في يوم أمس فقدت صديقة مقربة لي ، لقد عشنا
معاً حياة بأكملها نقريباً ، كانت لدينا ايام جيدة و أيام سيئة...، فقدنا أزواجنا
في تسعة أشهر ، بكينا معاً ، ضحكنا معاً مرة أخرى ، لقد كنا معاً في منذ أسبوع فقط
، و لكن الآن فيليز غير موجودة
كيف تجعلنا الحياة أحياناً ننسى الموت ، لكن
من الجيد أننا ننسى ، غالباً ما يُنسى الموت من قبل أولئك المرتبطين بالحياة بهدف
، إذا لم نتمكن من إضافة هدف فلا يكون هناك معنى للحياة أحيانا...
ها أنا في العيادة اليوم مرة أخرى ، بمجرد أن
أجلس على مكتبي سيكون لحياتي معنى مرة أخرى و سوف أنسى الموت ، بينما كنت أنظر إلى
مواعيد اليوم على الحاسوب يدخل خيري الى غرفتي و يبدو غاضب مرة أخرى ، ما الذي
أغضبه يا ترى ؟ حتى في أكثر حالات هذا الرجل طبيعية ، هناك غضب على الحياة ، بغض
النظر عما مر به ، لم يستطع الانتقام من هذه الحياة
ربما لأنها نهاية الأسبوع فهو يرتدي معطفا
أحمر مرة أخرى ، كالعادة يضغط على يدي بقوة و يضع المفاتيح و تلك المسبحة السوداء
التي لا يسقطها من يده على الطاولة أمامه ، ثم يجلس و ينظر إلي
" كيف حالك سيدة جولسيران ؟ "
غريب ، يسأل هو أولا دون أن ينتظر أن أسأله
أنا ، يعجبني هذا الوضع
" أنا بخير سيد خيري ، أنت كيف حالك ؟ ،
أرى أنك متوثر قليلا"
" لا ، ليس بشيء مهم لكن البقاء بين
ثلاث نساء ليس بالأمر السهل ، لقد انقلب نظامي كليا ، يلعبون بي فيما بينهم مثل
الكرة "
" هاا إذن ، أي واحد منهن التي تغضبك
بالأكثر ؟ "
" يمكنك التخمين إذا أردتي "
" من دواعي سروري ، أعتقد أنها فتاة
اللاز "
" بالضبط ، المرأة تأكل رأسي ، و لا
واحدة من الآخريات هكذا ، كما أن حبيبها قد عاد من خارج البلاد ، غير معروف ماذا
سوف يفعل إذا عرف بأمري ، لكن فتاة اللاز قد اختلقت قصة فوراً ، و قالت له أنه قد
أهملها كثيرا و أنها شعرت بالملل و أنها تريد أن تفتح متجرا لنفسها "
" يا لله ، ما المغزى من هذا ؟ هل حقا
كانت لديها مثل هذه الفكرة ؟ "
" بالطبع لا "
" هذه الكذبة تشبه أكاذيبك لكن ليس
الجميع مثل نالان ، هل صدق الرجل هذه القصص ؟ "
" بالطبع لم يصدق ، لكن فتاة اللاز
لديها حقاً ما يكفي من المعرفة لفتح صالون تجميل ، و قالت لي " لقد استأجرت
المحل بالفعل ، أحب هذه الأشياء ، يجب عليك العودة إلى زوجتك ، تخلص مني و أنا
ايضا اتخلص منك "
" و بعدها ؟ "
" لقد رفض الرجل لفترة طويلة لكن فتاة
اللاز عنيدة ، و قال لها أنت معتادة على الراحة ، لا يمكنك فعل ذلك هناك و لديك
نظام جاهز لا تفسديه ، سوف تندمين لاحقا ، لكن لا تعتقدي أنني سوف أقبل أن تُمد لك
يد أخرى ، فكري جيدا و اتخذي قرارك "
" إذن هذا ما قاله "
" في الواقع ما قاله صحيح ، الرجل محق ،
لو كنت مكانه كنت سأقول نفس الشيء ، كنت
سوف أشك و أتساءل إذا وجدت شخصاً آخر "
" ألم يشك هو ؟ "
" لن يقول ذلك ، سوف يتصرف و كأنه
يصدقها حتى يمسك بها ، و هذا ما فعله ، قال لها أن تخبره في اليوم الذي يوف تترك
فيه البيت و إذا احتاجت إلى شيء ما اتصلي ثم ذهب ، فهمت فورا أن هذا فخ ، و
أخبرتها بذلك و قلت لها ألا تتصل أو تسأل عني لكنها لا تستمع إلي ، سوف تقحمني في
المشاكل أنا أيضا "
" ماذا تقول أنت بخصوص هذا ؟ لقد انقلبت
حياتها بسبب ، يبدو أنها تثق بك "
" بالطبع سوف تثق بي ، ما الذي فعلت
لزعزعة ثقتها ؟ في الأصل لا ينبغي أن تثق بذلك الأحمق الذي يتظاهر بأنه يصدقها
"
ينتشر صمت في الغرفة ، في هذه الغرفة يتحدث
مرضاي بكل راحة و يخبرونني بكل شيء دون الخجل من أي شيء ، لكنني لا أسمح بقلة
الاحترام ، ما هذا الكلام
مع زيادة الصمت في الغرفة و تغير نظراتي تجاه
خيري ، يفهم أنني إنزعجت
" أعتذر سيدة جولسيران ، عادة فمي ، لا تؤاخذيني
، سأكون أكثر حذرا من الآن فصاعداً "
أومئ برأسي قليلاً ، قبل أن تهب الرياح
الباردة في الغرفة ، أطرح السؤال مرة أخرى
" هل يجب أن تثق بك فتاة اللاز ؟ "
" ألا تثقين بي أبدا سيدة جولسيران ؟
"
" بأي صفة سأجيب على هذا السؤال ؟
كطبيبة أعلم أنك تخبرني بالحقيقة هنا و أنا اثق بك بهذا المعنى ، لكن يجب ألا تثق
بك النساء في حياتك ، حتى أنه لا يجب أن تثق بنفسك في مسائل الحب و العاطفة هذه ،
يحب أن تكون حذراً عند تقديم وعد لشخص ما بشأنها "
" ماذا فعلت حتى لا تثق بي فتاة اللاز ؟
"
" المرأة تريد عقد النكاح ، في السابق
كانت نالان أيضا تريد ذلك ، كما أن هذه المرأة لا تعرف أنه هناك إمرأة أخرى تعيش
معها منذ سبع سنوات غير زوجتك ، لماذا لا تخبرها بكل شيء مثلما هو بالضبط ؟ "
" كل شيء ؟ حقاً؟ "
'حقاً؟' ، كم يقول هذا من أعماقه ، لا أعرف
هل أقول أنه حلو أو مالح ، عندما لا أعرف شيئا ما أضحك ، و هذا ما أفعله الأن
" أضحكي بالطبع ، في النهاية ليس أنت من
سيقع في المتاعب "
" سيد خيري إذا لم تقل هذه الأشياء
اليوم فستواجه الكثير من المتاعب لاحقاً ، ما تسميه الحق لا يتناسب مع حاويته و في
يوم من الأيام سيجد بالتأكيد طريقة للظهور ، و إذا كان كل شيء واضحاً ، ألن تكون
أكثر راحة و سلاماً ؟ "
ينظر إلي جانبيا و كأنه يقول "مازلت لا
تفهمينني" ، هناك عتاب في هذه العيون ، في الواقع أنا افهمه جيداً ، هو الذي
لا يفهم نفسه ، هذه عاداته القديمة ، هل من السهل أن تكون فقيرا ، أن تتعرض للتنمر
و أن تتعرض للضرب و الإهانة من قبل شخص ما دون أي ذنب أو خطأ ؟
و خيري قد جاء من مثل ذلك المكان إلى هنا ، بسبب
عاداته القديمة أو إضطراره في السابق هو ما يحعله يختلق كذبات بإستمرار ، مع ذلك
فهو يعيش اليوم بشكل مختلف تماماً ، و لا يعيش هذه الأيام الجميلة بسلام داخلي من
خلال اكتساب أهداف جديدة و مختلفة في الحياة ، من خلال التعرف على نفسه و الحياة
بشكل أفضل قليلاً ، بدلا من ذلك ، لا يزال يتصرف مثل خيري الذي يبلغ من العمر
ثمانية عشر أو عشرين عاماً ، و يعيش على هذا النحو
كم سيكون كل شيء مختلف إذا عرف كيف يعيش
اليوم في زمن آخر ، مع مسؤوليات أخرى ، و معرفة قيمة من أين أتى
إذا حاولت إخبارك بهذه الأشياء الآن يا سيد
خيري ، فهل ستفهم ذلك ؟ انا أكتب هذا هنا إذا عرفت فتاة اللاز بكل شيء سوف نقع في مشاكل
أكبر ، و كل شيء سيحدث لنالان فقط ، أنا أفعل كل هذا لأجل حمايتها بالأكثر
" سيد خيري ، هل كنت تتعرض للعنف كثيرا
في طفولتك ؟ "
هذا السؤال الذي طرجته فجأة يفاجئ خيري ،
للحظة نظر إلى ببراءة كطفل صغير
" ربما كان سؤالاً لا مبرر له ، لكن هل
يمكنك التحدث قليلا عنها ؟ "
"حسنا "
مرة أخرى ، يقول 'حسنا' بنبرة بريئة جدا ، لا
يعترض ، و لا يسأل
" بما أنك تسألين هذا السؤال فالبتأكيد
هناك سبب ، الآن أتساءل بماذا سوف أخبرك بماذا سوف أبدأ ، لنبدأ إذا بالفوضى ، كنت
اصغر سناً في ذلك الوقت ، ذات يوم كنت عائداً من المدرسة فذهب إلى حديقة أحدهم ،
التقطت الخوخ و هذا أمر بسيط...، أمسك بي من أذني و وضعني على الأرض ، وجد قطعة
خشب طويلة و حبل ، قيدني أولاً ، كما ربط قدمي بقطعة الخشب ، أخذ عصا التوت البري
بيده ، كم كان مؤلم و كيف كنت أصرخ و كدت أموت من الألم ، في ذلك الوقت لم أخي قد
مات ، تجمد لسانه من شدة الخوف ، كان يبكي فوق رأسي و ينتحب...، زوجتى أبي كانت
واقفة أمام الباب و تعقد ذراعيها و هي تراقبنا ، على كل حال ، جاء واحد أو اثنان
من قريتنا و أنقذوني ، لم أتمكن من الوقوف على قدمي لمدة عشرة أيام ، هل نزفت
قدماي طوال الطريق ، هل أصيبت بالعدوى...، عندما أرغب بالتبول أزحف حتى الوصول الى
غرفة الوضوء ، لأنني لم أستطع الوقوف على قدمي ، كان الأصفر بجانبي... كم كان صبي
جيد... لم أعرف قيمته حينها..."
كم يتكلم بشكل جميل ، لا يخبرنا فقط بل يعيش
تلك اللحظات كذلك ، مشاعره واضحة دائما ، هذا أن النساء قد أحببن هذا الجانب منه
بالأكثر ، أنه طبيعي جداً ، صادق جداً...
" الآن بعد أن فكرت في الأمر ، أعتقد
أنني كنت طفلا شديد النشاط ، تسمونه اضطراب فرط الحركة أو ما شابه ، ابنتي الوسطى
كذلك ، لا يمكنها البقاء هادئة مكتوفة الأيدي ، إذا قلت لها اجلي يا فتاة لا تجلس
و إذا قلت لها اذهبي الى الفراش لا تنام ، في البداية اعتقدنا أنها فتاة شقية و
لكن عندما بدأت المدرسة ، اتصلت معلمتها بتركان و قالت لها أنها شديدة النشاط يجب
أن تصطحبيها إلى الطبيب ، لمدة عام تأخذها توركان إلى الطبيب باستمرار و الآن قد
تحسنت ، كذلك كنت أنا ، حاول والدي معالجتي من مرضي عن طريق الضرب و السب و الشتم
، أي بإخافتي و إيذائي ، لم يتعرض أي طفل في القرية للضرب كما فعلت ، و لم يتم
شتمهم مثلي ، لأنهم لم يكونوا مصابين بإضطراب الفرط الحركي ، لذا كما ترين لقد
تعرضت للضرب الشديد عندما كنت طفلاً ، ليس والدي فقط بل كان كل رجال و نساء القرية
يقومون بضربي ، لكنني أخرج غضبي على الأطفال في المدرسة ، كنت أضربهم كثيرا ، لقد
كنت طفلا ضخما قليلا ، كنت أبحث عن حجة لكي أضرب كل واحد منهم ، كنت أحرق أرواحهم
كثيرا ، يرى المعلمون ذلك و هكذا يقومون بضربي ، لذلك كان العنف جزءاً أساسيا من
حياتي ، حتى زوجتي توركان قد أخدت نصيبها من هذا ، خاصة في السنوات الأولى من
زواجنا كنت أضربها كثيرا "
" لماذا كنت تضرب زوجتك ؟ "
" وهل يوجد عذر لكي تضرب الزوجة ؟ بمجرد
دخولي للمنزل أجد حجة و أفجر صفعتين في وجهها ، و هي لم تتلقى القليل مني ، يقولون
الضرب لا يخرج من الجنة ، هذا القول صحيح "
" كيف ذلك ؟ "
" كيف ماذا ؟ أنا أضربك مع كل حجة ، إذن
لا تدعيني أضربك "
" ماذا تفعل المرأة ، هل تهاجمك أيضا ؟
"
" لا...، أنظري ، هذا لا يجوز ، التي
نقول عنها إمرأة لا ترفع يدها على رجل "
عند الاستماع إلى هذا الرجل أكون على وشك
السؤال ، "أحدنا قد جاء من القمر ، لكن من منا ؟" ، ما مدى اختلاف
حقائقنا كأبناء لنفس الأرض ، لكن من ناحية أخرى ، لا يسعني إلا أن أعتقد أنه إذا
ولدت و ترعرعت في تلك القرية و لم تتح لي الفرصة للدراسة ، فربما كنت سأشارك خيري
نفي الحقيقة
إذا كانت هناك عدم مساواة أو ظلم ، فهذا ليس
خطأ خيري
" هل زوجتي فقط ، لا ، إذا كنت على
علاقة مع واحدة و اثنتين في ذلك الوقت ، فسوف أجد طريقة لأصفعهن صفعة أو اثنتين
"
" لماذا تفعل ذلك ؟ لإذلالهن أم لكي
تتكبر بنفسك ؟ "
" لا أعلم ، ربما أحد الأمرين...، نحن
رجال و سنظهر قوتنا ، لكن هؤلاء النساء تعشقن الضرب ، يا إمرأة لقد ضربتك البارحة
فقط و لا أحترمك ـ هل يمكن أن تحبي رجلا كهذا ؟ قبل أن تشفى علامات الضرب تحاول أن
تحبني مجددا ، هل يمكن أن يكون مثل هذا الرجل محبوبا ؟ ، لكن بعد ذلك عندما تعرفت
على نالان و بدأت بالإقتراب منها ، لم يخطر ببالي مطلقاً أن أضربها أو أقوم
بإهانتها ، لكن بعد فترة سألت نفسي ، يا خيري أين هي رجولتك ؟ قلت أنني تحولت إلى
قطة بجانب المرأة ، ثم لم تعجبني هذه الكلمة أيضاً، لقد تحولت إلى إنسان و ليس قطة
، لقد عاملتني كإنسان ، أعتقد أنه بعد أن تعرفت على نالان تعلمت أنني انسان و ذو
قيمة ، بعد ذلك ، لم أرفع يدي أبداً على أي امرأة ، و زوجتي قد نجت من التعرض
لضربي "
ثم و هو يغمض عينيه ، يحسب شيئا في رأسه
لفترة من الوقت
" الآن بعدما أفكر بالأمر ، لم أعد أضرب
النساء فقط بل الرجال أيضا ، لم أعد أتشاجر مع أي أحد ، بدو الأمر كما لو أن نالان
دمرت الغض الذي داخلي ، الآن سوف تغضبين مني مجددا لكن توركان كانت تحبني أكثر في
السابق يعني في تلك الأيام التي أعتدت أن أضربها ، الأن أصبحت هادئ أكثر و لسنوات
لم أرفع يدي على أحد ، فور دخولي للمنزل تبدأ بالثرثرة ، لقد عانيت الكثير منك ،
لا أنت لا تقدر قيمتي ، لا تجد الوقت حتى لتمشط شعرها...، و ما إلى ذلك ، و عندما
أوجه لها صفعتين تسكت ، لم أُشبع نفسي بضرب المرأة ، صحيح لماذا تسألين هذا السؤال
؟ ما علاقة تعرضي للضرب بما يحدث الآن ؟ "
لا ينسى السؤال الذي طرحته ، الآن سوف أحاول
أن أخبره شيئا عن نفسه ، تماما عندما مددت السيف لنالان ، دعنا نرى إذا كان خيري
سوف يمسك بذلك السيف أم لا ؟
"سيد خيري ، على الرغم من أنك تخليت عن
استخدام العنف ضد الناس من حولك بفضل نالان ، إلا أن بعض عاداتك الأخرى لا تزال
قائمة ، مازلت تحتفظ باليوم و لا تحسب حساب الغد ، لا تفكر قبل اتخاذ قرارات و لا
تتخذ قرارا حاسما ، على سبيل المثال لا تخبر فتاة اللاز عن نالان ، لأنك تختار أن
سلك الطريق السهل و تنقذ اليوم لكن لا تفكر بالغد ، بعبارة أخرى لم يتغير ترددك
تجاه الحياة و حالتك المتمثلة في عدم معرفة ما يجب عليك فعله ، تلك القصص التي
أخبرتني بها هي ما أجبرتك على فعل ما تفعله اليوم ، الآن لم تعد خيري القديم ،
أنظر إلى أي مدى وصلت في هذه الحياة ، أتمنى لو تستمر في تحسين نفسك "
" ماذا تقصدين ؟ إذا أخبرت فتاة اللاز
بكل شيء فهل ستنجح الأمور ؟ ، أنت تعتقدين ذلك ، بالطبع فأنت لا تعرفين فتاة اللاز
لذلك تتحدثين عنها هكذا ، سوف تداهم بيت نالان على الفور ، أليس هذا مؤسفا على
نالان ؟ "
لم يمسك السيف ، و بقي في يدي ، لا فائدة من
الإصرار ، لكنني سوف أستمر في إخباره بأشياء حتى لو كانت بسيطة
" سيد خيري ، نالان تكون حبيبة السابقة
قبل أن تتعرف على فتاة اللاز ، لو قلت لها ' لقد كانت لدي علاقة سابقا لكن عندما
تعرفت عليك انتهت تلك العلاقة ، و أنا الآن بجانبك '، ماذا ستقول فتاة اللاز بخصوص
هذا و قد أخبرتك سابقا بكل شيء بكل وضوح و أنه لديها حبيب ، و أنت قد قبلت بذلك
بكل بساطة ، لماذا لن تقبل هي ؟ "
" أجل لقد أخبرتني بكل شيء لكن كما قلت
سابقا سوف تنفصل عن حبيبها ، و إذا لم تنفصل عنه سوف ترى ما الذي سوف أفعله ،
بمجرد أن أصبحت المرأة لي لا يمكن لأحد أن يلمسها "
هذه هي الطريقة التي يفكر بها هؤلاء
الرجال...، كان لدى مرضى مثله من قبل ، لم نتحدث أبدًا
بصراحة عن طريقة تفاعلهم مع النساء ، مشكلتهم كانت مختلفة ، لذلك إنه مكسب كبير
بالنسبة لي أن أتعرف على مثل هذا الرجل و أن أرى من أي نافذة ينظر إلى الأحداث و
أن افهم فلسفات حياته ، على الرغم من أنه يبدو متناقضاً جداً بالنسبة لي ، فأنا
بحاجة إلى معرفة و فهم هذا ، بخلاف ذلك لن أستطيع أن أقول الأشياء الصحيحة للمرأة
" سيد خيري ، لنتحدث بوضوح ، ألم تأخذ
تلك الفتاة من يدي رجل آخر ؟ ألم تكن هذه المرأة تعيش مع رجل آخر ؟ "
" أجل كانت تعيش معه ، لكنني لم أخذها
منه هي التي جاءت إلي برضاها ، كما أنها ليست شخص يستطيع أن يتعامل مع شخصين في
نفس الوقت ، لو كانت كذلك لعرفت بالأمر من عيونها "
" ليس لدي أي كلام عن فتاة اللاز، كلامي
موجه لك أنت ، هي تترك حبيبها و تأتي إليك ، و أنت ماذا تفعل ؟ أنت مع زوجتك و مع
نالان كذلك ، لم تنفصل عن أي واحدة منهما ، بينما هي لا تعلم عن هذا ، لو كانت
تعلم لم تكن لتفسد نظامها ، فعلت نفس الشيء مع نالان و الآن تتركها و تذهب ، هل
ستذهب حقا ؟ "
" لا ، لن أذهب ، لن أتركها هكذا فقط ؟
"
" لن تتركها هكذا فقط ؟ "
" يعني سوف أزورها أحيانا و أسأل عنها ،
لن تعرف فتاة اللاز عن هذا "
" هل تجد كل هذا لائقاً بنفسك ؟ "
" لماذا لن يليق بي ؟ لا أضرب و أشتم أي
واحدة منهن ، أحملهن فوق رأسي و هن يحبني كذلك ، هل أخطأت نالان بالإنفصال عن
زوجها ، لقد جعلتها تعيش في الجنة و عادت إلى وعيها ، و فتاة اللاز كذلك ، عاشت
لسنوات مع رجل لم تحبه أبداً ، لديه كل شيء لكنه فارغ ، بينما عندما تكون معي لا
تغلق فمها من كثر أن مزاجها في مكانه ، المرأة تحبني ، كما أنها امرأة مختلفة جداً
، رجولية قليلا ، و صريحة ، غضبها واضح و حبها كذلك ، تغضب بسرعة و عندما تغضب لا
ترى شيئا لكن تهدأ بسرعة ، تغار كثيرا ، عندما تكون بجانبها لا يجب أن تنظر إلى أي
مكان أخر ، سوف تنظر إلى عيناها دائماً ، إذا كان التلفاز مشغلا حتى لو كانت هناك
مباراة إذا نظرت بعيدا عنها أثناء الحديث حتى لو كان عن طريق الخطأ سوف تقتلع
إحداها "
" كيف ذلك ؟ "
" سوف تنفجر "
" تقصد سوف تضرب ؟ "
" أجل ، لكنها ساذجة مثل نالان ، هذا أن
المرء عندما يقع في الحب يصبح ساذج "
" أنت أيضا تقول أنك تحب ، هل هذا يعني
أنك ساذج أيضا ؟ "
" لو كنت ساذجاً أنا أيضاً سوف تعم
الفوضى حينها ، لا يجب أن تخيف الطيور ، يجب أن تشعر بالأمان في راحة يدك ، سوف
تداعبهم من حين لآخر و ستحبهم ، سوف ترضي قلوبهم ، لا تتم هذه الاشياء بوضعهم في
أقفاص جميلة ، أنظري ، لقد جاءت إلي كل من نالان و فتاة اللاز تاركين أقفاصهما
الذهبية ، إذا قلنا سذاجة لا نقصد الغباء ، تعرف المرأة من يحبها ، نالان لا
تخبرني بشيء لكن فتاة اللاز تفعل ذلك "
" بماذا تخبرك ؟ "
" في الواقع إذا تعرفت عليها سوف
تحبينها ، عندما تضحك و كأن الجدران سوف ستتصدع ، العمل ، المغزلة ، لديها كل ما
تريد ، هي أيضا عانت الكثير من هذه الحياة ، في الواقع إنها امرأة شجاعة و صريحة
للغاية ، منذ اليوم الأول الذي التقينا فيه تدفق قلبها إلي ، و أنا كذلك وقعت في
حبها ، يبدو الأمر و كأننا وقعنا في حب بعضنا البعض فجأة ، لا نفهم كيف يمر الوقت
عندما نكون معاً ، المحادثة تكون حلوة جداً، لديها كل ما تبحث عنه في المرأة ،
لكنها تغضب فجأة ، بالطبع فهي فتاة البحر الأسود ، غضبها في القمة ، إذا غضبت تضرب
الرجل في منتصف جبهته ، عيناها لا ترى شيئاً "
" ألا يزعجك ماضيها ؟ "
" بالطبع يزعجني ، الآن سوف تطلق زوجتك
الشريفة التي تجلس في البيت و الزواج من إمرأة مثلها ، ليس عملا يمكن القيام به ،
لكن..."
نعم هي أيضا فتاة مسكينة ، انتقلت من يد إلى
يد و من قلب إلى قلب ، أود حقا التعرف عليها ، هي كذلك وقعت في حب خيري و أفهم ذلك
، في ظل زواجها من خيري تريد تنظيف شرفها القذر و تعيش زواجاً مليئا بالحب ، لكن
هناك شيء لا تعرفه ، إذا عاش الرجل مثل هذا الحب مع إمرأة ما فسيكون فقط حبيباً
جيداً ، و ليس زوجاً
الزواج شيء مختلف تماما...
الحب شعور شديد النبرة لدرجة أنه لا يسمح
للشخص بالتعرف على الخصائص الأخرى للشخص الآخر ، الزواج اتحاد نريده مدى الحياة ،
سيتم إنشاء عش ، يتطلب هذا العش الكثير من كلا الطرفين من أجل البقاء ، و الحب لا
يكفي لإبقاء الزواج حياً لأن عمره قصير
حالة خيري و نالان واضحة ، أسعد خيري نالان و
لكنه لم يتحمل عنها أي مسؤولية ، تولى المسؤولية المالية للسيدة التي في المنزل
لكنه لم يعش معها في الحب
كيف يمكن لأمرأة مثل فتاة اللاز التي رأت كل
جوانب الحياة لسنوات ، ألا ترى هذه الحقيقة ؟ لا يمكنها أن ترى طبعا... لأن الحب
يعمي الناس
أما خيري فهو لا يعرف حتى إلى أين هو ذاهب ،
ربما لم يكن لديه أي أمل بنفسه عندما كان صغيرا ، ماذا يفعل الآن ؟ ألم يتعرف على
الحياة على الإطلاق ؟
" هل سوف تجعل العمل المستحيل يحدث يا
سيد خيري ؟ "
" لا يهم كل ما أقوله ، إذا لم تتخلى
فتاة اللاز عن عنادها فسيتعين علينا القيام بذلك "
" يبدو أن للاز تأتي لبيت "
" إنها الغيرة ، إنها تغار من المرأة
التي هي زوجتي منذ عشرين سنة ، كل يوم تتصل بتوركان و تقول لها أن تبتعد ، أخبرتها
أربعين مرة ألا تتصل و ألا تفعل هذا لأنه قد تسوء الأمور ، لكن بدون جدوى "
" ماذا تقول توركان بخصوص هذا ؟ "
" ماذا قد تقول ، هي كذلك تعبت من كل
هذا ، و مثل كل مرة تستمر في البكاء "
" تبكي ؟ "
" إنها خائفة ، تقول أن هذه المرأة سوف
توقعنا في المصائب ، و تقول لدينا أطفال ، و تنصحني بقولها أنظر أمامك يا خيري
"
" ألا تغار عليك ؟ "
" و هل يمكن ألا تغار ، في الواقع هي
أكثر واحدة تغار من بينهن لكن لا أحد يستمع إليها "
" كيف هو الوضع مع نالان الآن ؟ "
" جيد ، جيد ، نالان لا تحدث أي مشاكل
حاليا ، تصدق كل ما أخبرها و تحاول أن تقدم لي النصائح ، ألا تخبرك بذلك ؟ "
" بلى تخبرني بكل شيء ، تخبرني بالقصص
التي تخبرها إياها "
" أمان ، أنت لا تجعلينا تلاحظ شيئا
صحيح ؟ "
" لو كان الأمر كذلك هل كنت سوف تخبرني
بكل هذا ؟ "
" حسنا ، كان هذا من سياق الحديث ، هي
تصدق كل شيء صحيح ؟ "
" أجل هي تصدق كل شيء ، لكن إلى متى ؟ بما
أنك سوف تنفصل عن زوجتك و تتزوج للاز ألن تخبرها على الأقل بالحقائق ؟ "
" سوف نرى ذلك ، في الواقع أنا أيضا لا
أحب ما أقوم به ، لكن خرجنا إلى الطريق مرة و ليس هناك تراجع "
" إذن أنت لست متأكد أيضا "
" ليس لدي أي إعتراض على الحب ، لكن لا
أعرف ماذا سيحدث باالباقي ، هل أصبحت نالان جاهزة للإنفصال عني ؟ "
" تعتبر جاهزة ، ماذا عنك هل أنت جاهز ؟
"
يتهجم وجهه بشكل سيء ، أعلم أنه هو أيضاً ليس
مستعدة لكي يترك نالان ، إذا كان الأمر متروكاً له فسوف يبقيهن في حياته جميعاً ،
لكن هذه المرة أنا في المنتصف ، لقد أحضر نالان إلى بنفسه ، على الأقل هو يعلم
أنني لن أدعه يبقيها معه أكثر ، و هذا هو السبب الحقيقي في تهجم وجهه ، من جهة يحك
رأسه
" فتاة اللاز لا تسألني إذا كنت جاهزا
لكي أنفصل على الأخريات "
" لو كان لديها علم ربما كانت سوف تسألك
"
إنه يبتسم بشكل جانبي فهو يدرك أن نالان
تزداد قوة أكثر من ذي قبل ، و هذا يخيفه ، أما توركان فلا أحد يفكر فيها
بعد أن جمع أغراضه التي تثرها على عجل من على
الطاولة ، ينحني و يصافح يدي ، ثم يغادر و هو يقول ، " سأعود مرة أخرى"
، لماذا يأتي إلي ؟ يأتي إلى هنا و يشرح لي كل شيء بكل صراحة ثم في الأخير يفعل ما
يريده
فكرة القدر تلاحقه ، لن يتركه حتى يضرب به
عرض الحائط ، ربما هو يأتي إلي لأنه يرى جزءاً من هذا ، كما نعلم أن المرء يطلق
صرخة عندما يخاف ، اعتقد أنه يفعل هذا ليثبت لنفسه أنه ليس خائفا
في الواقع حاولت إصلاح الأشياء قبل أن تصبح
الأمور فوضوية ، لكنني لم أحل على نتائج ، أينما تأخذ الحياة خيري فإنه يتبعها دون
أن ينظر ، هو بنفسه يخبرني كم أن للاز صاحبة مشاكل ، و كأن المتاعب تقول له أنها
قادمة ثم أتت لكنه لا يزال لا يريد رؤيتها و إدراكها ، و لا يريد أن يقول للقدر
توقف
جزء منه يعرف ذلك...، " ليس عملا يمكن
القيام به، لكن..." ، عندما قال ذلك أعتقد أنه كان يقصد ذلك حقا ، لكنه يفعل
ذلك على أي حال
تعليقات
إرسال تعليق