القائمة الرئيسية

الصفحات

فتاة النافذة الفصل الثاني : أول شخص لاحظ هذا التغيير كان هو موظو



 

في الصباح ، غادرت المنزل في عجلة من أمري لدرجة أنني لم أستطع حتى الجلوس أمام النافذة والاستمتاع بالقهوة ، قهوة الصباح عادة لم أتخلى عنها منذ سنوات ، يبدو الأمر كما و كأنني  لا أستطيع تصفية ذهني دون شربها ، حالما دخلت العيادة ، أرى نالان في غرفة الانتظار لقد جاءت قبلي

عندما جلست على مكتبي قلت فورا لتونا : "أعد قهوتي بسرعة"

الآن سوف أرى نالان مرة أخرى وأستمع إليها ، دعونا نرى ماذا سوف تحكيه لنا اليوم

بينما تدخل نالان كانت تقف تونا خلفها مباشرة التي تأتي مع فنجانين من القهوة متوسطة الحجم ، يبدو أننا سوف نشرب القهوة معا

تنزلق نالان الي الداخل مثل البجعة مرتدية نفس الملابس مجددا ، حتى وشاحها الحريري الأبيض كان حول رقبتها ، كانت تنظر إلي بعيون حزينة و هي تصافحني و بعد سؤال بعضنا البعض عن حالنا تبدأ نالان بالسؤال على الفور

"سوف تقابلين خيري كذلك، هذا ما أخبرتني به"

"لا تقلقي سيدة نالان سوف التقي غدا بالسيد خيري ، لكنني أريد التعرف عليك أكثر عن قرب ، كيف أمضيت هذا الأسبوع ؟"

"لقد كانت مثل السنة تقريبا لكن تلك الأدوية التي أخذها في المساء تعطيني بعض الراحة ، مهما كان فأنا لم أعد أتجول داخل المنزل حتى الصباح"

"ماذا عن خيري؟"

"يمر الى البيت أحيانا لكنه لا يبقى لمدة طويلة و يسألني عن حالتي و أنا أخبره أنني بخير، لكنك تعرفين أنني لست بحالة جيدة ، أليس كذلك ؟"

"أعرف ذلك لكن من ناحية أخرى أصدق أن ألمك هذا لن يستمر لفترة للأبد ، ماذا تريدين أن تخبريني به اليوم ؟"

"ليس هناك شيء أخر أفكر به غير خيري...، في الواقع هذا الوضع لا يعتبر حديثا ، نحن مع بعضنا منذ سبع سنوات و قبلها كان هناك سنة أو سنتين يعني أنني لسنوات طويلة لم أفكر بأي أحد أخر غير خيري"

هذا الوضع لا يبدو طبيعيا أبدا بالنسبة لي ، الإنسان يفكر بالشخص الذي يحبه لكن من جهة أخرى يتابع حياته ، هذه المرأة تخبرني مجددا بأشياء مختلفة ، عندما تلاحظ أنني أنظر اليها باستغراب تبدأ بالتكلم

"لقد كان هو الشيء الوحيد الجميل في حياتي كلها ، عند النظر من الخارج يبدو كل شيء مختلفا لكن بالنسبة لي كل ذلك هي أشياء كان يجب القيام بها ، من ناحية أخرى ينيرني خيري ، وكأنه يسلط الضوء على الظلام الذي في داخلي ، قد كانت علاقتي مع زوجي سيئة و كنت أقول لنفسي هذا قدري و لو لم يدخل خيري الى حياتي كان هذا الزواج سوف يستمر الى الأبد"

"هل كان سيدات تعيسا كذلك ؟"

"سيدات؟، برأيي هو أيضا لم يكن سعيدا في حياته أبدا، كان يحاول ألا يرى تعاسته بمطاردة أو القيام بشيء ما ، في الواقع لم يكن أي أحد ممن يعيشون في ذلك المنزل سعداء ، ربما لو كانوا سعداء  كنت سأحصل على نصيبي من تلك السعادة في زاوية ما"

"ماذا عن خيري، هل كان سعيدا؟"

"الأمر غريب لكن نعم ، خيري كان شخصا يفرح بسرعة و يغضب بسرعة و يسعد بسرعة في كل شيء ، لم أرى في حياتي من قبل شخصا يظهر مشاعره ولا يخجل منها لهذه الدرجة ، لم يكن يوجد شخص مثله لا ضمن عائلتي ولا ضمن عائلة سيدات ، و بطبيعة الحال كنت كذلك حتى لو كنت أنزف من الداخل لا أظهر ذلك فقط أفعل ما يتوجب علي فعله ، ربما كان والد زوجي يشبه شخصية خيري نوعا ما لكن سيدات كان عكس خيري تماما ، كان يمزح ويضحك فقط عندما يكون مع أصدقائه ، ويعود التعبير القديم عالقًا على وجهه بمجرد خروجه من هناك"

"أي نوع من التعبير؟"

"كيف سوف اشرح ذلك ؟ ربما سيكون أكثر دقة أن نقول بلا تعبير ، أنت لا تعرف أبدًا كيف يشعر عندما تنظر إلى وجهه ، ليوم واحد حتى لم يظهر لي سيدات القرب والرحمة التي أظهرها لأصدقائه ، لم ينظر إلي بحب ليوم واحد ، على الرغم من أنه كان معي  كان عقله دائمًا في مكان آخر ، بينما النار التي في عيني خيري والإثارة التي شعرت بها وهة ينظر إليّ  وتلك الكهرباء المنبعثة من صوته كانت تثيرني في كل مرة اجتمعنا فيها ، عندما أفكر به كنت أشعر بالذنب بشكل غريب و من ناحية أخرى كان هذا الذنب يجعلني أشعر بالحماس ، كنت أقول يا ليتني قد عشت كل هذا قبل أن أتزوج ، حتى ما قلته بدا متناقضًا جدًا بالنسبة لي ، هذا يعني أن النساء الأخريات اللواتي كنت أرافقهن قد عشن مثل هذه الأحاسيس ، بينما أنا كنت سوف أموت و أذهب دون أن أعيش أي من هذه ، كنت اشتم قدري و في كل مرت بكيت فيها على فراشي كنت أرغب في البكاء أكثر "

"ألم يكن سيدات بجانبك وقتها ؟"

"بالطبع كان موجود ، كان قد نام من منذ طويل بالفعل ، كان ينام بشكل جميل جدا لدرجة أنني كنت أحدق اليه تحت ضوء المصباح الليلي عندما كنت أقرأ الكتب ، كان لديه وجه بريء حتى أنني لم أكن أستطيع أن أغضب منه "

"هل كنت تغضبين على نفسك بدلا من الغضب منه ؟"

"مع الأسف أجل ، كنت اقول أنني لم أستطع أن أجعله سعيدا و أنني لم أستطع أن أجعله يحبني "

"لكنه هو على الأغلب جعلك تحبينه "

"كان من المستحيل ألا تحب سيدات ، ليس أنا فقط بل الجميع كان يحبه إنه شقيق لكل من يعرفه و إخوته الصغار ، الناس لديهم عاطفة غريبة تجاهه ، و أيضا لم يرفض ذلك يبدو الأمر كما لو أنه يحتمي في أولئك الذين يحبونه و كأنه يشبه طفلا صغيرا"

يتم دائما الحديث عن الأطفال الإناث بينما في مجتمعنا يوجد الكثير من الأطفال الذكور لديهم روح طفولية ، هؤلاء الرجال جميلون ونظيفون ودافئون وودودون حتى غضبهم مثل غضب الطفل الصغير ، ممتلؤون دائما خاصة من النساء مطالبهم و توقعاتهم لا تنتهي أبدا ، و معظم البالغين الذين يعيشون في هذه الحياة هم أشقائهم وآباؤهم الأكبر سناً ، يحب الرجال البالغين والنساء الأم هذه الأنواع ، إنهم لا يخشون إظهار قربهم و لا يتوقعون تلقي استجابة ، يحب الرجال البالغون حمل مثل هذه الأنواع معهم وبجانبهم يصبحون مثل الأخ الأكبر ، لكنهم يصبحون ذكورًا بالأكثر

أما بالنسبة للمرأة ؛ أولئك الذين هم أكثر ثقة بالنفس ولديهم روح الرجل القوية فيهم يحبون هؤلاء الرجال الذين يتسمون بروح الأطفال ، إنهم طاهرون وصادقون ولا يعرفون الكثير عن الكذب ، حتى لو كانوا يعرفون فإن النساء دائمًا ما يسبقونهم بخطوة واحدة ، في الواقع ، هؤلاء الرجال هم بالضبط  مناسبون لهؤلاء النساء

على الرغم من أنهم ، بمرور الوقت ، يشعرون بالملل من هؤلاء الرجال الكبار الذين لا يكبرون أبدًا ويظلون دائمًا أطفالًا ، البعض يرفعها ويرميها بعيدًا ، ويحاول البعض الأخر تربيتها مثل الأطفال

لكن نالان لا تبدو وكأنها امرأة أم على الإطلاق ، ليست لديها روح قوية ، إنها بحاجة إلى حب حقيقي ، رجل حقيقي ، مثل خيري ...

"خيري على عكس سيدات تماما ، في عيوني كان دائما يمثل الرجل القوي ، في الأصل خيري لم يترك ملاحقتي أبدا في الأيام التالية ، لقد كان يجد دائما طريقة لرؤيتي كل يوم تقريبًا ، ليقول لي شيئًا حتى في مدخل الباب ، ويعطيني هدايا صغيرة مثل باقة من الزهور، وعلبة من الشوكولاتة، ومنديل حريري . بالنسبة له العالم في كفة و أنا في الكفة الأخرى ، حتى في منتصف الليل عندما أقوم من الفراش كنت أراه بين الأشجار ، نظرًا لأنه كان يعمل بالفعل في شركتنا ، فإنه كان يجد وظيفة يقوم بها في الحديقة ولا يرفع عينيه عن نافذة غرفتي. كان يتجول بغض النظر عن المطر أو الثلج فقط ليراني للحظة ، الراسائل التي تصلني من الهاتف كانت تبدو لي و كأنها قصائد شعر حب خاصة ، أين يمكن لأي شخص أن يجد مثل هذه الكلمات العميقة والعاطفية؟"

قلت لنفسي: "انظر إلى خيري"، هذا يعني أنه عاشق جيد

" في تلك الأثناء بدأت قدماي أيضا ترتفع عن الأرض شيئا فشيئا، ربما كانت أول مرة في حياتي كلها أشعر فيها أنني إمرأة و أنني محبوبة ، شاب و وسيم أيضا يفقد صوابه لأجلي ، كان هناك الكثير من الرجال حولي مهتمون بي عندما كنت في الجامعة و عندما لم أكن أهتم بذلك ينسحبون فورا، كنت أفعل ما خيري ضعف ما كنته افعله معهم كنت أطرده دائما و لا أجيب على إتصالاته و لا أرد على رسائله لكنه لم يتخلى عني ، هذا ما لم أستطع فهمه بأي طريقة ، هل كنت ذات قيمة لهذه الدرجة ؟"

هذا تعليق خطير للغاية ، يجب على المرأة أن تعطي قيمة لنفسها و الا تترك هذا للرجل لأنه في يوم ما اذا رحل ذلك الرجل فإنه يأخذ معه تلك القيمة كذلك ، "هل هذا هو ما حدث معك انت أيضا يا نالان"، أقول في داخلي ، "هل لذلك أنت مرتعبة جدا من أن يتركك؟"

"و الأسوأ أن خيري متزوج كذلك و لديه أطفال ، ثلاثة أطفال ، لكن كل شيء كان غير مهم بالنسبة له ، حتى أطفاله ، لم أحصل على مثل هذا الاهتمام من زوجي أبدا لقد كان يريد فقط تلقي الاهتمام من طرفي و بخطأ بسيط مني يغضب و لا يتحدث معي لأيام و لا يخبرني حتى على ماذا غضب "

تستند وراءها و كأنها متعبة ، تتحدث نالان بنبرة صوت هادئة و لطيبفة و كأنها تحكي قصة، اجل هذه مجرد قصة...، لو لم أرى خيري كنت لأفكر بهذه الطريقة لكنني التقيته به. يا الله...كم الأمر مؤسف على هذه المرأة

هل قررت مبكرا بخصوص خيري ؟، لم أستطع التعرف عليه بشكل أفضل ، لكي أفهم نالان بشكل جيد يجب أن أتعرف عليه هو أيضا و أفهمه لكن بسبب تصرفاته و طباعه تلك و أيضا كونه قد ترك المرأة التي كان معها لمدة سبع سنوات عندما وجد إمرأة جديدة و تصرفه و كأن هذا أمر طبيعي و من حقه ، كل هذا قد أغضبني كوني إمرأة

كانت نالان تحدق بي، ليست معتادة على الحديث مطولا و كانت تتحقق اذا ماكنت قد شعرت بالملل أو لا ، و عندما تلاحظ أنني أستمع اليها بكل عناية تبدأ بالحديث من جديد

"إنه يشبه العشق الذي كنت أتخيله في شبابي ، عندما كنت شابة كنت أحب كثيرا أن أحلم ، و كم هي صدفة غريبة فقد كنت دائما أتخيل رجلا مثله"

"كيف ذلك؟"

"يعشق المرأة التي يحبها الى درجة الجنون و لا يرى أي أحد غيرها ، خيري هكذا تماما ، في كثير من الأحيان كان يتصل بي كثيرا من أرقام لا أعرفها فقط لكي يسمع صوتي و أنا أقول ألوو ، و عندما يسمع صوتي و دون أن يعطيني فرصة لكي أغلق الخط كان يخبرني دفعة واحدة عن مدى سعادته و حماسه بسماع صوتي ، فأنا لم أكن لأرد عليه لو رأيت إسمه ، لكن تلك النار في صوته كانت تخترق عظامي و كنت أشعر بقلبي و كأنه سوف يخرج من مكانه و الحرارة تهاجم وجهي فجأة ، لقد نجح في اشعال حماسي منذ اليوم الأول ،  في حديقتنا كان يزرع ورود كل واحدة كانت أجمل من الاخرى و كنت الوحيدة التي ترى اللؤلؤ والخرز والقلوب الحمراء المرتبطة بتلك الزهور ، كنت أنا الوحيدة فقط التي تعرف أن الألعاب النارية الجميلة التي انفجرت في عيد ميلادي قد ألقيت من أجلي"

"لم يكن السيد سيدات يتذكر عيد ميلادك ؟"

"في بعض الأحيان يتذكر و في بعض الأحيان لا، عندما يتذكر كان يحجز في أجمل المطاعم و يشتري لي من الضائغ مجوهرات الألماس ذات التصاميم الخاصة ، كان يفتح الشمبانيا و يرفع الكأس ليقول عيد ميلاد سعيد لكنه لا ينظر الى داخل عيوني أبدا ، كان يقبلني على وجنتي مثل الجميع و يجلس عابسا طوال الأمسية مع راحة قيامه بعمله ، لكني أعرف أنه كان يحلم بإنتهاء تلك الأمسية بأسرع وقت لكي يعود للمنزل و يحلس أمام جهاز الحاسوب الخاص به ، و أنا لأجل كل تلك الأوقات التي كنا فيها معا كنت أحاول أن أضحك و أتكلم معه لكن لأنني لم أكن أتلقى أي ردة فعل منه كان الحديث ينتهي بسرعة و كان يبدأ بالشعور بالملل و ينظر حوله ، بما أنني لم أكن أعرف أي رجل آخر من قبل ، فعندما رأيت خيري ، علمت أن الرجال غير راضين عن محادثتهم ، حتى لو استمرت لساعات ، فإن المحادثة بين العشاق لا تنتهي أبدًا، تبين أنني كنت أعرف كيف أتحدث ، أبتسم ، أضحك ، أن أنظر الى عيون رجل بحب و مودة..."

يا له من خيري، و أنا لم أفهم

"الآن استولى خيري على حياتي كلها، حتى لو لم أتحدث معه أو أراه كنت أشعر بداخي بالفرح و الحماس ، عندما أنام في الليل و اغلق عيني مهما حاولت طرده كنت أتخيل خيري أمام عيني و كنت أتحسر على نفسي و اتمنى لو كان لدي زوج مثله ، كان لكوني محبوبة جدًا من قبل رجل تأثير كبير علي ، في داخلي كنت أقول اذا فإن الحياة و العيش و أن تكون سعيدا شيء كهذا ، كنت أتقلب في سريري و لم أكن أستطيع النوم بأي شكل كان و من ناحية أخرى لم أكن أريد النوم ، ذلك الشعور كان و كأنه يحرق جسدي كله ، و عندما أستيقظ في الصباح و كأن كل الحقائق تلقي بثقلها على كتفي و عندما أتذكر أنني متزوجة تنطفئ تلك النار و أصبح كالجليد"

كم أنها تخبر عن الحب بشكل جميل ، بشكل طبيعي و صادق ، إذا فإن هذه المرأة تعرفت على الحب مع خيري ، ربما هي وقعت في حب هذا الشعور الذي تعرفت عليه و ليس في حب خيري

"في تلك الأثناء كان زوجي مشغولا بحياته و في كل مرة تزداد تلك النار التي في داخلي كنت أحاول أن أتقرب و أصلح العلاقة التي بيني و بين سيدات لأن تلك النار يوما ما سوف تقودني الى الهاوية ، قبل مجيئه كنت أرتب نفسي و أرحب به بوجه مبتسم و أعانقه فور دخوله للمنزل ، و هو أيضا قد اندهش من حالتي هذه و كان يسحب يدي من حول عنقه فورا و دون قول أي شيء يبتسم بشكل خفيف فقط و يبعدني عنه ، كان مشغول التفكير دائما و كان يبدو واضحا على وجهه أنه منعب لكنه لم يكن يبعد الهاتف من يده ، ينظر الي أشياء باستمرار و يكتب الرسائل ، و يضحك بشكل خفيف عندما يقرأ تلك الرسائل ، ربما هو أيضا كان لديه حبيبة و لم يكن يخبرني بذلك "

"يعني أنه كانت لديك مثل تلك الشكوك ؟"

"لقد كانت تلك الفكرة تمر في رأسي لكن لم يخطر في بالي أبدا أن أقوم بمراقبة هاتفه أو أفتش في جيوبه ، لقد كنت أعرف بالفعل أنه لا يحبني ، اذا كان الزوج لا يحبك ، فلا يهم إذا تعرضت للخيانة..."

كم أن هذه المرأة تقول كلاما مهما ، المرأة التي تُحَب عندما تتعرض للخيانة فإنها تشعر بالحزن حينها تكون قد فقدت شيئا مهما جدا ، يعني الحب و العشق...، و كم حزنت عندما خانها خيري حتى أنها تخلت عن رغبتها بالعيش لكن عندما اذا خانها زوجها فلا مشكلة بذلك لأنها بالأساس تعرف أنه لا يحبها

"في ذلك الوقت كنت أظن أنه لا أحد يحبني في هذا العالم ، كون زوجي لم يحبني حتى...، لكن عندما كان خيري يصرخ بحبه لي لم أصدق ذلك و بنفس الوقت أردت تصديق ذلك ، كنت أقول لنفسي 'إنه يظنني إمرأة ساذجة و يحاول أن يخدعني و أنا إمرأة شريفة لا تناسبني مثل تلك الأشياء'، لكن خيري لم يتخلى عني و قال لي ، ' إذا لزم الأمر سأنتظر أمام بابك حتى أموت و سأحييك في أحلامي'، و شيئا فشيئا كنت أرى مدى الأهمية التي يعطيها لي ، حتى أنه في بعض الأحيان كان يقف في المطر قرب البيت ليرى ظلي على النافذة ، و لم تكن تنتهي الرسائل التي يرسلها و في كل مرة كنت أقرأ كل واحدة منها كانت تدمع عيني ، كنت في كثير من الأحيان أقرأ تلك الرسائل في الصالة و قرب زوجي و هو كان مشغولا لدرجة أنه لم يلتفت لي و يسألني ممن كانت تلك الرسائل"

"هل كنت تقومين بذلك عن عمد ؟"

"أجل أعتقد ذلك"

يعني أنها كانت تضع بعض الأشياء أمام زوجها لكن الرجل ليس حاضرا حتى ، هذه القصة قد ذكرتني بإمرأة ، السيدة أرماغان ، لقد كانت إمرأة مبتهجة و صاحبة عيون تلمع و اجتماعية ، لقد كانوا متزوجين لمدة عشرين عاما و قد تزوجا في سن مبكرة ، مرت السنوات و كبر أولادهم و تحسنت أوضاعهم المالية و حان الوقت أخيرا لكي يعيشوا حياتهم ، زوجها كان رجلا طيبا ، متعلق بعائلته لكنه كان صامتا ،شخص لا يُظهر حبًا واهتمامًا بزوجته حتى ليوم واحد ، لا يلاحظ حتى لو كانت المرأة المسكينة ترتدي ملابس أنيقة للغاية ، تذهب إلى مصفف الشعر وتغير لون شعرها ، حتى لو فقدت عشرة كيلوغرامات ، حتى لو فعلت كل هذا لا يلاحظ ذلك ،ينام مبكرًا بعد العشاء ، متجهم ، لا يتكلم إلا إذا كان ضروريا ، لايبتسم ، أرماغان  التي بدأت في الغليان عندما وصل سن اليأس إلى الباب ، حاولت جاهدة العودة إلى الأيام الأولى مع زوجها والحصول على القليل من الاهتمام منه ، في هذه الأثناء ، في المكان الذي تعمل فيه كان هناك شاب كان مهتمًا جدًا بها و كان ينظر في عيون أرماغان بإعجاب.

ذات يوم كانت غاضبة مرة أخرى من زوجها و أبدت أرماغان بعض التودد مع الشاب، الشاب لم يفوت هذه الفرصة و بدأوا بالمراسلة و كل مساء كانت أرماغان تضع الحاسوب أمام زوجها مباشرة و تتراسل بإستمرار مع ذلك الشاب و تضحك بخفة بينما تقول مع نفسها و هي تنظر الى وجه زوجها، 'هل سوف يلاحظ ذلك يا ترى؟'

مرت الأيام لكن زوجها لم يهتم ثم نظرت أنه لن يتم الأمر هكذا، و هذه المرة بدأت في العودة الى المنزل في وقت متأخر من المساء ، في الحقيقة لم تكن هناك علاقة جدية بينها و بين ذلك الشاب سوى رسائل حب، كان شغلها الشاغل إيقاظ زوجها من نومه العميق ، لم تكن تلتقي بأي أحد في المساء بل كانت فقط تتجول في السوق لكي تعود الى المنزل في وقت متأخر.

زوجها قد تجاهل ذلك أيضا ، لمرة واحدة فقط لم يسأل زوجته أين كانت ، في أحد الأيام عادت أرماغان الى المنزل في وقت متأخر جدا عن المعتاد ، كان الزوج جائعا ينتظر عودة زوجته الى المنزل لأجل تحضير العشاء و عندما لم يصدر منه أي صوت فقدت أرماغان صوابها و ذهبت و أمسكت الرجل من ياقته و قالت ، 'يا رجل لقد كنت أقوم بخيانتك منذ شهور  لدي حبيب شاب و أتراسل معه كل مساء أمامك ، و عند خروجي من العمل في المساء التقي به ، هنا أنظر هذا هو اسم الشاب و رقم هاتفه و ها أنا ذا أمامك لنرى ماذا ستفعل الأن؟'، نظر الرجل الى أرماغان و الى الورقة التي في يدها، ' سوف أطلقك ، أتركِ المنزل على الفور'، قال تم ذهب الى الفراش و نام بعد وقت قصير ، عندما سمعت شخير زوجها من غرفة النوم غضبت أكثر ، لقد كانت تآمل في أن تندلع عاصفة كبيرة في المنزل و تتشاجر مع زوجها ، 'كنت أرغب كثيرا في رؤية الغضب في عيني زوجي ، نظرا لعدم وجود المحبة ، لا يوجد حب ، ليكن هناك غضب على الأقل ، لقد أنتظرت كثيرا لكي يغضب مني و يقوم بضربي و يحاسبني على فعلتي تلك تم يجد ذلك الشاب و يجعله يندم'، قالت أرماغان

المرأة مثل هذا الكائن ، إنها تريد حبا مفعما بالحيوية ، و اهتماما لا ينتهي و تريد دائما أن تشعر أنها مهمة جدا و قيمة بالنسبة لزوجها ، و خلاف ذلك فإن الحياة غير مهمة لها و بلا طعم ، أعرف الكثير من النساء اللواتي يخاطرن بالموت من أجل هذا السبب ، و أرماغان واحدة منهن...

'زوجي لم بقم بذلك حتى ، حتى أنه لم يغضب مني'، راحت أرماغان تبكي ، ذلك يشبه قول إحدى مرضاي من القرية حينما قالت لي ، 'لم يعد زوجي يضربني حتى...'، كان الأمر كما لو انها قالت أن الأمر لم يعد يقتل حتى.

يعني أن عدم وجود الحب يساوي الموت في روح الأنثى...

"و في يوم من الأيام و بفضل القوة التي استمدتها من خيري قمت بالتمرد على زوجي ، ربما كانت تلك أول مرة أقوم بذلك ، 'لماذا لا تأتي الى البيت في الوقت و لا تأخذني معك الى الأماكن التي تذهب اليها و لا تهتم بي ؟'، قلت له"

التمرد هكذا ، لو كانت امرأة أخرى من فعلت ذلك كان الرجل سوف يهتم البيت فوق رأسها ، يبدو أن نالان تشبه زوجة خيري

"غضب زوجي مني كثيرا ، و قال لي 'النساء يتوشقن للاستمتاع بالنعيم الذي أنت فيه ، فلتعرفي بقيمة الأشياء التي تمتلكينها لأنك لاحقا سوف تبحثين عنها كثيرا'، أصبحت بحالة سيئة و قد فعل مثل هذه الأشياء سابقا ، يجد دائما أي حجة لكي يغضب مني بينما كنت أفعل كل ما بوسعي لكي أكون زوجة جيدة له ، و ليس فقط ما يتوجب علي فعله بل كنت أفعل كل ما يخطر ببالي لكي أجعل سيدات يحبني ، أتقرب منه مع القليل من المفاجآت و أحاول أن أجعله يضحك ، يعني أن كل هذا كان عبثا ، هذا الرجل أقصد زوجي لن يتغير أبدا ، لن يحاول أبدا أن يفهمني و يحبني ، و ربما هناك امرأة في حياته و يحبها هي و ليس أنا ، المجئ متأخرا باستمرار و ايجاد حجة للخروج من المنزل في عطلة نهاية الأسبوع ، كل هذا كان يترك فكرة سيئة في عقلي ، ربما هو كذلك يريد التخلص مني فالبنسبة لشخص مثل سيدات سيكون من السهل عليه العثور على حبيبة أو زوجة جديدة ، مهما كان فهو إبن رأفت كورأوغلوا و أنا فقط التي ليس لديها مثل تلك الرفاهية ، كان رأسمالي الوحيد هو شهادتي ، لقد أحسست بنفسي مثل قطة تم حشرها في الزاوية ، إما أن أقفز على سيدات بكل غضبي أو أجد طريقة للهروب من هناك لكن في تلك الليلة تحطمت كل آمالي ، لقد كنت سجينة مثيرة للشفقة في ذلك القصر الفخم ، عندما يكون هناك ظلام داخل الشخص حتى أفخم أنواع الأضواء لا تستطيع أن تضيع ذلك الظلام ، كنت أجلس أمام نافذة القصر المطل على البحر ، أنظر إلى البحر المظلم مثل روحي ، إلى الأضواء الملونة التي تومض في وجهي من بعيد مثل خيري ، 'أتمنى لو كنت في كوخ صغير لكن يكون خيري بجانبي، كم كنت سوف أكون سعيدة جدا'، كنت أقول في نفسي"

كم أنها تشرح ذلك بشكل جميل ، مثل ابنة الملك المحبوسة في زنزانة القصر وتنتظر أميرها الفاتن لينقذها...

لقد كنت أسمع مثل هذه القصص من الكتب فقط ، عندما كنت صغيرة كانت تحكى لي الكثير منها لكنني لم أرى مثلها في الحياة الواقعية من قبل ، أتساءل ما إذا كان ما تقوله هذه المرأة صحيحًا حقًا؟

عند قول الأميرة أتذكر أميرة الأنجليز الشهيرة الأميرة ديانا، كانت أميرة جميلة مثل القصص الخيالية ، لكنها كانت لا تزال حزينة مثل الفتيات في القصص الخيالية ، لم تستطع أن تجد ما تبحث عنه مع زوجها ولي العهد الأمير تشارلز و قد فعلت كل ما من شأنه أن يتعارض مع القصر و التقاليد  و كان اسمها ممزوجا بجميع أنواع شائعات الحب و قد حملت الفقراء على رأسها و كانت لديها الشجاعة لتقبيل مرضى الإيدز ، و في الأخير تركت هذا العالم مع أسرارها في سن مبكرة

لقد تمكنت من جعل نفسها محبوبة من قبل العالم بأسره حتى أنها أصبحت أميرة القلوب لكنها لم تستطع أ تجعل زوجها يحبها و هذا أخذها من هذا العالم في سن مبكرة ، لذا حتى لو كنت أميرة فأنت إنسان، مشاعرك و احتياجاتك العاطفية لا تتغير...

نالان تذكرني بها ، زوجها كذلك ولي عهد رجل أعمال و رغم كل هذه الرفاهية و الثراء الا أنه لم يكن كافيا ليجعلها سعيدة.

"مع ذلك أنا سعيدة جدا مقارنة بالأيام القديمة ، أشعر بالحماس ، مسنقبل واحد مع خيري لم أكن أفكر بذلك أبدا ، وجودي معه يعني خيانة زوجي ، أنا لست شخصا يقوم بذلك ، أكوادي مختلفة "

ماذا تقصد بأن أكوادي مختلفة؟، إنها تقول ذلك لكنها تفعل عكس ذلك تماما، لو أستطيع أن أفهم الأمر فقط

"أول شخص لاحظ هذا التغيير كان هو موظو"

"من يكون موظو؟"

"يكون أخ زوجي، يعني توأم سوات ، كان سوات طفلا كبيراً جدًا  وموظو أي مظفر ، سُحق تحتها في بطن أمه ، تم إجراء العديد من العمليات الجراحية بعد الولادة ، لكنهم لم يستطيعوا إزالة الحدبة من ظهره ، موظو شخص مختلف"

"هل تنادينه بموظو؟"

"أجل...، كنا نفهم بعضنا البعض ، كان هناك شيء متداخل في أقدارنا لقد كنا نفهم بعضنا البعض دون التحدث عن الأمر ، حتى في ذلك الاكتئاب الشديد الذي مررت به بعد الولادة كان موظو دائما بجانبي كما أنه دعم عودتي الى العمل في الشركة مرة أخرى ، قال لي ذات يوم ' منذ أيام عيونك تلمع و لا يوجد أحد في منزلنا ليعطيك هذا الضوء، خيرا إن شاء الله...'، بقيت متجمدة في مكاني ، لفترة من الوقت لم أستطع النظر في وجه موظو و كان الأمر كما لو أنني قد إرتكبت جريمة ما، في حين أنه لم نلتقي أنا و خيري بعد و لم نتحدث مع بعضنا البعض في ذلك الوقت مع ذلك كنت أشعر بالذنب الشديد"

"هل تركت العمل بعد الزواج ؟"

"أجل أو بالأحرى أن العائلة لم ترد أن أعمل في ذلك الوقت ، 'ماذا سيحدث اذا ذهبت للعمل ، اجلسي في بيتك و استمتعي بوقتك' قالوا لي"

"و أنت ماذا قلت ؟"

"في ذلك الوقت لم يخطر على بالي أبدا أن أعترض عن الأمر، لقد قبلت هذا باعتباره أمرًا طبيعيًا للغاية ، لكن مع ذلك ، لم أستطع التكيف مع هذه الحياة الجديدة لفترة من الوقت لأنني كنت مبرمجة للعمل والقيام بشيء مفيد ، كل يوم كان علي أن أحضر الجمعيات ، ووجبات العشاء ، وعروض الأزياء ، والندوات ، كانت هناك سيدات أنيقات من حولي وعاملوني باحترام شديد ، كنت أعلم أن هذا الاحترام لم يُظهر لي بل لرفت كورو أوغلو ، لكنه كان لا يزال الأمر لطيفًا ، اعتدت على الذهاب إلى هناك طوال الوقت مع السيدة جولمسار، كانت تحب الذهاب الى مثل تلك التجمعات ، كانوا يلبسونني ويحيطون بي ، أحيانًا أمر تحت معاينة و فحص سيدات وأحيانًا حماتي و بعدها أغادر المنزل ، لم أغادر المنزل لفترة بعد الحمل والألم الذي أعقب ذلك ، عندما تحسنت أصررت على العمل و موظو كان هو أكثر من قام بدعمي بينما سيدات لم يردني أن أعمل ، و في النهاية وافقت العائلة كلها بسبب الإكتئاب الشديد الذي كنت أعاني منه ، و في ذلك الوقت بدأت علاقتي مع خيري و كان هو المسؤول عن كل شيء يخصني ، أينما ذهبت كان يأخذني ، ينتظر عند الباب و لا يدع أي شيء يقترب مني و بعدها يقوم بإعادتي للمنزل "

"هل كان هو سائقك؟"

هذه الكلمات تجرحها ، تنزعج من ذكر خيري هكذا ، و إلا كيف يمكنني أن أسألها هذا السؤال بطريقة أخرى؟

"ليس تماما ، كان مثل الحارس الشخصي"

"لماذا ، لماذا احتاجت العائلة الى شيء كهذا ؟"

"في ذلك الوقت كان قد حدث شيء ما في الشركة و أثار قلقهم ، ليس أنا فقط بل الجميع كان تحت الحماية ، و من حظي كان خيري ، انه القدر..."

لا أؤمن بالصدفة ، أقول إن الحياة تعرف شيئًا دائمًا ، لكنني لا أستطيع تفسيره كثيرًا

"سيدة نالان ، لديك طبع مطيع و متمرد في نفس الوقت "

"أنا لم أتمرد على الحياة ، يا ليتني لو فعلت..."

ماذا سوف تفعل لو تمردت يا ترى ؟

"في تلك الفترة كن قد عانيت بالفعل من خسائر متتالية ، في البداية فقدت والدي ثم بعدها والدتي ، و القليل من هذا الألم جعلهم يقولون نعم بخصوص موضوع عملي ، على الأغلب قالوا مع أنفسهم لتمضي بعض الوقت و ما شابه..."

"لم تتحدثي عن عائلتك أبدا ؟"

تتغير ملامح وجهها فجأة ، ذلك الخوف الذي لاحظته على وجهها عند أول مرة جاءت الى هنا قد عاد الأن ليستقر على وجهها ، يبدو أنه هناك الكثير من الأشياء التي لا أعرفها ، أغير الموضوع فور

"يبدو أن الأيام الصعبة كانت متتالية"

"الأيام الصعبة لم تنتهي يوما في حياتي ، لم يكن هناك سوى السبع سنوات التي عشتها مع خيري على الرغم من أنها تبدو صعبة عند النظر من الخارج لكنها كانت أجمل سنوات حياتي ، و الأن التحدث عن الأمر و كأنه انتهى يؤلم قلبي ، لا أعرف كيف سوف أشرح لك هذا الألم..."

"أحاول أن أفهمك لكنه لا يبدو سهلا ، هناك أشياء غريبة بخصوصك"

لقد خافت مجددا، ما الذي قلته أنا الأن؟

"لا تفعلي أرجوك ، لقد جئت الى هنا و أنا خائف بالفعل"

"لقد ذهبت من قبل الى أطباء نفسيين ، بعد الولادة بسبب الإكتئاب"

"أجل لقد ذهبت ، كنت مريضة و ذهبت ، و تعافيت "

"اذا ما الفرق الأن ؟"

"لما آتي الى هنا من قبل لأجل نفسي بس جئت بالإجبار، علاوة على ذلك أنا لست مريضة الأن ، أنا مهمومة و أتألم ، و يائسة لدرجة كبيرة...، اذا لم تفهميني لن يكون لدي أي مخرج أبدا "

هل هي محقة يا ترى؟، لكنها تتعبني كثيرا ، لا أحصل على أجوبة على أسألتي ، و تريد مني أن أجد حلا بسرعة و هذا الحل الذي تقصده هو إحضار خيري ، لا تعرف أي شيء غيره

في دولتنا هناك الكثير من النساء اللواتي تعشن في حزن مع أزواجهن لكن لا يجدن الجرأة للإنفصال عنهم. هذه المرأة التي تجلس أمامي لا تشبه أبدا شخص جريئا لكنها فعلت مالم تستطع الكثير من النساء فعله ، شجاعة للغاية بخصوص حياتها لكنها في نفس الوقت قد اتخذت قرارا خطيرا ، تمتلك شخصة نفية و حساشاة و هشة للغاية ، كيف استطاعت الصمود رغم كل هذا يا ترى؟ ، لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال قبل أن أعرف كل شيء بخصوصها ، و بالنسبة لها هناك موضوع واحد فقط تريد التحدث عنه ، وهو خيري ، لنرى كيف سوف نخرج من هذا الأمر

"سيدة نالان ، انا أفهمك جيدا في موضوع واحد فقط وهو مقدار الألم الذي عانيته ، لقد كنت تخبرينني عن الأيام الأولى التي بدأت فيها علاقتك بخيري "

"أجل لقد كانت أيام جميلة و خيري قد شوش تفكيري كثيرا ، ة بفضله تعلمت عيش حياتي وفق ما أريده أنا ، من قبل كنت كانت الحياة تفعل بي ما تريده و بالخصوص عائلتي لم أعترض أبدا، مع الوقت حبه لي قد أعادني الى نفسي و لو قليلا، قلت اذا أنا أيضا يمكن أصبح محبوبة ، عندما شعرت بذلك بدا الأمر كما لو أن الضوء بدأ يتسلل الى روحي ، و عندما بدأ بإضاءة روحي أنا أيضا بدأت أحس بالحب تجاهه ، ياله من شيء جميل الوقوع في الحب ، لقد أحبني لدرجة أنه كان من المستحيل عدم الوقوع في حب مثله "

ترتسم ابتسامة خفيفة على وجهي ، في الواقع هذا هو المكان الذي يأتي منه معظم الحب ، الناس الذين يحبون أن يكونوا محبوبين و هكذا فإنهم لا يقعون في حب مختاريهم بل أولئك الذين يجرؤون على حبهم ، اذا كان زوجها قد احبها بهذه الطريقة وليس خيري لكانت نالان قد وقعت في حب زوجها كذلك

عندما رأيت هذه الحقيقة لأول مرة ، كنت قد أعدت النظر في حياتي بشكل سيء ، وكان يؤلمني أن أرى أن حبي الأول كان بالضبط هذا بالنسبة لي

"عندما التقينا معا لأول مرة كان زواجي منتهيا بالنسبة لي ، لست من النوع التي قد تخون زوجها مع شخص أخر ، في ذلك المساء أخبرت زوجي عن رغبتي بالانفصال و أنني مصرة جدا بهذا الخصوص، لكن زوجي لم يأخذني على محمل الجد حتى أنه ضحك على كلامي و قال لي إعرفي قيمة بعض الأشياء و اجلسي مكانك تم ذهب للنوم ، في تلك اللحظة استاءت كثيرا من عدم استجابته و سخريته مني ، و قلت في داخلي من تظنني ، الانسان عندما تقول له المرأة شيئا كهذا يأخذها أمامه و يحاسبها ، هل الانفصال بسيط لهذه الدرجة ، ما الذي حدث ، ما الذي أغضبك ؟، ما الذي قصرت به ، الا يسأل الانسان هذا؟، قام بإيماءة بيده كأنه يقول : "هذا عمل عديم الفائدة" ، وذهب إلى الفراش و لم يلاحظ حتى مدى جديتي ، و أعتقد أنه حتى في تلك الليلة قد نام مثل الطفل ، أدركت فيما بعد أن خيري أعطاني هذه القوة"

'دعي أذنيك تسمع يا أرماغان' أقول في نفسي ، 'أنظري لست المرأة الوحيدة التي تفكر هكذا ، أين أنت الأن و مع من ، هل أنت سعيدة الأن يا ترى؟'

"عندما يقول إعرفي قيمة بعض الأشياء أعتقد أنه يقصد كونهم عائلة قوية ماديا "

"بالطبع هذا ما يقصده و كأن سيدات هو الشخص الذي يحمل المسؤولية ، اذا سحبت ممتلكات سيدات من يديه اليوم فسوف يكون مثل العصا لا قيمة له لأنه ليس لديه أي شيء قيم يخصه ، حتى أصدقاءه لن يعرفوه ، اذا قال أنه سوف يعمل فلن يتمكن من ذلك ، إذا وضعت الطعام على الطاولة فلن يتمكن من مد يده و التقاطه ، والده محق في أن يغضب منه لكن لا يوجد من يقول أننا ربيناه بهذه الطريقة ، اللوم عليهم ، بينما كان يعمل السيد رأفت و سوات حتى منتصف الليل كان السيد سيدات يقلق بشأن المكان الذي سيقضي فيه المساء ، الى متى سيظل المرء  واقفا على رجليه من خلال التباهي بتلك الطريقة ، الى متى سوف يكون سعيدا"

هل تقول هذا بإقتناع ؟، في السنوات الأخيرة لم أعد اسمع هذا من الناس ، تبدو ساذجة لكنها تقوم بتحليلات غير متوقعة ، تترك مثل تلك الروعة و تذهب الى شخص مثل خيري ، لقد كنت أظن أن مثل هذا يحدث في الأفلام فقط

قصة حب شاب شهم فقير و الفتاة الغنية...

جيد لكن هل نالان غنية؟، اذا لم تكن غنية هي أيضا فإن القصة سوف تأخذ منحنى مثيرا للإهتمام ، حتى أنا سوف أقول لا يعقل هذا القدر...

"لقد كانت تلك هي الأيام التي بدأت فيها بالوقوع في حب خيري ، بدأت بالشعور بمشاعر لم أتعرف عليها من قبل ، لقد كنت فتاة جبانة و ساذجة وبعدها رأيت أنتي أُصبح أقوى شيئا فشيئا ، هل يمكنك التفكير في ذلك ، هذا العشق قد قادني الى نفسي و جعلني أقوى ، هذا يعني أنني لم أحب من قبل...، الحب شعور رائع"

"الحب هو عاطفة قوية للغاية ، مجموعة من المشاعر العميقة و العالية للغاية ، إنه شعور يزيد من بهجة الحياة ، والطاقة ، ويضيء العيون ، ويجملها ، ويمنحها الصحة ، والأهم من ذلك أن يسعدها. في الطب يقسم الأطباء الأمراض الى مجموعتين : حادة و مزمنة ، تبدأ الأمراض الحادة فجأة و لها مخاطر عالية جدا ، أما الأمراض المزمنة تبدأ ببطء ثم تستمر. الحب مرض حاد يبدأ فجأة و بشكل عال ، يرتفع ضغط الدم و تتسارع ضربات القلب و يزداد التنفس و يتحول لون الخدين الى اللون الوردي و يزداد ارتفاع درجة حرارة الجسم ، كيف يمكن للإنسان أن يتحمل مثل هذا الموقف الحاد مدى الحياة؟ إذا استمرت هذا الوضع لسنوات ، فكم ستتضرر قلوبنا بسبب هذا الوضع ، لقد خُلق الإنسان ليناسب كل حالة ، باختصار ، يتكيف الجسد والروح مع هذا الموقف بمرور الوقت ، وتختفي تدريجياً الإثارة القديمة أمام من يحب ، ويصبح الحب مزمنًا ... عندما يصبح مزمنًا ، يتوقف عن كونه عشقا ، ويتحول إلى حب وثقة وسلام وعادات، السعادة هي أيضا حالة حادة، لا يمكن للناس أن يكونوا سعداء مدى الحياة، السعادة طائر ، تهبط على أكتاف الناس وتنهض، بعض الناس يحبون هذا الطائر وغالبًا ما يدعونه إلى أكتافهم و من ناحية أخرى ، يغضب الآخرون من هذا الطائر ، "إذا لم تكن دائمًا ، فابتعد ؛ اريد طائر يبقى دائما على كتفي"، يقولون ، "ليكن أسود أو جافًا ، لكن لا تبتعد عن كتفي أبدًا"، الطيور السوداء والجافة التي تطفو على أكتافهم تبقى هناك حتى تموت و معظم الناس الذين يأتون إلى هنا يحملون تلك الطيور السوداء على أكتافهم، بينما يطلب البعض مساعدتي للتخلص منه في أسرع وقت ممكن ، يخشى البعض أن يطير هذا الطائر الأسود والجاف ، لأن هذا الطائر أصبح الآن جزءًا من أجسادهم ، إذا طار بعيدًا ، يشعرون وكأنهم عراة ، وإذا لم يكن هناك حزن ، فهم لا يعرفون ما الذي سيعيشون من أجله ، فسيكونون فارغين ..."

"هذا بالضبط ماأشهر به عندما أعتقد أنني سأفقد خيري أشعر بالفراغ ، في ذلك الوقت أحببت خيري كثيرا و كنت مرتبطة به كثيرا لدرجة أنني لم أكن لأتخذ هذا القرار أبدا ، لكنه الأن يغادر"

"آمل ألا يأخذ القوة التي أعطاك إياها عندما يغادر"

"سوء الحظ ، سيفعل ذلك لأنه هو الوحيد الذي أعطاني هذه القوة، لقد كانت قوة جعلتني أقف على رجلي طالما كان بجانبي ، عندما يرحل ، سأكون نالان القديمة مرة أخرى "

آه نالان أعتقد أنه سيكون كذلك ، طالما تلك السنوات السبع لم تكن ملكك فقد إحترقت

"هل يمكن أنك تفكرين بهذه الطريقة بسبب الظروف التي تعيشينها الآن؟"

تنظر إلي غير مصدقة ، تعابير وجهها ونبرة صوتها وجلوسها منتصبة أمامي وعيناها الخجولة والخائفة والحزينة تختلف عن تلك التي لدى امرأة في الخامسة والأربعين من العمر، يبدو الأمر كما لو أن هناك فتاة صغيرة جدًا بداخلها، عندما تتوقف لتتنفس تبسط شفتيها قليلاً وتمددهما إلى الأمام ،هذا تعبير شائع للوجه عند الأطفال ، عواطفها تتغير باستمرار، أحيانًا أرى غضبًا وأحيانًا حزنًا وأحيانًا اليأس في عيونها ، لكن الخوف الذي استقر على وجهها لم يتركها أبدًا، أستطيع أن أفهم الآخرين ولكن ما هذا الخوف؟ ، هل يمكن أن يخيفها الإنفصال عن خيري لهذه الدرجة ؟

ليس من السهل أن تفقد حبًا لم يتضاءل في قلبها منذ سبع سنوات، تريد النساء دائمًا أن يكون الحب أبديًا لكن الحب مثله مثل العاصفة ، هو شغف بمجرد أن يهدأ ، لا يمكن تعميقه بسهولة ، على الرغم من أنه يطمح دائمًا إلى الخلود

طوال حياتها كانت نالان قادرة على التصالح مع نفسها فقط بفضل هذا الحب و قد وصلت الى مكانه مهمة في نظرها وهي الأن لا تخشى فقط خسارة خيري بل أيضا السقوط من نظرها

بعد كل شيء ، لديها دائمًا نقاء ووضوح طفوليين ، والمزاج الغريب الموجود في امرأة صغيرة جدًا، ليست لا طفل ولا بالغ ... أو ربما كلاهما

"ان شاء الله الأمر كذلك"

"لقد كنت تتحدثين عن إنفصالك عن زوجك"

"هاا، اجل ، في الأيام الموالية كان سيدات يراقبني من بعيد فقط متسائلا عما أفعله ، فقط قطعت علاقتي معه و كنت أحاول إنشاء روتين لنفسي ، لقد كنت أتحدث عن هذا الموضوع مع موظو فقط ، موظو يستمع الي دائما ، في البداية اعترض و قال لا تفعلي و بعدها حكيت له اقتنع و قال اذا كنت ستكونين سعيدة فأنا دائما وراءك ، لم أتشاجر مع سيدات حتى بل كنت أتجاهله كما فعل بي ذات مرة ، حتى ذلك الحين لم يتنازل و يتحدث معي ، أعتقد انه كان يتوقع مني أنه أحبه دون قيود أو شروط و أن أتعلق به دون أن يحرك ساكنا ، أليس غريبا؟"

"أجل إنه بالفعل غريب ، من أين يأتي هؤلاء الرجال بهذه الثقة كلها يا ترى؟، مع ذلك أستطيع أن أرى أي نوع من الأشخاص هو سيدات، علاقتك مع سيدات كان من البداية أكثر من علاقة أقيمت بين و رجل و إمرأة بل كانت بين شخصين خجولين لهما نفس صفاتك ، علاوى على لا يشعر بنفسه رجلا كاملا أمام إمرأة و يحمل بداخله روح طفل ، هؤلاء الرجال لا يعرفون كيف يعاملون المرأة بل ينتظرون دائما من المرأة كل شيء ، هكذا رآى و هكذا اعتاد عليه "

"أنت محقة ، أمه قد أنشأته بطريقة خاطئة "

"عندما لم تتمكن من القيام بذلك انتهت العلاقة في وقت قصير، علاوة على ذلك ، كل ما كان قد أعطاه إياه من والده لقد أعجبت أنت أيضًا بهذا الشاب الوسيم الذي يتمتع بإمكانيات مالية كبيرة ، وحاولت أن تجعليه يحبك ، لكن لم تحصلي على أي رد"

"لم أستطيع الحصول على رد متبادل ، مهما حاولت بصعوبة"

" هل تعرفي لماذا ؟ لأن الرجال مثل سيدات لا يعرفون إلا كيف يكونون محبوبين و محميين و مهتم بهم ، لا يعرف كيف يتبادل ذلك ، اهتمامك به جاء بشكل طبيعي بالنسبة له ، فعلت والدته نفس الشي احبته دون قيد أو شروط و وضعته في القمة ، لكن صديقيني سيدات هو ايضا فتى جريح ، من يدري مدى خيبة أمله عندما طلبت منه الإنفصال "

"لا يبدو الأمر هكذا أبدا"

"هو لما يجادل حتي لكي يستعيدك ، لأنه قد خسر منذ البداية ، لم يحصل على الإعجاب و الاهتمام من طرف والده حتى أنه تم تحقيره "

"أجل ، فوالدي زوجي لم يتراجع أبدا عن قول ذلك بشكل واضح"

"بعبارة أخرى هو طفل تجاهله والده...، مع ذلك أنا متأكدة من أن والده احبه كثيرا في السنوات الأولى لكنه تخلى عنه عندما لم يجد سيدات ذاك الذي كان يبحث عنه ، يعني أنه تم التخلي عن سيدات ، و كان هناك قاعدة محفورة في ذهنه : "أولئك الذي يحبونني سوف يتركني بعد فترة على أي حال"

"هل هذا يعني أنه يتوقع أنني سوف أتركه ؟"

"حتى لو لم يكن يتوقع ذلك ، لم يكن متفاجئًا على الإطلاق"

"لم يكن أصلا ، كل يوم كل ما يهمه هو مشاكله و همومه الخاصة حتى تلك الأيام الصعبة عندما كنت حاملا لم يظهر لي الحب و المودة ، كان جدول أعماله الأهم دائما ، ماذا و أين سوف يأكل ذلك اليوم و ماذا سوف يرتدي، من أكثر الأشياء التي أدهشتني أن سيدات لم يكن يغار من الرجال الأخرين لمرة واحدة حتى ، لكن بعد أن تعرفت على خيري تعلمت أنه لكي تكون غيورا يجب عليك أن تعطي القيمة للشخص"

"سيدة نالان ، سيدات قد فقد امرأة مثلك بسهولة بالغة ، أدرك ذلك لاحقا لكن ما الفائدة "

"هل يمكن أنه فهم ذلك؟"

"في مجتمعنا الرجل أهم من المرأة ، و هي بحاجة الى الرجل في حياتها ليس لأجل نفسها فقط بل لكي يبقى أطفالها على قيد الحياة ، من يدري كم من آلاف السنين استمرت هذه الحالة وكان تفوق الرجال محفورًا في أدمغتنا ، الآن ، ربما خلال المائة عام الماضية فقط ، أدركت أولاً المرأة قوة نفسها وبعدها أظهرت ذلك للحياة بمرور الوقت ، لن يتعمق هذا في أدمغتنا ، لكنه سيكون عاجلاً وأقدم مثلما هو حقيقي ، يبدو لي أنه سيكون من الأسهل بكثير العثور على السعادة للرجال الذين يمكنهم إدراك ذلك في أسرع وقت ممكن ، إنكار هذه الحقيقة سيكلف الرجال بقدر النساء ، و هذا ما حدث مع السيد سيدات فقد خسر امرأة مثلك بكل سهولة "

حتى كلماتي تجعلها تحمل خجلا ، انها تخجل ، كما قلت سابقا هي فتاة بعمر ثمانية عشر عاما تقريبا

"لكنني عندما أخبرت العائلة بقراري و تركت المنزل حينها عرف مدى جدية الأمر، زوجي الذي لم يكن ينظر الى وجهي منذ سنوات قد تغير فجأة ، و قال أن مثل هذه القرارات لا يمكن اتخاذها بدون التحدث مطولا ، و أنني في الأصل غاضبة منه لذلك اتخدث مثل هذا القرار ، و أنه حتى لو لم يظهر ذلك الى أنه لا يريد الانفصال عني ، و شيء من هذا القبيل..."

"هل قال ذلك حقا ؟"

"أجل و لمرات عديدة حتى ، لكنه كان قد تأخر كثيرا"

"ماذا فعلتي حينها ؟"

"لم أنصت اليه حتى ، و العائلة كانت مصرة جدا و قدمت النصائح و قالوا لي لا تفعلي هذا، لم أكن اريد أن أجرحهم ، و قد حاولت أولا أن أشرح لهم همي لكن لم يفهموا أبدا ، مهما حدث فسيدات يكون إبنهم ، حينها تذكر حماي ، هو يحبني لكنه يحب المال أكثر ، أولا قال لي لا تفعلي هذا و بعدها قال أنه اذا فعلت ذلك فلن أحصل على أي ممتلكات منهم"

"ماذا كان جوابك؟"

"عندما قلت أنني لا أريد النفقة حتى لم يصدقني ، بعدها امتلأت عيونه و تحدثنا لمدة طويلة"

"هل كانوا يعرفون بخصوص خيري ؟"

" لا ، لا يعرفون بالأمر ، في ذلك الوقت التقينا أنا و خيري لوحدنا لمرة واحدة فقط ، و أخبرته في نفس تلك الليلة أنني سوف أنفصل عن زوجي"

"ماذا تحدثما عنه أنتي و السيد رأفت؟"

"حتى لو لم يظهر ذلك للعالم هو شخص عاطفي جدا ، أخبرته عن عدم اهتمام سيدات بي ، و قد حزن كثيرا ، و قال 'ااه يا عروستي الشقراء'، و شتم سيدات مجددا ، و لكن في الواقع عندما فهمت العائلة أنه ليس لي أي نية أن أنجب مرة أخرى وافقت على الطلاق ، لم أكن لأستطيع الطلاق من سيدات بطريقة أخرى"

انها محقة على الأغلب ، فحسب ما سمعته من الصحافة أن العائلة قد أغلقت موضوع الطلاق بسرعة و تم تزويج سيدات فورا ، و في النهاية حدث ماكانوا يريدونه و أنجبت زوجة سيدات الجديدة ولدين على التوالي

" و في النهاية غادرت دون أن أستدير و أنظر ورائي ، و هكذا انتهى الأمر و بعد فترة تم الطلاق رسميا ، في الأيام الأولى لم يصدقوا أن عيني لم تكن على المال و مع ذلك كم مرة جاء المحامون الى بابي على الرغم من أنني قلت أنني لا أريد أي شيء فقد جعلوني دائما أوقع على شيء ما، و في الأخير فعلت ما قلته و طلقت سيدات بموافقتي و دون أي طلب ، و أعدت له كل ما قال لي عنه اعرفي قيمته"

"ألم تترددي أبدا؟"

"أبدا"

'واو'، أقول في نفسي ، روحها طفولية لكنها شجاعة و صادقة بشكل لم يستطع الكثير من الناس فعله ، اذا فقد انفصلت عن زوجها دون أن تأخذ بنسا واحدا حتى ، هناك شي مظلم في هذا الموضوع لم أفهمه بعد لكن ماذا؟

"لقد كان طلاقك من زوجك تصرفا شجاعا ، منذ متى كنتم متزوجين ؟"

"كنا متزوجين لمدة ثماني سنوات"

" وهل كان لديك امكانيات مادية لكي تستطيعي الوقوف على قدميك لوحدك؟"

"فقط معاش من أبي ومنزل ورثته عن أبي"

"صحيح ؟، لقد كنت تعملين في شركتهم ، هذا يعني أنك قد تركتي العمل"

"أجل ، لقد تركت العمل فورا ، مهما حدث كنت أقول لنفسي أنني سوف أجد عملا في مكان أخر لكن خيري لم يقبل بذلك"

"لماذا ؟"

"خيري رجل غيور ، انه يغار علي من عيونه حتى ، لقد كان خائفا كثيرا من أن أعمل ، بعد زوج مثل سيدات لقد أعجبني كثيرا أن يغار علي أحدهم ، لقد لامس هذا الأمر غروري الذي تحطم لسنوات ، عندها أدرت أنني امرأة و امرأة جميلة أيضا"

آه هؤلاء النساء آه ... كيف نحب أن نكون محبوبين و أن نكون مميزين ، أن نشعر دائمًا بالحب ، هذا الموقف واضح ودقيق مثل قوانين الفيزياء ، ومع تحول العالم لن نتخلى نحن النساء أبدًا عن رغباتنا وعواطفنا ، أتمنى ألا يفوت خيري جرعة الغيرة لأن هذه الأمور لن تنتهي بشكل جيد

"ومع ذلك ، عندما بدأنا بالعيش في نفس المنزل و على الرغم من أنني أحببت هذه الغيرة ، إلا أنني اضطررت للتخلي عن أشياء كثيرة من أجل ذلك ، أولا كان على العيش على معاش والدي عندما لم يسمح لي بالعمل ، و من ناحية أخرى خبر طلاقي من سيدات و علاقتي مع خيري قد انفجر مثل القنبلة في وسائل التواصل الاجتماعي ، لم يتركوا شيئا دون قوله بخصوصنا و قد رفضني المجتمع وكأنني مصابة بالطاعون ، قطع جميع أصدقائي علاقاتهم معي ماعاد كم شخص ، الجميع كان بصف سيدات ، بعد ذلك كنت أخجل من الخروج من البيت "

"كان صعبا ، عندما يكون من يعطي العقاب هو المجتمع و ليش الأشخاص فقط ، يكون من الصعب أكثر تحمله "

"و هل يمكن الا يكون صعبا؟ من جهة خيري و من جهة المجتمع ، لقد حكموا علي بالسجن في البيت "

كم أنها تحكي بكل وضوح و شفافية ، لا تختبئ وراء أي عذر و تقول كل شيء كما هو تماما ، هذه المرأة لا تعرف الكذب و المراوغة

"بعدها بدأ خيري بالتدخل في ثيابي و مظهري ، في الأصل أنا لا أرتدي ملابس مفتوحة و ما شابه لكن غيري قام بالضغط علي كثيرا لأجل هذا الموضوع ، لقد كان يتدخل في كل شيء من طول تنورتي الى لون الفستان الذي كنت أرتديه ، حتى لو كان هذا أزعجني قليلا لكن لم أعترض على أي منها ، فعلت كل ما طلبه "

                                                                           

بعد كلامها أنظر بدقة أكثر الى ثيابها ، في الأصل فور دخولها الى هنا لاحظت طريقة لباسها الغريبة ، هذا يعني أن خيري يقرر بهذا أيضا

"هذه الثياب التي أرتديها الأن كنت قد اشتريتها منذ سنوات طويلة لكن رغم ذلك كنت سعيدة جدا لم أهتم لأجل شيء ، و أصبحت أحب اتداء نفس الثياب لسنوات ، ثم جاء دور أصدقائي الذي كانوا بالفعل عددا قليلا جدا ، وضع يده على كل منهم و فقدت الاتصال بهم تدريجيا ، و أيضا منع علي الخروج الى الشارع دون علمه ، قلت له دعني على الأقل أقوم بالرسم و وجدت ورشة للرسم ، كنت اذهب اليها من حين لآخر رغم أنه لم يرحب بذلك أيضا ، بما أنني خرجت الى هذا الطريق يجب على إتباع قواعده ، و هكذا لم يبقى في حياتي أي أحد غير خيري ، حتى أنه لم يكن بإمكاني الذهاب الى مصفف الشعر متى أردت و أيضا وضعي المالي كان متدهورا بالفعل و كان من الصعب أن أعيش على معاش والدي ، حتى ذلك الوقت لم يكن لدي أي مشاكل مالية ، عرفت الكثير من مصاعب الحياة و آلامها لكنني لم أكن أعرف الفقر و قلة المال ، و مع الوقت تعرفت عليه ، كنت أحاول أن اتدبر أموري بالمنزل الذي بقي لي من عائلتي و معاش والدي"

"ألم يكن خيري يقدم لك أي مساعدة مالية ؟"

"لا ، لا يمكنني قبول مثل هذا الشيء على أي حال ، و أيضا خيري ليس رجلا غنيا و ما يربحه بالكاد يكفيه هو وعائلته حتى أنه لا يكفي و يأخذ دعم من والده "

"لقد قدمت تضحية عظيمة"

"مع ذلك كنت سعيدة ، كان خيري يستحق كل شيء ، لقد كنت أحبه كثيرا ، لكنه لم ينفصل عن زوجته رغم أنه قال لي أن علاقته مع زوجته قد انتهت منذ سنوات و يبقى في ذلك المنزل لأجل أطفاله فقط ، و انا لست شخصا قد يدمر عش شخص أخر ، كما أن زوجته كانت امرأة جاهلة و اذا طلقها خيري لن يكون لديها مكان لتذهب اليه ، كان ضميري يؤلمني و لم أصر على ذلك ، لكن في بداية العلاقة تفاةضنا أنا و خيرى على بعض الأمور ، لم أكن أريده أن يكون على علاقة مع زوجته أيضا ، كان دائما يضحك علي عندما أقول ذلك و كان يقول 'حتى لو لم تصري على ذلك لن أكون معها مجددا ، لقد مضى وقت طويل على انتهاء ذلك'، لذا فإن علاقتنا لم تكن محرمة بين رجل متزوج إمرأة مطلقة كما يبدو من الخارج ، لقد كنا كلانا دائما مخلصا لبعضنا البعض في كل شيء ، قد يقيم المجتمع الأمر بشكل مختلف لكنه لم يكن كذلك ، كنا زوجا و زوجة في نظر الله ، كلانا يعرف هذا و يؤمن به و يثق في بعضنا تماما و لم نكن ننظر حتى بزواية أعيننا الى أحد اخر ، على الرغم من أن خيري كان يتقاسم المنزل نفسه مع زوجته في الليل الا أنه لا يلمسها أبدا ، اذا كان الأمر بخلاف ذلك لشعرت المرآة بذلك ، أليس كذلك يا سيدة جولسيران ؟"

'كل هذه السنوات أي عالم خيال كنت تعيشين فيه يا نالان؟' ، اقول في نفسي ، 'لقد رأيت منذ قليل أنك لست ساذجة ، هذا الأمر ليس سذاجة ، انت إمرأة ذكية لكنك إخترت تصديق ما تريدينه عيشه'

نالان ليست وحيدة في هذا الخصوص ، أنا أقول أنه حتى أعظم الفلاسفة والعلماء الأكثر شهرة قد حلوا الفضاء ، لكنهم لم يتمكنوا من فهم ما أسمته هذه المرأة بالوجود ، الآن اذا اخبرها شخص ما بما قالته لي سوف تحل هذا اللغر في لمح البصر ، لكنها لا تريد حله ، تريد أن تعيش كل شيء كما تراه و كما تشعر به ، لا أعرف هل تقول أنه خطأ ، حتى قامت بحله ماذا سوف يحدث ، عاشت بسعادة في عالم الأحلام الذي ابتكرته بنفسها ، جزء منها يريد تصديق القصة التي ترويها حتى النهاية لكن جزء منها ليس متأكدا من كل هذا ، تنتظر موافقة مني ، هكذا هم النساء ، من جهة الرِجل الخلفية للشيطان ، ومن جهة أخرى ماء صافٍ...

 صحيح أن بعض الأشياء تشعر بها النساء ، لكن لا يمكن الشعور بها إلا إذا رغبت في ذلك ، أعتقد أن الأمر يتطلب بعض الشجاعة لمنح المرء هذا الإذن

بدلا من إجابتها أومأت برأسي ببساطة بابتسامة خفيفة

"حتى الأن لم يقم بأي شيء قد يهز ثقتي تجاهه ، كان خيري دائما رجلا يحترمني و عاطفي و يغضب أحيانا و أحيانا لطيف "

"ما هو المستوى التعليمي للسيد خيري ؟"

"تخرج من المدرسة الثانوية ، عامل كهرباء ، لديه متجر صغير و يعمل بجانبه ثلاثة أو أربعة موظفين ، بالإضافة الى ذلك كان يقوم بإنشاء النظام الكهربائي لمنشآت السيد رأفت في ذلك الوقت ، في وقت لاحق واصل عمله وفي نفس الوقت عمل كحارس لي "

مرة أخرى ينتشر تعبير خجول على وجهها، هل تخجل من أن حبيبها أقل تعليما منها ، أم أنها تعيد اكتشاف بعض الحقائق و هي تسمع إجابات أسئلتي بأذنيها؟، عندما أستمع إاليها أدركت أن هذه المرأة لها قواعدها الخاصة ، لم تقم بخيانة زوجها لأي سبب من الأسباب ، لقد خاطرت بكل شيء و دفعت ثمن إعادة إحياء مشاعرها

المرأة تنظر من قلبها عندما تكون في حالة حب ، بعد أن تهدأ العاصفة و تشرب خمر الحب تماما يحين الوقت لطمأنة نفسها ، عندها يصبح ذكاء المرأة قاسيا تقريبا ، نالان لم تفعل ذلك أيضا ، لم تكن تريد سوى الحب من هذه الحياة

ربما ليس حبا، لكن العلاقة غالبا ما تكون راقية ، عندما يتغلب الحب على كل عقبة و يحطم كل جدار و يتحول الى علاقة دائمة و منتظمة تظهر كل الحدود الثقافية بكل صلابتها التي كانت غير مرئية للعين ، لم يحدث شيء من هذا بنالان ، على العكس من ذلك ، لقد اهتمت بحبها من كل قلبها و بكل ولاء و وفاء

في الواقع انها إمرأة أكثر شجاعة مما أعتقد ، ذات يوم أصبحت لديها مشلعر تجاه رجل بالكاد تعرفه و اتخدت قرارات يمكنها أن تغير حياتها كلها في لحظة ، علاوة على ذلك ، فقد فعلت ذلك بينما كانت عروسا لإلن رجل مشهور بثروته مثل رأفت كور أوغلوا ، و الرجل الذي تحبه يصرغها بسبع سنوات و أل منها تعليما و ليس لديه مال ، هذه المرأة لا تسعى وراء الثروة و الرفاهية ، إنها تبحث عن شيء آخر

فور دخولها الى الغرفة لمست فيها نظرة حنين للماضي ، حتى في جيل 68 كان هذا الحب نادرا ، يعني أن روحها من الطراز القديم و ليس مظهرها فحسب ، انها جميلة جدا و أعتقد أنها إمرأة لا يستطيع خيري الوصول اليها بسهولة ، من الطبيعي أن يعجب خيري بهذه المرأة التي تتفوق عليه في كل شيء ، و مع ذلك فإن فهم نالان ليس بهذه السهولة ، هل هذه المرأة حقا تتخلى عن كل شيء فقط من أجل الحب ، ما الدافع ، ما الجرح الذي جعل هذه المرأة تفعل هذه الأشياء

هذه القوة ، هذه الشجاعة ، هذا التصميم يبحث عن مصدر جاد لنفسه ، إذا لم يكن متاحاً فلن تكفي هذه القوة الفرد فقط للقيام بهذه الأشياء

بصفتي طبيبة نفسية تبلغ من العمر أرعين عاماً ، إذا كنت حتى أجد صعوبة في فهم هذا ، فماذا يقوله أو يجده أو يفهمه المجتمع من هذه العلاقة ، علاوة على ذلك هذا الحب قد جعلها تدفع ثمنا باهظاً ، و أيضا في ثقافة مثل ثقافتنا هذه ليست اشياء يمكن غض النظر عنها ، لقد قدت زوجها و وظيفتها و عائلتها و إعتبارها في المجتمع ، اذا قلت جاهلة فهي ليست كذلك ، هذه المرأة متعلمة و صاحبة وظيفة ، اذا قلت السن...، فهي قد كبرت على المراهقة منذ زمن بعيد جدا

اذا كان مجرد حب ، فإنه يستمد على قوته من مكان لا أعرفه بعد ، أم أنها اصبحت متعطشة جدا للحب ، و أظلمت عيناها عندما ظهر أمامها رجل يحمل الحب

"كل هذا ليس بشيء قليل سيدة نالان ، هل أنت مدركة لمدى تضحيتك لأجل السيد خيري ؟"

"أجل أن أدرك ذلك ، لذلك أنا منهارة لهذه الدرجة ، أنا لم أستحق هذا"

"ماذا عن خيري ، هل يستحقك ؟"

ينتشر تعبير حزين على وجهها ، الحب ليس هكذا في هذا العصر ، هذه قصة محتلفة جدا و كأنه تم تعليقها من القرن الماضي حتى اليوم ، تتخلى عن كل ما تملك من أجل رجل ، تثق به على أكمل وجه وفي يوم من الأيام يقول لها هذا الرجل ، 'هناك إمرأة أخرى'، يا إلهي...، أتمنى لو استطيع أن أساعدها

"ما الذي فعله السيدة خيري لأجل هذا الحب ؟"

هذا السؤال يحيرها ، تنظر الى وجهي بذهول و كأنها لم تسأل نفسها هذا السؤال من قبل ، في البداية كانت و كأنها سوف تقول شيئا ما تم تتراجع و تصمت ، من بعد الأن سوف يكون جيدا أن لا أطرح عليها مثل هذه الأسئلة ، لا تزال غير مدركة للحقائق الحقيقة للحياة ، ما مدى سرعة تصديقها أنها كانت محبوبة جدا ، إنها عطشة ، عطشة جدا...، أتساءل ما اذا كنت غير منصفة بحق خيري ، هل حقا أحب خيري نالان ايضا ؟. بعد ان جلست لفترة بشفاه مدببة ، سألتني بصوت مرتجف

"لا يمكن ان أكون مخطئة لهذه الدرجة الس كذلك سيدة جولسيران؟، خيري يحبني ، و يحبني كثيرا ، أليس كذلك ؟"

سألتني بالضبط ما كان يدور في ذهني ، أخبرني خيري ذات مرة كم كان يحب نالان في السابق ، لقد أحبها لكنه يتخلى عنها الأن ، التخلي يأخذك بعيدا عن الحب ، الأمر كما لو كان المرء سيقول انه إذا أحب فلن يتخلى ، لكن في نفس الوقت ، ليس أنا فقط  ولكن العالم كله يقول أن الحب لا يتلاشى كشعور دائم ، بل يتحول إلى حب وعادات والتزام بمرور الوقت

أنا في حيرة من أمري أيضا ، أما نالان كانت تتذلع الي و تنتظر مني أن أقول شيئا لطيفا لها ، ماذا يمكنني أن أقول لها عن الحب الذي يقول عنه خيري أنه قد انتهى...، فقاعة الحب الحمراء لدى خيري قد انفجرت فجأة و بشكل غير متوقع ، و الأن يطارد بالونا جديدا مع ابنة اللاز

أشعر و كأنني على وشك أن أبلغها بخبر وفاة أحد أقاربها ، هذا هو السبب في أنها خائفة جدا من الحقيقة لأن البالون الأحمر الخاص بها لا يزال معلقا فوقنا بكل قوة ، تتلاقى نظراتنا للحظة و تنظر الي متوسلة ، بعد بلع ريقي عدة مرات أبدأ بالحديث محاولة الا أؤذيها

"اذا كان هناك شيء أعرفه ، هو أن السيد خيري لم يستحقكِ..."

كلامي يجعلها سعيدة و جزينة كذلك ، تبكي لقترة طويلة و تهز رأسها من جانب الى آخر ، و أنا انتظر بصمت ، رغم أنني لم أقل شيئا ، اعتقد أنها قد رأت شيئا و فهمت ، ثم تتكلم بهدوء دون أن ترفع رأسها

"أنت تعطينني قيمة كبيرة بالنسبة لإمرأة فقدت كل شيء من أجل رجل مستحيل ، لو تعرفين فقط مدى صعوبة رِبح كل ما خسرته"

"الجميع يبحث عن شخص يمكنه التضحية بحياته كلها من أجله يا سيدة نالان ، و خيري أصبح حقيقة ذلك الحلم ، أنت حقة إمرأة فريدة و نادرة ، انظري ، خيري لم يقم بما فعلته ، لسنوات كنت أسمع عن الحب من الناس و كل واحد يمتلك الحب على طريقته الخاصة ، البعض لديهم حسابات مخفية و عندما يتخلصون من الحب في عصرنا فإنهم إما يحصلون على المال أو ضمانات أخرى في هذه الحياة ، أنا أحفر حبكِ أيضا ، لكن مهما حفرت لا شيء شيء تحته سوى الحب"

"شكرا لك سيدة جولسيران ، رغم الوضع الذي وقعت فيه الا أنك تنجحين دائما في قول كلام جميل ، و مع ذلك عندما جئت الى هنا اعتقدت أنك مثل المجتمع سوف تحكمين علي بسبب ما فعلته ، لهذا السبب لم أكن أخرج كثيرا منذ سنوات ، لقد انسحبت من العالم و لا أذهب للتسوق حتى ، ليس ليس لدي اي شكاوي حول ارتداء نفس الأشياء على أي حال"

"أي نوع من التفاعلات يظهرها لكم المجتمع ؟"

"جارتي لم تكن تلقي علي التحية منذ سنوات رغم أنها هي ايضا إمرأة تعيش لوحدها ، لو مُت اليوم لا أحد سوف يأتي الى جنازتي ، اعيش مع عمتي في نفس المكان ن سأخبرك بخصوصها لاحقا ، لم تترك أي شيء لم تقله لي و مع ذلك إذا حدث لي شيء ما ، فإنه لا تزال تركض لأجل مساعدتي..."

نالان في الواقع ليست شخصاً ثرثاراً ، فهي تتحدث عن نفسها بحذر و اهتمام عندما يستمع اليها الظرف الأخر ، حتى عند استخدام التعبيرات الغامضة و العميقة فهي لا تفعل ذلك لأجل إثارة إعجاب الطرف الأخر

"انا لم أتبع قواعد المجتمع ، كل جريمة لها عقوبة ، لذلك سوف أدفعثمن ذلك ، لا أعترض على ذلك على أي حال ، لكن العقوبة الأخيرة كانت قاسية جدا"

" كل هزيمة تفتح أبواباً جديدة للإنسان ، و هذا ما يجعل الحياة مبدعة"

"كنت موجودة فقط مع خيري ، اذا لم يكن موجودا فأنا غير موجودة ، لكني أرى أن الحياة ليست قاسية كما إعتقدت ، الحياة يمكنها مفجأة الناس من حين لآخر ، أنت أيضا كنت مفجأة بالنسبة لي ، يبدو الأمر كما لو كنت تقولين 'مهما تكون ، تعال"

هذه الكلمات أعجبتني ، أبتسم لها بخفة  

"أنت شخص تمكنت من الوقوف وراء كل ما تفعله مثل القلعة و دفعت الثمن يا سيدة نالان ، هل من الممكن عدم إحترامك ؟"

"لم أفكر بهذه الطريقة أبداً عندما أتيت الى هنا يا سيدة جولسيران ، انت تمدحينني عوض إلقاء اللوم علي ، لقد كان خيري محق مجددا و قد حاول جاهداً أن يحضرني الى هنا ، كم يمكن أن يكون المرء مخطئا في بعض الأحيان ، لكن مع ذلك لقد قال خيري 'أنا أحب شخصاً آخر الآن' ، هذا لا يخرج من عقلي ابدا، بماذا تنصحينني؟"

"سوف أكتب لك الكثير من الأدوية"

"أرجوك لا تفعلي"

"ألم يقم السيد خيري بإحضارك الى هنا لهذا لأجل هذا؟"

"أجل ، و لكني بالفعل اتناول في المساء نصف الدواء الذي تعطيني إياه "

"لا تخافي يا عزيزتي لقد كنت أمزح فقط ، كم كان سيكون من السهل اذا تخلصنا من كل هذا عن طريق الأدوية فقط ، أليس كذلك؟"

لم تستطع حتى تحمل المزحة ، في بعض الأحيان أنا أيضا لا أستطيع تجنبها لكن لا يمكن للمرء أن يتخلى عن طبعه بسهولة  

يبدو أن خيري مصمم على ترك نالان لأنه معجب بفتاة اللاز (البحر الأسود)، على الرغم من أن ما يقوله اليوم و ما يفعله غدا غير متناسق ، الا أن نالان لا تزال في موقف صعب ، يشبه الوضع مثل رجال أعمال وضعوا استثماراتهم بالكامل في شيء واحد ، جاء الفيضان ، اندلعت النيران ، و لم يتبقى خبز في منزله

المرأة المسكينة لم يتبقى لديها لا وظيفة و لا أصدقاء و عائلة ، و إذا ذهب خيري فأنها حقا سوف تبقى في المنتصف ، على الرغم من أن خيري لا يقدم لها الطعام إلا انها تأخذ كل طاقتها في حياتها من خيري ، في الواقع من الجميع أن تصدق من أعماق قلبك أنك سوف تظل محبوبا للأبد ، لكن أتمنى لو أن الأمر لا ينتهي على هذا النحو...

"فعلت ما قلته هذا الأسبوع ، صحيح ؟"

"يعتبر أنني فعلت ، الآن ينام خيري في الليل بشكل مريح في سريره ، كما أنني أعطين لنفسي بعض الوقت بخصوص الإنتحار ، أنا أثق بكِ ، يبدو لي أن شيئا ما سيحدث و سيختفي هذا الألم"

"هل يمكنني سؤالك عما تتخيلينه ، أم أن الموضوع سوف يلتف و يعود الى خيري ؟"

تحني رأسها بحجل مرة أخرى ، هذا هو أملها الوحيد و أنا أعلم ذلك بالفعل ، عندما ترفع رأسها هناك بصيص أمل خافت في عينيه ، أود أن أرى هذا الضوء في عيون كل من يغادر هذه الغرفة ، لكن للأسف السبب في هذا الضوء في الوقت الحالي ، بل خيري ، تريد مني أن اعيد خيري إليها

تقف و هي تلتقط تنورتها ، تنظر إلي بعيون متوسلة و تصافح يدي ثم تغادر الغرفة ببطء

ألقي عليها نظرة فاحصة خلفها لفهمها ، تمشي مثل الملكة مرة أخرى ، هل ذهب هذه المرأة الى  دروس الباليه أو شيء من هذا القبيل ؟، لا يمكن لأي شخص عادي أن يمشي هكذا ، إنه شيء يتم تعلمه

من الطبيعي جدا أن تكون هذه المرأة عروسا لعائلة مشهورة مثل عائلة كور أوغلوا ، لكن من الصعب جدا فهم الباقي في الوقت الحالي 


 

رواية فتاة النافذة مترجمة للعربية


الفصل الثالث : اضغط هنا


Reactions:

تعليقات