تمت دعوة الشخص الذي حكم عليه الى السلطان
بذريعة, و قد أدرك أن هذه كانت أخر دعوة في حياته, دعوة من السلطان في
الإمبراطورية العثمانية تعني دعوة للموت في بعض الأحيان...
يفهم الشخص نهايته من لون الكأس المقدمة له,
إذا تم العفو عنه يقدم له المشروب في كأس من زجاج أبيض, أما إذا حكم عليه بالإعدام
فيقدم له في كأس من زجاج أحمر, سمي ب..., "مذكرة الموت في زجاج أحمر"...
لم يكن هناك سوى سبيل واحد للمحكوم عليه
للهرب من عقوبة الإعدام أحيانا, و ذلك عن طريق هزيمة رئيس الحرس في سباق في حدائق
القصر, و حالما يرى الوزير أن لون الكأس أحمر يبدأ بالركض فيجري في حدائق القصر,
كان الهدف هو بوابة سوق السمك في الجانب الأخر, فإذا وصل الوزير الى البوابة قبل
رئيس الحرس فإنه ينفى فقط, لكنه في الغالب ما يجده في إنتظاره ومعه حبل حريري...
في حين أن هناك جلادون يعدمون المحكومين
العادين كان هناك أخرون يقومون بإعدام المحكومين من السلالة العثمانية و الشخصيات
الهامة, كانت دماء السلالة تعتبر مقدسة و لم يكن يتم إعدامهم بالسيف مثل البقية
لذلك كان الخيط الحريري أو ما يسمى بوتر القوس يستخدم في كثير من الأحيان عند
إعدام الأمراء و السلطانات و أفراد السلالة...
إذا كان الشخص الذي يجري إعدامه موجودا خارج
إسطنبول فإنه بعد قطع رأسه يتم وضعه في كيس مليئ بالعسل لكي لا يفسد حتى يتم
إحضاره الى السلطان, لهذا السبب فإن أغلبية رجال الدولة لديهم قبور مزدوجة لأن
جسمهم يدفن في مكان ما و رأسهم في مكان أخر...
تعتبر الأشياء الثمينة التي على الشخص المعدم
ملكا للجلاد, و أيضا يمكن للجلاد أن يرمي الجثة أو يبيعها لأقارب الشخص...
في قصر توب كابي كانت تجري المحكمة الأولى,
حيث يتجمع الناس في مكان مخيف جدا و كان في هذه المحكمة عمودان تعرض عليهم الرؤوس
المقطوعة..., إضافة الى نافورة لكي يغسل الجلادون أيديهم فيها, وقد كان الجميع
يكتمون أنفاسهم في المحكمة الأولى في حين يدوي صوت مدفع خاص في كل مرة يلقى فيها
جسد في الماء...
في بعض الأحيان كان يتم إحضار السياسين
المحكوم عليهم الى واجهة نافورة الإعدام التي تقع بين باب حومان بوابة المدخل الرئيسية
لقصر توب كابي و باب السلام البوابة الثانية للقصر, حيث يقوم الجلاد بنتفيذ الحكم
بالطعن بالسيف..., ويغسل الجلادون أيديهم في تلك النافورة, لذلك سميت بالنافورة
السياسية و كان يطلق على الجلادين أسياد الميدان...
و مع ذلك لا يتم الإعدام فقط أمام النافورة
بل يتم حتى الشد خنقا في السجن و بعدها يتم ربط الجثة بصخرة و رميها في البحر...,
ومن أشهر الذين ثم اعدامهم خنقا الأمير مصطفى الذي أعدم في خيمة والده و إبراهيم
باشا, السلطانة كوسيم التي أعدمت خنقا بحبل ستارة...
تعليقات
إرسال تعليق