القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية زهرة الثالوث الفصل 4 "زوجتك أنا, و ليست هي, بل أنا"









الفصل الرابع : فستان الزفاف

الألم، القلب الذي حكم عليه لأيام بالسعادة اليوم مملوء بالألم, بداخله عدم ارتياح, تحول المطر و البرق الكثيف الى دموع, منذ أن كانت صغيرة كانت ريان تخاف من البرق, من يعلم ربما لأنها من الخوف لم تكن تستطيع الخروج من غرفتها و الذهاب وعناق والدها, لذلك لم تتخطى خوفها أبدا, عندما تنهار السماء كانت تختبئ تحت الغطاء في سريرها, كان في الأيام الأخيرة من سبتمبر كان الطقس يزداد برودة كل يوم.

لأنها بكت طوال الطريق الى البيت أصبحت عيونها حمراء, لم تعرف حتى لماذا بكت كل هذا القدر, كانت دموع الألم تتوهج في عيناها, حتى هذا العمر لم تعش ريان أي مشكلة مع أزاد, و اليوم تحمل غضبا كبيرا تجاهه.

 بعد انتهاء التسوق جاء ميران مباشرة الى المتجر و كأنه يعلم مالذي تريده ريان مد لها باندالي مثل الذي تخيلته تماما, كل حركة يقوم بها يجذب اليه ريان أكثر, كانت تحسب الأيام التي لم تراه فيها و كانت تطلب بالمزيد لرؤيته طوال الوقت, عند النظر الى عيونه الزرقاء تصبح أسيرة لشعور مختلف.

كان أزاد و كأنه أقسم على تدمير هذه اللحظة السحرية, عندما رأته ريان يدخل المتجر رأت التهديد الذي بعيونه وفهمت أنه سيحدث مشكلة, ولم تكن مخطئة, أزاد اتخد تقارب ميران و ريان كحجة و أحدث شجارا, أخرج كلمات قاسية من بين شفاهه الغاضبة, و ميران دون أن يحرك شيئا في وجهه استمع الى ازاد فقط.

ريان اختبأت وراء ميران و تابعت مشاجرتهم, قلبها علق من الخوف, لم يفهم أزاد لماذا فعلت هذا, ولم يكن عليه أن يفهم, انه ازاد عندما يزعجه شيء ما يبدأ بالشجار فورا, عندما رأى ريان تختبئ وراء ميران أمسك ذراعها و حاول جذبها, في تلك اللحظة تماما, أمسك ميران ذراعها و حررها و أخدها وراءه مجددا, لم يمكن أن يعرف أي نوع من الغضب احدثه بهذه الحركة, لكن ردة فعله كانت لكمة على وجه ميران, عند صراخ ريان اجتمع الجميع حولهم في المتجر, أمها عمتها حماتها المستقبلية و جونول, شفة ميران انفجرت, في تلك اللحظة كردة فعل من ميران أمسك بياقته و لكنه لم يلقي بلكمته المشدودة في وجه أزاد, ميران لم يكن ضحية غضبه مثل أزاد, مع ذلك نظرات ميران الغاضبة تجاه أزاد لا تذهب من أمام عيني ريان, كانت مخيفة, رغم أن غضبه لم ينعكس سوى في عينيه الا أنه كان مخيفا, في تلك اللحظة اعتقدت ريان أن كل شيء انتهى, أزاد دمر كل شيء, تخيلت أن الخطبة فسخت و كل شيء تدمر, في الأصل كان محتملا حدوث هذا, بعد اللكمة التي تلقاها ميران فكرت أنه لن يريد رؤيتها هي و عائلتها, أزاد الذي لم يعتذر حتى خرج من المتجر و ذهب و ريان أيضا رمت نفسها خارجا

أصيبت أعصابها بالضيق ولم تستطع إيقاف الدموع, عندما رأت ميران قادما وراءها بدأت بمسح دموعها فورا, مهما حدث رؤية ميران لها و هي تبكي لم يكن لطيفا, لم تكن ريان تحب البكاء, عندما يراه أحد تبكي تعتبر ذلك عجزا, في الأصل الناس الأقوياء لا يخجلون من البكاء لكنها كانت تخجل, أمسك ميران ذراعها و أدارها الى جهته تم انحنى الى وجهها, بالرغم من أن أزاد هو من افتعل الشجار و ألقى باللكمة الا ان ريان كانت تموت من الخجل, في تلك اللحظة لو قال ميران " لم أعد اريدك", كانت لتعطيه الحق, لكن كلمات ميران لم تكن كذلك, "أنظري الى وجهي يا ريان", قال و هو يمسك بذقنها وجعلها تنظر الى وجهه, " مهما يحدث هذا الرجل لن يتخلى عنك أبدا".

كانت ريان تريد النوم, النوم و كأن كل شيء كان عبارة عن كابوس و الاستيقاظ مجددا, وكأن هذه الحادثة لم تقع, عندما تفكر بالأمر تصبح مجنونة, لم يكن أزاد من دون قيمة في عيونها لهذه الدرجة, بالرغم من أنهم يعيشون في نفس البيت الا أنها لا تريد رؤيته, "ريان هلا تفتحين الباب؟", كان صوت هافين, هي أيضا غاضبة من أخيها كثيرا لكن لأنها تعرف أنه شخص عصبي لم تفكر بالأمر كثيرا, "لنتحدث أرجوك, لا تختبئي وراء الأبواب المقفلة".

"أريد النوم يا هافين، اتركيني لوحدي حتى المساء".

كان ميران يفكر في اللكمة التي تناولها منذ وصوله إلى الفندق، أمسك نفسه بصعوبة كي لا يضرب أزاد، الأن كل شيء تضاعف، غضبه، كراهيته، سخطه، تبقى القليل من الوقت لينتهي كل شيء، في اليوم الذي يتزوج فيه من ريان سوف يضرب أول ضربة كبيرة له لهذه العائلة، لسنوات طويلة كان يحلم بنفس الشيء, زحف هزار شان أوغلوا و طلبه السماح, لم يكن لديه ما يخسره, و أظلم عينيه قدر الإمكان, بغض النظر عن التكلفة سوف يحقق خططته, ميران لن يكون قاتلا مثل ذلك الرجل, لن يأخذ روحا لكنه سيحرقهم.

 بينما يخرج من الحمام أخرج علبة اسعافات صغيرة و أغلق الجرح الذي في شفته, و بينما يحدق الى المرأة بغضب, تمتم "نذل".

رمى على نفسه قميص أسود و هو ينشف شعره, عندما سمع طرق الباب ، ذهب إلى الباب وضغط يده على المقبض, كانت نرجس هانم, ليست والدة ميران, بل خالته, قدمها الى عائلة ريان على أنها والدته لأنه هذا ما توجب عليه الأمر, والدة ميران توفيت منذ سنوات مثل والده, بدأ قلبه يمتلئ بالكراهية منذ سن صغيرة, على أي حال فميران الذي تعرفت عليه عائلة شان أوغلو مزيف تماما, تقديم خالته على أنها والدته لن يحدث مشكلة.

ميران اعتنت به خالته منذ صغره, كانت شاهدة كيف امتلأ قلبه بالكراهية في ذلك العمر, كيف اسود قلبه, كيف جهز هذه الخطة القذرة منذ البداية, مثل الجميع أرادت أن يتراجع ميران, لكنها لم تنجح, في النهاية, هي أيضا لحقت بميران وجاءت الى هنا, عندما فهمت أنه لن يتراجع مثل الجميع أصبحت شريكة في خطة انتقام ابن اختها, لكنها لم تكن تخاف, الرجل الذي لم يشفق على والده, هل سيشفق على ميران؟, كانت خائفة أن يموت ميران بسبب هذه القضية, ميران كان أمانة من أختها, عندما كان طفلا صغيرا بقي يتيما, "لنتراجع يا بني, لنذهب من هنا", ميران كان يضحك فقط بشكل هستيري على كلامها, تم نظر الى جه خالته بنظرة جدية, "لم أمشي طوال هذا الطريق لكي أتراجع يا خالتي, هل أن جبان لكي استسلم عند أول عقبة؟", "لنرمي الخاتم, أنظر لم يتأخر الوقت على أي شيء, العودة من مكان فيه ضرر ربح", ما قالته للتو لم يكن له أي تأثير, هذا لم يفعل شيئًا سوى اغضاب ميران, "خالتي", قالها وهو يرفع اصبعه في الهواء ليسكت المرأة العاجزة, "لأكن كأنني لم أسمع شيئا".

كانت المرأة مصرة في هذا الموضوع, تعلم أن هذا لن ينفع بشيء مع ذلك كانت تكافح مع أمل, " ماذا لو حدث لك شيء ما بني, الا تشفق أبدا على نفسك, ماذا لو فعلوا لك شيئا, الم ترى ما فعله أزاد؟", ميران لم يكن يهمه كل هذا الكلام, مثل الفيروس القاتل ، كان يلف كل جانب منه بمشاعر متشائمة, التراجع لم يكون الموضوع حتى, لو كان الموت في النهاية لن يتراجع, بينما كان يمشي نحو الأريكة, خفض المنشفة التي في يده, "أولا سوف أخد ابنتهم, تم ما يملكون و ما لا يملكون سوف أخده كله", جلس على الأريكة و شابك يديه معا, بدت نظراته مشتعلة عند النظر إلى بقعة عمياء, "كله سوف يصبح لي, سوف أجعلهم بائسين".

بعد أسبوع....

بينما الأيام تمشي مثل تدفق المياه, ريان لم تكن تتنفس براحة, المحنة التي تكبر بداخلها تزداد كل يوم, مر أسبوع على التسوق لكن لم يخرج صوت من ميران و عائلته, كل الأفكار تخرج من الباب نفسه, ميران لم يقف وراء وعده و تراجع...

لو كانت ريان نفسها قبل التعرف على ميران لم تكن لتهتم, لو كان أحد أخر تلقى لكمة من أزاد لم يكن ليهمها الأمر, لكن الأمر ليس كذلك, قلبها يؤلمها كثيرا ولم يضحك وجهها منذ أيام, عندما تسأل والدها يقول, " طرأ له عمل و ذهب الى إسطنبول", كم يوما سيستغرق هذا العمل, الم يستطع الاتصال ليسأل عن حالها؟.

كان الحريق قد غطى بالفعل المداخن، لكن ريان لم تلاحظ الأمر الا الأن، لقد اعترفت لنفسها للتو فقط أن قلبها يريد ذلك الرجل، كانت جالسة على عتبة النافذة تنظر الى مكان لقاءها مع ميران و على وشك البكاء, لم تراه لأيام تشتاق اليه و قلبها يؤلمها, و تشتاق أكتر الى تلك العيون الزرقاء التي تشبه دوامة خطيرة, ليأتي و يقف أمامها, وتريد أن تبتسم و تنظر الى عينيه, هل طلبت الكثير؟.

بعد ذلك اليوم بكت مجددا, عندما فتح الباب التفت الى النافذة فورا و مسحت دموعها, ريان تكره أن يراها أحد وهي تبكي, كانت فتاة لا تظهر مشاعرها لكن في الواقع ، كان لها هيكل دقيق وهش لا يمكن لأحد أن يلاحظه, هافين لم تدخل بقيت أمام الباب, "تعالي بسرعة الى الصالة, بسرعة", قائلة وهي تخرج من الغرفة وتقفل الباب, ريان لم تفهم الموضوع لكنها جمعت نفسها وخرجت من غرفتها, فور دخولها الى الصالة لمعت عيناها من السعادة, جاءت جونول و نرجس هانم, علاوة على ذلك كان وجههما يبتسم, ريان بحركة سريعة ذهبت الى جانبهم و عانقتهما, هل كانت سعيدة لرؤيتهم أمامها؟, بل و كثيرا, تفكيرها في أن ميران قد تخلى عنها كاد يفقدها عقلها, جلست بجانب نرجس هانم على نفس الأريكة, مازالت تحس بالإحراج, لم تستطع أن تنظر إلى وجه جونول لأنها تذكرت غضبها في ذلك اليوم, لكن جونول تصرفت وكأن لا شيء حدث حتى أنها كانت تبتسم, بدلاً من الانضمام إلى دردشة النساء، فضلت ريان الاستماع بهدوء, يوجد في عقلها ميران فقط, في جهة تريد السؤال كالمجنونة و من جهة لا تملك الجرأة لذلك, هل عاد من إسطنبول يا ترى؟, علقت عيونها على الصندوق الذي فوق الطاولة تم نظرت الى حماتها المستقبلية, "ماذا يوجد في الصندوق؟", نرجس هانم ابتسمت بمحبة, "افتحي لنرى, ماذا يوجد", تحمست وهي تفتح الصندوق, كما خجلت من كل تلك الوجوه المبتسمة التي تشاهدها, لقد صدمت عندما أزالت الغطاء, فستان زفاف أبيض رائع أشرق بكل جماله, نظرت ريان بدهشة الى جونول وهي تمسك الفستان .

"أخي اشتراه من إسطنبول, لم يستطع الانتظارحتى يعود فأرسله صباح البارحة, أعلم فستان الزفاف ليس من واجبه لكنه أعجبه كثيرا".

ميران لأي درجة يمكنه أن يحمس ريان أكثر؟ الى أي درجة سيدهشها؟ أخرجت الفستان من الصندوق و نظرت اليه و قلبها يقفز حماسا, حتى هذا الوقت لم تتخيل يوما كيف يجب أن يكون فستان الزفاف, الفستان الذي بين يديها أجمل مما يمكن أن تخيله, "جربيه اذا أردت و اذا لم يكن مناسبا نضع عليه تعديلات", لم تكن تنتظر هذا العرض, وضعت الفستان في الصندوق و تعانقته و خرجت بسرعة من الصالة, لم تستطع الانتظار حتى تجربه و طارت الى غرفتها, "عندما ترتديه, أرينا إياه أيضا ريان", بينما ضحكت بسعادة على هافين التي صرخت وراءها دخلت الى غرفتها.

وضعت الصندوق فوق سريرها تم تخلص من الثياب التي عليها, وأخدت الفستان من العلبة, لونه لم يكن أبيض تمام, بل قريبا للون الكريمي, كان يمكن أن يرى أن هناك آثار العديد من العمل اليدوي عليه, كانت ذراعاه مغطاة بالدانتيل وكان هناك فتحة بسيطة على كتفيه, كان خصره رقيق, وكان وراءه أطول من أمامه, عندما نظرت إلى المرآة وهي ترتدي فستان زفافها ، توقف أنفاسها, بينما كانت تفكر أن ميران تخلى عنها اشترى لها فستان زفاف, مثل الفستان الأبيض رمت كل الأفكار السيئة التي بداخلها, عندما انحت الى العلبة لكي تأخذ الطرحة وجدت بداخلها ملاحظة, ميران و الملاحظات...سيكون السبب في موت ريان من الحماس.

"أسف لأنني ذهبت الى إسطنبول دون اخبارك, أمل أن يجعلك هذا الفستان تسامحينني, أنا متأكد مثل اسمي أنه سيليق بك كثيرا, انت في عقلي, انتي في قلي, قلبي لك...", استسلمت ريان الى عاصفة الحب العنيفة التي تهب داخلها, قبل تعرفها على ميران قالت لهافين," الحب لا يمكن أن يكون بهذه السهولة", لكنها وقعت في الحب من أول لقاء, قلبها مختلف, عقلها مختلف, مشاعرها مختلفة, ميران هو الرجل الذي تحبه, انها متأكدة, الأن هي غاضبة من نفسها, لأنها كانت تفكر في أشياء خاطئة بحق ميران طوال هذا الوقت, وضعت الملاحظة التي بيدها فوق قلبها و ضغطت بكل حماس قادم من أعماق قلبها, ألقت حب حبها في مهب الريح بينما لسانها قال نفس الشيء, "قلبي لك".

جمعت شعرها الى الوراء و وضعت الطرحة, كان الفستان جميلا, كان الوقوع في الحب جميلا, كان ميران رجلا جميلا...بعدما وضعت الطرحة فوق السرير خرجت من غرفتها نحو الصالة, فور دخولها الصالة تحولت كل الأنظار اليها, كان فستانا يسحر العيون, إلى جانب الجمال الطبيعي لريان,  كان مشهدا رائعا, امتلأت عيون والدتها وهي تنظر بإعجاب الى ابنتها.

"ما شاء الله ابنتي, انه يليق بك كثيرا", أخرجت نرجس هانم هذه الكلمات بصعوبة, كان ضميرها يؤلمها عندما تنظر الى ابتسامة ريان, لو علمت أن هذا الفستان هو النهاية هل كانت لترتديه؟.

"أنه مناسب لك تماما ريان, ميران لديه ذوق و هو حريص أيضا", بعدما أبدت زوجة عمها اعجابها بالفستان نظرت الى هافين, "العقبى لك هافين", بينما ضكت كل النساء هافين تحول لونها الى أحمر, رغم أنها تعرف أن أمها تمزح لكنها خجلت, عمر هافين مقارنة مع ريان تعتبر صغيرة.

"هل هناك شيء لم يعجبك أو تودين تغييره يا ريان؟", بينما تنظر ريان الى جونول وضعت يديها على الفستان, لقد أعجبها الفستان كما هو لم ترد أي تغيير بسيط, جونول وضعت فنجان القهوة الذي بيدها فوق الطاولة و نظرت الى ريان و هي تبتسم, "أريد البشارة, أخي قادم مساء اليوم, انتهى الشوق", ريان كانت ستطير بعدما سمعته, تعيش سعادتين في يوم واحد, الدموع التي ذرفتها لأيام كانت عبثا, تراجع ميران, فسخ الخطوبة, كانت خائفة لكنها أدركت أن خوفها لم يكن في محله, امتلأ داخلها بالسلام, ميران قادم الى هنا اليوم؟, بدأ قلبها ينبض بحماس منذ الأن لأجل رؤيته.

في المساء عاد رجال شان أوغلو الى البيت, في الفناء تم انشاء طاولة كبيرة, الشيء الوحيد الناقص هو ميران, و بعد مجيئه سوف سيتناولون الطعام جميعا معا, عندما دق الباب قتحهه بدرهان, كان ميران, عندما رأه أزاد صعد الى غرفته بحجة تغيير ثيابه, لم يكن يعجبه ميران بمقدار ذرة, منذ أن رأه لأول مرة لم تنخفض النار التي بداخله, لقد أظهر هذا باللكمة التي ألقاها في المتجر.

ريان رأت ميران عند نزولها الدرج, نظرت مطولا وعانقت الرجل الذي لم تراه لأيام بنظراتها, وكأنه يزداد جمالا في كل يوم لا تراه فيه, عيناها تنظر بشكل أكثر جمالا, أرادت الذهاب الى جانبه و عناقه و ارادت أن تمتص الرائحة التي تحبها الى داخلها, لم يستطع ميران أيضًا منع الابتسامة على وجهه عندما رأى ريان, من دون أن يراه أحد غمز لريان التي تحول داخل قلبها الى عيد, مع اقتراب الزواج ، تضاعف صبر ميران, ذهب إلى اسطنبول باستخدام عمله وشركته كذريعة لكن هذا لم يكن كذلك, كانت واحدة من الأكاذيب التي ذكرها بمهارة ، كالعادة, لقد كان بالفعل يستعد لزواج مزيف, أقام في اسطنبول لمدة أسبوع بعد أن ترك خالته  و جونول في ماردين.

بعد الانتهاء من التحية أخد الجميع مكانه على مائدة طاولة العشاء, كل الوجوه كانت تبتسم, باستثناء شخص واحد, أزاد, سجن ميران في عينيه, كانت عين واحدة دائما على ريان, عندما يرى الفتاة تخطف نظراتها من ميران و تبتسم بين الحين و الأخر, كانت أعصابه تتدمر دون أن يعرف السبب, بعد الانتهاء من الطعام جمعت ديلان و هافين الطاولة بسرعة, أخد الجميع مكانه في الصالة و يشربون القهوة التي حضرتها ريان, كان ميران و والدها يتحدثون حول العمل, بعد جلوس ريان في زاوية بدأت بالاستماع اليهم في هدوء, بدا والدها سعيدا جدا من ميران, لقد اختار أفضل عريس لريان, كانت تعتقد أن والدها كان يفي بالتزامه الأبوي الأخير تجاه ابنة زوجته, ميران كان شابا متكاملا, ريان ستكون دائما سعيدة, عندما وضع ميران فنجان قهوته على الطاولة فتح الموضوع الأساسي للجميع, يريد أن يتم هذا الزواج في أقرب وقت ممكن, كانت عيناه على والد ريان, بعد كل شيء ، كان من المفترض أن يحصل على موافقته, "ليس هناك أي نقص في حفل الزفاف, يمكننا القيام به في غضون هذا الشهر, ما رأيكم؟", هزار بيه عبس قليلا و كأنه يفكر, مما رفع من ضغط دم ميران, تغير وجه ميران و عندما لاحظ قلقه ابتسم, التفت بنظراته الى زوجته, كانت عيون زهرة هانم و كأنها تقول أن تمتد فترة الخطوبة وقتا أطول, بعد كل شيء كانت ريان ستترك و تذهب كعروس الى الطرف الأخر من البلاد, كان هذا من بين أصعب الأشياء بالنسبة للأم, لكنه كان مدركا أن عمل ميران في إسطنبول يتعطل, لم يكن هناك وسيلة أخرى سوى أن يقول نعم, "انه مناسب بني, يمكننا البدء بالتجهيزات", قالها بلهجة البلاد.

ميران كان سعيدا من قبل والد ريان, كانت ريان تجلس و كأن هناك ورم في حلقها, كان اليوم بالفعل السادس من الشهر ,كان أمامها أربعة و عشرون يوما قبل الزواج, عند التفكير طوعا أو كرها كان سيئا, لم يمر شهر حتى منذ أن تعرفت على ميران, سيكونون متزوجين في أقل من شهرين, هذه المدة بدت قصيرة في نظر ريان, لم تكن مستعدة بعد للزواج, في مدينة مختلفة تماما,  في منزل مختلف تماما, في عالم مختلف تماما, كانت ستبدأ حياة جديدة بالكامل, ارتعدت من هذه الفكرة.

لن تستطيع رؤية أمها وقتما تشاء, و قضاء معظم الوقت مع هافين, ستعيش الشوق إلى بدرهان, أخدت نفسا عميقا, يمكنها التعامل مع هذا أيضا, عندما رفعت عيونها عن الأرض و نظرت الى ميران, عبرت مرة أخرى نظراته, في الأصل ميران كان يحدق في ريان بنظرات مراوغة, تم عاد للنظر الى هزار بيه, "اذا دعونا نأخذ تاريخ عقد القران, اذا قمنا بحله في أقرب وقت أيضا سيكون جيدا".

هز هزار بيه رأسه بثقل، لأجل العقد يجب أن يؤخذ من البلدية في اليوم السابق للزواج, "يمكنك المجيء غدا و أخذ ريان".

لمعت عيون الشاب بحماس مزيف, مهما يقول إعطاء الرجل الموافقة على الفور أدهشته, بهذه الطريقة لم يكن الأمر ممتعا,

 على الرغم من أن هذه اللعبة تمشي ببساطة, ألا تكون ريان الابنة الحقيقية لهذا الرجل هذا الاحتمال لم يمر حتى في زاوية من عقله,

"لا تقلق", تم حول نظره الى ريان, "سأكون هنا غدا صباحا".

"لا تكن لوحدك", ابتسم ميران من تحذير هزار, "لا تقلق أمي ستكون معنا", في تلك اللحظة هزت نرجس هانم رأسها تأكيدا, عملت خطة ميران بسلاسة, التفت بنظره مجددا الى ريان, في كل فرصة يجدها ينظر الشاب الى ريان, عندما يرى عيونها التي تنظر بمحبة يتحول الى مجنون, لم يسرق حياتها فقط بل مد يده على قلبها البريء أيضا, بقي فقط الانتظار حتى الغد للحصول على تاريخ الزواج, و يبدأ العد التنازلي ليوم الزفاف...

تم إجراء محادثات مظلمة مع الساعات الأخيرة, كان ميران قد خطط لكل شيء بشكل ممتاز بحيث لم يشك فيه أحد, قدم خالته كأم له, جعل قصة حياته الكاذبة حقيقية بقدر الإمكان, مع الموقف النظيف و البريء على وجهه لم يشك به أحد, باستثناء أزاد.

ميران, "لقد تأخر الوقت, لننهض الأن", بعد أخد موافقة هزار نهض من مقعده, كما نهضت ريان من مكانها لأجل توديع نرجس هانم و جونول, فتح الباب الخشبي للقصر بضوضاء كبيرة ، وابتسمت آخر مرة بسعادة لميران, ستنام بسلام هذه الليلة, غدا سوف تراه و ستكون معه.

اليوم سيتخذ أول خطوة قذرة للوصال, ميران سيجتمع بالفتاة التي يحبها كثيرا, ريان وضعت الأساس بالعيش حياة سعيدة مع الرجل الذي تحبه, نهض الشاب في الصباح الباكر, بعد بضع ساعات سيخرج من الفندق ليذهب لأخد ريان, كان يرتدي جينز أزرق تحت قميص رياضي ضيق, كان يحب ارتداء الملابس الرياضية, لم يكن يرتاح في الملابس الرسمية, خاصة ربطة العنق كان يكرهها, أقفل الأزرار أمام المرآة ثم قام بتمشيط شعره بشكل جانبي كالمعتاد, كانت جونول تنظر اليه بصمت و تبتسم, "أنت رائع كالعادة", ابتسم ميران لجونول من خلال انعكاس المرآة.

"اذا كنت جاهزة لنخرج", جونول, "أنا جاهزة, لنخرج", بعدها خرجوا من الفندق, اليوم بشكل خاص أرادت جونول المجيئ  معهم, كان سيقول أن أمه, يعني خالته مريضة, دخلوا السيارة وتوجهوا نحو القصر, كان ميران يتطلع إلى أخذ ريان, حتى ان لم يظهر ذلك لجونول كان يعجبه أن يكون بجانب ريان, قاد السيارة بأخر سرعة مباشرة الى القصر, كان هناك أيضا فتاة تنتظر بفارغ الصبر لأجل مقابلته, ريان جاهزة منذ ساعتين و تنتظر, لم تفارق عينيها عن النافذة.

جاء الشاب الى القصر و بينما ينزع حزام الأمان شعر بالحاجة الى تحذير جونول مرة أخرى, "كوني حذرة", قالها وهو ينزل من السيارة, نظر اليها كما لو أراد الحصول على تأكيد, هزت المرأة الشابة رأسها, عندما رأتهم ريان من النافدة أخدت حقيبتها و نزلت الى الأسفل, عندما جاؤوا إلى باب القصر ، فتحت السيدة زهرة الباب.

"أهلا و سهلا", قالتها المرأة وهي تبتسم,"أهلا بك أمي زهرة, كيف حالك؟", عندما نادى ميران زهرة هانم بأمي بدت جونول منزعجة, كان هناك سخرية على وجهها لم يفهمها أحد, "أنا بخير بني شكرا لك", ابتسم ميران بأدب, زهرة هانم كانت تحب ميران أيضا, كان من المستحيل أن يتعرف عليه أحد ولا يحبه, لم يكن هناك انسان لا يستطيع أن يحبه في وقت قصير, عندما تلقى لكمة من أزاد و لم يخرج صوته أثبت مرة أخرى حبه لريان و احترامه لهذه العائلة, هكذا فكرت زهرة هانم, يا له من شيء سيء عدم معرفة الحقائق...

بينما كان ميران يتحدث مع والدة ريان كانت جونول تشاهد القصر بإعجاب, كل ركن من أركان المعمار الحجري تفوح منه رائحة مثل التاريخ, القصر كان قديما ولكن المبنى كان قويا جدا, في الفناء ، تصطف العديد من الأعمدة التي تدعم بعضها البعض جنبا إلى جنب, عززت أبواب المدخل بأقواس شرائح والجزء العلوي من صنعة الحجر المزدوج اللون, الطابق العلوي كان به العديد من الغرف وكان كبير جداً, بينما تنظر حولها رأت ريان في نهاية الدرج, جونول تشفق على موقف ريان الهادئ," تعالي ريان", أكملت ريان باقي الخطوات و عندما وصلت الى جانبهم ابتسمت بحماس, "اذا كنت جاهزة لتخرج؟", سألت جونول.

"أنا جاهزة", ردت ريان, "أين أمي نرجس ألم تأتي؟".

"انها متعبة قليلا, أعتقد أنها انزعجت مما أكلته, أنا سوف أرافقكم", قالت جونول مع ابتسامة كاذبة.

ميران أخد ريان في النهاية, غادرو القصر جميعا وهم يودعونهم, في خطوة رقيقة فتح الباب الأمامي لريان, كان يليق به هذا النوع من اللطف, جونول لأنها تعرف ميران جيدا لم يستطع الإطاحة بعينيها, عندما شغل السيارة أمسكت ريان أنفاسها من الحماس, في الواقع ، أرادت أن تدير رأسها إلى ميران وتنظر اليه ، لكنها لم تكن راضية لأنها شعرت بالحرج, على أي حال لم يكن هناك صوت يخرج من أحد كان من الأفضل أن تكون هادئة.

مرت عشر دقائق على الطريق, عندما كانت ريان تشاهد مناظر ميديات دون أن تكون غريبة شعرت بلمسة على خدها, لم يتوقف ميران, من الواضح أن ميران سوف يعذبها طوال اليوم, ريان كانت بالفعل و كأنها سوف يغمى عليها من الحماس, عندما أدرات رأسها كان ميران ينظر اليها و يبتسم بوسامة, ابتسمت ريان أيضا

"هل قلت لك من قبل كم أنت جميلة؟", عضت ريان شفاهها مقابل الاطراء الذي لم تتوقعه, كان من الأفضل ألا يقول ميران مثل هذه الأشياء، لم يقدم شيئا سوى الاحراج, بصوت مرتجف و خجول, " شكرا لك", قائلة و عادت للنظر عبر النافذة, كانت غاضبة من نفسها على صوتها المرتجف.

جالسة في المقعد الخلفي حاولت جونول أن تريح ريان, في الواقع لم تعرف لماذا تفعل هذا, كانت تحتاج فقط الى التدخل, "عزيزتي ريان كوني مرتاحة و الا كيف سنعتاد على بعضنا البعض", قالت وهي تضع يدها على كتف الفتاة, نظرت اليها ريان مبتسمة و دون أن تقول أي شيء عادت لتنظر عبر النافدة, عندما كانا يشاهدون الطريق حتى المركز أوقف ميران السيارة, كان سيذهب الى مكتب الزواج ليحدد التاريخ, نظر برفق الى الفتاة الجالسة بجانبه و ابتسم, "هيا تعالي معي".

عندما فتح ميران الباب وخرج من السيارة ، كانت ريان قد نزلت دون انتظار وصوله وفتح الباب, لم يستطع قلبها البقاء في مكانها كطفل صغير عندما ترى ميران يبتسم باستمرار, بعد المشي بجانب ميران, ظلت تحدق بعيونها على اليد الممدودة لها, كان ميران يمد يده لها, لفترة كانت تنظر الى يده فقط, بقيت مترددة بين أن تمسكها أم لا, بعد أيام سوف تصبح زوجته لكنها لا تزال تخجل, و أيضا بمجرد التفكير أن أزاد قد يخرج من مكان ما و يرى هذه اللوحة يشعرها بالخوف, كان ميران يقف بيده الممدودة بعناد ينتظر ردها, "حسنا, لو لا أمسكها, الأماكن لدينا هنا...", عندما تظاهر ميران بعدم سماعها و أمسك يدها, اضطرت ريان عل ابتلاع كلماتها المتبقية, هذا الرجل ليس لديه حدود.

بينما كانوا يمشون نحو المبنى, نظرت إلى ميران, كان هناك تعبير غريب على وجهه, تشعر ريان كأنها تعرفه منذ سنوات, في بعض الأحيان في عيونه نظرة و كأنها تعرفه لأول مرة, و كأنها لا تعرفه أبدا, نظرت الى اليد التي يمسكها ميران بإحكام, اعتقدت ريان أنها ستموت من الخجل عندما أمسكت تلك اليد لكن ذلك لم يحدث, انتشر دفئ ساحر في أعماق روحها, "أعطيني هويتك ريان, أنا سأحل الأمر", هذه الجملة أيقظتها من أفكارها.

كانت تمشي مستغرقة في الأفكار لدرجة أنها لم تفهم عندما نداها ميران, بعد قليل ستكون قد اتخذت أول خطو نحو الزواج.

بعد أن أخرجت ريان بطاقتها من الحقيبة و أعطتها لميران قام الشاب بترك اليد التي يمسكها ببطء و ابتعد عنها, عندما دخل الغرفة أمامه ، جلست ريان على أحد المقاعد, الغريب أنه لم يتح لها الوقت الكافي للتنفس في الأرض التي ولدت بها ونشأت فيها, عندما كانت صغيرة كانت تحلم دائما بالعيش دائما في ماردين عندما تكبر, الأيام المعدودة التي ستنامها في هذه المدينة, الساعات المعدودة.

عندما خرج ميران نهضت ريان من مقعدها, نظرت بفضول الى ميران الذي يقترب منها مبتسما," بعد خمسة عشر يوما", قال

و وضع الهوية في راحة يد ريان, "سوف تكونين لي".

"بهذه السرعة؟", ابتسم ميران ، كالعادة ، ضد رد فعل ريان, بدون شك بعد انتهاء هذه اللعبة لن يرغب بالابتسام لفترة طويلة, ابتسم أكثر مما ابتسم خلال حياته التي استمرت ستة وعشرين عاما, فقط بالكذب, مجرد لعبة...

عند خروجهم من المبنى ومجددا لكي لا تعطي ريان فرصة لميران فتحت باب السيارة بنفسها وجلست, لم تكن الابتسامة المزورة تفارق وجه ميران, لقد حل مشكلة أخرى أزال عقبة أخرى, في مرآة الرؤية الخلفية, عند النظر إلى جونول, قال, "أمور عقد الزواج مكتملة".

المسكينة ريان لم تستطع فهم المعنى من تلك النظرات و الكلمات, شغل ميران السيارة و اتجه مباشرة نحو السوق, عندما فهمت ريان أنهم ليسوا عائدين الى القصر, هزمها فضولها, "الى أين نحن ذاهبون؟", سألت, رد ميران قائلا وهو يغمز, "عندما نصل ستفهمين", ريان من دون أن تقول أي شيء التفت الى النافذة, كان كل شيء جميلا, سيكون أكثر جمالا اذا كانت قادرة على التغلب على خجلها, السوق مزدحم أكثر من أي وقت مضى, وعندما وصلوا أمام موقف للسيارات دخل ميران للداخل, عندما نزلوا جميعا من السيارة معا خطت ريان خطوة تم توقفت, على الرغم من أنها تتساءل إلى أين هم ذاهبون ، إلا أنها لم تطرح أي أسئلة.

بينما يمشي ميران أولا تتبعه جونول و ريان, لم تكن تزيح ريان عيونها عن ميران, كان يبدو لطيفا للعين في كل شيء, مشيته, نظرته, ابتسامته, مسكة يده...

"الأماكن هنا جميلة", تمتمت جونول وهي تشاهد ما حولها, كان مثيرا للاهتمام أن جميع المباني مصنوعة من الحجر, أحبت المحلات أكثر شيء, كانت الشوارع الضيقة وحتى المنازل المتناثرة لطيفة, وكانت هناك حمير تمر عبر هذه الشوارع الضيقة, كان الأكثر دهشة, أجل, كان هناك الكثير من الناس الذين يركبون الحمير و يحاولون الوصول الى الأماكن, "لماذا الرجال يركبون الحمير؟ هل هم فقيرون جدا؟", ابتسمت ريان من داخلها على سؤال جونول, "لأن بعض الشوارع في ماردين ضيقة لدرجة أن السيارات لا يمكنها دخولها, لذلك يركبون الحمير".

هزت جونول رأسها عندما فهمت, حدقت بعينيها في المحلات التي اصطفت بالتسلسل, "في الحقيقة لقد أعجبتني, لم أكن أتوقع أن تعجبني ماردين الى هذه الدرجة", تجعدت حواجب ريان بشكل خفيف عند سماع كلمات جونول, "هل هذه هي المرة الأولى التي تأتين فيها الى ماردين؟", سألت, بعد كل شيء ، كانت والدة ميران في الأصل من ماردين, فقط عندما كانوا صغارا انفصلوا من هذه المدينة, عندما لاحظت جونول الوعاء الذي كسرته ، بدأت تتحول إلى اللون الأحمر, خاصة عندما نظرت ريان إلى وجهها بتعبير جاد, لم تكن تعرف ماذا تقول, "حسنا, عندما انفصلنا من هنا أنا لم أكن قد ولدت بعد, لقد أتينا كثيرا عندما كنا صغارا, لكنني لا أتذكر كثيرا".

"لقد فهمت", حتى ان لم ترد ريان كان الوضع غريبا بالنسبة لها, كان من الغريب أن ميران يعرف كل مكان في ماردين لكن أخته لم تكن تعرف شيئا, مع ذلك ابتسمت, جونول أخدت نفسا عميقا, كانت على وشك تدمير كل شيء.

"سيكون من الصعب على ترك ماردين", قالت ريان بصون حزين," لا أعرف كيف سوف أعتاد على هذا الوضع".

"سوف تعتادين بشكل ما, سوف تبدئين حياة جديدة في إسطنبول و سوف تكونين سعيدة", كم هو سخيف محاولة اقناع شخص ما بكذبة لا يصدقها هو بنفسه.

لم تدرك الى أين أتوا عند التحدث مع جونول, عند النظر الى المتجر الذي توقفوا أمامه ابتلعت ريان ريقها بخوف, ماذا يفعلون هنا مرة أخرى؟, بينما دخل ميران الى المتجر وقفت ريان أمام الباب, لمست جونول كتف ريان لجذب انتباهها, "هيا تعالي".

"لماذا جئنا الى هنا؟", ابتسمت جونول بغموض, "أنت مضحكة جدا ريان, هيا لندخل للداخل", بعد دخول جونول الى المتجر دخلت ريان وراءها, كان ميران عند صاحب المتجر, عندما وضع بطاقة الحساب في محفظته أخد الصندوق منه و اقترب منهن, مد الصندوق الى ريان التي يعلوا وجهها تعابير الدهشة و الاستغراب.

نظرت الى الداخل, عندما رأت بداخله الباندالي ابتسمت, لسبب ما خافت للحظة عندما تذكرت أزاد, من الجيد أنه لم تحدث أشياء مخيفة, ميران أخد الباندالي الذي لم يستطيعوا شراءه ذلك اليوم, ظنت ريان أنه قد تم بيعه بالفعل و تخلت عنه, الأن هو بين يديها, "شكرا جزيلا لك, حقا", "ماذا ظننت سوف يعجبك و أنا لن أشتريه؟", ريان ابتسمت بسعادة, "ظننت أننا لن نأخذه", "هذا يعنني أنك فكرت بشكل خاطئ", ميران مع نهاية كل محادثة يبتسم وفي عيونه بحب كاذب, لم يتخيل أبدًا أنه سيكون قادرا على التأثير عليها بسرعة في مثل هذا الوقت القصير.

عندما غادرو المتجر جلسوا في مطعم لأجل تناول الطعام, بينما كان ميران و ريان يجلسون جنبا الى جنب كانت جونول تجلس أمامهم, عندما جاء الطعام بدأت ريان بالتقليب في طبقها بملل, عندما شعرت بأنفاس ميران بجانبها لم تستطع التنفس من الحماس,

كيف سوف تعتاد على الزواج؟

التفتت برأسها و نظرت الى الخارج, الجو يزداد سوءا, والسماء كأنها تقوم بدعوة المطر, "ألم يعجبك؟", سأل ميران, التفتت اليه ريان و ابتسمت, "لست جائعة", تم عادت لتنظر الى طبقها, كانت تخشى أن تحدث معدتها صوتا بعد قليل لكن لحسن الحظ لم يحدث شيء كذلك, كانت جائعة للغاية لكن الفرشات التي في بطنها لم تسمع لها بالأكل, لأنها في كل مرة ترى فيها الرجل صاحب العيون الزرقاء الذي بجانبها تحس أنها سوف تفقد نفسها.

ميران لم يستطع الأكل من النظر الى ريان, كانت جميلة للغاية, كانت ساحرة وفريدة من نوعها, والأهم من ذلك أنها كانت بريئة للغاية بحيث لا يمكن لمسها, كل هذه الأشياء كانت تحرض الشاب.

بعد الانتهاء من الطعام طلب ميران الحساب, غادروا المطعم بعد دفع الحساب للنادل الذي يأتي مع جهاز الدفع, مر الوقت بسرعة, حل المساء بسرعة, في داخله لم يرد أن يعيد ريان الى المنزل, لكن الاتجاه كان القصر, لم يتبقى سوى أيام معدودة حتى يوم الزفاف, حاول ميران أن يريح نفسه بهذا .

عندما أوقف السيارة أمام القصر كان الظلام على وشك أن يحل, بينما نزع حزام الأمان نظر الى جونول, "انتظري هنا سوف أوصل ريان و أعود", بعدها نزل من السيارة و نزلت ريان وراءه.

لوحت الى جونول و هي تبتسم, عبروا الطريق الذي أمامهم و وصلوا الى باب القصر, حتى ان لم تتحدث كثيرا و كانت خجلة بكثرة, كانت سعيدة بإيجاد فرصة لرؤية الرجل الذي تحبه, كل خطوة و كل كلمة كانت كالخنجر الذي علق في قلبها, كانت تحبه بكل شيء و في النهاية فتحت أبواب قلبها, في كل وقت تقضيه معه كانت تتجه الى رياح خطيرة.

بعد أن طرق ميران الباب اقترب من ريان, حتى مع دهشة ريان و دون اعطاءه فرصة أمسك رأسها بيده و ضغط بشفاهه على شعرها, كانت المرة الأولى التي يسحب فيها رائحة هذا الشعر الى داخله, كيف يمكن أن تكون رائحتها جميلة هكذا؟, ميران, "أريد أن أستيقظ كل يوم على هذه الرائحة", هامسا في أذن ريان, لقد حاصر وجه الشابة بكلتا يديه.

بمجرد فتح الباب و دون أن يراه أحد تراجع, كانت ريان على وشك أن يغمى عليها, لم تجد فرصة حتى للرد, عندما تعتقد أنها سوف تعتاد على كل لمسة, قلبها يجن عند كل تواصل, كانت ديلان من فتح الباب, عندما رأت الثنائي المخطوبين ابتسمت, عندما دخلت ريان عادت للنظر الى ميران مع خدين خجولين, "ألن تأتي؟".

"لا", هز رأسه, " دعني لا أترك جونول لوحدها, أراك لاحقا", هزت ريان رأسها, بينما تبتسم لميران و تغلق الباب قالت, "وداعا".

"ارسلي سلاما للجميع", قال الرجل الشاب و استدار عائدا, مع صوت انغلاق الباب لوى شفاهه بشكل جانبي, سقط القناع, الابتسامة التي على شفاهه اختفت, تعبير مخيف في عينيه, أصبح ميران الحقيقي على الفور, كل يوم يخدع فيه هذه العائلة و ريان يصبح مسحورا قليلا قلب عديم الرحمة

كان كل شيء متكاملا، كان كل شيء مثاليا, كانت لعبته القاسية تعمل مثل ما يريد تماما, بينما جميع خططته تسير بإتقان أضاف شيئا أخر الى اللعبة : الحب, أضاف حب كاذب الى خططته, مع سرقة قلب ريان أراد غزو القلاع الداخلية...ليترك وراءه آثار لا تنسى, ليس فقط على البشرة بل التوقيع على القلب أيضا... ولكن كان هناك شيء لم يلاحظه ميران, في بعض حركاته لم يكن هناك كذب, لم يكن هناك خطة...مثل الرغبة في شم شعرها, مثل الابتسامة, مثل الجنون الذي بداخله عند النظر الى عيونها السوداء, مثل الرغبة بريان بجنون.

وصلوا الى الفندق بعد ترك ريان, عندما كان ميران ينتظر المصعد, لم تكن جونول بجواره, أين هذه المرأة؟, دخل الباب الذي فتح دون اهتمام, بعد أن وصل الى الطابق الذي يقيم فيه فتح الباب بالبطاقة و دخل, كانت خالته تقيم في الغرفة المقابلة له, تأخر الوقت لم يكن يريد ازعاجها.

تعب من التجول طاول اليوم بنفس الثياب و أراد التخلص منها فورا, عندما فتح ازرار القميص واحدا تلو الأخر بيده, فتح باب غرفته بصوت عالي, كما توقع, كانت جونول, دون النظر الى المرأة التي وراءه تابع فتح ازرار قميصه.

"ميران", بنبرة غاضبة و مجنونة, مما جعل ميران يرفع حاجبيه, التفت الى المرأة بقلق," ما حالة وجهك هكذا؟", كان وجه جونول شاحبا, بعد نظره الى جونول ترك ميران نفسه فوق الأريكة, "ماذا هناك؟ أم أنك تغارين من ريان؟", بصوت ساخر.

كانت حالة جونول رثة, تحولت الى مجنونة بسبب الغضب ولم تكن تنظر بشكل جيد من عينيها, مشت نحو الطاولة و ألقت بالكؤوس الزجاجية التي كانت فوقها على الأرض, كان عليها أن تخرج غضبها على شيء ما و الا كانت ستنهي نفسها, عند تحطم الكؤوس التي وقعت على الأرض نهض ميران من مكانه بعصبية, بينما كان يمشي نحو جونول كانت عيونها ممتلئة.

"لقد قلت لك يا ميران", قالت و هي تضع يديها على رأسها و تبعثر شعرها بشراسة, " قلت لك, لا يمكنني مشاركتك مع أي أحد", بعد صراخها أخدت الغطاء الذي على السرير و رمته على الأرض.

"أنت تحب ريان أمامي, انني أموت ألا ترى؟", تدفقت الدموع من عيناها الممتلئة, نظرت بحزن الى العيون الزرقاء للرجل القاسي, ارتعد صوتها وهي تصب الحقائق من لسانها


"زوجتك هي أنا, ليست هي, بل أنا"  

Reactions:

تعليقات