لقد مر شهر على آخر لقاء لي مع والدة و والد
رزان ، ألغت رزان مواعيدها و و توقفت عن العلاج لفترة ، و الآن أخدت موعد جديد و
هي قادمة الآن ، لقد كنت قلقة جدا لأنها تركت العلاج ، أعتقد أن والدتها قد غضبت
مني ذلك و غضبت على السيد إبراهيم كذلك ، لنرى ماذا سوف تحكي لي اليوم ؟
" تونا ، أنا جاهزة ، يمكنك إرسال
المريض "
" حسنا سيدتي ، سوف أرسلها فورا"
كالعادة تدق الباب بخفة و تدخل ، تتهرب
بنظراتها مني و كأنها ارتكبت جريمة ما ، شعرها فوضوي و متسخر ، يبدو الامر كما لو
أنه لم يتم غسله أو تمشيطه لعدة أيام ، أقف و أحييها بإبتسامة
" مرحبا بك رزان ، أين كنت ، لقد كنت
قلقة عليك "
الابتسامة التي في وجههي تشعرها بالراحة ،
تصافح يدي و هي تبتسم كذلك تم تجلس على الكرسي أمامي
" لقد أتيت ، لكنني لم أتوقف عن تناول
الدواء الذي أعطيته لي ، أمي لم ترد أن أخرج من المنزل "
" لماذا يا ترى ؟"
" في الواقع هي لا تتدخل بي كثيرا ،
لكنها متوثرة هذه الفترة "
" الديك كانا هنا في الشهر السابق ،
تعرفين ذلك ؟"
" أجل أعرف ذلك ، أمي لا تخرج من المنزل
أبدا ، يبدو أن ذلك قد أتعبها "
" هل تعرفين لماذا لا تخرج ؟"
" أمي لا تتحدث كثيرا ، لا تحب الغبار
في الخارج ، علاوة على ذلك تستغرق أعمال البيت اليوم كله "
" هل تقومين بأعمال البيت ؟ "
" لا ، لا أفعل أبدا ، أمي تقوم بكل
شيء"
" لماذا ؟"
" لا أعلم ، لم يطلب مني أحد ذلك ، حتى
لو طلب مني ذلك لا أستطيع ، حتى أعمال المنزل لديها قوانين كثيرة ، هناك مساعدة
تأتي كل يوم ، هي تعرف كيف يتم القيام بكل شي "
" حسنا ، هل نتحدث اليوم قليلا عن
والدتك و عن عفت ؟ "
" عن عفت ؟ هذا يعني أنهم أخبروك عنها ،
بينما في بيتنا لا يتم التحدث عن هذا الموضوع أبدا "
" يبدو أنه لا يتم الحديث عن أي شيء في
بيتكم ؟"
" ليس هناك أحد ليتكلم ، أمي لا تتحدث
الا عند الضرورة و والدي يكون طوال النهار في العمل ، و في المساء بعد تناول
الطعام يشاهد التلفاز حتى يذهب للنوم "
" ماذا عنك ، ماذا تفعلين ؟ "
" في العادة أذهب الى غرفتي بعد الأكل و
لا أغادرها حتى انام "
" كيف كانت عفت ؟ "
" أختي لم تكن تشبهنا ، لقد كانت تريد
الخروج و التجول مع أصدقائها و التحدث ، لم تكن الدراسة و كانت تغضب مني و من أمي
"
" لماذا ؟ "
" لأن والدتي لم تكن تعطيها الإذن لذلك
كانوا يتشاجرون باستمرار ، كانت تحب ارتداء أشياء مختلفة ، كانت تدخل الثياب التي
تشتريها للمنزل بسرية حتى لا تقوم والدتي بغسلها ، كانت والدتي تجدهم و تلقي بهم
خارجا من نافذة الحمام ، كانت تبكي كثيرا حتى أنها كانت تبقى جائعة لأيام "
" لماذا ؟"
"كانت أمي تمنع عنها الطعام كعقاب ، و
لا تعطيها المال ، و أحيانا كانت تضربها "
" ماذا كانت ردة فعل والدك حول هذا
؟"
" لم يكن ليكون لديه علم بهذا ، حتى لو
كان لديه علم لم يكن ليتدخل بهذا "
" يعني أن كلام والدك مسموع أكثر من
كلام والدك "
" ربما ، لكن كل أعمال المنزل الخارجية
يقوم بها والدي ، التسوق ، الفواتير..."
" كيف كانت علاقتك بعفت ؟"
" كنت أساعدتها في بعض الأحيان ، عندما
لا تعطيها أمي المال كنت أعطيها من مالي الخاص ، مع ذلك لم تكن تحبني كثيرا ، كانت
تقول لي ، 'أنت تشبهين والدتي ، أنت مثل الموتى'"
" لماذا كانت تقول ذلك ؟"
" ربما لأنها كانت تغار مني قليلا ،
لأنني كنت أجمل منها و كنت أدرس جيدا ، و أمي تحبني أنا و ليس هي "
" إذا والدتك كانت تحبك بالأكثر ؟"
" أنا لم أحزنها قط ، أنظري أنا لم آتي
إلى هنا فقط لأنها لا تريد ذلك "
" صحيح أنك لا تحزنين والدتك ، لكن هل
فكرت يوما في القيام بأشياء مختلفة ؟ "
" مثل ماذا ؟ "
" لا أعلم ، مثل الخروج برفقة أصدقائك
"
" ليس لدي الكثير من الأصدقاء ، يبدو أن
الناس لا يحبونني ، و أيضا لا أعرف كيف سوف أتحدث معهم ، لا يخطر في بالي أي شيء
لأقوله ، علاوة على ذلك إنهم يغارون مني ، لم يكونوا يغارون من أختي لأنه ليس
لديها أي شيء حتى يغارو منها ، في ذلك اليوم الذي قامت برمي نفسها من الشرفة كانت
قد بكت كثيرا ، ذهب الى باب غرفتها ، و قلت لها ' أخرسي ، لا يمكنني الدراسة
بسببك' و هي صرخت بي قائلة ، ' أغربي أيتها الميتة"
" ماذا حدث بعد ذلك ؟ "
" كانت تقول أنها سوف تكسر الباب ، و
قامت برمي كل ما يوجد في الغرفة على الباب "
" ماذا فعلت والدتك ؟"
" كانت تنتظر أمام الباب في يدها عصا ،
كانت أختي تصرخ و تقول 'إذا لم تفتحي الباب سوف ألقي بنفسي' ، حينها نظرت إلى أمي
، لكن عندما رفعت العصا بإتجاهي هربت إلى غرفتي ، بعدها ساد صمت طويل ، كنت في
غرفتي أدعوا أن يكون غضبها قد زال ، بعدها قام جارنا برن جري الباب ، كان يصرخ و
يقول 'إبنتكم قامت برمي نفسها ، هل أنتم نائمون ؟' ، ركضت من الطابق الثامن ، كانت
أختي مستلقية على الرصيف لم تمت بعد ، كان الجميع يصرخون ، الحارس ، المارة ،
أبناء الحي ، إجتمعوا حول أختي ، و كلهم يحدقون بها ، كان هناك دم يسيل من جانب فمها
، و عيونها مفتوحة ، و كأنها كانت تنظر إلي ، قلت لها ' لستُ ميتة ، أنظري لقد جئت
راكضة ، إياك أن تموتي'، بعدها كان والدي قادما من السوق و عندما رآني بين الحشود
إندهش و فهم أن هناك شيئا سيء حدث ، عندما رأى أختي مستلقية في الرصيف بدأ بالصراخ
، حينها أختي كانت قد ماتت بالفعل ، كان وجهها و كأنها تبتسم ، تلك الإبتسامة لم
تذهب من ذهني لسنوات ، كنت أتمنى لو أنني صرخت مثل والدي ذلك اليوم ، لم أستطع
البكاء حتى ، لم يكن لدي دموع ، كنت متجمدة مثل كتلة من الجليد ، حينها فكرت كثيرا
هل أنا حقا ميتة ؟، لأنه عندما أنظر إلى أصدقائي في المدرسة أفهم أنهم على قيد
الحياة ، جميعهم يتكلمون و يضحكون و يغضبون و يحزنون على بعض الأشياء ، بينما أنا
لم أحزن حتى على موت أختي ، كنت مثل الميتة دون ردة فعل ، علاوة على ذلك عاد
منزلنا الى طبيعته بعد يومين من وفاة أختي ، اتضح أن أختي هي من كانت تفسد نظام
البيت ، عندما ذهبت أصبح المنزل مرتبا و هادئ ، شعرت أمي بالارتياح و أعتقد أنني
شعرت بالارتياح أيضا ، الضجيج إنتهى الآن و أمي أصبحت هادئة ، كانت أختي تقول ،
'هذا المنزل مثل المقبرة ، و أنتهم جميعا موتى'، عندما توفيت فهمت كم كانت على حق
، اتضح أن المنزل كان فعلا مثل المقبرة ، و نحن الموتى ، عشت في ذلك القبر لسنوات
بعدها غير هذا الرجل كل شيء ، كنت أعتقد أنه لا أحد سوف يحبني غير أمي ، أحبني مثل
المجانين ، عالق في حب أسود ، قلب العالم رأسا على عقب لأجلي لكنني لم أعرف قيمته
، لقد فهم فورا كم أنها فتاة منحطة بدون أخلاق ، إنه محق طبعا ، لقد كشفت سره و
قمت بخيانته ، صدقيني يا حضرة الطبيبة لم أكن أعرف حينها أنه يحبني لهذه الدرجة ،
لو كنت أعرف هل كنت سوف أقول ؟ "
" عن ماذا ؟"
" ألم أخرج جنيه ، يا ليتني لم أخبر
صديقتي على الأقل ، لكن ما حدث قد حدث ، لن يسامحني أبدا أعرف ذلك ، و هو نشر كل
غسيلي المتسخ ، ماذا سوف افعل الآن ؟ تتحدث جميع القنوات في التلفاز عن النظام
الغذائي كل يوم ، هناك نظام غذائي يريدني أن أدفعه ، لكنه لا يخبرني ما هو بالضبط
، ربما سوقف قرار شنقي مقابل هذا النظام الغذائي "
" ربما قد فهمت الأمر بشكل خاطئ ، ربما
هذا النظام الغذائي حول فقدان الوزن و ما إلى ذلك "
" لا ، إنه يرسل لي رسالة يا حضرة
الطبيبة ، في بعض الأحيان تكونين ساذجة جدا "
" إذا أنا أصبح ساذجة ؟"
"لا ، ليس هذا ما قصدته ، لكن لو تعرفين
ذلك الرجل سوف تفهمين بشكل جيد ، لم يأتي الى هنا أبدا ، صحيح ؟"
" لماذا سوف يآتي إلى هنا ؟"
" إنه يقوم بمراقبتي بإستمرار تعرفين
ذلك ، اعتقدت أنه قد يرغب في التحدث إليك عني ، لكنه بالفعل يستمع إلينا ، فما
الداعي ليتحدث معك "
" أعتقد أن هذا الرجل قد أفادك كما أضر
بك ، أنظري المنزل الذي عشت فيه لسنوات تشعرين فيه و كأنك ميتة ، ماذا عن الآن ،
كيف تشعرين ؟"
" ربما سوف يقوم بشنقي لكنني لست مثل
الموتى بعد الآن "
" يعني أنك مثل بقية الناس ، تحزنين ،
تغضبين ، تشعرين بالحماس...، صحيح ؟"
" صحيح ، لكن هل أنا مخطئة ؟ غير معروف
ما قد يفعله هذا الرجل ؟"
" برأيي لن يفعل شيئا ، لقد كنت حزينة
بما فيه الكفاية ، و ربما قد انتهى عقابك "
"لا ، لن ينتهي أي شيء "
لا تريد رزان أن يينتهي أي شيء ، لأنها لا
تتحمل أن تعود الى الأيام السابقة ، الأن أفهم بشكل واضح لماذا لا تريد أن تتحسن
حالتها و تنفصل عن هذا المرض ، كم أن عالمها الحقيق فقير و عديم اللون ، أعتقد أنه
من الصحيح تشبيه الأمر بالموتى الأحياء في منزل مثل القبر ، السيدة نيفين لم تسمح
لأي أحد بالعيش في ذلك المنزل ، وصل المرض إلى رزان في الوقت المناسب ، بعد فترة
وجيزة من بدء عملها وعندما رأت مدى اختلافها عن الآخرين و كيف لم تستطع التواصل
معهم و كيف كانت وحيدة ، لم تستطع هذه الفتاة تحمل ذلك أكثر ، و أنا بينما أحاول
أن أعيد لها صحتها ، أجبرها على العودة إلى أيامها القديمة الميتة ، لن تسمح رزان
بذلك أبدا ، ربما من الأفضل أن اقبل هذه الحقيقة الآن ، ربما هكذا يمكنني أن أساعد
رزان أكثر ، لقد كانت تأتي إلي منذ شهور و لم تنفع الأدوية و لا محادثاتنا في أي
شيء ، السبب الوحيد الذي يجعلها تأتي إلي هو حتى تتمكن من مشاركة نظامها الوهمي
معي ، تحب التحدث و مشاركة هذا الموضوع مع أحد ما ، لكن ليس لدسها و لا صديق مقرب
يستمع إليها ، علاوة على ذلك فهي تحب وجود أشخاص آخرين يحبونها أو يكرهونها
تقرير الراحة سينتهي قريبا و في هذه الحالة
لا يمكنها العودة الى العمل ، و لكن إذا تم تمديد التقرير و استمرت هذه الفتاة
المسكينة في العيش بمفردها لبضعة أشهر أخرى دون أن تغادر منزل القبر ، و بعيدا عن
الناس الطبيعين ، فقد لا تتمكن من العودة الى وظيفتها القديمة مرة أخرى ، لا بد لي
من إيجاد حل لهذا
" أجل ربما بعض الاشياء لن تنتهي
فورا"
" هااه ، لقد بدأت أخيرا في فهمي ، لن
ينتهي طبعا "
" متى سوف ينتهي تقريرك يا رزان ؟"
" يجب أن أعود للعمل بعد ثلاث أسابيع
"
" حسنا ، هل تريدين البدء بالعمل
؟"
" أريد و في نفس الوقت خائفة ، أنا
متحمسة لأنني لا أعرف ما الذي سيحدث لي ، لن يسمحوا لي بالعمل هناك بعد الآن على
أي حال ، هناك أشياء أخرى لم أخبرك بها "
" ماهي هذه الأشياء ؟"
" في أحد الأيام في العمل ، ذهبت الى
دورة المياه ، و إستمنيت هناك ، لم أكن أعرف حينها أن هذا الرجل كان يراقبني طوال
الوقت ، كان يصور كل ما فعلته ، لو كنت أعرف حينها هل كنت سوف أقوم بذلك ؟ ، و
بعدها عندما غضب مني جعل الجميع يشاهدون هذا الشريط في مكان العمل ، لقد خدعني ،
خاصة أن مديري كان غاضبا جدا مني ، و قال ، 'إعتقدت أن هذه الفتاة محترمة و نزيهة
، لقد خدعتنا جميعا' ، ذلك الشريط موجود الآن في درج مكتب مديري ، لا أعرف كيف
سأنظر إلى وجوج الناس هناك بعد الآن ، إلى جانب ذلك فإن القيام بالعادة السرية في
مكان العمل هي سبب وجيه بما يكفي للطرد ، لذلك أعتقد أنه ليس لدي فرصة لبدء العمل
"
" من أين تعرفين هذا ؟ "
" أدركت ذلك عندما تغير سلوك المدير
تجاهي في الأيام القليلة الماضية ، لقد تغير موقف جميع أصدقائي ، و ليس مديري فقط
، بدأوا بالنظر إلي بطريقة بشعة ، بدأ المدير بالصراخ على الآخرين في كل مناسبة
"
" و ما شانك بالأخرين ؟"
" ما شأني بالأخرين ؟ ، إنه يخرج غضبه
مني عليهم ، في وقت الغداء لا أحد يريد الجلوس معي في طاولة الطعام ، ينظرون إلي و
يتحدثون و يضحكون سرا ، لقد تشوهت سمعتي عند الجميع ، الأسوأ من ذلك كله أنني في
ذلك الوقت لم أقم بإزالة شعر جسمي ، بعد ذلك اليوم بدأت جميع قنوات التلفزيون ببث
إعلانات عن الشمع ، الآن أرتدي بيجاما سميكة في الليل عندما أخلد إلى الفراش و
أنام و أنا مغطاة كليا باللحاف ، و أحرص على ألا يظهر أي مكان من جسمي ، لا يوجد
الآن شيء فاحش في الأفلام الجديدة ، هذا هو السبب في أنني لم أستحم منذ فترة طويلة
، لكن ما حدث قد حدث "
تعتقد أنها مراقبة بإستمرار حتى في منزلها ،
و أن كل تحركاتها يتم تصويرها ، لذا فهي لم تعد تستحم ، لذلك شعرها في تلك الحالة ، الوضع أسوأ مما كنت
أعتقد ، أظن أنه لا يوجد خيار سوى أن أكون شريكة في نظام تفكيرها ، ربما سيكون من
الأفضل أن اتوقف عن إخبارها بأنها مريضة طوال الوقت و أن أغير طريقة تفكيرها قليلا
، ربما سيكون من الأفضل لو استطعت التخفيف من مخاوفها
" الأن كل الرجال الذين يشاهدون هذه
الأفلام يريدون ممارسة الجنس معي "
" كيف عرفت ذلك ؟"
" كانوا يعتقدون أنني كنت فتاة صادقة ،
عندما رأوني أستمني حتى في المرحاض ، عرفوا ما أنا عليه ، أعتقد أنهم أحبوا جسدي
أيضا ، هل سبق لك الاستماع إلى الراديو ؟ "
" أستمع من وقت لآخر ، ماذا تقول اجهزة
الراديو ؟"
"يقولون يا أزرق
، يا صاحبة الأزرق ، دعينا نمارس الحب في العزلة"
" أظن
أنني أعرف هذه الأغنية ، هل تحبين الأغاني التركية ؟"
" لم أكن
أستمع الى الراديو كثيرا ، لكنني الآن أستمع له طوال الوقت لفهم الأوضاع ، حتى أنه
يعرف أي راديو أستمع اليه "
" حسنا ،
من أين جئت بفكرة أن الاغنية كانت لأجلك ؟ "
" و هل
أنا غبية لهذه الدرجة حتى لا أفهم ؟ ، عيناي زرقاء ، في الآونة الأخيرة كنت دائما
أرتدي سترة و تنورة زرقاء للعمل ، ماذا يمكن أن يقولوا أيضا ؟ الجميع يفهم إلا أنت
"
" أنا
فقط من لا تفهم ، حقا ؟"
" لما
أنت شديدة المقاومة لعدم فهم أشياء معينة ؟"
" ربما
بدأت أفهم ببطء ، أنا لا أقاوم أي شيء ، أنا فقط أخاف من سوء فهم بعض الأشياء
"
استسلمت أخيرا
، الآن أنا بحاجة لأن أفهم ، يجب أن أحد من نظامها الوهمي قليلا ، الافكار التي
تدور في رأسها ، يتم إضافة شيء جديد إلى النظام كل يوم ، هذه الشابة التي لا
تستطيع حتى الاستحمام في منزلها قد لا تتمكن من مغادرة منزلها بعد فترة ، و ستكون
هذه نهاية كل شيء ، أريدها أن تتمكن من بدء عملها في أسرع وقت ممكن ، سوف أدخل
نظامها الوهمي و أكون شريكة لها
" ماذا
يجب أن نفعل يا رزان ؟ أنت محاطة من جميع الجهات ، من الصعب عدم القدرة حتى على
الذهاب إلى الحمام في منزلك "
" ألن
يكون الأمر صعبا ؟ لكن الأغاني الشعبية تقول ، ' يا صاحبة الأزرق خاصتي ، مؤسف
عليك ' ، يبدو أنهم غاضبون و يشعرون بالحزن علي في نفس الوقت "
" ربما ،
لأنه برأيي ليس ذنب كبير "
" إذا
لماذا يريدون إعدامي ؟"
" أخبرتك
من قبل ، لا يمكنهم شنقك حتى لو أرادوا ذلك ، ألغيت عقوبة الإعدام في تركيا ، و
بغض النظر عن مدى غضب هذا الرجل ، فهو لا يتوقف عن حبك "
" إنه لا
يستسلم ، أنت أيضا تعتقدين ذلك ، لو لم يكن يحبني كثيرا ، فهل سيتبعني طوال الوقت
؟ "
" بالطبع
، من الواضح أنه يهتم بك كثيرا ، لكنني لا أعتقد أنه عرض أفلامك على الآخرين ، فعل
يريد المرء أن يرى الجميع الأفلام العارية للمرأة التي يحبها ؟ "
" لن
يريد ذلك ، صحيح ؟ لكنه كان غاضبا جدا مني في ذلك الوقت "
" ربما
قد انتهى غضبه الآن ، لأنه أخذ انتقامه بجعلك حزينة "
" جعلني
حزينة جدا ، لذا ربما يمكنه التراجع عن إعدامي ، أليس كذلك ؟"
" من
إعدامك و كذلك من عرض أفلامك على الجميع "
" يا
ليته يتراجع ، حسنا برأيك ماذا يجب أن أفعل لكي لا أغضبه أكثر ؟"
" برأيي
يجب عليك ألا تتحدثي معه أو تسأليه بخصوص هذا الموضوع"
" أنا لا
أتحدث عن هذا مع أي شخص آخر غيرك "
"لكن بمجرد
أن تذهبي الى العمل ، لا يجب أن تقولي أي شيء لأي شخص "
" حسنا
لن أقول "
" لا
تتصلي به على الهاتف ، عندما تتصلين يه يزداد غضبه "
" أعتقد
أنك محقة ، يغلق دائما الخط في وجهي و في آخر مرة اتصلت به قال لي أنه سوف يقوم
بتسليمي للشرطة "
" إذا
أنا محقة ، لا تتصلي به بعد الآن "
" حسنا ،
حسنا ، اي شيء آخر ؟"
" في
العمل لا تتحدثي معه أبدا "
" حتى لو
تحدث هو معي ؟ "
" أجل ،
حتى لو تحدث معك لا تجيبي ، لأنني أخاف أن يسيء فهمك ، دعينا لا نجعل الرجل يغضب
مجددا "
" كان
دائما يسيء فهمي ، أنت على حق ، يجب أن أبقي فمي مغلقا ، لكن ماذا لو لم يتراجع عن
قراره رغم كل شيء ؟"
" دعينا
ننتظر الآن لبعض الوقت ، لنرى ماذا سيحدث ، سنناقش معا ما يجب القيام به اعتماذا
على الموقف ، لكن لا تقرري فعل أي شيء دون مناقشته معي "
" حسنا ،
لن أفعل أي شيء دون أن أسألك ، كنت افكر في أنني يجب أن أدفع النظام الغذائي هذا و
أتخلص منه ، من الأفضل ألا أقوم به على الفور "
" ماذا
كنت ستفعلين ؟ "
" كنت
سوف أقطع نفسي "
يا إلهي ، أنا
سعيدة لأنني لم أتأخر في اتخاذ هذا القرار ، خلاف ذلك ، ربما كانت هذه الفتاة
المسكينة قد ألحقت ضررا جسيما بنفسها
" أعتقد
أنه ليس هناك حاجة لمثل هذا الشيء ، لا يمكنك إيقاف هذا الرجل بإيذاء نفسك ، فقط
لنهدأ و ننتظر ، و إذا قمت بذلك فربما سوف يغضب أكثر ، ألا تقولين أنه ليس من
الواضح ما الذي قد يفعله هذا الرجل ؟ انتظري قليلا ، و لا تفكري بهذا الموضوع حتى
و دعينا نرى ما سيفعله "
" أنت
محقة ، كم هذا جميل ، و أخيرا هناك أحد ما يفهمني ، لم أعد وحيدة بعد الأن ، سأفعل
كل ما تقولينه ، لأنك أكثر ذكاءً و خبرة مني "
" شكرا
لك يا رزان ، أحاول مساعدتك بقدر ما أستطيع ، أنت فتاة جميلة و ذكية و ناجحة ، يجب
ألا تتخلي أبدا عن إنجازاتك "
" كنت
أعتقد أنني كنت ناجحة أيضا ، لكن لم يتبقى شيء الآن"
" لا
تكوني غير عادلة مع نفسك ، منذ أن دخل هذا الرجل إلى حياتك أصبح تفكيرك مشوش ، و
تدهوت صحتك ، و لم تتمكني من التركيز على عملك ، هذا هو سبب تراجع نجاحك ، إنه أمر
طبيعي ، لكن يجب أن تتعافي و تكوني ناجحة كما كنت قبل ذلك ، تذكري أن هذا الرجل
يحبك لكل حالاتك ، بجمالك و ذكائك و إنجازاتك "
" لقد
أحب كل شي عني "
" مازلت
جميلة و ذكية ، لكنك لم تعودي ناجحة كما في السابق ، لم تعودي تهتمين بعملك بعد
الآن ، أعتقد أن ما تفعلينه خاطئ ، برأيك يمكن ان تكوني ناجحة كما في السابق إذا
أردت ذلك "
" هل
تعتقدين ذلك حقا ؟"
" بالطبع
"
"حسنا
سوف أحاول ، أعلم أنني أخذت الكثير من وقتك اليوم ، لكنك جعلتني أشعر براحة كبيرة
، لقد أربكني هذا الرجل لدرجة أنني لم اعرف ماذا أفعل ، لم استطع الخروج من الأمر
، كم هو جميل أن يكون هناك أحد يرشدني في هذا الأمر ، سأعود مجددا مرة أخرى قريبا
جدا ، أحتاج أن أفكر في هذا مرة أخرى "
" حسنا ،
لكن لا تفعلي أي شيء دون علمي ، فكري بالأمر و سوف نقرر معا ، و أيضا لا تفكري
بخصوص هذا كثيرا ، كلما فكرت أكثر كلما تشوش تفكيرك أكثر "
" حسنا ،
شكرا لك حضرة الطبيبة ، سأرحل الآن ، لكن هل يمكنني تقبيلك قبل أن أذهب ؟ "
" طبعا
رزان ، بكل سرور "
تمسك بيدي
بحرارة و تقبل خدي تم تترك الغرفة ، كانت مرتاحة عندما رآت أنني أصدقها ، من يدري
كم الأشياء لم تخبرني بها بعد ، عائلتها في سبات عميق ، واضح أنها والدتها مريضة
بشكل خطير لكن ماذا عن الأب ؟ ، بعد ذلك اليوم الذي جاء فيه مع زوجته ، لم يتصل أو
يسأل ، ربما رأى مجدى مرض زوجته في ذلك اليوم ، و لم يسألني أي شيء مرة أخرى ، و
الغريب أنه لم يدرك أن المرأة التي عاش معها لسنوات كانت مريضة عقليا بشكل خطير ،
أعتقد أن هذه الأسرة كلها مريضة ، كان هناك فرد واحد بكامل قواه العقلية ، هي عفت ،
و كانت أو من غادر السفينة
تعليقات
إرسال تعليق