الفصل العشرون : عار عليك
لو كانت الكلمات برائحة الكراهية التي تخرج
من الفم قادرة على قتل الشخص الذي أمامها, في هذه اللحظة لن يكون أي هناك فرق بين
ميران و بين رجل ميت, كان صمت ريان كارثة, و كلماتها كانت كالقيامة.
لم يتبق قطعة أمل
واحدة في داخله, أي نوع من القدر كان حتى كان لديه الكثير من الحزن متداخل في حياته؟,
إذا علم مسبقاً أنه سيعاني كثيرًا هكذا وكانت لديه فرصة فلن يرغب في أن يولد, كانت
الحياة قاسية جدا عليه, كل ما أراده كان فرصة ثانية, في حين أن كل شخص يستحق فرصة ثانية
إلا أنه لم تُمنح لميران.
"أعلم أنني ارتكبت
الكثير من الأخطاء", ابتلع ميران الألم, انهار جسده الذي لم يعد فيه أي طاقة,
تم دمج ظهره في الجدار, "أنا أعطيك الحق على كل كلامك...أنا رجل بائس", بينما
أخذ نفسًا عميقًا, سحب هذه المرة عينيه من على ريان وحدق في السقف.
"هل
تعرفين؟", سأل ميران, وتابع دون انتظار أي إجابات, "أنا أكره الأسلحة, لأن
كل شيء بدأ برصاصة عمياء من المسدس الذي كان والدك يشير بها على أبي, أولا ذهب
والدي تم والدتي, عندما كنت طفلاً صغيراً نشأت مع الكراهية بدلاً من الحب, كان
والدك مسؤلا عن كل شيء, هزار شان أوغلو".
أغلقت ريان عينيها
بألم, لم تستطع أن تقول أن ذلك الرجل ليس والدها.
"هل هذا
ما يحدث بسبب الأملاك؟, أي طفل يستحق العالم يستحق أن ينمو بدون الوالدين؟, حتى أن
ذلك الرجل الذي يكون والدك لم ينم في السجن, لقد أنقذ نفسه بشكل ما, بقي دم والدي
على الأرض, أردت أن يبقى رابحا بجانب ما فعل,
لقد سمحت له أن يكون سعيدا مع عائلته بينما أعاني لسنوات, أردت أن يكون خراب
هذا الطفل كابوسه", في حين كان من الصعب الاعتراف بالحقيقة, كان صدى الندم
يتردد على الجدار, لم تترك له ريان أي خيار أخر, لأول مرة في وجه امرأة أصبح أضعف,
حتى عاجزًا عن ذي قبل.
"لكني
أدركت أنه عندما يحب المرء تنكسر أجنحته, اعتقدت أنني أستطيع التعامل معه بدونك",
هزز رأسه, "لم أستطع".
أعتقد أنه كان
دور ريان لقول شيء, وضعت الصمت جانبا, الألم الذي لم تستطع إسكات صراخه منعها من البلع,
أن تحمل توقيع رجل لوث حبها ما يزال يكسر قوتها, "أنت الذي تكره الاسلحة, قد
أطلقت النار علي من بيتي", كانت تطلق النار على الرجل الذي أمامها في بيته,
دون أن تدرك ذلك.
"و أظن
لو مر العمر كله, لم تبرد الطلقة العمياء التي في داخلي".
في الواقع
الصمت القصير, قلوبين وصفت بأنها هادئة لعدة قرون, وقف ميران بهدوء عن الجدار, تحولت
عيناها إلى الباب بينما أدارت ريان ظهرها له, بينما ميران يجر جسده نحو الباب لمست
عيناه المرأة التي يحبها لأخر مرة.
"لو
تعلمين كم تؤلمني كلمات, لم تكوني لتفتحي فمك, لقد أردتي قتلي بكلماتك, لقد نجحت
بذلك, نحن متساوون الآن ريان", فتح الباب, "أنا أيضا أحترق بقدرك".
******
مرت بضع
ساعات, مزقت ريان نفسها لأجل النوم لكي لا تعاني, ضوضاء في أذنها فتحت جفنها قسرا عندما
فاتها نومها, في الأصل لا يمكن القول أنها تستطيع النوم, يبدو أنه كان هناك شخص آخر
في المنزل في الوقت الحالي, خرجت ببطء من السرير ومشت نحو الباب, عند رأس الدرج تراجعت
قليلا لكي لا تظهر, أسفل الدرج مباشرة كان ميران يتحدث الى شخص ما, كل ما يتحدث به
كان يسمع بوضوح تام.
كان يحدق في عدد
قليل من الملفات في يديه بنظرات جامحة, ألقى الجفون بظلاله على اللون الأزرق لكن ريان
كان بإمكانها رؤية كيف كان ينظر, فارغة و مخدرة, كان أردا في يمينه و أمامه رجلين
لم تعرفهما.
"لقد ملأ
الجميع", قال أردا بغضب, "يعتقد المجلس بكامله أنك لا تدير الشركة بشكل جيد,
يريد تسليم أكثر من 20 بالمائة من أسهمك إلى ابنته, في هذه الحالة سوف تضطر أن
تكون متساوي".
عندما أدركت ريان
أن القضية التي تجري مناقشتها هي مسائل تتعلق بالأعمال كانت ستعود الى غرفتها
لكنها وقفت في مكانها بعد الاسم الذي سمعته.
"ماذا كنتم
تفعلون عندما كان عمي يستفز الموظفين ضدي؟", بدا ميران غاضبا جدا, علمت ريان
أن غضبه لم يكن بسبب العمل فقط, كان من الواضح أن العلاقة بينه و بين عمه ليست
جيدة, في اليوم السابق هرب اسمه من فمه و عندما سألته عن عمه تهرب ميران.
كان ميران
يخبئ, كان يخبئ ريان عن عمه و يخبئ عمه عن ريان.
"لكن ليس
لدينا أي شيء", ترك أردا يده على كتف ميران, "لكن لا تقلق سوف أجد حلا
لكل شيء, حتى يحين وقت اجتماع مجلس الادارة سوف أتحدث معهم واحد تلو الأخر, لكي
يتخلوا عن أفكارهم".
"سوف
تفعلون أكثر مما تستطيعون", بينما كان يعطي أوامره للرجلين اللذان أمامه حدق
على ريان التي كانت تشاهدهم عند الدرج, عندما أصيبت ريان بالدعر و غادرت تابع
ميران و كأن لا شيء حدث, "الأسهم سوف تبقى عندي, خلاف ذلك ستكون كارثة".
عندما عادت
ريان الى الغرفة كان هناك العديد من الأسئلة في دماغها, كانت تريد أن تسأل ميران
بخصوص عمه, لكن لم تعد هناك أي محبة بينهما لدرجة لا يمكن التحدث بكلمتين مع بعضهم
البعض حتى, قبل ساعات أنهت ريان كل شيء بالكلمات التي قالتها.
كانت ريان
نادمة على بعض الأشياء, القفل الذي لم يضرب لسانها لم تكن تعلم أنه سيعود إليها في
ألم, ترددت كلمات ميران في دماغها, ريان لم تكن لتفتح فمها حقًا إذا علمت أنها ستؤلم
ميران كثيرا, لم تكن لتنطق تلك الكلمات, لأنه في كل مرة تؤلم هذا الرجل كان يعادل طعن
خنجر في قلبها.
مع ذلك كانت
ريان لا تزال تنتظر, أنتظرت أن يفتح الباب و يدخل الرجل الذي خان حبها(زهرة
الثالوث), لكن ميران لم يأت.
******
إن الكلمات التي
تريد أن تقولها تقضم على حافة عقلها, وتمايلت ذهابا وإيابا في مقعدها, لقد كانت غير
مبالية لهذا المنزل لعدة أيام حتى أنها لا تعرف في أي غرفة ينام ميران, ونتيجة لفترة
طويلة من العزلة اتخدت قرارا قد يؤذي العقل, لكن صحيح ولكن خطأ, لن تحارب بعد
الأن, انتهت كل الذخيرة, في النهاية بين الجفون المتعبة تركت رجلا مصابا بقدرها.
لكنها لن
تسامح, لم يكن هناك شيء بيدها, كان الغفران كمية تسكب من القلب, و ريان لم تكن
مستعدة لهذا.
الآن ما تبقى منها
كان عميقًا جدًا, تم وضع فجوة في راحة يدها, و في قلبها غياب..., لن تستمر الحياة دائمًا
بالطريقة التي تريدها وسيستمر مصيرها في وضع الحجارة في طريقها.
قل لي أيها
القلب, هل كنت ستحرق جميع السفن في الميناء لأنك كنت في وضع يائس؟, يوجد موت ... يوجد
موت دائمًا, ما هذه التطلعات التي لا نهاية لها؟, يأتي يوم ينزف من العمق, أحلام
نظيفة.
كانت ريان
مقتنعة أن جرحها ليس الجرح الوحيد الذي ينزف.
عندما وقعت في
أفكارها العميقة لم تلاحظ ميران الذي كان يراقبها, لم تسمع الباب الذي طرق و لم
ترى ميران الذي دخل.
فوجئ ميران,
ريان التي لم تخرج من غرفتها أبدا كانت في الصالة, لم يتردد في اتخاذ خطوات قليلة نحو
ريان, فوجئت ايضا, حتى هذا الوقت لم يخف من أي أحد, لماذا يقع قلب ميران في كل خطوة
قام بها نحو ريان؟, كان الخوف يقضم كل خلية.
احتمالية هذا الخوف
بدت وكأنها موت, ماذا اذا لم تعد ريان تحبه؟.
"أنت
هنا", قال باستغراب, في نهاية اليوم وجد ريان هنا كما لو كانت تنتظره وكان سعيدًا
بشكل غريب.
كان عليه أن يذهب
إلى الشركة اليوم, ترك ريان بمفردها في المنزل يجعل قلبه يقفز, لكنه شعر بالارتياح
لعلمه بأنها لن تتمكن من المغادرة.
"أجل,
كنت في انتظارك", وضعت ريان يديها على ركبتيها و ركزت غلى عيونه الزرقاء,
صاحب عيون المحيط, كانت عيناه تشبهان البحار لكن نظرته كانت تحرق مثل النيران, كان
ريان أكثر من أخذ نصيبها من حريق تلك العيون.
انهارت دهشة ميران
بهدوء عندما قفز إلى المقعد المقابل لها, ما الذي تغير منذ الليلة الماضية؟, لقد
تغير حال ريان.
"سأطلب
منك شيئا ما", قالت ريان وهي تحرك يديها في محنة.
قفز قلب ميران
من مكانه, "أطلبي, لكي أقدم لك العالم", قال في داخله, سكت, "أطلبي
هيا".
تحركت ريان بشكل
غير مريح, صوت من داخلها يخبرها أن ميران سوف يرفض طلبها, كانت خائفة, "هل
يمكنك أخذي الى منزل الخالة صديقة؟, كل أشيائي بقيت هناك".
فوجئ ميران,
حتى و ان فرح فلم يظهر ذلك, ليس لأنه لم يفكر أن هناك شيء أخر من وراء طلبها هذا,
"يعني أنك تقبلتي الأمر في النهاية؟", سأل بنبرة استفهام.
"ماذا؟".
"أن
المكان الذي تنتمين اليه هو هذا المنزل".
على الرغم من كل
جدية وجه ميران قامت ريان بلف شفتيها بابتسامة مزيفة, "لم أتقبل", قالت بأصابع
الاتهام, "لقد اضطررت للقبول".
نهض ميران من
مقعده, مشى إلى باب غرفة المعيشة وهو يخلع سترته, كانت ريان تراقب كل خطوة منه,
"حسنا, تجهزي لنخرج".
بعد أن خرج
ميران من الصالة عانقت ريان بطنها, لم تذهب الى المستشفى حتى الأن و لم تلتقي
بطفلها بعد, في ذلك اليوم أخذت الهاتف من خالة ميران و اتصلت بفيرات و أليف و
أخبرتهم أنها بخير, الأن هي ذاهبة اليهم, في الواقع لم يكن لديها وجه لكنها مضطرة,
كان هناك كائن حي ينمو يوما بعد يوم في داخلها حتى لو لم يكن ميران يعلم بذلك, كان
ريان تريد أن يعرف ميران بذلك لو كان كل شيء طبيعي, لم تحب أن تخبئ الأمر, كان
صعبا أنها لا تثق بالرجل الذي تحبه و لا تصدقه و لا تسامحه.
قبل أن يتأخر
الوقت تجهزا كلاهما, كان المساء وكان الجو باردا جدا في الخارج, عندما ارتدت ريان ملابسها
بشكل مناسب كان ميران يرتدي سترة جلدية سوداء رقيقة.
"ألن
تبردي هكذا؟", عندما سأل ميران ريان كان عليه ابتسامة حقيقية أضاءة وجهه, حتى
هذه الابتسامة الصغيرة تجعل الكثير من الضحك وهمي, ابتسم بشكل جميل لدرجة أن ريان وجدت
نفسها متعطشة للحب في الصحراء.
"لن
أبرد, لا تقلق", فتح الباب و تنحى جانبا بعد خروج ريان كان سيغلق الباب لكنه
توقف في مكانه, في ذلك الوقت ريان لم تلاحظ, كان هناك أشياء لا تسير بشكل جيد عند
البوابة الحديدية, بدا و كأن حشد ساخط كان يحاول الدخول.
شعر ميران
بذلك, في داخله لقد أدرك أن هناك أشياء سيئة سوف تحدث, شعر أن أنفاس أزاد كانت على
عنقه, ليس من الصعد توقع أنه سيلحق به و يجد هذا المنزل.
لاحظت ريان
المكان الذي ينظر اليه ميران و حولت نظراتها الى تلك النقطة, من المكان الذي تنظر
اليه لا يمكن رؤية البوابة الحديدية, ومع ذلك لم يكن من الصعب سماع صوت الحشد,
"هل هناك مشكلة؟", لم يخطر على عقلها أن أزاد قد يكون هنا, علاوة على
ذلك لم تكن تظن أن أزاد قد يجد المكان هناك.
"أدخلي
الى الداخل".
"ماذا؟",
سألت ريان بدهشة, لم يكن ميران يزيح عيناه عن الباب, وقفت ريان أمامه لكي تلفت
انتباهه, "لكن لماذا؟".
لم يعرف ميران
كيف ينطق بالكلمات التي تحرق لسانه, لن يعطي ريان لأزاد لكن ماذا لو أرادت ريان
الذهاب؟, ماذا سيحدث حينها؟, هذا الخوف مثل الفيروس القاتل يلف كل جزء منه, لكن
هذه النهاية لا مفر منها, "في الخارج", رفع اصبعه و أشار الى الباب,
كانت كلماته غير متناسقة, "جاء أزاد".
تحولت ريان على
الفور إلى رماد, فجأة كان جسدها مغطى بالبرودة و يديها كالجليد, جاءت كلمات ميران
الى ذهنها, كان قد قال لها أنه سيعطيها الى أزاد و ريان بدورها قالت له كلمات لكي
تستفزه, اذا قلنا أزاد فسيحرق هذا المنزل و لن يترك ريان.
كانت ريان تحس
أن نهايتهم قد جاءت, كل شيء الى هذا الحد, "أزاد", قالت ريان و هي تبتلع
الألم, "لن يذهب الى أي مكان دون أن يأخذني من هنا".
"حسنا و
أنت؟", سأل ميران بصوت ثابت, "هل تريدين الذهاب معه؟, هل تريدين العودة
الى ماردين؟", ربما تكون الإجابة على هذا السؤال هي النهاية لكن مع ذلك سأل,
الأن كان ينتظر جوابها, كان من المستحيل عدم رؤية الخوف في عينيه.
كان من الصعب
كثيرا على ريان أن تعطي الجواب على هذا السؤال, تعرف الجواب بالفعل, على الرغم من أن
قلبها لم يزيله فقد أراد البقاء مع ميران أكثر من أي شيء آخر, حتى لو لم تثق به حتى
لو كانت تعلم أنها في خطر معه, أرادت أن تكره الجانب الذي أحبه.
على أي حال
حياتها بعد الأن لن تكون في آمان بأي شكل كان.
اليد التي
شعرت بها تحت ذقنها عند الصمت ضد كل دقيقة, و كأنه أحرق قلبها, العيون الزرقاء
المخفية بين الرموش الطويلة, عندما ألقى نظراته عليها, كان لدى ريان آااه عميق, يا
ليت الأمر لم يكن هكذا.
"كل شيء
يعتمد على كلمة من بين شفتيك", بينما حاصر ميران وجهها بين يديه, كانت ريان
بلا تعابير, "اذا كنت تريدين الذهاب لن أمنعك, الآن الأمر متروك لك لقتلي أو إبقائي
على قيد الحياة", سحب عينيه من على العيون بلون الغراب و حدق مجددا على
البوابة الحديدية.
"لكن
اذا", تابع الرجل الشاب, "إذا كنت ترغبين في البقاء هنا وما زلت تكرهينني,
يمكنني أن أحرق هذه المدينة الليلة", لقد ارتجف, أحترق مع هذا الطلب, أراد أن
يسمع كلمة واحدة من تلك الشفاه, كلمة واحدة : سأبقى.
أجبره صمت
ريان على فتح فمه, "أنا راض بما يأتي منك حتى لو كان سم, أنت تعرفين, أنت أنفاسي".
دفعت ريان
اليدين من على وجهها و حولت نظرها الى الأرض, لن تقول شيئا, لقد قامت بالفعل بالاختيار,
لقد قال لها ميران أنها أنفاسه, حتى لو كانت تعلم أنها ستدمر رئتيه لن تذهب, التفتت
بهدوء, و تسللت الى المنزل من الباب المفتوح.
لقد أخذ ميران
جوابه.
بينما يغلق
الباب صرخ بشكل يمكن أن تسمعه ريان, "اياك أن تخرجي", مع نبضات قلبه مشى
نحو البوابة الحديدية, التعبير الذي ارتداه على وجهه وعيناه كان مرعبا, لم يكن
يعرف ما الذي سيحدث بعد قليل لكن كل شيء سوف ينتهي اليوم, أيا كان هذا الرجل لا
يجب أن يلاحق ريان مجددا, لا ينبغي أن يتجاوز مدينة قريبة منها أو أن يذكر اسمها
حتى.
من الخارج لم يكن
هناك شيء يظهر ولكن من الداخل كان من الواضح أن هناك حشدًا أمام الباب, عندما فتح ميران
الباب الحديدي وخرج من الباب لم يخدعه المنظر الذي رآه أبدًا, الأن أمامه مباشرة
يوجد أزاد و حوله حشد لا لزوم له, ينتمي بعض من هذا الحشد إلى ميران, بينما كان الباقي
يتألف من ضوضاء جافة لأزاد, كان أردا هناك أيضا, لم يكن يعرف متى جاء و متى تجمع
هذا الحشد هنا, لكن ميران لم يستغرب, اليوم, كان متأكد من أن هذا سيحدث مثل اسمه.
كانت نظراته
على أزاد فقط و أزاد كذلك, منذ أن فتح ميران الباب و خرج لم يرفع أزاد نظراته
المليئة بالكره عنه.
التقيا مرة أخرى
بعد أسابيع وكان الغضب في كل منهما لا يزال جديدا, بدا أن الحساب السابق لم يكن
كافيا, لو كان أزاد يعلم أن ريان كانت في اسطنبول منذ البداية لم يكن ليعود أبدا
الى اسطنبول, فقط أن هذا الاحتمال لم يمر في عقله, كيف يمكن أن يخطر له؟, عندما تم
هجر ريان من طرف ميران, ماذا كانت تفعل في مدينته؟, لاحق زوجة عمه لأيام لكنه لم
يستطع الحصول على كلمة منها, في النهاية حاصر هافين و عرف بكل الحقائق.
لكن المفاجآت
لم تكن تعرف كيف تنتهي بالنسبة لأزاد, و كأنه لم يكفي سماعه ان ريان موجودة في
اسطنبول عندما وجد المنزل الذي تبقى فيه ما سمعه قد أطلق النار على عقله, يوم واحد
فقط, ليوم واحد لو وجد ريان باكرا, لم تكن لتكون بين يدي ذلك النذل بل ستكون في
القصر كما في السابق, ميران تصرف قبله و خطف ريان.
كان الأمر كما
لو كان ميران قد قرأ أفكاره, "أنت متأخر مرة أخرى", قرأ فوزه من عينيه, من
بين كل الحشود كان ميران هو الذي كسر الصمت الخطير, في منتصف نظراته يوجد أزاد و كان
هناك تهديد في ثنايا شفاهه, "ألم تتعب يا أزاد؟", قال بنبرة سخرية, كان لا
يمكن إنكار أنه تحت موقفه الهادئ كان هناك رجلاً جاهزاً للانفجار.
لم يكن يريد
حتى أن تلمس عيون أزاد ريان, "أين هي ريان؟", سأل أزاد بنبرة سيئة نوعا
ما, المشاعر السيئة التي لدى أزاد الأن لا جدال فيها, بعد السؤال انزلقت عينيه وراء
الباب, على المنزل الذي لم يره, ريان هناك, يعرف ذلك, يعرف.
"سؤال
خاطئ", قال ميران وهو يهز اصبعه, كل هذا الصمت كان يبشر بالقيامة قريباً, بعد
قليل سوف تشهد اسطنبول عواصف كبيرة, "في الأصل يجب أن تسأل نفسك, ما الذي
أفعله هنا".
شدد أزاد
قبضته, على الرغم من عمه كان يمسك نفسه بصعوبة لكي لا يقتل ميران, لم يفهم ما الذي
يحاول ميران فعله, لقد فتحوا الحرب على أنفسهم بثلويث احلام انسان بريء من اجل
الانتقام, لم يتبقى لديه أي علاقة مع ريان, كما أنه متزوج بالفعل, اذا لماذا
مايزال ميران يبقي ريان معه؟.
"لقد
سألتك أين هي ريان؟", ضغط على أسنانه, بعد قليل لا يظن أنه سيستمر بالتصرف
بهدوء هكذا.
"ذلك
الاسم", قال ميران, كان غضبه قويًا بدرجة كافية للتسمم, "لا تنطقه مرة
أخرى".
لم يستطع أزاد
التحمل أكثر, أثناء استهدافه ميران بمسدس سحبه من خصره هاجم علي ومراد وآخرون, في
حين أن ميران يكره هذه اللحظات, رؤية السلاح جعل غضبه أكثر سوءا, مع ذلك ابتسم
بسخرية.
تحت هذه الابتسامة
الاستفزازية كان في الواقع كراهية متنامية, كراهية لا نهاية لها مختبئة, ألم يكن يكفي أنهم قتلوا
والده؟, تنفس لاهث خلال أنفه, امتد الغضب في عينيه مثل البحر, "هل سوف تطلق
النار علي؟".
"لن
أتردد", همس أزاد, في هدوء ولكن كانت كلماته بصوت عال جدا.
"قوتك
ليست كافية لهذا ولا حتى قلبك", نبرة
ميران عالية جدًا بحيث يمكنها رفع التوتر, سيكون السبب في اصابة أزاد بأزمة, لا
يجوز المزاح مع هؤلاء الرجال, كيف يمكن لميران أن يكون بلا خوف هكذا؟.
مشى نحو أزاد
بدون خوف, على الرغم من الرصاص الذي يمكن أن ينتشر في أي لحظة, بينما أنزل سلاحه
الى الأرض حدق الى عيونه, رجلان غاضبان يحملان المسدس نفسه ويقفان بقوة, تنظر أطراف
العدو إلى بعضها البعض كما لو كانت ستهاجم, "لا أنت هو هزار شان
أوغلوا", قال ميران, "و لا أنا هو أحمد كارامان الذي توفي منذ
سنوات".
فجأة ظهرت ابتسامة
خطيرة على شفاه أزاد, "حقا؟", سأل أثناء الضغط على أسنانه, "لا أستطيع
أن أقتلك؟", عندما وضع سلاحه على رأس ميران هذه المرة, استهدف مراد أزاد دون
تردد.
"الأن
هنا...اذا أطلقت النار عليك, في منتصف جبينك؟", عندما توقف وأخذ نفسًا عميقًا
اقترب من العيون الزرقاء الغاضبة, "من سيأخذك من بين يدي؟".
"و من
سيأخذك من بين يدينا؟", هذا الصوت المرعب ينتمي الى أردا, "أنزل ذلك
السلاح أيها الوغد, خلاف ذلك", سكت و حول عيناه الى مراد, "دماغك سوف
يتم توزيعه", جانب ميران نظيف بالفعل, لكن كان لديه رجال مخلصون بما يكفي
لثلويث أيديهم دون تفكير.
"كل هذا
لن يكون ضروريا", قال ميران مجددا وهو ينزل السلاح الذي وجهه أزاد اليه نحو
الأرض, "لأنه اليوم, أمام منزلي لن يطلق النار من هذا السلاح".
بعد كلماته
مباشرة رفع أزاد سلاحه نحو السماء, لم يعرف عدد الطلقات التي أطلقها, لم يكن هذا تخويفا
أو عرضًا, على العكس من ذلك كان تهديدًا, لقد كانت عيناه مظلمة حقا لدرجة أنه كان
قادرا على أن يطلق على رأسه, عندما انزل أزاد سلاحه شنق ميران, كان سيفجر الغضب المتراكم
في طرف قبضته في وجه هذا الرجل, ولكن حدث شيء غير متوقع.
خلف البوابة الحديدية
سمع صرخة ريان, ريان التي انزلقت فجأة من الباب كان تقف خائفة, الخوف في عينيها, كانت
يدها على قلبها ترفرف مثل الطيور.
"ميران,
ميران", انحنت بجسدها الضعيف المنهك على الباب, منذ أن دخلت المنزل كانت تأكل
نفسها قلق من حدوث شيء, عندما سمعت طلقات الرصاص, ألقت جسدها المهتز الى الخارج
بصعوبة, عندما رأت ميران بحالة جيدة أخذت نفسًا عميقًا لكنها كسرت قاعدة وخرج من هذا
الباب.
أولا ميران تم
نظرت الى ازاد وجها لوجه, أزاحت عيناها من عيني أزاد, آخر مرة رأت فيها ابن عمها
كان في يوم الزفاف كان الأمر كما لو كانت تراه لأول مرة منذ سنوات.
بالنسبة لريان
و كأنه مرت سنوات على حفل الزفاف.
بمجرد أن رأى
ميران ريان سحب يد أزاد من ياقته و ركض نحو الباب, لقد حذر ريان من الخروج من ذلك
الباب, الثواني لم تدم, بينما أمسك ميران ذراع ريان و سحبها الى الداخل و قبل
اغلاق الباب دخل أزاد, حالما دخل أغلق الباب, الآن كان هناك ثلاثة منهم فقط, الحشد
بقي عند البوابة الحديدية.
"ألم أقل
لك ألا تخرجي؟", قال ميران بنبرة مسيطرة, لم يرد أن تلتقي ريان و أزاد وجها
لوجه, لأنه كان مرعوبا من أن يأخد ريان.
"أنا",
قالت ريان و يدها على قلبها, يمكن أن تشعر بنبضاته بين راحة يدها, "اعتقدت أن
شيء ما حدث, خفت", بينما شددت نظراتها على ميران ركزت على أزاد لبضع ثواني,
تم حولت عيناها الى الأرض.
عندما اتخذ
أزاد خطوة نحو ريان وقف ميران عقبة, دفع ميران عزت إلى الخلف على كتفه, "لا
تفترب", صرخ بنبرة تحذير, "اياك أن تلمسها", ليس الأمر أنهم أعداء تحت
هذا الموقف الوقائي, بل لأنهم يحبون نفس المرأة, ريان لم تكن تعرف هذا.
"من من
تحمي من ؟", ألقى أزاد لكمة قوية على وجه ميران, فتحت ريان عينيها من الخوف,
بينما فقد ميران توازنه مع شفته التي تنزف و حاول أن يعيد اللكمة الى أزاد, توقف
عندما صرخت ريان.
"توقف,
يكفي حبا بالله", رفعت يديها وضغطت على وجهها و كأنها فقدت عقلها, تدفقت
الدموع من عيناها مثل عاصفة أخذت قوتها من الخوف, لم تكن تعرف اذا كان صراخها
كافيا لإيقاف رجلين غاضبين, لكنها أرادت أن ينتهي, على الرغم من أنها لم تكن السبب
في هذه الحرب لكنها كانت تشعر بالذنب.
"هل أنا
لعبة؟", صوتها الحزين حطم قلوب كل منهما, "لأجل ماذا هذا الشجار؟".
حول أزاد
نظراته نحو ريان, عندما تراجع خطوة للوراء من فوق ميران هو أيضا استسلم و تنحى
جانبا, لم يرى لون الوردة يتلاشى, هو أيضا شعر بنفس الشيء, و كأنه مرت سنوات لم
يرو بعضهم البعض, "لماذا الشجار؟", كان أزاد مندهش, رفع اصبعه و أشار
الى ميران, "هل أحتاج الى أن أذكرك بما فعله هذا الرجل بك و بنا؟".
انحنى وجه
ريان, بينما لم تنسى ذلك لمرة واحدة حتى و كل ليلة يسير حول عنقها كالكابوس, ما
الفائدة من تذكيرها؟.
"أنا لم
أنسى أي شيء", قالت ريان, "على العكس, مازلت أعيشه و كأنه
البارحة", كلماتها جرت ميران نحو الهاوية مما أعطى أزاد شجاعة مجنونة, لكن مع
ذلك لم يستطع أزاد أن يعطي معنى لهذا.
"اذا
ماذا تفعلين هنا مع هذا الرجل يا ريان؟", كانت نبرة صوته معاتبة لدرجة أن ريان
أرادت البكاء بشدة, تريد البكاء حتى التبلل, حسرة مختلطة مع الألم جلست فوق قلبها.
كان صمتها مثل
الموت, كان كلا الرجلين يكافحان كما لو كانا يتنفسان أنفاسهما الأخيرة, لأجل سماع جملة
تسعدهما, كان ميران مخطئا, كانت تعرف ذلك و تصمت, اذا ذهبت ريان هذه المدينة سوف
تصبح قبره.
"أنت لم
تفعلي شيئا", قال أزاد بيأس, "أنت الأكثر براءة", لم يكن يعرف من
أين يبدأ الكلام, كان يكافح فقط, لا يريد أن يكون الخاسر هنا في هذه الليلة, رغم أنه
لم يفز أبدا.
"لم
تكوني تعرفين, لو عرفتي لم تكوني لتتزوجي به", نظر باشمئزاز الى ميران,
"لم نكن نعرف, لو كنا نعرف هل كنا سنعطيك له؟", رقبة ريان لا تزال
منحنية و تنظر الى الأرض, حقيقة أنها كانت تشعر بالخجل على الرغم من أنها لم تكن مذنبة
كانت تدمر أزاد, "لا تحني رأسك ريان, لست مذنبة".
عندما اتخد
خطوات نحو ريان لم يتحرك ميران من مكانه, لم يكن هناك أي محاولة لمنعه, يده و
ذراعه مربوطة يراقب ما سيحدث, كان يخشى أن تقنع كلمات آزاد ريان بالمغادرة, اذا
غادرت ريان سوف ينتهي ميران, لم يكن من الممكن أن يكون الرجل الذي أراد أن يكون, غرقًا
في الظلام الذي كان يحاول الخروج منه.
"لا يهم
لماذا أنت هنا", تابع أزاد, عندما يقف أمام ريان, اللعنة كان الحب يلتوي حول
عنقه, على الرغم من أنها لم تكن تنظر إلى وجهه, إلا أنه كان من الجيد له رؤية وجهها,
"أعرف أنه يبقيك هنا بالقوة".
كان ميران لا يزال
صامتا, لم يفاجأ كيف يمكن أن يبقى على هذا النحو, كان الحب هو السبب, شخص يده
ذراعه مربوطة و هناك ختم على شفاهه يتحول الى بائس يائس.
"لقد جئت
لأخذك, لست مجبرة على أي شيء, أعرف أنك خائفة, لكن أعدك لا أحد سوف يلمسك, دعيهم
يقولون ما يريدونه, قفي مرفوعة الرأس".
"ريان
تريد البقاء معي", تدخل ميران, لم يستطع التحمل, رفعت ريان عينيها و نظرت الى
ميران, كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها هذا اليأس في تلك العيون, بدا
ميران و كأنه يتوسل لكي لا تغادر, ولكن كان الوقت قد حان, أرادت ريان أن تجعله
أولا يدفع الثمن و تتركه مثلما تخلى عنها, اللعنة ذراعها و يدها مربوطة لديها
أسبابها, في البداية منعها الحب الذي في داخلها و صغيرها الذي ينمو يوما بعد يوم, بينما
كان لدى ريان سبب للمغادرة, إلا أنه كان لديها العديد من الأسباب لعدم الذهاب.
لا يمكنها
الذهاب.
"أنت لا
تفتح فمك", صرخ أزاد ثم مدّ يده إلى ريان, لم يكن يعرف لماذا فعل هذا,
"هيا لنذهب ريان, ماذا تنتظرين, ماذا؟".
علق قلب ريان,
كم كان من الصعب تقلص الذقن لتجنب البكاء و وجع القلب و عدم قول تلك الكلمة؟, ما
مرت به, كبريائها, الجملة المكونة من كلمة واحدة من لسانها تدفقت و كأنها تخون المعاناة
التي عانت منها و الأيام التي قضتها من دون نوم.
"لن
أذهب".
تم هدم أزاد
بكلمة واحدة, التي أمامه لم تكن ريان التي يعرفها, لم تكن التي أحبها...ريان التي
يعرفها كانت لتموت و لن تبقى مع هذا الرجل, أبقى عينيه على ريان وهو يرفع ذقنه نحو
ميران وأشار إليه, "لا تصدقي هذا", قال بيأس, "بماذا يهددك؟, بماذا
يخيفك؟".
"لا
شيء", قالت ريان, "أزاد اذهب من هنا".
امتدت ابتسامة
مؤلمة على وجه أزاد, "يعني أنك تريدين البقاء مع هذا النذل؟".
كان ميران
يمسك نفسه لكي لا يضرب أزاد بسبب حركاته, اذا كان هادئ هذه الليلة فكل ذلك لأجل
ريان.
"هذا
الرجل عدو عائلتك", أزاد كان في حيرة, كلمة ريان أنها لن تذهب قادته إلى أبعد
من الدهشة, "هذا الرجل زوج امرأة أخرى", قال وهو يلهث, كان يصرخ, كيف
يمكن أن يفرغ كراهيته بشكل أخر؟, كيف سيحول ريان عن هذا الخطأ الذي وقعت فيه؟,
"يا هذه ألم يقم هذا الرجل بخداعك؟, ماذا يعني أن لن تأتي, ماذا يعني؟".
تلقت ريان جرحًا
آخر كان من الصعب علاجه أو حتى مستحيل, كلمات أزاد ضربت القلب الجريح.
مثل أنفاسه ثم
قطع علاج أزاد, كانت أسئلته التي لم تتم الإجابة عليها أكبر إجابة له, لم تكن ريان
ابنة عم أزاد فقط, بل كانت أكبر جرح في قلبه, بجهد أخير جمع كلماته, بينما لم يزح
ميران عيونه عنه كان أزاد ينظر الى ريان فقط, أما ريان لم تكن ترفع عيناها عن
الأرض.
هرب فواق مسموع
من بين شفاه ريان, لقد وصل الأمر الى حدود نقطة لا يتحملها ميران, في عيون ريان لا
يريد أن يكون رجلا سيئا مرة أخرى, لم يكن يعرف مكانه في عينيها.
"أنت
لماذا تفكر في ريان لهذه الدرجة؟", كلمات ميران وضعت أزاد في وضع صعب, وضع أيضًا
سؤالًا معقدًا في ذهن ريان, بينما يفرك يديه بغضب لم يكن يزيح عينيه من على أزاد, "هل
تريد أن تخبر ريان؟, عن النية الحقيقية الكامنة وراء هذه النية الحسنة".
كان ميران
يطلق النار على أزاد كما لو أنه لم يطلق النار من قبل, بينما أخفى حبه لريان مثل
السر و تجنب هذه الحقيقة حتى من نفسه, لن يسمح لميران بأن يكشفها للوسط هكذا, ألقى
نظرات تحذير على ميران, و كأنه يقول له اياك أن تخبرها.
كان هناك صمت عميق,
عندما لم يصدر صوت لا من أزاد و لا من ريان اضطر ميران على الصمت, لم يستطع قولها
بنفسه الى المرأة التي يحبها, "أزاد يحبك", لا يستطيع أن يقول, هذا
الوضع بالفعل يجعل قلبه ينزف.
كسر أزاد
الصمت بنبرته القاسية, "أنظري الى وجهي", قال باكيا, عندما تحولت عيون ريان
الممتلئة إلى أزاد أشار بيده الى نفسه, "أنظري الي, أنظري الى وجهي",
كرر مرة أخرى, "لأن هذا سيكون اللقاء الأخير, لكي تري والدتك في وجهي, لتري
بدرهان, لتري هافين, لأنك لن تري أي منا مجددا, لقد قمت باختياره, بعد الأن لم يعد
لديك لا عائلة ولا مدينة لتعودي اليها".
كانت ريان صامتة
تنتحب.
كان أزاد
بائس," هل سبق أن جعلناك تشعرين أننا لا نحمل نفس الدم؟".
هبت رياح حداد
على السماء, هذه الكلمات مطرزة بعمق حقيقة لا تصدق في آذان ميران, ما الذي كان
يقصده أزاد؟.
كانت الليلة طويلة,
لا تعرف الانتهاء, هل تعرف يأس الصمت بينما تكافح للحديث؟, تم إسكات
النساء دائما, أحيانا بالقوة, أحيان تترك مجبورة, كان دائما من الصعب أن تكون امرأة,
لا يمكنك أن تصرخ بكل الكلمات التي فجرت فمك, إذا كنت امرأة, يمكنك أن تعيش ألمك في
صمت, أمان لا يجب أن يسمعك أحد.
"عيشي
الأن مع هذا الرجل لبقية حياتك", كان أزاد حزينا أكثر, مجروحا أكثر, اذا أحب
الانسان فسوف يتذوق هذا الألم حتى لمرة واحدة في حياته, كان هذا الوجه الأخر للحب,
"بالنسبة", الكلمات متشابكة, الله يعلم أنه صعب, أن نقول وداعا للحب الذي
لم يبدأ أبدا, "لم يعد هناك أرض تسمى ماردين".
التفت وراءه,
و كأنه أدار ظهره للحياة, بخطوات سريعة رمى جسده و كأنه ذاهب للموت, رمى روحه خارج
الباب التي كانت تقفز منذ دقائق للدخول, لم ينظر أزاد وراءه حتى, لأنه لا يوجد شيء
يستحق العودة, طريق آخر قد وصل إلى نهايته, لقد رأى قلبه نهاية أخرى, نهايتين قد
مزقتا كبده, الأولى خروج ريان من القصر بفستان الزفاف, الثانية اليوم, أراد أن يضرب
قلبه المؤلم, هو رفض أن يترك قلبه ينبض لريان, اذا لزم الأمر سوف يقتلع قلبه, لن
يسمح له أن يقول ريان مجددا.
انتهى...صبر,
انتظر, في تلك الليالي بلا نوم هذا الحب قد تقلص واختفى, بعد الأن لن يقول ريان,
لغته لم تكتب اسمها, اليوم كسر أزاد ذلك القلم, كسره و القى به في الجرف, الأن حان
وقت وداع اسطنبول بالنسبة لأزاد.
كانت الوجوه المشوشة
عليه منذ أن خرج من الباب, عندما ركب السيارة جاء بيكر بالقرب منه, كان في حيرة أيضا,
ألم يكن هذا الرجل سيخرج من باب هذا المنزل مع ريان؟, لا يستطيع أن يسأل, ألم تكن
النهاية واضحة بالفعل؟, أزاد كان يجب أن يكفر عن تعهده بأنه لن يعود بدون ريان.
"أزاد
الى أين؟", لم ينظر الى وجه صديقه الذي سأل, لم يتبقى لديه وجه لينظر, كان جسده
يهتز وكانت يديه تهتز, "أنا ذاهب"و قال بتمرد, "ليرى الشيطان
وجوههم".
لم يفهم بكير
كثيرا لكنه هز رأسه, لأن أزاد لا يبدو بحالة جيدة, وضع يده على كتفه, " سق بحذر, نحن وراءك".
من دون أن
يقول أي شيء قاد أزاد السيارة, يريد الابتعاد من هناك بأسرع وقت, لقد صدق كذبة
كبيرة, ريان التي يعرفها حتى لو ماتت لن تنطق اسم ميران, كيف يمكن أن تتغير لهذه
الدرجة؟, هل كان يستحق العيش معه بعد كل هذا؟, لم يستطع عقل أزاد أن يستوعب الأمر,
في كتابه لم يكن هناك مكان للخيانة أو النذالة, اعتاد على محو الخطأ في وقت واحد, كيف
تجاهلت ريان شرفها لأجل هذا الرجل؟, لم يتقبل عقله ذلك.
كان يشعر
بالغثيان.
مهما فعل لن
تهدأ لدغة دخلت الى دمه, النار التي بداخله لن تنطفئ أبدا.
"هل كان
يستحق لأجل الحب...", ضرب يده على عجلة القيادة مرارا و تكرارا, "هل كان
يستحق؟".
بالنسبة لأزاد
لا يمكن لأي حب أن يغير من كبريائه, كانت ريان علامة سوداء على قلبه والتي لن تترك
بصماتها, "لقد أحببت كالرجل", تمتم, "أحببت كرجل, أنت لا
تستحقين".
سيعود الى
ماردين و لن يأتي الى هذه المدينة مرة أخرى, سوف ينتهي حبه في المكان الذي بدأ
فيه, كانت ماردين سوف تشهد على دفن حب ملحمي, أخذ نفسا عميقا لكي يهدأ لكن لا, لا,
لا, غضبه لم يتوقف, كل طرف منه كان يؤلم كما لو كان شاهدا على مشاعره, و الان أزاد
شان أوغلو يكسر أكبر قاعدة له, ماهذا الذي يبلل خديه؟, أم أنه كان يبكي؟.
هل كان أزاد
يبكي؟.
لمس وجهه بظهر
يده, تم تدميره مرة أخرى من قبل تلك الدموع التي انسكبت من عينيه وطفت من خلال لحيته,
"ليس عليك ريان", صرخ بحدة.
"عار علي...ليس عليك, اللعنة علي ليس عليك, لعنة الله علي و ليس أنت"
تعليقات
إرسال تعليق