها ستذهب في اتجاه مختلف تمامًا, لقد فهمت مجددا أن قرارها بعدم العودة الى ماردين كان صحيحا.

******

في الأيام الماضية, كان ألم عذاب ضمير ميران كبيرا, لم يكن هناك فرق بينه و بين الموتى, الحسرة التي تحرق جسمه و روحه من التعاسة, كان يموت من الندم.

كان يجب عليه أن يفعل شيئا, عليه ايجاد طريقة توصله الى ريان, كل يوم يقضيه من دون أن يراها, كل نفس من دونها يقشر كبده, الأهم من ذلك انه يعاني من عذاب الضمير منذ أن تركها و ذهب, كان الصراخ الأخير الذي يتردد في أذنيه يزيح روحه من مكانه, ما معنى الموت بينما يعيش, الأن يتذوقه كل يوم, هو قتل ريان بينما كانت تعيش, كان قد أحرق نفسه دون أن يعلم في النار التي أشعلها لتدمير ريان.

كان يحترق, الاسم كان دائما هو نفسه, شفتيه تتجعدان في ظل هذا الاسم, رجل يبكي, أغلقت أغانيه المألوفة آذان الليل, أحرق, احترق.

وقف بهدوء من مقعده, دون أن يهتم بالرجل الذي ينظر اليه بعيون فارغة سار نحو الباب, عذاب عدم الوصول إلى ريان جعله ينقطع عن الحياة, حتى أنه لم يذهب للعمل لمدة يومين.

"توقف ميران", تجاهل أردا الذي نداه, ارتدى هوديي سوداء أخدها من المشجب و غطى شعره, كانت الساعة الثالثة ليلا, "سوف أستنشق بعض الهواء ".

"لدي شيء لأخبرك به", لم يمانع ميران, في الواقع لم يهتم كثيرا, ولكن عندما سمع اسم ريان, تم سحب دمه من عروقه, رمى غطاء الرأس وراءه و عاد الى غرفة المعيشة.

"ماذا ستقول بخصوص ريان؟".

ضغط أردا شفتيه على بعضهما البعض و بدأ بفرك أصابعه, كانت هذه الحركات علامات على إخفاءه شيء عن ميران, جعد ميران حواجبه, "أنت تخفي عني شيئا", قال وهو يسأل, "أخرج الفاصوليا التي في فمك".

"أعرف مكان ريان".

كانت عيونه الزرقاء المفتوحة على مصرعيهما ستطير من السعادة و الدهشة في نفس الوقت, لكنه لم يستطع فهم كيف عرف أردا بذلك, لمدة عشرون يوما كان يبحث عن ريان في كل زاوية من اسطنبول كالمجنون, لكنه لم يستطع حتى العثور على أثر لمكانها.

"كيف تعرف يا أردا؟", سأل بدهشة, "أين هي ريان؟".

"في ايسكودار".

لقد كان ميران غاضبًا جدًا لأنه لم يتلق إجابة على سؤاله الأول, "قلت لك من أين تعرف؟".

"في الحقيقة, أنا أعرف منذ وقت طويل", اعترافه قد يكون سبب ليفقد ميران أعصابه, لمدة شهر تقريبًا, كان ميران يرفع كل حجر في إسطنبول, بالرغم من ذلك بقي أردا صامتا, "أخفيت الأمر عنك فقط.

"ماذا يعني أخفيت عنك يا هذا؟", لم يستطع كبح غضبه و أمسك أردا من رقبته, "ألا تعرف ما الذي أعانيه لمدة شهر؟".

"أرى ذلك", قال أردا بغضب, أنقذ ياقته من أيدي ميران و تراجع خطوة للوراء, "حسنا و ماذا عنك؟, هل ترى ما سيحدث؟".

"عن ماذا تتحدث؟", جعد ميران حواجبه اكثر.

"هل فكرت بما سيحدث عندما تجد ريان؟", استهدف ميران باصبعه, "سوف يقتلونك يا بني, لن يتركوا تلك الفتاة لك بعد الان, و أيضا ماذا تظن؟, ريان لن تسامحك, أجل أعرف مكان ريان و أخفيت ذلك, افهم هذا...", برد غضبه, "أنا خائف من أن يحدث لك شيء, أنتم بعد الأن أبعد من المستحيل".

قام اردا بشيء لا يخطر في بال أي أحد, لم يكن ليخطر على تفكير لا ميران و لا أزاد لكن أردا, قام بتتبع اليف في اللحظة التي خرجت من ماردين, عرف مكان ريان عندما جاءت الى مكانها في اسطنبول, لم يكن ينوي أن يخبر ميران لكن عندما رأى حالته لم يتحمل.

كانت كل الكلمات التي قالها للتو غبارًا في الهواء, لم يهتم ميران بأردا, "أين تقيم في إسكودار؟ هل هناك شخص ما معها؟".

"هل تسمعني", قال أردا بحدة, "أزاد يبحث عن ريان؟, لا أعرف اذا كنت تدرك ذلك, في اللحظة التي تتجول فيها حول ريان, سوف تحيط بك رياح أزاد الخطيرة".

رمى ميران غضبه على أردا, "برأيك هل أنا أخاف من أزاد, هل أنا رجل جبان يا هذا؟, لقد مضى وقت طويل منذ أن تخليت عن نفسي, يا اما سوف تكون ريان لي, أو سوف تقوم القيامة".

*******

لقد هزمنا صمتنا,  في حين أن الصرخات السامة التي لم تكن قادرة على الوصول إلى الليل كانت تؤلمنا, كوننا بشر كنا صامتين فقط, كان الحال هكذا دائما, سوف يستمر هكذا, طالما نحن كتم في وجه الألم, سوف نستمر في سوء الفهم, هذا ما فعلته ريان, منذ أن عرفت أنها حامل كانت صامتة فقط, حتى بالرغم من أن فيرات قد يسيء فهم الوضع لم تقل كلمة واحدة و عادت الى البيت, "أنا لم افعل شيئا خاطئا", لم تقل ذلك حتى.

السماء تميل إلى الظلام,  بدأت الأمطار الغزيرة تتساقط, كانت اليف مشغولة بجمع ما تبقى من العشاء, واجب فتح الباب الذي يرن قد وقع على ريان, في كل مرة تسمع فيها جرس الباب يرتجف داخلها, سمعت من والدتها أن أزاد يبحث عنها, بالرغم من أنها تعرف أن لا أحد سوف يجدها هنا, لكن داخلها لا يرتاح.

عندما فتحت الباب بقلق و رأت فيرات في الأول أخذت نفسا عميقا, لكن حواسها استبدلت بالخجل, و الخدين محمرين, في صباح البارحة سمعت من فم هذا الرجل أنها حامل, بسبب صدمة الوضع لم تستطع قبول الوضع لفترة من الوقت وتم نقلها من المستشفى, أحست صديقة هانم أن هناك شيء خاطئ لكن مع ذلك لم تقل شيئا, في الواقع زهرة هانم قد شرحت لها قليلا عن وضع ريان و ما حل بها, على الأقل عرفت أنها كانت ضحية زواج مزيف.

"لقد أحضرت أدوية جدتي", قال فيرات و هو يرفع حقيبة الصيدلية التي في يده في الهواء, "لقد انتهى عملي في المشفى للتو, جئت في وقت متأخر", بحجة الدواء أراد رؤية كيف أصبحت ريان.

"تعال الى الداخل", ترددت ريان بعد قولها, "لكن خالتي صديقة نائمة".

"لا تهتمي, لن أدخل", مد حقيبة الدواء لريان, "ضعي هذا في الداخل و تعالي للخارج, لنتحدث قليلا", تركت ريان العلاج على الطاولة, بعد أن أخدت معطفها خرجت.

وجدت فيرات في الحديقة, عندما سارت مباشرة نحوه زادت سرعة المطر أكثر قليلاً, إذا استمروا في الوقوف هكذا فإنهم سيتبللون, "إنها تمطر", عندما قال وقف فيرات أمامها, فتح المظلة الذي في يده, لم تكن ريان متأكداً مما إذا كان قد تدخل تحت المظلة ولكن عندما زادت حدة المطر سارت نحو فيرات, أصلا فيرات أمسك بالمظلة فوق ريان على حساب تبلله.

"كيف حالك", سأل بقلق, "هل أنت أفضل حال الأن؟".

هزت ريان رأسها, "أحاول أن أكون جيدة", في هذه الحالة كم يجب أن تكون جيدة, جيدة لذلك القدر, إنها لن تخبر والدتها بأنها حامل لفترة من الوقت, حتى يكون هناك شيء محدد بخصوص هذا الموضوع.

"أعرف كل ما حدث يا ريان, اليف أخبرتني كل شيء", بعد كلام فيرات اتسعت عيون ريان, بينما يكبر اعصار من الغضب تجاه اليف, لمس فيرات كتفها, "اياك أن تغضبي على اليف, أنا اصررت عليها, و أيضا لا تخجلي انت لم تفعلي أي شيء خاطئ, مهما كان قرارك, سوف أساعدك, اذا اردت اجهاض طفلك...".

كلام الشاب الذي قسم نغمة الصوت, العيون السوداء للفتاة المقابلة له مليئة بالغضب و الدهشة, "ما المناسبة", قالت ريان بحدة, كانت قد احتضنت بالفعل طفلها بدافع الأمومة, بينما تلف يديها حول بطنها, "لا", تمتمت, "مهما حدث لن أتخلى عن طفلي أبدا, لن أكون أول امرأة تنجب طفلا بدون أب و لن أكون الأخيرة".

على الرغم من أن فيرات عرف أنه لن يكون مرئيًا بسبب الظلام إلا أنه ابتسم قليلا, "هذا بالضبط ما كنت أتوقعه منك, ريان أنت فتاة قوية".

"ما دمت تعرف كل شيء, أريد منك شيئا واحد وهو أن تخفي سري", نبرة صوت يائسة, "ليبقى بيننا, حسنا؟".

"لا تقلقي سيبقى بيننا", كان الضجيج الذي عطل صمت الليل هو الهاتف المرتعش في جيب فيرات, ألقى الشاب يده في الجيب, عندما فتح الهاتف قال , "حسنا", فقط تم أغلقه و وضعه مجددا في جيبه, "يجب أن أذهب بشكل عاجل", بعد أن مد المظلة التي حملها إلى ريان, ابتعد عنها, "أدخلي الى المنزل, لا تبقي في الخارج".

تراجعت ريان بسرعة من جانبه, ممسكة بالمظلة بإحكام في يدها, ركب فيرات سيارته و ابتعدت الى أن اختفى تدريجيا, ألقى الشارع في صمت غريب.

الأن أصبحت ريان لوحدها مع الظلام, تماما مثل روحها كانت موجودة في هذه السماء القاتمة, عندما ضرب المطر الممطر من السماء الجزء العلوي من المظلة, لم تكن ريان تتحرك, أغلقت عينيها برفق, لقد استمعت فقط إلى ألحان السماء الحزينة الأسيرة للأمطار, لأن قلبها لا يريد أكثر من ذلك, كانت جميع جدران المنزل تأتي فوقها, لم تستطع التنفس بينما كانت تتلوى في قبضة اليأس.

آه, هل هكذا كان سيكون؟.

هل يجب على قلب أحدهم أن يقع في حب زهرة ثالوث (مخادع), هذا ظلم...

لم تكن تعرف كم فقدت في وهم الأفكار العميقة, كان وعيها عدوا لها و مجنونا, لم تستطع فهم كيف أصبحت روحها مفقودة, ذلك الرجل دمر ريان, لدرجة لم توجد كلمات, مشت نحو المنزل, كانت تمسك المظلة باحكام في يدها لدرجة أنها لم تلاحظ أنها كانت تهتز, في الوقت نفسه كانت الدموع تتدفق, وجدت روحها نفسها مجددا في ذاكرة ذلك اليوم.

الأيدي القذرة للانتقام وسخت الروح النقية, في اللحظة التي ألقت فيها يدها على مقبض الباب, مسك ذراعها بقوة, كان الصوت العنيف للأمطار الغزيرة و الضجيج الوحيد في الشارع.

يد رجل لم تعرف من هو, كان يمسك بمعصم ريان, لم تستطع أن ترى, القلنسوة تغطي نصف وجهه, جعل صورة هذا الرجل مظلمة مثل الليل, ولكنها شعرت, عطره الذي يعطي الضرر, بينما تسلل الى انفها أدركت رئتيها.

الآن الرائحة الوحيدة في الهواء لم تكن رائحة التربة المبتلة, رائحة ميران في كل مكان, رائحة الرجل الذي أهان روحها, رائحة زهور الثالوث, و ريان, كانت تموت


Reactions:

تعليقات