عندما وصلت الى العيادة أرى خيري و أنا أعبر
الصالة بإتجاه غرفتي ، وصل قبل وقت طويل من الموعد المحدد ، مرة أخرى ، رأسه
تقريبا بين ساقيه ، يميل الى الأمام ، يحمل في يده مسبحة صغيرة من العنبر ، في
انتظاري ، جيد لنشرب القهوة معا على الأقل
ذهبت الى غرفتي مع تونا ، أصبح التحدث معها
قبل بدء العمل عادة لدي ، مجددا تخبرني بشيء ما بينما تضحك
كان خيري يرتدي بدلة زرقاء داكنة اليوم ، من
المحتمل أنه سيذهب الى العمل عندما يخرج من هنا ، بعدما انتهت محادثتي مع تونا ،
يدخل خيري على الفور
أنظر اليه ، لماذا وقعت نالان لهذه الدرجة في
حب هذا الرجل ؟ ، حسنا انه رجل قوي ، وسيم ، ضخم ، لديه أيضا جاذبيته الخاصة ،
يجعل الشخص يشعر بالحماس ، و البدلة الزرقاء تبدو جيدة عليه ... ، يريد أن يبدأ
الحديث في أسرع وقت ممكن
" مرحبا بك سيد خيري ، تبدو بحالة جيدة
"
" لا تنخدعي بالمظهر ، لست جيدا تماما
"
" حقا ؟ لماذا ؟"
" بعد خروجي من هنا الأسبوع السابق ،
غرقت في التفكير و سألت نفسي 'ماذا تفعل يا خيري ؟ ' ، كم هذه أسئلة صعبة ،
خطيرة...، كنا نعيش ما تقدمه الحياة لنا ، لم يكن هناك مثل هذه الأسئلة ، أنا في
حيرة من أمري ، حتى أن زوجتي في تلك الليلة رأت ما لم تراه من قبل ، عدت الى
المنزل و أكلت قضمة أو اثنتين و ذهبت الى الفراش مباشرة ، لم أذهب الى نالان أو
فتاة اللاز ، لكنني لم استطع النوم...، أعتقد أنه من الخطأ أن يطرح المرء على نفسه
الأسئلة ، أنت يمكنك السؤال ، من السهل التحدث عنجما تطرحين الأسئلة ، لكنني لن
أطرح على نفسي الأسئلة مجددا"
" ماذا سألت نفسك ؟ "
" دعينا لا نتطرق لهذا ، تبين أن أسئلتك
لم تكن شيئا يذكر ، لم أحب أسئلتي أبدا "
أحسنت خيري ، إذا بدأت في طرح الأسئلة على
نفسك ، ربما أعاد النظر في حياته و سأل نفسه إلى أين يتجه الآن ، أتمنى ألا يتجاهل
هذا و يسأل نفسه ، إذا استطعاع أن يفعل هذا و يقول للقدر توقف ، ستتغير حياته كلها
، يرسم طريقه بعقله و أفكاره و عواطفه ، و يعود من الطريق الذي قاده اليه القدر
الآن سأطرح عيه أسئلة ستساعده على رؤية ما
يفعله بشكل أفضل
" حسنا إذا ، لنبدأ بطرح أسئلة اكثر
صعوبة ، لو قامت نالان بفعل ما فعلته أنت ، ماذا كنت ستفعل حينها ؟ "
" هااه ، أولا السؤال خاطئ منذ البداية
، أنا رجل و هي امرأة ، على الرغم من أنهم يقولون
أن هناك مساواة في مجتمعنا ، يعلم الجميع أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل ،
عندما انفصلت نالان عن زوجها و بدأت بالعيش معي ، لم تستطع المرأة الخروج من
المنزل بسبب الإحراج ، لم يتبقى لديها لا زوج و لا صديق ، المجتمع حرمها من ذلك ،
حسنا ماذا فعلوا بي ؟ لا شيء...، وظيفتي جيدة ، أجد أصدقائي و زوجتي عندما أبحث
عنهم ، عندما بدأت العيش مع نالان ، زادت سمعتي في المجتمع ، قالو : 'أنظرو الى
الرجل ، لقد سجن امرأة مثل نالان "
مسجونة هااه ؟ ، كإمرأة هذه الكلمات تؤلمني ،
لكن ما قاله لا يعتبر خاطئ
" لم تستطع الخروج بسبب العار ، أم لأنك
لم تسمح لها بذلك ؟"
" في البداية أنا لم أرد ذلك ، المرأة
جميلة ، في ذلك الوقت لم أكن أعرف أنها شريفة لهذه الدرجة ، لقد تركت زوجها و جاءت
إلي مرة ، هل كنت سثتقين بها ؟ "
" ألم تقم أنت بفعل نفس الشيء ؟ ، علاوة
على ذلك هي لم تقم بخيانة زوجها ، عندما قررت أن تكون معك قالت لزوجها أنها تريد
الإنفصال ، بينما أنت لا تزال متزوج "
" مهما قلت تغضبين مني ، أنا رجل و هي
إمرأة ، و المرأة لا تخون حبيبها و لا زوجها ، و إذا فعلت ذلك فإنها تنال العقوبة
أيا كانت "
" ماهي العقوبة ؟"
" عندنا يكون عقوبة مثل هذه الأشياء هو
الموت ، الجميع يعرف هذا ، لكن هل يتوقف ، لا ينوقف "
" يعني ماذا لو فعلت السيدة نالان ما
فعلته ؟ "
" هل يجوز شيء كهذا ، سوف يطلقون عليها
النار ، لا قدر لله "
بقوله هذا ، يمد
شفتيه ويصدر صوتًا كأنه يقبل قبلة ، وهو يشد أذنيه بكلتا يديه ويضرب طاولتي بيده اليمنى
ثلاث مرات ، ويقول: " لا قدر لله"
" لا قدر
لله سيدة جولسيران ، نالان لا تفعل شيئا كهذا ، لكن لو فعلت أنا كنت مجبرا "
" أي
إجبار هذا ؟ "
" ماذا
تقصدين ؟ الناس..."
" دعك من
الناس الأن ، ماذا تقول تقول أنت ، ما الذي ستشعر به ؟ كلام العالم لا يكفي لقتل
الناس ، يحتاج إلى أشياء أخرى لدعمه ، أشياء تخصنا نحن "
" سوف
أجن ، خصوصا بعد كل هذه الثقة ، أليس كذلك ؟ ، يصبح الشخص مجنون ، علاوة على ذلك
تتركني و كأنه لا يكفي تذهب إلى رجل آخر ، هااه ؟ ، ستكون له بعد الآن ، من الصعب
حتى التفكير بهذا "
يقول أنها
ستكون له ، تستخدم هذه الكلمة للنساء فقط ، لكن خيري لن يكون ملكا لفتاة اللاز ،
بل هي من ستكون له ، يبدو الأمر و كأنهم يشترون و يبيعون البضائع ، علاوة على ذلك
، لا تزال هذه العبارة تستخدم بشكل متكرر بين الناس ، هل الناس فقط ، أغانينا و
حتى أشعارنا تقول ذلك ، ما مدى صعوبة تغيير عادات المجتمع ، من و كيف سيغير
المجتمع ، بينما نتعرق هنا لتغيير شخص واحد فقط
هل أنا فقط ،
حتى خيري بدأ يتعرق أيضا ، مجرد تخيل ذلك كان كافيا لجعلنا نتعرق
" ليكن
شرط ، كنت سأقتلهم " ('ليكن شرط' يشبه الحلف بالطلاق ثلاث مرات )
" ليكن
شرط ؟ ماذا يعني ذلك ؟"
" أنت لا تعرفين ، عندنا عندما يغضب
كبار السن يقولون ذلك ، هذا يعني أنني أيضا بدأت أكبر في السن ، الرجل لا يستطيع
تحمل ذلك ...."
" لكن المرأة تتحمل "
" يبدو أنني لم أشرح ذلك ، ليعرف الجميع
مكانه ، لن تكون هناك مشكلة "
" نسمع بإستمرار في الأخبار عن رجال
يقتلون زوجاتهم و حبيباتهم ، لماذا يقتلونهم برأيك ؟ "
" لماذا سيكون ، لأن المرأة لا تجلس
مكانها ، إما أنها تغازل شخصا آخر ، أو أنها جعلت الرجل يقع في حبها منذ البداية
ثم تقول له إنني لا أستطيع تحملك بعد الآن و تغادر ، أشياء من هذا القبيل...، و
إلا فمن قد يريد أن يلطخ يديه بالدماء ؟"
" إذا فإن الشخص يقتل أكثر شخص يحبه
..."
" هل يمكن أنه يقتله إن لم يكن يحبه ؟ ،
يغادر الرجل قبل أن تغادر المرأة أصلا ، هذا يعني أنه لا يستطيع تحمل أن ترحل
المرأة "
لا يستطيع التحمل...، يرن صوت نالان في أذني ،
" لا أستطيع تحمل العيش بدونه" ...
" هذا يعني أن المرأة ليس لدي أي حق بأن
تقرر مستقبلها ؟"
" لقد قلت ما أريد قوله منذ البداية ،
قلت أن السؤال خاطيء منذ البداية ، لا يجب الخلط بين الرجل و المرأة ، الامر ليس
مشابها لأمريكا و أوروبا ، لكن نحن مثلهم ؟ لا لسنا كذلك ، لذلك من واجبنا أن تصرف
كما نحن ، هذه العادات لا تتغير بإخراج أشخاص مثلنا من القرية ، الجميع يتصرف كما
يرونه مناسبا ، لقد أصبحنا مجتمعا قزحي الألوان...، و مع ذلك ، الجميع يعرف
المنحنى و الحقيقة داخل أنفسهم ، لن تعطي الأمل من البداية يا صديقي ، لن تفعل ذلك
، لن تنطلق في طريقك حتى تفكر في الأمر"
" هل أنت من يقول هذا الكلام يا سيد
خيري ؟"
" أجل أنا أقول ذلك...، عندما كنت مع
نالان ، كنت أعرف الى أين سيأخذني هذا الطريق ، لقد جازفت بالموت و انطلقت ، لكن
ماذا تفعل الفتيات الآن ؟ بعد فترة يقولون سوف نجد طريقنا ، لا يا أخي لا يجوز ،
لا يفعل هذا برجال مثلنا ، إما سوف سوف تخرج كرجل و لن تنظر الى الوراء أبدا ، إذا
لم تأتي فلن تظهر للرجل أي ضوء ، إذا لم يتسرب الضوء من المرأة ، يلاحق الرجل
المرأة مرة و مرتين تم يستدير و يذهب بعيدا ، فتياتنا لا يعرفن ذلك ، يعتقدون أن
الجميع مثلهم ، هل أنت حيوان أليف و الرجل الذي أمامك كلب ضال ، في اليوم الذي يرى
فيه ذلك الضوء يسجلك لديه ، أنت ملكه الآن ، هل يعطي الإنسان ممتلكاته لشخص آخر ؟
، سيقبل كل ما تفعلينه في البداية أولا ، و إذا ذهبت أبعد من ذلك ، فسوف يعضك في
الوريد ، لأن الرجل حيوان ، لم يكن لديه مالك لترويضه..."
أنظر الى خيري قام برمي علم الإجتماع فوق
رأسي ، لكن ما مدى صحة ما يقوله ، يقدم تعليقا تحليليا نيابة عن المجتمع ، لكنه
تعليق قاسي ، و مع ذلك ، ألم يفعل نفس الأشياء مع فتاة اللاز ؟ هل خاطر بالموت
بينما كان يعطيها الأمل ؟
" سيد خيري ، لقد أدليت بتعليقات عميقة
و اجتماعية ، على الرغم من أن ما تقوله قد لا يبدو جيدا ، كيف يمكن لهؤلاء الفتيات
و النساء أن يعرفن أن هؤلاء الرجال سيفكرون و يفعلون ذلك ؟ يذهبون منذ البداية الى
الرجل الذي يحبونه كثيرا ، كيف يجب أن يعرفوا ماذا سيحدث بعد ذلك "
"سيدة جولسيران ، إذا نظروا قليلا
بعناية إذا لم ينجذبوا بسهولة إلى سحر هؤلاء الرجال ، هذه الاشياء ليست غير مفهومة
، ها أنا ذا ، ألم تعلم نالان أن الأمر كان هكذا عندما وقعت
في حبي ، وأظهرت لي هذا القليل من الضوء؟ ، أنظري المرأة تخلت عن مهنتها ولم يتبقى
لديها زواج و لا أصدقاء ، لماذا ؟ ، ألم تعرف أنها لن تلبس و تضع حقيبتها على
ذراعها و تذهب الى مكان ما كل يوم كما إعتادت ، لم تذهب ، لماذا ؟ لأنني لست سيدات
، أنا شخص آخر ، المكتوب في كتابه ليس مثل كتابي ، لذا عليك ان تختار من
البداية...، بحق لله ، المرأة أذكى منا نحن الرجال حتى عندما كانت طفلة ، عندما
تنظر إلى عيني الرجل تدرك ما هو عليه ، حتى لو قلنا نحن الرجال انه عندما ننظر في
عيون المرأة نفهم ما هي عليه ، لكننا في الواقع لن نعرف ، هل من السهل فهم المخلوق
المسمى المرأة ؟ "
" أنت
على حق ، حتى فرويد قال ذلك ، قال إنني فهمت كل شيء لكنني لم أستطع فهم المرأة
"
" لا
أعرف من يكون لكنه محق "
" هل
فهمت فتاة اللاز من أنت ؟"
" هل
يمكن ألا تفهم ؟ في الواقع هي من النوع الذي يفهمنا بشكل أفضل ، لأنهم مثلنا ، فهم
يفهمون أولا "
"كيف ذلك
؟"
"هم مثل
الكلاب الضالة ، يأتون من مكب مثلنا ، الموت و القتل أحداث عادية هناك ، لذلك
يعيشون في حافة الهاوية ، من سقط ذهب و من بقي يستمر في طريقه "
" يعني
لا أحد يقول ، غدا أو بعد غد سوف يسقطونني من هذه الهاوية ، يجب أن أذهب من هنا
"
" ماذا
سيفعل شخص في ذلك المكب لو لديه مكان آخر ليذهب اليه ، يا سيدة جولسيران ؟"
أضحك و أنا
أنظر اليه ، كلما اضحك تزداد نظراته حدة ، لم يفهم
" لم
تفهم لماذا أضحك ، صحيح ؟ "
" لو كنت
فهمت كنت سأضحك أنا أيضا "
"حسنا ،
دعني اجعلك تضحك قليلا ، قلت قمامة ، حافة الهاوية ، أو شيء من هذا
القبيل..."
" أجل
قلت ذلك..."
" ليس
لديك منزل واحد لتذهب اليه ، بل منزلين ، كل من السيدة توركان و السيدة نالان في
إنتظارك عند الباب ، لكنك تذهب إلى حاوية القمامة "
" لا ،
لم يعد ذلك المكان لي ، لقد روضتني نالان قليلا "
" أليس
هذا أكثر خطورة ؟ سبع سنوات من العلاقة ليست قليلة ، كما أن ذلك العالم أصبح غريبا
عليك "
" هل
تقولين هذا لكي أعود الى نالان ؟ "
" لا ،
حتى إذا عدت الى السيدة نالان بعد ما قلته لها ، فلن يكون هناك ثقة ، هل نسيت أنك
لم تأت إلى هنا من أجل السيدة نالان ، و أنا كذلك هنا لأجلك اليوم "
"هذا
صحيح "
يخفض رأسه و
يفكر ، فكر جيدا خيري ، فكر ، لم تعد ذلك الشاب الذي جاء للتو من القرية ، لقد
تحسنت كثيرا ، ماذا أخبرتني للتو عن المحتمع بأسلوب عالم ، تعيش مع امرأة مثل
نالان لسنوات ثم تبحث عن جديد و سعادة جديدة في فتاة اللاز ، لا يجوز يا خيري
لكن لن اخبرك
بهذا ، أنت تعرف عندما تقول لي ، ' هل سوف تفهمين إذا أخبرتك ؟' ، إذا كنت تقول
ذلك فلن أخبرك بهذا أبدا لأنني إذا فعلت ذلك فلن تفهم حقا ، و ستقول لي أنني أحاول
إقناعك بالعودة إلى نالان
" هذا هو
الحب ، الحب... ، لمدة سبع سنوات تعيش أنا و نالان معا في هناء ، هل وقعت في حب
أحد أم لا ن لكن الآن لا يمكنني التخلي عن فتاة اللاز بعد الآن ، أعلم أنني أتورط
في مشكلة لكن لا توجد سعادة بدون مشاكل...، و هي كذلك مثل نالان تعتقد أنني سوف
أتزوج بها فورا "
" هل كنت
مصمما منذ البداية على عدم الزواج من السيدة نالان ؟"
" لا أعلم
...، كنت مجنونا بنالان في ذلك الوقت ، لم استطع رؤية أي شخص آخر غيرها ، كنت أقول
أن العالم في جهة و نالان في جهة ، لو تعرفين فقط ما عانيت منه في ذلك الوقت ، حتى
لو اخبرت ، لا اعرف ما إذا كنت ستفهمين..."
أضحك مجددا ،
خيري لا يثق بي بأي طريقة كانت
"إذا
أردت أن أفهم ، سوف أفهم بالتأكيد يا سيد خيري ، هيا إبدأ ، دعنا نرى ما إذا كنت
سأفهم ؟"
"حسنا،
دعني أوضح إذن... كنا مجموعة من الأصدقاء ، لقد نشأنا معا منذ الطفولة ، كان كل
منا يزحف بعيدا ، حاولنا معالجة مشاكل بعضنا البعض ، لا مال ، لا عمل ، و لا عائلة
قوية تقف ورائك...، الجميع غارق في مشاكله ، لذلك نحن أصدقاء من تلك الأيام، كنا
أخوة أكثر من أشقاء ، من لديه أي شيء يكشفه ، إذا كنا جائعين نطعم بعضنا البعض ، و
إذا كنا حزينين كنا نسكب ما في قلوبنا لبعضنا البعض ، إذا كان احدنا يتعرض للضرب
كنا ندخل في القتال حتى لو تعرضنا للضرب كذلك ، بعضنا أيتام...، علاوة على ذلك
أتينا الى هذه المدينة الكبيرة و بقينا فيها كالسود بين البيض ، الأقدام عارية و
الراس مفتوح ، كنا نجعل من أحلامنا الخبز و الجبن و نتناولها ، كنا نمرح معا ، كان
هناك رجل حافلة صغيرة ، كان يحبنا و إعتاد أن يترك لنا حافلته ، كنت أجلس خلف عجلة
القيادة ، و كان حامسي و سليم يساعدونني ، كنا نقوم بتشغيل جهاز التسجيل لأعلى صوت
، نستمتع بوقنا و نتباهى في الحي كذلك ، كان هناك مكان منعزل لا يطير في عصفور حتى
، مكان لا يمر فيه احد ، اعتدنا على شراء أرخص المشروبات و بعض الحمص و نذهب للتل
، كان عثمان يقوم بتشغيل جهاز التسجيل ، أولا سنكون متأثرين بشدة ، ثم سنعزف ، إنه
الشباب...، إذا ذهب أحد الى المدينة ، في ذلك اليوم يتحدثون عما رأوه و كنا نستمع
اليهم مثل المجانين و نسخر منه ، لكنه كان هناك حسد في داخلنا ، كنا نحسد أطفال
المدينة و نسخر منهم ، إعتدنا أن نقول ذلك بسبب قهرنا ، ماذا نفعل نموت من الغضب ،
دعونا نسخر منهم ، لم يكن لدى أي منا أي آمل في نفسه "
"لماذا ؟
"
" هل
هناك سبب ؟ ، لأجل الأمل يريد المرء أن يرى القليل من الضوء أمامهم ، لم يكن لدينا
هذا الضوء "
"ألم يكن
موجودًا حقا ؟"
" هل حقا
؟ يجب عليك تجربة ذلك لتفهمي ، هل شعرت بالجوع من قبل ؟"
يفهم الناس
بشكل أفضل ما يمرون به ، عندما لم يكن لدي اطفال إعتقدت أنني أفهم الأمهات ، لكن
عندما أصبحت أما ، تغير اللون ، ثم فهمتهم بشكل أفضل بكثير ، عندما فقدت زوجي ،
عرفت معنى خسارة الزوج ، لكنن لم ابقى جائعة يوما ، هل سأكون قادرة على فهمه بشكل
كاف ؟
أنظر إليه
بإبتسامة خفيفة ، كما أفعل في كل مرة عندما أشعر أنني محاصرة
" ااه ،
إنه شيء صعب ، الجوع يحول الناس الى حيوانات ، و أنت تخجل من إنسانيتك ، بصفتنا
عاطلين عن العمل كنا نخجل من تناول الطعام حتى لو كان في منازلنا ، لم يكن لدينا
أمل لأنفسنا ، لم يكن هناك أحد يحبنا و يداعب رؤوسنا حتى يكون لدينا أمل "
أنت تجعلني
حزينة يا خيري ، لكنك تشرح الأمر بشكل جميل ، أنا أفهمك
" مع ذلك
، كانت لدينا بعض التجارب الصغيرة ، كنت أعمل في متجر والدي عندما أكون حراً ، و
كان مصطفى يعمل مساعداً في الحافلة الصغيرة ، كان حامسي يحمل الفحم من الحي إلى البيوت
في دلاء ، هكذا اعتبرنا أنفسنا جديرين بهذا النوع من العمل ، و أنا بعد المدرسة
الثانوية تدربت على الكهرباء في البناء ، ثم بدأ حامسي بالعمل معي في البناء ، أصبح
مصطفى فيما بعد سائقا للحافلات الصغيرة ، و يتاجر رجب بالخضروات ، لحسن الحظ ، كان
لدينا جميعا طعام ، أنت الآن بالتأكيد تسألين نفسك 'لماذا يخبرني بكل هذا الآن ؟'
، لم نغادر من منازل دافئة فنحن أبناء الضاحية ، يجب أن تكون صادقا ، لا يجب أن
تأكل حق اليتيم ، يجب أن تحترم الكبار ، لن تنظر الى المرأة ... و ما شابه ، هذا
كله هراء ، أولا سوف تطعم الرجل و ستدفئ روحه ، بعدها ستطلب هذه الأشياء ، لم يكن
لدينا أحد ، في ذلك الوقت عندما انتهى جزء من المشاكل ، كانت كل أحلامنا هي النساء
و الفتيات ، سيجد كل واحد منا بالتأكيد
شخصا يقع في حبه ، و سوف تتشبث بالحياة معه ، كما لو أن وقوعنا في الحب و حصولنا
على تلك المرأة ، فإن أيماننا بأنفسنا سيزداد ، كنا نقول نحن بشر أيضا و هناك
أشخاص يحبوننا و يعجبون بنا ، كنا نجد العزاء في هذا ، أي رجل سيصاب بالجنون لمدة
سنة لأجل المرأة التي يحبها ، يرقد في الشارع و هو يعلم أن ذلك لن يحدث ، يصرخ في
الشوارع الخالية و لا تفارق الدموع عينيه حتى الصباح ، الرجال الذين يفعلون هذا
خرجون فقط من الضواحي "
" هل كنت
تقعل هذا حقا ؟ "
تنتشر ابتسامة
حزينة على وجهه ، بعد ذلك مباشرة ، يبدو الأمر و كأن عينيه امتلأتا بالنار مرة
أخرى
" أجل ،
كنت أفعل ذلك "
" ماذا
كان سيحدث لو لم تأتي السيدة نالان اليك ؟ "
" لم يكن
ليكون سهلا أن أنسى ، كنت سوف أعتبر نفسي خاسرا ، و لن أستطيع استيعاب هذه الهزيمة
، ثم كنت سأستمع إلى أغاني الأرابيسك أكثر و كانت نالان ستأتي معي إلى القبر حتى
لو أغويت أربعين امرأة ، الناس مثلنا لا ينسون عندما يحبون "
" لكنك
الأن تتخلى عنها ، أي نوع من التناقض هذا ؟ "
" هذا
ليس تناقض ، لا يوجد تناقض ، نالان أصبحت ملكا لي و قد ربحت الحرب ، لم أهزم ،
لمدة سبع سنوات عشت هذا الحب على أكمل وجه ، الآن لا تزال نالان ثمينة جدا بالنسبة
لي ، لكن الحب انتهى ، هذا كل شيء "
" لكنه
لم ينتهي عند السيدة نالان "
" تلك
المرأة ، معظم النساء أكثر ولاء من الرجال ، ربما هذا قانون الطبيعة ، في الحقيقة
انتهى الحب بالنسبة لها كذلك ، لكن مشكلتها مختلفة "
" ما هي
؟"
" لقد
تعلقت بي كثيرا "
" و أنت
؟ "
" أنا
ايضا ، ماذا كنت سأفعل معها لمدة سبع سنوات إذا لم أكن متعلق بها ، لو لم تكن فتاة
اللاز هذه كانت غلاقتي مع نالان سوف تستمر لفترة أطول ، لكنها الحياة ، غير واضح
ما الذي قد يحدث غدا "
" ماذا
كنت ستفعل لو قالت السيدة نالان في البداية أنها لن تكون معك إذا لم تطلق زوجتك ؟
"
" كنت
سوف أطلقها فورا "
" بهذه
السهولة إذا ، أليس لدى توركان أي حق بالإعتراض ؟"
" ليس
لديها طبعا...، حتى لو طلقتها لن أهملهم ، ماذا يعني عقد الزواج ؟ تأخذه منها و
تعطيه للآخرى ، لكن الحق أن نالان لم تصر أبدا ، صاحبة قلب طيب و تفكر دئما في
الآخرين قبل نفسها ، في بعض الأحيان اعتقدت أنها كانت تمزح ، لأنها نقية جدا ،
لاحقا أدركت أنها صادقة حقا ، في البداية كنت أقول أنها جاءت إلي سوف تذهب إلى شخص
آخر ، الآن أعرف أنه إذا وضعتها في الجيش فسوف تظل نظيفة ، لا تنظري إلى و أنا
أقول ذلك ، أنا في الحقيقة رجل غيور جدا ، نالان هي من جعلتني ناعما هكذا ، أعطتني
هذه الثقة و تعلمت منها الكثير خلال السنوات السبع التي عشناها معا ، الأن أثق
بالناس قليلا ، أنظري أنا أثق بك حتى ، لو كان الأمر في السابق ، كنت سأغضب بشدة و
أرد على كل ما قلته بهراء "
" كيف
ذلك ؟"
" في
البداية كنت سوف أفكر أن نيتك سيئة تجاهي ، و لن يمكنني أبدا إعطاء إجابات صحيحة
لأسئلتك ، و سوف أحاول دائما خداعك "
" لماذا
سوف تفعل ذلك ؟ "
" لماذا
سيكون ، ذلك بدافع الشعور بالنقص ، لن تحبني ، سوف تسخر مني ، سوف تقلب نالان
ضدي..."
" حسنا ،
ماذا تفكر الآن ؟"
" لا
تسألي عن ذلك على الأقل "
" اسمح
لي أن أسأل كل شيء "
" كانت
نالان مثل المجنونة عندما جاءت الى هنا لأول مرة ، عندما دخلت الى غرفتك كنت
أتساءل عما ستفعله ، و كنت أقول سوف تسبب مشاكل و فضيحة لأنها كانت عرف لماذا أتيت
بها إلى هنا ، ثم نظرت و إذا بها تخرج من الغرفة مثل القطة ، و قد دخلت قبلها
بالفعل ، أعطيتني نصيبي ، قلت هذه المرأة لا تجامل أبدا ، تقول ما يجب قوله و هي
تنظر الى داخل عيون الشخص ، لا تخفي شيئا ، أنت تجعلين الناس ينزعون كل أقنعتهم ،
خلاف ذلك لم أكن لأتمكن من التحدث إليك براحة ، أنا أحب ذلك حتى لو كنت تغضبين مني
، و أقول أنها تغضب بسهولة و لا تخفي ذلك إطلاقا "
هذا الرجل
يقول كلاما أكبر منه ، لم يقرأ لكنه يعرف الحياة جيدا ، بعد كل شيء متى كانت
القراءة كافية للتعرف على الحياة ، عندما أفكر في الأمر ، أصبحت طبيبة عندما تخرجت
من كلية الطب ، و لكن كنت جاهلة ، تعلمت الكثير من الأشياء ، لكنني لم أكن أعرف
الحياة على الإطلاق ، لقد علمتني تجربتي في الحياة و مرضاي في الغالب ، أعتقد أنه
لدي الكثير لأتعلمه من خيري أيضا
" لهذا
السبب آتي مباشرة الى هنا يا حضرة الطبيبة ، لا أخفي أي شيء ، أحب أن أكون قادرا
على التحدث بهذه الطريقة ، لم أفعل هذا من قبل لأنني دائما أبحث عن حساب ، لا يوجد
حساب هنا ، تقول ما تفكره فيه فقط ، لهذا السبب أحب المجيء إلى هنا ، عندما أصبحت
نالان هادئة وثقت بك تماما ، كانت تعلم بالفعل أنه عندما تهدأ سوف أذهب من هنا ،
لذلك لم تكن تريد المجيء إلى هنا"
" لقد
أصبحت مسالمة الآن ، هل رحلت ؟"
" ليس
تماما ، كنت مصمما على الذهاب في البداية ، لكنني الآن لا أعرف السبب ، لا يمكنني
الذهاب ، مع ذلك فقد جعلت نالان تهدأ مثلما أريد تماما ، أعني أن تهديداتها
بالانتحار انتهت ، و المكالمات المستمرة ، البكاء ، الأنين...، لكن الآن لا يمكنني
التفريط بها و تركها "
" لا
يمكنك التفريط بنالان أم بنفسك ؟ "
" لم
أفهم "
" بل
فهمت جيدا ، أنت لست شخصا يتخلى عن شيء ما من أجل الآخرين ، حتى لو كانت السيدة
نالان "
يسود صمت عنيق
في الغرفة ، هكذا تصيب الحقيقة الرجل أحيانا
" لا
أستطيع الذهاب لأجل نفسي ، هل هذا ما تقصدينه ؟ "
" أجل ،
أنت لا تستطيع التخلي عنها ، مثلما لم تستطع التخلي عن زوجتك من أجل السيدة نالان
، تريد أن تكون الثلاثة بجانبك معا "
" حسنا
ما الخطأ في ذلك ؟ أجل اريد أن يبقى الثلاثة معي ، أنا أحبهم و هم يحبونني ، ما
هذه الغيرة ؟ ، إنهم مغرمون بي بجنون ويريدونني فقط أن أكون لهم ، لو كنت لأحدكم ،
لكان شخصان محطمان ، ماهي مشكلتكم مع بعضكم البعض ، لن أهمل أيا منكم على أي حال ،
لدي قلب واسع بما يكفي لأحبكم جميعا ، لكن من يفهم هذا ؟ "
اذا مرة أخرى
هذا خطأ النساء بالكامل ، قلب الرجل واسع ، لن يهمل أيا منهم ، ااه هؤلاء الناس لا
يفهمن بالكلام ، تخطر نالان في عقلي مجددا ، لو كان زوجها قد اعتنى بها قليلا و
اهتم بها ، لم يكن ليحدث أي شيء من هذا ، و من ناحية أخرى لا يسعني إلا أن أتساءل
عما إذا كنت أفعل نفس الشيء مثل ، هل أنا دائما أنحاز للنساء ؟
ما مدى تعقيد
النفس البشرية ، كيف يكون الشخص محق بالنسبة لنفسه ، لماذا نتخطى الطرف الآخر
دائما على هذا النحو عندما نظن أننا على حق ؟ اتساءل ماذا تقول زوجة خيري توركان
عن كل هذا ؟ بماذا تشعر ؟
" سيدة
جولسيران ، لا يفكر المرء طويلا أثناء القيام ببعض الأشياء ، ها هو ابن عمي أطلق
النار على خطيبته من أجل لا شيء ، تبين أن الفتاة لم يكن لديها أي ذنب ، إنها
الغيرة...، ابن عمي لا يختلف عني ، و أنا كذلك لا أختلف عنه ، إذا كنا نجلس بهدوء
لمدة سبع سنوات و لم يحدث لنا أي شيء ، فهذا بسبب نالان ، هي تعرفني جيدا ، روحها
نقية جدا...، حتى أنني لا أعرف ما كان سيحدث لو كان شخصا آخر"
" الآن
ستأتي واحدة أخرى ، لنرى ماذا سيحدث "
" أنت
تقصدين فتاة اللاز ، إنها فتاة مسكينة ، لأننا من نفس الطينة فإننا نفهم بعضنا
البعض جيدا ، جرتها الحياة الى ذلك المكان دون النظر إلى عينيها ، هذه أقدار...،
لكن الفتاة صاحبة مشاكل ، و حبيبها أكثر ، لنرى كيف سنخرج من هذا "
" هل
لديها حبيب ؟ لا يعقل "
أقولها بصوت
عال ، لدرجة أن صوتي يرن في الغرفة فأعود إلى صوابي ، ما نوع هذه القصة ؟ كيف
سيفاجئونني أكثر ؟
" كان
رجل أعمال مشهور يعتني بها منذ سنوات ، الرجل في الخارج الآن ، سوف يأتي قريبا ،
اشترى لها شقة ، لديه الكثير من المال ، سيارات ، بطاقة ائتمانات من يدري كم مليون
في كل واحدة منها...، لكن المرأة لا تحبه ، بل تحبني أنا ، ما المال الذي لدي أنا
؟ ، أخبرها بذلك لكنها تقول لا بأس ، لا تريد النقوذ أيضا ، تريدني أنا "
" و هذا
يجعلك فخورا "
" حسنا ،
بالطبع يمكن للمرء ان يشعر بالفخر قليلا ، لكن كما قلت إنها مهووسة جدا ، من ناحية
حبيبها و من ناحية هي..."
" هل
حياتك بدون قيمة لهذه الدرجة بالنسبة لك ؟ "
" ليس
حياتي ، بل النساء اللواتي أحبهن أكثر قيمة من حياتي ، أنا هكذا ، لا ترى عيناي
العالم عندما أكون سعيداً ، علاوة على ذلك إذا كان ذلك الرجل المدعوا سيدات هذا
يعرف قيمة زوجته ، فهل كانت نالان سوف تتركه و تأتي إلي ؟ إذا كان رجلا لكان اعتنى
بزوجته ، لا يصبح المرء رجلا بمجرد القراءة ، الرجل يهتم بزوجته قليلا ، زوجتك
أجمل إمرأة في هذا العالم ، علاوة على ذلك بريئة ، نحن الرجال نفهم هذا بمجرد أن
ننظر إلى المرأة ، لا تعرف شيئا عن العالم ، ماذا انه رجل أعمال ، بعد أن يطير
الطائر من القفص لأرى رجل الأعمال الخاص بك ، يا رجل هذه المرأة لم تر وجه رجل من
قبلك ، جميل...، لو عرفت قيمتها قليلا ، هذه المرأة تريد الحب ، هل أنت ميت يا رجل
، أظهر الحب للمرأة ، لم يفعل أي من هذا "
" هل
تفعل كل هذا لأجل زوجتك ؟"
" بالطبع
أفعل ، منذ كم سنة هي زوجتي ، أحبها أو لا أحبها تبقى أم أولادي ، حتى لو لم أذهب
للمنزل أتصل بها كل يوم ، و أسألها إذا كانت بحاجة إلى أي شيء ، و أرضيها بكل
الطرق في الليل ، زوجتي ليس لديها شكاوي في هذا الصدد ، لن تصدقي ذلك لكنها تحيني
الآن بالأكثر ، يا ليتها لم تحبني لهذه الدرجة ، هذا الموقف فقط يجعلني أشعر
بالألم من حين لآخر ، أشفق على المرأة ، لكن هذه الأمور لا تحدث بقول هذا ، أنا
أحبها أيضا ، لكن ليس كزوجة ، إنها أم أطفالي ، لطيفة ، طيبة ، تعتني بنا جميعا ،
فقط ، لا يوجد شيء أخر"
" هل تعلم
أنك تقوم بخيانتها ؟"
" ماذا
سيحدث لو عرفت ؟ أنا لست في حالة مزاجية للذهاب إليها و أقول إنني أحببت نساء
أخريات...، رغم أنها تلاحظ بعض الأشياء ، إنها ساذجة ، كم مرة اخذتها إلى منزل
نالان ، أخذنا الأطفال أيضا ، أقول لها أنها صديقتي من الشركة "
لا يعقل ،
ماذا يقول هذا الرجل
" كيف
ذلك ؟ هل تعرفان بعضهما البعض ؟ "
" بالطبع
، نالان ترحب بهم جميعا بشكل جيد ، إنها تعتني بالأطفال واحدا تلو الآخر ، يسألونها
عما لا يعرفونه في الدروس ، في الأعياد نزورها أولا برفقة الأطفال ، هي تشتري
الهدايا للأطفال ، و تتحدث مع كل واحد منهم واحداً تلو الآخر "
" ماذا
تقول زوجتك بخصوص السيدة نالان ؟"
" زوجتي
تحبها أيضا ، كما تقدم لها زوجتي وصفات الطبخ ، لحم العجين مشهور في منطقتنا ،
تقوم بتحضيره في المنزل و تأخذ إليها ، و لكن الحق يقال ، لا يمكنني إنكار فضل
نالان من هذا كله "
" هكذا
إذا ، لنمر إلى فتاة اللاز "
" حسنا
هيا ، كان كل حلمها أن تتزوج من رجل تحبه ، و أحبتني كثيرا "
" هل صدقتها ؟ "
" أنا لا
أثق بسهولة ، لا أؤمن بأي شيء حتى أفكر فيه و أرى ما تفعله ، لقد أعجبتني المرأة
كثيراً ، لكن في البداية قلت لنفسي إنها عاهرة ، الآن سوف تعلقين على هذه الكلمة
أيضا "
" لا ،
لن أعلق ، لا تقلق "
" على كل
حال ، عندما تعرفت عليها ، أدركت أنها لم تكن كذلك على الإطلاق ، ذهبت إليهم لأجل
المال ، و أنا ليس لدي نقوذ ، لا استطيع منحها المنازل الشبيهة بالقصر التي إعتادت
عليها و لا السيارات الفاخرة ، قلت لها ذلك بصراحة ، تقول أنها لا تريد شيئا ،
تريدني فقط ، و زواجا جافاً"
" زواج
جاف ؟"
" لا
تريد حفل زفاف ، تقول أننا سنتزوج في قاعة زواج و ينتهي الأمر ، إنها على حق ، سوف
تنظف إسمها الذي كان وصمة عار لسنوات "
" لقد
فهمت ذلك ، لكن لماذا تدخل في مثل هذه الأشياء ؟ "
" أعشق
النساء اللواتي يحبنني دون قيد أو شرط ، خاصة إذا كن جميلات "
" كلاهما
زوجات أو حبيبات رجال أعمال اثرياء للغاية ، أعتقد أنك تحب أيضا التنافس مع الرجال
"
"
ربما...، أقول لنفسي ، يا خيري يا هذا ، هل هذا الفتى المسكين الذي كان يتجول
جائعا في الشارع و يصفع مؤخرة رقبته يفعل كل هذا ؟ لطن على الأقل فهمت النساء
قيمتك ، هل هذا خطأ يا حضرة الطبيبة ؟ الآن سوف تترك تلك المرأة ذلك الرجل و تأتي
إلي ، من أنا ؟ لا أحد ، فقط لساني يتكلم بشكل جيد و أنا وسيم جدا الحمد لله ، هذا
يعني أن النساء تذوب عندما يرونني..."
لا اعرف ماذا
أقول مجددا ، إذا فهو يذوب ؟ ، في الواقع هو يدمر نفسه من أجل القليل من الكرامة ،
و أن يكون ذا قيمة بعض الشيء و أن يكون محبوبا كثيرا ، لكنه لا يعرف هذا ، هل
سأستطيع إيقاظه من سباته هذا ؟ إنه متعطش جدا ليكون محبوبا و ذو قيمة عالية...
" جميعنا
نريد أن نكون محبوبين و ذو قيمة ، لكن هل أنت مدرك لما تضحكي به مقابل هذا ؟
"
" هل
تقصدين نالان ؟ لا ، لا ...، لن أضحكي بها على الأغلب ، ربما سوف أجد طريقة لكي
نستمر معا "
" أنا لا
أقصد نالان ، بل أقصدك أنت ، تعطشك لكي تصبح ذو قيمة سوف يوقعك في المشاكل ، أنت
تقوم بخيانة نفسك "
" لا ،
من اين أتيت بهذا ؟ "
" لقد
أنشأت نظاما لا يستطيع حتى معظم الرجال تخيله ، هل تعتقد أنه من المنطقي تحطيم هذا
النظام ؟"
" إذا وضعت
أحدا ما في عقلي ، فلن أتخلى عنه مرة أخرى ، لو كنت تعرفين فتاة اللاز سوف
توافقيني الرأي ، يا ليتني أستطيع إحضارها الى هنا ، كما قلت لك إنها لا تشبه أي
واحدة منهن ، لقد عانت كثيرا من الحياة مثلي تماما ، على أي حال ، على الرغم من
أنني لا استطيع إحضارها ، أو أن تلتقي بزوجتي ، من وقت لآخر و كأن هناك تورم في
حلقها ، لسنوات لا تستطيع أن تبتلعه و لا ان تبصق ، كما أنها تعاني من الفواق
لساعات ، أخذتها إلى عدة أماكن لكنهم لم يتمكنوا من إيجاد حل ، يؤلمني عندما أراها
هكذا ، وجهها يحمر و تتعرق من ظهرها ، أحيانا تكون على وشك الإماء لكنها تتمالك
نفسها بصعوبة ، مؤسف ، رغم ذلك لا تقول لي أي شيء "
"حقا ،
حسنا ، أحضرها و منه أتعرف عليها كذلك "
" انت
جزء من العائلة الآن ، من يدري كم ستكون سعيدة عند سماع ذلك ، سأحدد موعداً مع السيدة
تونا ، لكنني سأخذ موعد لي أيضا ، حسنا ؟ "
" حسنا ،
سأكون في الإنتظار"
" لنتحدث
مرة أخرى ، سأفكر فيما قلته ، نلتقي في الأسبوع المقبل..."
بقول ذلك ينهض
خيري من مكانه بحركة سريعة و يصافح يدي بشدة ، من الجيد التحدث إلى رجل يتحدث بكل
شيء بصراحة و تكون مشاعره واضحكة جدا ، خيري يرتكب أخطاء لكنه يقول الحقيقة
عندما أستمع
إليه أفكر دائما في الشيء الذي يسمى القدر ، في الواقع فإن مصيرنا مكتوب عندما كنا
مازلنا صغاراً ، كلنا كنا مصابين بطريقة ما و جراح خيري واضحكة جدا ، كان يحلم بأن
يصبح إبن المدينة على كونه صبي الضواحي ، كان يريد دائما أن يكون شخصا مهما و ذا
قيمة ، لم ير هذا في طفولته أبدا ، لقد فقد والدته في وقت مبكر جدا ، على الرغم من
أنه لم يخسر ، فإن النساء في القرية لديهن وظائف و مشاكل أكثر اهمية من أطفالهن ، أنا
لم أقل ، أنا لم أكن ، لم يستطع تحديد هدف لنفسه مثل الدراسة و الحصول على دبلوم ،
لقد عاش سنوات دون أن يحلم بهذا ، في الواقع لو كان بإمكانه توجيه هذه الطاقة التي
بداخله إلى الأهداف الصحيحة ، فسيكون خيري كل شيء ، هذا ما لم يستطع فعله لأنه لم
يكن لديه أمل في نفسه ، هل يمكن لمن يقول لنفسه لا يمكن أن أكون ، أن يكون لديه
أمل ؟
أضاء هذا
الضوء من قبل النساء ، أتبع خيري هذا الضوء ، كلما كان الضوء أكثر سطوعا ، ركض
خيري أكثر ، لا يزال يركض لأنه حقق الأهداف التي لم يستطع الوصول إليها لسنوات
بفضل النساء و خيري أصبح اخيراً السيد خيري ، إنه يستمتع بالسيادة التي اشتاق
إليها لسنوات ، الشعور بمدى اختلاف العيش بهذه الطريقة عما كان عليه من قبل ، جعل
خيري شبه مخمور ، بم يتوقع كل هذا من نفسه
اعتقد أنه
يريد أن يعيش مع فتاة اللاز عكس ما عاشه مع نالان ، هي فتاة مسكينة بينما خيري قد
أصبح السيد خيري بالفعل
لكن الحياة
تنوي أن تأخده إلى مسارات أخرى دون أن يلاحظ ذلك ، بينما جزء من دماغه يقول له ، '
أحسنت يا خيري' ، لا يزال الجزء الآخر في الحي القديم ، خيري المسكين ، يقول له
تجاوز هذا ، أنا أعرف جيدا ما أنت عليه و ما لست عليه ، يكفي من هذه السيادة ،
الآن حان دور خيري القديم ، خيري الذي لن يكون السيد ، كان لديك الأصفر ليحمل
الأكياس ، لكنك تعرضت للضرب على يد والدك كذلك ، هل تعتقد أنك لا تستطيع رؤية ما
تفعله الآن ، بينما لا يمكنك حتى نسيانه ؟ ، ماذا ، الن تجعل نفسك يدفع مقابل كل
هذا ؟ ليس أنا ، أنت ستعطي هذه العقوبة لنفسك
هذا ما يقوله
اللاوعي في أذني ، قلت له أنه هو من يطلق على نفسه و ليس أي أحد أخر ، لكنه لم
يفهم ذلك ، لا يفهم الناس هذا بسهولة ، هل من السهل أن تجعل المرء يفهم أن لله قد
أملى على الإنسان مصيره ؟
وقع اللاوعي
الخاص به في حب فتاة اللاز ، إذا لك تكن له اليوم فغدا سوف يجد بالتأكيد فتاة
شركسية و يضعها أمامه ، لا يتعلق الأمر بمن تكون الفتاة ، و لكن اللاوعي الخاص به
يعيده الى مكب النفايات القديم ، فكرة القدر تبحث دائما عن ما تعودت عليه و تعلمته
و ما تعرفه ، يأخذك إلى مكان ستشعر فيه بنفس المشاعر التي عشتها في المنزل الذي
ولدت فيه
القدر ، هذا
ما هو عليه ، لا شيء نسميه صدفة هو في الواقع صدفة ، إن اللاوعي لدينا يجعلنا نبحث
عنه ، نعطي الثواب لأنفسها ، و كذلك العقاب...
المصائب تقول
أنها قادمة ، لكن خيري لا يراها ، من يدري كيف ستجعله فتاة اللاز يزحف ، و أنا
أعلم هذا لكن لا يمكنني إظهاره لخيري ، ماذا قد يفعل الطبيب لمريض لا يريد أن يرى
ذلك
فتاة اللاز
ليست مثل نالان ، إنها من عالم مختلف ، إنها قادمة مثل المجرفة و لن تختفي دون
تدمير الأشياء
من يدري ماهي الجرائم التي ستجعل نفسها تدفع ثمنها من خلال القيام
بذلك
تعليقات
إرسال تعليق