القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية زهرة الثالوث الفصل 23 : ميران يصاب بطلق ناري




الفصل الثالث و العشرون : رصاصة عمياء


كانت الأيام تطارد بعضها البعض, ويبدو أن الأيام المضطربة من المشاكل المختلفة قد انتهت, تم تسوية المياه وكان المكان هادئًا, ثلاثة أسابيع أخرى مسحت من أوراق التقويم, لم يطلب أن يتوقف الزمن, لا يوجد تحد.

الانفصال الذي يشتهي قلب الشوق لم ينته, ريان لا تسامح ميران, لكن هذا لم يغير حقيقة أنها هدمت الجدران التي قامت ببناءها ضد هذا الرجل يوما بعد يوم, كانت ريان تزداد ليونة كل يوم, في الواقع يعتبر أنها سامحته, فقط أن اللسان لا يستطيع قول هذا, لأن بعض الأشياء لم يتم نسيانها, لم يكن معروفا متى سوف تمسح الأثار العميقة التي القلب.

لم يتقاتلوا من بعد الأن, لم تخرج من فم ريان كلمة تجرح ميران, على الرغم من كراهيتها المستمرة فقد كانت تعيش في داخل حبه, كانت تبتسم سرا عندما تنام, عندما تأتي وجها لوجه كانت تهرب, هذا لم يزعج ميران, لأنه كان يعلم أنه في يوم ما سيُغفر له تمامًا.

علاوة على ذلك كان مزاج ميران سيئًا للغاية في هذا الوقت, عقدت الجلسة الأولى للطلاق في الأسبوع الماضي وحكمت المحكمة ضد ميران على أساس حجج زائفة من طرف جونول, على الرغم من جميع اعتراضات ميران تم تأجيل القضية إلى جلسة استماع ثانية وتم نقلها إلى موعد لاحق, كان لا يزال متزوج من تلك المرأة, وهذا كان سبب تعذيب ميران, على الرغم من أنها لم تصدر أي صوت إلا أن هذا الموضوع كان يؤذي ريان أيضا.

على الرغم من أن ميران موجود بجانبها و يحبها الا أنه كان متزوج رسميا من امرأة أخرى.

عندما كسر هاتفها أفكارهت العميقة, انحنت قليلاً على الطاولة, كانت هافين المتصلة,  لم يمنع ميران ريان من التواصل مع أهل القصر, "نعم هافين", قالت ريان مبتسمة, تغير صوتها البهيج عندما سمعت صوت هافين, تلاشى وجهها المبتسم, لأن صوت هافين كان متوثر للغاية, كانت ريان قد تحدثت للتو مع والدتها هذا الصباح وكان كل شيء على ما يرام, ما الذي حدث؟.

"حدث شيء سيء للغاية", عندما قالت هافين وضعت ريان يدها على قلبها الذي ينبض بخوف, كان قلبها و كأنه سيخرج من مكانه, "ماذا حدث هافين؟, أخبريني", خرج صوتها بشكل عال بسبب القلق.

"أخي", قالت هافين, "خرج هذا الصباح في طريقه, الى اسطنبول".

"هذا..., من أين جاء الأن؟", ارتعش صوت ريان, لماذا أزاد سيأتي الى اسطنبول؟.

"لا أعرف ريان, الشيء الوحيد الذي أعرفه أنه لن تحدث أشياء جيدة", عندما سكتت هافين كانت ريان على وشك أن يغمى عليها, "كيف حدث هافين؟, لماذا سيأتي الى هنا؟".

نفخت هافين بقلق, "الأن جاء والدي الى البيت, حدث هذا في العمل, ليس لدينا علم بشيء, ألقى أخي تهديدات لميران و ذهب", تركت ريان جسدها الذي استنزفت منه الطاقة على الكرسي, من الخوف لم يخرج لا صوتها ولا تنفس.

"هناك المزيد", قالت هافين, "من بعد أخي, خرج عمي الى الطريق أيضا", كانت عيون ريان مفتوحة على مصرعيها, "والدي؟", سألت بدهشة, الرجل الذي لم يفتح فمه عند حدوث كل تلك الأشياء, لماذا جاء الى اسطنبول؟, كانت تشعر ريان, لن تحدث أشياء جيدة.

"يجب أن يكون هناك شيء قد حدث يا ريان, اذا لم يفعل ميران شيئا فأخي لم يكن ليفقذ صوابه هكذا, انتبهي لنفسك, كلنا نموت هنا من الخوف".

فور أن أقفلت ريان الخط اتصلت بميران, لم يفتح الهاتف الذي كان يرن باستمرار, كانت تعلم أيضًا أنها إذا سألت ميران فلن يقول شيئًا, نظرت الى الساعة, كان حوالي الساعة 12 ظهرا, لم تستطع ريان البقاء في المنزل مع هذا الشعور بعدم الارتياح, خرجت من الصالة و مشت نحو مكتب ميران, بالتأكيد سوف تجد عنوان شركته.

عندما لم تستطع العثور على أي شيء من بين الملفات التي كانت موجودة على الطاولة, مدت يدها على الدرج, كان هناك عدد قليل من الأقلام و دفاتر ملاحظات صغير, عندما كانت ريان يائسة على وشك اغلاق الدرج وجدت بطاقة عمل ميران من بين دفتر ملاحظاته, على البطاقة التي كتب فيها اسمه و لقبه كتب فيه أيضا عنوان مكان عمله.

الآن ما كان على ريان القيام به هوالخروج من هذا المنزل, في غضون بضع دقائق غيّرت ملابسها وخرجت من المنزل, اتجهت في البرد الى البوابة الحديدية, بالتأكيد يجب أن تكون اسطنبول في أبرد أيامها في شهر يناير, لأن الطقس كان مخيفًا بشكل فظيع, عندما فتحت الباب الحديدي علقت في عيون علي الحادة, ابتسمت دون أن تلفت الانتباه, "كنت سأقوم بتحضير كيك, لم يتبقى حليب في المنزل", لم يأتي في تفكيرها كذبة أخرى, "هل يمكنك أن تأخذ الحليب من السوق؟".

تردد علي في مواجهة طلب ريان, لأن ميران قال ألا ينفصل من أمام هذا الباب مهما حصل, هذا لم يكن عدم ثقة في ريان, كان يأخذ نوعا من الاحتياطات, "سوف أتصل أولا بميران", قال و هو يأخذ هاتفه, "لا داعي", قالت ريان و هي ترفع يدها, "لقد تكلمت معه للتو, قال ليذهب", الخوف من الامساك بها جعل نبضها يزداد, "ماذا قد يحدث؟, السوق على بعد خمس دقائق..., اذا أردت أنا سأذهب؟".

"لا, لا, أدخلي الى الداخل", قال علي, "سوف أخذه و أعود على الفور".

هزت ريان رأسها ودخلت, و نظر علي الى المنزل حتى دخولها, الآن ريان لم تعرف ما إذا كان علي صدقها أم لا, ربما لم يذهب من عند الباب و اتصل بميران, تحملت جميع المخاطر و أخذت حقيبتها و معطفها و مشت نحو الباب الحديدي.

عندما جمعت كل شجاعتها لفتح الباب الحديدي, هرب بفرح لعدم رؤية علي, كانت منزعجة لأنها تعلم أن الأمر سوف ينفجر مجددا فوق رأس علي لكن لا يوجد ما يمكن فعله, هذه المرة كان لديها المال و هاتفها, ركبت أول سيارة أجرى رأتها و اتجهت الى عنوان الشركة.

*******

عندما خرجت من سيارة الأجرة و نظرت لفترة من الوقت إلى المبنى الشاهق الذي كان يقف أمامها, لم تستطع أن تفهم لماذا أبقاها ميران بعيدة عن هذه الشركة, بعد بضع دقائق ألقت بنفسها من خلال الباب التلقائي, لو لم تعلق في الحاجز الأمني كانت لتمر بسلاسة, دخل الكثير من الناس بعد ريان, دخلوا جميعا من خلال تمرير بطاقاتهم على الباب.

"عن من تبحثين؟", قال رجل الأن الذي نظر الى ريان بتكبر, لقد جاءت إلى هنا على أي حال, لم يعد هناك حاجة للاختباء من ميران, و أيضا كانت الذئاب لا تزال تقضمها من الداخل, مرت ساعة تقريبا و لكن ميران لم يعد الى هاتفه.

"ميران", قالت ريان, تم قامت بتصحيحها, "أريد أن ألتقي بميران كرامان", نظر الأمن إلى ريان بعيون مشبوهة وهو يمسك هاتفه, "من يجب أن أقول ؟".

قالت ريان اسمها دون تردد, بينما استمر رجل الأمن بالنظر الى وجهها بنظرات غريبة رفعت ريان حاجبها و كأنها تقول الى ماذا تنظر, "ألا يوجد لديك لقب يا سيدتي؟".

"يكفي أن تقول اسمي فقط", عندما قالت نظر اليها رجل الأمن بسخرية, "هل أتيت لأجل العمل؟, أنظري يا سيدتي كل يوم يأتي أشخاص مثلك الى هنا و ينتفخ رأسي بسبب التفاهات, اخبريني اسمك و لقبك, و الا من أين سيعرفك السيد ميران؟".

نفد صبر ريان من الداخل, في تلك اللحظة أرادت الصراخ بأنها زوجته لكن لم يكن لديها خيار سوى الصمت, كما أنها لا تعد زوجته, ميران لا يزال متزوج من جونول, لم يكن أحد ليصدق ريان.

في ذلك الوقت تم فتح أبواب أوتوماتيكية دخل رجل في الخمسينيات من عمره, "ريان شان أوغلو", قالت بصوت تابث, "هل تم الأمر؟".

الرجل الذي دخل من خلال باب المديرين التنفيذيين للشركة وقف أمام رجل الأن و لم ينظر في وجه ريان بعد, حتى سمع لقب شان أوغلو, على الفور عيناه مليئة بالدهشة و العقد, عندما التفت فجأة و حدق في ريان بنظرات قبيحة, خافت ريان قسرا.

"أنت", قال الرجل بهدوء, اتخذ خطوات قليلة نحو ريان, "ماهو لقبك؟".

أدركت ريان أنها ارتكبت خطأ لم يكن يجب أن تقع فيها, و لكن بعد فوات الأوان, لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تدرك أن هذا الرجل هو عم ميران, بينما كانت شفاهها مقفولة لم تخرج منها كلمة واحدة, هذه المرة صرخ الرجل.

"هل أنت شان أوغلو؟", بينما تراجعت ريان من الخوف خطوتين كان رجل الأمن يحاول فهم ما يحدث, "سيد فاهيد", قال بتدخل, "هل هناك مشكلة؟".

الرجل الذي يدعى فاهيد لم يسمع رجل الأمن, كراهية السنوات المتراكمة في عينيه, أحد أصحاب ذلك اللقب, ما الذي يفعلونه هنا؟, "تكلمي يا فتاة, هل ابتلعتي لسانك؟".

لا يزال الأمن لم يتصل بميران, يقف حيث هو و يشاهد هذه الصورة المتوترة, أولئك الذين سمعوا الضوضاء خرجوا من غرفهم يحدقون عند الباب, كان خلاص ريان هو أردا, عند عودته من استراحة الغداء في يوم عمل عادي فوجئ الشاب برؤية ريان و عم ميران عند المدخل, اختبأت ريان خلف أردا بمجرد رؤيته, استدار أردا بلطف بصوت منخفض, "ريان, ماذا تفعلين هنا؟", سأل بقلق.

"لم أرد أن يحدث الأمر هكذا".

عندما أخد أردا فاهيد أمامه و أخفى ريان وراءه شعر و كأنه وقع في دائرة من النار, ماذا حدث هنا حتى كان السيد فاهيد ينظر الى ريان و كأنه سيقتلها؟, أم أنه علم هويتها الحقيقة؟, تمتمت ريان بهدوء كما لو كانت تقرأ الأفكار في ذهنه, "لقد سمع لقبي".

ابتلع أردا كما لو كان يقول واحسرتاه, بعد قليل ستقوم القيامة, السر الذي أخفاه ميران لشهور ظهر للوسط في وقت غير مناسب.

"من تكون هذه الفتاة يا أردا؟", سأل بصوت عاكس, "ما علاقتها بنا؟", كانت عيناه وراء أردا على ريان.

عندما صنع أردا علامة هاتفية بيده قام الأمن أخيرًا بالاتصال بميران, "برأيي لنتكلم في مكان هادئ يا عم فاهيد", بعد أن اختبأ ريان خلفه و أخفت وجهها التفت اليها, "ليس هناك شيء يدعو للخوف", قال, "سوف يأتي ميران بعد قليل".

كان من المستحيل على ريان ألا تخاف عندما كان الرجل ينظر اليها بنظرات مرعبة, كانت تعلم انها السبب بخطأ ما, لكن عندما لم تتمكن من الوصول الى ميران خافت كثيرا, "لم أستطع الوصول الى ميران", قالت بهدوء, "خفت كثيرا, لذلك جئت".

"هل ستجيب على سؤالي؟", كان صوت السيد فاهيد عال جدا, "ماذا تفعل هنا واحدة من عائلة شان أوغلو؟".

"لا تصرخ يا عم فاهيد", رفع أردا أيضا نبرة صوته قسرا, "أنت تخيف الفتاة".

بينما كان الجميع يحدق بهم بقلق و فضول فتحت أبواب المصعد, عندما خرج ميران لم تعرف ريان اذا كانت سوف تكون سعيدة أم حزينة, مشى ميران الى جانبهم مع عيون باهتة, كان التعبير في عينيه غامضاً لدرجة أنه كان من المستحيل فهم ما كان يفكر فيه, أولا توقف مكانه تم نظر حوله.

"الجميع الى عمله, لا أحد يخرج من غرفته".

عندما صرف الحشد القى نظراته على ريان و عمه وهو يسير نحوهم, عندما خرج الى الباب و جاء أمام الأمن وقف أمام عمه, "ما الذي يحدث هنا؟", سأل بصوت مسطح.

"أنت من سيقول ذلك", قال و هو يمد اصبعه على قلب الرجل, حول اصبع الاتهام على ريان فجأة, "تلك الفتاة من عائلة شان أوغلو, ماذا تفعل هنا؟".

ضغطت ريان شفتيها على بعضهما البعض بعد عينيها كما لو كانت قد احترقت, بعد قليل سيعرف السيد فاهيد أنها ابنة قاتل أخيه و هذا لن يكون جيدا أبدا.

لم يعد هناك شيء ليتم اخفاءه, كان ميران يخطط لإخفاء ريان عن عمه حتى يتزوجها رسميًا, لكن الحياة كانت تحب أن تقلب خططه, يضطر ميران دائما على المشي في الطريق الصعبة, لقد اعتاد على الأمر.

"ليس من عائلة شان أوغلو", قال ميران بثقة, بما أن ريان ليست الابنة الحقيقية لهزار شان أوغلو فليس هناك داعي لاخفاء الوضع, "بمجرد طلاقي من جونول, سأتزوج من ريان".

بعد أن نجا الرجل من صدمة يعيش الأخرى, نعم كان يعلم أن ميران لم يكن لديه زواج جيد من جونول, لكنه لم يسمع بهذا قط, "ماذا يعني أنها ليست من شان أوغلو؟, ماذا تقصد بالطلاق من جونول؟, ما الذي تفعله؟".

كان ميران على وشك فتح شفتيه حتى تدخلت ريان, حتى اذا لم يكن والدها الحقيقي لكنه كان الرجل الذي قام بربيتها و لم يلمس شعرة واحدة منها, لا يمكن ان تنكر جميله.

"لا تتحدث بدلا عني", قالت و هي ترفع حاجبها, "هزار شان أوغلو يكون والدي".

الأن تمزقت الحبال, بينما عالق السيد فاهيد في مكانه بالاسم الذي سمعه, كان ميران يفرك صدغه في محنة, "أنت", قال السيد فاهيد و هو يرفع اصبعه على ميران, "هل ستتزوج من ابنة قاتل والدك؟", من الدهشة لم يستطع ان يغضب حتى, كان مصدوم.

"لا شيء كما تعرفه يا عمي", قال ميران بهدوء, "ريان ليست الابنة الحقيقة لذلك الرجل".

"ما الفرق؟, في النهاية ابنته؟, أجل ابنته, كيف تفعل هذا بوالدك؟", حول نظراته نحو ريان, غضبه كان مرعبا, "أرسل هذه الفتاة من هنا فورا, لا تدعني أراها, إذا فكرت يومًا في الزواج منها...".

قاطع ميران كلمات عمه, "ريان هي بالفعل زوجتي", قال بصوت عال, "أنت عمي, أنت الأكبر, لا أريد أن أكسرك لكن اذا تدخلت في هذا سوف تتأذى, الأفضل أن تصمت".

"أنت ترتكب خطأ", قال الرجل, يحدق في ميران كما لو كان ينظر إلى عدوه وليس ابن أخيه, "أنت أخذتني ضدك ميران, لقد اخترت عدوك بدلا من عمك, أنت انتهيت في نظري".

بعد كلماته الأخيرة ألقى بنظراته مرة أخرى على ريان, تم توجه الى الباب, تراجعت ريان خطوتين الى الوراء عند خروج السيد فاهيد من الباب, قرر أردا ملاحقته, كالعادة وقع تخفيف التوتر عليه, "أنا سوف أتحدث معه", قال و هو يخرج من الباب.

تلاقت نظرة ميران وريان خلال اللحظة التي أصبح فيها الوضع هادئًا, لم تستطع ريان ايجاد الوقت حتى للشبع من الشعور بالذنب, هناك مواضيع أكثر اهمية للتحدث بها مع ميران, "لم أتوقع أن يحدث هذا".

بدا ميران غاضبا, "لماذا لا تستمعين لي؟", سأل, لقد أخبرها ألا تأتي للشركة مهما حصل لكنها هناك الأن.

"أنا اتصلت بك وعندما لم أتمكن من الوصول إليك اضطررت إلى مغادرة المنزل".

لم ينظر ميران إلى الهاتف لمدة ساعة فقط, لأن اجتماعه كان طويلا اضطر الى تركه في مكتبه, لقد كان بالفعل فضوليا للغاية حول السبب الذي دفع ريان إلى المجيء إلى هنا, "دعنا نخرج", قالت ريان بينما تمسك ذراعه بلطف, بمجرد خروجهم نظرت ريان الى وجه ميران, "ماذا فعلت؟".

لم يفهم ميران, "ما الذي فعلته؟", سأل.

"لقد تحدثت مع هافين هذا الصباح, أزاد قادم الى اسطنبول مع والدي", قالت ريان وهي تضغط على كلماتها, استمرت في النظر إلى عيون ميران بانتظار ردة فعل منه, لكن الرجل الذي أمامها لم يستجب, "قلت لك ماذا فعلت", ارتفع صوت ريان.

"لم أفعل شيئا", لاحظت ريان ابتسامة باهتة على وجهه, لقد أرادت كثيرا أن تصدق ميران لكنها فشلت.

"لماذا يأتون اذا؟", سألت بصوت حاد.

كان ميران هادئًا تمامًا, "لم تفهمي بعد؟", اقترب من ريان ولف وجهها بين يديه, "نحن وسط حرب كبيرة, أحبك حتى في منتصف هذه الحرب", عندما وصل الموضوع الى نقطة سخيفة غضبت ريان, عندما دفعت يدي ميران من على وجهها ضغطت باصبعها على قميصه, "اذا كنت قد فعلت شيئا سيء مجددا...", استمرت في قول الكلمات التي ستؤدي لسانها و قلبها, "لن ترى وجهي مجددا يا ميران".

على الرغم من كلماتها التي تشكل تهديدًا خطيرًا ابتسم ميران كما لو كان الأمر مدحًا, "لقد قلت اسمي", قال مبتسما, "بعد فترة طويلة جدا, لأول مرة".

أمسكت ريان شعرها بشدة, "أنا خائفة, ألا تفهم؟, أنا أعيش في خوف من أن يحدث شيء سيء في أي لحظة".

ميران الذي لم يخسر أي شيء من موقفه الهادئ لمس كتف ريان ببطء, "ليس هناك شيء يدعو للخوف, لا أريدك أن تتدخلي في أي شيء", انزل يده للأسف و مدها الى ريان, "هيا تعالي سوف أوصلك للبيت, لدي بضع ساعات إضافية من العمل", أمسك ميران يدها عندما وقفت تنظر, لم تستطع أن تفهم كيف يمكنه ان يبقى هادئ هكذا, علاوة على ذلك لا تعرف ما الذي يخطط له.

عندما دخلوا السيارة أمام مبنى الشركة وغادروا أبقت ريان عينيها على ميران, كان عليه هدوء غريب و هذا ليس علامة خير, جمعت كل شجاعتها و سألت ريان مرة أخرى.

"هل هناك شيء لا أعرفه؟, ما الذي تخفيه؟".

ميران لم يرفع عينيه عن الطريق, "أنا لم أفعل شيء سيء", قال مبتسما, "كوني متأكدة".

بقي كلاهما صامتا لفترة من الوقت, بينما كانت تصارع ريان الذئاب التي بداخلها, كان ميران متموجًا مثل البحار الهادئة, "بسببي سيتم فتح حساب ضد عمك", عندما كسر صمته ابتسم الشاب بسخرية.

"لا تقلقي بشأن هذه الأشياء, عاجلا أم أجلا كان سيعرف عنك بالفعل", بعد لحظة صمت تلاشت ابتسامته ببطء على وجهه, "لا يمكن القول أنني أستطيع التفاهم مع عمي, نحن نعارض بعضنا البعض في كل شيء, يعني لا نتفاهم, ليس هناك شيء متعلق بك".

"هل يعرف عمك".

"ماذا؟".

"ماذا سيكون", قالت مع شفاه ملتوية, "اللعبة التي لعبتها علي و على عائلتي", مع أخد نفس حزين, "لا", استطاع أن يقول ميران, "أنا متأكد أنه الأن يبحث عن كيف التقيت بك, و لن يتغرق الأمر طويلا حتى يجده".

"لماذا أنت بلا خوف لهذه الدرجة؟", عندما كان ميران يقول لماذا سألت هذا السؤال سمع التفسير من ريان, "أنت لا تخاف لا من عمك و لا من أحد أخر", لم تستطع ريان أن تكمل كلامها و تقول اسم والدها, لأنه في كل مرة تذكر فيها اسم والدها كانت تشهد غضبًا عميقًا يستيقظ خلف عيون ميران, لم تكن ريان خائفة من صمت والدها حتى هذا الوقت, "الرجل الذي لم يشفق على والدك لن يشفق عليك أيضا", قالت بخجل, "ألست خائفا من الموت أيضا؟".

سحب الشاب عينيه من الطريق للحظة و حدق في عيون ريان, "أنا أريد العدالة فقط, و أيضا لماذا سأخاف من الموت؟".

"صحيح", قالت ريان وهي تهز رأسها, "لو كنت خائف لم تكن للتصرف بهذه الشجاعة", خرجت قسرا من السيارة عندما عادوا إلى المنزل, كانت غير مرتاحة, كيف يمكن أن يبقى هادئًا مع وجود الكثير من الأسباب للخوف؟, بمجرد خروج ميران من السيارة حدق في علي, علي اتخذ وضعية الدفاع, "لقد اتصلت بك, عدة مرات".

"هذا ليس مبررا للدفاع", قال بحدة, انزلقت عيناه على ريان, "انها المرة الثانية, ألا يمكنكم الاعتناء بامرأة؟".

رفعت ريان حاجبها قسرا, كلمات ميران أغضبتها, "عن ماذا تتحدث أنت؟", صرخت, "هل أنا غرض أم حيوان".

ضغط ميران يده بإحكام على وجهه, "لا تفهمي كل شيء بشكل خاطئ", قال مبررا, "في كل مرة توقعين نفسك في شيء ما, كل ما أريده هو حمايتك, لماذا سأعاملك بطريقة أخرى؟".

من دون أن تعطي ريان أي اجابة دخلت المنزل, شعرت أن ميران قادم وراءها, كانت غاضبة بشدة, كان ميران يتصرف بشكل محبط للغاية اليوم, عدم اجابته عن الأسئلة و سلوكه المشبوه كان يغضب ريان.

أخذت المفاتيح من جيبها و دخلت الى الداخل, كانت ستغلق الباب كما لو كان ميران ليس وراءها لكنه أمسك الباب في أخر لحظة, بمجرد دخوله أمسك ريان من ذراعها, سحب ريان نحوه و حبسها بين جسده و بين الجدار, "لا أستطيع تحمل معاملتك لي هذه", الحماس الذي أثاره هذا التقارب جعل ريان تتوقف عن التنفس, كلما هربت كانت النتيجة نفسها لا تتغير, كان ميران يستمر بجعلها تفقد عقلها بشكل ما.

"كيف أن أتصرف؟", سألت وهي تنظر الى عينيه بصعوبة, "لا أستطيع معرفة أي نوع من الرجال أنت".

"لكنني أعرفك عن ظهر قلب", قال ميران وهو يتبث خصلة الشعر التي وقعت على وجه ريان وراء اذنها, "أنت الأن غاضبة مني", أمسك رأسها وطبع قبلة على جبينها, "لأنك لا تثقين بي", عندما ابتعد ونظر الى عيونها ابتسم ابتسامة دافئة كافية لإذابة جليد ريان, "سيأتي يوم سوف تكرسين كل شيء لي".

"هل برأيك الحياة التي نعيشها طبيعية للغاية؟", أظهر وجه ريان استياءًا مزيفًا وخط رفيع من اللوم, "أنا بجانب عدو عائلتي, أجبرت على اختيار طرف معين, و أعيش في خوف من أن يحدث شيء في أي لحظة".

كان ميران ينظر الى وجه ريان بوجه باهث, كل ما قالته صحيح, لا يستطيع الانكار, "لا تخافي"’ هذا كل ما يستطيع قوله, "أنا لا أتحرك من دون تخطيط", بعد كلماته اقترب من شفاه ريان بالرغم من أنه يعرف أن هذا سوف يغضب ريان, بينما كانت ريان تموت من خفقان القلب, وأغلقت عينيها بقطعتين من اللهب وضعت على شفتيها, مهما فعلت لا تستطيع الهروب, لا تريد الهروب.

بعد هذه المحاولة  ابتسم ميران وهو ينظر إلى حواجب ريان الذي جعدت على الفور, يحبها بكل حالاتها, غضبها لم يكن حقيقة و يعلم ذلك, انسحب و لمس راحة يديها, ثم ابتعد.

"سأذهب الأن", قال بينما يتسلل من الباب الى الخارج, "سأعود في غضون ساعات قليلة".

عندما ابتعد ميران بسرعة كانت ريان تحدق وراءه فقط, كان يأتي من داخلها أن تقول له لا تذهب, لكن شفتيها لم تتحرك, بقيت تنظر حتى اختفى من نظرها, الأن ريان لا تستطيع العيش دون ميران, الساعات التي تمر من دونه كانت تبدو مثل العذاب, لقد شعرت بالوحدة دائما في هذا المنزل, لقد مرت ساعة منذ رحيل ميران, في تلك الساعة دفنت ريان نفسها في الكتب, كانت تحب قراءة الكتب, حتى هذا الوقت كانت السطور صديقها و شريكها الوحيد الذي تتقاسم معه وحدتها و مشاكلها, قبل بضعة أيام كان ميران قد أخذ ريان الى التسوق, عندما عادوا الى البيت كان بين يدي ريان مجموعة من الكتب.

كان لديها نقطة مشتركة مع ميران, هو أيضا كان يحب قراءة الكتب.

كان صوت الجرس هو الذي دفعها إلى رفع رأسها من الكتاب الذي سقطت فيه, تركت ريان الكتاب على الأريكة وركضت إلى الباب بسرعة, لقد ظن أن ميران قد جاء لكن عندما يعود ميران إلى المنزل بدلاً من أن يطرق سيفتحه بمفتاحه, لقد خرج هذا من عقل ريان تماما, عندما فتحت الباب فوجئت برؤية وجه أيلول وليس ميران.

الفتاة التي أمامها كان في يدها كعكة كبيرة, على الرغم من أن ريان لم تعرف سبب هذه الزيارة إلا أنها لم تتساءل, ربما جاءت لأجل رؤية ميران.

"مرحبا بك", قالت ريان وهي تغلق الباب, أيلول كانت تنظر الى المنزل, "اهلا بك", قالت وهي تسير نحو المكان الذي خمنت أنه المطبخ, لم تكن مخطئة, "اعذريني لقد جئت هكذا دون أن أخبرك".

جاءت ريان بعدها, عندما وضعت أيلول العلبة على المنضدة و عادت الى الوراء وهي تبتسم, "المنزل يبدو جميلا".

ريان لم تقل أي شيء, بعد كل شيء لم تختر هذا المنزل بنفسها, كما أن حياتهم ليست عادية أو طبيعية, "هل تشربين شيء ما؟", قالت لتغير الموضوع.

"سأشرب فنجان قهوة", قالت أيلول وهي تبتسم, بينما كانت ريان تخرج الوعاء من الخزانة, "في الواقع", قالت وهي تدخل مباشرة الى الموضوع, "كنت أريد المجيء من قبل لكن لم تكن لدي الشجاعة, وعندما اتصل بي ميران وطلب مني المجيء اليك لم أتحمل, يبدو أنه يفكر أنك تشعرين بالملل لوحدك في البيت".

ابتسمت ريان بغموض, لأنها تعرف أن ابتسامتها لن تظهر لأنها تدير ظهرها, "أنت تبتسمين", عندما قالت أيلول وكأنها رأت ذلك, استدارت ريان بجدية, "لا لم أبتسم".

"الأن انت تكذبين".

عندما استسلمت ريان و ابتسمت, ابتسمت أيلول أيضا, لقد حان الوقت لإذابة الجليد, "نحن نشعر بالحزن للغاية", قالت بصوت جاد, "بسب ما حدث ذلك اليوم, لأجل جونول, لأجلك, اذا قلنا أمي فهي لا تجد الجرأة للمجيء الى هذا المنزل و لا سبب لكي تنظر الى وجهك".

انحنت ريان على المنضدة, لم تستطع التعليق على هذا الموضوع, في النهاية لقد كانت خالته صامتة بينما تعرف أن ميران يخدعها, للأسف لم يكن لديها قلب واسع لدرجة أن تنسى ما حدث بسهولة, لن تنسى أي من الذين فعلوا هذا بها, و يشمل هذا ميران أيضا.

"ليس هناك فائدة من حزنك", قالت ريان, "كل شيء بقي في الماضي".

"أنت محقة", أشارت ايلول الى الكعكة التي على الطاولة, "قلت ألا أتي و يدي فارغة, هل تحبين الكيك؟".

ابتسمت ريان وكأنها تقول نعم, بمجرد رؤيتها كانت تتوق إليها, كانت سعيدة بهذا الوضع.

بعد القهوة وضعوا شريحة من الكعك على الأطباق وذهبوا إلى الصالة, في الحقيقة  كانت ريان قد أحبت أيلول من اللحظة التي التقت بها, لكنها تردد في معاملتها بلطف لأنها صديقة لجونول, متى سوف تظهر هذا, لم تعد تثق في الناس.

مرت ساعات طويلة منذ أن قال ميران أنه سيأتي في غضون ساعات قليلة, لكنه لم يأت, كانت ريان متوترة للغاية بسبب الأخبار التي تلقتها في الصباح, لدرجة أنها وصلت الى مرحلة لم تستطع التنفس, ليس الأمر في يدها تشعر و كأنها سوف تنفجر.

عندما التقطت هاتفها للاتصال بميران كانت هناك كتلة ضخمة في حلقها, رن الهاتف مرة, مرتين, رن لكن لم يفتح أحد, لم تفلت حالة ريان المضطربة من عيون أيلول.

"ما خطبك؟", قالت وهي تنظر بقلق, "لقد كنت غريبة منذ مجيئي".

"لست بخير, لست بخير على الاطلاق", قامت بسحب سترتها كما لو كانت تغرق, "ميران...".

"ريان ماذا يحدث؟", عندما وقفت أيلول وجاءت الى جانبها كانت ريان ترتجف من يديها حتى قدميها, لم تستطع أن تخبر أيلول أن أزاد و والدها قادمون الى هنا, كان صعبا للغاية, إن عداوة العائلتين سيجعل ريان دائمًا غير مرتاحة ويؤدي بها إلى العيش على أصابع قدميها.

"قال ميران أنه سيعود بعد بضع ساعات..., لكنه لم يأتي, لم يأتي".

كانت أيلول على وشك أن تضحك رغم جدية موقف ريان, "إلهي ريان", قالت مبتسمة, "هل هو طفل صغير, لابد أنه طرأ له عمل".

 لم تكن ريان على علم بعدد الدقائق أو مقدار الوقت الذي مر, تشعر بشيء سيء كما لو أن قلبها محاصر في دوامة, لم تستطع ايلول تهدئة ريان بغض النظر عما فعلته, كان هي قلقة أيضًا من أن ميران لم يرد على المكالمات.

في ذلك الوقت رن هاتف أيلول, "لا تقلقي, انظري أردا يتصل", قالت أيلول وهي ترفع هاتفها, "الأن سنعرف أين هو".

عندما فتحت أيلول الهاتف ببهجة, الصدمة التي على وجهها كانت تدل على أنها لم تسمع أخبار جيدة, في تلك اللحظة فهمت ريان, هذا الانزاع الذي شعرت به داخلها منذ الصباح لم يمكن من الفراغ.

"أخي", قالت أيلول و هي تسقط الهاتف من يدها, و أعطت ريان خبر أن رصاصة عمياء قد أشعلت حرب جديدة, "أصيب برصاصة"


Reactions:

تعليقات