القائمة الرئيسية

الصفحات

فتاة النافذة الفاصل العاشر : " لقد مات خيري "

 

بينما كنت أقوم بإزالة الملفات من المكتب ، تدخل تونا مسرعة ، "السيدة نالان تتصل ، لكنها كانت تصرخ و لم أعرف ماذا أفعل أو ماذا أقول ، طلبت منها الانتظار دقيقة ثم جئت إليك ، يبدو أنه قد حدث شيء سيء ، ماذا أفعل ، هل تتحدثين معها إذا حولت اتصالها لك ، رغم أنه لا يُمكن فهم ما تقوله "

" أجل ، حولي تصالها إلي...، من يدري ماذا حدث مجددًا ، الأحداث لا تنتهي في تلك العائلة "

تركض تونا نحو مكتبها و تحول لي اتصال نالان

" ألو ، نالان "

يا إلهي المرأة تصرخ و كأنها تمزق نفسها ، إنها تقول شيئًا لكنني لا أفهم

" خيري"

" ماذا حدث لخيري ؟ "

" لم يعد خيري موجودًا يا سيدة جولسيران ، غير موجود"

" غير موجود ، ماذا تقصدين ؟ "

" لقد طعنوه ، طعنوا خيري "

" كيف ؟ "

" تلك المتوحشة التي تدعى فتاة اللاز قتلته ، الآن كيف يمكنني العيش بدونه ؟ "

كيف ذلك ، هل قتلوا خيري ، يا إلهي ، أرجو أن أكون قد أسأت الفهم ، لا ، لا يمكن أن يكون... لا يجب أن يموت... لا تفعل هذا يا خيري ، لا تفعل هذا...

" هل قلت أنهم اطلقوا عليه ؟ "

" لقد مات ، مات خيري "

بينما تستمر نالان في البكاء و الصراخ ، تركت المرأة و بدأت بالتحدث مع نفسي ، " يعني أنك ذهبت هاا؟ لماذا فعلت ذلك يا خيري، لماذا ؟ لماذا ذهبت الى الموت و أنت تعرف ؟ كنت تقول " إذا غضبت فتاة اللاز ، ستطلق النار على الرجل في جبهته " إذن فعلت ذلك ؟ "

لقد نسيت مواساة المرأة ، يبدو أن خيري كان ذا قيمة كبيرة بالنسبة لي أيضًا ، سهم حاد يخترق روحي ، لا أريد تصديق أن خيري قد مات

الفتيات هن من أخبرن نالان بالحادثة ، بمجرد أن تلقت الخبر اتصلت بي أولاً ، و الآن سوف تذهب إلى منزل خيري ، هل قتلوا خيري في منزله ، لا أفهم... على كل حال حتى نالان لا تعرف كل شيء بعد ، لا تعرف المرأة ماذا ستفعل بسبب الصدمة و الألم ، و هل يمكن ألا تستغرب ، أخبار الموت المفاجئ القادمة عبر الهاتف ما الذي تفعله بالمرء

أقول لها شيئا ، لكنني لا أعرف ماذا قالت لي و ماذا قلت لها...، كل ما أعرفه هو أن خيري مات ، في النهاية قتلت فتاة اللاز خيري ، هذا ما حدث و الباقي فراغ

في صباح اليوم التالي ، ننظر أنا و تونا إلى الصحف ، خيري ممد على الأرض و مغطى بورق الصحف ، أقول " إذن أنت في الصفحة الثالثة من الجريدة يا خيري "

تحت ورق الصحف تظهر إحدى قدميه و الأحذية السوداء التي يرتديها دائمًا ، حذاء أسود و معطف رمادي ، كما توجد في الخبر صورة لامرأة شابة ، إذن هذه هي فتاة اللاز ، شعرها الأسود منسدل على وجهها ، و تحني رأسها للأمام ، يداها في جيوب معطفها ، و الشرطة تمسك بإحدى ذراعيها

"أطلقت النار على عشيقها أمام منزله "

في الصفحة الثالثة مع عنوان كبير ، بجانبها صورة شخصية صغيرة الحجم لخيري كيليش ، نظر إلى العدسة بابتسامة خفيفية ، من يدري متى تم التقاط هذه الصورة ؟

في جريمة القتل التي ارتكبت الليلة الماضية ، في حديقة منزله قامت غ.د  بطعن حبيبها الذي كانت تعيش معه منذ فترة ، ث القبض عليها متلبسة من قبل الشرطة ، غ.د التي قاومت الشرطة لفترة من الوقت و تم تهدئتها بصعوبة ، تم اقتيادها من مكان الحادث ، عندما قامت زوجة خيري كيليش و أولادها بمهاجمة الجانية نُقلت من مكان الحادث بسيارة الشرطة ، بينما كان على وشك دخول منزله في المساء، شاهدت زوجة الضحية و أولاده الجريمة ، الأطفال الذين جاءوا أمام الجانية مخاطرين بالموت لم يتمكنوا من إنقاذ والدهم رغم أنهم حاولو جاهدين ، كان من الصعب تهدئة الزوجة و الأطفال الذي كانوا يبكون و أصيبوا بانهيار عصبي بعد الحادثة ، الشابة التي تم أخذ أقوالها في مركز الشرطة الذي أُحضرت إليه ، قالت أنها كانت تعيش منذ فترة مع خيري كيليش ، الذي تخلى عنها رغم أنه وعدها بالزواج منها ، عندما تركها قامت بتحذيره أولا ، و في النهاية في الليلة الماضية عندما أمسكته و هو يدخل المنزل الذي يعيش فيه مع زوجته قامت بطعنه بالسكين الذي كانت تحمله ، خيري كيليش متزوج و له ثلاثة أطفال ، غ.د التي اعترفت بالجريمة تم اعتقالها و وضعها في السجن بعد الإفادة الأولى

 

لقد كنت أرتجف حتى العظام و أنا أقرأ الخبر ، كنت أعلم أن فتاة اللاز ستقوم بشيء ما لكنني لم أتوقع هذا القدر ، كم هذا مؤسف ، كان الأمر كما لو كان يعرف ما سيحدث ، قام بجذب العقوبة إليه مثل المغنطيس ، لم يتمكن من تجنب المصير الذي كتبه اللاوعي له

كان يقول ، " ااه لو تعرفينها ، إذا غضبت فسوف تطلق النار عليك في منتصف حبهتك ، لا تمزح أبدًا "، يا له من حريق ألقى بنفسه فيه رغم أنه يعلم أنه ليس مزحة

يعني أن الحب قد أحرقك مثلما أحرق الآخرين ، كم هذا مؤسف لك يا خيري ، لم يكن هناك فائز في هذه القصة ، أشعر بحزن عميق في داخلي ، اتساءل إذا كان بإمكاني منع كل هذا ، هل أنا أيضًا أتحمل مسؤولية فيما حدث ؟ ، أفكر بهذا لفترة من الوقت ، هذا ما يعنيه أن تكون طبيبًا نفسيًا...، فأنت تتحمل المسؤولية عندما تدخل إلى حياة الناس

ثم أتذكر نالان ، لقد اتصلت بها كثيرًا منذ أمس ، لكن لا يوجد شيء يمكننا التحدث عنه على الهاتف ، الآن حان وقت الانتظار فقط ، إنهم يعرفون أنهم يمكنهم دائمًا الاتصال بي و المجيء إلي إذا احتاجوا إلي أي شيء

يا له من عمل شاق أقوم به ، لا أشعر أنني بحالة جيدة على الإطلاق ، شعرت بالأسف تجاههم جميعًا ، لكن شعرت بالأسف بالأكثر على خيري ، كان مثل ورقة تلعب بها الرياح ، كانت تلك الرياح مثل العاصفة ، و مشاعره كانت قوية جدًا و لم يستطع إيقافها ، كان يلقيها وراءه دون أي حساب ، هنا و هناك...، ناهيك عن التفكير عن نالان ، لقد كان رجلاً مهملاً لم يفكر حتى في نفسه أو حياته

لقد ارتكب الكثير من الأخطاء لكنه لا يزال انسانًا ، كانت لديه مشاعر و أحلام و طموحات لا نهاية لها ، لو كان على قيد الحياة فمن يدري عدد العواصف التي كان سيشهدها

لا بد لي من الاعتراف ، كوني امرأة كنت أغضب منه أيضًا ، كنت أراه شخصًا أنانيًا للغاية ، يخدع النساء باستمرار و كان غير عادل تجاههن ، كان يخون زوجته مع حبيبته و خان حبيبته مع حبيبته التانية ، تتغير مشاعره بسرعة ، فما قاله بالأمس ينفيه اليوم

كان يبحث دائمًا عن الإثارة في حياته ، كثير من الرجال الذين نجوا لسنوات عديدة ربما لم يكونوا قد عاشوا حتى نصف ما مر به ، كل شيء له ثمن ، أعتقد أن هذه العبارة تناسب كل جزء من الحياة

رواية فتاة النافذة pdf


Reactions:

تعليقات