القائمة الرئيسية

الصفحات

داخل العملة قصة رزان الحقيقة و والدتها : الجزء الثالث

 

رزان في البيت منذ ثلاثة أشهر ، و تتناول أدوية مكثفة لكنها لم تعطي مفعولها بعد ، الدواء كان يخنقها و لم يكن هناك تراجع خطير في الافكار المرضية و غير الواقعية ، لا تزال على يقين أن ما تفكر فيه صحيح تماما ، حتى أنها أصبحت تقوم بوضع المزيد من الروابط المنطقية بين الأحداث غير الواقعية ، يخرج المرض من الفترة الحادة و يصبح مزمنا تدريجيا ، أي أنه يستقر جيدا في عقل رزان و كلما أخبرتها بأنها "مريضة" تتوتر علاقتنا ، لكنها لا تزال تأتي إلى المواعيد دون أي عوائق لأنها تتحدث معي فقط عن ذلك في الوقت الحالي ، ليس لديها أي أصدقاء على أي حال ، و عائلتها لا تريد أن تستمع إلى "هذا الهراء" و تسكتها على الفور

إنها تثق بي و يسعدها أن تشاركني بأفكارها طالما لم أخبرها أنها مريض ، إذا لم تتعافى قليلا فلن نتمكن من بدء العمل ، عائلتها تخاف من هذا و برأيي هم على حق ، إذا تركت هذه الفتاة وظيفتها فسوف تتعفن في المنزل ، داخل الجدران الأربعة ، في الواقع إذا كان بإمكاني الحد من نظامها الوهمي قليلا و أفكارها غير الواقعية ، إذا كان بإمكاني إيقافها من التفكير في الاشخاص الآخرين في العنل ، فيمكنها الاستمرار في أداء وظيفتها ، دعونا نرى إذا كان بإمكاننا تحقيق ذلك ؟ سوف نلتقي بوالد و والدة رزان اليوم ، لقد رأيت والدها عدة مرات لكنها المرة الأولى التي سأرى فيها والدتها ، في الواقع لم تكن تريد المجيء الى هنا ، تأتي فقط بناء على دعوتي الملحة

" تونا ، أنا جاهزة يمكنك إدخال العائلة "

" حسنا سيدتي ، سوف أرسلهم فورا "

 سمع طرقا طفيف على الباب و يدخل والد رزان أولا ، يفتح الباب و يتنحى جانبا و يفتح المجال لزوجته ، ينجذب انتباهي إلى فستانها الأسود الفضفاض ذي الأزرار القديمة ، و شعرها القصير الممشط بعناية ، و وجهها الخالي من التعابير ، تضع يديها على صدرها و كأنها تصلي ، من الواضح أنها لا تريد مصافحة يدي ، أقف من مكاني و أشير لهم بالجلوس ، يجلسون على الكراسي الحمراء المقابلة لي دون أن يتكلموا ، الأم منتصبة جالسة أمامي مثل التمثال ، كانت امرأة جميلة في زمانها لأنها مثل رزان ملامحها ناعمة جدا و عيناها زرقاء ، مع ذلك ، من غير الواضح ما إذا كانت حية أم ميتة ، هذا الوجه ليس وجه شخص حزين ، يبدو الأمر كما لو أن كل عضلات وجهها مجمدة ، نظرا لأن لديها ابنة بعمر رزان ، إذا هي تبلغ من العمر خمسين عاما على الأقل ، لكن ليس لديها تجعد أو خط واحد حتى على وجهها ، أنا معتادة على رؤيى وجوه بلا تعابير ، نواجه هذا في الغالب في مرضى "الفصام"، أعتقد أن صحة الأم العقلية أسوأ من الوصف ، يبدأ الأب في الحديث أولا

" سيدتي لقد أحضرت لك زوجتي ، اسمحي لي أن أعرفكم ، زوجتي نيفين "

" مرحبا بك سيدة نيفين"

"مرحبا"

" زوجتي لا تخرج كثيرا ، لقد كان صعبا قدومها الى هنا ، منذ البارحة كانت متوثرة جدا ، لكن ها نحن ذا "

" سيدة نيفين ، الا تخرجين للخارج أبدا ؟"

" لا أخرج ، المنزل يكفيني "

" ماذا تفعلين في البيت كيف تمضين الوقت ؟"

" انا ربة منزل جيدة ، العمل لا ينتهي "

" إذا أنت ربة منزل جيدة "

" نعم أنا كذلك "

إنها ليست متواضعة على الإطلاق ، و إلى جانب ذلك ، لا تتحدث معي بطريقة ودية ، إنها تعاملني كما لو أنني ترتكبت جريمة كبيرة بالاتصال بها و إحضارها الى هنا ، بالتأكيد لن تعود الى هنا مرة أخرى ، لذلك احتاج لكي أعرف منها قدر الإمكان

" مع ذلك أشعر بالفضول ، أريد أن أعرف البيت التي تعيش فيه رزان ، هل يمكنك التحدث لي عن قوانين و قواعد البيت ؟"

" لدينا منزل عادي و لدي مساعدة تأتي للمنزل منذ سنوات ، و هي تعرف عاداتي جيدا ، تاتي في الساعة الثامنة صباحا و ننظف معا المنزل كله من الغبار ، كل شيء له مكانه ، نحن لا نشتري أي شيء جديد للمنزل إل إذا اضطررنا لذلك ، لأن كل شيء في المنزل نظيف "

" ماذا يعني لا نشتري أشياء جديدة ؟ ماذا عندما تصبح الأشياء قديمة ؟"

" حتى لو كانت قديمة نتدبر أمورنا بها ، على الأقل أعرف أنها نظيفة "

" حسنا ماذا عن الثياب ؟"

" أنا لا أشتري كثيرا لكن رزان تفعل ذلك ، حتى لو كانت تعرف أنني أنزعج كثيرا من ذلك ، عندما تعود للبيت تقوم مساعدتي بغسل الثياب في مكان منفصل و بعدها ترتديهم رزان "

" يعني أن الثياب الجديدة يجب أن تغسل "

" أجل صحيح ، و الا فإن الغبار الذي عليهم سوف يلوث المنزل كله "

" حسنا ، ماذا عن زوجك ؟ "

" هو أيضا تغسل ثيابه "

" يبدو أنك لا تثقين كثيرا بالمساعدة ؟"

" صحيح أنا لا أثق بها "

" أنت سيدة دقيقة للغاية ، منذ متى و أنت هكذا ؟ "

" في الواقع أنا هكذا دائما ، لكن بعد موت إبنتي إزداد الأمر قليلا "

" أي إبنة ؟ "

" أخت رزان الكبرى "

" لقد كنت أعتقد أن رزان هي الطفلة الوحيدة ، متى فقدت ابنتك ؟"

" منذ وقت طويل "

" لا أريد أن أحزنك ، لكن يجب أن أعرف عن هذا الموضوع "

" لم تكن مثل رزان ، كانت طفلة متمردة ، أرادت إحضار أصدقاء الى المنزل ، و أرادت الخروج كثيرا و هذا لم يكن يتوافق مع قوانين المنزل ، لم تكن ناجحة جدا في المدرسة ، كان مستقبلها يقلقني كأم ، ثم ذات يوم قامت برمي نفسها من شرفة المنزل "

يا إلهي... ، كانت فتاة شابة معافاة و لا تتحمل قواعد هذه المرأة و اضطهادها ، حتى أنه لم تسمح لها باللقاء مع أصدقائها ، من الواضح أن السيدة نيفين لم تحبني منذ البداية ، لكني أعتقد أنني بدأت أغضب منها أيضا ، هذا ما لا يجب أن يفعله الطبيب النفسي ، لا يجب أن أكون عاطفية

" انتحرت ، هل يمكنك إخباري عن ذلك اليوم ؟ "

" أرادت عفت الخروج مرة أخرى كالمعتاد ، كان هناك عيد ميلاد صديق لها ، كان يوم السبت و كانت رزان في غرفتها تدرس ، و إبراهيم ذهب للسوق ، قالت لي ، ' سأهرب من المنزل إذا لم تدعيني أذهب '، و أنا أقفلت عليها في غرفتها ، لفترة كانت تضرب الباب تم توقفت ، تبين أنها القت بنفسها من شرفة غرفتها ، أبلغني الجيران ، كانت هذه الفتاة متمردة ، و في النهاية أنهت نفسها "

ألا ترى هذه المرأة أن لها نصيب في انتحار ابنتها ؟ و كيف تتكلم بهدوء هكذا ، في هذه الأثناء يمسح والد رزان الدموع من عينيه بمنديل أبيض اخرجه من جيبه ، يستمع إلى ما تقوله زوجته دون أن يتكلم

" حسنا ، ماذا عن رزان ، ماذا فعلت حينها ؟"

" ركضت للأسفل أولا ن نحن نعيش في الطابق الثامن ، كانت أول من ذهب الى أختها ، ثم جاء زوجي ، ماتت حالما سقطت ، كانت أيام سيئة ، من الصعب دفن طفلك بيديك ، كانت متمردة في هذا العالم لكنها مرتاحة في العالم الآخر ، أعطتها الملائكة مكانا في السماء ، الآن هي في سلام و لديها وظيفة جيدة هناك "

" أي وظيفة "

" لا أريد التكلم حول هذا الموضوع ، قد تنزعج إبنتي من ذلك ، حتى أنني لم أذهب الى قبرها ، تقول لي ' إياكم و المجيء' ، و منذ ذلك الوقت لم أعد أخرج من البيت كثيرا "

و أخيرا يبدأ الأب بالحديث

" سيدتي ، نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع منذ سنوات ، لقد حظرنا هذا الأمر على أنفسنا تقريبا ، لم تخرج نيفين الى الشارع بعد ذلك اليوم إلا إذا كان ذلك ضروريا للغاية ، هذا الفستان كما لاحظت يعود إلى تلك السنوات ، لم تشتري أي شيء جديد ، إنها المرة الأولى التي تتحدث فيها عن عفت و أنا أسمع رأيها حول هذا الموضوع للمرة الأولى ، لم يأت أحد حتى لتعزيتنا ، لم ترغب نيفين في ذلك ، لقد تصرفنا كما لو أن شيئا كهذا لم يحدث أبدا ، كما لو أن شخصا يدعى عفت لم يعش أبدا ، كانت رزان طالبة في المدرسة الإعدادية في ذلك الوقت ، حدث ذلك يوم السبت و ذهبت رزان الى المدرسة يوم الإثنين و كأن شيئا لم يحدث ، لم تبكي و لم تسأل عن أي شيء ، لا تزال غرفة عفت كما هي ، يتم تنظيفها كل يوم ، لكن لا أحد غير نيفين يدخل تلك الغرفة ، الباب مغلق دائما "

" أنا افهم يا سيدي ، لقد عشتم أياما صعبة ، سيدة نيفين لماذا لم تخرجي من المنزل بعد ذلك اليوم ، هل هذا نوع من الحداد ؟ "

" لا ، إبنتي لا تريدني أن أقيم الحداد "

" هل تقصدين رزان ؟ "

" لا ، بل عفت "

" عفت ؟ "

" أجل عفت "

" و كأنك تتحدثين مع إبنتك "

" بالطبع أتحدث معها ، نحن على اتصال دائما "

" كيف ذلك ؟ "

" أنا افهم ما تريده ، لم نتفق جيدا عندما كانت ابنتي على قيد الحياة ، لكننا الآن نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل "

" لم أفهم هذا جيدا ، كيف يمكنك التواصل مع عفت بعد موتها ؟"

" إبنتي شخص مميز و أنا كذلك ، نظرا لانها كانت تخرج دائما كانت تتسخ و توسخ منزلنا كذلك ، أخبرتها بكل هذا في ذلك الوقت ، لكنها لم تفهمني حينها ، لهذا السبب قاموا بمناداتها ، الآن ابنتي هناك ، طاهرة و نظيفة ، بالطبع نحن على ما يرام الآن "

من الواضح أن الصحة العقلية لهذه المرأة أسوأ من صحة ابنتها ، إذا رزان قد نشأت مع مثل هذه الأم ، أتساءل لماذا لم والدها السيد ابراهيم بذلك ؟ ، و كيف كان يعيش مع مثل هذا المرض الخطير ، نظرت الى السيد ابراهيم بعين جانبية ، فنظر الى زوجته بعينين مرتبكتين و غريبتين ، يبدو الأمر كما لو أنه يرى السيدة نيفين و يستمع اليها لأول مرة ، يا لها من عائلة غريبة ، و مع ذلك لا يزال تفكيري عند تلك الفتاة التي ألقت بنفسها من الشرفة ، أعتقد أنها كانت الوحيدة التي لم تستطع تحمل هذه البيئة ، أعتقد أنها كانت بصحة عقلية جيدة ، أشعر بالأسف عليها ، كيف تسمح السيدة نيفين لزوجها و لرزان بالخروج يا ترى ؟

" حسنا ، لكن بما أن زوجك و رزان يذهبون الى العمل هذا يعني أنهم يخرجون الى الخارج "

" إذا لم يكن الأمر ضروريا لا يخرجون الى الشارع "

" حسنا ، ماذا عن رزان ، ألا تذهب الى صديقة لها أو للتجول ؟"

" هي لا تريد الخروج ، أنا لا أتدخل "

" لكنك قلت سابقا أنك لم تسمحي لعفت بالخروج "

" لقد رأت بنفسها ما الذي يحدث عندما لا يسمع أحد كلامي "

" هل ماتت إبنتك لأنها لم تسمع كلامك ، أم على العكس تماما ، لأنك لم تسمحي لها بالخروج ؟"

" لقد قلت لك أنهم قاموا بمناداتها ، أنت لن تفهمي هذا ، هذه المواضيع أكبر منك "

في هذه الأثنا ؤ يتدخل السيد ابراهيم و يحاول تهدئة زوجته ، أعتقد أنني تتجاوزت الحد ، أنا حقا ما كان يجب أن أسأل أم عن مثل هذه الأشياء ، المرأة التي أمامي مريضة بشكل خطير ، يجب أن أكون أكثر هدوءا أيضا ، على الرغم من أنني أدرك مدى مرضها ، لا يسعني إلا أن أغضب من هذه المرأة ، ألومها على وفاة ابنتها و مع ذلك لابد لي من الحفاظ على مشاعري لنفسي ، أخذت نفسا عميقا و بدأت بالحديث مرة أخرى

"أعتذر سيدة نيفين ، أعتقد أنني أحزنتك ، فلنعد الى موضوع رزان مرة أخرى ، إذا هي لا تخرج من المنزل إلا إذا اضطرت إلى ذلك ؟ ، حسنا ، هل تستطيع إحضار الأصدقاء إلى المنزل ؟"

"لا ، لا أريد أي أحد في المنزل "

" أي نوع من الأطفال كانت رزان ؟"

" لقد كانت فتاة مجتهدة و مهذبة و تحسن التصرف ، و لم تقم بمعارضتي يوما ، لم تكن متمردة مثل أختها عفت "

" كيف كانت علاقتها مع أختها ؟"

"كانت أختها تغضب عليها كثيرا ، كانت تقول لها ، ' أي نوع من الفتيات أنت ، أنت كالموتى' ، لكن رزان الآن حية و هي ماتت "

" برأيك لماذا كانت تقول لها هذا ؟ "

" لقد كانت تريد منها أن تكون مثلها ، لكن رزان كانت تشبهني "

" حسنا ، ما رأيك بخصوص مرض رزان ؟"

" لقد أصيبت إبنتي بعين شريرة ، ربما شحص ما لا يتحملنا قام بعمل تعويذة ، لأنني لا أخرج منذ وقت طويل لا أستطيع تحديد من يكون ، لكنني متأكدة أن ابنتي لديها العديد من الأصدقاء الذين لا يستطيعون تحمل جمالها و ذكائها في المكان الذي تعمل فيه ، لا أعتقد أنها مريضة جدا على أي حال ، في البداية لم تكن تنام ، كانت تتجول في المنزل دون توقف ، الآن هي جيدة ، لم تعد مزعجة بعد الآن "

" هل تتحدث معك ؟"

" في السابق لم تكن رزان تتحدث كثيرا ، لا أحب الأشخاص الذين يتحدثون كثيرا ، فأنا بنفسي لا أتحدث كثيرا لى أي حال ، في الأيام الأولى من مرضه كانت تتحدث كثيرا ، الآن أصبحت لا تتحدث كثيرا مثل السابق "

" هل برأيك أصبحت جيدة الان ؟"

" الطبيبة هي أنت ، لكن بالنسبة لي نعم أصبحت افضل "

" حسنا سيدتي ، هذه كانت أسئلتي ، هل تريدين سؤالي عن شيء ما ؟ "

" متى سوف تعود للعمل "

" إبنتك ليست بحالة جيدة بعد"

" جيد ، لتجلس في منزل نظيف ، إذا لم يتم طردها لتجلس لفترة أطول قليلا ، نحن نعتني بها جيدا كل يوم ، و نطبخ لها ما تريده ، ننظف المنزل من الغبار ، لا نريد منها شيئا ، لنكن بحالة جيدة فقط "

" إن شاء لله سيدتي "

" كانت إبنتي تذهب ال صالون الحلاقة بين الحين و الآخر خلال الأشهر الماضية ، هل يمكن أنها توسخت من هناك ؟ "

" لا أعتقد ذلك "

" و أنا أيضا لا أعتقد ذلك ، رزان نظيفة ، مع ذلك سوف أسأل عفت ، لأرى ما الذي تقوله "

في هذه الأثناء يتدخل السيد ابراهيم مجددا

" نيفين ، ماهذا الهراء الذي تتحثين عنه "

" هراء ، لن تفهم هذا ، ليهتم كل شخص بشؤنه الخاصة ، علاوة على ذلك ، ألم تحبرني على المجيء الى هنا للتحدث ؟ ، أنا الأن أتحدث ، إذا كنت لا تفهم على الأقل اخرس "

كانت السيدة نيفين لا تزال تتحدث عندما نهضت و خرجت دون أن تقول لي وداعا ، و عقدت ذراعيها على صدرها مرة أخرى ، وقف السيد إبراهيم و ذهب ليلحق بزوجته و هو يقول ، " أراك لاحقا يا هضرة الطبيبة "

لقد اندهش من كلام زوجته ، ؟ ألا يتحدثون في المنزل أبدا ياترى ؟ ، أم أنه هنا و لأول مرة يدرك مدى مرض زوجته ؟ أي نوع من الأسرة هذه ؟ ، أنا في حيرة من أمري أيضا ، لن أكون قادرة على مقابلة مريض أخر ، من الأفضل أن أشرب فنجان آخر من القهوة ...



Reactions:

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق