القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شقة القمامة مترجمة الى العربية : الفصل التاسع

 



بعد ثلاثة ايام من أخر لقاء لنا ذهبت صفية و جولبان الى المستشفى لزيارة و الدهما و بعدها بيومين او ثلاثة توفي والدهن، بالمناسبة كنت اتحدث مع الفتيات باستمرار على الهاتف، فقدان والدهن قد أشعر كل واحدة منهن بالحزن و بكين لأيام و أسابيع و لكن بالرغم من هذا لم توقف اي واحدة منهن العلاج و يأخذن ادويتهن بانتظام
مرت ثلاثة أشهر و اليوم سوف تأتي صفية لأجل زيارتي لأول مرة، "هل يمكنني ادخال السيدة صفية؟"

"طبعا تونا انا انتظر "

يضرب الباب بقوة و تمد صفية رأسها من خلال الباب و في يديها باقة ورود ضخمة و الكثير من الأكياس، "مرحبا بك صفية انا سعيدة جدا برؤيتك"

"انا ايضا حضرة الطبيبة، نحن لم ننساك أبدا، لقد احضرت لك هذا أنت تستحقين الأفضل و الأجمل"

"شكرا لك صفية انت لطيفة للغاية انها الورود الجميلة، في تلك الأكياس أظن انه توجد شوكولاتة"

"اجل أحضرتها لأنني أعرف انك تحبين الشكولاتة كثيرا، و هذه كنزة بسيطة قمت بحياكتها بنفسي اذا قبلتها سوف أكون سعيدة جدا"

"أنت قمت بحياكتها!! انها تبدو و كأنها خرجت من آلة الحياكة، قمت بعمل رائع و ببراعة لم اكن اعرف انه لديك موهبة كهذه، لتسلم يداك سوف ارتديها بكل سرور"

"لم أقم بالحياكة منذ سنوات و بفضلك بدأت من جديد و خاصة في تلك الأيام عندما توفي والدي كان هذا الأمر مفيدا جدا بالنسبة لي"

"تعازي الحارة مجددا يا صفية"

"شكرا لك حضرة الطبيبة لو تأخرنا على الذهاب الى المستشفى لثلاثة أيام فقط لم نكن سنتمكن من رؤية والدنا، لو تعرفين مدى سعادته عندما كنا نحن الثلاثة بجانبه حتى انه تكلم معنا لمدة طويلة لأول مرة و كانه كان ينتظر أن يرانا لكي يموت بعدها"

"ماذا قال لكم ؟"

"قال انه فخور بنا دائما و انه اعتنينا به جيدا من بعد وفاة والدتي و انه يحبنا كثيرا"

"هذا يعني انه في النهاية اخبركم مدى حبه لكم"

"اجل و اخيرا، و شكرنا مرارا و تكرارا، و قال لنا أنتن فتيات جيدات اعتنين بأنفسكن و ببعضكم البعض جيدا"

" كم هذا جميل"

" قال انه لا يعتبر أباً صالحا و انه كان يجب أن يقول ذلك من قبل لكنه لم ينجح و قال انه يعلم اننا كنا نمرض بسبب الملل و اخبرنا أن نكون سعداء من الأن فصاعداً، ذهبنا الى المستشفى لمدة ثلاثة أيام متتالية و قد مات في اليوم الثالث، سمعنا منه أشياء لم نتوقعها أبدا، اولا انت ثم والدي لقد فاجأتمونا كثيرا"

"انا ايضا ؟"

"بالطبع، لم يظهر لنا أي احد اهتمامه غيرك، اذا لم يهتم بك الغير فلن تتعلم ابدا ان تعطي لنفسك الأهمية، انت علمتنا ان نعطي القيمة و الاهتمام لأنفسنا ثم فعل والدي نفس الشي، قلنا أن حظنا قد تغير و صدقيني ليست الأدوية التي نستخدمها هي التي تجعلنا في حالة جيدة لقد كنا مثل تربة بقيت بدون ماء لفترة طويلة و جفت و تشققت و بعدها أولا أنت ثم أبي كنتم مثل الماء العذب لكننا وجدنا والدي متأخرا و فقدناه بسرعة، الرحمة التي رأيناها منه استمرت ثلاثة أيام فقط و مع ذلك ثلاثة أيام كانت كافية بالنسبة لنا، على الأقل علمنا أن والدي لا يكرهنا لأننا لم نولد ذكوراً"

" لقد سُعدت بهذا كثيرا"

"عندما توفي والدي فوجئنا كثيرا و لم نكن نعرف ما يجب القيام به، كأنه تم التخلي عنا و تركنا لوحدنا في هذا العالم الكبير، في الواقع لدينا الكثير من الأقراب لكننا لم نكن نلتقي بأي أحد منهم منذ سنوات، قطعت والدتي علاقتها مع كل واحد منهم و عندما لم يظهر والدي اهتمامه بهم قطعت العلاقة مع الجميع، عندما تجاوزنا الصدمة الأولى عدنا الى وعينا و قلنا ان نقوم بأخر واجب تجاه والدنا بأفضل شكل و بذلنا قصارى جهدنا و أقمنا مراسم جنازة تليق بوالدي، جاء الكثير من الناس للتعازي و قدمنا وجبات الطعام و قمنا بكل شيء على اكمل وجه"

"احسنتم صنعا صفية و لكن كيف قمتم بكل هذا ؟، حتى انا اندهشت كثيرا"

"نحن ايضا اندهشنا من أنفسنا، لا اعرف كيف قمنا بذلك لكن الله يعطي القوة للإنسان"

"اذا دخل الكثير من الناس الى منزلكم "

"نعم لأول مرة منذ سنوات طويلة جاء الضيوف الى منزلنا و لم يزعجنا الأمر حتى"

" لقد خطر ببالي أمر نيريمان، ألم يكن هناك شاب جاء لطلب يدها و أخذ معه ورود تشبه التي احضرتها معك الان و الشكولاتة، هل تتذكرين"

" و هل يمكن ان انسى، لقد فعلنا ما هو اسوأ من طردهم و بعدها تدهورت صحتنا أكثر من ذي قبل"

"لماذا تأثرتم كثيرا ذلك اليوم ؟"

" لا اعرف بالضبط لماذا حدث ذلك ذاك اليوم، لكن كان الأمر كما لو أننا كنا جميعا مذعورين حتى والدي، تم اصرينا على أن المرأة لم تغسل يديها"

"في الواقع كنتم تبحثون عن عذر أليس كذلك"

" اجل كنا نبحث عن عذر فهمت ذلك الأن كنا خائفين من ذهاب نيريمان و كنا محقين بذلك فعندما مرض والذي و كانت نيريمان مجبرة ان تبقى معه و قد رأيت كيف اصبحت حالتنا، لقد وصلنا الى حالة لا يمكننا الاعتناء بأنفسنا، الفتاة المسكينة خسرت وظيفتها بسببنا و ايضا بقيت في المنزل بدون زواج مثلنا"

"صحيح هل بقيتم في البيت"

"لقد بقينا طبعا من الذي سيتزوج بنا بعد الأن"

"لو كنت تقولين هذا الكلام سابقا فانت محقة لكن من بعد الأن انا لا اعلم، كما انني لا اعرف اذا كنت مدركة كم تغيرتِ"

"شكرا لك حضرة الطبيبة، ليس انا فقط بل جميعنا تغيرنا فقد أصبحنا نتحدث الى بعضنا البعض و نتبادل اطراف الحديث، ذهب صفية الساحرة و عادت الأم صفية، في السابق اعتدت ان اكون الأم في المنزل و أصبحت كذلك مجددا و اهتم بكل شيء يخص الفتيات، نيريمان تهتم بشؤون الميراث و اوراف البنك و الدفوعات و التسوق و جولبان تهتم بنظافة البيت تستيقظ مبكرا كل يوم و تنظف البيت كله"

" كل يوم ؟"

"اجل كل يوم"

" كل يوم يتم مسح و تنظيف البيت بأكمله ؟"


"أليس هذا طبيعي ؟"

"لا أعرف، هل يتسخ بيتكم كل يوم ؟"

"على الأغلب يتسخ، لقد كنت انظر حولي منذ أن جئت الى هنا و احببت المكان نظيف و مرتب و انيق"

"سعدت أنه أعجبك"

"بما ان المكان هنا نظيف يعني انه يتم تنظيفه كل يوم على ما اظن"

"اجل يتم تنظيفه كل يوم نعمل فيه لكن هل تعملين عدد الناس التي تدخل و تخرج من هنا من الصباح حتى المساء؟"

"انت محقة هناك الكثير من الأشخاص"

"حسنا ماذا عن بيتكم من يأتي اليه ؟"

"لم يعد أحد يأتي لقد انتهت زيارات التعزية"

"لكن مع ذلك يتم تنظيفه كل يوم حتى لو لم يكن متسخ"

" نعم في الوقت الحالي، لكن سوف اكتب ملاحظتك جانبا"

"حسنا ماذا عنك ماذا تفعلين ؟"

" انا المسؤولة عن المطبخ، أحضر الطعام و أسعى لتحقيق انضباط و توازن المنزل، اذا كنت تتذكرين او مرة جئتِ فيها الى بيتنا كنا عبارة عن جلد و عظام بسبب الإهمال، لكن الأن و الحمد الله نعتني بأنفسنا جيدا و نأكل كثيرا و اكتسبنا الكثير من الوزن لكنني اقوم بحساب السعرات الحرارية و لا اسمح لهم بأكل كل شيء ما اضعه أمامهم يتناولونه، و لا يوجد نوم و استيقاظ حسب رغبتهم ننام في وقت معين و نستيقظ في نفس الوقت"

" هذا يعني أنك تتحكمين بكل شيء مجددا"

"نعم قليلا على ما اعتقد لكن لا أفعل اي شيء سيء، كل هذا لأجل صحتهم"

"مهلا لحظة يمكنك ان تخدعيهمبكلامك هذا لكن لا يمكنك خداعي"

" أليست محقة برايك ؟"

"لو كان بيدك سوف تتحكمين بالعالم كله"

"يبدو انه في داخلك تقولين عني مجددا ساحرة شريرة اليس كذلك"

"لماذا سوف اقول ذلك بداخلي انت فعلا ساحرة شريرة، دعي الفتيات تعيشان حياتهما كما تريدان"

" لا اعرف لكن يبدو لي الامر و كأنه سيرتكبون خطأ ما بدوني"

"انت ما زلت لا تثقين بهما"

"الأمر ليس عدم الثقة و اعرف جيدا انهما لن ترتكب اي خطأ لكن اريدهما ان تكونا الافضل دائما"

"و أنت تعرفين دائما ما هو الافضل، اليس كذلك ؟"

"حضرة الطبيبة لقد تغيرت كثيرا لو رأيتِ حالتي القديمة، لا تضغطي علي كثيرا و من يدري بعد مدة كيف سوف تصبح حالتي"

" أنت محقة هذه المرة و أعرف في بعض الأحيان اضغط عليك كثيرا لكن ماذا نفعل دعيني امزح معك بدوري هذه المرة، هيا اخبريني ماهي القوانين الأخرى الموجودة في البيت؟"

" الاستحمام و غسل الصحون و غسل الثياب، لكل شيء قواعده"

" أم ان الثياب تغسل بنفس الطريقة القديمة ؟"

"لا ابدا، في ذلك الوقت كنا نغسل طوال اليوم ننشغل بغسل قطعة ثياب واحدة فقط و الأن نغسل الثياب أربع مرات فقط"

"كيف ذلك ؟"

" اولا نغسل القطعة بيدينا و بعدها نتركها في الماء لفترة و بعدها نضعها في آلة الغسيل"

"كم تستغرق ألة الغسيل لغسل الثياب؟"

"لا يستغرق الكثير من الوقت اذا بدأنا في الصباح ننتهي في المساء"

" لا يستغرق الكثير من الوقت !!، برأيي انه يستغرق الكثير حسنا اتمنى انه مع الوقت سوف تقل المدة"

" ان شاء الله حضرة الطبيبة"

"كم مرة تستحمون في الأسبوع ؟"

" مرتين في الأسبوع و لم يعد أحد يراقب الآخر، اصبح باستطاعتنا الاستحمام لوحدنا"

"جيد جدا، حسنا ماذا عن المطبخ؟، هل ما تزالين تقومين بغسل كل حبة فاصولياء لوحدها؟"

" لا لم اعد اقوم بذلك بل اضعها كلها في وعاد و اغسلها بالماء ثلاث مرات تم اقوم بطبخها"

" هل ما يزال احد يأتي اليكم و يقول ان عداد الماء معطل"

" لا لم يعد كالسابق رغم ان فاتورة الماء لا تزال مرتفعة لكن لم يعد أحد يقول ان العداد معطل"

" لنأتي الان لمسألة أكياس القمامة، ماذا فعلتم بها ؟"

" لا تسألي أبدا ذلك الموضوع يزعجني كثيرا، لم نعد نجمع القمامة مثل السابق و نقوم برميها و لأن جولبان لم تعد تبلل الفراش كما السابق و لم يعد هناك الكثر من القمامة لكن لم نستطع بعد ان نقوم برمي القمامة القديمة"

"لماذا ؟"

" لم نعرف كيف و من اين سوف نبدأ، ليس هناك شيء لا يجب ان يتم رميه في داخل تلك الاكياس اليس كذلك حضرة الطبيبة؟"

" صفية اي سؤال هذا، لا يمكن ان يكون هناك شيء صالح للاستعمال في تلك الأكياس التي تراكمت هناك منذ سنوات طويلة"

" في الواقع أنا أيضا أعرف ذلك لكن أردت ان أسألك مرة اخرى في النهاية لقد كنت مريضة جدا في تلك الأيام و ربما لم اتفقد الاكياس بشكل جيد"

" انت كنت دائما متيقظة حتى في أسوأ ايامك و الأن لنفكر كيف سوف نتخلص منها"

" انت محقة، لنجد شاحنة و تقوم بتحميل الاكياس و نعطيه اجرته و نزيد عليها حتى"

" انت محقة، في الأصل انت دائما تكونين على حق"

" لا تسخري مني أرجوك"

" حسنا حسنا، انت تقومين بإسكات الفتيات اتركيني أتحدث على الأقل"

" لا انزعج من كلامك ابدا اتمنى لو كان الجميع مثلك، حسنا لأذهب الأن لقد أشغلتك كثيرا و هناك مرضى ينتظرون في الخارج، شكرا لك على كل شيء مجددا"

" الى اللقاء صفية و بلغي سلامي للفتيات، سوف أكون في انتظارك مجددا حسنا "

تعدل صفية ياقة قميصها الأخضر تم تخرج من الغرفة، ثيابها و طرازها أنيق لأقصى درجة علاوة على ذلك فقد اكتسبت بعض الوزن مما زادها جمالا أكثر


Reactions:

تعليقات