القائمة الرئيسية

الصفحات

مسلسل منزلي : قصة زينب و مهدي الحقيقية كاملة حسب الرواية

 قصة زينب و مهدي الحقيقية كاملة


ولدت زينب في عائلة فقيرة ، والدها يعمل في البناء و أمها تعمل كخادمة في منازل الأغنياء و اسمها ساكنة، هم ثلاثة إخوة و هي الصغرى بينهم ، لديها أخ أكبر يدعى رمزي و قد كان طفلا ناجحا في دراسته لكن والدها لم يدعه يكمل دراسه و أجبره على العمل و هو في سن صغير

على الرغم من أن والدها كان يتوفر على عمل الا أنه كان ينفق كل ما يكسبه في النهار على الخمر و الحانات في الليل ، وقد كانت والدتها هي من تصرف عليهم ، و في كل مرة كانت والدتها تواجه والدها كان يقوم بضربها و ضربهم أيضا و يكسر أي شيء يجده أمامه ، لكن أكثر شخص يتلقى الضرب كان هو رمزي

على الرغم من كل الصعوبات فقد كان رمزي يعمل في النهار بجانب والده و يدرس في الليل ، فقد كان ذكيا جدا و لم يرد أن ينتهي به الأمر سكيرا كوالده ، كان عند انتهاء عمله في الانشاءات يذهب الى المدرسة مشيا الى الأقدام في البرد القارص

في ذلك الوقت كانت زينب لا تزال صغيرة ، و كانت أختها الكبرى هي من تهتم بأعمال البيت عند عودتها من المدرسة ، رغم أنها كانت تبلغ عشر سنوات فقط ، و كانت زينب تبقى في المنزل لوحدها لأن والدتها كانت تذهب الى العمل منذ طلوع الفجر و رمزي كان يذهب مع والدها الى العمل ، بينما أختها تذهب الى المدرسة ، أما زينب فقد كانت تنظر أمام النافذة حتى عودة أختها من المدرسة

كانت حينها تبلغ سنتين أو ثلاث سنوات ، و كانوا يضعون لها طعامها في طبق ثم يقفلون الباب و يذهب كل منهم الى عمله أو دراسته ، و كانت تظل وحيدة حتى عودة اختها و فور رأيتها لها من النافذة كانت ترقص من السعادة و تعانقها فور دخولها الى المنزل

بعد فترة مرض رمزي بإلتهاب الرئة و تحول الى فايروس ، و بقي في المستشفى لأشهر لكنه توفي لاحقا ، و كانت زينب تبلغ حينها خمس سنوات فقط ، والدتها التي لم تتحمل وفاة ابنها قررت الانفصال عن زوجها و كانت تتهمه بأنه السبب في موته ، لكن والد زينب فقد أعصابه و ذهب مباشرة الى المطبخ و إلتقط سكينا و قام بتهديد زوجته بأنه سيقتلهم جميعا إذا في الانفصال عنه ، الأب الذي كان من المفترض أن يقوم بحمايتهم كان هو مصدر خوفهم

أختها الكبرى أجبرت كذلك على ترك المدرسة من قبل والدها ، و كان دائما يقول أنه لا فائدة من كل هذا المصروف لأجل دراستها ، بعدها تزوجت قبل أن تبلغ الثامنة عشر حتى

على الرغم من كونها مجتهدة جدا في دراستها و علاماتها مرتفعة دائما ، زينب كذلك اضطرت الى ترك المدرسة و بكيت لأيام لكن والدها لم يستمع اليها و كان يقول أنه لا يستفيذ منها في أي شيء و أجبرها على مرافقة والدتها الى عملها في عند عائلة غنية مكونة من زوجين عجوزين ، لم يكن لديهم أولاد ، الزوج كان صاحب منصب في الدولة و الزوجة تركت العمل بسبب مرض التهاب المفاصل

بينما كانت والدة زينب تعمل كانت هي تهتم بطلبات سيدة المنزل السيدة نارمين ، لقد وصفتها زينب بأنها كانت امرأة لطيفة و ودودة و كانت تستمع اليها و كأنها شخص بالغ و ليست مجرد طفلة ، و هذا الأمر كان يعجب زينب

في احدى المرات أثناء حديثهما معا ، أخبرتها زينب عن مدى حبها للدراسة لكن والدها أجبرها على تركها ، و عند سؤال السيدة نارمين عما تريد أن تصبح عند انتهاء دراستها ، أخبرتها زينب أن تتمنى أن تصبح محامية

السيدة نارمين التي أعجبت بذكاء و شخصية زينب عرضت عليها أن تصبح ابنتهم و أن تبقى للعيش في منزلها و أنه سوف ترسلها الى المدرسة لإكمال دراستها ، و زينب كانت سعيدة و خائفة في نفس الوقت ، لأنها بين ليلة و ضحاها سوف تخرج من ذلك البيت المخيف و تنتقل للعيش الى شقة فاخرة ، لكن ليس كخادمة بل كإبنة لذلك المنزل

أخبرت السيدة نارمين والدة زينب بالأمر و هي بدورها قالت أنه يتوجب سؤال والدها أولا ، و زينب كانت خائفة من ردة فعل والدها ، لكن حدث العكس فقد قبل والدها بالفكرة حتى أنه حملها بين ذراعي عاليا و قام بمناداتها بإبنتي لأول مرة

لقد كان والدها سعيدا و ظل يقول أنه ربح في اليانصيب ، و في نفس اليوم جمعت والدتها أغراضها في حقيبة صغيرة، ملابسها القديمة و حذاء و حقيبتها المدرسية القديمة ، لكن السيدة نارمين أخبرت السيدة ساكنة أن زينب قد أصبحت ابنتهم و أنه سوف تتكفل بشراء أغراض جديدة لها ، و طلبت منها أن توزع تلك الثياب على المحتاجين في الحي

استقرت زينب في ذلك المنزل و في نفس اليوم أخذتها السيدة نارمين الى السوق و اشترت لها الكثير من الأغراض و بعد أسبوع عادت زينب الى المدرسة ، لكن ظلت زينب خائفة من فكرة أن يكون كل ذلك مجرد حلم و أن تستيقظ من نومها مفزوعة بسبب صراخ والدها و تجد نفسها في ذلك المنزل مجددا

وصفت زينب أن غرفتها كانت جميلة جدا و لم ترى مثلها من قبل ، فقد كانت تمتلك سريرا كبيرا مع وسائد من الريش ، طاولة بيضاء و فوقها مصباح و الكثير من الدفاتر و الأقلام ، و خزانة تحتوي على الكثير من الثياب و الجوارب و أحذية كل واحدة كانت أجمل من الأخرى ، و كانت زينب سعيدة جدا بكل ما أصبحت تمتلكه لدرجة أنها كانت تعانق أحذيتها واحدة تلو الأخرى ، كما قد أصبحت تدرس في مدرسة خاصة و كانت حافلة المدرسة تقلها كل صباح و تعيدها الى المنزل ، كانت السيدة نارمين تعطيها المال عند ذهابها الى المدرسة و زينب لم تكن تعرف ماذا سوف تفعل به ، فهي لم تكن متعودة على كل ذلك

و عند عودتها كانت تعد الكعك و الفطائر التي حضرتها والدتها جاهزة و السيدة نارمين كانت تستقبلها بإبتسامة و تعانقها و في المساء عندما السيد إكرام يتناولون العشاء جميعا دون أي ضوضاء أو شجار ، بسبب عدم اعتيادها على حياتها الجديدة و خوفها من العودة الى بيتها القديم كانت زينب تأكل كثيرا لدرجة أن يؤلمها بطنها حتى أن كانت تخفي الطعام المتبقي تحت سريرها ، لكن السيدة نارمين لاحظت الأمر و قامت بوضع ثلاجة صغيرة في غرفتها و ملأها بالطعام ، و أخبرتها أنه يمكنها الأكل وقتما تريد و لا داعي لكي تستعجل

مع مرور الوقت اعتادت زينب على حياتها الجديدة و على السيدة نارمين و زوجها و أصبحت تتناول طعامها دون خوف أو خجل ، لكنها كانت دائما تفكر في عائلتها و حالتهم ، حيث أنها كانت تعيش في منزل فاخر بينما والدتها تعيش في الفقر مع والدها ، و هكذا بدأ شعور الإمتنان و الندم لدى زينب

على الرغم من كونها تخلصت من ذلك المنزل و صراخ والدها المستمر الا أن هذا لم يدم طويلا ، فبعد أشهر ذهب والدها الى منزل السيدة نارمين و طلب منهم المال بحجة أن عليه بعض الديون ، و السيد إكرام وجد له عملا و هكذا أصبح والد زينب يكسب مالا أكثر و حياة أفضل ، لكن والدتها كانت في صباح عندما تأتي الى منزل السيد نارمين تنظر اليها بغضب و كأنها عدوة لها ، لأنه بينما كانت والدتها تقدم الأكل كانت زينب تجلس على المائدة فقد كانت أمها الحقيقة تشعر بالغيرة منها

عند بداية العطلة المدرسية ، كانت زينب تسافر هي و السيدة نارمين الى اسطنبول ، و كانت والدتها تعود الى القرية ، و بعد تقاعد السيد إكرام من عمله انتقلوا جميعا الى اسطنبول ، و زينب كانت حزينة لفراق والدتها التي لم تكن كذلك ، فعندما دفعت لها السيدة نارمين مبلغا جيدا مقابل عملها عندهم لسنوات عادت ساكنة الى منزلها قائلة أنها لم تعد بحاجة الى أن تعمل بعد الأن حتى أنها لم تذهب لتوديع ابنتها

استقرت زينب في مدينة اسطنبول و أصبحت السيدة نارمين و السيد إكرام هم عائلتها ، رغم ذلك فقد كانت تتصل بوالدتها التي كانت تشتكي لها دائما عن والدها و عن أختها التي تتعرض للضرب من زوجها ، كما أن والدها كان يطلب المال باستمرار و كانت ساكنة تطلب من زينب أن تخبر السيدة نارمين ، حتى أن والدها كان يتصل بالسيد إكرام و يطلب منه المال ، و هذا الأمر كان يتعب زينب كثيرا لأنه في كل مرة تتصل بهم لتسأل عن حالهم كانت والدتها تجد شيء لتقوله لها و تفسد عليها راحتها

بعد تخرجها من الثانوية و ذهابها الى الجامعة تعرفت هناك على شاب يدعى فاروق و وقعت في حبه و هو كذلك ، بعد تخرجها من كلية الحقوق و في نفس السنة ذهب فاروق الى العسكرية و كان سوف يتزوج هو و زينب بعد عودته من العسكرية ، حتى أن السيدة نارمين قد التقت به و أعجبت و أخبرت عائلة زينب بالأمر و كانت زينب سوف تكمل تدريبها كمحامية بعد الزواج

لكن والديها غضبا من الأمر و أنه ليس من حق السيد نارمين أن تقرر مصير ابنتهم ، و في نفس الأسبوع جاءا الى اسطنبول و أخبرهم أنه سوف يعطيان زينب لشخص أخر اسمه مهدي و هو طبيب و قريب لهم ، و أنه لا يجب عليهم التدخل

و السيدة نارمين سحبت زينب جانبا و أخبرتها أنها تعتبرها ابنة لها و أنها لم تعد طفلة صغيرة بعد الأن و أن تتخد القرار الصحيح ، لكن بسبب ضغط من والديها و بسبب شعور زينب بالامتنان و الذنب في نفس الوقت ، فهي تلوم نفسها لأنها بينما كانت تعيش حياة فاخرة و أمها تعيش في الفقر ، كما أن والدتها قد قامت بتهديدها أنه إذا تزوجت بأي رجل أخر فلن تسامحها أبدا، كل هذا قد جعلها توافق على الزواج من مهدي

بقيت هي و مهدي مخطوبين لمدة شهرين و بعدها تزوجا بسرعة بضغط من كلا العائلتين ، كان مهدي من نفس قرية زينب و كانت تعرفه في صغرهما ، بعد زوجهما انتقلا للعيش في ملاطيا لأن مهدي كان يعمل هناك كطبيب ، بينما زينب بدأت تدريبها كمحامية ، و بعدها بأشهر أصبحت حاملا  و رزقت بفتاة ، و في تلك الفترة كان مهدي يغيب عن المنزل معظم الأوقات بحجة أنه لديه عمل ، و حتى عند عودته الى المنزل كان يعود ثملا غير واعي ، بدأت ابنتها تكبر و أكملت زينب تدريبها و بدأت العمل كمحامية ، و لكن مهدي لم يكن يصرف على على زينب و ابنته و يكذب و يقول أن عليه ديون و زينب كانت تعتقد أنه ربما يرسل المال الى عائلته في القرية مثلما تفعل هي مع عائلتها

لاحقا اكتشفت زينب أن مهدي يقوم بخيانتها و مع الحبيبة السابقة لطبيب صديق له ، حتى أن ذلك الطبيب قد أخبر مهدي سابقا عن قصته طويلا و أنه انفصل عنها لأنها قامت بخيانته ، و بينما تدخل مهدي للصلح بين صديقه الطبيب و حبيبته السابقة بدأت علاقة بينهما ، و كان مهدي ينفق كل ماله على تلك الفتاة ، حتى أنه قام بتهديدة صديقه الطبيب أي حيبيها السابق من عدم الاقتراب منها ، و زينب عرفت بهذا الأمر من صديقة لها بالعمل عندما رأت صورة لهما معا

زينب التي صدمت بالأمر قامت بجمع جميع أغراض مهدي و وضعها في كيس قمامة و وضعها أمام باب المنزل ، و في اليوم التالي عندما عاد مهدي الى المنزل قامت بمهاجمته غاضبة و هو بدوره قام بضربها و تحطيم وجهها و كانت غارقة في الدماء ، و جلس أمامها بكل برودة ثم سألها ، "هل ارتحت الأن ؟"

في اليوم التالي جمعت زينب أغراضها و أخذت ابنتها و تركت المنزل و عادت الى منزل السيدة نارمين ، و مهدي و عائلتها كانوا يستمرون بالضغط عليها لكن السيدة نارمين لم تكن تسمح لهم برؤيتها أو ازعاجها ، دخلت زينب في اكتئاب لمدة ثلاثة أشهر و في تلك الفترة قرأت كتب الطبيبة جولسيران و قررت أن تذهب اليها ، الطبيبة الى استمعت الى قصتها و بعد حديث طويل بينهما و محاولة الطبيبة اقناعها أنها جيد أن تتوقف عن الشعور بالذنب تجاه عائلتها و أنه ما حدث في طفولتها و عيشها حياة الرفاهية بينما عائلتها تعيش في الفقر ليس ذنبها هي بل عائلتها هي من قامت بتسليمها للسيدة نارمين و زوجها السيد اكرام و أيضا ذكرتها بأنها حينها كانت لا تزال طفلة غير قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة لذلك لا يجب عليها أن تلوم نفسها على نتائج قرار لم تتخذه ، وصفت لها بعض الأدوية و طلبت منها الاعتناء بنفسها جيدا

 

و بعد ثلاثة أشهر تعود زينب مجددا لزيارة الطبيبة ، لكن هذه المرة كانت بصحة نفسية جيدة و كانت تبدوا مختلفة تماما و واعية كذلك ، و بدأت بإكمال قصتها للطبيبة ، حيث أخبرتها بعد سؤال الطبيبة لها عن مشاعرها تجاه مهدي ، قالت زينب أنها لم تحبه و لم تكرهه في نفس الوقت ، و أنه كان فقط الرجل الذي يجب أن تتزوجه ، و معه لم تكن لا سعيدة و لا حزينة ، لم تكن هناك أي مشاعر تجاهه ، و قبل الزواج كان فاروق يتصل بها كثيرا ، و لم ترد عليه بل كتب له رسالة فقط بأنها سوف تتزوج و طلبت منه أن يذهب في طريقه الخاص ، و فاروق كان حزينا جدا حتى أنه قد اتصل بالسيدة نارمين و هو يبكي ، و كل هذا حدث بينما كان هو في العسكرية

من جهة أخرى كانت عائلة زينب سعيدة جدا بزواجها من مهدي ، لكن تكتشف زينب لاحقا أن مهدي كان قد أعطى بعض الحقول لعائلتها لذلك قد أصروا على زواجها منه و زينب شعرت بحزن شديد بعد معرفتها الحقيقة و قالت للطبيبة أن عائلتها قد قامت ببيعها مقابل بضع حقول

بعد زواجهما ، قامت عائلتها بتجديد بيتهم القديم في القرية حيث يعيشون الأن و هم سعداء جدا و ممتنون من وضعهم ، حتى أن والدها لم يعد يشرب الخمر كما في السابق ، و أختها قد تطلقت من زوجها و أخذت طفلها و استقرت عند والديها ، و زينب كانت تظن أن عائلتها لن تسمح بطلاق أختها و أنهم سوف يغضبون بشدة ، لكنها كانت مخطئة فعائلتها هم من أراد هذا الطلاق في حين عارضوا انفصالها عن مهدي ، و الأن أصبحت أختها خادمة في البيت و أمها تجلس في زاوية في المنزل بينما والدها يظل في المقهى حتى المساء ، بالنسبة للمال فقد كانوا يكسبون من الحقول كما أن زينب كانت ترسل لهم مقدارا من النقوذ كل يوم

كانت زينب في صغرها عند تناول الطعام تتملئ عيناها بالدموع و هي تتسائل عما يتناوله أهلها في تلك اللحظة ، حتى أنها كانت تجمع المال الذي كانت تعطيه لها السيدة نارمين و تعطيه لوالدتها التي كانت تسألها اذا كان هذا فقط ما جمعته و اذا كان هناك المزيد ، و أيضا عند خروج السيدة نارمين من البيت كانت والدتها تجمع كل الأكل الموجود و تأخذه معها و تطلب من زينب أن تكذب على السيدة نارمين انها من تناولت الطعام اذا قامت بسؤالها ، حتى أنها كانت تسرق من مساحيق الغسيل و كانت الطفلة زينب شريكتها في الجريمة ، رغم معرفة السيدة نارمين بكل هذا لم تقل أي شيء لزينب و عندما تقوم ساكنة بتوبيخ ابنتها زينب كانت هي تتدخل و تخبرها أنها أصبحت ابنتها الأن ، و منذ ذلك أصبحت عائلة زينب الحقيقة عدوة لها

من جهة أخرى كانت عائلة زينب ترفض فكرة طلاقها ، و مهدي كذلك كان يهددها بأخذ ابنته معه ، لكن زينب كانت تمتلك صور كثيرة له مع تلك المرأة التي تدل على خيانته لها ، و بدأت بإجراءات الطلاق

فمهدي ليس أب جيد ولا زوج جيد، نظام عائلي مستقر ليس مناسب لمهدي، هو يريد أشياء أخرى من الحياة، قبل كل شيء هو لديه مشاكل فهو مدمن كحول ، لم يكن يصرف على المنزل و يقول أن لديه ديون، كما أنه لا يعرف كيف يكون علاقة، لقد كان متزوج من زينب منذ ثلاثة سنوات و لم يتكلم معها بشكل جيد لمرة واحدة حت ، يعيش لأجل نفسه فقط، فالزواج هو مشاركة لشخصين حياتهم، أحيانا يقول أنه لديه عمل و لا يأتي الى البيت و عندما يأتي يتكلم معها بضع كلمات فقط، ليس واضحا اذا كان سعيدا أو حزينا، ليس هناك أي فرق بينه و بين والد زينب ، لقد شعرت بالوحدة كثيرا و عندما سمعت أنه قام بخيانتها و كأن سكينا اخترق قلبها ، على الرغم من أنها لم تحبه منذ البداية ، لقد كان يخبرها أنه يحبها و أنها كانت في خياله دائما، في ذلك الوقت كانت تصدق تلك القصص بكل سذاجة

ربما كان يحبها وقتها، لكن بعد الزواج بأشهر قليلة تغير كل شيء، مهدي قد عاد مهدي القديم ، و جعل زينب تجلس في البيت و عاش هو حياته كما يريد، حتى أنه وضع قوانين منذ اليوم الأول ، و بدأ يتدخل بخصوص ثيابها و أن تغطي شعرها، و لم تصدر أي صوت بخصوص ذلك ولم يكن لديها أي مشكلة حول تغطية شعرها لأن أمها كانت تفعل ذلك ، لكن لم يحترمها أبدا

كانت زينب فتاة صاحبة ضمير لكنها استخدمت ضميرها لأجل الأخرين و لم تفكر في نفسها لمرة واحدة حتى ، لكن بعد زيارتها الأخيرة للطبية توضحت لها الكثير من الأمور و أنه اذا توقفت عن اتهام نفسها و الشعور أنها مديونة لعائلتها عندها سوف يكون من السهل عليها اتخاذ قراراتها ، و أخبرتها الطبيبة أنه يجب عليها أولا أن تسامح الحياة و تترك الماضي يمر و ان الحياة لن تعطيها أشياء جميلة إذا كان هناك كره و غضب بداخلها ، لتفتح ذراعيها و تعانق الحياة حينها سوف ترى ما الذي سوف تحصل عليه بالمقابل

زينب التي استمدت الطاقة و الشجاعة من نصائح الطبيبة ، تنهض من مكانها و تعانقها بشدة ، في ذلك العناق يوجد الآمل ، السعادة ، و الحماس ، و بينما تخرج من المكتب تمشي بكل ثقة ثم تستدير و تبتسم





Reactions:

تعليقات