قامت الطبيبة جولسيران بذكر قصة السيدة أرماغان بإحدى حصصها مع نالان في رواية فتاة النافذة
السيدة أرماغان ، لقد كانت إمرأة مبتهجة و صاحبة عيون تلمع و اجتماعية ، لقد كانوا متزوجين لمدة عشرين عاما و قد تزوجا في سن مبكرة ، مرت السنوات و كبر أولادهم و تحسنت أوضاعهم المالية و حان الوقت أخيرا لكي يعيشوا حياتهم ، زوجها كان رجلا طيبا ، متعلق بعائلته لكنه كان صامتا ،شخص لا يُظهر حبًا واهتمامًا بزوجته حتى ليوم واحد ، لا يلاحظ حتى لو كانت المرأة المسكينة ترتدي ملابس أنيقة للغاية ، تذهب إلى مصفف الشعر وتغير لون شعرها ، حتى لو فقدت عشرة كيلوغرامات ، حتى لو فعلت كل هذا لا يلاحظ ذلك ،ينام مبكرًا بعد العشاء ، متجهم ، لا يتكلم إلا إذا كان ضروريا ، لايبتسم ، أرماغان التي بدأت في الغليان عندما وصل سن اليأس إلى الباب ، حاولت جاهدة العودة إلى الأيام الأولى مع زوجها والحصول على القليل من الاهتمام منه ، في هذه الأثناء ، في المكان الذي تعمل فيه كان هناك شاب كان مهتمًا جدًا بها و كان ينظر في عيون أرماغان بإعجاب
ذات يوم كانت
غاضبة مرة أخرى من زوجها و أبدت أرماغان بعض التودد مع الشاب، الشاب لم يفوت هذه
الفرصة و بدأوا بالمراسلة و كل مساء كانت أرماغان تضع الحاسوب أمام زوجها مباشرة و
تتراسل بإستمرار مع ذلك الشاب و تضحك بخفة بينما تقول مع نفسها و هي تنظر الى وجه
زوجها، 'هل سوف يلاحظ ذلك يا ترى؟'
مرت الأيام
لكن زوجها لم يهتم ثم نظرت أنه لن يتم الأمر هكذا، و هذه المرة بدأت في العودة الى
المنزل في وقت متأخر من المساء ، في الحقيقة لم تكن هناك علاقة جدية بينها و بين
ذلك الشاب سوى رسائل حب، كان شغلها الشاغل إيقاظ زوجها من نومه العميق ، لم تكن
تلتقي بأي أحد في المساء بل كانت فقط تتجول في السوق لكي تعود الى المنزل في وقت
متأخر
زوجها قد
تجاهل ذلك أيضا ، لمرة واحدة فقط لم يسأل زوجته أين كانت ، في أحد الأيام عادت
أرماغان الى المنزل في وقت متأخر جدا عن المعتاد ، كان الزوج جائعا ينتظر عودة
زوجته الى المنزل لأجل تحضير العشاء و عندما لم يصدر منه أي صوت فقدت أرماغان
صوابها و ذهبت و أمسكت الرجل من ياقته و قالت ، 'يا رجل لقد كنت أقوم بخيانتك منذ شهور لدي حبيب شاب و أتراسل معه كل مساء أمامك ، و
عند خروجي من العمل في المساء التقي به ، هنا أنظر هذا هو اسم الشاب و رقم هاتفه و
ها أنا ذا أمامك لنرى ماذا ستفعل الأن؟'، نظر الرجل الى أرماغان و الى الورقة التي
في يدها، ' سوف أطلقك ، أتركِ المنزل على الفور'، قال تم ذهب الى الفراش و نام بعد
وقت قصير ، عندما سمعت شخير زوجها من غرفة النوم غضبت أكثر ، لقد كانت تآمل في أن
تندلع عاصفة كبيرة في المنزل و تتشاجر مع زوجها ، 'كنت أرغب كثيرا في رؤية الغضب
في عيني زوجي ، نظرا لعدم وجود المحبة ، لا يوجد حب ، ليكن هناك غضب على الأقل ،
لقد أنتظرت كثيرا لكي يغضب مني و يقوم بضربي و يحاسبني على فعلتي تلك تم يجد ذلك
الشاب و يجعله يندم'، قالت أرماغان
المرأة مثل
هذا الكائن ، إنها تريد حبا مفعما بالحيوية ، و اهتماما لا ينتهي و تريد دائما أن
تشعر أنها مهمة جدا و قيمة بالنسبة لزوجها ، و خلاف ذلك فإن الحياة غير مهمة لها و
بلا طعم ، أعرف الكثير من النساء اللواتي يخاطرن بالموت من أجل هذا السبب ، و
أرماغان واحدة منهن...
'زوجي لم يقم
بذلك حتى ، حتى أنه لم يغضب مني'، راحت أرماغان تبكي ، ذلك يشبه قول إحدى مرضاي التي جاءت من
القرية
حينما قالت لي ، 'لم يعد زوجي يضربني حتى...'، كان الأمر كما لو انها قالت
أن الأمر لم يعد يقتل حتى.
يعني أن عدم وجود الحب يساوي الموت في روح الأنثى
تعليقات
إرسال تعليق