القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية فتاة النافذة الفصل الحادي عشر : "أصبحت توركان أعز صديقاتي"

 

لقد مرت ثلاثة أو أربعة أشهر منذ أن فقدنا خيري ، لم تتصل بي نالان مرة أخرى بعد اليوم الأول و الثاني ، بعد شهور رأيت اسم نالان مرة أخرى في دفتر المواعيد ، يملأني قلق طفيف ، أريد أن أراها أيضًا ، أنجح في إدخال مرضاي لكن تفكيري دائمًا يذهب إلى نالان

عندما أدخلت تونا رأسها عبر باب مكتبي لكي تُدخل نالان ، أدركت على الفور أنها تحاول عدم إظهار عيونها المبللة ، تتميز تونا دائمًا بالمرح و الحيوية ، لكنني أعرف كم هي امرأة عاطفية

يُطرق الباب بشكل خفيف و تظهر نالان أمام الباب ، إنها ترتدي قميصًا أبيض و ثنورة سوداء ، إنها المرة الأولى التي أراها في ثوب أبيض ، لقد أعجبني ذلك ، لديها ذلك العقد الصغير على شكل قلب حول رقبتها ، حذاء أسود نظيف على قدميها و حقيبة سوداء في يدها ، تتكئ على الباب لفترة من الوقت و تحدق بي ، لا يوجد سوى الحزن في عيناها الخضراء

ربطت شعرها ، و لا يوجد مكياج على وجهها ، لكنها لا تزال جميلة ، ربما فقدت بعض الوزن ، حزينة مجددًا لكن هناك تغير في نالان اليوم ، اتجهت نحوها و عانقتها ، وضعت رأسها فوق كتفي لفترة من الوقت ، لم نتكلم أبدًا ، ثم تجلس مثل الأطفال في مكانها ، مثل أول يوم جاءت فيه إلى هنا ، وضعت يداها معًا فوق حقيبتها و تنظر أمامها ، و أنا أجلس أيضًا أجلس مكاني ، لا منا يعرف من أين يبدأ بالحديث

أنا لا أريد قول أي شيء ، ليكن ما تريده ، بعد مدة ترفع رأسها ببطء ، و تبدأ بالتحدث بصوت ناعم و نبرة حزينة

" عندما توفي خيري لم يتصل بي أحد ، لقد اتصل الجميع بزوجته ، يبدو أنني لم أكن أي شيء له ، حتى حبيبته...، لأنه قُتل من طرف حبيبته ، لقد عرفت بما حدث من طرف الفتيات ، كم هذا غريب أليس كذلك ؟ عندما توفي خيري أول شخص فكروا بالإتصال به كان هو أنا "

" نعم ، كم هذا غريب... هذا يعني أنهم يعتبرونك قريبة منهم جدًا"

" لقد اتصلوا بي مباشرة بعد الحادثة ، عندما وصلت كانوا قد وضعوا جثة خيري للتو في سيارة الإسعاف ، كان هناك حشود أمام المنزل ، كانت هناك ضوضاء في كل مكان ، لم يعرف الناس من يهاجمون و كانوا غاضبين من الشرطة ، اتضح أن الشرطة أخذت المرأة بالقوة من أيدي أهل الحي ، لقد قاموا بالفعل بضربها بشدة حتى وضعوها في سيارة الشرطة ، لم تقاوم و لم تحاول الهرب ، فكرت فيك على الفور و اتصلت بك قبل أن أذهب إلى هناك ، هل أزعجتك ؟ "

"عفوًا يا نالان ، في مثل هذه الحالة بالطبع سوف تتصلين بي و من الجيد أنك اتصلت ، لكنني كنت حزينة جدًا و لا أعرف ما إذا كنت مفيدة لك عبر الهاتف أم لا "

" بالطبع كنت مفيدة سيدة جولسيران ، كان من الجيد جدًا أن أسمع صوتك و أن أعرف أنك كنت معي ، لا أعرف كيف وصلت إلى هناك بعد أن أغلقت الهاتف ، لقد ركضت بسرعة و كأنني كنت سأنقذ خيري إذا تمكنت من اللحاق به بأسرع وقت ممكن "

لا أتذكر الكثير مما تحدثنا عنه على الهاتف في ذلك اليوم ، حتى لو كنا أطباء فنحن جميعًا نحمل قلبًا في داخلنا ، أنا أيضا تأثرت كثيرا بهذا الموت المفاجئ...

" لم أفكر يومًا بأنه قد يموت ، لأنني كنت أكبر منه ظننت أنني سأموت قبله ، فقط الموت يمكن أن يفرقنا ، لكن ليس هو كنت سأموت أولاً ، مرة أخرى لقد خذلتني الحياة ، كان من الجيد أنني أفرغت ما بداخلي عندما تحدتث اليك عبر الهاتف و بكيت لأنه بعد ذهابي إلى هناك لم أستطع البكاء مرة أخرى ، كنت متجمدة إلى حد كبير ، خاصة عندما رأيت حالة توركان و الفتيات ، كان علي أن أكون أقوى ، كانوا جميعًا محطمين للغاية...، لقد عانقوني جميعًا و طالبوا مساعدتي كما لو كنت قطعة من والدهم ، لقد ذهل الناس ، عانقنا بعضنا البعض ، بكوا و صرخوا و نادوا ، و أنا واسيتهم في ذهني ، كما لو كنت المسؤولة عنهم جعلت كل واحدة منهم تشرب ماء السكر ، مسحت دموعهم و دعمتهم و اعتنيت بهم ، في تلك الليلة كان المنزل ممتلئًا حتى الصباح ، خدمت الضيوف و أعددت الشاي..."

" من الجيد ما فعلته يا نالان "

" هذا يعني أن ما قاله لي كان صحيحًا ، لم يستطع التخلص من تلك الفتاة ، ثم ألوم نفسي مرة أخرى ، ' بسببي مات خيري ، لو تركته كان سوف يكون مع تلك المرأة لكنه سيكون على قيد الحياة ' أقول لنفسي "

" لا تفعلي يا نالان ، لم تكوني مشكلة تلك المرأة يا نالان ، كان هذا سيحدث هذا معك أو بدونك ، لم يعطوك أي دور في هذه المسرحية ، من فضلك لا تحرفي الحقائق و فسريها بشكل صحيح "

" أنا سعيدة بنفكيرك هذا ، لو مات بسببي فلن أتطيع تحمل ذلك ، سيدة جولسيران لقد كان آخر شخص سيموت في هذا العالم ، كم أن الحياة غريبة ، كان رجلا قويا و حيويا و لا يتعب أبدًا ، كان يقفز من مكان إلى آخر مثل البرغوث "

" أنت محقة ، لقد كان هكذا حقًا "

" من الصعب التصديق أنه قد يُقتل على امرأة ، و بالسكين أيضًا... لا أفهم كيف حدث ذلك ، لم يستطع أخذ السكين من يد تلك المرأة... بالإضافة إلى ذلك ، كيف لإمرأة أنت تقتل رجلا تحبه ؟ لا أعتقد أنها تحب خيري على أي حال ، لقد مات الرجل بسبب عناد ، علاوة على ذلك ، ماذا عن الأطفال لقد حدث كل شيء أمام أعينهم ، كان خيري يركض من مكان ما ، ربما كان يهرب من المرأة ، كان على وشك الدخول الى منزله ، ركضت توركان و الأطفال على الفور عندما سمعوا الضجيج في الخارج ، و لكن عندما خرجوا كان خيري ملقى على الأرض بالفعل ، طعنته في قلبه ، لم يصب في أي مكان آخر ، فقط في قلبه... يبدو أن المرأة كانت مصممة على قتله ، كيف لم يستطع خيري أن يوقف تلك المرأة ؟ يبدو أنها كانت وحشًا...، لو كنت موجودة هناك كنت سوف أفعل المستحيل و أنقذه ، ربما كنت سأموت لكنه كان سيعيش...، لم أستطع النوم لأيام ، ظللت أفكر في كيفية وفاة خيري، أتساءل عما إذا كان قد فكر بي عندما مات ، هل شعر أنه سيموت ، هل عانى كثيرًا ؟ بالمناسبة لقد فقدت سبعة كيلوغرامات دفعة واحدة ، لم أستطع الأكل و لا أن أشرب و لا حتى البكاء ، اتضح أنه حتى القدرة على البكاء كانت ترفًا ، أنت تعرفين عدد الأيام التي بكيت فيها في هذه الغرفة ، تخيلي أن خيري قد ذهب إلى الأبد و هذه المرة لا أستطيع البكاء ، ثم مع مرور الأيام بدأت في البكاء ببطء ، اتضح كم هو جميل البكاء ، لم أستطع الاكتفاء من البكاء "

" أنت على حق ، البكاء في بعض الوقت سيكون جيد لك ، يقول أن القدماء أن البكاء يستخرج السم من المرء ، لقد كانوا على حق "

" حقبة جديدة تبدأ في حياتي ، و أنا أعلم ذلك ، بدون خيري بدون حبه ، لقد عرفني خيري على الحب ، اتضح أن سبع سنوات أعطتني أشياء جيدة ، أستيقظ كل صباح و أدعو له ، أتمنى أن ينام في نور "

ربما رأته فتاة اللاز و هو يدخل منزل نالان ، ربما عندما ظهرت أمامه أصيب بالدعر و ركض إلى المنزل ، هل كان يحاول حماية نالان ؟

استمع اليها دون مقاطعتها ، الآن يمكن لنالان التحدث بشكل مريح ، لم تكن قادرة على التعبير عن مشاعرها بهذه السهولة من قبل ، الآن يمكنها مشاركة كل شيء معي ، تريد دائمًا تذكر خيري بالأشياء الجيدة ، و سأدعم هذا أيضًا ، بعيدًا عن الغضب منه ، على العكس من ذلك تلوم نفسها على ما حدث ، كان خيري سيتركها يومًا ما حتما ، صحيح أنه أحب نالان كثيرًا في يوم من الأيام لكن هذا الحب ذهب بعيدًا ، و حل محله عادة و إدمان و قليل من الذنب ، أبحر خيري نحو آفاق جديدة و إثارة جديدة

" نالان ، أخبريني قليلاً عن لقائنا الأخير"

" لقد جاء إلي ليلة قبل موته ، قال لي أنه سوف يأتي مجددًا غدا و أنه يجب عليه الذهاب فورًا ، كان متوثرًا و متحمس جدًا ، بقي خمس عشرة دقيقة و غادر ، ظل يعتذر لي في تلك الليلة حتى أنه قال لي : لو كنت مكانك لما غفرت لرجل مثلي يا زهرتي الحزينة "

" زهرتي الحزينة ؟ "

" دائمًا يناديني هكذا عندما أكون حزينة ، عندما ذهب تلك الليلة قال لي ذلك ، قال لي : ' حتى الطفل لن يصدق ما أقوله ، لكن ماذا نفعل إنها الحقيقة ، خطأ ليلة واحدة كلفني غاليا ، حتى لو رحلت تلك المرأة فإن إخوتها لن يتركوني ، لا أعرف كيف سوف أخرج من هذا' ، ثم بينما كان يخرج من الباب ، قال : ' قد لا أتمكن من المجيء إلى هنا لفترة من الوقت ، لا تقلقي إذا لم أتصل و لا تتصلي بي ، سوف أجد طريقة و أتصل بك مرة أخرى ،  في يوم ما سوف أجعلك تسامحينني ، كل هذا حدث لي لأنني أحزنتك و عاملتك بشكل غير عادل ، لم أعرف قيمتك ، لا تقلقي علي و لا تغضبي مني و سامحيني حتى أتمكن من التعامل مع هذه الأشياء '، قال ثم قبلني على الخدين و غادر ، و بينما كان يغادر نظرت من ورائه ، اختفى راكضا و لم يحضر سيارته معه أو أوقفها في مكان آخر ، يبدو أنه كان خائفًا من تلك المرأة لتلك الدرجة ، لقد كنا معًا لسنوات لكننا لم نكت قريبين من بعضنا البعض كما كنا في تلك الليلة ، كانت هناك علاقة غريبة بيننا لم يكن فيها أي شيء جنسي ، في تلك الليلة جلست لوحدي أمام نافذتي و فكرت في خيري ، اختفاءه شيئا فشيئا و هو يركض لم يغادر ذهني أبدًا ، في صباح اليوم التالي استيقظت من نومي منزعجة للغاية ، كانت يدي تتجه باستمرار إلى الهاتف ، و كنت أريد الاتصال به لكنني لم أفعل ، لأنه حذرني كثيرًا من الاتصال به ، في المساء بدأ قلقي يزداد أكثر ، لقد شعرت بنوم شديد و رغم أنه لم يكن من عادتني لكنني غرقت في نوم عميق و ذهبت للفراش حوالي الساعة السادسة ، عندما قُتل خيري كنت نائمة و كنت أحلم به ، ذهبنا معًا إلى مكان ما بجانب البحر ، يحل المساء و يتركني خيري هناك ، شعرت بالحزن كثيرًا ، لم أكن أعرف المكان أبدًا و بينما كنت أفكر في كيفية العودة الى المنزل بمفردي استيقظت على صوت الهاتف ، شعرت بضيق غريب بداخلي مرة أخرى ، و كانت أغنية أحببت الاستماع إليها مؤخرًا كانت تُشغل على الراديو الذي تركته "

" أي أغنية كانت؟ "

"مازلت أحب الأغاني القديمة لأنني كنت أستمع دائمًا إل الموسيقى التركية في المنزل في طفولتي ، لا أعرف إذا كنت ستعرفينها ؟ تقول :

كم فصل ربيع هذا ، دع الشمس تذهب بعيدًا

سنوات عديدة تمر دون تذوقها ، هذه حالتي "

" و هل يمكن ألا أعرفها ، أنا ايضًا احب الأغاني القديمة :

إذا وصلت لي زهورك بأغصان ، فلن تلمس يدي

أنا أسير مثل هذا الحب يا جميلتي"

" أووه تعرفين الأغنية ، لم يعد هناك أحد يستمع الى الموسيقى التركية ، أنت تعرفين ماذا حدث لاحقًا ، يبدو أن أن الأخبار المحزنة تأتي دائمًا عبر الهاتف ، تلقيت خبر والدي أيضًا عبر الهاتف ، هل رأيت الصورة الصغيرة التي في الجريدة ؟ "

" أجل لقد رأيتها "

" كنا معنًا عندما التقطت تلك الصورة ، ذهبنا الى المصور ، لقد كانت أحد أيامنا الممتعة للغاية ، كان ذلك قبل أربع أو خمس سنوات ، ثم تناولنا العشاء في مطعم كباب قريب ، لم يتوقع أحد أن تلك الصورة ستظهر بجانب تلك الأخبار ، لقد صُدمت عندما اتصل بي الأطفال ، لا يمكن للمرء أن يصدق مثل هذه الأشياء ، قلت أنه ليس هو و أن هناك شيء خاطئ ، كاد قلبي أن يتوقف ، رأيت الجديدة اليس كذلك ؟ لم يظهر سوى قدم واحدة و حذاء ، كان يرتدي دائمًا حذاء أسود ، تدفق شيء دافئ بداخلي ، يبدو الأمر و كأن حياتي قد ولت ، لطالما استجوبت نفسي ، هل كان لي دور في وفاته ؟ هل حقًا مات بسببي ؟ بينما أنا بالفعل قد سامحته منذ وقت طويل "

" أنا أيضًا أعرف ذلك ، أنك سامحته "

"لكنه لم يسامح نفسه ، فهم من كلامه في آخر مرة ، في تلك الليلة أردت أن أخبره أنني لم أعد أرغب في مواصلة هذه العلاقة لكن عندما رأيته متحمس و متوتر للغاية ، تراجعت عن قول ذلك ، لا أزال أحبه و كان ذا قيمة كبيرة بالنسبة لي ، لكن ثقتي به تحطمت ، لقد فهمت أخيرًا و قبلت أن هذه العلاقة ستنتهي يومًا ما ، إن لم يكن اليوم ، تم كسر التعويذة الآن و لم يعد يخيفني خسارته كما في السابق ، بينما كنت أستعد لكي اتركه تصرف هو مبكرًا مرة أخرى و تركني ، لقد جعلتني أستعد لحياة بدونه كما لو كنت قبل فترة طويلة أنني سأفقده ، لقد كنت مستعدة للعيش بدونه لكن ليس لموته ، في الواقع أنا ممتنة له ، لقد علمني كيف أحب و كيف أكون محبوبة ، و الأهم من ذلك بفضله قد التقيت بك "

هناك آثار ألم في عينيها ، لن تنسى خيري لوقت طويل ، هناك دائم جانب أنثوي في نالان لطيف و ناعم يحتاج إلى الحماية ، حتى نورها ليس كالشمس بل كالقمر...نور يداعب المرء و يبعث فيه السكينة

" كيف كان بإمكاني التعامل مع كل الألم الذي حدث لي بدونك ؟ كما لو كان يعلم أنه سيتركني ، أخذني من ذراعي و جلبني إليك ، لا أعرف إذا ما كانت هذه مصادفة أم حاسة سادسة ، كم قوامت عدم المجيء ، لو لم آتي كيف كانت ستكون الحياة مختلفة بالنسبة لي ، أتساءل عما إذا كان خيري قد مات بدلاً مني ؟ لأنه حينها لم يكن هو من أراد أن يموت ، لقد كان أنا ، أفكر كم أن الحياة قامت بخداعنا ، عندما قلت إنني لا أستطيع العيش بدون خيري اتضح أن الحياة كانت سوف تأخذه مني للأبد و أرسلتني إليك حتى أتعلم العيش بدونه ، كنت أفكر في هذا طوال الليل ، لكن في النهاية مازلت ألوم نفسي "

"مثل ماضيك ، لم يكن لك أي ذنب بما حدث ، فتاة اللاز قامت بقتل خيري عندما رأته يدخل منزل زوجته و أولاده و ليس منزلك أنت ، الحياة قامت بحمايتك بشكل ما ، كان حساب تلك المرأة مع زوجته و ليس معك أنت ، اعتقد أنها لم تعرف عنك أبدًا ، لقد كان خيري حذرًا جدا بخصوص هذا الموضوع ، انظري لقد كان يدخل و يخرج من منزلك بسرعة حتى لا تعرف بوجودك "

" أجل ، كما أخبرتك لقد قال لي ' لن أستطيع المجيء لفترة ، لا تتصلي بي و لا تقلقي علي '، يبدو أنه عرف ما سيحدث له ، بعد الحادثة أصبحنا أنا و توركان و البنات نلتقي كثيرًا ، كانت تأخذ أولادها و يأتون إلي ثلاثة أيام في الأسبوع ، من كان يعتقد أن خيري سيموت و سوف نجلس أنا و زوجته و أولاده ندرف الدموع معًا ؟ "

انها محقة ، زوجة خيري تتقاسم حزن موته مع المرأة التي كانت حبيبته لمدة سبع سنوات

أفكر بما قالته نالان ، قام خيري بإحضار زوجته إلي بالقوة لكي لا تقدم على الإنتحار لكن الحياة كانت تكتب سيناريو مختلف تمامًا ، خيري مات و كل شيء يحدث لنالان ، ألا يقولون : ' بينما تحلم ، تنشغل الحياة بوضع الخطط لك ' ، هذا هو ما حدث بالضبط

يبدو موت خيري و كأنه نوع من الانتحار بالنسبة لي ، ألم يخبرني بنفسه ، فتاة اللاز ليست سهلة ، تطلق النار على المرء في منتصف جبهته ، هو فقط لا يعرف من أين ستضربه ، المرأة ضربته في منتصف قلبه و ليس جبهته

هذه المرة أفكر في فتاة اللاز ، لا يمكن أن تكون قد قتلته بسبب الغيرة فقط ، تلك المرأة فقدت أحلامها ، تلك الأحلام الذي كانت تنسجها في عقلها و تنتظر أن تتحقق...، خيري قد قطع وعدًا لها لكنه لم يفي به ، لم يستطع التخلي عن نالان و لا عن زوجته و أولاده ، هو في الأصل لا يأخذ أي شيء بجدية... حتى روحه

كنت اعلم أن الحياة أو اللاوعي سيجعله يدفع عقوبة قاسية ، لكن لم ببالي أنه سيدفع ثمن ذلك بحياته

لا يمكن حقًا فهم سر هذه الحياة ، نحن فقط نعيش دون أن نعرف ماذا سيحدث لنا في اليوم التالي ، حدث يسعدنا جدًا و يجلب لنا أشياء غير متوقعة بعد ذلك ، في بعض الأحيان ، تفتح أمامنا أبواب لأحداث تزعجنا كثيرًا و لم تخطر على تفكيرنا أبدًا

أعتقد أن هذا هو الحال مع نالان كذلك ، إنها تشعر بألم شديد الآن ، لكن ربما ستفتح لها هذه الخسارة أبوابًا جديدة في الوقت المناسب

" نالان ، هذه أول مرة ترتدين فيها قميصًا أبيض بدلا من الأسود "

" لقد لاحظتي الأمر ، في الواقع الآن يجب علي ارتداء اللون الأسود ، الأسود لون الحداد ، لقد فهمت هذا عند وفاة خيري ، في الأصل لم يسألني أحد لماذا دائمًا أرتدي الأسود ، كان خيري يعتقد أنني أرتدي اللون الأسود لأنني أحبه كثيرًا ، أنا لم أبدأ الحداد الآن فقط...لقد كنت في حداد منذ يوم ولادتي...بينما كنت في حداد كانت حياتي لا تخلوا من المأسي و الحزن ، و الآن ها أنا مجددًا وجها لوجه مع آلم أكبر ، لكنني لست ضعيفة في مواجهة الحياة مثل السابق ، أنظري أستطيع العيش دون خيري ، في السابق كنت أفزع من كل شيء و كنت أظن أنني لن أستطيع تحمل أي شيء ، كنت أشعر بالغرابة عندما أمر أمام المشفى و كنت أخاف من الذهاب الى أي جنازة "

" هل ذهبت الى جنازة خيري ؟ "

" بالطبع ذهبت ، هل يمكن ألا أذهب ؟ لكن إذا أخبرتك كيف ذهبت لن تصدقي ذلك "

" صحيح ، كيف ذهبت إلى هناك ؟ "

" في الواقع لقد أرادت مني توركان و الفتيات أن أكون بجانبهن ، لكنني لم أستطع المخاطرة ، لأنه سيكون هناك الكثير من الناس الذين نعرفهم معًا في الجنازة ، و لكنني لم أكن سأرتاح إذا لم أذهب ، قلت للأطفال أنني قد مرضت و لن أستطيع المجيء ، بعدها ارتديت معطف أسود طويل و غطاء اسود على رأسي ، لقد غطيت كل وجهي ما عدا عيني ، و ارتديت نظارات لكي لا يتعرف علي أحد ، و إرتديت طبقات من السترات للتأكد أكثر أنهم لن يتعرفوا علي ، و هكذا أصبحت أشبه امرأة عجوز سمينة جدًا ، من الجيد تغطية الوجه في الأماكن العامة ، على الأقل كنت قادرًا على المعاناة دون خوف من أحد أثناء النظر إلى نعشه ، نظرت إلى الجميع لكن لم يلاحظني أحد ، كما أن سيدات حضر الجنازة "

" هل تقصدين زوجك السابق ؟ "

" أجل ، في البداية لم أصدق ما تراه عيني ، و بجانبه كان هناك رجل ، أظن أنه أورهان صديق خيري في الطفولة ، إنه نائب عام ، لقد كان قد جاء لزيارته في النادي ، لقد تحدث عن ذلك ، لقد تولى السيد أورهان قضية مقتل خيري ، قام بالتحقيق فيها ، ذهب الى توركان و قدم تعازيه و كان قد جاء من قبل الى بيتهم للتحدث معها ، سيدات كان يقف بعيدًا ، لم أفهم لماذا جاء "

ااه خيري ااه ، من يدري كيف أخبر نالان بما حدث ، أنا أيضًا لم أستطع أن أفهم لماذا جاء سيدات ، يا ترى هل أورهان هو من أحضره ، لو يعرف أوران القصة لم يكن ليطلب منه المجيء ، هناك الكثير من الأشياء التي لا نعرفها حتى الآن

تستمر نالان في الحديث

" كانت الجنازة ممتلئة ، يبدو أن خيري كان محبوبًا كثيرًا ، كان الجميع حزينًا ،  لو ترين حالة أطفاله كانوا منهارين ، خصوصًا ابنته الكبيرة سانيم ، كيف كانت تبكي بحسرة "

" كم عمرها ؟ "

"اثنتي عشرة سنة ، البقية لا يزالون صغارًا و ربما لا يعرفون حتى ماذا حدث ، توركان كانت تحترق على زوجها ، و أنا كنت أنظر من بعيد مثل الغريبة ، بينما من ذهب كان روحي ، تعرفين الحالة التي كنت فيها عندما كان خيري سيذهب ، كيف كنت بنوبة هلع ، الآن لم يتبقى نوبة هلع أو ما شابه "

" أنت محقة ، الموت يِؤثر على روح المرء بشكل كبير لأننا نعرف أن الشخص الذي ذهب لن يعود ، كانت لدي مريضة كانت معلمة مدرسة ابتدائية ، سمينة تتعرق دائمًا ، زوجها كان رائد ، كانوا دائمًا يأتون معًا ، كانت امرأة متشائمة للغاية و تختلق كل شيء في ذهنها ، كانت تعاني من نوبات الهلع من وقت لآخر ، كانت تخشى كل شيء مثلك ، في كل مشكلة كانت تتصل بزوجها ، الرجل المسكين كان يأخذ اذن من عمله و يأتي اليها و يحاول أن يقوم بتهدئتها ، في أحد الأيام فقدت زوجها التي توفي بنوبة قلب فجأة ، بعدها جاءت إلي للمرة الأخيرة ، لم يتبق لدى المرأة أي مشكلة أو نوبة هلع ، أخذ مكانها حزن عميق ، ثم تحدثنا عبر الهاتف من وقت لآخر ، كانت تهرع الى المنزل بمجرد خروجها من المدرسة ، و كانت تقوم بأعمال الخياطة للنساء في الحي من أجل جمع الأموال للأطفال ، الحزن شيء من هذا القبيل ، إنه مؤلم لدرجة أنه عندما يأتي يبحث الآخرون عن حفرة للهروب منها "

" يبدو أن هذا هو ما حدث معي ، لم يعد هناك خوف أو نوبة هلع ، حتى أنني لم أعد أريد ارتداء الاسود ، لم تكن لدي ملابس غير السوداء ، هذا القميص الذي أرتديه هو ما تبقى لي من خيري ، الآن لا اشعر بانني بحالة جيدة لأذهب للتسوق ، جعلت هذا القميص مناسبًا لي بقصه من هنا و تعديله من هناك ، يبدو لي و كأن رائحة خيري لا تزال على هذا القميص ، أشعر بأنني بحالة أفضل عندما أرتديه ، لكن في يوم سأذهب بالتأكيد و أشتري ثياب ملونة "

"يعني أنك لم تعودي تشعرين بالخوف ، عندما دخلت شعرت أن هناك تغيير في وجهك و نظراتك لكن لم أفهم ما هو ، الآن فهمت ، لم يعد هناك ذلك الخوف الذي تعودت أن أراه في عينيك "

" كلما كنت خائفة كانت الحياة تضيق علي ، الآن لم يعد هناك شيء لأخاف منه...أعتقد أن هذا الخوف استقر في عيني يوم ولادتي ، لا أعرف ما الذي رأته تلك العيون في الأيام الأولى لكنهم لم يروا أبدًا عناقًا دافئًا ، عيون تنظر بمحبة ، كما أن حالة الفتيات تجعلني حزينة للغاية "

" يبدو أنك تهتمين بزوجته و بناته عن قرب ، كيف بدأت علاقتك بهم ؟ "

" في أحد الأعياد جمعهم خيري و جاء إلي ، في البداية لم اعرف ماذا أفعل ، ربما التعرف على أولاده قد يكون عادي لكن زوجته ، كان الأمر غريبًا ، المرأة المسكينة لم يكن لديها علم بأي شيء ، ما قمنا به كان خداع ، أنا لا أستطيع القيام بشيء كهذا ، لكنها كانت تعاملني بلطف ، قدمت لهم القهوة و الشاي و الكعك و ما شابه ، قامت توركان بجمعهم و اخذتهم للمطبخ لغسلهم و كانت تتحدث معي في نفس الوقت ، مع الوقت تعودنا جميعًا على هذه الزيارات و أصبحنا أصدقاء ، كانت توركان تعلمني بعض الأشياء و أنا كذلك ، تطورت صداقتنا ، لسنوات كنت أعتقد أن توركان لا تعرف شيئا عن هذا ، على الأقل لم تتحدث عن ذلك قط ، حتى في الجنازة لم تقل لي شيئًا ، بسبب ذلك كنت دائما اخجل منها ، في اليوم السابق جاءت هي و الأولاد إلى منزلي كالعادة ، كانت توركان في المطبخ و قالت لي : ' لا تحزني يا سيدة نالان ، لا تهتمي بتلك المرأة فعيون خيري لم تكن ترى امرأة غيرك ، البقية مجرد تسلية لخيري '، لقد خجلت كثيرًا ، رميت بنفسي فورًا خارج المطبخ ، كان الأطفال الثلاثة يجلسون على السجادة في غرفة المعيشة و يفعلون شيئا ما ، ذهبت و جلست بجانبهم ، ثم أتت توركان إلى و عانقتني و أنا كذلك ، ثم بكينا معًا لفترة طويلة "

" انها امرأة مثيرة للاهتمام ، توركان "

" الأن تعودت على هذا كذلك ، نجلس و نتحدث عن كل شيء بصراحة ، لكننا نجلس دائمًا على الأرض "

" يعني على السجادة "

" نعم لقد جعلناها عادة ، كنا نجلس براحة أكثر على الأرض ، لا يمكننا التحدث عن هذا و نحن ننظر الى وجوه بعض و نجلس على الأرائك ، كنا نعانق بعضنا البعض ، كانت تشم شعري من حين لآخر و تقول أن رائحة خيري بقيت فيه ، انها تحترق على زوجها "

" ماذا تقول غير ذلك ؟ "

" كانت تقول ، ' حلال على خيري ، لم أكن مناسبة له أبدًا ، انا ابنة قرية و جاهلة ، لقد دخل الى حضنك كفلاح و خرج كرجل نبيل حقيقي ، لو لم تجبره زوجة أبيه على الزواج لم يكن ليتزوج بي ، كنت محظوظة لكوني زوجة لرجل مثل خيري ، و إلا كنت الآن في القرية أعمل و أتعرق تحت أشعة الشمس' ، هي كذلك لقد أحبت خيري كثيرًا ، لقد تعلمت الكثير منها يا سيدة جولسيران ، لقد أحبت خيري بشكل مختلف عني "

" كيف ذلك ؟ "

" أحبته كما هو ، بكل عيوبه و نواقصه ، عندما أستمع إليها أعيد النظر في حبي لخيري ، تخيلي لقد عرفت طوال الوقت عن علاقة زوجها معي ، قالت لي : ' أنت امرأة عظيمة ، لو أصررتي كان خيري سوف يطلقني و يأخذك ، اعتاد الكثير على القدوم إلى خيري لكن أنظري ، فتاة اللاز لم تستطع جعله يطلقني ، على الرغم من أنني لن أعترض لو طلقني ، فهو لن يهملنا سيحبنا مرة أخرى ، سيفكر فينا مرة أخرى' ، يبدو أن العين تنظر حسب صاحبها ترى بعض الأشياء حسب صاحبها ، في الواقع توركان لا تعرف لكنها مثل الفيلسوف تمامًا ، الآن هي أعز صديقاتي ، كانت تأتي إلي باستمرار ، عندما توفي خيري تغيرت أوضاعهم المادية ، بعد كل فراتبه كان قليلاً ، يساعدهم والده لكن الفتيات يكبرن ، الآن نقوم بخياطة الملابس لهن معًا ، أحاول أيضًا المساهدة في دروسهن ، كما أن تطبخ لي كثيرًا بل حتى أنها تنظف المنزل أحيانًا ، لقد أصبحنا مثل الأخوات ، كما أنه لدي صديقتين مقربتين ، يأتون إلي أحيانا ، لقد عرفت توركان عليهم ، لقد فوجئوا للغاية في البداية ، لكنهم اعتادوا على ذلك بمرور الوقت "

استمع إلى كلامها بدهشة ، ما مدى اختلاف البشر عن بعضهم البعض ، ما أعرفه أنه عندما يموت الزوج تصبح المرأتان اللتان تركهما وراءه أعداء بسكاكين ملطخة بالدماء ، لقد كنت أستمع إلى الناس لسنوات ، لم أسمع بمثل هذا الشيء من قبل ، هاتان المرأتان كادتا أن تصنعا معجزة ، من المستحيل ألا تكون معجب ، توركان امرأة من القرية لا تعرف الكتابة أو القراءة ، لكنها علمتنا الكثير

" أنت أيضا مندهشة "

" كثيرًا "

" الآن سوف أخبرك بشيء سيدهشك أكثر ، في اليوم التالي لجنازة خيري اتصل بي سيدات ، عندما قلت انني رأيته في الجنازة تحول الموضوع الى اتجاه آخر ، و إلا كنت سأقول ذلك أيضًا ، الآن دعيني أخبرك قبل أن أنسى..."

" اتصل بك سيدات ؟ "

" أجل "

" ماذا قال ؟ "

" قال لي : ' تعازي الحارة ، لقد كان لا يزال شابًا لكنه القدر ، إذا كنت بحاجة لأي شيء يمكنك الاتصال بي في أي وقت "

" بعد طلاقك من سيدات ، هل التقيت بك مجددا ؟ "

" لا ،  في البداية كان يتصل بي كثيرًا لكنني لم أجب عليه ، كما أن خيري قد منعني من اللقاء به ، لكن في الايام الاولى لم يتصرف بالطريقة التي توقعتها أو كنت خائفة منها ، لم يكن عدوا لي ، لقد تصرف معي و كأنني كنت محقة بإنفصالي عنه ، بينما في هذا الزواج لم يكن ينقصني شيء ، أعرف الكثير من النساء ينتهي بهن الأمر في زيجات أسوأ من هذا ، كنت أنا التي لم أستطع تحمله ، ربما كان سيدات زوجًا صالحًا لنساء أخريات ، لديه الآن زوجة و ولدان ، ربما زوجته سعيدة جدًا ، ممتنة من زوجها ، التي لم تشبع و لم تكن سعيدة بأي شكل كان هي أنا ، الآن أفكر بالأمر ، هل سأكون هكذا دائمًا ؟ "

"عزيزتي نالان ، هناك مقولة شهيرة ، 'من لم يشبع من والدته لن يشبع من الحياة '، لا تبدأي فورًا بإلقاء اللوم على نفسك ، صحيح أنك لا تكتفين بما أعطته لك الحياة لكن أنظري خيري قد أعطاك رشفة من الحب و كان كافيا بالنسبة لك ، إذا كنت تسألين إذا ما كانت رشفة الحب هذه كافية لإطعام الجميع فلا يمكنني الإجابة على ذلك ، إن معرفة أنك محبوب هو امر مهم للغاية ، خاصة بالنسبة لنا نحن النساء ، إنه ضروري في حياتنا ، لا غنى عنه في حياتنا ، و مع ذلك إذا كان هناك حب فإننا نتقبله على أنه أمر طبيعي و هذه المرة نسعى وراء أشياء أخرى ، أنت لم تفعلي فحب خيري و عاطفته كان كافيًا بالنسبة لك ، انت لا تريدين شيء آخر ، لذا أنت لست امرأة لا تشبع ، يجب أن يكون سيدات قد رأى هذه الحقيقية لأنه فهمك ، هذا يعني أنه يدرك أنه لا يستطيع أن يظهر لك ما يكفي من الحب و الاهتمام "

"أتمنى أن يكون الأمر كذلك ، لأنني لا أريد أن أظلمه هو أيضًا ، عندما تعرفت على خيري تأكدت اكثر أنني لم أكن أحب سيدات منذ البداية ، انه شخص جيد لكنه لا يعرف كيف يحب ، أصبحت أعرف هذا جيدًا ، ليس أنا فقط لكنه لا يحب أي أحد ، لو لم يخرج أمام شخص مثل خيري لم أكن انا أيضًا لأتعلم كيف أحب ، يشبه الأمر الذهاب الى المدرسة و تعلم القراءة و الكتابة ، سوف تقابل مثل هذا الشخص الذي لن يتخلى عنك حتى يعلمك أن تحب ، أتمن أن يتعلم سيدات الحب من زوجته ، كنا متزوجين لكن لم يستطع أن يعطيني مثل هذا الشيء و أنا كذلك لم أعطه "

"إذا كنت تقولين أنك تعلمت ذلك من خيري فأنت مخطئة ، حتى خيري لا يعرف كيف يحب ، حتى هو لم يكن لديه شخص في الماضي ليحبه و يحميه ، لقد تعلمتم هذا من بعضكم البعض ، و خيري كان مثلك تمامًا يريد أن يكون محبوبًا ، لذلك فعل كل ذلك لأجلك لأنك لم تكوني أمرأة عادية بالنسبة له ، أن يكون محبوبًا من طرف فتاة مثل فتاة اللاز لم يكن كافيا بالنسبة له ، لم يشبع ، لكنه أراد أن يكون محبوبًا من طرف امرأة مثلك يصعب الوصول إليها ، لذلك كافح من أجل الحصول عليك و قدر ما حققه أخيرًا ، هكذا بدأ كل شيء ، ثم غديت هذه المشاعر المتبادلة في بعضكما البعض "

" أجل لقد كان جميلا ، لقد جعلني خيري أعيش حبًا يشبه الذي نراه في الروايات ، في القصص ليس كذب و خداع ، إنه يشبه شيء من هذا القبيل ، إذا كانت هناك حياة اخرى فأنا أسامحه ، و عندما أموت أقول أنني سوف ألتقي به في العالم الآخر ، ما تزال الحياة تخيفني كثيرًا ، حتى اتصال سيدات قد أعجبني ، كان دعم حتى لو كان من بعيد "

لم أستطع فهم ما الذي يحاول سيدات فعله ، في البداية لا يعطي ردة الفعل المتوقعة ، يأتي الى جنازة حبيب زوجته و بعدها يتصل بها و يقول لها إذا احتجت الى أي مساعدة اتصلي بي ، لماذا ، لماذا يفعل كل هذا ؟ أعتقد أنه يلوم نفسه على هذا الانفصال

"الحياة تفاجئنا أحيانًا جميعًا بمفاجآت جميلة وتجمع بين شخصين يكمل كل منهما الآخر ، مثلما بدأ سيدات حياته بالصفر ، بدأ خيري هذه اللعبة بخسارة بالصفر ، قام أحدهم بتمديد ساقيه و يقول أنه سيفوز على أي حال ، و الآخر كان دائمًا في اللعبة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه إنهاء اللعبة بالتعادل على الأقل ، لم يخف من الخسارة لأنه قد خسر بالفعل ، على الرغم من أنك لم تكن تعرف ذلك منذ البداية ، فقد بدأت هذه الحياة بخسارتين من الصفر ، في الواقع أنت و خيري في نفس الفريق عندما اتحد الاثنين معًا تغير الكثير ، مثلما كان خيري كالدواء بالنسبة لك فقد كنت نفس الشيء بالنسبة له ، كنتم تعرفون قيمة بعضكم البعض ، و مع ذلك و مثل كل مبارة فقد مر وقت طويل منذ إطلاق صافرة النهاية في هذه المباراة ، رأى الله أنه ليس لديكم شيء لتقوموا بإنهاءه هذه المرة أطلق هذه الصافرة ، الأمر متروك لنا لاحترام قرارات الحياة ، لأنه إذا كانت الحياة هي من تطلق الصافرة فيجب نحن البقية أن تقبل بذلك و نلتزم بواقع الحياة الجديد ، و أرى أنك تفعلين هذا تمامًا ، لقد أتيت إلى هنا اليوم ليس للبكاء و الصراخ بل للحديث عن كيفية تعاملك مع عذا الواقع الجديد ، تهانينا على ذلك ، أحسنت "

لا تعرف أي ردة فعل تعطي على كلامي ، من جهة هي حزينة للغاية و من جهة تلك الأضواء في عينيها لم تعد خافتة كما كانت من قبل

" الآن ، إذا اردت يمكن البقاء في ركنك و تمضين بقية حياتك في البكاء و الحداد على خيري ، أو لا تخرجين من اللعبة و تواصلين القتال ، القرار لك "

"حسنا لكن ماذا أفعل بالألم الذي بداخلي ؟ خاصة في الصباح تشتعل نار في داخلي و تحرقني ، من الصعب البدء باليوم بدون خيري...، في زواية من البيت هناك أثر له ، عندما افكر في تلك الأيام الجميلة ، عندما أفكر في عينيه الناريتين و الطريقة التي ينظر بها إلي أشعر أنني سوف أجن ، ترك وراءه حياة فارغة لا معنى لها ، لا أستطيع الانتماء إلى أي شيء ، خارج كل شيء ، الحياة تتدفق و أنا أشاهدها من بعيد "

" مثل نالان الصغيرة ؟ ، يعني فتاة النافذة "

عندما أقول هذا ، تخفض رأسها و تفعل شيئا مثل الضرب على ركبتيها بيديها

" أجل ، يبدو أنه كذلك "

" لكن هذه المشاعر تبدو مألوفة بالنسبة لك ، أليس كذلك ؟ "

" يبدو الأمر كما لو أن هناك سلامًا و أمنًا غريبًا في كل هذا الألم ، من جهة لا أريد أن اعيش هكذا و لكن هناك صوتًا بداخلي يحب كل هذا الالم الذي ممرت به  ، عندما أعاني أشعر و كأنني أفعل ما يجب علي فعله "

" هل تشبه هذه المشاعر التي في الماضي ؟ "

تضع يدها تحت ذقنها و تحدق أمامها ، تبدأ بالتفكير

" نعم يشبهه...، في ذلك الوقت كذلك كنت أشعر و كأنني أعاقب على أي ذنب كان ، في تلك الغرفة عند النافذة كنت أتطلع إل رؤية محرم الثمل ، عندما يكون هناك كنت أكون سعيدة كما لو كانت العقوبة قد انتهت ، عندما يذهب كنت أشعر بالحزن و أغضب من نفسي في نفس الوقت ، و كأنني تركت العقوبة عندما يكون هناك ، العقوبة التي يجب أن أتحملها ، إنه مثل الشعور بأنني فعلت ذلك بشكل خاطئ "

" تشرحين الأمر بشكل جميل يا نالان ، أنت حقًا امرأة ذكية تفهم نفسها و مشاعرها بشكل جيد ، العقاب و الألم ، الحزن ، الظلم ، الرفض ، عدم الاهتمام ، أليست هذه المشاعر مألوفة جدًا ؟ لسنوات طويلة كنت تعيشين داخل هذه المشاعر ، كيف يمكن ألا تطون مألوفة "

" أجل ، الأمر كذلك "

" لكنك الآن تحاولين إيقاف هذا العقاب و الألم و العودة الى اللعبة ، و هذا غريب بالنسبة لك ، هل تعرفين ماذا يقول القدر ، 'لقد عانيت منك ما يكفي ، لقد جعلتني أعيش في أراضي مختلفة لمدة سبع سنوات ، بدلا من أن تُعاقبي ، و تكوني حزينة و تشعري بالذنب و الندم ، لقد استمتعت بوقتك ، الآن لنعد إلى المنزل ، لا تتجولي في أراضي لا تعرفينها بعد الآن ، دعينا نعد معًا إلى منزلنا القديم إلى المشاعر التي عرفناها ، دعينا نعيش كما تعلمنا ، كما تعلمنا منذ أول مرة ، الجمال غريب علينا ، ماذا سيحدث لنا هناك و كيف سنتعامل مع تلك البيئة الغريبة عنا ، حتى لو كان الظلام أو البرد فنحن نعرف كيف نتعايش معهم ، إلى جانب ذلك يمنحنا العيش في هذا الظلام أيضًا السلام ، يقول أن هذا هو وطننا و مصيرنا ، لا تذهبي يا نالان ، تعالي ' ، يقول لك القدر و هو يصرخ "

" لكن اليس مؤسفًا علي ؟ الحياة لم تحبني على أي حال ، منذ ولادتي لم يبقى شيء لم يحل بي ، عندما قلت أنني أصبحت سعيدة أخيرًا أخذت مني ذلك ، إذا لم أكن سوف أعاني فمن سوف يفعل ؟ هل أنا مخطئة ؟ "

في داخلي صوت يقول : ' أنت محقة نالان ، اذهبي و عاقبي نفسك ، اذهبي و عيشي نفس المشاعر في طفولتك ، و موتي و أنت تقولين كم كانت محقة...' لكنني سوف أخبر بهذا بطريقة أخرى

" أنت محقة نالان ، ليس أنت فقط بل جميعنا ، لو كان كوننا على حق سوف ينقذنا ، كم كان كل شيء سيكون سهلا ، أليس كذلك ؟ الآن دعيني أسألك لنرى ، هل توركان و خيري و سيدات و عائلة كورأوغلوا و فتاة اللاز ليسوا على حق ؟ "

تنظر إلى غير مصدقة ، مندهشة ، لم تفهم كلامي لكنها سوف تفهم ، سوف أنتظر حتى تفهم

بعد فترة وكأنها تستيقظ من النوم ، تتحرك مكانها قليلاً وتقول شيئًا بصوت عالٍ غير مسموع

"ربما هم على حق ، لكن هل فتاة اللاز محقة كذلك ؟ "

" بالطبع لست الشخص الذي يقرر ما إذا كانت فتاة اللاز على صواب أو خطأ ، و لكن إذا كان هناك شيء واحد أعرفه فإن فتاة اللاز بالنسبة لها هي على حق ، يعني أنها تجد نفسها محقة ، بالنسبة لها من على خطأ هو خيري ، أنا على يقين أنها فعلت ذلك لأنها تشعر أنها تعرضت للظلم ، لأنها كانت غاضبة جدًا من خيري ، كونها تجد نفسها محقة فالقوانين بالنسبة لها لا تعني شيئا ، هل هناك عذر للقتل ؟ "

" لكنها قتلت خيري "

" الإنسان لماذا يقتل ، لماذا يصبح قاتل ، هل فكرت من قبل بذلك ؟ "

" لا قدر الله ، مجرد التفكير بهذا مرعب "

" مرعب لكنه حقيقي ، خصوصًا في السنوات الأخيرة في بلدنا الرجال يقتلون النساء اللواتي يحبونهم ، أغلبيتهم يقتلون هؤلاء النساء عندما يتم تركهم ، أعتقد أن فتاة اللاز فعلت ذلك أيضًا ، عندما فهمت أن خيري لن يتزوج بها ، تدمرت كل أحلامها و فرغت كل غضب الماضي على خيري "

" أي ماضي ؟ كم شهر مرت منذ التقيا؟ "

" أنا أتحدث عن الماضي الخاص بفتاة اللاز ، الأشخاص الذين عانوا كثيرًا في الماضي ، أولئك الذين لم يتلقوا الحب ، الأشخاص الذين كانت حياتهم غير عادلة ، يقتلون الناس بسهولة أكبر ، لا يمكنهم التعامل مع الغضب الذي يشعرون به تجاه الحياة فيتحول تجاه الشخص ،  برأيك يا نالان هل يقتل الشخص الذي يعيش في سلام مع نفسه و الحياة شخصًا ما فقط لأنه تركه و لم يحافظ على وعده ؟ "

" آمل أن تلقى عقابها "

تريد الانتقام ، هذا تمامًا ما تشعر به نالان

لكنني أفهم فتاة اللاز ، عل الرغم من عدم وجود مبرر للقتل ، رغم أن عقوباته شديدة جدًا في القانون ، عل الرغم من أنني شخص يخاف من إيذاء نملة ، على الرغم من أنني حزينة جدًا لوفاة خيري ،  على الرغم من أنني أؤمن حت النهاية بأن جميع الكائنات الحية على الأرض لها الحق في الحياة ناهيك عن البشر ، مازلت أفهم فتاة اللاز

بالنسبة لها قتلت تلك الحياة التي ظلمتها و التي تظهر لها دائمًا الوجه السيء و التي تحطم أحلامها دائمًا و يعاملها كعدو ، لقد قتلت الآمال التي كانت تنمو بداخلها لكنها لم تتحقق ، لقد قتلت تلك الفتاة التي لا تقدرها الحياة و التي تجدها جديرة بكل انوع العقاب

الآن أي واحدة من هذه أخبر بها نالان

" أنت محقة بالغضب منها يا نالان ، لا يجود أي عذر لما فعلته ، الآن لنأتي إلي توركان ، لقد أخذتهم من توركان زوجها و أب أولادها الثلاث ، هل توركان مخطئة ؟ "

 تنظر إلي بشعور بالذنب من تحت عينيه

" لا تنظري إلي هكذا ، و الآن أخبريني هل هي محقة أم مخطئة ؟ "

" لكن يا سيدة جولسيران "

" هل توركان محقة أم مخطئة ؟ "

" أرجوك لا تفعلي "

" ماذا يعني لا تفعلي ؟ هل أخذتي من المرأة زوجها أم لا ؟ إياك و القول أنه كنت مجبرة و أنك أنت أيضًا بسببه تدمر زواجك ، لأنني عند النظر من طرف توركان لا أرى كل هذه الأشياء ، توركان محقة ، الآن حان دور سيدات..."

" هو بالفعل على حق بالفعل "

" جميل...، بدأت في إعطاء كل واحد حقه "

هذه المرة لا تنظر إلي من تحت عيناها ، كما أن هناك ابتسامة طفيفة مؤلمة إلى حد ما في عينيها

" هل عائلة كورأوغلوا محقة ؟ "

" إنهم على حق كذلك "

" الآن حان دورك ، لقد كنت أستمع إليك منذ شهور و أعرفك جيدُا ، و أنا أعلم أنك على حق أيضًا ، ما الذي ربحته بكونك محقة حتى هذا اليوم ؟ ، الآن إذا كانت الحياة لا تحبك و تجعلك تعانين ، قولي كم أنا على حق و اخرجي من ركنك ، أو اجلسي أمام النافذة حدادًا على خيري و على نفسك ، المصير يريد أن يأخذك الى هناك بالفعل ، و البكاء على كونك على حق "

" لما أنت غاضبة مني ؟ هل أنا من تريد أن تكون هكذا ؟ "

" لا أعرف إذا كنت تريدين لكنك تجهزين نفسك لذلك ، الآن أخبريني هذه المرة هل أنا محقة ؟ "

أولا حزن عميق ثم تنتشر تلك الابتسامة في عينيها ، أتنهد بعمق و أقول لنفسي ، "أووه لقد تم الأمر"

" أنت أيضًا على حق "

" اووه ، إذا كنت على حق فسوف نقوم بتغيير بعض الأشياء ، توقفي عن إلقاء اللوم على الحياة ، توقفي عن البحث عن أسباب مبررة لترك اللعبة ، إذا كنت تقولين فأنا بدور سوف أقول لك أنك محقة و إذهبي للعيش في حزن و ألم ، إذا لم تمدي يدك لن أستطيع تغير فكرة مصيرك ، إذا تركتك سوف تكونين فتاة النافذة مجددًا ، أنا قلت ما عندي ، الآن اجلسي و فكري ، مهما كان قرارك لا تحاولي وضع نتائج هذا القرار على الحياة ، لا تقولي عن ذلك أنه القدر...ليس القدر  ، فكرة مصيرك هو ما يجعلك تكتبين مصيرك بيده و بقرارك الخاص ، استيقظي ، إذا قلتي لن استيقظ حسنا إذا ، نومًا هنيئًا لك..."

كان صوتي مرتفع لدرجة أنني كنت على وشك الشجار مع نالان ، لقد كانت محقة عندما قالت أنني غاضبة منها ، عندما لا أتمكن من إظهار فكرة القدر أغضب هكذا ، العديد من مرضاي كانوا يقولون لي لاحقًا ، "لقد غسلتني جيدًا في ذلك اليوم" ( بمعنى التوبيخ) ، حتى لو قالو ذلك فهذا الأمر جيد لهم ، يعود معظمهم إلى رشدهم بعد ذلك

فجأة أتذكر تلك الطبيبة الجمية التي جاءت إلي لأول مرة البارحة ، لقد كنت أتعرف عليها للتو و علاوة عل ذلك جاءت من مكان بعيد ، لديها مشكلة جدية ، لهذا دمرت نفسها ، تخبرني و أنا أستمع اليها ، لكن إذا استمر الوضع هكذا سوف تبكي الفتاة أكثر ، كما أنه كان من الصعب عليها أن تأتي ال هنا مرة اخرى ، كان يجب أن أفعل شيئًا ما ، إذا لم أفعل سوف تستمر الفتاة في تدمير نفسها ، عندما وصلت أخر همس عشرة دقيقة من الجلسة ، كانت دقائق صعبة ، كانت تستمر في التحدث و تخرج من هذه الغرفة بدون أن تحصل على أي شيء و دون أن تغير شيئا في حياتها و تستمر في العيش كما هي و تستمر في المعاناة

" توقفي " ، قلت ،" يكفي ، اصمتي و استمعي إلي " ، و بدأت في توبيخها حت والديها لم يقوموا بتوبيخها هكذا ، كنت أتكلم بصوت عالٍ ، قلت ما كنت سأقوله دفعة واحدة دون لف أو دوران ، كانت الفتاة تنظر إلي بدهشة ، لقد وبختها جيدًا

عندما انتهت قلت لها ، "اذهبي الآن ، افعلي ما تريدين سواء كان البكاء أو الغضب مني ، لكن لا تنسي بالتفكير بسبب قيامي بهذا ، لو كان الأمر متروك لك سوف تخبريني بمشكلتك و ترحلين من هنا فارغة اليدين ، الآن إذا فكرت بالأمر جيدًا فقد وضعت الكثير من الأشياء في جيبك و التي ستغير حياتك ، أستخدميه أو لا تفعلي ، لن أتدخل بالباقي" ، خرجت الفتاة المسكينة من الغرفة و هي تبكي

لقد خرجت لكن هذه المرة كنت حزينة و سألتني نفسي كثيرًا ، " يا ترى هل كان من الأفضل لو اسمتعت اليها فقط ؟ " ، لكنها الفتاة طبيبة لذلك اعتقدت أنه إذا أرادت أن تفهم شيئا فسوف تفعل ، لقد كانت آخر مريضة لي ذلك اليوم ، عندما جمعت طاولة مكتبي ناديت تونا و أنا أخرج ، نظرت و إذا بالفتاة تجلس في الصالة ، عندما خرجت جاءت راكضة نحوي و عانقتني و أنا كذلك ، " ما قلته كان صحيحًا للغاية ، سأبذل قصار جهدي الآن ، و بعد ذلك سأعود إليك بالتأكيد يومًا ما ، كان التوبيخ جيدًا جدًا بالنسبة لي" قالت الفتاة ثم غادرت

عندما قالت ذلك شعرت بالراحة ، أتمنى أن تفهم نالان كلامي كذلك

 أنظر الى نالان التي تحني رأسها ، جالسة أمامي دون أن تقول أي شيء ، لم أستطع أن أعرف بماذا تفكر أو بماذا تشعر لأنها كانت تحني رأسها ، عندما لم اعرف إزداد قلقي و لم أستطع تمالك نفسي

"ارفعي رأسك نالان ، إرفعيه ، لا تخفي نفسك و أخبريني بما تفكرين به "

" أفكر بما قلته لي ، أرى ما تحاولين القيام به ، تقولين لي ألا أعاني بعد الآن و أن أعيش حياتي بشكل جيد ، باختصار هذا ما تقوليه ، و من ناحية أخرى ليس لديك آمل في أن أفعل هذا و هذا يزعجك "

" لا تكوني طبيبة نفسية عني ، نعم هذا هو بالضبط ما أفكر و هذا ما فعلته "

 " إفعلي ذلك ، حتى أنني سوف آتي إليك كثيرًا هذه الفترة ، استمري بقول هذا الكلام لي بدون تردد ، لأنه إذا لم تفعلي فمن الواضح كيف سيكون طريقي ، ترين هذا و عندما تعتقدين أنه لا يمكنك إيقافي تشعرين بالحزن و الغضب أيضًا ، سوف أذهب الآن ، كل صباح بعد أن أدعو لخيري سأفكر فيما قلته لي ، سوف أسأل نفسي دائمًا ماذا أفعل و إلى أين آخذ بحياتي ، بمجرد أن أجد الجواب سأعود إليك مرة أخرى ، من فضلك لا تتوقفي عن توبيخي ، سواء قمتي بضربي أو الشتم ، أنني بحاجة شديدة إلى ذلك "

تقف من مكانها و تعانقني بشدة ، و أنا كذلك

عندما غادرت الغرفة ألقي نظرة فاحصة على القميص الأبيض الذي ترتديه ، إذن هذا هو قميص خيري...، ليس لديها أي ملابس غير السوداء في المنزل ، كم أنها قامت بخياطته بشكل جميل لهذا القميص القديم ، كيف جعلته يبدو جيدًا عليها...آه نالان ، آه



رواية فتاة النافذة


Reactions:

تعليقات