القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شقة القمامة : الفصل الثاني مترجم الى العربية




رواية شقة القمامة : الفصل الثاني

 

"من التالي يا تونا ؟"

"السيدة نيريمان كاهرمان، أخت السيدة جولبان كاهرمان التي قامت بزيارتنا من قبل، في الأصل السيدة نيريمان هي من أحضرتها"

"حسنا تونا لتدخل أنا في الانتظار"

تدخل شابة جميلة مبتسمة، ذات وجه جميل نحيفة و طويلة، صاحبة بشرة بيضاء، تمد يدها مبتسمة، فور جلوسها على الأريكة الحمراء تبدأ بالتحدث

"حضرة الطبيبة، في الأسبوع الماضي أحضرت لك أختي جولبان كاهرمان، هذه المرة جئت لأجل نفسي، في الواقع يجب ان تأتي العائلة كلها، لو بقي الأمر علي فان كل من في المنزل مريض، يمكنني القول أنني اكثر واحدة عاقلة في ذلك البيت، في الآونة الاخيرة تشتت كثيرا، لم تعد لدي الطاقة لكي أتحمل اي احد، أنا موظفة حكومية، لدي عمل يحتاج الى الجهد و المسؤولية، عند انتهاء العمل أكون متعبة و عند العودة الى البيت في المساء

أكون بحاجة الى الراحة و الهدوء، لكن أين سأجده،و كأنه معسكر و ليس منزل لا يمكنك الجلوس كما تريد و لا يمكنك النهوض كما تريد ايضا، و في نهاية الأسبوع تخرج روحي من كثر أعمال البيت، عندما اذهب الى العمل صباح يوم الإثنين يؤلمني جسمي كله، اليس هذا مؤسفا علي؟"

"سيدة نيريمان، لم أفهم الأمر جيدا، لماذا تتعبين لهذه الدرجة؟"

"لماذا ؟، اذا لم أقم بالأعمال من سيقوم بها؟، لم يتبقى لدينا ثياب نظيفة لنرتديها، أبي مريض مصاب بالسكر و ارتفاع الضغط، يخضع لمراقبة طبية باستمرار، يحتاج الى عناية خاصة، أشعر بالأسى عليه بالأكثر، في الأصل لولا والدي لم أكن لأظل في ذلك المنزل دقيقة واحدة لكن لا استطيع التفريط به"

"سيدة نيريمان، لم أستطع أن أفهم الكثير من كلامك، ما الذي يحدث في منزلكم؟، اذا لم اتذكر الأمر بشكل خاطئ فإخوتك لا تعملان يعني انهما تبقيان في البيت، الا تقومان بالعمل ؟"

" اخوتي، كل هذا بسببهما!، لا اعرف ماذا اخبرتك جولبان لكنني متأكدة أنها لم تخبرك أبدا بما يتوجب أن تعرفيه، كما انها جاءت الى هنا بالإجبار فقط لأجلي خاطري"

"لماذا ؟ الا تريد أن تتخلص من مرضها"

انها تعاند، حتى هذا اليوم لم أستطع أن أفهمهما و كأنهما تعيشان في عالم أخر، لا تخطوان خطوة واحدة حتى للتغير، و اذا بقي الأمر على هذه الحال سوف أصبح مثلهما"

"سيدة ناريمان هل يمكنك أن تخبريني بالموضوع منذ البداية"

"انت محقة حضرة الطبيبة لكن لا اعرف بماذا سوف أبدأ"

"اخبريني عن مشاكلك أولا"

"ظهر في كل جسمي شيء مثل الحبوب، ذهبت الى الطبيب قال لي أنه ليس مرض جلدي بل نفسي و قال لي أن أذهب الى طبيب نفسي و أنا أتيت أليك، اذا نظرت الى ذراعي سوف ترين ذلك"

"اجل أنا ارى ذلك، منذ متى ظهرت هذه الحبوب؟"

"الأسبوع الماضي، في بعض الأحيان تزداد و بعض الأحيان الأخرى تكون أخف، في الواقع أنا أعرف لماذا ظهرت هذه الحبوب"

"هل يمكنني ان اعرف السبب أنا أيضا؟"

"في الشهر الماضي مرض والدي مجددا، بقي في المستشفى لمدة و عندما انخفض معدل السكر لديه تم اخراجه و طبعا جاءنا ضيوف لأجل زيارته و تغير نظام البيت بسبب ذلك، و كنت اعرف أن كل هذا سوف ينفجر فوق رأسي في النهاية، غضبت كثيرا، عندما نهضت في الصباح وجدت جسدي مليئا بالحبوب، ذلك المنزل لا يمكن تنظيفه بعد الأن، فقط المطبخ هو الذي بقي نظيفا"

"ما الذي حدث لبيتكم، لماذا توسخ ؟"

"لقد دخل اليه اناس كثر"

"و كأنك تتكلمين بالألغاز يا سيدة نيريمان، يبدو انني قد أغضبتك لكن تأكدي لم تكن هذه نيتي"

"هل تعتقدين أنه من السهل التحدث عن منزلنا؟، حسنا اذا سوف ابدأ، المطبخ نظيف لأنه قبل الدخول اليه تستحم ثلاث مرات تم تدخل، جميع الأطباق تغسل ثلاث مرات بالصابون و تنظف بالماء ثلاث مرات تم توضع في آلة غسل الأطباق"

"بعد كل هذا توضع الأطباق في آلة غسل الأواني، حسنا، لكن لماذا لم تتبقى لديكم ملابس نظيفة لأجل ارتداءها ؟"

"لأن غسل الملابس في بيتنا يعتبر حدثا كبيرا، أولا تفرك الملابس ثلاث مرات بالمنظفات، تم تغسل بالماء النظيف بعدها تغسل كل قطعة من الثياب لوحدها بالصابون ثلاث مرات، ثم تنظف بالماء ثلاث مرات بعدها توضع في آلة الغسيل، تم يغير الماء و يتم غسل كل قطعة من الملابس لوحدها بنفس الطريقة و في كل مرة يغير الماء، و قد نسيت شيئا مهما، في كل مرة تغسل قطعة ملابس يجب أن تغسل يديك بالمنظف ثمانية مرة، تم تعود الى غسل قطعة اخرى من الملابس و هكذا"


"كل هذا لأجل قطعة ملابس واحدة فقط؟"

"اجل، انا اذا غسلت الملابس استغرق ساعة واحدة قبل وضعها في الغسالة، لكن اخوتي تستغرقن من ساعتين الى ثلاث ساعات، لذلك لا أحد يغير ملابسه بسهولة، و يكون لونها دائما أقرب الى اللون الأسود"

"حسنا ماذا عن الأغطية التي تبللها جولبان ؟"

"تم وضعها في أكياس قمامة و غلقها بإحكام تم توضع في مكان ما حتى يحين دورها"

"حسنا هل يصل لهم الدور؟"

"حتى الأن لم يصل دورهم، لا أعرف اذا كان سيصل دورهم لاحقا"

"ماذا تقصدين؟، هل تلك الأكياس المليئة بالأغطية المبللة طول هذه السنوات لا تزال موجودة ؟"

"ما تزال موجودة، في الحقيقة لم يتم اخراج اي منها و غسلها، و لكن في بعض الأحيان اذا لم يستطع والدي شراء غطاء جديد يتم غسل المبلل في نفس اليوم"

"حسنا لابد أن تلك الأغطية القديمة قد أعطت رائحة، لماذا لم يتم رميها؟"

"في بيتنا لا يمكنك رمي أي شيء، الشيء الذي يجب أن يرمى يوضع في أكياس و يتم ربطها بإحكام ثم يتم رميها في أحد الشقق الفارغة"

"هل تم إفراغ الشقق لأجل ذلك ؟"

"هل جولبان هي من قالت لك انه تم إفراغ الشقق"

"أجل"

"طبعا لأجل ذلك، في البداية كان يتم وضعهم في الغرف الفارغة من المنزل، عندما امتلأت الغرف بدأنا بإخراج المستأجرين"

 

"كم هي مساحة منزلكم كم؟"

"مائتي متر، أربعة غرف و صالة"

"كم شقة تم تفريغها؟"

"ثلاثة، و نحن نبقى في احداها، تبقى اثنتان في الطابق السفلي يبقى فيها المستأجرون حاليا"

"حسنا كيف سمح والدك بهذا ؟"

"ماذا يمكنه فعله، أختاي تتحكمان بالمنزل و لا تستمعان الى أي أحد، و لا يمكن لأحد أن يقول أي شيء"

"ماذا يحدث اذا قال أحدهم شيئا ؟"

"تصرخن و تبكين بأعلى صوت، و الرجل المسكين يخاف من الفضيحة"

"ماذا عن الصالة، قلت انها متسخة، ما الذي يعنيه ذلك؟"

"في الصالة يأتي الضيوف و يخرجون، و ذلك المكان أصبح متسخ في نظرهما،يمكنك الجلوس فيه و لمس أي شيء لكن بعدها لا يمكنك الدخول الى القسم النظيف من البيت، فقط المطبخ نظيف، عند خروجك من الصالة و لأجل الدخول اليه يجب عليك ارتداء بدلة و قفازات و كأنك سوف تدخلين الى عملية جراحية، و الا فإن ذلك المكان سيتسخ أيضا"

"ماذا سيحدث اذا اتسخ؟"

"اذا اتسخ المطبخ سوف تتوقف الحياة بشكل تام في منزلنا، لن تتمكن حتى من تناول الطعام"

"حسنا لماذا لا تنظفون الأماكن المتسخة؟"

"و هل تنظيف تلك الأماكن سهل، مثلا تنظيف الصالة قد يستغرق أشهر، سوف يتم مسح كل طرف من الصالة الكبيرة عدة مرات، و في كل مرة سيتم تغير الماء و القماش الذي تم استعماله للتنظيف، أعرف انك لم تفهمي أي شيء لأنه لا يوجد منطق في بيتنا"

"كيف تعيشين في ذلك البيت، أم انك مثلهم أيضا؟"

"ليس تماما بعد، لا يمكن القول أنني طبيعية، لكني لست بقدرهم، حتى انني سوف أخرج من ذلك البيت عند أول فرصة"

"هل هناك من يعترض على خروجك من ذلك البيت ؟"

"هل يمكن الا يكون، لكن لولا والدي لم أكن لأبقى هناك يوما واحدا، لكن اذا ذهبت سوف يموت"

"الا تلاحظ أختيك أنهما مريضتان؟"

"لا أبدا، لا يتقبلون الأمر على أنه مرض، لقد رأيت جولبان أحضرتها الى هنا بنفسي لكي تتعالج من مرضها، حتى لو تعالجت فإن أختي الكبرى لن تسمح أبدا بتغيير نظام البيت، ان وضعنا صعب للغاية، سوف آتي اليك مرة أخرى لأنه لدي الكثير من الأشياء لأخبرك بها، حتى انه كان يجب أن آتي اليك منذ وقت طويل لكي أريح نفسي من ذلك البيت،أعرف انني تكلمت كثيرا لكن لأول مرة أخبر أحدهم بكل هذا، و لا يمكنني أن اخبر احدا أخر لأنهم سيقولون عنا مجانين"

"حسنا سيدة نيريمان، لأحاول أن أريحك قليلا، هذا الدواء الذي كتبته لك يجب أن تأخذيه بانتظام، لا تقلقي لا يسبب النوم أي أنه لن يمنعك عن قيامك بعملك، في انتظارك مرة أخرى"

"الى اللقاء مجددا حضرة الطبيبة، شكرا لك على كل شيء"

تخرج نيريمان من المكتب، أي نوع من العائلة و أي نوع من المنازل ذاك،يعني أن منزل مساحته

 مائتي مثر و ثلاث شقق ممتلئة بأكياس القمامة، و تم اخلاء الشقق لأجل الاحتفاظ بهذه الأكياس، يبدو

 أن هذه العائلة مريضة أكثر مما توقعت، منذ سنوات هناك أكياس قمامة لم ترمى، لابد أنها تحللت و

 تعفنت منذ وقت طويل، يا ترى الا ينزعج سكان الحي من الرائحة؟، ربما لأنه تم ربط و احكام اغلاق

 الأكياس لم تتسرب الرائحة بعد، كنت أسمع من قبل عن وجود منازل قمامة لكن لم أسمح من قبل عن

 شقة قمامة، حتى الأن تعرفت على شخصين ممن يعيشون في ذلك المنزل، نيريمان و جولبان شابتين

 جميلتين و لطيفتين للغاية كما أن مظهرهما لا يوحي انه خرجتا من شقة قمامة، لو لم تخبرني نيريمان

 لم أكن لأتوقع هذا أبدا، يبدو أن سنوات من التجربة لم تنفع في هذا



الفصل الثاني :

"من التالي يا تونا ؟"

"السيدة نيريمان كاهرمان، أخت السيدة جولبان كاهرمان التي قامت بزيارتنا من قبل، في الأصل السيدة نيريمان هي من أحضرتها"

"حسنا تونا لتدخل أنا في الانتظار"

تدخل شابة جميلة مبتسمة، ذات وجه جميل نحيفة و طويلة، صاحبة بشرة بيضاء، تمد يدها مبتسمة، فور جلوسها على الأريكة الحمراء تبدأ بالتحدث

"حضرة الطبيبة، في الأسبوع الماضي أحضرت لك أختي جولبان كاهرمان، هذه المرة جئت لأجل نفسي، في الواقع يجب ان تأتي العائلة كلها، لو بقي الأمر علي فان كل من في المنزل مريض، يمكنني القول أنني اكثر واحدة عاقلة في ذلك البيت، في الآونة الاخيرة تشتت كثيرا، لم تعد لدي الطاقة لكي أتحمل اي احد، أنا موظفة حكومية، لدي عمل يحتاج الى الجهد و المسؤولية، عند انتهاء العمل أكون متعبة و عند العودة الى البيت في المساء

أكون بحاجة الى الراحة و الهدوء، لكن أين سأجده،و كأنه معسكر و ليس منزل لا يمكنك الجلوس كما تريد و لا يمكنك النهوض كما تريد ايضا، و في نهاية الأسبوع تخرج روحي من كثر أعمال البيت، عندما اذهب الى العمل صباح يوم الإثنين يؤلمني جسمي كله، اليس هذا مؤسفا علي؟"

"سيدة نيريمان، لم أفهم الأمر جيدا، لماذا تتعبين لهذه الدرجة؟"

"لماذا ؟، اذا لم أقم بالأعمال من سيقوم بها؟، لم يتبقى لدينا ثياب نظيفة لنرتديها، أبي مريض مصاب بالسكر و ارتفاع الضغط، يخضع لمراقبة طبية باستمرار، يحتاج الى عناية خاصة، أشعر بالأسى عليه بالأكثر، في الأصل لولا والدي لم أكن لأظل في ذلك المنزل دقيقة واحدة لكن لا استطيع التفريط به"

"سيدة نيريمان، لم أستطع أن أفهم الكثير من كلامك، ما الذي يحدث في منزلكم؟، اذا لم اتذكر الأمر بشكل خاطئ فإخوتك لا تعملان يعني انهما تبقيان في البيت، الا تقومان بالعمل ؟"

" اخوتي، كل هذا بسببهما!، لا اعرف ماذا اخبرتك جولبان لكنني متأكدة أنها لم تخبرك أبدا بما يتوجب أن تعرفيه، كما انها جاءت الى هنا بالإجبار فقط لأجلي خاطري"

"لماذا ؟ الا تريد أن تتخلص من مرضها"

انها تعاند، حتى هذا اليوم لم أستطع أن أفهمهما و كأنهما تعيشان في عالم أخر، لا تخطوان خطوة واحدة حتى للتغير، و اذا بقي الأمر على هذه الحال سوف أصبح مثلهما"

"سيدة ناريمان هل يمكنك أن تخبريني بالموضوع منذ البداية"

"انت محقة حضرة الطبيبة لكن لا اعرف بماذا سوف أبدأ"

"اخبريني عن مشاكلك أولا"

"ظهر في كل جسمي شيء مثل الحبوب، ذهبت الى الطبيب قال لي أنه ليس مرض جلدي بل نفسي و قال لي أن أذهب الى طبيب نفسي و أنا أتيت أليك، اذا نظرت الى ذراعي سوف ترين ذلك"

"اجل أنا ارى ذلك، منذ متى ظهرت هذه الحبوب؟"

"الأسبوع الماضي، في بعض الأحيان تزداد و بعض الأحيان الأخرى تكون أخف، في الواقع أنا أعرف لماذا ظهرت هذه الحبوب"

"هل يمكنني ان اعرف السبب أنا أيضا؟"

"في الشهر الماضي مرض والدي مجددا، بقي في المستشفى لمدة و عندما انخفض معدل السكر لديه تم اخراجه و طبعا جاءنا ضيوف لأجل زيارته و تغير نظام البيت بسبب ذلك، و كنت اعرف أن كل هذا سوف ينفجر فوق رأسي في النهاية، غضبت كثيرا، عندما نهضت في الصباح وجدت جسدي مليئا بالحبوب، ذلك المنزل لا يمكن تنظيفه بعد الأن، فقط المطبخ هو الذي بقي نظيفا"

"ما الذي حدث لبيتكم، لماذا توسخ ؟"

"لقد دخل اليه اناس كثر"

"و كأنك تتكلمين بالألغاز يا سيدة نيريمان، يبدو انني قد أغضبتك لكن تأكدي لم تكن هذه نيتي"

"هل تعتقدين أنه من السهل التحدث عن منزلنا؟، حسنا اذا سوف ابدأ، المطبخ نظيف لأنه قبل الدخول اليه تستحم ثلاث مرات تم تدخل، جميع الأطباق تغسل ثلاث مرات بالصابون و تنظف بالماء ثلاث مرات تم توضع في آلة غسل الأطباق"

"بعد كل هذا توضع الأطباق في آلة غسل الأواني، حسنا، لكن لماذا لم تتبقى لديكم ملابس نظيفة لأجل ارتداءها ؟"

"لأن غسل الملابس في بيتنا يعتبر حدثا كبيرا، أولا تفرك الملابس ثلاث مرات بالمنظفات، تم تغسل بالماء النظيف بعدها تغسل كل قطعة من الثياب لوحدها بالصابون ثلاث مرات، ثم تنظف بالماء ثلاث مرات بعدها توضع في آلة الغسيل، تم يغير الماء و يتم غسل كل قطعة من الملابس لوحدها بنفس الطريقة و في كل مرة يغير الماء، و قد نسيت شيئا مهما، في كل مرة تغسل قطعة ملابس يجب أن تغسل يديك بالمنظف ثمانية مرة، تم تعود الى غسل قطعة اخرى من الملابس و هكذا"

"كل هذا لأجل قطعة ملابس واحدة فقط؟"

"اجل، انا اذا غسلت الملابس استغرق ساعة واحدة قبل وضعها في الغسالة، لكن اخوتي تستغرقن من ساعتين الى ثلاث ساعات، لذلك لا أحد يغير ملابسه بسهولة، و يكون لونها دائما أقرب الى اللون الأسود"

"حسنا ماذا عن الأغطية التي تبللها جولبان ؟"

"تم وضعها في أكياس قمامة و غلقها بإحكام تم توضع في مكان ما حتى يحين دورها"

"حسنا هل يصل لهم الدور؟"

"حتى الأن لم يصل دورهم، لا أعرف اذا كان سيصل دورهم لاحقا"

"ماذا تقصدين؟، هل تلك الأكياس المليئة بالأغطية المبللة طول هذه السنوات لا تزال موجودة ؟"

"ما تزال موجودة، في الحقيقة لم يتم اخراج اي منها و غسلها، و لكن في بعض الأحيان اذا لم يستطع والدي شراء غطاء جديد يتم غسل المبلل في نفس اليوم"

"حسنا لابد أن تلك الأغطية القديمة قد أعطت رائحة، لماذا لم يتم رميها؟"

"في بيتنا لا يمكنك رمي أي شيء، الشيء الذي يجب أن يرمى يوضع في أكياس و يتم ربطها بإحكام ثم يتم رميها في أحد الشقق الفارغة"

"هل تم إفراغ الشقق لأجل ذلك ؟"

"هل جولبان هي من قالت لك انه تم إفراغ الشقق"

"أجل"

"طبعا لأجل ذلك، في البداية كان يتم وضعهم في الغرف الفارغة من المنزل، عندما امتلأت الغرف بدأنا بإخراج المستأجرين"

 

"كم هي مساحة منزلكم كم؟"

"مائتي متر، أربعة غرف و صالة"

"كم شقة تم تفريغها؟"

"ثلاثة، و نحن نبقى في احداها، تبقى اثنتان في الطابق السفلي يبقى فيها المستأجرون حاليا"

"حسنا كيف سمح والدك بهذا ؟"

"ماذا يمكنه فعله، أختاي تتحكمان بالمنزل و لا تستمعان الى أي أحد، و لا يمكن لأحد أن يقول أي شيء"

"ماذا يحدث اذا قال أحدهم شيئا ؟"

"تصرخن و تبكين بأعلى صوت، و الرجل المسكين يخاف من الفضيحة"

"ماذا عن الصالة، قلت انها متسخة، ما الذي يعنيه ذلك؟"

"في الصالة يأتي الضيوف و يخرجون، و ذلك المكان أصبح متسخ في نظرهما،يمكنك الجلوس فيه و لمس أي شيء لكن بعدها لا يمكنك الدخول الى القسم النظيف من البيت، فقط المطبخ نظيف، عند خروجك من الصالة و لأجل الدخول اليه يجب عليك ارتداء بدلة و قفازات و كأنك سوف تدخلين الى عملية جراحية، و الا فإن ذلك المكان سيتسخ أيضا"

"ماذا سيحدث اذا اتسخ؟"

"اذا اتسخ المطبخ سوف تتوقف الحياة بشكل تام في منزلنا، لن تتمكن حتى من تناول الطعام"

"حسنا لماذا لا تنظفون الأماكن المتسخة؟"

"و هل تنظيف تلك الأماكن سهل، مثلا تنظيف الصالة قد يستغرق أشهر، سوف يتم مسح كل طرف من الصالة الكبيرة عدة مرات، و في كل مرة سيتم تغير الماء و القماش الذي تم استعماله للتنظيف، أعرف انك لم تفهمي أي شيء لأنه لا يوجد منطق في بيتنا"

"كيف تعيشين في ذلك البيت، أم انك مثلهم أيضا؟"

"ليس تماما بعد، لا يمكن القول أنني طبيعية، لكني لست بقدرهم، حتى انني سوف أخرج من ذلك البيت عند أول فرصة"

"هل هناك من يعترض على خروجك من ذلك البيت ؟"

"هل يمكن الا يكون، لكن لولا والدي لم أكن لأبقى هناك يوما واحدا، لكن اذا ذهبت سوف يموت"

"الا تلاحظ أختيك أنهما مريضتان؟"

"لا أبدا، لا يتقبلون الأمر على أنه مرض، لقد رأيت جولبان أحضرتها الى هنا بنفسي لكي تتعالج من مرضها، حتى لو تعالجت فإن أختي الكبرى لن تسمح أبدا بتغيير نظام البيت، ان وضعنا صعب للغاية، سوف آتي اليك مرة أخرى لأنه لدي الكثير من الأشياء لأخبرك بها، حتى انه كان يجب أن آتي اليك منذ وقت طويل لكي أريح نفسي من ذلك البيت،أعرف انني تكلمت كثيرا لكن لأول مرة أخبر أحدهم بكل هذا، و لا يمكنني أن اخبر احدا أخر لأنهم سيقولون عنا مجانين"

"حسنا سيدة نيريمان، لأحاول أن أريحك قليلا، هذا الدواء الذي كتبته لك يجب أن تأخذيه بانتظام، لا تقلقي لا يسبب النوم أي أنه لن يمنعك عن قيامك بعملك، في انتظارك مرة أخرى"

"الى اللقاء مجددا حضرة الطبيبة، شكرا لك على كل شيء"

تخرج نيريمان من المكتب، أي نوع من العائلة و أي نوع من المنازل ذاك،يعني أن منزل مساحته مائتي مثر و ثلاث شقق ممتلئة بأكياس القمامة، و تم اخلاء الشقق لأجل الاحتفاظ بهذه الأكياس، يبدو أن هذه العائلة مريضة أكثر مما توقعت، منذ سنوات هناك أكياس قمامة لم ترمى، لابد أنها تحللت و تعفنت منذ وقت طويل، يا ترى الا ينزعج سكان الحي من الرائحة؟، ربما لأنه تم ربط و احكام اغلاق الأكياس لم تتسرب الرائحة بعد، كنت أسمع من قبل عن وجود منازل قمامة لكن لم أسمح من قبل عن شقة قمامة، حتى الأن تعرفت على شخصين ممن يعيشون في ذلك المنزل، نيريمان و جولبان شابتين جميلتين و لطيفتين للغاية كما أن مظهرهما لا يوحي انه خرجتا من شقة قمامة، لو لم تخبرني نيريمان لم أكن لأتوقع هذا أبدا، يبدو أن سنوات من التجربة لم تنفع في هذا


Reactions:

تعليقات