رزان في البيت منذ ثلاثة أشهر ، و تتناول
أدوية مكثفة لكنها لم تعطي مفعولها بعد ، الدواء كان يخنقها و لم يكن هناك تراجع
خطير في الافكار المرضية و غير الواقعية ، لا تزال على يقين أن ما تفكر فيه صحيح
تماما ، حتى أنها أصبحت تقوم بوضع المزيد من الروابط المنطقية بين الأحداث غير
الواقعية ، يخرج المرض من الفترة الحادة و يصبح مزمنا تدريجيا ، أي أنه يستقر جيدا
في عقل رزان و كلما أخبرتها بأنها "مريضة" تتوتر علاقتنا ، لكنها لا
تزال تأتي إلى المواعيد دون أي عوائق لأنها تتحدث معي فقط عن ذلك في الوقت الحالي
، ليس لديها أي أصدقاء على أي حال ، و عائلتها لا تريد أن تستمع إلى "هذا
الهراء" و تسكتها على الفور
إنها تثق بي و يسعدها أن تشاركني بأفكارها
طالما لم أخبرها أنها مريض ، إذا لم تتعافى قليلا فلن نتمكن من بدء العمل ،
عائلتها تخاف من هذا و برأيي هم على حق ، إذا تركت هذه الفتاة وظيفتها فسوف تتعفن
في المنزل ، داخل الجدران الأربعة ، في الواقع إذا كان بإمكاني الحد من نظامها
الوهمي قليلا و أفكارها غير الواقعية ، إذا كان بإمكاني إيقافها من التفكير في الاشخاص
الآخرين في العنل ، فيمكنها الاستمرار في أداء وظيفتها ، دعونا نرى إذا كان
بإمكاننا تحقيق ذلك ؟ سوف نلتقي بوالد و والدة رزان اليوم ، لقد رأيت والدها عدة
مرات لكنها المرة الأولى التي سأرى فيها والدتها ، في الواقع لم تكن تريد المجيء
الى هنا ، تأتي فقط بناء على دعوتي الملحة
" تونا ، أنا جاهزة يمكنك إدخال العائلة
"
" حسنا سيدتي ، سوف أرسلهم فورا "
سمع
طرقا طفيف على الباب و يدخل والد رزان أولا ، يفتح الباب و يتنحى جانبا و يفتح
المجال لزوجته ، ينجذب انتباهي إلى فستانها الأسود الفضفاض ذي الأزرار القديمة ، و
شعرها القصير الممشط بعناية ، و وجهها الخالي من التعابير ، تضع يديها على صدرها و
كأنها تصلي ، من الواضح أنها لا تريد مصافحة يدي ، أقف من مكاني و أشير لهم
بالجلوس ، يجلسون على الكراسي الحمراء المقابلة لي دون أن يتكلموا ، الأم منتصبة
جالسة أمامي مثل التمثال ، كانت امرأة جميلة في زمانها لأنها مثل رزان ملامحها
ناعمة جدا و عيناها زرقاء ، مع ذلك ، من غير الواضح ما إذا كانت حية أم ميتة ، هذا
الوجه ليس وجه شخص حزين ، يبدو الأمر كما لو أن كل عضلات وجهها مجمدة ، نظرا لأن
لديها ابنة بعمر رزان ، إذا هي تبلغ من العمر خمسين عاما على الأقل ، لكن ليس
لديها تجعد أو خط واحد حتى على وجهها ، أنا معتادة على رؤيى وجوه بلا تعابير ،
نواجه هذا في الغالب في مرضى "الفصام"، أعتقد أن صحة الأم العقلية أسوأ
من الوصف ، يبدأ الأب في الحديث أولا
" سيدتي لقد أحضرت لك زوجتي ، اسمحي لي
أن أعرفكم ، زوجتي نيفين "
" مرحبا بك سيدة نيفين"
"مرحبا"
" زوجتي لا تخرج كثيرا ، لقد كان صعبا
قدومها الى هنا ، منذ البارحة كانت متوثرة جدا ، لكن ها نحن ذا "
" سيدة نيفين ، الا تخرجين للخارج أبدا
؟"
" لا أخرج ، المنزل يكفيني "
" ماذا تفعلين في البيت كيف تمضين الوقت
؟"
" انا ربة منزل جيدة ، العمل لا ينتهي
"
" إذا أنت ربة منزل جيدة "
" نعم أنا كذلك "
إنها ليست متواضعة على الإطلاق ، و إلى جانب
ذلك ، لا تتحدث معي بطريقة ودية ، إنها تعاملني كما لو أنني ترتكبت جريمة كبيرة
بالاتصال بها و إحضارها الى هنا ، بالتأكيد لن تعود الى هنا مرة أخرى ، لذلك احتاج
لكي أعرف منها قدر الإمكان
" مع ذلك أشعر بالفضول ، أريد أن أعرف
البيت التي تعيش فيه رزان ، هل يمكنك التحدث لي عن قوانين و قواعد البيت ؟"
" لدينا منزل عادي و لدي مساعدة تأتي
للمنزل منذ سنوات ، و هي تعرف عاداتي جيدا ، تاتي في الساعة الثامنة صباحا و ننظف
معا المنزل كله من الغبار ، كل شيء له مكانه ، نحن لا نشتري أي شيء جديد للمنزل إل
إذا اضطررنا لذلك ، لأن كل شيء في المنزل نظيف "
" ماذا يعني لا نشتري أشياء جديدة ؟ ماذا
عندما تصبح الأشياء قديمة ؟"
" حتى لو كانت قديمة نتدبر أمورنا بها ،
على الأقل أعرف أنها نظيفة "
" حسنا ماذا عن الثياب ؟"
" أنا لا أشتري كثيرا لكن رزان تفعل ذلك
، حتى لو كانت تعرف أنني أنزعج كثيرا من ذلك ، عندما تعود للبيت تقوم مساعدتي بغسل
الثياب في مكان منفصل و بعدها ترتديهم رزان "
" يعني أن الثياب الجديدة يجب أن تغسل
"
" أجل صحيح ، و الا فإن الغبار الذي
عليهم سوف يلوث المنزل كله "
" حسنا ، ماذا عن زوجك ؟ "
" هو أيضا تغسل ثيابه "
" يبدو أنك لا تثقين كثيرا بالمساعدة
؟"
" صحيح أنا لا أثق بها "
" أنت سيدة دقيقة للغاية ، منذ متى و
أنت هكذا ؟ "
" في الواقع أنا هكذا دائما ، لكن بعد
موت إبنتي إزداد الأمر قليلا "
" أي إبنة ؟ "
" أخت رزان الكبرى "
" لقد كنت أعتقد أن رزان هي الطفلة
الوحيدة ، متى فقدت ابنتك ؟"
" منذ وقت طويل "
" لا أريد أن أحزنك ، لكن يجب أن أعرف
عن هذا الموضوع "
" لم تكن مثل رزان ، كانت طفلة متمردة ،
أرادت إحضار أصدقاء الى المنزل ، و أرادت الخروج كثيرا و هذا لم يكن يتوافق مع
قوانين المنزل ، لم تكن ناجحة جدا في المدرسة ، كان مستقبلها يقلقني كأم ، ثم ذات
يوم قامت برمي نفسها من شرفة المنزل "
يا إلهي... ، كانت فتاة شابة معافاة و لا
تتحمل قواعد هذه المرأة و اضطهادها ، حتى أنه لم تسمح لها باللقاء مع أصدقائها ،
من الواضح أن السيدة نيفين لم تحبني منذ البداية ، لكني أعتقد أنني بدأت أغضب منها
أيضا ، هذا ما لا يجب أن يفعله الطبيب النفسي ، لا يجب أن أكون عاطفية
" انتحرت ، هل يمكنك إخباري عن ذلك
اليوم ؟ "
" أرادت عفت الخروج مرة أخرى كالمعتاد ،
كان هناك عيد ميلاد صديق لها ، كان يوم السبت و كانت رزان في غرفتها تدرس ، و
إبراهيم ذهب للسوق ، قالت لي ، ' سأهرب من المنزل إذا لم تدعيني أذهب '، و أنا
أقفلت عليها في غرفتها ، لفترة كانت تضرب الباب تم توقفت ، تبين أنها القت بنفسها
من شرفة غرفتها ، أبلغني الجيران ، كانت هذه الفتاة متمردة ، و في النهاية أنهت
نفسها "
ألا ترى هذه المرأة أن لها نصيب في انتحار
ابنتها ؟ و كيف تتكلم بهدوء هكذا ، في هذه الأثناء يمسح والد رزان الدموع من عينيه
بمنديل أبيض اخرجه من جيبه ، يستمع إلى ما تقوله زوجته دون أن يتكلم
" حسنا ، ماذا عن رزان ، ماذا فعلت
حينها ؟"
" ركضت للأسفل أولا ن نحن نعيش في
الطابق الثامن ، كانت أول من ذهب الى أختها ، ثم جاء زوجي ، ماتت حالما سقطت ،
كانت أيام سيئة ، من الصعب دفن طفلك بيديك ، كانت متمردة في هذا العالم لكنها
مرتاحة في العالم الآخر ، أعطتها الملائكة مكانا في السماء ، الآن هي في سلام و
لديها وظيفة جيدة هناك "
" أي وظيفة "
" لا أريد التكلم حول هذا الموضوع ، قد
تنزعج إبنتي من ذلك ، حتى أنني لم أذهب الى قبرها ، تقول لي ' إياكم و المجيء' ، و
منذ ذلك الوقت لم أعد أخرج من البيت كثيرا "
و أخيرا يبدأ الأب بالحديث
" سيدتي ، نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع
منذ سنوات ، لقد حظرنا هذا الأمر على أنفسنا تقريبا ، لم تخرج نيفين الى الشارع
بعد ذلك اليوم إلا إذا كان ذلك ضروريا للغاية ، هذا الفستان كما لاحظت يعود إلى
تلك السنوات ، لم تشتري أي شيء جديد ، إنها المرة الأولى التي تتحدث فيها عن عفت و
أنا أسمع رأيها حول هذا الموضوع للمرة الأولى ، لم يأت أحد حتى لتعزيتنا ، لم ترغب
نيفين في ذلك ، لقد تصرفنا كما لو أن شيئا كهذا لم يحدث أبدا ، كما لو أن شخصا
يدعى عفت لم يعش أبدا ، كانت رزان طالبة في المدرسة الإعدادية في ذلك الوقت ، حدث
ذلك يوم السبت و ذهبت رزان الى المدرسة يوم الإثنين و كأن شيئا لم يحدث ، لم تبكي
و لم تسأل عن أي شيء ، لا تزال غرفة عفت كما هي ، يتم تنظيفها كل يوم ، لكن لا أحد
غير نيفين يدخل تلك الغرفة ، الباب مغلق دائما "
" أنا افهم يا سيدي ، لقد عشتم أياما
صعبة ، سيدة نيفين لماذا لم تخرجي من المنزل بعد ذلك اليوم ، هل هذا نوع من الحداد
؟ "
" لا ، إبنتي لا تريدني أن أقيم الحداد
"
" هل تقصدين رزان ؟ "
" لا ، بل عفت "
" عفت ؟ "
" أجل عفت "
" و كأنك تتحدثين مع إبنتك "
" بالطبع أتحدث معها ، نحن على اتصال
دائما "
" كيف ذلك ؟ "
" أنا افهم ما تريده ، لم نتفق جيدا
عندما كانت ابنتي على قيد الحياة ، لكننا الآن نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل "
" لم أفهم هذا جيدا ، كيف يمكنك التواصل
مع عفت بعد موتها ؟"
" إبنتي شخص مميز و أنا كذلك ، نظرا
لانها كانت تخرج دائما كانت تتسخ و توسخ منزلنا كذلك ، أخبرتها بكل هذا في ذلك
الوقت ، لكنها لم تفهمني حينها ، لهذا السبب قاموا بمناداتها ، الآن ابنتي هناك ،
طاهرة و نظيفة ، بالطبع نحن على ما يرام الآن "
من الواضح أن الصحة العقلية لهذه المرأة أسوأ
من صحة ابنتها ، إذا رزان قد نشأت مع مثل هذه الأم ، أتساءل لماذا لم والدها السيد
ابراهيم بذلك ؟ ، و كيف كان يعيش مع مثل هذا المرض الخطير ، نظرت الى السيد
ابراهيم بعين جانبية ، فنظر الى زوجته بعينين مرتبكتين و غريبتين ، يبدو الأمر كما
لو أنه يرى السيدة نيفين و يستمع اليها لأول مرة ، يا لها من عائلة غريبة ، و مع
ذلك لا يزال تفكيري عند تلك الفتاة التي ألقت بنفسها من الشرفة ، أعتقد أنها كانت
الوحيدة التي لم تستطع تحمل هذه البيئة ، أعتقد أنها كانت بصحة عقلية جيدة ، أشعر
بالأسف عليها ، كيف تسمح السيدة نيفين لزوجها و لرزان بالخروج يا ترى ؟
" حسنا ، لكن بما أن زوجك و رزان يذهبون
الى العمل هذا يعني أنهم يخرجون الى الخارج "
" إذا لم يكن الأمر ضروريا لا يخرجون
الى الشارع "
" حسنا ، ماذا عن رزان ، ألا تذهب الى
صديقة لها أو للتجول ؟"
" هي لا تريد الخروج ، أنا لا أتدخل
"
" لكنك قلت سابقا أنك لم تسمحي لعفت
بالخروج "
" لقد رأت بنفسها ما الذي يحدث عندما لا
يسمع أحد كلامي "
" هل ماتت إبنتك لأنها لم تسمع كلامك ،
أم على العكس تماما ، لأنك لم تسمحي لها بالخروج ؟"
" لقد قلت لك أنهم قاموا بمناداتها ،
أنت لن تفهمي هذا ، هذه المواضيع أكبر منك "
في هذه الأثنا ؤ يتدخل السيد ابراهيم و يحاول
تهدئة زوجته ، أعتقد أنني تتجاوزت الحد ، أنا حقا ما كان يجب أن أسأل أم عن مثل
هذه الأشياء ، المرأة التي أمامي مريضة بشكل خطير ، يجب أن أكون أكثر هدوءا أيضا ،
على الرغم من أنني أدرك مدى مرضها ، لا يسعني إلا أن أغضب من هذه المرأة ، ألومها
على وفاة ابنتها و مع ذلك لابد لي من الحفاظ على مشاعري لنفسي ، أخذت نفسا عميقا و
بدأت بالحديث مرة أخرى
"أعتذر سيدة نيفين ، أعتقد أنني أحزنتك
، فلنعد الى موضوع رزان مرة أخرى ، إذا هي لا تخرج من المنزل إلا إذا اضطرت إلى
ذلك ؟ ، حسنا ، هل تستطيع إحضار الأصدقاء إلى المنزل ؟"
"لا ، لا أريد أي أحد في المنزل "
" أي نوع من الأطفال كانت رزان ؟"
" لقد كانت فتاة مجتهدة و مهذبة و تحسن
التصرف ، و لم تقم بمعارضتي يوما ، لم تكن متمردة مثل أختها عفت "
" كيف كانت علاقتها مع أختها ؟"
"كانت أختها تغضب عليها كثيرا ، كانت
تقول لها ، ' أي نوع من الفتيات أنت ، أنت كالموتى' ، لكن رزان الآن حية و هي ماتت
"
" برأيك لماذا كانت تقول لها هذا ؟
"
" لقد كانت تريد منها أن تكون مثلها ،
لكن رزان كانت تشبهني "
" حسنا ، ما رأيك بخصوص مرض رزان
؟"
" لقد أصيبت إبنتي بعين شريرة ، ربما
شحص ما لا يتحملنا قام بعمل تعويذة ، لأنني لا أخرج منذ وقت طويل لا أستطيع تحديد
من يكون ، لكنني متأكدة أن ابنتي لديها العديد من الأصدقاء الذين لا يستطيعون تحمل
جمالها و ذكائها في المكان الذي تعمل فيه ، لا أعتقد أنها مريضة جدا على أي حال ،
في البداية لم تكن تنام ، كانت تتجول في المنزل دون توقف ، الآن هي جيدة ، لم تعد
مزعجة بعد الآن "
" هل تتحدث معك ؟"
" في السابق لم تكن رزان تتحدث كثيرا ، لا
أحب الأشخاص الذين يتحدثون كثيرا ، فأنا بنفسي لا أتحدث كثيرا لى أي حال ، في
الأيام الأولى من مرضه كانت تتحدث كثيرا ، الآن أصبحت لا تتحدث كثيرا مثل السابق
"
" هل برأيك أصبحت جيدة الان ؟"
" الطبيبة هي أنت ، لكن بالنسبة لي نعم
أصبحت افضل "
" حسنا سيدتي ، هذه كانت أسئلتي ، هل
تريدين سؤالي عن شيء ما ؟ "
" متى سوف تعود للعمل "
" إبنتك ليست بحالة جيدة بعد"
" جيد ، لتجلس في منزل نظيف ، إذا لم
يتم طردها لتجلس لفترة أطول قليلا ، نحن نعتني بها جيدا كل يوم ، و نطبخ لها ما
تريده ، ننظف المنزل من الغبار ، لا نريد منها شيئا ، لنكن بحالة جيدة فقط "
" إن شاء لله سيدتي "
" كانت إبنتي تذهب ال صالون الحلاقة بين
الحين و الآخر خلال الأشهر الماضية ، هل يمكن أنها توسخت من هناك ؟ "
" لا أعتقد ذلك "
" و أنا أيضا لا أعتقد ذلك ، رزان نظيفة
، مع ذلك سوف أسأل عفت ، لأرى ما الذي تقوله "
في هذه الأثناء يتدخل السيد ابراهيم مجددا
" نيفين ، ماهذا الهراء الذي تتحثين عنه
"
" هراء ، لن تفهم هذا ، ليهتم كل شخص
بشؤنه الخاصة ، علاوة على ذلك ، ألم تحبرني على المجيء الى هنا للتحدث ؟ ، أنا
الأن أتحدث ، إذا كنت لا تفهم على الأقل اخرس "
كانت السيدة نيفين لا تزال تتحدث عندما نهضت
و خرجت دون أن تقول لي وداعا ، و عقدت ذراعيها على صدرها مرة أخرى ، وقف السيد
إبراهيم و ذهب ليلحق بزوجته و هو يقول ، " أراك لاحقا يا هضرة الطبيبة "
لقد اندهش من كلام زوجته ، ؟ ألا يتحدثون في
المنزل أبدا ياترى ؟ ، أم أنه هنا و لأول مرة يدرك مدى مرض زوجته ؟ أي نوع من
الأسرة هذه ؟ ، أنا في حيرة من أمري أيضا ، لن أكون قادرة على مقابلة مريض أخر ،
من الأفضل أن أشرب فنجان آخر من القهوة ...
جيد
ردحذف