الفصل الرابع عشر : مثل الحياة
رائحة الثراب
المختلط بالمطر, رائحة الحبيب...
هذه الليلة,
كانت هذه المدينة تبكي...اااه يا اسطنبول, لأجل من تحترقين هكذا؟, لأجل من تبكين و
تتألمين بجنون؟, في المدينة الضخمة حشود مهجورة...في الواقع أناس لا يختلفون عن
بعضهم البعض, في الواقع أناس لا يتطابقون, يبكون هذه الليلة في اسطنبول...البعض
لأجل ميران, لكن الأكثر كانوا يبكون لأجل ريان.
و كأن الوقت
توقف, الساعات لا تدور, عندما نظر اليها بنظراته التي تشبه المحيط نسيت ريان أن
تتنفس حتى, كانت أصوات المطر في آذانها هي الشيء الوحيد الذي أثبت أن هذه اللحظة حقيقية,
لأن ريان كانت تعتقد أنها في حضن الكابوس مرة أخرى.
كان المطر
يستمر بالهطول بكل حماس, فور معرفة ميران بعنوان ريان خرج من المنزل, بالرغم من
أنه منتصف الليل أخدته روحه الى أمام هذا البيت, من دون أن يرف له جفن كان يراقب
هذا المنزل, مرت الساعات, لم تكن لديه لا الشجاعة لكي يطرق باب هذا المنزل و لا
القوة لكي يبتعد عن هناك بقدر متر, في نهاية اليوم,في المساء رجل جاء الى أمام
الباب, طرق الرجل الباب و ينتظر, كان ميران يراقب بفضول, في داخله غيرة, لا اراديا
تجاه هذا الرجل الذي بنفس عمره ينمو غضب, عندما رأى الشخص الذي فتح الباب, كان
عاجزا عن الكلام.
خنجر طعن
قلبه, كما لو أصبحت الغيوم حجر, سقط من التل, أي نوع من الألم كان ذلك؟, كيف كان
يتعذب؟.
كان من الصعب
على ميران التنفس في تلك اللحظات, يد غير مرئيةتضغط على حلقه, المشهد الذي أمامه
كان يسلب روحه, مثل الأطفال الصغار الذين يقاومون البكاء, كانت أظافره تمزق راحة
يده.
و أخيرا قد رآها,
الوجه الذي رآه كان وجه ريان, التي تتحدث مع ذلك الرجل كانت ريان, الحب مجنون,
الألم الذي لا ينتهي من قلبه, الجريق الذي لا اسم له...
في تلك اللحظة
هاجمته الألام لا يمكن وصفها, لأجل ماذا كانت تؤلمه روحه؟, هل رؤية ريان مجددا بعد
شهر؟, هل بسبب ندمه والأشياء السيئة التي فعلها؟, لأجل ماذا؟, لم يضع اسم لمشاعره,
لا الرياح التي تهب, ولا المطر الذي يمطر كالخيوط, يكفي لكي يخمد النيران التي في
قلبه.
انتظر ميران
عندما كانت ريان تتحدث مع ذلك الرجل, ذلك الرجل مهما يكن فور ذهابه نزل من السيارة
و أخذ ريان من ذراعها, لأنه لم يستطع أن يتحمل أكثر, ثقل الضمير هذا, يؤلم
لدرجة...
الأن وجها لوجه,
و كأنه لم يمر شهر بل سنوات طويلة, كانت الأيام بطيئة, السنوات أسرع, كل يوم يساوي
سنة, كانوا على وشك مواجهة كبيرة في نهاية الشهر.
سيكون صعبا.
نظرت ريان الى
ميران بعيونها السوداء, مثل الشوق منذ سنوات, طويل, طويل...يده لا تزال على ذراع
ريان, لم يجد كلمة واحدة ليقولها, استطاع أن يمسك ذراعها فقط, لم تستطع ريان التحرك
بسبب دهشتها, لقد كانت محقة, لم تكن تنتظر رؤية ميران, الأكثر لم تتوقع أن يخرج
هذا الرجل أمامها بعد أن تركها.
"أنت
محقة", قال ميران و كأنه قرأ عقل ريان, "لم تتوقعي رؤيتي, لقد فوجئت".
حواجب ريان
تجعدت قليلا, كانت تحاول فهم الشعور بعدم المعنى لكن بما أن دماغها فقد وظيفته, لم
تستطع الفهم.
"لم أرد
الخروج هكذا أمامك", تابع ميران, "أنا أسف", كان هذا الرد مثل صفعة
ضربت وجه ريان, تجول الدم في الأوردة مثل السم.
ميران...قاتل
أحلامها, كان يقف أمامها.
"أنت...",
استطاعت أن تقول ريان, هذا فقط ما استطاعت شفاهها أن تسكبه و هي تحت أسر الدهشة,
لم تستطع أن تكمل, بعد كل ما حدث لم تعرف ما الذي يفعله ميران هنا, في داخلها
طلبات كثيرة مختلفة عن بعضها البعض في وقت واحد, الصراخ, الغضب, رمي الضغينة,
الأهم من ذلك, السؤال مرة أخرى, لماذا ؟.
نظرت الى عيون
ميران, في تلك اللحظة لقد شاهدت عاطفة لم يسبق لها مثيل من قبل, عيون البحر
الأزرق, الأن تحدقان بألم كما لم يحدث من قبل, مرهق و منهك, الأن فقط أدركت أن
ذراعها كانت في يد ميران, سحبت ذراعها من اليد التي تمسكها باحكام, عندما رمى
الشاب يده اتخذت ريان خطوة للوراء,
"ريان...".
"اياك...",
قالت ريان, تحولت عيناها الى شعلة, تعبير الاستياء الذي على وجهها أحرق رئتي
ميران, الأن الأدوار تتغير...بينما كان دم ريان مختوما بالغضب كان ميران ينظر
بعيون توسل.
"اياك أن
تضع اسمي في فمك, اياك...".
في الواقع كان
ميران ينتظر ردة الفعل هذه, هل كانت ريان سوف تركض اليه و تعانقه حالما تراه؟, لكن
مع ذلك... يبدو أن شيئا ما قد تحطم في داخله.
مثل نهاية
الجمل, مثل نهاية فصول السنة... عبارة لن تعود
أبدا, مثل مغادرة الميناء لأخر مرة.
"اسمحي
لي, لنتحدث", قال ميران بارهاق, لم يكن يعلم ماذا سيحدث إذا لم تعطيه ريان هذه
الفرصة, صحيح ماذا حدث حتى وصل لهذا الوضع؟, متى كانت هذه الفتاة حاجته, مثل حاجته
للخبز, مثل الماء, مثل التنفس؟.
"عن ماذا
سنتحدث؟", سألت ريان, الكثير من الغضب في صوتها, وكذلك السخرية والارتباك, "مثلا
كيف تركتني و ذهبت؟, أو كيف خدعتني؟, عن كيف استمتعت و أنت تنظر الى عيني وتقول
أحبك؟, أو...", بعد قولها توقفت وأعادت شعرها الأسود تحت وراء أذنها, كل الكراهية
المتراكمة فيها كانت على طرف لسانها.
"على الرغم
من أنك متزوج بالفعل, كيف تتزوج مرة أخرى؟", سكتت و نظرت الى عيون ميران, على
الرغم من كل شيء أراد ميران انكار هذا, من المؤسف أن الرجل كان صامت, ريان لم تكن
مخطئة, مع ذلك أرادت كثيرا أن تكون مخطئة...
ضغط ميران شفتيه
معًا, بينما أغلق عينيه ببطء فهم مجددا كم سيكون صعبا الوصول الى ريان, لم يكن
يعرف كيف و متى عرفت ريان بزواجه من جونول, لكنه لم يستغرب ذلك, في النتيجة ليس
هناك حقيقة تظل مخفية للأبد, اليس كذلك؟.
"لا شيء
كما تظنينه", عندما قال ميران مد يده الى ريان, رجعت ريان خطوة إلى الوراء في
اشمئزاز, "لا تفعلي ريان, أرجوك اسمحي لي أن أشرح لك", حتى ان لم تعرف
ما الذي سوف يشرحه, لم يكن هناك حاجة للدفاع, إن الألم الحارق للقلب المصاب هو الذي
يبرره, عندما سارت ريان نحو الباب نظر ميران من وراءها بيأس, لم تكن لدين نية
للاستسلام, سيتحدث مع ريان, سيحدث معها مهما كان الأمر صعبا, سوف يحارب حتى
النهاية.
"أنت رجل
متزوج", قالت ريان قبل أن تدخل, يبدو الأمر كما لو أنه الجزء المهم من بين كل
الكلمات التي تريد أن تقولها, "اذهب الى بيتك, و تصرف و كأنني لم أدخل الى
حياتك أبدا, لأنه بعد الأن رؤية وجهك مرة أخرى سيكون أكبر تاني ندم".
كان ميران عالقًا
في هذه الكلمات, "ما هو الأول؟".
توقفت ريان
قبل أن تغلق الباب, دون النظر الى وجه ميران, تمتمت و كأنها تتقيء الكراهية, "أن
أخدع من قبل رجل مثلك", ميران ابتلع الألم بعد أن أغلقت الباب بحدة, أغلقت
ابواب ريان لأول مرة في وجهه, من يعلم بعد الأن كم مرة سيعيش هذا الوضع, كم من
الأبواب ستغلق ريان لكي لا تسمع صوته؟, كم عدد الثورات النهائية, ستسمع له باقامة
عرش على اللغة؟, لا يعرف, كل هذه التوقعات كانت ستذوب في النهاية مثل المرض القائم
على الموت, يموت, شيئا فشيئا كان يموت.
في أحلك الحدود
من اليأس, ميران هو أمام هذا المنزل, أثناء الانتظار تحت المطر بشكل منهك, كانت
ترتجف فوق الأريكة بعد أن رمت بنفسها بصعوبة, كانت مندهشة عن مدى قوتها أمام
ميران, كما لم تكن من قبل.
عندما لم تجد مكانا
تضع فيه يدها وضعته فوق بطنها, عندما وقفت اليف و سألتها ما بها, كان هناك احتمال
رهيب في عقل ريان, لقد عرفت حديثا أنها حامل, أم أن ميران كان يتعقبها من
البداية؟, هل سبب عودته المفاجئة لأنه يريد أن يأخذ طفلها؟.
"ميران
هنا", قالت بصوت مرتجف, اليدين والشفتين والساقين... كان كل طرف يرتجف,
"لماذا جاء يا اليف؟, ماذا يريد مني؟, ماذا تبقى ليأخذه مني؟", في أخر
كلامها وضعت يدها على شفتيها المهتزة, "أم أنه يريد طفلي؟, هل يمكن أنه يعرف
يا اليف؟".
اليف لم تستطع
بعد تجاوز صدمة أن ميران عند الباب, دهشت بعد كلمات ريان الأخيرة, لكن الأمر لم يستغرق
وقتًا طويلاً لتستجمع نفسها, كان صديقة هانم نائم, يجب أن يكونو هادئين, "هدوء
يا ريان", قالت بهدوء, "ابقي في الغرفة, سوف أعود فورا".
عندما اتخذت
اليف خطوة أمسكت ريان ذراعها, "مهلا, لا تذهبي, لا تفتحي له الباب, أنا
خائفة, خائفة جدا", على الرغم من خروج ميران أمامها بحالة يائسة و بنظرات
نادمة الا انها كانت خائفة منه, لم يكن الأمر بيدها, لقد رأت وجهه المرعب مرة, و
تعرف اي نوع من الرجال هو.
لم يكن هناك حدود
لما يمكن أن يفعله.
"لن يحدث
شيء, فقط انتظري", اليف تركت ريان خلفها و خرجت, الأن كانت غاضبة بشدة, لم
تفهم بأي حق و أي وجه يخرج ميران أمام ريان, بخطوات هادئة وصلت الى الباب الخارجي,
قبل خروجها أخدت فوقها معطفا من الصوف, في اللحظة التي فتحت فيها الباب ملأ صوت
المطر الغزير أذنيها, عندما فتحت الباب بشكل خفيف و تنظر في الارجاء رأت ميران, وضع
ظهره على الحائط, وكان ينتظر, شعره غارق في المطر.
لم تصدق اليف
أن الرجل الذي تراه امامها هو ميران, ماذا حدث حتى ذابت عظمة الجبال؟, أو أين كان غضبه
المتضخم الآن, أو غروره؟.
"ماذا
تفعل هنا؟", عندما سألت اليف, ابتعد ميران عن الجدار الذي يستند عليه, و
اقترب بضع خطوات من اليف وهو ينظر الى الباب مع أمل.
"لا
تنتظر أبدا", قالت اليف بعصبية, "لن ترى وجهها بعد الأن".
ميران يبدو
أنه لا يكثرت باليف, "يجب أن أتحدث", قال بنبرة حزينة, "يجب أن
أتحدث مع حبيبتي ريان".
"ما الذي
بقي للحديث عنه؟, ألست مجرد كذبة؟".
كرر ميران
كلماته مرة أخرى, "لابد لي أن أتحدث مع ريان", عيونه لا تزال على باب
المنزل, كان يمسك نفسه بصعوبة لكي لا يرتكب شيء جنوني و يدخل الى ذلك المنزل.
"اذهب من
هنا و الا سوف اضطر الى أن أتصل بالشرطة, أو سوف أصرخ أن هناك لص و سوف أجمع علينا
جميع من في هذا الحي", لوى ميران شفاهه ساخرا من تهديدات اليف السخيفة, من
هناك, هل كان يبدو مثل شخص خائف؟, دون حتى اعطاء اجابة لتهديدات اليف الجافة مر من
أمامها, اليف على بعد بضع خطوات من الباب, "اياك أن تدخل الى ذلك
المنزل", قالت صارخة لكن فات الأوان.
كان ميران في داخل
المنزل الآن.
في الأول
عندما دخل ميران لم يظن أنه سيجد صعوبة في ايجاد ميران, كان مجرد منزل صغير مع عدد
قليل من الغرف, بينما يبحث يمينا و يسارا بسرعة كانت عيون نائمة تنظر اليه بدهشة,
امرأة عجوز.
"من
أنت؟".
عندما ازاح
ميران عينيه من على صديقة هانم حدق على الغرفة التي أمامه, كان الباب مغلق, مشى
الى هناك بسرعة, واصلت صديقة هانم كلامها, "من أنت يا بني؟ ماذا تفعل في
منزلي في هذا الوقت من الليل؟".
لحقت اليف
لانقاذ صديقة هانم, "انه هو", قالت بعيون غاضبة تنظر الى ميران,
"لنفعل شيئا خالتي صديقة, قد يقوم بالحاق الضرر بريان", على الرغم من
انها نادمة لأنها لم تستمع الى ريان منذ قليل و فتحت لميران الطريق لدخول البيت
الا أن ما حدث قد حدث.
ميران الأن
أمام الغرفة التي تبقى فيها ريان, لمس مقبض الباب و كأنه يريد فتحه, كأنه لم يرى
مقبض من قبل, وضع راحة يده على الباب, "ريان", قال مرة أخرى, و كأنه
يحترق, "كل ما أريده هو التحدث, لا تري ذلك كثيرا علي ارجوك".
ريان ركعت
مباشرة خلف الباب في قلق و خوف تنتظر, يد واحدة ملفوفة على بطنها مع غريزة الحماية
واليد الأخرى على شفاهها التي ترتجف, في كل مرة تسمع صوت ميران, كان قلبها سيقفز من
بين ضلوعها.
هذه المرة من
الخوف, ليس من الحب بل من الخوف.
"هل
تخافين مني لهذه الدرجة؟", سأل ميران, و كأنه شعر بكل خوفها, "لن افعل
شيئا, صدقيني, اريد فقط أن أتحدث".
"هل أنت
رجل لا يخاف منه؟", هذا الاعتراف الذي تم فجأة سكب من لسانها, لم يكن شيئا
تنتظره, لم تكن تريد أن تضعف أمام هذا الرجل, "اذهب من هنا", تمتمت,
"صدقني, انه الشيء الوحيد الذي أريده الأن, رؤيتك تؤلمني".
ميران خفض يده
ببطء عن طريق تحريكها على الباب, "ريان أرجوك...".
"اذهب,
اذهب, اذهب", في كل مرة تقول فيها كلمة اذهب يهرب الفواق من بين شفاهها و
تضرب الباب بقبضتها, لا, لم تكن تفهم, لماذا كانت تهرب؟, ما هو الشيء المخجل الذي
فعلته ريان؟, في الواقع كانت ريان تهرب من مشاعرها, وإلا فإن هذا الحب يمكن أن ينهيها.
"لقد
عرفت ذلك بالفعل", قال ميران باستسلام, الان هو أيضا يركع على الأرض,
"انك لن ترغبي برؤيتي, أنك سوف تنظرين باشمئزاز عند رؤيتي...كنت أعرف, مع ذلك
من الصعب عيشه, لا يتقبل الانسان".
بعد كل ما
حدث, بعد كل ما فعله يتحدث و كأن لا شيء قد حدث, لم تستطع ريان أن تعطي معنى لذلك,
لم ينفصلا لأي سبب, لم يكونا شخصين عاديين, كانت علاقتهم مثيرة للاشمئزاز, لم يكن
هناك شيء للجلوس و التحدث عنه, تعرض ريان من قبل لأعظم خيانة يمكن ان تتعرض لها
امرأة, "لا أصدقك...", قالت بصراخ, "لا أصدق رجلا مثلك, لو كان
الأمر بيدي, لأردت تحطيم ذلك الوجه, لكن أنت, لا تستحق حتى أن ينظر الى
وجهك".
كان ميران ممزّقًا
بالفعل إلى أجزاء تحت وطأة هذه الكلمات, ليس لديه كلمات ليقولها, عدم وجود طرف
ليدافع عنه تركه عاجزا, لم يشعر أبدا بالعجز هكذا, هذا الشعور كان غريبا عليه, بقي
راكعا على ركبتيه و يتوسل, لم يصدق نفسه, لم تترك ريان كلمة لتقال في هذه اللحظة, لقد
أنهت كل شيء بينهما بشكل جذري.
حسنا ماذا عن
ميران؟, هل كان راضيا عن هذا؟, لقد كان مذنبا, حب نظيف كان قد تلوث بيديه, روح
بريئة تركها وسط النار و غادر دون أن ينظر وراءه حتى.
لف يديك على ركبتيه
أغمض عينيه في هذا البيت الغريب عنه, وراء هذا الباب توجد المرأة التي يريد أن
يمضي أخر عمره و هو ينظر الى عيناها, لكن في عيون تلك المرأة لا يوجد هناك فرق
بينه و بين القذارة, يا له من ألم...ميران كارامان, تم رفضه لأول مرة.
كان سيغادر لكنه
لم يستطع الوقوف, كانت كلمات ريان صعبة للغاية لدرجة أن ركبتيه لم تستطع الصمود, فتح
عينيه بالأصوات التي سمعها, كانت هناك حركة, ضجيج صارخ على الباب الخارجي للمنزل,علاوة
على ذلك, صوت لاسلكي الشرطة, بعد قليل سوف تأتي الشرطة و تعتقله بتهمة التهجم, هل
كان يهتم؟, لم يهتم بمقدار ذرة.
"ميران
كارامان", عندما قال ضابط الشرطة اسمه فتح عينيه و حدق اليه, في هذه الحالة كان
ضحية بائسة أكثر من رجل استخدام القوة و أحدث ضرر, نظر الى الرجل و كأنه يقول ماذا
هناك.
"سوف
تأتي معنا", بمجرد أن مد الشرطي يده لرفعه عن الأرض, دفع ميران الشرطي بقوة, هذه
الحركة أغضبت الشرطي, انحنى بالأصفاد التي كان يحملها.
"ماهي
مشكلتك في هذا الليل يا هذا؟".
ميران لم يجب,
على أي حال تنتظره ليلة طويلة بين جدران الزنزانة المظلمة, بينما تم وضع الأصفاد
على معصميه و رفعه عن الأرض, انحنى آخر مرة نحو الباب, "سوف تندمين على
ذلك", قال مع نفسه بصوت واثق, من قبل نبرة صوت ضعيفة, الأن عاد الى الرجل
القديم, "سوف أجعلك تندمين على الكلمات التي قلتها منذ قليل".
ريان ضغطت عل
شفتيها بعد جملة التهديد هذه, ما الذي كانت تنتظره؟, ميران الذي تعرفه كان رجلا
مثل هذا, عندما لا يستطيع الحصول على ما يريد, فهو قاسي وحشي, "ابذل قصارى
جهدك", انحنت على الباب, سمعت بالنفس الذي أخذه ميران, "لا يمكنك أن
تفعل لي أي شيء بعد الأن".
"أنا لن
أفعل على أي حال", أخذ نفسا عميقا و رتب كلماته للمرة الأخيرة, "أنت سوف
تندمين".
عندما تم وضع
الأصفاد على معصميه و اخراجه من البيت بقوة كانت اليف تنظر و كأنها حققت انتصارا, ميران
لم يرفع رأسه عن الأرض, لقد توقع أنها ستكون ليلة سيئة لكنه لم يتوقع أن تكون سيئة
لهذه الدرجة, عندما خرج من الباب صادف رجلاً, لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للتعرف
عليه, كان ذلك الرجل فيرات, على الرغم من أنه لا يعرف اسمه بعد, هذا هو الرجل الذي
رآه في الباب وهو يتحدث إلى ريان قبل ساعة أو ساعتين, القى عليه نظرة سيئة لدرجة
أن فيرات لم يعطي ردة فعل بسبب الدهشة.
من كان ذلك
الرجل؟, لم يكن يعلم لكن بالتأكيد سيعرف, سيكون وجود رجل آخر بجانب ريان كافيا ليصيبه
بالجنون, بينما شدد نظراته التي لم يزحها عن فيرات, نظر اليه صعودا و هبوطا.
"احفظ
وجهي جيدا", قال ميران قبل أن تخرجه الشرطة, "من الأن فصاعدا سوف تراه
كثيرا", كان مدركا أن هذا الرجل هو من استدعى الشرطة, مهما يكن سوف يندم
كثيرا.
******
كل تلك الساعات
التي كان يعتقد أنها قد ولت, يتلوى في قبضة الوقت, ذهب مثل المياه المتدفقة, في نهاية
الليلة الماضية المؤلمة, مازال التعب في جسده بسبب سجنه في حفرة, كان يضع خططًا جديدة
دون توقف.
ميران أمام
منزلها من جديد, لأجل بدء حياة جديدة اتخذ أول خطوة لطلاق زوجته, بعد أن ترك منزله
وقع في ملاحقة ريان, كان لقاء صاخب الليلة الماضية, لم ينتهي بشكل جيد, نعم, لكن مقارنة
بالأمس, كان هناك رجل جديد أمام المرآة.
ربط أزرار القميص
الأبيض الذي كان يرتديه, ثم ارتدى ساعة الجلد السوداء من درج الساعة على معصمه, بينما
لم يخرج من تفكيره أي شيء مما وقع البارحة, يتذكر ذلك الرجل الذي لا يعرف اسمه,
يضرب الغضب في وجهه, الحواجب المنحنية السوداء مخدوشة بعمق, بينمت عيونه الزرقاء
الخطيرة تنعكس في المرآة, من يدري ما الذي يدور في عقله, عندما سمع جرس الباب سحب
عينيه من المرآة, خرج من غرفته نحو الدرج, عبر الممر بخطوات سريعة وصل الى الباب,
القادم كان أردا, يتكئ على المدخل, كان ينظر إلى ميران مع وجهه المبتسم كالمعتاد.
عندما دخل كان
يحدق حوله, "منزل جميل يا اخي".
عندما كان
ميران يبحدث عن مفاتيح السيارة التي نسي أين وضعها توقف و نظر الى أردا, "لقد
اخترناه معا يا بني, هل أنت غبي؟".
"أنت ليس
لديك أي حس بالدعابة, أقول هذا على سير الكلام".
من المؤسف أن
مزاج ميران لم يكن في مكانه مثل أردا, وجهه عابس دائما, عبوس طبيعي, كانت الابتسامة
ضد طبيعة هذا الرجل, "عقلي ليس في مكانه", قال بتهرب,"واضح",
قال أردا وهو يبتسم, "لقد دمرك المكان".
خبر وقوعه في
المغفر وصل أولا الى أردا, تم إجبار الشاب على السير نحو طريق قسم الشرطة في منتصف
الليل, لم يكن يعلم ما الذي يفعله ميران في ذلك البيت لكنه لم يتفجأ أن الليلة انتهت
هكذا, في الصباح سأل ميران عما حدث, لكنه لم يستطع الحصول على كلمة من شفتيه العنيدة.
"ليس
المكان, بل الحبيب يا أخي", ابتمسم بهدوء.
أردا الذي لم يعتاد
على سماع مثل هذه الكلمات من ميران, كان في حيرة, "الحب حولك الى
مجنون", تمتم, "دعونا نرى ما الذي سيجلبه أكثر؟".
"لم
أفهم؟", سأل ميران.
"لا شيء,
اقول لنخرج سوف نتأخر".
"لوازم
المنزل ناقصة, سوف أرسل علي من الشركة, ليهتم بالأمر طوال اليوم", أردا يهز رأسه
وهو يستمع إلى ميران, عندما لاحظ ابتسامته تردد في حيرة, "لماذا
تبتسم؟", سأل بفضول.
"لا
شيء", قال ميران بهدوء, "بعد بضعة أيام سوف تكون ريان داخل ذلك المنزل,
أبتسم على ذلك".
تعبير وجه أردا
تغير على الفور وأصبح غاضبًا, "أعتقد أنك لم تأخذ نصيبك من الفم, ريان فعلت
ماهو أسوأ من طردك, بل استدعت الشرطة و كانت السبب في دخولك الى مركز الشرطة في
الليل, كيف يمكن ان تكون متأكد لهذه الدرجة أنها ستكون في هذا المنزل؟".
"دعنا
نقول الحدس, حدسي واضح جدا, أنت تعرف".
"ماذا
سوف تفعل؟, هل تحضرها بالقوة الى هنا؟, بني ألن تعقل أبدا؟".
"لم تترك
لي حلا أخر, أريد التحدث, لكنها لا تسمع حتى".
"لقد
فعلت جيدا, لو كنت أنا مكانها أنا أيضا...", عندما نظر ميران إلى وجهه بغضب, ابتلع
بقية كلماته, كصديقين أمضيا سنواتهما معًا, سيكون لديهم الكثير من الخلاف حول بعض القضايا,
تماما مثل الآن.
"هل أنت
صديق أم عدو؟ في بعض الأحيان أشك".
"سؤالك
هذا السؤال يجعلني اشك", عندما خرجوا من المنزل ودخلوا السيارة استمروا في الشجار على الطريق, استمر هذا الوضع
حتى وصولهم الى الشركة.
"أواجه
مشكلة في فهمك, حتى لو كنت تعاني من الألم فأنت لا تقوم بتنزيل هذا الأنف من الجبل,
لماذا أنت متكبر؟".
بقي ميران
صامتا, مرة أخرى, كان غضبه قد اخترق الجبال, لم يكن يعرف سبب هذا الغضب الذي
بداخله, بدا و كأن الدم يتناثر في الدماغ بسبب أحداث الأمس, كان هناك ما هو أكثر
من عدم رغبة ريان بالتحدث معه, كان هناك ذلك الرجل.
أردا الذي لم
يحصل الى الاجابة على السؤال الذي طرحه, "في النهاية, سوف تفهم", قال
وهو يضرب كتف ميران, "سوف تفهم في اللحظة التي تسقط فيها على ركبتيك وتتوسل, عندما
لا تستطيع تحمل كل شيء...".
"لا
شيء", رفض ميران, "لا يمكن لأي شيء في هذه الحياة أن يجعلني أركع على
ركبتي".
ليلة في
الحجز, ميران الذي قضى وقته في ترتيب بيته الجديد بعد خروجه من مركز الشرطة, أمضى
بقية اليوم في الشركة, كان يدرك أن جسمه وقع في الخمول بسبب التعب, لكنه لن يستسلم, رغم كل التعب والإرهاق, بصيص الأمل جعله يقف
من على الأريكة التي كان يجلس عليها, سوف يذهب مرة أخرى, سوف يذهب مرة اخرى الى
البيت الذي أخرجته منه الشرطة بالقوة في الليلة الماضية, دون تردد, بدأب, بعناد.
ليس لديه وقت
ليفقده, يعرف أزاد ايضا يلاحق ريان, يجب عليه أن يأخذ ريان الى جانبه قبل أن يجدها
أزاد, وفقا له ريان سوف تكون بمأمن معه فقط, لو وجد أزاد ريان قبل ذلك و أخذها الى
ماردين, ما الذي سوف يحدث؟, هذه المرة وصل الموضوع بشكل جدي الى حالة مستحيلة, ولا
شك أن النهاية ستجر إلى بداية مسار دموي.
لكن مع ذلك
هناك أشياء لم يفهمها ميران, صمت هزار شان أغلو كان غريبا بالنسبة له, على الرغم من
أنه أعلن الحرب علانية وأعلن العداء إلا أن الرجل لم تتحرك فيه شعرة حتى, لماذا؟,
أم أنه يخطط لأشياء اخرى؟, لماذا أزاد فقط من خرج أمامه؟, لماذا لم يستجب هذا
الرجل؟, طالما أنه لم يتمكن من العثور على سبب, كان ميران يتخذ تدابير أكثر صرامة.
في وقت يكون
فيه بلا دفاع و لا يتوقع قد يتلقى ضربة, أكبر ورقة رابحة له ضد هذه العائلة سوف
يكون امساك ريان بجانبه.
عند دخولهم الى
غرفهم بعضهم البعض, لم يكن لديهم عادة طلب إذن, كان أردا قد أنهى أعماله, كان على
وشك الخروج, يتجهز.
"أنا
ذاهب الى منزل ريان", بعد أن قال ميران بعث أردا نظرة اللاوعي بعد أن كان متأخرا,
"ماذا ستفعل؟, في بيت غير مرغوب بك فيه هل ستدخل من المدخنة هذه المرة ؟".
نعم, إذا لزم الأمر",
هز ميران رأسه, "حتى تقبل ريان التحدث معي سوف أجرب جميع الطرق".
ابتسم أردا
على كلمات ميران كنوع من السخرية, الرجل الذي أمامه بالفعل من الخشب, "حسنا,
لنقل انها قالت حسنا, و قبلت بالتحدث, ماذا سوف تقول لريان؟, أنا نادم, سامحيني,
تعالي لنذهب الى بيتنا, لنكمل زواجنا الكاذب في المكان الذي تركناه فيه؟".
عندما كان وجه
ميران ينظر ببلاهة, ترك أردا سخريته جانبا و بجدية, "علاقتكم أو هذا الزواج
المزيف الذي قمت به, لم يكن حدثًا عاديًا يا ميران, يقولون الصديق يقول أشياء
مؤلمة, بالنسبة لكم لم يعد هناك شيء اسمه نحن, و لا أعتقد أن ريان سوف تسامحك, مهما
كان الحب الذي في داخلك كبيرا, ستنتصر الكراهية على هذا الحب".
كان أردا منزعجًا
عندما استخدم مثل هذه الكلمات لإخماد آمال ميران, لكن السبب الوحيد هو عدم رغبته
في أن يحزن ميران, بالنسبة لميران كان العكس تماما, بصرف النظر عن الاستسلام أصبح
أكثر غضبا, "حسنا ماذا لو", قال و هو يوجه اصبعه الى نفسه, "ما
الذي سيحدث للحب الذي لدي؟".
أردا ابتسم
بحذر, "اذا كان مؤسفا على حبك, تظن أنه سيكون نهاية العالم, أليس كذلك",
في بضع خطوات, اقترب من صديقه وحدق في وجهه, أراد أن يفهم, بعض الأشياء أن توضح.
"ماذا
كانت خطئية مجنون الذي لم يجتمع بحبيبته ليلى؟, قلوب شابة وقعت شاهدة لأجل هذا
الوطن, هل حبهم أصغر منك؟, أنظر, حتى الأن, بينما نحن نتحدث ما هي الأنوار التي
تلمع في مكان ما...هل تشعر بها؟, حب اخر يمحى و يذهب, حب أخر في أعماق القلب, يتحول
إلى جرح ينزف مدى الحياة".
"ماذا
يعني؟", قال ميران, "هل تريد مني أن أكون بهذه الطريقة أيضًا؟, هل تقول
لي أن انسى ريان؟", نهاية كلماته تلاشت بهدوء, نبرته عالية جدا, لقد أسيء فهمه
مرة أخرى, "لا, فقط...احتمال الخسارة اريد حفره في طرف من عقلك".
******
كانت ريان جالسة
في غرفتها غير مدركة لما سيحدث لها قريبًا, كانت عيناها مرة أخرى في السماء المرصعة
بالنجوم, منذ البارحة لا يمكن القول انها في حالة جيدة, انها سيئة منذ أن رأت
ميران, مزاجها سيء, نفسيتها مدمرة, بالرغم من دعم فيرات لها و صديقة هانم الا انها
تحس بالاحراج.
كانت السبب في
مجيء الشرطة الى المنزل في منتصف الليل, ربما الموضوع اسقطهم في لسان الجيران.
"لقد
تكلمت مع أمي منذ قليل", قالت للفتاة التي تجلس أمامها, "انهم بخير,
بخير للغاية, حتى", تنهدت بعمق, "أنا الزيادة الوحيدة في ذلك القصر, و
كأنهم كانوا ينتظرون ذهابي".
"لا
تقولي ذلك, عدم العودة الى القصر كان قرارك, ربما قالت أمك ذلك حتى لا يبقى تفكيرك
عندهم".
"أنا لم
أختر يا أليف, بل كنت متضطرة على الاختيار, و هل كان لدي فرصة للعودة الى ماردين؟,
مع هذا الحمل", بينما تقول أظهرت بطنها بيدها, "هل تظنين أنني سأتحكم
بحياتي هناك؟, هيا لنقل أنني تجاوزت كل شي, عندما يعلمون أنني حامل, مالذي سيحدث؟,
هل يمكنك التخيل؟".
"لا
أستطيع أن أفكر...", حتى التفكير يضر بعقلها, ريان اتخذت القرار الصحيح بعدم
العودة, ان لم نقم بحساب بلاء ميران, فربما يمكنها أن تكون أفضل حتى.
"هل
أخبرت أمك؟", سألت أليف, "عن ماذا؟", ردت ريان, "هل تتحدثين
عن أن ميران وجد مكاني أم عن موضوع الطفل؟".
هزت اليف
رأسها باتجاهين, "كلاهما ".
"ليس لدي
نية لأوقف قلبي أمي يا اليف, انها تعتقد أنني آمنة هنا, لتظن أنني كذلك".
"الخالة
صديقة سوف تنفجر في يوم ما, لا تقولي أنني لم أخبرك".
على الرغم من أن
ريان أصيبت بالذعر للحظة إلا أنها تذكرت في ذهنها وعد صديقة هانم لها, "لقد
تحدثت معها, لن تقول شيئا", بعد أن أدارت ظهرها الى النافذة, نفخت بيأس, "أنا
بالفعل عبئ عليهم, ليس لدي مكان لأذهب اليه".
انزعجت أليف من
هذا الوضع, ريان الى متى سوف تبقى هنا؟, "في الحقيقة هناك بعض الأشياء في
عقلي", قالت اليف, اقتربت ريان من اليف بفضول حول ما ستقوله.
"نأخذ
بيت معا, و نعتني بأمرنا بأنفسنا؟, أخوتي لن يقولوا شيئا, سيسمحون لي".
جعدت ريان
حاجبيها, "كيف سيحدث هذا؟".
"سيكون
مثل العسل, لا داعي للقلق بشأن العيش"
"لدي مشاكل
أكبر, ميران و عائلتي, ليس لدي نفس مريح في هذه الحياة".
"لا أفهم
ما يريده ميران أساسا", تضيق وجه اليف, عندما تتذكر ما حدث بالامس تتوتر.
"على
أساس أنه لم يبقى لديه عمل معك؟, و أيضا أليس متزوج بالفعل...", بقيت كلماتها
معلقة بالهواء, السبب في بقاء كلماتها ناقصة هي ضوضاء جعلت كلتاهما في دهشة, ريان التي
فصلت عينيها عن الخارج أثناء الحديث, لم تلاحظ ميران الذي كان تحت النافذة يراقبها
منذ خمس دقائق.
أراد ميران جذب
انتباه ريان من خلال رمي حجر صغير على زجاج النافذة, بالطبع الحجر الذي ألقاه لم يتخيل
أنه سيحدث الكثير من الضوضاء, على بعد أقدام قليلة, من مكان غير مرئي كان أردا يراقبه,
لم يستطع التوقف عن الضحك لأنه كان سيحطم النافذة, "أخي لم يتم هذا الأمر, لو
أنك كسرت النافذة".
"أصمت
أردا".
ميران في تلك
اللحظة لم يكن في حالة ليرى أردا, لأنه في تلك اللحظة أمامه كانت تقف أجمل جميلات
هذا العالم, على الرغم من أنها تنظر اليه بعيون حزينة وخائفة, هذه اللحظة بالنسبة
لميران تساوي العمر.
لماذا لا نشعر
بقيمة بعض الأشياء الا عند فقدانها؟, مثل العمر, مثل العشق...
تعليقات
إرسال تعليق