بينما كنت أقوم بإزالة الملفات من المكتب ،
تدخل تونا مسرعة ، "السيدة نالان تتصل ، لكنها كانت تصرخ و لم أعرف ماذا أفعل
أو ماذا أقول ، طلبت منها الانتظار دقيقة ثم جئت إليك ، يبدو أنه قد حدث شيء سيء ،
ماذا أفعل ، هل تتحدثين معها إذا حولت اتصالها لك ، رغم أنه لا يُمكن فهم ما تقوله
"
" أجل ، حولي تصالها إلي...، من يدري
ماذا حدث مجددًا ، الأحداث لا تنتهي في تلك العائلة "
تركض تونا نحو مكتبها و تحول لي اتصال نالان
" ألو ، نالان "
يا إلهي المرأة تصرخ و كأنها تمزق نفسها ،
إنها تقول شيئًا لكنني لا أفهم
" خيري"
" ماذا حدث لخيري ؟ "
" لم يعد خيري موجودًا يا سيدة جولسيران
، غير موجود"
" غير موجود ، ماذا تقصدين ؟ "
" لقد طعنوه ، طعنوا خيري "
" كيف ؟ "
" تلك المتوحشة التي تدعى فتاة اللاز
قتلته ، الآن كيف يمكنني العيش بدونه ؟ "
كيف ذلك ، هل قتلوا خيري ، يا إلهي ، أرجو أن
أكون قد أسأت الفهم ، لا ، لا يمكن أن يكون... لا يجب أن يموت... لا تفعل هذا يا
خيري ، لا تفعل هذا...
" هل قلت أنهم اطلقوا عليه ؟ "
" لقد مات ، مات خيري "
بينما تستمر نالان في البكاء و الصراخ ، تركت
المرأة و بدأت بالتحدث مع نفسي ، " يعني أنك ذهبت هاا؟ لماذا فعلت ذلك يا
خيري، لماذا ؟ لماذا ذهبت الى الموت و أنت تعرف ؟ كنت تقول " إذا غضبت فتاة
اللاز ، ستطلق النار على الرجل في جبهته " إذن فعلت ذلك ؟ "
لقد نسيت مواساة المرأة ، يبدو أن خيري كان
ذا قيمة كبيرة بالنسبة لي أيضًا ، سهم حاد يخترق روحي ، لا أريد تصديق أن خيري قد
مات
الفتيات هن من أخبرن نالان بالحادثة ، بمجرد
أن تلقت الخبر اتصلت بي أولاً ، و الآن سوف تذهب إلى منزل خيري ، هل قتلوا خيري في
منزله ، لا أفهم... على كل حال حتى نالان لا تعرف كل شيء بعد ، لا تعرف المرأة
ماذا ستفعل بسبب الصدمة و الألم ، و هل يمكن ألا تستغرب ، أخبار الموت المفاجئ
القادمة عبر الهاتف ما الذي تفعله بالمرء
أقول لها شيئا ، لكنني لا أعرف ماذا قالت لي
و ماذا قلت لها...، كل ما أعرفه هو أن خيري مات ، في النهاية قتلت فتاة اللاز خيري
، هذا ما حدث و الباقي فراغ
في صباح اليوم التالي ، ننظر أنا و تونا إلى
الصحف ، خيري ممد على الأرض و مغطى بورق الصحف ، أقول " إذن أنت في الصفحة
الثالثة من الجريدة يا خيري "
تحت ورق الصحف تظهر إحدى قدميه و الأحذية
السوداء التي يرتديها دائمًا ، حذاء أسود و معطف رمادي ، كما توجد في الخبر صورة
لامرأة شابة ، إذن هذه هي فتاة اللاز ، شعرها الأسود منسدل على وجهها ، و تحني
رأسها للأمام ، يداها في جيوب معطفها ، و الشرطة تمسك بإحدى ذراعيها
"أطلقت النار على عشيقها أمام منزله
"
في الصفحة الثالثة مع عنوان كبير ، بجانبها
صورة شخصية صغيرة الحجم لخيري كيليش ، نظر إلى العدسة بابتسامة خفيفية ، من يدري
متى تم التقاط هذه الصورة ؟
في جريمة القتل التي ارتكبت الليلة الماضية ،
في حديقة منزله قامت غ.د بطعن حبيبها الذي
كانت تعيش معه منذ فترة ، ث القبض عليها متلبسة من قبل الشرطة ، غ.د التي قاومت
الشرطة لفترة من الوقت و تم تهدئتها بصعوبة ، تم اقتيادها من مكان الحادث ، عندما
قامت زوجة خيري كيليش و أولادها بمهاجمة الجانية نُقلت من مكان الحادث بسيارة
الشرطة ، بينما كان على وشك دخول منزله في المساء، شاهدت زوجة الضحية و أولاده
الجريمة ، الأطفال الذين جاءوا أمام الجانية مخاطرين بالموت لم يتمكنوا من إنقاذ
والدهم رغم أنهم حاولو جاهدين ، كان من الصعب تهدئة الزوجة و الأطفال الذي كانوا
يبكون و أصيبوا بانهيار عصبي بعد الحادثة ، الشابة التي تم أخذ أقوالها في مركز
الشرطة الذي أُحضرت إليه ، قالت أنها كانت تعيش منذ فترة مع خيري كيليش ، الذي
تخلى عنها رغم أنه وعدها بالزواج منها ، عندما تركها قامت بتحذيره أولا ، و في
النهاية في الليلة الماضية عندما أمسكته و هو يدخل المنزل الذي يعيش فيه مع زوجته
قامت بطعنه بالسكين الذي كانت تحمله ، خيري كيليش متزوج و له ثلاثة أطفال ، غ.د
التي اعترفت بالجريمة تم اعتقالها و وضعها في السجن بعد الإفادة الأولى
لقد كنت أرتجف حتى العظام و أنا أقرأ الخبر ،
كنت أعلم أن فتاة اللاز ستقوم بشيء ما لكنني لم أتوقع هذا القدر ، كم هذا مؤسف ،
كان الأمر كما لو كان يعرف ما سيحدث ، قام بجذب العقوبة إليه مثل المغنطيس ، لم
يتمكن من تجنب المصير الذي كتبه اللاوعي له
كان يقول ، " ااه لو تعرفينها ، إذا
غضبت فسوف تطلق النار عليك في منتصف حبهتك ، لا تمزح أبدًا "، يا له من حريق
ألقى بنفسه فيه رغم أنه يعلم أنه ليس مزحة
يعني أن الحب قد أحرقك مثلما أحرق الآخرين ،
كم هذا مؤسف لك يا خيري ، لم يكن هناك فائز في هذه القصة ، أشعر بحزن عميق في
داخلي ، اتساءل إذا كان بإمكاني منع كل هذا ، هل أنا أيضًا أتحمل مسؤولية فيما حدث
؟ ، أفكر بهذا لفترة من الوقت ، هذا ما يعنيه أن تكون طبيبًا نفسيًا...، فأنت
تتحمل المسؤولية عندما تدخل إلى حياة الناس
ثم أتذكر نالان ، لقد اتصلت بها كثيرًا منذ
أمس ، لكن لا يوجد شيء يمكننا التحدث عنه على الهاتف ، الآن حان وقت الانتظار فقط
، إنهم يعرفون أنهم يمكنهم دائمًا الاتصال بي و المجيء إلي إذا احتاجوا إلي أي شيء
يا له من عمل شاق أقوم به ، لا أشعر أنني
بحالة جيدة على الإطلاق ، شعرت بالأسف تجاههم جميعًا ، لكن شعرت بالأسف بالأكثر
على خيري ، كان مثل ورقة تلعب بها الرياح ، كانت تلك الرياح مثل العاصفة ، و
مشاعره كانت قوية جدًا و لم يستطع إيقافها ، كان يلقيها وراءه دون أي حساب ، هنا و
هناك...، ناهيك عن التفكير عن نالان ، لقد كان رجلاً مهملاً لم يفكر حتى في نفسه
أو حياته
لقد ارتكب الكثير من الأخطاء لكنه لا يزال
انسانًا ، كانت لديه مشاعر و أحلام و طموحات لا نهاية لها ، لو كان على قيد الحياة
فمن يدري عدد العواصف التي كان سيشهدها
لا بد لي من الاعتراف ، كوني امرأة كنت أغضب
منه أيضًا ، كنت أراه شخصًا أنانيًا للغاية ، يخدع النساء باستمرار و كان غير عادل
تجاههن ، كان يخون زوجته مع حبيبته و خان حبيبته مع حبيبته التانية ، تتغير مشاعره
بسرعة ، فما قاله بالأمس ينفيه اليوم
كان يبحث دائمًا عن الإثارة في حياته ، كثير
من الرجال الذين نجوا لسنوات عديدة ربما لم يكونوا قد عاشوا حتى نصف ما مر به ، كل
شيء له ثمن ، أعتقد أن هذه العبارة تناسب كل جزء من الحياة
تعليقات
إرسال تعليق