القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية داخل العملة : قصة كومرو الحقيقة




 

 

قصص ضحايا المصير  

 

الأن سوف تدخل السيدة "خيال", يبدو أنها مريضة جديدة فأنا أرى اسمها لأول مرة في دفتر المواعيد

"تونا أنا جاهزة, تستطيع السيدة خيال أن تدخل الأن"

 تدخل فتاة شابة صاحبة شعر بني قصير يمتد حتى كتفيها, عند النظر الى وجهها يعطي للشخص إنطباعا قذرا, وجهها متسخ و كأنه لم تغسله و شعرها كذلك, و كأنه لم تمشطه منذ فترة

كان شعرهها منسدلا على وجهها و كأنها تريد أن تكون خفية والا يراها أي أحد, أقف من مكاني لكي أصافحها لكنها ترتعب مني فجأة و تخطو خطوة الى الوراء، بعدها تندهش و تصافح يدي على عجل

تجلس أمامي على جانب الكرسي لكنها لم تنظر الى وجهي أبدا و بعدها تضع يدها داخل جيب سترتها و تخرج ورقة صغيرة مجعدة و تقوم بمدها لي, داخل الورقة مكتوب اسمي و عنوان العيادة و أسفله مكتوب بأحرف كبيرة اسم "إلماس"

من الواضح أن الشخص الذي كتب هذه الورقة لا يعرف الكتابة أو أنه غير معتاد عليها, كتب بخط غير واضح لم أستطع أن افهم شيئا

تقول أن الأخت إلماس هي من قامت بإرسالها , لقد كانت تتكلم بصوت منخفض لدرجة أنني أجد صعوبة في سماعها, "من تكون الأخت إلماس هذه؟, لم أستطع تذكرها"

"المرأة التي جاءت اليك قبل سنوات", أبدأ بالتفكير , "لن تتذكري طبعا لا تهتمي يكفي أن تتجازوي أمرها فلدي الكثير من المشاكل"

 لقد كانت غاضبة و نبرة صوتها تدل على التوبيخ و العنف ، لكن لا افهم لماذا هي تقوم بوبيخي؟

"هل يمكنني التعرف عليك قليلا ؟"

"ماذا سوف تفعلين بالتعرف علي؟, لقد سئمت أساسا من كثرة الانتظار في الخارج, فقط اكتبي لي دوائي لكي اذهب"

" هل جئت الى هنا فقط لكي أكتب لك الدواء ؟"

"أجل"

"لم أستطع أن افهم لماذا أنت غاضبة مني, هل لأنني جعلتك تنتظرين ؟"

"نحن معتادون على الانتظار"

"هل أنت دائما غاضبة هكذا؟"

"أجل أنا هكذا في الفترة الأخيرة, لكنك خيبت آملي"

"لماذا؟, هل لأنني لم أتذكر السيدة إلماس ؟"

"في حين أنها لم تنساك أبدا لقد كانت دائما تتحدث عنك و تقوم بالدعاء لك أيضا, و قالت لي يكفي أن تخبريها عن إسمي فهي تعرفني جيدا, لكنك لم تتذكريها حتى"

"سيدة خيال أنا لا أنسى مرضاي بسهولة. حسنا ، اذا لذلك أنت غاضبة مني, ماذا كان لقب السيدة إلماس ؟"

"إلماس توك أوغلوا"

"ااه إلماس تلك"

"أجل إلماس تلك, لقد انقذت حياتها"

"عندما جاءت الي كانت حاملا لقد تلقت الكثير من الضرب و كانت بحاجة الى القيام بعدة عمليات جراحية ، لكنها مع الأسف قد فقدت طفلها"

"اجل حتى أن زوجك هو من تكلف بعملية تخذيرها و قد حجزت لها في مستشفى خاص, لقد عادت من الموت"

"لقد كان ذلك منذ وقت طويل, كيف حالها الأن؟, هل هي بخير"

"اجل انها بخير أصبح لديها منزل في انقرة لقد تخلصت من بيت الدعارة, أنا الأن اعمل معها و المكان مريح أكثر من السابق, لقد انقذت حياتها و قد ارسلتني اليك ربما تنقذين حياتي كذلك"

نبرة صوتها هادئة يبدو أننا قد تصالحنا, إلماس كانت فتاة لطيفة صاحبة بشرة بيضاء سمينة و شعر مصبوغ و وجه مبتسم, لقد عاشت حياة صعبة و قد تدمرت كثيرا روحيا و جسديا و حلمها الوحيد كان هو أن تفتح بيتها الخاص و تديره و تجد العمل للأخرين يعني أن أحلامها قد تحققت و بما أن خيال تعمل عندها يعني أنها هي أيضا كانت امرأة ليل و هذا هو سبب غضبها مني تعتقد أنني سوف أحتقرها و أقوم بإهانتها

أتذكر ذكرى شبيهة بحادثة إلماس عندما كنت أعمل في قسم الطوارئ بمستشفى حاجي طب، كنت طبيبة شابة جدًا بدأت للتو تخصصي في ذلك الوقت و ذات ليلة انكسرت نافذة قسم الطوارئ كان هناك شخص ما يتشاجر في الخارج ، كانت امرأة تصرخ بأعلى صوتها ، تدخلت شرطة المستشفى و في نهاية المطاف أمسكت امرأة كانت غارقة في الدم من الضرب الذي تلقته ، لقد كانت المرأة تقوم بدفع الجميع، حينها قال لها الشرطي "اجلسي هناك" بينما صرخت بها إحدى الممرضات "إياك و الجلوس سوف توسخين كل مكان"، كانت المرأة المسكينة في حيرة ماذا يجب أن تفعل، بينما كنت على وشك الإقتراب منها فجأة قامت بإنزال ملابسها الداخلية و التبول وسط المستشفى و أمام أعين الجميع ثم بدأت بالصراخ و الشتم و إختلط قسم الطوارئ فجأة

كان الجميع يصرخون الآن و المرأة كانت على وشك التعرض للضرب في المستشفى أيضا، بينما كنت متفاجأة بدأت بالصراخ أنا أيضا "ابتعدوا ابتعدوا اتركوا الأمر لي، أحضر نقالة بسرعة"، لم أكن أعرف حتى ذلك اليوم أن صوتي كان مرتفعًا جدًا، الآن كان الجميع صامتين ينظرون إلي و أنا ذهبت الى المرأة و أمسكتها من ذراعها

"تمنياتي بالشفاء العاجل سيدتي، اسمحي لي أن أساعدك لو أخبرتنا قبلا أنك كنت بحاجة الى الذهاب الى دورة المياه كنا سوف نأخذك، حسنا لا مشكلة سوف يقوم الأصدقاء بتنظيف المكان لا تزعجي نفسك ، هيا تعالي معي"

كان الجميع ينظر الى وجههي بدهشة لكن كانت السيدة جانان مندهشة أكثر، بعدها جاءت النقالة في تلك الليلة بقيت بجانبها حتى الصباح مكثت في غرفة الطوارئ لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، تم تضميد جراجها و إعطاها الدم و أخيرا أصبحت حالتها تسمح لها بالخروج ، لم تتحدث السيدة جانان معي خلال الأيام الثلاثة التي نامت فيها هناك و في بعض الأحيان كنت أرى الدموع في عينيها

قالت الممرضات ، "إنهم حتى لا يقولون شكراً ، ناكرون للجميل" ، كانوا جميعا أكثر خبرة مني كانوا يظنون أن العطف الذي أعطيه للمرضى هو بسبب قلة تجربتي ، في يوم خروجها من المستشفى ، أتت إلي السيدة جانان وبدأت في الحديث :

"أنت تعرفين من أنا مجرد فتاة ليل لكنك عاملتني كإنسان ، في البداية كنت أظن أنك تسخرين مني لكن بعدها فهمت أنك تقومين بذلك من قلبك ، ليس جيدا ، لا تفعلي هذا لأشخاص مثلنا مرة أخرى ، انظري إلي ... لقد اعتدت للتو على أن أكون إنسانًا لكنني سوف أخرج من هنا ، من الواضح أنك ابنة جيدة لقد أحرقتي داخلي، لقد جعلتي جراحي تنزف، ماذا أقول ليرضى الله عنك"

بعدها عانقتني و هي تبكي و استدارت و هي تتحدث مع نفسها و ذهبت

بينما كنت أعالج جراحها التي تنزف قالت لي أنني جعلتها تنزف، كنت أحدق بالسيدة جانان و هي تترك المستشفى ، هكذا التقيت بهم انهم غير معتادون على رؤية الإحترام و معاملتهم كإنسان بل هم أنفسهم يذلون أنفسهم كثيرا ، الدعارة هي أقدم وأصعب وأخطر مهمة في العالم ، هذا يعني أن خيال أيضا تسافر في هذا الطريق المسدود

 بينما أفكر في ذلك ، كانت خيال تجلس أمامي براحة أكثر ، "لقد تحدتث منذ قليل عن دواء, أي دواء؟", تخرج من جيبها زجاجة دواء و تمدها لي, "هذا هو"

"كم حبة تأخدين منه؟"

" على حسب مزاجي في بعض الأحيان أخذ ثلاث أو أربعة حبة"

"منذ متى و أنت تتناولينه ؟"

"منذ سنتين"

"من وصف لك هذا الدواء؟"

"طبيب في مدينة اسكندرونة"

"هذا يعني أنك تأخذين هذا الدواء بنية التعاطي؟"

"أجل"

"و أنت تريدين مني أن أكتب لك هذا الدواء؟"

"لن تكتبيه ؟"

"بما أن إلماس قامت بإرسالك هيا أخبريني, أريد أن أعرفك عنك كل شيء"

"حضرة الطبيبة ان حكايتي طويلة و على الأغلب وصلت الى نهاية الطريق, لا أريد أخذ الكثير من وقتك"

"ماذا قالت لك إلماس؟"

"قالت لي إذهبي و أخبريها ربما تجد حلا"

"جيد, حسنا اذا هيا"

"لا أعرف من أين سوف أبدأ يا حضرة الطبيبة, أنا ابنة عائلة جيدة  والدي قاضي و أمي معلمة, نحن أختان و أنا الكبيرة و والدي شخص عصبي و عندما يغضب كان يضربنا خصوصا أنا و أمي كانت امرأة مسكينة لا تستطيع حماية حقها ولا تخرج صوتها حتى, رغم أنها درست و أصبحت معلمة و تكسب مالها الخاص, كنت أغضب على أمي أكثر من غضبي على والدي و كنت أتشاجر معها دائما و كنت أقول لها لن أكون مذلولة مثلك, في ذلك الوقت كان طائشة و كنت أعتقد أن الحياة سهلة, لم اكن أحب المدرسة و كنت طالبة كسولة كنت فقط أذهب الى المدرسة عبثا و بعد كل اجتماع للأباء كانت تقوم القيامة في البيت كان والدي يقوم بضربي أو بالسب و الشتم, رغم ذلك بقيت في المرسة و رأيت أن الأمر لا يتم بالإجبار و في تلك الفترة وقعت في الحب في الأصل لقد كنت أقع كثيرا في الحب, و بدأنا بالتسكع و ابتعدت أكثر عن الدراسة و عندها عرفت عائلتي و أصررت أنني أريد الزواج قام أبي بضربي كثيرا و كانت أمي تبكي لكن لم يغير أي من هذا رأيي, كل ما قالوه كان يدخل من أذن و يخرج من الأخرى, قلت لهم إذا لم تعطوني له سوف أهرب من المنزل, لقد فعلت كل ما بوسعي حتى أتخلص من ذلك البيت, و في النهاية كانوا مجبورين على إعطائي لذلك الشاب.

تركت الدراسة و تزوجت بذلك الشاب و تخلصت من ذلك المنزل لكن لم أستطع فعل نفس الشيء في المكان الذي ذهبت اليه, كان زوجي عاطلا عن العمل و خمسة أو ستة أشهر هربت و عدت الى المنزل, و عندها قالو لي ألم نخبرك بذلك؟, قلت لهم أنكم على حق و من الأن فصاعدا لن اخرج عن كلامكم, تولى والدي الاجراءات و تم الطلاق

و لكنني شعرت بالملل مجددا لا توجد دراسة و لا يوجد أصدقاء و لا أي شيء لأفعله, و أبي كان يقول إجلسي مكانك و كل شيء كان ممنوع, لا تلبسي هذا و تضعي هذا و لا تخرجي...., كلما زاد الضغط كلما زاد إختناقي و الملل, و مرة أخرى وقعت في حب شاب أخر لكن هذه المرة لم أخبر عائلتي بذلك لأنه لم يكن رجلا مستقيما

لم يكن لديه لا تعليم و لا عمل و لأنني لم أكن أستطيع الخروج من المنزل كثيرا لم أستطع التعرف عليه أكثر, بعد أن تقابلنا عدة مرات سرا قال لي, "هيا لنهرب معا", و أنا قبلت بذلك لأنني لم أستطع تحمل تلك الحياة المملة في البيت بالرغم من أنهم كانوا يعاملونني بشكل أفضل من ذي قبل

أختي لم تكن تشبهني أبدا فهي كانت تذهب الى المدرسة و تدرس و لم تكن تتدخل بأي شيء في البيت و كانت تغضب مني, نشأنا في نفس البيت لكنها كانت الجانب الأبيض و أنا كنت الجانب الأسود, لو كان أمي و أبي هما السبب في ماحدث لي فقد كانت ستصبح مثلي تماما يعني أن المشكلة في أنا, أنا لم أكن صبورة و أشعر بالملل بسرعة

في الأخير هربت من المنزل و أخذني الى اسطنبول, جلسنا في حي فقير لمدة شهر أو شهرين , لقد كان كل شيء جيدا حتى نفذ المال منا, قلت له أن نذهب و نعقد القران لكنه قال لاحقا حتى أجد عملا أولا, لقد كان شخصا متشرد, في الواقع لم يخرج أمامي شخص لائق أبدا

قال لي على الأقل ابحثي عن عمل ، لا يمكنني العثور على وظيفة, في المساء بدأ في إحضار أصدقائه إلى المنزل ، حيث تم تجهيز المائدة ، وتناول الطعام ، والمشروبات الكحولية ، ويغادر في نهاية الليل و كنت أبقى لوحدي مع أصدقاءه الذي أحضرهم, استمر الوضع على هذه الحال لفترة من الوقت و بعدها اتضح أنه كان يقوم ببيعي لهم, في ذلك الوقت كنت جاهلة جدا و كنت في حوالي التاسعة عشر و العشرين عاما و لم يكن عقلي يستوعب كل شيء

و عندما أدركت الأمر كان الأوان قد فات, في نفس تلك السنة قام ببيعي لبيت دعارة في ديار بكر, عملت هناك لبضع سنوات و بعدها ذهبت الى اسكندرونة و عملت هناك أيضا لمدة سنتين, لقد عشت الكثير من الأشياء السيئة و مرضت روحي و أصبحت مشاكلي لا تطاق, أنت لا تعرفين عالمنا الذكور الذين ينظرون الى نوافذ بيت الدعارة و كأنهم ينظرون الى القرود في حديقة الحيوانات, من لم يعش هذا لن يفهم ذلك

بعدما حدثت بعض المشاكل مع المدير لم يرغب أي أحد بتشغيلي العاهرة التي تحزن باستمرار وتغمى عليها وتبكي وتشعر بالملل لن تفيد أي شخص

حينها بدأت بالذهاب الى الطبيب و أخبرته بكل شيء لكن لا أحد إستمع الي مثلك أنت, المكان هناك صغير و الجميع يعرف بعضهم البعض و الجميع يعطي النقوذ و يذهب الى الطبيب و يصبح أفضل لكن نحن لا ينظرون الينا حتى لو لدينا النقوذ بل يقومون بطردنا أو يرغبون بإقامة علاقة فورا و النساء لا تتحملن رؤيتنا البعض يشعر بالإشمئزاز منا و البعض الأخر يقوم بإهانتنا"

" لم أرد أن أقطع كلامك يا خيال لكنك أنت أيضا تعاملين الجميع بحقد و بأحكام مسبقة هل نسيت كيف نظرت الي بغضب فور مجيئك الى هنا؟, لقد بدلت جهدا لكي أكون معك صداقة لو بقي الأمر عليك كنت سوف تلقين اللوم علي أيضا"

" لا أعرف بخصوص ذلك,  نحن قد تلقينا صفعة الحياة منذ زمن طويل هناك ختم على جبيننا و المجتمع لا يريدنا نحن نعرف هذا و لسنا أغبياء"

" هل غضبت مجددا ؟"

"ليس عليك أنت, في الواقع نحن نغضب من أنفسنا و أيضا من دون خجل أقول لك أنني لست غبية, تتركين بيتك و نظامك و حياتك و بعدها إغضبي من الناس, اليس هذا غباءا؟, نحن لسنا أناس مقبولين لا أمام البشر و لا أمام الرب, الا يقولون في الأفلام مثلا تلك الفتاة مسكينة وقعت في ذلك الطريق؟, لن أكذب لا أحد يقع في هذا الطريق دون رغبة منه و كما اخبرتك من قبل اختي جلست في البيت بهدوء بينما أنا أصبحت هكذا"

"الم تتصل بك عائلتك أو تسأل عنك؟"

"لا لم يبحث عني أحد و لم يتصل أي أحد, لو أراد والدي كان سوف يجدني بكل سهولة لكنه لا يريد ذلك و هو محق في ذلك, منذ البداية كان طريقي واضح, ماذا سوف يفعل بي اذا وجدني؟, هل سوف يدخل نفسه في المشاكل؟, كما أنني لم أعد أستطيع الاستمرار بالعيش مع عائلتي و هل بقي لي وجه لكي أنظر اليهم؟, كما تعرفين حياة النساء مليئة بالعنف و أنا بدأت بتلقي العنف في منزل أبي و مازلت التقى الضرب"

"هل كان والدك يضرب أختك أيضا؟"

"ليس كثيرا بل كان يحب ضربي أنا بالاكثر"

" و انت ؟ هل كنت تحبين تلقي الضرب؟"

"اي سؤال هذا يا حضرة الطبيبة وهل يمكن أن يحب المرء تلقي الضرب؟, هل أنا مجنونة ؟"

"استغفر الله لكن أن تتعرضي للعنف طوال حياتك هو مجرد صدفة أم أنك لك يدا بذلك؟"

"هذا بسبب مزاجي أنا صاحبة مزاج سيء و لا أحد يستطيع تحملي, ربما بسبب ذلك"

"أجل هذا صحيح, ماذا بعد ؟"

"و هل هناك شيء أخر؟"

"بعض الناس يشعرون بالراحة بعض تلقي الضرب, هل يحدث ذلك معك؟"

"على الأغلب نعم, في تلك اللحظة فقط و عند تناول الأدوية المخدرة اشعر بالراحة "

 "هل رأيت ذلك, تعرضك للضرب باستمرار ليس صدفة"

"أجل يحدث كثيرا أنني أجعل الشخص الذي أمامي يغضب"

 'هل لكي يقوم بضربك؟"

"أجل و شكرا لهم ينفذون طلبي دائما"

"ربما كان الأمر هكذا منذ البداية"

"ربما, أبي كان يضربني أنا و ليس أختي و الأن يقوم الرجال بنفس الشيء"

"عندما تتلقى المرأة الضرب لماذا تشعر بالراحة بعدها؟, هل فكرت بذلك من قبل؟"

"لا أعرف"

"الضرب نوع من العقاب أو الجزاء, حسنا من الذي يشعر بالراحة بعد تلقيه العقاب؟"

"المذنب"

"من قال لك انك فتاة غبية بالعكس انت ذكية, أجل العقاب يريح الشخص المذنب و هذا يعني أنك كنت دائما تلقين اللوم على نفسك في داخلك, و لكي تتخلصي من الشعور بالذنب كنت تعرضين نفسك للعقاب و كنت تعرفين ان هذه الأدوية المخدرة سوف تقتلك, هذه الأدوية كانت تجعلك تنسين أخطاءك و أيضا تقربك من الموت كل يوم أكثر كنوع من العقاب"

"لقد كنت دائما غاضبة و صاحبة مزاج سيء و بعدها أعطاني أحد الأطباء هذا الدواء و عند أخد ثلاث حبات أو أربعة كنت أشعر بالراحة, و عندما لا أجد الدواء أصبح في حالة أسوأ و بعدها قامو بطردي من عملي في اسكندرونة و الأن أنا أبقى عند الأخت إلماس بعد أن شعرت بالشفقة علي و أخدتني الى جانبها لكن بسبب حالتي هذه لا أستطيع العمل, هذه المشكلة سوف تقتلني, هل يمكنك أن تجدي حلا لهذا؟"

"اليس هناك حل أخر؟, الا يمكنك القيام بعمل أخر؟"

" يا حضرة الطبيبة فمن تعود على هذا العمل و لا يعرف شيئا أخرغيره، أي عمل أخر قد يقوم به؟"

"كنت تقولين أنه عمل صعب؟"

"هو صعب و سهل في نفس الوقت, اذا استطاع الشخص أن يدعس على غروره فهو سهل"

"هذا يعني ان غرورك لم يختفي تماما؟"

"فليغرق غروري, و هل المرأة التي تقوم بهذا العمل يبقى لديها غرور, أشعر بالإشمئزاز من نفسي لكن يبدو أنه هذه أنا منذ أن أنجبتني والدتي لم أكن مثل أختي منذ صغري لم تستطع عائلتي التعامل معي اذا قالو الأبيض كنت أقول الأسود كنت شخص. كانت عيوني دائما على الرجال و كنت دائما أحلم عندما كنت صغيرة, كنت أقول سوف يكون لدي حبيب وسيم للغاية سوف يركض ورائي سوف يحضر لي العالم و سوف يشتري لي البيوت و السيارات و المجوهرات"

"و بعدها؟"

"سوف أتزوج به و سوف نكون سعداء كثيرا"

"حسنا ماذا عنك؟ ما الذي سوف تعطيه له ؟"

"نفسي"

"لا تفعلي يا خيال لقد قمت ببيع نفسك مجددا"

"لا مشكلة حتى لو حدث ذلك على الأقل لن يكون بثمن رخيص, و الأن أباع مقابل عشرين أو ثلاثين مليون فقط هذا هو سعري و في القريب لن يقوم اي احد بأعطاء هذا المبلغ حتى, أنتظري الى حالتي هذه, يوما سوف اظل بين أيدي أحدهم لا تعتقدي أنني اخاف من الموت فقط لا أحب إنتظار الموت و هذا هو السبب الأكبر في المشكلة التي بداخلي, اذا قمت بحل هذه المشكلة سوف تقدمين لي معروفا كبيرا"

بعد ذلك اليوم حاولت كثيرا مع خيال لكنها لم تبدي أي رغبة في ترك تلك المخدرات, لقد اختارت دائما الطريق السهل مثلما لم تجادل مع هذه الحياة قررت عدم المجادلة لأجل كسب صحتها من جديد, من ناحية الكحول و من ناحية تلك الأدوية المخدرة و لم تبقى عند إلماس أيضا و تركت المكان

ما تزال في السادسة و العشرين فقط من عمرها, فتحت ذراعيها للموت و تنتظر , فقط غير معروف متى و كيف و من طرف من...

انتهت القصة هنا و لم تعد خيال الى زيارة الطبيبة أبدا 

Reactions:

تعليقات