القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية فتاة النافذة : القصة الحقيقية لفريدة و ابنتها سما


 


رواية فتاة النافذة : قصة فريدة

 

فريدة هي ابنة عائلة غنية و معروفة في أنقرة, حتى أنه عند وصول بنات عائلتهم الى سن السادسة و السابعة يتلقون تعليما خاص من طرف معلمة, تعلمهم كيفية الجلوس و التحدث و الأكل..., و يتعلمون اللغة الفرنسية و يتحدثون بها و كأنها لغتهم الأم، حتى أن فريدة تصبح معلمة لغة فرنسية لاحقا و كوها ابنة عائلة غنية و من طبقة النبلاء فقد كانت جميع الأنظار عليها

السيد عادل كذلك يكون ابن عائلة غنية و سلالته كلها عبارة عن قضاة و حكام مقاطعات و عائلته ذات نفوذ كبير, التقى السيد عادل بالسيدة فريدة و وقع في حبها و بعد اتفاق بين العائلتين يتم الزواج، لكن لم يرزقا بطفل بعد زواجهم بالرغم من كل العلاجات و الأدوية، في النهاية تنجب السيدة فريدة طفلة بالرغم من انها بلغت سن الأربعين، قامت بتسمية ابنتها باسم جونيش (في المسلسل اسمها سما)، و الذي يعني الشمس كونها تعتبر ابنتها الشمس الذي أضاف النور الى حياتهم

منذ ولادة جونيش كانت تتلقى الاهتمام و الحب من طرف والديها كونها الابنة الأولى و الوحيدة لهم و كانت مثل قرة عينهم, كانت فريدة تهتم بتعليمها جيدا و قامت بتعليمها اللغة التركية التي هي لغتهم الأم بالاضافة الى اللغة الفرنسية 

عندما وصلت جونيش الى المرحلة الاعدادية ينتقل خالها اي أخ السيدة فريدة الى أنقرة لأجل دراسة القانون في الجامعة، فتقوم فريدة باحضار أخيها لعيش معهم في البيت لكون منزلهم كبير للغاية يتسع للجميع و أيضا لكي تستطيع الإعتناء بأخيها

لقد كان أخ السيدة فريدة شخصا متواضع و محترم و خجول لدرجة أنه لم يكن يرفع رأسه عن الأرض عند وجود السيد عادل، لكن عندما وصل الى الصف الثاني في الجامعة حصل ما لم يكن في الحسبان و الذي دمر حياة العائلة بأكملها 

كانت جونيش ابنتها البالغة من العمر أربعة عشر عاما تعيش علاقة مع خالها الذي يبلغ من العمر أثنين و عشرون عاما وقتها و أصبحت حامل منه 

كانت جونيش مجرد طفلة لذلك لم ينتبه أحد الى حملها الا بعد فوات الأوان بعد أن وصلت الى الشهر السادس

 تنهدم حياة السيدة فريدة فوق رأسها فأبنتها حامل من أخيها الذي هرب و اختفى تماما،  فور معرفة السيد عادل و السيدة فريدة بالأمر ينتقلون فورا الى اسطنبول قبل أن يلاحظ أحد حمل جونيش و لأنها كانت في الشهر السادس من حملها فكان من المستحيل القيام بعملية اجهاض و أيضا كان هناك خطر على حياة جونيش و كونها ما تزال طفلة و لبنيتها الضعيفة تموت مباشرة بعد إنجابها لطفلتها نالان، و مجددا تعيش فريدة صدمة أخرى و تنتهي الحياة بالنسبة لها تماما

بعد وفاة جونيش يدخل السيد عادل و فريدة في حالة حزن أبدية و تتغير حياتهم كليا لدرجة أنهم قاموا بترك الطفلة الصغيرة نالان في المستشفى و بعد خمسة عشر يوم يتصل المستشفى بالسيد عادل و يطلبون منه استلام الطفلة نالان أو سوف يتم تسليمها لجمعية حماية حقوق الطفل أو الميتم, و هنا تتدخل أخت السيد عادل و يأخذون الطفلة من المستشفى

عائلة السيد عادل التي عرفت بالحقيقة تطلب منه أن يطلق فريدة و يتركها أو سوف يتم حرمانه من الممتلكات و من حقه في الميرات لكن السيد عادل يرفض ترك زوجته و يتنازل عن حقه في الميراث لينتقل بعد ذلك مع زوجته الى بيت أخر و ينتقلون من حياة الرفاهية و الطبقة المخملية الى حياة متواضعة و بسيطة و يعيش حياته عن طريق راتب تقاعده فقط

بسبب المأساة التي حدث لم يكن يرغب أي أحد من كلا العائلتين بأخذ نالان و حتى أنهم أصبحوا يعتبرونها ملعونة و السيدة فريدة كانت بالأصل قد قطعت علاقتها بعائلتها و اقربائها و جميع أصدقاءها عند انتقالها من انقرة الى اسطنبول و منذ ذلك اليوم أصبحت امرأة متهجمة لا تبتسم أبدا، اللحظة التي ولدت فيها نالان فقدت فريدة ابنتها الوحيدة جونيش التي كانت تبلغ وقتها خمسة عشر عاما 

بعد إحضار الطفلة نالان الى البيت يقومون بإحضار مدبرة منزل لكي تهتم بالبيت و بنالان أيضا و كان اسمها حفيظة (حفيش), حيث أن السيد عادل و السيدة فريدة لم يكونو يهتمون بنالان أبدا و لم يلمسوها حتى بل كانوا يشعرون بالاشمئزاز منها، كانت نالان تشاهد العالم الخارجي من خلال النافذة فقط لأنه لم يكن يسمح لها الخروج من البيت الا لأجل ذهابها للمدرسة فقط لا غير و كان يتم غسل ملابسها الداخلية في مياه مغلية ، و في تلك الفترة أصبحت السيدة فريدة متدينة أكثر و تقرأ القرآن كل يوم و تصلي دائما 

بعد تخرج نالان تتزوج بسيدات و بعدها بسنة واحدة يموت السيد عادل بسبب نوبة قلبية و تحدث مواجهة بين نالان و والدتها أو بالأحرى جدتها فريدة التي تفرغ كل كرهها و غضبها و حقدها على نالان و تخبرها أنها في اليوم الذي ولدت فيه كانت سعيدة لأنها كانت آمانة ابنتها و في نفس الوقت كانت تكرهها لأنها كنت خطيئة أخيها و أنها في كل مرة تنظر الى وجهها تتذكر جونيش و كل ذلك الظلم و لم تقدم لها أي شيء سوى المعاناة و طلبت منها عدم المجيء اليها مرة أخرى و لا الاتصال بها و أنها لا تريد رؤيتها أبدا و تتمنى لها أن يكون طريقها مفتوحا و لكن لتبقى بعيدة عنها ثم تقوم بطردها، و كانت تلك هي اللحظة التي تعرف فيها نالان الحقيقة، بعد مرور مدة تقوم فريدة بشرب كمية كثيرة من الأدوية و تقدم على الإنتحار

تجدها نالان التي كانت برفقة عمتها ، و تدخل في حالة صدمة بعد رؤية والدتها منتحرة و تشعر بالذنب لأنها لم تستطع انقاذها

تقول نالان أنها ذلك اليوم رأت ابتسامة على وجه والدتها المتوفاة و التي لم تراها تبتسم أبدا في حياتها كلها من قبل، لقد كانت أول مرة تراها فيها تبتسم ربما لأنها كانت سعيدة لأنها سوف تجتمع أخيرا بإبنتها جونيش ...


Reactions:

تعليقات