مجددا في الميدالية ، المساء...
قرائي المنتظمون يعرفونها ، الميدالية هو اسم
سلسلة العيادات التي أسستها و قد اشتق اسمها من كتابي الأول ، 'داخل الميدالية'،
لأن هذه العيادات قيمة جدا بالنسبة لي مثل الميدالية فإن هذا الاسم يناسبها تماما
في المكتب جميع الأضواء مضاءة ، يمكن سماع
خطى الأشخاص الذين يمشون بسرعة في الممر ، كل أصدقائي على وشك السماح بآخر مريض
لهم بالدخول ، بعد قليل سينتهي عملنا و سوف نجتمع في غرفتي ، في الواقع غرفة
الإجتماعات أكبر و لكن الجميع يحب غرفتي ، يبدو أن اللون الأحمر يجذبهم أيضا ،
علاوة على ذلك هذه الغرفة أصبحت مشهورة مع مسلسل عروس اسطنبول ، في هذه الغرفة
تخبرنا شخصية آدم كيف و لماذا جاء إلى الطبيب ، و تراكم عليه كل ذلك الغضب ، و
لماذا لم يستطع الثوق بالحياة على الإطلاق ، حتى أنه سعى إلى الكذب و الاحتيال في
كل علاقة ، و أحيانا يبكي و يغضب و لكن يحكي دائما بحزن عميق
جميعنا نحب هذه الاجتماعات ، المحادثة تكون
حلوة جدا ، ينتهي اليوم أحيانا بأغني محترفة يغنيها زميلي العزيز جنكيز غوليتش
ها أنا آخذ آخر مريض لي ، سوف تأتي نالان ، حتى
عندما أرى اسمها في دفتر الملاحظات يملأني الحزن ، ماذا فعلت المرأة المسكينة و
كيف تعاملت مع مشاعرها ؟ كم كانت تحب خيري ، كيف دمرت كل شيء من أجله دون أي تردد
لقد خدعني مظهرها الرقيق في اليوم الأول و
اعتقدت أنها امرأة ضعيفة للغاية ، لا أعرف ما إذا كان الضعف أو بحد ذاته أن تكون
أسيرا لمشاعر المرء ، أن أخاطر بتدمير كل شيء من أجل الحب ، نظرا لأن معظمنا لا
يستطيع تحمل تكاليف فنحن راضون عن عيش ما تقدمه لنا الحياة ، و ليس ما نريد أن
نعيشه ، إذا ولدنا من جديد ، ألن يكون ما نريد أن نفعله مختلفا تماما عما نعيشه
الآن ؟ أيهما أفضل ؟
لكن البيت السعيد ، أصوات الأطفال يتردد
صداها في ذلك المنزل ، و الضحك الممزوج برائحة الطعام القادمة من المطبخ...، لا
يمكن استبدال بأي شيء
لقد كان لدي زواج سعيد ، كانت أسعد أيامنا
عندما كان أطفالي صغارا ، كان من الرائع العودة الى المنزل بعد العمل في
المساء...، كان كل واحد منهم يقفز على رقبتي و يقبلني و يشم الرائعة لفترة طويلة ،
ثم نجهز المائدة ، و نتناول الطعام معا و نحن نتحدث و نضحك ، لم يخطر ببالنا أبدا
أنهم سيكبرون يوما ما و يطيرون بعيدا عن المنزل ، كثيرا ما أخبر ابنتي ياغمور أن
تقدر قيمة هذه الأيام لأن أطفالها معها في الوقت الحالي
إنها أجمل أيام الحياة و أكثرها هدوءا و دفئ
مع هذه الأفكار في رأسي أضيع في النظر إلى
المصباح الخاص بي مع وجود فقاعات وردية تتطاير فيه ، تحرك نالان رأسها ببطء عبر
الباب ، ترتدي الأسود مجددا ، و كأن هذه المرأة تجمدت و لا تتقدم أبدا ، شعرها ،
ملابسها ، مكياجها ، عقدها الماسي الصغير على شكل قلب معلق حول رقبتها ، حقيبة
يدها السوداء ، و ذلك المعطف الأسود الرقيق مع تلك الثنايا التي ترفرف أثناء
سيرها...، كل شيء هو نفسه ، الفرق الوحيد هو أن الإحمرار الذي في عينيها قد انخفض
اليوم ، لكنها لا تزال تبدو مهمومة للغاية و حزينة
أقف و أحييها بابتسامة، نحدق في عيون بعضنا
البعض لفترة من الوقت و هي تضغط على يدي بلطف و تمد يديها الصغيرتين الرقيقتين ، هناك
ذلك الخوف و القلق الشهير في عينها مرة أخرى ، أعتقد أنها لا تزال غير معتادة على
هذا المكان و علي أيضا ، ثم تجلس أمامي ، تضم يديها فوق حقيبتها ثم تبتسم لي بحزن
، إذا انغمست في هذا الحزن أنا أيضا فسوف نحدق في بعضنا البعض دون التحدث ، أتساءل
ماذا ستقول لي اليوم لذلك أسأل فورا
"كيف حالك سيدة نالان ؟ لقد كنت قلقة
عليك "
لقد أعجبها أنني لم أنساها من بين الكثير من
المضى ، حتى أنني أشعر بالفضول حيالها ، يعتقد معظم مرضاي أنه بمجرد مغادرتهم
الغرفة سوف أنساهم ، بينما أننا أتأثر و أتساءل عن واحد منهم على حدة و مع الوقت
يدركون هذا ، تبدأ نالان في التحدث مرة أخرى بصوتها الخفيف و الناعم و الخائف و
المتردد
" بأفضل حال سيدة جولسيران ، لقد جمعت
شتات نفسي قليلا بفضلك ، لم أعد أتصل به بإستمرار مثل السابق ، حتى لو أتصل هو
أتكلم لفترة قصيرة فقط و أغلق الخط ، لكن هذه المرة بدأ هو بالاتصال بإصرار ، و
يمر على المنزل أحيانا ، لا يستطيع دون أن يراني ، هذا ما يقوله لي "
أرى وجه نالان يتحول الى اللون الأحمر قليلا
و هي تنطق الجملة الاخيرة و تخجل ، يا لها من امرأة غريبة ، من الخارج هي امرأة
تركت زوجها لأجل رجل متزوج أصغر منها بسبع سنوات و تحافظ على علاقة ممنوعة منذ
فترة طويلة ، و هي امرأة يوصمها المجتمع بشدة و يرفضها و يعتبرها مجذومة ، لكنها
في الواقع ليست كذلك على الإطلاق ، بل هي مثل فتاة خجولة في السادسة أو الخامسة
عشر من عمرها ، بريئة بما يكفي لتحمر خجلا عندما تقول أن حبيبها لا يمكنه أن
يستغني عنها...، ما نوع التناقض هذا ؟
" اذا لا يستطيع دون أن يراك ، هل عاد
الى صوابه ؟"
" لا أعرف ، لا يمكنني الوثوق به كما
اعتدت ، و أيضا مجيئه و ذهابه واحد ، لا يبقى طويلا في المنزل ، ربما يخجل مما
فعله "
"ربما" ، أقول ذلك لكي لا تحزن
نالان أكثر ، و الا فأنا أعرف جيدا أن خيري لا يخجله مما فعله ، لا أعرف لماذا يصر
على الاتصال بنالان ، الاحتمال الأول أنه يعتقد أنها قد تحاول الانتحار و الإحتمال
الثاني أنه يريد النساء الثلاث في حياته دون أن يتخلى عن أي واحدة منهن ، و هناك
احتمال اخر ، أنه بدأ يرى انه لم يكن من السهل الانفصال عن نالان ، لأنه بينما
نالان كانت ترفض رحيله لم يكن لديه وقت للتفكير ، و حينها كان هدفه الوحيد التخلص
منها ، و كان على يقين أن نالان سوف تنتظره متى شاء ، لكنه الأن مرتبك ، رغم ذلك
فإن اتصاله بها و سؤاله عنها سوف يسهل الأمر عملنا ، حتى لو كان فسوف يوفر لي بعض
الوقت لأجل تجهيز نالان لأجل هذا الإنفصال
" كيف تشعرين ؟"
" ليس جيدا ، لا أعتقد أنني سوف أستطيع
نسيان خيري ، لقد كان حبنا كبيرا ، كنا نتصل ببعضنا البعض على الأقل عشر مرات في
اليوم و نسمع صوت بعضنا على الأقل و نسأل عن حال بعضنا البعض ، في كل مرة نلتقي
فيها نشعر بالحماس و بالإثارة كأننا نرى بعضنا البعض لأول مرة و لا ندرك كيف يمر
الوقت عندما نكون معا ، كان يخبرني بكل متاعبه و مشاكله ، و كنا نبكي معا و نضحك
معا ، و رؤيتنا لبعضنا البعض كان يشعرنا بالحماس ، لم يكن يريد خروجي الى أمام
المنزل دون أن يعرف ، كان يقول ' أخبريني أولا قبل ذهابك لأي مكان ' ، حتى عند
النزول عند عمتي إذا تأخرت عن المنزل قليلا يقلق علي و يتصل بي باستمرار ، أنت
تعرفين بعد هذه العلاقة قد خسرت محيطي بالكامل ، لو كنت مكانهم ربما أنا أيضا كنت
سوف أجد هذا عيب ، لكنني كنت وحيدة جدا يا سيدة جولسيران ، بالفعل الوحدة خاصة
بالله ، عسى الا يترك أي أحد وحيدا ، من عاش هذا سوف يعرف "
اذا كان الوضع صعبا عليها للغاية ، أنا أيضا
لا أحب الوحدة ، ماذا قد يفعل المرء بدون صديق ، بدون رفيق ، إنها مثل عقوبة السجن
الانفرادي
لم أرغب في المشي و رأسي منحني إلى جانب أي
شخص ، استلمت لما جلبه القدر أمامي ، بينما أعاني كل هذا العذاب دون أعتراض ، و
بينما لم أعترض على أي من كلام خيري ، لم يخطر ببالي مطلقا أنني قد أترك يوما ما ،
ربما قد ارتكبت خطأ كبيرا بالانفصال عن زوجي ، ربما كان يجب أن أحني رأسي للقدر في
ذلك الوقت ، لكنني كنت تعيسة لدرجة أنني قد اتخذت خطوة لأجل نفسي و لأول مرة في
حياتي ، حتى الآن لا أستطيع تصديق من أين أتيت بتلك الجرأة ، أنا لست امرأة شجاعة
، أخاف من كل شيء"
" أنا أرى الخوف في عينيك دائما ، ما هو
سبب هذا الخوف يا سيدة نالان ؟"
عندما سألتها هذا السؤال أرى الخوف الذي في
عينيها يزداد ، تنظر الى وجهي و كأنني سالتها سؤالا سيء ، ثم يبدأ وجهها بالاحمرار
و تحني رأسها للأسفل و كأنه هناك شيء أخر تخجل منه ، لا أفهم مجددا ، لقد أخبرتني
بنفسها بكل الاشياء التي تخجل منها ، بما أنها تخجل كثيرا لهذه الدرجة ، لماذا
قامت بذلك الاختيار ؟ بعض الأسئلة لا أستطيع أن أجد لها أي أجوبة
" أخاف من أطرح عليك الأسئلة ، لكن كلما
عرفت و فهمت بعض الأشياء بشكل أفضل ، كلما تمكنت من مساعدتك ، هذه حياتك و من حقك
عيشها بالطريقة التي تريدينها ، لا أحد يستطيع أن يحاسبك عن هذا ، نحن لم نعد
أطفالا ، لسنا بحاجة إلى مالك ، ماذا نفعل ، حقيقة المجتمع و مشاعرنا لا تتطابق
دائما ، كما أنك قد دفعت ثمن كل شيء ، لماذا تعذبين نفسك لهذه الدرجة ؟"
" في البداية كنت مترددة للغاية ، لكنني
أصدقك الأن ، و أعرف أنك تحاولين مساعدتي ، لكنني هكذا منذ الطفولة ، خائفة ،
جبانة ، و خجولة "
" ربما في يوم من الآيام سوف تخبريني عن
طفولتك و ما عشته وقتها و عن عائلتك كذلك "
مرة أخرى تمر سحابة ثقيلة من الخوف عبر
عينيها ، البالغون لا يظهرون مخاوفهم للعلن بشكل واضح ، هذه المرأة تخاف مثل الطفل
، انها مثل خوف طفل بسبب ضوضاء مفاجئة ، الآن ماذا حدث مرة أخرى ، لماذا اتسعت
بؤبؤ عينيها هكذا ؟ ، كنا نتحدث عن طفولتها ، المخاوف و الطفولة اجتمعت ، ربما في
يوم من الأيام إذا كان بإمكانها الوثوق بي أكثر فسأكتشف ما كل هذا الخوف ، الآن
يجب ألا أتحدث عن طفولتها و مخاوفها مرة أخرى ، و لا أطرح عليها أي أسئلة حول هذا
الموضوع ، الآن يجب على الابتعاد عن هذا الموضوع مرة أخرى
" حسنا سيدة نالان ، سوف أغلق هذا
الموضوع فورا ، ربما بإمكانك التحدث عن زوجك السابق ، هل كان يعرف بخصوص خيري ؟
"
" في البداية لم يكن يعرف أي أحد سوى
موظو ، و بعدها مع الوقت عرف الجميع ، في ذلك الوقت كنت أفكر بشكل مختلف ، بالأصح
كنت أفكر بالزواج من خيري و بدأ حياة جديدة ، بعد كل شيء فأنا لدي مسيرة مهنية ،
لكن لم يحدث ما كنت أعتقده ، لم أكن أريد أن اكون امرأة قد وضعت عينيها على عشه و
تركت أطفالا بدون والدهم ، كما أن ما حدث قد حدث و المجتمع قد رفضني ، و قلت على
الأقل لا أفسد حياته و نظامه ، نحن نحب بعضنا و نثق ببعضنا البعض كثيرا ، لم نكن
بحاجة لعقد نكاح ، لم نخرج الى الأماكن العامة كثيرا ، و التقينا في أماكن اعتقدنا
أن الناس لن يرونا فيها ، كان يأخذني أيضا الى مطعم صغير حيث غالبا ما يذهب مع
أصدقائه في عطلات نهاية الأسبوع و كنا نتناول الطعام معا ، هكذا مرت السنين ،
كلانا معتاد على هذا النظام "
" هل لدى خيري أصدقاء كثر ؟"
" أجل ، لديه أصدقاء كثر ، و لديه ثلاث
أصدقاء يحبهم بالأخص و لا ينفصل عنهم أبدا ، و قام بتعريفي عليهم ، في بعض الأحيان
كنا نذهب جميعا في نزهة ، يحب خيري الشواء و قلي اللحم و السجق عليه ، و كذلك
أصدقائه ...، و يقومون بتشغيل الموسيقى ، يحبون الاستماع الى الأرابيسك ، مع مرور
الوقت اعتدت أنا ايضا على الاستماع الى تلك الموسيقى ، تجعل الناس يشعرون بالحزن
لكن في نفس الوقت ، تحب ذلك الحزن "
اذا خيري يقوم بالشواء و يستمع إلى الأرابيسك
، هذه أشياء تناسبه تماما ، و لا ينقص مشروب العرق على طاولته ، كيف لشخص مثل
نالان التي لم تعتاد على كل هذا ، التكيف مع تلك البيئة ؟
" يعني أنك تمكنت من التكيف مع مثل هذه
البيئة على الفور ؟"
" ليس فورا لكنني أحببت هؤلاء الناس ،
انهم لطيفون للغاية...، لم أرى هذا من قبل في البيئئات التي دخلت إليها حتى اليوم
، جميعهم ينادونني بزوجة أخي و يتساءلون كيف سوف يجعلونني مرتاحة ، على وجه الخصوص
هناك 'سليم' الذي شعرت أنه قريب مني مثل الأخ ، مع مرور الوقت فهمت لماذا يستمعون
دائما إلى الأرابيسك ، بدو جميعا حزينين ، حتى في أسعد اللحظات ، كان لكل منهم
مشاكله الخاصة ، إنهم لا يخفونها بل يخبروننا و نحن دائما نحاول مساعدتهم و
إسعادهم ، هؤلاء أناس متفتحون للغاية و غير متكتمين ، لم يكن لدي مجموعة من
الأصدقاء مثل هؤلاء من قبل ، الآن إذا انفصلت عن خيري فسوف أنفصل عنهم أيضاً ، يا
للأسف ، أليس كذلك ؟"
لم تنضم الى المجموعة فحسب ، بل شعرت أيضا
بأنها قريبة منهم ، قدرة عالية على التكيف و الاندماج ، كما أنها تحتاج كثيرا الى
الحب و التقارب و الصداقة ، لا أعتقد أنها رأت اياً من هؤلاء في عائلته ، دعونا
نرى متى يمكننا التطرق الى هذا الموضوع
" ما الذي كنت تفكرين به بخصوص المستقبل
؟"
" المستقبل لم يكن يخيفني ، مهما حدث
فخيري كان موجودا ، و كنت أعتقد أنه لن يتركني أبدا "
" و الأن؟ "
" مازلت لا أتقبل أن علاقتي مع خيري قد
انتهت ، لقد بنيت كل حياتي عليه ، حتى اليوم تحملت الكثير من الأشياء لكن خيري كان
بجانبي ، و الأن لأول مرة أنا حقا وحيدة ، و الشعور بهذا يخيفني كثيرا ، برأيك هل
انتهى هذا ، لا يوجد خيري من بعد الآن ؟"
" لا أعرف ، إذا استمريت على مضايقته
مثل السابق فسوف تنتهي العلاقة حقا ، لكن أنظري الأن ، حتى لو لم تتصلي به هو يتصل
بإصرار و يأتي للمنزل باستمرار ، ربما هو لا يستطيع انهاء العلاقة هذه المرة ،
لذلك طلبت منك عدم الاتصال به ، هو لم يعرف شعور الخسارة لكنه الأن بدأ برؤية و
الشعور ببعض الأشياء ، ليكن رأسك مرفوعا دائما بجانبه ، لا تظهري له مدى خوفك من
الانفصال "
"حتى لو كنت خائفة جدا ؟"
" أجل ، حتى لو كنت خائفة "
" أحاول فعل كل ما تقولينه ، لكنه قال
لي أنه يحب امرأة أخرى ، لا أستطيع نسيان ذلك و أسأله باستمرار ماذا تقصد بذلك ، عندما
ضغطت عليه كثيرا تحدث عن بعض الأشياء ، ربما هناك امرأة و في نفس الوقت لا ، لقد
كان ثملا في احدى الحانات التي ذهب اليها ، و كان هناك نساء و واحدة منهن قالت له
، ' هل يمكنك أن توصلني الى البيت؟"، و هو أوصل المرأة الى بيتها وهو ثمل ، و
بعدها لا يتذكر ما حدث تماما ، ربما دخل برفقة المرأة الى البيت ، و بعدها جاء
أخوة المرأة ، و قامو بتهديد خيري..."
" حقا ؟"
أنظروا الى الكذبة التي اخترعها خيري ، كم
هذا غباء ، أم أن نالان سوف تصدق هذه القصة أيضاً ؟
" ربما خاف منهم لذلك كذب علي "
" كيف ؟ أنا لم افهم تماما "
" عندما قام إخوتها بتهديده ، لم يرد أن
يقحمني في المشاكل ، لذلك قال لي ذلك حينها ، يعني أن هدفه الحقيقي كان هو حمايتي
منهم"
" هكذا إذا ؟ حسنا ، ماذا سيحدث الآن ؟ "
" الآن يريد مني أن أكون صبورة أكثر ،
لأنه حسب ما فهمته فإن خيري لم يستطع الخروج من تلك المشكلة بعد ، و مازالت
التهديدات مستمرة ، يبدو أنهم أشخاص مضطربون ، يخشى أن يكتشفوا أمري و أصبح في ورطة
"
" حسنا ، ماذا سيفعل هو ؟ ماذا يريد
الرجال منه ؟"
" يريد منه الزواج من تلك المرأة "
" الزواج ؟ أليس السيد خيري متزوج
بالفعل ؟"
" إنه كذلك ، لكن الرجال يقومون بتهديده
"
" ماذا يقول السيد خيري عن هذا ؟ "
" لا يريد ، لكنه وقع في فخ لا يعرف كيف
يخرج منه ، في الواقع خيري ليس رجلا جباناً ، لكن يبدو أن الوضع خطر، ' ليس لأجل
نفسي ، بل أخاف على أطفالي و عليك ، ماذا سوف تفعلون إذا حدث لي شيء ما ؟' ، هذا
ما قاله "
" هذا يعني أنه يفكر بك بقدر تفكيره
بأولاده "
" كان الأمر دائما على هذا النحو ، لكن
الأحداث الأخيرة حيرتني ، في البداية لم أرغب بتصديقه ، لكن الرجل المسكين كان في
ورطة ، لدرجة أنه أقسم ليجعلني أصدقه "
" هل تصدقينه ؟"
" ليس هناك أي سبب لكي يكذب علي ، لقد
أخبرني منذ البداية أن هناك امرأة أخرى ، لكنه يستمر في المجيء إلي سرا و الاتصال
بي ، يقول لي أنه فور أن يتخلص من تلك المرأة سوف نكون سعداء كالسابق و سوف يجعلني
أسامحه ، إنه نادم جدا على أفعاله ، لكن الندم في الأخير لن يساعد ، لنرى كيف سوف
ينجح "
" ماذا لو لم يستطع الخروج من تلك
الورطة ؟ هل سوف يتزوج بتلك المرأة ؟"
" لا سمح لله ، لا يريد ذلك على الإطلاق
، هو بالفعل رجل متزوج و لديه أطفال و ليس أعزب ، لا أفهم كيف يجبرونه على الزواج
، لكن هذا كله خطأ خيري ، لو لم يحاول اخذ المجهولة الى منزلها في منتصف الليل ، علاوة
على ذلك قامت المرأة بدعوته للمنزل و هو ذهب ، تبين أن كل هذا فخ ، خيري لا يتذكر
ما حدث و لا يتذكر حتى اذا حدث شيء ما بينه و بين تلك المرأة في تلك الليلة ، لقد
كان ثملا جدا ، في الواقع لا يشرب لهذه الدرجة دائما ، يجب الشراب لكنه لا يثمل ،
كان معه اصدقاءه القادمين من مكان بعيد ، و قد ذهب إلى الحانة بناءً على إصرارهم ،
و الا فهو لا يذهب الى حانة لا يعرفها ، ' لقد أركبت أخطاء كثيرة ، و قد وقعت في
مشكلة أيضاً ، أنت امرأة نقية القلب ' ، هذا ما يقوله "
" ما تقولين عن كل هذا ؟"
" أقول أنه لو لم يحدث كل هذا فلم أكن
لأعرف حتى ما عاشه مع تلك المرأة "
" هل هذا أفضل ؟"
" لا ليس أفضل ، الآن ماذا سوف أفعل ،
هل سوف أقبل بكل هذا و أستمر بالعلاقة و كأنه لم يحدث اي شيء؟ "
ما الذي تقوله نالان ؟ و كأن خيري قد عاد
اليها و حان وقت الصفح ، يبدو لي أنه من المضحك أنها تصدق هذه الأشياء حقاً ، لكن
من ناحية أخرى أعرف جيدا أنها تؤمن بكل ما يقال لها في مواجه الألم الذي لا يستطيع حتى أقوى الأشخاص تحمله ،
سيكون من المفيد لنالان أن تستيقظ قليلا
" لا نعرف بعد نهاية هذه القصة بعد يا
سيدة نالان ، ربما سوف يتزوج السيد خيري بتلك المرأة بالإجبار ، سيكون من الجيد أن
نأخذ هذا بعين الاعتبار ، و أنت تتصرفين و كأن هذا الاحتمال غير موجود "
"لا يمكن للمرء
أن يتزوج من شخص لا يريده ، حتى تحت تهديد السلاح... في أي عصر نعيش ؟"
" لكن بما أن وضعك
أنت وأطفاله كان يقلقه ، بدا لي أن الموضوع خطير"
" نعم ،
إذا قام بالزواج فسوف يقوم به من أجلنا ، لكنني لن أتركه يفعل شيئا كهذا ، حتى لو
كان من أجلنا ، لا يجوز شيء كهذا "
لقد قام خيري
بتجهيز سيناريو جميل ، اذا فهو لن يترك نالان و يريد النساء الثلاث معا ، و قد
اخترع كذبو جيدة لدرجة أنه سيتزوج من تلك المرأة من أجل نالان و أطفاله ، سيضحي
بنفسه حتى لا يلحق بهم أي ضرر ، و سيستمر في الحفاظ على علاقته مع نالان مراوغة
كما كانت دائماً ، و الأمر السيء أن نالان تريد تصديق كل هذا ، إذا كانت لن تصدق و
ترى الحقيقة ، فإنها لا تستطيع تحمل الألم الذي ستعاني منه منذ الآن
ماذا نفعل ،
انا كذلك يجب أن أصدق هذه الأكاذيب ، حتى تصبح نالان جاهزة لتصديق و رؤية هذه
الأكاذيب ، نحن مضطرون على تصديق هذه الأكاذيب واحدة تلو الآخرى
" لقد
جاء اليك السيد خيري يا سيدة جولسيران ، أليس كذلك ؟ ، و قد تكلمتم طويلا "
" أجل ، لقد تكلمنا "
" ماذا
أخبرك ؟ "
" لقد
تحدث عن نفسه بالأكثر ، لكن أتمنى الا تطرحي المزيد من الاسئلة حول هذا الموضوع
"
" لا
يتوجب علي طرح الأسئلة ، أليس كذلك ؟ ، حسنا ، لكن على الأقل أخبريني ماذا قال عني
و عن علاقتنا ، اشعر بالفضول كثيرا "
" إنه
يقول عنك أشياء جميلة جدا "
" ااوه ،
هذا جيد ، لكنني مازلت خائفة كثيرا من خسارته "
" هذا الخوف لا ينبقى هكذا ، قريبا سوف
ينقص حتى لو لم تريدي ذلك ، و ربما سوف يختفي "
" سوف يختفي ، لا أصدق هذا حاليا لأن
الخوف لم ينقص بعد ، أنا فقط أظهره بشكل مختلف ، إذا كنت تعرفين فقط كيف قاومت عدم
الاتصال به ، و كم مرة ذهبت يدي إلى الهاتف ، لو تفهمين فقط مدى صعوبة إنهاء
المكالمة أثناء التحدث معه ..."
" أنا أفهم هذا ، صدقيني أفهم ذلك ،
لكنك قد قلت من قبل أن لكل شيء ثمن ، هذا صراع ، حرب ، يجب عليك أن تقاتلي حسب
القواعد ، علينا أن نرى كل شيء و نحسبه بعناية ، كما يمكنك القول أنه ستجري
الحسابات حتى في الحب "
" هل يوجد حساب في الحب يا سيدة
جولسيران ؟"
" و هل يمكن الا يكون ، الحساب الرئيسي
يكون في الحب ، لكن ليس من الحسابات التي يعرفها الجميع ، يقوم الناس بإجراؤ
الحسابات في الغالب لتحقيق مكاسب مادية ، إنه ليس مثل هذا الحساب الذي نتحدث عنه
هنا الآن ، سنحسب معك مشاعرك معا ، لا نسعى للربح ، أنت و السيد خيري معا منذ سبع
سنوات و هي مدة طويلة جدا بالنسبة للحب ، يبدو الأمر و كأن الوقت توقف بالنسبة لك
، لكن لا يمكننا قول الشيء نفسه عن السيد خيري ، منذ البداية كنت المساهم الرئيسي
في هذه العلاقة و ليس هو ، لقد بذل هو الجهد الحقيقي لبدء هذه العلاقة ، من ناحية
أخرى ، قمت أنت بالحفاظ على هذه العلاقة لمدة سبع سنوات ، لذا فإن دور كل شخص مختلف
، أنت من خسر كل شيء و حكمت على نفسك بخيري ، و هو ليس محكوما بك ، ربما لا يزال
يحبك و يفكر فيك ، لكن ارتباطك به مختلف جداً ، عميق جدا ، في الواقع إدمان "
" أليس هو كذلك أيضا ؟ "
" برأيك ؟"
بينما كنت أفكر إذا ما كان سوف يجرحها ما
قلته ، تقول نالان ، " لا تفعلي هذا سيدة جولسيران ، أرجوك لا تفعلي "
ثم بدات فجأة بالبكاء ، كم هي تتألم ، عندما
أفكر في الأمر ، يكون هذا الألم حاد و ثاقب ، مثل ألم فقدان الإبن ، انتظرت مدة
طويلة دون أن اتحدث ، هذا الألم الذي يحرقها يأتي ببطء عبر الطاولة الكبيرة نحوي ،
أشعر به ، بشكل عام يجلس الأطباء النفسيين أمام مرضاهم و يتحدثون بهذه الطريقة ،
فهم لا يجلسون على الطاولة ، نحن الأطباء نود بالتأكيد أن يكون لدينا طاولة أمامنا
، كنت أعتقد أن هذا الجدول مخصص فقط للملفات و الحاسوب و الهاتف و الوصفات الطبية
و كل ذلك ، لكنني الآن أفهم بشكل أفضل أن هذا يحمينا من شيء ما قليلا ، يبدو الأمر
و كأنه يعمل كنوع من الحاجر أمام أي نوع من التحول العاطفي ، مع اقتراب الأمواج
العاتية ، ضربوا الطاولة أولا ثم ضربوني
بعد مسح أنفها و تجفيف عيونها من الدموع ،
تنظر إلي بعيون حمراء
" لا أتحمل الانفصال عنه ، بالنسبة لي
فقدان خيري كالموت و التلاشي ، عندنا لن يكون هناك أي معنى للحياة و يتوقف الزمن
حتى ، خصوصا عند معرفة أنه لن يأتي أبدا ، كيف سوف أتحمل هذه الحياة ؟"
" أنت لست وحيدة يا سيدة نالان ، سوف
نتكلم معك عن كل شيء مراراً و تكرارً ، كم أن خيري لم يذهب لأي مكان الأن "
لا أصدق هذه الكلمات التي تخرج من فمي ، ظننت
أنني لا أقوم بمواساة مرضاي أبداً ، لكنني أفعل ذلك الآن ، ذلك الألم...، هذا يعني
أن ألم هذه المرأة الشبيهة بالملكة التي تجلس أمامي قد أوصلني الآن إلى هذه
النقطة...
بعدها أفكر في خيري ، ماذا سوف يفعل يا ترى ؟
كيف سوف يخرج من كل هذا ؟ ألا يشعر بالألم ؟ هل فتاة اللاز جعلته ينسى كل شيء ؟
" لن يذهب الى أي مكان صحيح ؟ سوف يعود
إلي مجددا ، اليس كذلك ؟"
" لكن خيري يسرق منك حياتك دائما ، أنت
تدفعين جميع الفواتير ، إذا كنتما تحبان بعضكما البعض ، فلماذا هذا الظلم ؟ ، الآن
كما لو كانت زوجته و أطفاله غير كافيين ، تصعد امرأة أخرى على المسرح ، و أنت تتسامحين
مع هذا و من يدري ماذا سيضعون على ظهرك بعد ، لا أعتقد ان خيري يفعل هذا لأنه سيء
، إنه إنسان ، طالما لدينا مشاعر سنستمر نحن البشر في ارتكاب الأخطاء ، نحن جميعا
هكذا ، لولا ضغوط المجتمع و بيئتنا من يدري ماذا سنفعل ، من سيأكل حقوقنا و من
سنأكل حقوقنا ، و ما الأشياء المجنونة التي سنفعلها ، في بعض الأحيان تمعنا عوامل
خارجية ، و أحيانا تمنعنا القواعد في داخلنا ، و ضميرنا "
" لو كان لديه ضمير ، هل كان سيفعل هذا
يا سيدة جولسيران ؟"
" الضمير ليس هو نفسه بالنسبة للجميع ،
يكون شديد الصلابة عند الناس منذ الولادة ، لا يبيحه ضميره أن يخطئ و يحرم الآخرين
من حقوقه ، يبدو الأمر كما لو أن هؤلاء الأشخاص لديهم ضباط شرطة لا ينامون أبداً و
يراقبونهم باستمرار ، إنهم غير منصفين لأنفسهم و يتجاهلون مشاعرهم الخاصة ، لكنهم
لا يظلمون الآخرين أبداً ، هؤلاء الناس لا يستطيعون ذلك ، إذا ارتكبوا خطأ فلن
يغفروا لأنفسهم أولا ، و مع ذلك كل شيء له حدود ، قوة التحمل ، إذا تم كسر هذا
السد في يوم من الأيام ، فإن هؤلاء الناس سوف يندهشون مما فعلوه ، لديك بالضبط مثل
هذا الهيكل ، لسنوات استسلمت لكل شيء و ربما لم تقفي ضد الظلم الذي تعرضت له ، لكن
في النهاية حدث ما حدث ، و انكسر السد و غمرت المياه المكان ، أليس كذلك ؟ "
مرة أخرى ، ينزل ظل غامق على وجهها ، بعد
التفكير لفترة تجيب على سؤالي
" أعتقد ذلك ، العيش مع رجل متزوج لم
تكن من شيمي أبدا ، إعتقدتُ أنني كنت آخر شخص في العالم يفعل ذلك ، لكن الحياة
احيانا تجعل المرء يفعل ما لا يمكنه تصوره ، لم أكن أعرف أبداً أنها ستنتهي على
هذا النحو ، و لكن بعد ذلك عندما لم ينفصل خيري عن زوجته كنت مجبرة على تقبل هذا
"
" هذا ما أقصده بالضبط ، عليهم أن يقبلوا
، ألا ترين أنه لا ينتهي أبدا ؟ ، الآن ربما سيكون عليك قبول امرأة ثانية ، ألا
يجب عليك إيقاف هذا ؟ ، قد يكون خيري شخصاً جيداً جداً لكنه ليس مثلك ، أنتما
الاثنان تأتيان من ثقافات مختلفة جداً ، و عادات مختلفة كذبك ، و مجتمعات مختلفة ،
لو كنت مكان خيري فلن تقومي بإجباره على تقديم تضحيات جديدة لك طوال الوقت ، أريدك
أن ترى الفرق بينكما "
" أجل انا أفهم ، خيري مختلف عني و لا
يشبهني ، حتى لو كنت أحبه كثيرا يجب أن أرى هذه الحقيقة ، لكن كيف ، كيف سأقوم
بهذا ؟ "
" تجنبي القبول القسري... ، لأنك إذا
واصلت هذا ، فسوف تفقدين الكثير من شخصيتك أيضاً ، عندما بدأت علاقة مع خيري لم
يكن هذا ما كنت تريدينه أو تخيلته ، كل ذلك جاء كمفاجأة سيئة لك ، هل تعرفين ما
يعنيه الشخص القوي ، القوة هي القول لمشاعرك لا عند الضرورة ، الآن عليك أن تفعلي
هذا حتى لو كان صعباً ، ماذا تقصدين بأجبرت على القبول ؟ الآن دعينا نعود إلى
مسألة الحساب ، عندما تقبلين ببعض الأشياء ، يتحرك خيري بحرية أكبر ، إذا كان هذا
هو الحب فعليكما أن تفعلا ما هو الصحيح ، و إلا فإن ساق واحدة سوف تكسر و
يصبح الحب أعرج ، إذا تخشين فقدانه فينبغي
أن يكون الأمر كذلك بالنسبة له ، يجب أن يخاف من أن يفقدك أيضا ، إذا لم يكن خائفا
فإن حبك أعرج بالفعل ، ثم سنرى كم تريدين هذا الحب الأعرج"
" الحب الأعرج هاه!
بالنظر إلى الأمر بهذه الطريقة ، فإن حبنا يعاني من كسر في الساق منذ وقت طويل"
" و أنت
، بدافع الخوف لم ترغبي في رؤية هذه الحقيقة لفترة طويلة و استمررت في المشي بعرج
، هل سنفعل ذلك الآن أيضا ، بدلا من رؤية الحقيقة ، أقوم بمواساتك و أجعلك تواصلين
هذه العلاقة غير العادلة ؟"
" كم هو
صعب و مؤلم أن يرى المرء الحقائق الخاصة به ، أنا أنزف من الاستماع إليك ، لكن لا
تعتقدي أنني أريد أن أوقفك ، إستمري في إخباري بالحقيقة ، أنا بحاجة إلى الاستيقاظ
من سنوات النوم هذه ، خيري رجل طيب ، هذا صحيح ، لكنه لا يفكر أبداً أثناء القيام
بأشياء معينة ، إنه طائش ، كل هذا لم يكن ليحدث لو لم يذهب إلى الحانة تلك الليلة
، حسنا ذهبت الى البار لكن لا تشرب الى هذه الدرجة ، ثم يشعر بالأسف الشديد لما
فعله ، لكن الأوان قد فات ن لا يمكنني أبدا أن أقبل امرأة أخرى ، أنا اعرف هذا
"
" لكن
السيد خيري يحاول أن يجعلك تقبلين بهذا رغما عنك "
" في
الواقع لا يوجد مثل هذا الاجبار ، لكنني اعتدت عليه "
" هذه
العادة هي التي تجبرك على القيام بذلك ، يمكنك التخلص من هذا ، يمكنك التمتع بحياة
جيدة ، حتى لو لم يكن خيري موجودا ، هل فكرت بذلك من قبل ؟"
" حتى
الآن لم أفكر بذلك أبدا...، لكن يبدو أنه يجب علي الآن التفكير بذلك...، الحمد لله
أنا بصحة جيدة ، لدي مسيرة مهنية جيدة ، لدى صديقة لي مكتب هندسة معمارية ، إذا
ذهبت سوف يوظفونني على الفور ، كما أحب الرسم أيضا ، هناك ورشة عمل أذهب اليها ، رغم
أن خيري لم يكن يريدني أن أذهب الى هناك كثيرا ، يمكنني أن آخذ الرسم بجدية أكبر ،
التقيت بأشخاص جدد هناك ، يجتمعون مع بعضهم البعض بشكل متكرر ، كانوا يقومون
بدعوتي دائما ، لكن بسبب خيري لم أستطع قبول ذلك ، في الإجازة الماضية ، سافروا
إلى الخارج معا في جولة ، قاموا بزيارة المتاحف و المعارض النفية هناك ، و سيفتتح
العام المقبل معرض للوحات العمال في الورشة ، نعم ربما يمكنني أن أحظى بحياة خاصة
بي "
" أنا
سعيدة جدا بهذا ، أيضا عندما تصلين إلى المنزل من فضلك أنظري في المرآة و لكن ألق
نظرة فاحصة لنفسك ، مازلت امرأة جذابة للغاية ، هناك أيام جميلة تنتظرك و لست
مجبرة لفعل أي شيء ، لا تنظري إلى نفسك كواحدة من هؤلاء الأشخاص الذين ليس لديهم
خيار آخر ، هذا سيجعلك قوية و ستزداد ثقتك بنفسك ، سوف ترين "
" ان شاء
لله سيدة جولسيران ، لن أنسى ما تحدثنا به هنا ، ربما سوف أحب نفسي و لو قليلا
"
" رائع ،
هذا هو الأهم ، أنا في إنتظارك في أقرب وقت ، إياك ان تحني رأسك ، حسنا ؟ "
" طالما أنك معي كل شيء كل شيء على ما يرام
، شكرا لك سيدة جولسيران ، شكرا لك على اهتمام ، أراك قريبا ، وداعا "
نتصافح ضاحكين
، تخرج نالان من الغرفة و هي ترفع رأسها قليلا ، أشعر بالفضول أيضا بشأن نهاية هذه
القصة ، لكن كان هناك تطور سريع لم اتوقعه أبداً ، كلما مددت لها السيف تمسكه
بإحكام
مازلت أعرف
القليل عن ماضيها ، و هي لا تعطيني أي معلومة بخصوص هذا الموضوع ، لا نتحدث عن أي
شيء أخر غير خيري ، لكنني أشعر أنه هناك أشياء كثيرة يجب أن أعرفها ، ربما في
المرة القادمة ...
حالما تغادر
نالان ، يدخل الطبيب النفسي الوسيم محمد عاكف رأسه من الباب ، " هل أنتهى
عملك ؟"
" أجل
لقد إنتهى ، هيا أنا في إنتظاركم "
سرعان ما أصبحنا ثمانية أو عشرة أشخاص في الغرفة ، نتحدث أولا عن العيادة ، ثم تصبح المحادثة أكثر قتامة ، و في الأخير يقول جنكيز ، " كفى ، لنغني بعض الأغاني الشعبية " ، و يبدأ بغناء العروس الذهبية ، أجل ، العروس الذهبية
تعليقات
إرسال تعليق