القائمة الرئيسية

الصفحات

داخل العملة : قصة سادي حسب الرواية




داخل العملة : قصة سادي (حسين)
 
"حضرة الطبيبة السيدة نيريمان تنتظر في الخارج و السيد حسين جاء كذلك و كما تعرفين لا يحب الإنتظار, ماذا نفعل ؟"
"أطلبي الإذن من نيريمان و أدخلي السيد حسين فورا"
"حسنا سيدتي"
"أهلا بك حسين "
"أختي العزيزة, قولي مت لأموت, لا أستطيع أن أوفي حقك أبدا المرضى ينتظرون في الخارج و لن أخد الكثير من وقتك, لا أريد أن أقلل من إحترامك لكن حالتي قد ساءت مجددا, يقولون لي ليس هناك أي مشكلة لكنني لست بخير, لقد أحضرني صديق لي الى هنا مجددا فأنا لا أستطيع الخروج الى الشارع لوحدي, هل تليق مثل هذه الأشياء بحسين؟, سوف يقومون بتوسيخ إسمي, أي مرض هذا؟ الم يجد أحدا أخر غيري, هل يناسب رجالا مثلي أن يخاف مثل الجرذ؟, يطاردني الحظ الأعمى الى هنا أيضًا, إذا كنت خائفًا من الموت فأنا أنذل رجل في العالم, كم مرة واجهت الموت وجهاً لوجه ، ولم تتحرك شعرة مني حتى, اذا كان الضرب فقد تعرضنا له و جاؤوا مع الجيش حتى ، و اذا كان الطعن فقط تعرضنا له
تعرفين يا أختي ليست هناك عظام في جسدي لم تكسر, حتى أنهم سحبوا المسدس في وجهي و اطلقوا النار و أطلقت أنا أيضا, في ذلك الوقت كان كل هذا عاديا بالنسبة لي, لكن ما الذي حدث لي الأن ؟"
"تعال يا حسين إجلس هنا"
"حضرة الطبيبة, هل تعلمين ماهو أهم شيء في هذه الحياة؟, انه الإخلاص, أنت موجودة لذلك أعلم أن ظهري لن يسقط على الأرض, أنظري لقد ضاقت روحي ركضت و جئت اليك, أنت لم تقومي برفضي منذ سنوات و تجعلين مرضاك الذين لديهم مواعيد ينتظرون وتقومين بأخذي أنا و كنت دائما أتعامل مع مشاكلي و لم أسألك عن حالك حتى, اغفري خطأي كيف حالك أختي جولسيران؟"
"أنا بخير يا حسين"
"تبدين بحالة جيدة يا أختي جولسيران, يااهو أنت في كل مرة تصبحين أكثر شبابا, لقد كنت آت إلى هنا منذ سنوات و أنت لم تتغيري أبدا, ماهو سرك؟"
"ربما بسببكم"
"أنظري, طالما أنت هكذا فإن مزاجي يتحسن و أحيانًا آتي إلى هنا لأجل رؤيتك فقط و أتحقق مما إذا كنت مريضة أم بصحة جيدة, في الواقع نحن لا نساوي عشرة قروش حتى ، نحن أناس أنانيون جدا كوني بصحة جيدة حتى تتمكني من الاعتناء بنا, لا تنظري لما أقوله بهذا الشكل أتمنى أن أفعل شيئًا من أجلك يومًا ما, أحملك على ظهري يا أختي"
"كيف حال الأطفال يا حسين؟"
"انهم بخير يذهبون الى المدرسة, جميع بناتي يعملن بجد آمل أن يدرسوا ويصبحوا أطباء مثل أختهم جولسيران هذا حلمهم جميعا, أنا أعتني بهم جيدًا و أقوم بإطعامهم الأفضل دائما, في صغري لم أكن أعرف ماهو الموز, الأن أشتري لهم أفضل أنواع الموز, اللحم و الحليب لا أنقص عليهم أي شيء أنا لم أتناول ذلك في طفولتي ليتناولوه هم على الأقل, أنا دائما أشعل الأضواء في المساء هل أخبرتك من قبل يا أختي أنني عندما كنت طفلا صغيرا أثناء السير في الشوارع ليلاً كنت ألقي الحجارة على نوافذ المنازل حيث كانت الأضواء مضاءة؟"
"لماذا يا حسين ؟"
"لماذا؟ أنت لن تفهمي هذا يا أختي، هل سبق لك أن بقيت في الشارع ليلا؟ هل كنت جائعة لأيام؟ هل نمت مع الكلاب والأغنام في الشوارع؟، كنت أشعر بالغيرة من الناس الذين يعيشون في تلك المنزل، لديهم عائلة و منزل دافئ و أم تقوم بتحضير الأطعمة الساخنة بينما أنا لم يكن لدي, لذلك كنت أرمي الحجارة على نوافذهم و كان ذلك متعتنا نحن، ربما لو لم يقم والدي بذبح والدتي فربما كان سيكون لدينا مثل تلك المنازل لكنه لم يحدث، لكن الأن لدي منزل دافئ و كل يوم تحضر الشوربة الساخنة و هناك مصابيح مضاءة، عند المجيء اليك لا أرغب بالذهاب أبدا، ألعب اليانصيب كل أسبوع و اذا ربحت فأنت في مشكلة كبيرة يا أختي"
"لماذا أنا من سوف يكون في مشكلة ؟"
"اذا ربحت بالمال هل تعرفين ماذا أفعل به ؟"
"صحيح، ماذا سوف تفعل به؟"
" سوف أشتري الشقة المجاورة لشقتك وأصبح جارك، كما لو أنه لا يكفي قدومي الى هنا سوف أسبب لك الصداع في منزلك أيضا"
"أستغفر الله يا حسين أعرف كم أنك في الواقع رجل حساس و محترم"
"شكرا لك أختي، أنا لم أسمع مثل هذه الكلمات من أحد من قبل"
"كيف هي الأعمال؟"
"لا يوجد عمل يا اختي، و هل سوف تسير الأمور على ما يرام بينما أقول أنا أموت أو أنا ميت؟، أنت تعلمين بالفعل أن حياتنا ليست خالية من المتاعب"
"لكن لا تنسى بناتك يا حسين انهم بحاجة اليك لا تقحم نفسك في المشاكل"
"أنا لم أعد أبحث عن المتاعب لكنها دائما تجدني، على أي حال ، أخذت وقتك مرة أخرى ، فقط قومي بفحصي وسوف أذهب لقد تحسنت حالتي بالفعل عندما أدخل الى هنا لم يتبق لدي شيء ولكن إذا كنت تريدين يمكنك إلقاء نظرة على أي حال"
"حسنا حسين تفضل الى هنا و انزع سترتك"
حسين مرة أخرى و كما هو الحال دائمًا أنيق للغاية ونظيف يرتدي بدلة رمادية من أفضل الماركات وقميص حريري أسود و حذاء أسود من الجلد بمقدمة مدببة مع كعب خفيف ، لا يرتدي ربطة عنق و يترك دائما مقدمة قميصه مفتوحة ، عندما خلع سترته يمكنك رؤية مسدس كبير معلق حول خصره ، يمسك حسين مسدسه ويضعه على طاولتي ويجلس على طاولة الفحص
"حسين هل أنت مجبر على حمل هذا السلاح؟"
"نعم حضرة الطبيبة"
" لكنك رجل سريع الغضب و من الخطأ أن يحمل أشخاص مثلك السلاح و هذا سوف سبب لك مشكلة كبيرة"
"لم يخرج رأسي من المتاعب أبدا"
" لكن الآن لديك زوجة وثلاث بنات جميلات للغاية، تخلص منه"
"اذا لم أحمل هذا المسدس معي سوف يطلقون النار علي فورا، أنت لا تعرفين عالمنا يا اختي لو كان بإستطاعتي لم أكن لأحمل هذا الحديد الأسود لمرة واحدة حتى لكن حاليا لا يوجد حل أخر، أنت دائما تقولين لي ذلك و من يدري ربما يوما ما تنظرين و تجدين انني تخلصت منه، منذ أن بدأت بالمجيء اليك لم أدخل الى السجن أبدا تعرفين هذا اليس كذلك، في الواقع حدثت تغييرات أكثر مما تعتقدين، كيف هي حالتي يا اختي هل انا بخير؟ كيف هو ضغط دمي؟"
"كل شيء على ما يرام يا حسين أنت مثل الثور، هيا اذهب الأن"
"حسنا أنا ذاهب لقد أخدت الإذن من أحد المرضى (نيريمان من شقة القمامة)، و هكذا استطعت الدخول"
"لمرة واحدة خذ موعدا يا حسين و تعال الي على هذا الأساس"
"لا استطيع فمن يدري متى قد تسوء حالتي لكنني بخير الأن، شكرا لك حضرة الطبيبة رضي الله عنك"
" وداعا حسين ، تحياتي لأهل المنزل"
" سوف ابلغها يا أختي"
يمشي و هو يفتح ذراعيه قليلا و أكتافه تهتز للأمام و الخلف، الناس تخاف منه ، لو كانوا فقط يعرفون كم هو رجل طيب القلب...
"حضرة الطبيبة السيدة نيريمان تنتظر في الخارج"
"حسنا تونا انا انتظر، اهلا و سهلا بك سيدة نيريمان كيف حالك ؟"
"اهلا بك حضرة الطبيبة، لكن لا داعي لتناديني بالسيدة لأنني سوف اتي اليك كثيرا سوف تلتقين بي اكثر من اقربائك، الا تخافين من الرجل الذي خرج للتو ؟"
"لا لماذا سوف اخاف ؟"
"قبل دخوله الى هنا طلب الاذن مني، لقد جئت الى هنا بعد أخذ موعد و لا اعطي دوري لأي احد بالعادة لكن عندما رأيت شكله و نظراته غيرت رأيي، يشبه رجال العصابات التي نراها في الافلام الله اعلم ربما لديه مسدس حتى، كم هو صعب عملك من الصباح حتى المساء تلتقين بجميع انواع البشر"
"لا تنظري الى شكله انه رجل لطيف للغاية , و اعتذر مجددا عن التأخير...."
انتهت قصة حسين هنا و لم تقم الطبيبة بذكره بعد ذلك 

 


Reactions:

تعليقات