بدأت رزان العمل أخيرا الأسبوع الماضي ،
اتساءل ماذا حدث ، إذا ارتكبت خطأ فسوف تفقذ عملها ، و ستكون هذه نهاية أشياء
كثيرة في حياتها
" مرحبا رزان ، كيف حالك ، تبدين أنيقة
اليوم "
" اهلا بك حضرة الطبيبة ، إذا ابدو أنيقة
برأيك ، أنا أعتني بنفسي بإتباع كلامك ، ذهبت اليوم إلى مصفف الشعر مرة أخرى اليوم
"
" لقد أبليت حسنا ، أشعر بالفضول حول ما
حدث ، يا أخبريني "
" أنت تعرفين كم كنت متحمسة و خائفة
عندما بدأت العمل ، في اليوم الأول ذهبت الى مكتب المدير و كانت يداي و قدماي
ترتجفان ، لقد قلتي لي ألا أتحدث مع أي أحد بخصوص الشريط ، مع ذلك فكرت أنه يجب
على أن أعتذر من مديري على الأقل ، و قلت له ، ' هل يمكنك أن تسامحني يا سيدي ؟' ،
في تلك اللحظة فتح المدير درج مكتبه و بحث عن شيء ما هناك ، علمت فورا أنه كان
يبحث عن الشريط ، تحول وجهي إلى اللون الأحمر ، عندما رأى أنني أحمر خجلا هكذا ،
تراجع عن أخذ الشريط و قال لي ، ' يمكن للمرء أن يمرض ، لا داعي للاعتذار' ، و أنا
شكرته و خرجت ، ينظر الناس إلى بغرابة لكن لا أحد يقول لي شيئا ، و أنا أوفي بوعدي
لك و لن أخبر أحدا بذلك
" أحسنت رزان ، لقد كنت أعرف فعلا أنك
سوف توفين بوعدك ، ماذا عن ذلك الرجل ؟ هل رأيته ؟ "
" انتقل الى قسم أخر ، رأيته مرة من
بعيد على الغداء ، إنه حتى لا ينظر إلى أو يرحب بي ، يبدو الأمر كما لو أنه غاضب
مني ، مرة أخرى ، من حين لآخر يحك أذنه لكن الجني لا يخرج ، هذا يعني أنه بعد هذه
الأحداث الجني غاضب منه أيضا ، هذه الأشياء لا تتم بشكل علني ، و هو محق في ذلك ،
لذلك هذا هو سبب غضبه مني ، لقد أخرجت جينيه ، دعينا نرى ماذا سيفعل الأن بدون
جنيه ؟ "
" إذا فقد ذهب الجني ، يبدو أن هذا أمر
جيد و الآن لم يعد هناك سبب لخوفك من هذا الرجل بعد الآن "
" لا ليس لهذه الدرجة ، إن يد هذا الرجل
طويلة ، انه عضو في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تعرفين هذا ، لكن مع ذلك ، يمكنني
على الأقل دخول الحمام و المرحاض بسهولة أكبر في المنزل ، لا يمكنه التجسس علي
هناك "
" انا سعيدة بسماع هذا ، لذلك أنت نظيفة
و أنيقة هذا اليوم "
" بالطبع ، الآن يمكنني أن أستحم بسهولة
، شعرت بتحسن بعد عنايتي بنفسي ، لا تحب أمي ذهابي إلى مصفف الشعر كثيرا ، لكن بما
أنني أعمل يجب أن أعتني بنفسي جيدا "
" أجل أنت محقة ، حسنا ماذا عن أصدقائك
في مكان عملك ، كيف هي علاقتك معهم ؟ "
" قالوا لي جميعا ، 'أهلا و سهلا بك ،
بالشفاء العاجل' ، و أنا شكرتهم ، لن أقول لهم شيئا ، حتى لو قلت ذلك لا أحد
يفهمني غيرك أنت ، إذا سألوني شيئا أجيب و لا أتحدث إلا إذا اضطررت لذلك ، كما أنه
لدي الكثير من العمل و طول اليوم على الحاسوب ، لا وقت لدي لأرفع رأسي "
" هل يمكنك القيام بعملك براحة ؟ "
" أجل ، هذه مواضيع أجيد فعلها ، لا
يوجد مشكلة في ذلك ، هل مازلت متأكدة من رغبتك بأن أستمر في تناول هذه الأدوية ؟
"
" بالتأكيد نعم "
" حسنا ، لكن لماذا أخذ هذه الأدوية
؟"
" رزان كما تعلمين ، كنت مشوشة جدا
عندما أتيت إلى لأول مرة ، كان نظام تفكيرك فاسدا تماما "
" صحيح ، لكني بخير الآن و لست مشوشة
كما كنت من قبل "
" أجل هذا صحيح ، أرى أنك أصبحت بأفضل
حال ، لكن ليس من الجيد التوقف عن أخذ الأدوية فورا ، علاوة على ذلك هل تضرك هذه
الأدوية بشيء ؟ "
" لا ، لكن يبدو أنني بدأت أزداد وزنا
"
" إذا يجب أن تنتبهي إلى طعامك "
" حسنا ، لكن ماذا سيحدث بعد الآن برأيك
؟ "
" بخصوص ماذا ؟"
" ماذا سوف يفعل هذا الرجل ، أشعر
بالفضول الشديد "
" ما رأيك أنت بهذا الموضوع ؟"
" من يدري ماذا يدور في ذهنه ، في
الواقع إنه فلاح قروي ، و لا يعرف حتى كيف يلبس ثياب جيدة ، لقد حذفت رقمه من
هاتفي ، أريده أن يعرف أنني لم أعد أهتم به بعد الآن ، لقد فهم فورا ، في تلك
الليلة كانت تعزف موسيقى الفراق ، يا ترى لو قلت له أني أقبل عرضه ، فهل سيكون كل
شيء أفضل ؟"
" لا أعتقد ذلك ، لو كان الأمر هكذا لم
يكن ليغلق الخط في وجهك بل كان سيتكلم معك "
" نعم أنت محقة ، لا يريد تبادل أطراف
الحديث معي ، يتحدث معي دائما من عقله "
" ماذا يعني ذلك ؟ "
" لأنه يقرأ أفكاري فهو يجيبني عن طريق
أفكاره ، يعني أننا نتحدث بإستمرار دون أن يسمعنا أي أحد ، في اليوم السابق عندما
تصادفنا على الغداء ، قال لي أولا ، 'تبدين جميلة جدا' ، و قد شكرته في عقلي ، ثم
قال ، ' هل تدرين ما هو عقاب الغش و تزوير الأوراق و الفسق و العهر ؟' ، إن عقل
هذا الرجل مشوش ، بما أنك أعطيتني الأدوية هذا يعني أنني مريضة لكنه مريض أكثر مني
، إنه يحبني كثيرا و غاضب مني كذلك ، إذا كنت سوف تعاقبني لما تقول أنني جميلة ،
لا يستطيع التخلي عني "
" هذه مشكلته بعد الآن ، ليفعل ما يشاء
ما دام لن يلمسك "
" سوف يستمر بالعبث معي ، إنه يشاهد
أحلامي كذلك ، و قد أصبح قريبا من جميع أصدقائي ، و قد أبعدهم جميعا عني ، يعتقد
أنني سوف أبقى وحيدة و سوف أجبر على التقرب منه ، بينما أنا متعودة على الوحدة
"
" مقارنة بالسابق أصبحت قوية جدا تجاه
هذا الرجل ، كنت تخافين منه كثيرا "
" أجل ، أصبحت أقوى قليلا ، حتى لو أراد
لن يقوم بأي سوء تجاهي ، لأنه لا يستطيع التخلي عني ، ما يزال يعشقني حتى الجنون
لكن بسبب عاداتهم لا يستطيع الزواج من إمرأة مثلي ، لقد رأى الجميع كل جزء مني ،
بما أنك تحبني لهذه الدرجة لم تكن لتعرض تلك المقاطع على العالم ، لم يخطر في باله
أنني سوف أقبل الزواج منه "
" هل كنت سوف توافقين حقا ؟"
" في البداية لم أكن أفكر بهذا لكن
عندما فهمت مقدار حبه لي بدأ قراري يتغير ، لكن فات الأوان على كل شيء الآن ، لا
يمكنه أخذي و لا أنا يمكنني الذهاب إليه ، كلانا مذنب في هذا الموضوع ، لا يجب أن
أقوم بلومه هو فقط ، لو كنت فتاة أنظف و أكثر شرفا لما حدث لي كل هذا "
" رزان ، هل سبق و كان لديه حبيب ؟
"
" لا ، أبدا ، كان هناك رجل قبل هذا و
كنت معجبة به ، و هو كذلك أعتقد أنه كان معجبا بي ، لكن هذا الرجل عرف أنه كان سوف
يقوم بخيانتي لذلك جعلني اتخلى عنه "
" كيف فعل ذلك ؟ "
" قال لي هذا بأفكاره ، يعني أنه قام
بإنقاذي ، في الواقع بدأ كل شيء بشكل جيد "
" لا أفهم لماذا تقولين عن نفسك غير
أخلاقية بينما ليس لديك حبيب واحد حتى ، علاوة على ذلك ، كما تعلم في هذا العصر
فإن المغازلة لا تعتبر غير أخلاقية "
" أنا لم أقم بالمغازلة مع أي أحد لكن
داخلي غير شريف ، لقد أخبرتك بكل شيء ، إن رغباتي الجنسية عالية جدا ، أنا أستمني
كثيراً "
" هل برأيك هذا غير أخلاقي ؟"
" أليس كذلك ؟ "
" بالطبع لا ، لا تقومين بخيانة أي أحد
، و أيضا رغباتك هذه موجودة عند كل شخص عادي" ( لا تهتموا لكلامها هنا ، هذا
غير أخلاقي و حرام بالتأكيد )
" ألا يعد الإستمناء تصرف غير أخلاقي ؟
"
"بالطبع لا " ( لله عليك يا شيخة ؟؟)
" لكن عندما أرى هذا الرجل أشعر بغرابة
، أنت تفهمين ما أقصده "
" أجل أنا أفهم ، هذا ليس بيدك ، لديك
رغبة جنسية تجاهه ، لكن لا يمكن لوم الناس على مشاعرهم و أفكارهم ، هناك الكثير من
الرجال و النساء الذين يشعرون بهذه الطريقة مثلك ، هل كلهم مجرمون و غير أخلاقيون
الآن ؟ "
" أليس كذلك ؟ يشعر الأخرون بما أشعر به
أيضا ؟ "
" إذا كنت تقصدين الرغبة الجنسية فنعم
"
"لكن أمي كانت تقول لي دائما أن هذا ذنب
و عيب "
" غالبا ما تقول الأمهات ذلك ، لكن هذا
ليس صحيحاً ، هذه أشياء طبيعية و فسيولوجية ، بالإضافة إلى ذلك فإن الجرائم هي
الأفعال و ليس المشاعر و الأفكار ، أعتقد أنك فتاة صادقة و محترمة للغاية ، أنت
طاهرة "
" إذا أن طاهرة ؟ لم أشعر بنفسي نظيفة من
قبل ، لكنني أحببت ما فعله أستاذي "
" حتى لو ، الإعجاب هو أيضا شعور و ليس
فعل ، كما أنني أعتقد أنه شيء طبيعي و لست من أنت من ارتكب الخطأ ، بل أستاذك
"
" من الجيد التحدث عن هذا ، على الأقل
أنا الآن مرتاحة ، أخرجت ما بداخلي منذ سنوات ، لسنوات تشابكوا في داخلي مثل
الثعبان "
" الحديث جيد إنه يريح الناس ، لكن لا
تتحدثي عن ذلك الرجل في العمل ، لا تنسي ذلك ، يمكنك التحدث عن أشياء أخرى "
" أنت محقة ، لا اعرف من هو الصديق و من
هو العدو ، علاوة على ذلك إذا سمع ذلك سوف يغضب مني كثيرا ، إذا فأنا فتاة محترمة
و شريفة ، أنا لست عاهرة "
" بالطبع لست كذلك ، يقال هذا للنساء
اللواني يبيعن أجسادهن مقابل المال ، أنت لم تفعلي مثل هذا الشيء "
" لم أفعل ، أنا عذراء ، لم أكن على
علاقة مع أي شخص ، هذا الرجل يظلمني ، لو لم يعرض تلك الأفلام على الجميع فربما
كنا تزوجنا ، هو نادم أيضا ، ربما يوما ما سوف يتزوج بفتاة أخرى لكنه لن يقوم
بنسياني أبدا ، أنا متأكذة من هذا ، مؤسف على كلينا ، لكن هل تعلمين اعتقدت أنهم
سيطردونني بالتأكيد ، لكنهم لم يفعلوا ، لا أعرف ماذا سيفعلون بعد ذلك "
" إذا كنت تعملين بشكل جيد و لا تتحدثين
عن ذلك الأمر ، فلن يطردك أحد "
" إن شاء لله ، سأذهب الآن ، أشكرك على
كل شيء ، أنت ساعدتني كثيرا و بدون دعمك لم أكن لأبدأ العمل أبدا "
" رؤيتك بحالة جيدة يسعدني كذلك "
" أراك لاحقا حضرة الطبيبة ، إعتني
بنفسك جيدا "
" شكرا لك رزان ، و أنت أيضا إعتني
بنفسك و لا تنسي ما قلته لك "
تخرج رزان من الغرفة ضاحكة ، حالة تبدو أفضل
من قبل ، أصبحت تستحم و تهتم بنفسها و الأهم أنها تذهب الى العمل ، و مخاوفها كذلك
أصبحت أقل و لم تعد تتحدث عن الإعدام و تسليمها الى محكمة الدولة مثل قبل ، و من
الجيد أنها لا تتحدث عن هذا الموضوع في مكان العمل ، على الرغم من أنها لا تزال
لديها العديد من الأسئلة و العديد من المفاهيم الخاطئة في رأسها ، إلا أن نظامها
الوهمي يتقلص ، الروح المعنوية و الثقة بالنفس أفضل و مشاعر الذنب تتضاءل ، أنا
سعيدة بكل هذا ، لكنني أعلم أن رزان لا تزال مريضة جدًا
تعليقات
إرسال تعليق