القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية زهرة الثالوث الفصل 22 : "الحب يعني الموت ألف مرة, شربت من نبيذ الحب دون أن أعرف"



الفصل التاني و العشرون : رائحة الحبيب


كما تعلمون, مثل السقوط في التربة والمياه, وقع القلب في حب أسود, عندما يدخل الألم إلى شوارع القلب يُمنع النوم, مثل البحر والسماء مثل الغيوم والمطر مثل الشمس والقمر, الألم والحب كذلك أيضا.

إذا كنت قد سلمت قلبك إلى أيدي الحب الذي لن يتحقق, كما تعلمون هذا مؤلم للغاية.

بعد أيام, لم تصدق أنها غادرت المنزل الذي سُجنت فيه, لدرجة أنها اعتقدت أنه لن تكون حرة أبدا و سوف تستمر في العيش و التنفس تحت جناحي ذلك الرجل.

قبل أن يغادر ميران المنزل في الصباح الباكر واجهته ريان وقالت أنها تشعر بالملل في المنزل وأنها اشتاقت الى أليف وأرادت الذهاب إلى منزل سيدكا هانم, في البداية كانت تتوقع أن يرفض ميران ذلك ويقول إنه لن يكون هذا ممكنًا أبدًا, لكنه حدث عكس ذلك لم يعرض ميران أبدا, قال أنه سوف يترك ريان في منزل صديق هانم في طريقة للعمل عند عودته سوف يأخذها.

عندما أوقف ميران السيارة أمام منزل سيدكا هانم  كانت نظراته فارغة, "اذا اردتي الذهاب, أنت حرة اليوم", قال ميران في حين أن ريان كانت لا تزال مرتبكة, تم خرج و فتح باب السيارة, "أنا لست على رقبتك من بعد الأن ريان, لن أكون لا الرجل الذي يحوم حولك و يراقبك ولا الرجل الذي تكرهين وجهه", تم سحب الهاتف من جيبه و مده الى ريان, "لا أريد أن أغرق في كراهيتك من بعد الأن", الهاتف الذي صادره منذ أيام الأن في راحة يد ريان, انحنى ميران و وضغ قبلة على جبينها, "أنت حرة بعد الأن, مع ذلك كل ما أريده هو أن تكوني في انتظاري عندما آتي لأخذك".

انتظر حتى دخول ريان الى المنزل بعدها رحل, ريان لا تزال غير قادرة على التصديق, الخطوة التي اتخذها ميران قد أسعدتها كثيرا, أولا أجرت محادثة مع صديقة هانم و بعدها اتصلت بأمها بينما تنتظر وصول اليف, لم يكن لديها لا لغة ولا قلب ليسأل عن أزاد, أخبرت والدته لفترة وجيزة ما حدث لها وقالت أنها تريد البقاء مع ميران.

كانت زهرة هانم قد تركت القرار لابنتها, لا تعلم أن ابنتها حامل, لن تتشارك هذا مع أي أحد لفترة بما في ذلك ميران, حاليا فيرات و اليف فقط من يعرفون و لن يخبروا أحدا.

كان من الصعب على ريان اقناع والدتها, في النهاية ليس هناك أي أم قد تلتزم الهدوء و هي تعرف أن ابنتها بين ذراعي الخطر, لم يعد هناك أي مكان لريان, لا ماردين ولا اسطنبول.

"هل أنت متحمسة؟", سألت اليف وهي تبتسم بلطف, هزت ريان رأسها بخجل.

"حسنا ماذا عن السعادة؟, أين هي؟".

لفت ريان شفتيها وكأنها تقول لا أعرف, "أنه شعور لا يزال بعيدا عني", بدا أن قلبها يتوقف بحماس حين ضغطت يديها بخفة على بطنها, ما فعلته كان جنوني, ربما يكون ميران يراقبها من مكان ما, على الرغم من معرفة ميران أن ريان في منزل صديقة هانم, خرجت من ذلك المنزل وذهبت للمستشفى, كانت أمًا مجنونة أرادت مقابلة الروح التي في داخلها, تكون المرأة أمًا في اللحظة التي تشعر فيها بالخليقة التي بداخلها.

"كيف يعاملك؟", أثار سؤال اليف احراج ريان, "أخبرك منذ الصباح يا أليف, لماذا تسألين باستمرار".

كانت أليف مهتمة أكثر حول تفاصيل جونول, "آه ريان", قالت بتنهد, "لو كنت هناك ذلك اليوم لكانت تلك المرأة سوف ترى, كيف يمكنها أن تهاجمك هكذا؟, ماذا لو حدث شيء لطفلك؟".

"لم يحدث", حنت ريان رأسها بغضب, بالاضافة لم تكن هي الوحيدة التي هاجمت, أنا أيضا فقدت نفسي ذلك اليوم".

"لم ترق لي تلك المرأة منذ البداية, في ذلك الوقت شعرت أن هناك خطأ ما", على الرغم من أن ريان أخبرتها أنها تنزعج من هذا الموضوع ولا تريد التحدث عنه لكن يبدو أن أليف لن تسكت.

"حسنا متى سيحصلون على الطلاق؟", نظرت اليف بفضول الى وجه ريان, "بما أن ميران يريد ان يغفر له, فعليه أن يترك زوجته في أسرع وقت ممكن أليس كذلك؟, أم أنه قد يكذب عليك؟, أخرت اليف تنهد في حين انتظار الأجوبة على الأسئلة التي طرحتها, "أووف لا أستطيع الوثوق بهذا الرجل بأي شكل كان يا ريان".

كان فيرات الذي أنقذ ريان من محنتها و هو يقترب منهم مع يديه في جيب معطفه الأبيض, أخر يوم رأته فيه كان عندما تلقى لكمة من ميران, لم تستطع منع خديها من الاحمرار لأنها كانت محرجة للغاية.

فتح فيرات شفتيه دون أن يترك فرصة لريان لكي تتكلم, "كيف حالك؟", كان أول شيء سأله, ريان من الخجل لم تستطع النظر الى وجه الرجل الشاب, "أنا أسفة", قالت بهدوء, "أنا أعتذر منك للغاية باسمه".

ابتسم فيرات كان لديه قلب واسع لا يحمل الكراهية, "أنا لا أهتم كثيرا لمثل هذه الأشياء يا ريان, و أنت أيضا أرجوك تراجعي عن الشعور بالحرج مما فعله ذلك الرجل", كان يمكن أن يرى كيف كانت ريان تشعر بالأسف, "الأن أسألك مجددا", قال بقلق, "كيف حالك؟".

"أنا بخير", تمتمت ريان وهي ترفع رأسها عن الأرض.

"هل أنت متأكدة؟", سأل فيرات, يبدو أنه لم يصدق أنها بخير, لأنه أُخِذت بالقوة من جانبه, "نحن لا نعيش على الجبل يا ريان, اذا كنت لا تريدين البقاء مع ذلك الرجل و يعاملك بالسوء نستطيع حل الأمر بشكل ما".

"لا", قالت ريان وهي ترفع يديها, "لا تقلق بشأني بعد الأن, لا أريد أن يتدخل أحد بهذا الموضوع", لم يكن هذا غضب أو رغبة, لم يصر فيرات أيضا, كان قد قرأ بالفعل بعيون ريان مدى استعدادها للبقاء مع ميران.

"حسنا", قال فيرات بينما انزلقت عيناه على بطن ريان, "هل سرنا لا يزال مخفيًا؟".

حولت ريان نظراتها الى اليف أولا تم الى ريان, "نعم, فقط ثلاثة منا سيعرفون لفترة من الوقت".

"كم من الوقت تخططين لإخفاء الأمر؟".

"قدر الامكان", عندما قالت ريان ابتسم فيرات, "سيبدأ نمو بطنك خلال شهرين".

"لا تقلق", قالت ريان, "حتى ذلك الحين سأكون اتخذت قراري".

"حسنا اذا دعينا نذهب", مد يده و أشار الى ممر المشفى الطويل, "السيدة نيلجون تنتظرنا".

تبعت ريان وإليف فيرات ووقفا أمام غرفة في نهاية ممر طويل, طرق فيرات الباب مرة واحدة ودخل, عند المدخل كانت تجلس هناك فتاة مساعدة, عندما رأت فيرات وقفت, "السيدة نيلجون في انتظارك سيد فيرات".

"ليس أنا", قال وهو يشير الى ريان, "انها تنتظر السيدة ريان".

"تفضلي ريان هانم", وأشارت المساعدة إلى الباب الآخر داخل الغرفة, عندما اتجهت ريان نحو الباب بحماس و قلق, قالت اليف وهي تبتسم, "سأكون هنا".

كانت هناك مشكلة لدى ريان لأنه منذ أن علمت أنها حامل لم تستطع الذهاب الى المستشفى, ماذا لو حدث شيء ما لطفلها لأنها لم تستطع الاعتناء به؟, مع كل هذه المشاعر دخلت الى الغرفة, امرأة ساحرة في الأربعينيات من عمرها شعرت بالارتياح الشديد لابتسامتها.

"تعالي ريان", قالت المرأة, الطريقة التي تتصرف بها كما لو كانت تعرفها, جعلت ريان مسرورة, جلست أمامها و رمت التوتر الذي عليها.

"كم عدد أسابيع حملك؟", سألت المرأة, و قالت ريان نتيجة حسابها السابق, "سبعة, على ما أعتقد".

"هل هذه هي المرة الأولى التي تجرين فيها الفحص".

هزت رأسها في محنة, "لم يكن لدي أي وقت من قبل", عرفت الطبيبة أن ريان كانت تعاني من مشاكل كبيرة لذلك لم ترد أن تطرح المزيد من الأسئلة, "لنلقي نظرة على وزنك و ضغط الدم أولا, ثم سوف ننظر في الموجات فوق الصوتية".

عند الانتهاء من الوزن و ضغط الدم استلقت ريان على السرير مع التوتر, كان قلبها يضرب بعنف لدرجة أنها كانت على وشك أن يغمى عليها, على الرغم من أن الهلام الذي وضعته الطبيبة على بطنها كان بارد لم يدغدغ, بينما كانت المرأة تحدق على الشاشة لبضع دقائق, كانت ريان تراقب أيضا, على الرغم من أنها لا تفهم شيئا لكن الحماس و الفضول كان عميقا.

"كل شيء يبدو جيدا", سلمت منشفة منديل كانت قد خطفها إلى ريان لمسح بطنها, استمرت في الحديث وهي تمر إلى مكتبها, "الأن سنقوم ببعض التحاليل, لكن يجب أن تأتي الى الفحص باستمرار, أنت في فترة مهمة جدًا لنمو طفلك, عليك أن تكون حذرة للغاية بشأن ما تأكلينه والشراب والنوم والصحة", عندما كانت الطبيبة تكمل كلامها كانت ريان قد شردت, لم تكن تعرف متى يمكنها المجيء مرة أخرى من أجل الفحص, الأهم من ذلك, هل ستخبر ميران عن الطفل؟.

غادرت مكتب الطبيبة مع قائمة في يدها و قلب مرتاح, كانت مرتاحة, السبب الوحيد الذي جعل وجهها يبتسم هو أن طفلها بصحة جيدة, عندما رآها فيرات و اليف نهض من مكانهم و عندما غادروا الغرفة معا ابتسمت ريان الى فيرات, "كل شيء على ما يرام", قالت بامتنان, "و شكرا لك على كل شيء".

*********

بمجرد الانتهاء من العمل في المستشفى استقل لهم فيرات سيارة أجرة وأرسلهم إلى المنزل, كان المساء على وشك ان يحل و لم يبقى الا القليل من الوقت على وصول ميران, كانت ريان لا تزال مندهشة لأنها تستطيع الذهاب إلى المستشفى دون أي مشكلة وأن ميران تركها هنا دون سؤال, لكن حقيقة أن الروح التي بداخلها كان يتمتع بصحة جيدة قد وضع خطًا أسود على كل المشكلات التي عانى منها لعدة أيام.

الأن ريان تحزم امتعتها, حتى لو كان لفترة قصيرة فقد عاشت في هذا المنزل و أصبحت شريكة على طاولة امرأة عجوز, على الرغم من أن صديقة هانم قد رأت هذا كنوع من رد الدين الا أن ريان شعرت دائما أنها كانت دائما عبئا, لم يكن الأمر بيدها, كانت صاحبة روح ساذجة.

بعد مغادرة ريان هذا المنزل لم تبقى اليف, عادت الى القسم الداخلي, كانت لديها بيئة وحياة في اسطنبول, علاوة على ذلك فإن حقيقة أن ريان كانت تعيش في اسطنبول تسببت في احتضان الفتاة لهذه المدينة.

عندما طرق الباب تركت ريان مافي يدها و غادرت الغرفة, يمكن أن تشعر بقدوم ميران و لم تكن مخطئة, الوجه الذي رأته من وراء الباب كان ميران, في تلك اللحظة كانت هناك ابتسامة لا معنى لها ولكن ذات معنى أيضا على وجه ميران, أعطى ريان فرصة للذهاب لكن عندما وجد الفتاة الشابة هناك كان سعيدا و كأنه ولد من جديد, لو رحلت ريان سيموت ميران لكن كان أسوء بالنسبة له أن تكرهه ريان, الأن كل العوالم أصبحت له, فتحت شفتيها على الجانب بينما كانت تميل يدها على عتبة الباب.

"أنا رجل محظوظ جدا", سلسلة من العواطف تهتز في نبرة صوته, لقد كان سعيدا, كيف يمكنه وصف ذلك؟, "أنت امرأة جيدة جدا".

أدركت ريان أنها كانت تبتسم بشكل لا إرادي ومسحت ابتسامتها على الفور, "لا تستخرج من هذا معنى لنفسك", قالت بصوت كانت تحاول الإبقاء عليه بلا تعبير, "ليس لدي مكان أذهب اليه", رفع إصبعها ووضعه على ميران, "لا تستخرج من هذا معنى أنني بحاجة لك". على الرغم من أنها جدية الا أن ميران لا يزال يبتسم, عبست ريان, "لماذا تضحك؟".

"لأنك لا تستطيعين النجاح", قال ميران, "لا يمكنك اخفاء حبك, بينما شفاهك تنكر ذلك, تصرخ عينيك بأنك تحبينني".

مع ملامح اندهاش لفت ريان شفتيها, "أنا معجبة بالثقة التي لديك".

كانوا غارقين لدرجة أنهم لم يدركوا أنهم كانوا أمام الباب, عندما ظهرت صديقة هانم وراء ريان مسح ميران ابتسامته الغبية و أصبح جاد, لم يستطع أن ينسى اللحظة التي سكبت فيها هذه المرأة الماء فوق رأسه, "هل ستقفان أمام الباب هكذا؟", سألت صديقة هانم بنبرة معاكسة, "ادخلوا الى الداخل".

هزت ريان رأسها, سيكون من الغريب بالنسبة لميران دخول المنزل الذي تم طرده منه مرارًا وتكرارًا كضيف, "لا, نحن سنذهب".

"أنا لا أفهم", قالت صديقة هانم بنبرة تدل على عدم رغبتها بالرفض, "لقد قمت بتحضير الكثير من الأطعمة لأجلكم, هيا الى الداخل", حين واصل ريان وميران النظر بعيون مترددة عاودت صديقة هانم التدخل, "حتى اتصل بذلك الصبي الأخر, ليأتي, لقد كنت أشعر بالندم منذ اليوم الذي سكبت فيه الماء عليكم".

********

كان ميران و ريان و أردا و أليف يجلسون على نفس الطاولة يتناولون طعام العشاء الذي حضرته صديقة هانم, لم يستطع أحد كسر اصرار المرأة العجوز, لا يمكن القول أنه لا ميران ولا أردا يمكنهما رفع نظرتهما وإلقاء نظرة على وجه صديقة هانم, كلاهما يشعران بالخجل, في النهاية لقد قاموا بمضايقة المرأة لمدة أسبوع.

كان السبب الرئيسي لإستضافة صديقة هانم لميران هو زهرة هانم, وكان هذا العشاء طلب من والدة ريان, اتصلت بصديقة هانم وطلبت منها أن تراقب عن كثب ميران وريان, بعد كل شيء لم يكن هناك طريقة تمكن زهرة هانم من مشاهدة اسطنبول من ماردين, يمكن لمربيتها الوفية فقط فعل ذلك, بهذه الطريقة سوف ترتاح قليلا من الداخل, عيون صديقة هانم لم تترك ميران.

"أخبرني لأرى", قالت مع نظرات ماكرة, "هل ستعتني بريان مثل عيناك؟".

أحمرت ريان حتى أذنيها, "خالتي صديقة", قالت بنبرة تنبيه, "ماذا تقولين؟", بدا هذا السؤال غريبًا على ريان كما لو كان زواجهم عادي جدًا.

"أنت أصمتي", قالت المرأة التي أرسلت نظرات معارضة من فوق نظارتها, بدأ أردا يضحك بصمت, بالطبع هذا الوضع لن يهرب من عيني صديقة هانم, "لماذا تضحك أنت", في تلك الاثناء بدا ميران مغليا.

أصبح أردا جديا فجأة, "لا شيء, لا شيء", قسرا نظر الى الفتاة أليف التي تجلس أمامه, منذ أن جاءت اليف كانت تنظر اليه و الى ميران بنظرات سلبية.

"كم عمرك؟", سألت صديقة هانم أردا.

"ستة و عشرون", قال أردا بهدوء, كان بنفس عمر ميران.

"أصبحت رجل كبير, متى سوف تتزوج؟", قالت صديقة هانم بنبرة توبيخ.

ابتسمت أردا بشكل غامض, "لا أفكر بهذا الأن".

"ااه يا شباب هذا الزمن", قالت المرأة بتنهد, "حفيدي فيرات في السابع و العشرين و لم يتزوج, سأترك هذا العالم قبل أن أرى أولاده".

"لا سمح الله", قال الأربعة بنفس الوقت, نظرت اليهم صديقة هانم واحد تلو الأخر, " بالطبع سأذهب يومًا ما, لن أظل للأبد".

بعد تناول وجبة مليئة بالتلميحات, جمعت ريان و أليف الطاولة ثم هربوا إلى المطبخ مع الأطباق كذريعة, و الأن بقي أردا و ميران مع صديقة هانم في الصالة.

"الدهون الداخلية تذوب", قالت اليف ضاحكة, "حلال على خالتي صديقة, لقد دفنت كلاهما".

"متأكدة ان ميران ندم على دخوله الى المنزل", قالت ريان وهي تبتسم, بعد تجفيف الطبق الأخير في المطبخ, جففت يديها بالمنشفة, "هيا لننهض, لقد تأخر الوقت".

"أنت محقة", قالت اليف, "لدي مزيد من الدروس يجب أن اقوم بها".

"كيف ستعودين؟".

"سأعود بسيارة أجرى".

عندما ذهبت ريان مع أليف الى الصالة و دون أن يجلسن قالت أنها ستذهب, وقف ميران وأردا كما لو كانا ينتظران هذا الهجوم, ابتسمت عندما نظرت صديقة هانم الى وجوههم المحمرة التي تشبه البنجر, عندما ارتدوا معاطفهم وخرجوا بدأت أليف باستدعاء سيارة الأجرة, لم تكن ريان راضية أن ترسلها في سيارة أجرة, كان وقت المساء و يكون خطيرا على المرأة.

بينما كان ميران يسير نحو سيارته و هو سعيد للتخلص من صديقة هانم أوقفته ريان, "هل يمكننا أن نوصل أليف الى القسم الداخلي الذي تبقى فيه؟", قالت برجاء, حتى لو كانت ريان قد طلبت فقد كان كالأمر بالنسبة لميران حتى لو لم تلاحظ هي ذلك.

"بالتأكيد", قال ميران مع ابتسامة, عبست اليف و رفضت, "ليس هناك داعي, سوف أذهب بسيارة أجرة".

"أليف, من أجل الله هل ستذهبين بمفردك في المساء بسيارة أجرة؟", قالت ريان.

وافق ميران على كلام ريان, "لن أسمح بشيء كهذا", قال, "سوف أوصلك الى المكان الذي ستذهبين اليه".

"أنتم اذهبوا", قال أردا وهو يتدخل, كان يبدو مهتم جدا بهذه المهمة, "أنا سوف أوصل أليف".

تم تعليق وجه اليف و هي تلتف الى أردا, "ما المناسبة؟, أنا لن أركب سيارة رجل لا أعرفه".

شابك أردا ذراعيه معا و نظر بدهشة الى أليف, "لا تخافي, لن أكلك, كما أنني إبن امرأة", بعد كلماته مشى نحو السيارة, "افعلي ما تشائين, لست مولعا".

كان أردا مستاء جدا على الرغم من أنه حاول عدم اظهار ذلك, قبل فتح باب سيارته نظر الى ميران و ريان, "تصبحون على خير", قال, حول نظراته الى الفتاة التي تنظر اليه بتكبر, "ليس لك".

عندما صعدت أردا إلى سيارته و ابتعد صعدت أليف الى سيارة ميران, بعد رحلة طريق هادئة و بعد توصيل اليف أخيرا يمكنهم الذهاب الى منزلهم.

لم يكن هذا أول دخول لريان من هذا الباب, لكن لأول مرة يرتجف داخلها عند دخوله, في اليوم الأول الذي دخلت فيه كانت قد رسمت كل إحباطاتها على جدران هذا المنزل وهي تذرف الدموع على الوسائد التي كانت غريبة عليها, لكنها الأن لم تشعر أنها غريبة.

يبدو انها اعتادت, أو أنها تريد الاعتياد.

في النهاية لن ترغب أي امرأة في أن تُترك في راحة يد رجل قد تركها في اليوم التالي ليوم الزفاف, الأكثر أنه بعدها خرج هذا الرجل أمامها مع لهيب الندم, لم يستطع أن يدير ظهره للحب الذي أسقط حاراسه.

ااه, وهذا الاستياء لو لم يكن, ماذا كان سيحدث؟, هل كانت القلوب الوحيدة مضطرة الى أن توخز هكذا؟.

كان الاستياء سلبيًا دائمًا, استياء لدرجة أنه كلما نظرت اليها عيون المحيطات تلك تقتحم العواصف قلبها, تماما مثل الأن, عندما استدارت ريان للذهاب إلى غرفتها أمسك ميران بلطف بأصابع يدها اليسرى, توقفت, ميران الذي يقترب منها خطوة خطوة شعرت بتنفسه الذي يضرب شعرها, انه يبدأ مرة أخرى, أقرب من النفس, لقد كان زهرة ثالوث (مخادع), كان سينهي زهرة الثلج بنظرة واحدة, "شكرا لك", همس ميران في أذنها, "لبقائك معي, وعدم تركك لهذا الرجل".

كانت ريان صامتة, عندما دفن ميران أنفه في شعر ريان, أغلقت جفنيها بهدوء, أراد أن يتوقف الزمن الأن, أرادت أن تكون امرأة هذا الرجل تاركة كل غرورها جانباً.

جميع حالات الإنكار كانت فارغة, صيحة هادئة على شفتيها, "لا تفعل...".

"في الأصل, أنت لا تفعلي", صوت ميران مكتوم, صراخ داخلي هرب مع أنفاسه, كان يفقد نفسه في حضن رائحة ريان, دفن شفاهه في رقبتها, "اذا مت هكذا, أقسم أنني سأكون سعيد", لحظة صمت, "ريان", قال, "أنت تحرقينني".

لف يديه حول بطنها و سحبها الى جسده, "أنت حلالي", همس في أذنها, "على الرغم من أنني لمست وجه هذا الحب في الحرام, هذه الحقيقة لن تتغير, قريبا", قال ميران وهو يتنفس, كان واثقا من نفسه أكثر من أي وقت مضى, "سوف أتخلص من كل القيود التي تجعلني محكوم بدونك, أنا لم أحب تلك المرأة يوما, لم يلمس أحد داخلي كما فعلتي, أبواب هذا القلب مفتوحة لك, أنا مجنون, قلبي يحترق لك", قبل شعرها مطولا, "قريبا", كرر مجددا, "سأجعل زواجنا الكاذب حقيقة, أعدك, سوف تحملين لقبي ".

لم تكن ريان تريد أن تخدع نفسها بهذه الكلمات لكن قلبها المجنون كان يغارق في كل مرة, عندما حاولت التخلص من بين ذراعي ميران رائحته جعلتها تترد, لم يكن ميران ليتركها على أي حال, أمسك الأيدي التي كان يغطيها براحة يديه, "تعالي معي".

عند صعودهم الدرج تبعته ريان من الخلف بيأس, كان هذا الرجل قد جفف جميع كلمات الاعتراض التي على شفتيها, كان ينظر الى عينيها بطريقة, كانت تقول لنفسها ان تموت, موتي ريان...

الذي كان في حالة من العزلة لعدة أيام وشهد معارك لا مبرر لها, فتح باب غرفته برفق, تسللا الجسدان بهدوء, بينما أبقى ميران عينيه على ريان, كانت ريان تنظر يمينا و يسارا, مزقت شفتيها في معركة حتى لا تبكي.

شعرت ريان بأيدي ميران على وجهها, توقف تنفسها, قطع العدو تنفسها, هل كان قلبها يسامح هذا الرجل؟, ماذا كان بحق الجحيم خفقان هذا القلب المتهور؟, أين كانت الحقائق التي قتلت أحلامها؟, كان هناك حقيقة واحدة, الشيء الوحيد الذي جعلها تعيد فتح قفل أبواب الحب هو نظرة المحيط غير المناسبة (عيون ميران الزرقاء).

و أيضا رائحته..., الرائحة التي جعلت العالم كله يدور, رائحة الحبيب جعلتها مجنونة.

"هل تعرفين؟", قال ميران, أغلقت ريان عينيها مرة أخرى أثناء تحريك شفتيه حول خدها, "مع وجودك أو بدونه أنا أموت, الأغاني لا تكذب...", لف وجه ريان بيديه.

"الحب يعني الموت ألف مرة, شربت من نبيذ الحب دون أن أعرف, ذهبت في طريق الحب دون أن أدرك, الحبيب ملتهب من الحب, قطعة من النار, دون أن أعرف أشعلت النار في قلبي".

هل كانت نبرة صوت ميران هي التي تحرق قلب ريان, أم كلمات الاغنية؟, كانت ريان تستمع إلى أغنية كانت تعرفها عن ظهر قلب لأول مرة بهذا التأثر, علاوة على ذلك تعطيه الحق, أن تقع في الحب يعني أن تموت ألف مرة.

في الغرفة المظلمة حيث كان الصمت ثابتً, كان هناك ضوء مصباح الشارع فقط, أمسك ميران يد ريان, لم يكن قوي كفاية لينام لوحدة الليلة, لم تكن ريان غاضبة بما يكفي للاعتراض, عندما جلست على السرير, وضع الرجل الذي أحبّته رأسه على ركبتيها, احترق داخلها, ارتعدت, تحطمت.

"اجعليني أنام ريان", همس ميران بعجز, " لقد أحببتك كفاية لأريد النوم على هذه الركبتين, أعرف أن هذا جنون", سكت, لف يديه على ركبتيها, بعد فترة طويلة أغلق عينيه بسلام.

"بغض النظر عن ما أفعله, أحتاجك مرة أخرى...".


Reactions:

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. جميله جدا رائعه
    اين باقى الروايه

    ردحذف
  2. جميله جدا رائعه
    اين باقى الروايه

    ردحذف
  3. جميله جدا رائعه
    اين باقى الروايه

    ردحذف

إرسال تعليق