لقد مرت ثلاثة أو أربعة أشهر منذ أن فقدنا
خيري ، لم تتصل بي نالان مرة أخرى بعد اليوم الأول و الثاني ، بعد شهور رأيت اسم
نالان مرة أخرى في دفتر المواعيد ، يملأني قلق طفيف ، أريد أن أراها أيضًا ، أنجح
في إدخال مرضاي لكن تفكيري دائمًا يذهب إلى نالان
عندما أدخلت تونا رأسها عبر باب مكتبي لكي
تُدخل نالان ، أدركت على الفور أنها تحاول عدم إظهار عيونها المبللة ، تتميز تونا
دائمًا بالمرح و الحيوية ، لكنني أعرف كم هي امرأة عاطفية
يُطرق الباب بشكل خفيف و تظهر نالان أمام
الباب ، إنها ترتدي قميصًا أبيض و ثنورة سوداء ، إنها المرة الأولى التي أراها في
ثوب أبيض ، لقد أعجبني ذلك ، لديها ذلك العقد الصغير على شكل قلب حول رقبتها ،
حذاء أسود نظيف على قدميها و حقيبة سوداء في يدها ، تتكئ على الباب لفترة من الوقت
و تحدق بي ، لا يوجد سوى الحزن في عيناها الخضراء
ربطت شعرها ، و لا يوجد مكياج على وجهها ،
لكنها لا تزال جميلة ، ربما فقدت بعض الوزن ، حزينة مجددًا لكن هناك تغير في نالان
اليوم ، اتجهت نحوها و عانقتها ، وضعت رأسها فوق كتفي لفترة من الوقت ، لم نتكلم
أبدًا ، ثم تجلس مثل الأطفال في مكانها ، مثل أول يوم جاءت فيه إلى هنا ، وضعت
يداها معًا فوق حقيبتها و تنظر أمامها ، و أنا أجلس أيضًا أجلس مكاني ، لا منا
يعرف من أين يبدأ بالحديث
أنا لا أريد قول أي شيء ، ليكن ما تريده ،
بعد مدة ترفع رأسها ببطء ، و تبدأ بالتحدث بصوت ناعم و نبرة حزينة
" عندما توفي خيري لم يتصل بي أحد ، لقد
اتصل الجميع بزوجته ، يبدو أنني لم أكن أي شيء له ، حتى حبيبته...، لأنه قُتل من
طرف حبيبته ، لقد عرفت بما حدث من طرف الفتيات ، كم هذا غريب أليس كذلك ؟ عندما
توفي خيري أول شخص فكروا بالإتصال به كان هو أنا "
" نعم ، كم هذا غريب... هذا يعني أنهم
يعتبرونك قريبة منهم جدًا"
" لقد اتصلوا بي مباشرة بعد الحادثة ،
عندما وصلت كانوا قد وضعوا جثة خيري للتو في سيارة الإسعاف ، كان هناك حشود أمام
المنزل ، كانت هناك ضوضاء في كل مكان ، لم يعرف الناس من يهاجمون و كانوا غاضبين
من الشرطة ، اتضح أن الشرطة أخذت المرأة بالقوة من أيدي أهل الحي ، لقد قاموا بالفعل
بضربها بشدة حتى وضعوها في سيارة الشرطة ، لم تقاوم و لم تحاول الهرب ، فكرت فيك على
الفور و اتصلت بك قبل أن أذهب إلى هناك ، هل أزعجتك ؟ "
"عفوًا يا نالان ، في مثل هذه الحالة
بالطبع سوف تتصلين بي و من الجيد أنك اتصلت ، لكنني كنت حزينة جدًا و لا أعرف ما
إذا كنت مفيدة لك عبر الهاتف أم لا "
" بالطبع كنت مفيدة سيدة جولسيران ، كان
من الجيد جدًا أن أسمع صوتك و أن أعرف أنك كنت معي ، لا أعرف كيف وصلت إلى هناك
بعد أن أغلقت الهاتف ، لقد ركضت بسرعة و كأنني كنت سأنقذ خيري إذا تمكنت من اللحاق
به بأسرع وقت ممكن "
لا أتذكر الكثير مما تحدثنا عنه على الهاتف
في ذلك اليوم ، حتى لو كنا أطباء فنحن جميعًا نحمل قلبًا في داخلنا ، أنا أيضا
تأثرت كثيرا بهذا الموت المفاجئ...
" لم أفكر يومًا بأنه قد يموت ، لأنني
كنت أكبر منه ظننت أنني سأموت قبله ، فقط الموت يمكن أن يفرقنا ، لكن ليس هو كنت
سأموت أولاً ، مرة أخرى لقد خذلتني الحياة ، كان من الجيد أنني أفرغت ما بداخلي
عندما تحدتث اليك عبر الهاتف و بكيت لأنه بعد ذهابي إلى هناك لم أستطع البكاء مرة
أخرى ، كنت متجمدة إلى حد كبير ، خاصة عندما رأيت حالة توركان و الفتيات ، كان علي
أن أكون أقوى ، كانوا جميعًا محطمين للغاية...، لقد عانقوني جميعًا و طالبوا
مساعدتي كما لو كنت قطعة من والدهم ، لقد ذهل الناس ، عانقنا بعضنا البعض ، بكوا و
صرخوا و نادوا ، و أنا واسيتهم في ذهني ، كما لو كنت المسؤولة عنهم جعلت كل واحدة
منهم تشرب ماء السكر ، مسحت دموعهم و دعمتهم و اعتنيت بهم ، في تلك الليلة كان
المنزل ممتلئًا حتى الصباح ، خدمت الضيوف و أعددت الشاي..."
" من الجيد ما فعلته يا نالان "
" هذا يعني أن ما قاله لي كان صحيحًا ،
لم يستطع التخلص من تلك الفتاة ، ثم ألوم نفسي مرة أخرى ، ' بسببي مات خيري ، لو
تركته كان سوف يكون مع تلك المرأة لكنه سيكون على قيد الحياة ' أقول لنفسي "
" لا تفعلي يا نالان ، لم تكوني مشكلة
تلك المرأة يا نالان ، كان هذا سيحدث هذا معك أو بدونك ، لم يعطوك أي دور في هذه
المسرحية ، من فضلك لا تحرفي الحقائق و فسريها بشكل صحيح "
" أنا سعيدة بنفكيرك هذا ، لو مات بسببي
فلن أتطيع تحمل ذلك ، سيدة جولسيران لقد كان آخر شخص سيموت في هذا العالم ، كم أن
الحياة غريبة ، كان رجلا قويا و حيويا و لا يتعب أبدًا ، كان يقفز من مكان إلى آخر
مثل البرغوث "
" أنت محقة ، لقد كان هكذا حقًا "
" من الصعب التصديق أنه قد يُقتل على
امرأة ، و بالسكين أيضًا... لا أفهم كيف حدث ذلك ، لم يستطع أخذ السكين من يد تلك
المرأة... بالإضافة إلى ذلك ، كيف لإمرأة أنت تقتل رجلا تحبه ؟ لا أعتقد أنها تحب
خيري على أي حال ، لقد مات الرجل بسبب عناد ، علاوة على ذلك ، ماذا عن الأطفال لقد
حدث كل شيء أمام أعينهم ، كان خيري يركض من مكان ما ، ربما كان يهرب من المرأة ،
كان على وشك الدخول الى منزله ، ركضت توركان و الأطفال على الفور عندما سمعوا
الضجيج في الخارج ، و لكن عندما خرجوا كان خيري ملقى على الأرض بالفعل ، طعنته في
قلبه ، لم يصب في أي مكان آخر ، فقط في قلبه... يبدو أن المرأة كانت مصممة على
قتله ، كيف لم يستطع خيري أن يوقف تلك المرأة ؟ يبدو أنها كانت وحشًا...، لو كنت
موجودة هناك كنت سوف أفعل المستحيل و أنقذه ، ربما كنت سأموت لكنه كان سيعيش...،
لم أستطع النوم لأيام ، ظللت أفكر في كيفية وفاة خيري، أتساءل عما إذا كان قد فكر
بي عندما مات ، هل شعر أنه سيموت ، هل عانى كثيرًا ؟ بالمناسبة لقد فقدت سبعة
كيلوغرامات دفعة واحدة ، لم أستطع الأكل و لا أن أشرب و لا حتى البكاء ، اتضح أنه
حتى القدرة على البكاء كانت ترفًا ، أنت تعرفين عدد الأيام التي بكيت فيها في هذه
الغرفة ، تخيلي أن خيري قد ذهب إلى الأبد و هذه المرة لا أستطيع البكاء ، ثم مع
مرور الأيام بدأت في البكاء ببطء ، اتضح كم هو جميل البكاء ، لم أستطع الاكتفاء من
البكاء "
" أنت على حق ، البكاء في بعض الوقت
سيكون جيد لك ، يقول أن القدماء أن البكاء يستخرج السم من المرء ، لقد كانوا على
حق "
" حقبة جديدة تبدأ في حياتي ، و أنا
أعلم ذلك ، بدون خيري بدون حبه ، لقد عرفني خيري على الحب ، اتضح أن سبع سنوات
أعطتني أشياء جيدة ، أستيقظ كل صباح و أدعو له ، أتمنى أن ينام في نور "
ربما رأته فتاة اللاز و هو يدخل منزل نالان ،
ربما عندما ظهرت أمامه أصيب بالدعر و ركض إلى المنزل ، هل كان يحاول حماية نالان ؟
استمع اليها دون مقاطعتها ، الآن يمكن لنالان
التحدث بشكل مريح ، لم تكن قادرة على التعبير عن مشاعرها بهذه السهولة من قبل ،
الآن يمكنها مشاركة كل شيء معي ، تريد دائمًا تذكر خيري بالأشياء الجيدة ، و سأدعم
هذا أيضًا ، بعيدًا عن الغضب منه ، على العكس من ذلك تلوم نفسها على ما حدث ، كان
خيري سيتركها يومًا ما حتما ، صحيح أنه أحب نالان كثيرًا في يوم من الأيام لكن هذا
الحب ذهب بعيدًا ، و حل محله عادة و إدمان و قليل من الذنب ، أبحر خيري نحو آفاق
جديدة و إثارة جديدة
" نالان ، أخبريني
قليلاً عن لقائنا الأخير"
" لقد
جاء إلي ليلة قبل موته ، قال لي أنه سوف يأتي مجددًا غدا و أنه يجب عليه الذهاب
فورًا ، كان متوثرًا و متحمس جدًا ، بقي خمس عشرة دقيقة و غادر ، ظل يعتذر لي في
تلك الليلة حتى أنه قال لي : لو كنت مكانك لما غفرت لرجل مثلي يا زهرتي الحزينة
"
" زهرتي
الحزينة ؟ "
" دائمًا
يناديني هكذا عندما أكون حزينة ، عندما ذهب تلك الليلة قال لي ذلك ، قال لي : '
حتى الطفل لن يصدق ما أقوله ، لكن ماذا نفعل إنها الحقيقة ، خطأ ليلة واحدة كلفني
غاليا ، حتى لو رحلت تلك المرأة فإن إخوتها لن يتركوني ، لا أعرف كيف سوف أخرج من
هذا' ، ثم بينما كان يخرج من الباب ، قال : ' قد لا أتمكن من المجيء إلى هنا لفترة
من الوقت ، لا تقلقي إذا لم أتصل و لا تتصلي بي ، سوف أجد طريقة و أتصل بك مرة
أخرى ، في يوم ما سوف أجعلك تسامحينني ،
كل هذا حدث لي لأنني أحزنتك و عاملتك بشكل غير عادل ، لم أعرف قيمتك ، لا تقلقي
علي و لا تغضبي مني و سامحيني حتى أتمكن من التعامل مع هذه الأشياء '، قال ثم
قبلني على الخدين و غادر ، و بينما كان يغادر نظرت من ورائه ، اختفى راكضا و لم
يحضر سيارته معه أو أوقفها في مكان آخر ، يبدو أنه كان خائفًا من تلك المرأة لتلك
الدرجة ، لقد كنا معًا لسنوات لكننا لم نكت قريبين من بعضنا البعض كما كنا في تلك
الليلة ، كانت هناك علاقة غريبة بيننا لم يكن فيها أي شيء جنسي ، في تلك الليلة
جلست لوحدي أمام نافذتي و فكرت في خيري ، اختفاءه شيئا فشيئا و هو يركض لم يغادر
ذهني أبدًا ، في صباح اليوم التالي استيقظت من نومي منزعجة للغاية ، كانت يدي تتجه
باستمرار إلى الهاتف ، و كنت أريد الاتصال به لكنني لم أفعل ، لأنه حذرني كثيرًا
من الاتصال به ، في المساء بدأ قلقي يزداد أكثر ، لقد شعرت بنوم شديد و رغم أنه لم
يكن من عادتني لكنني غرقت في نوم عميق و ذهبت للفراش حوالي الساعة السادسة ، عندما
قُتل خيري كنت نائمة و كنت أحلم به ، ذهبنا معًا إلى مكان ما بجانب البحر ، يحل
المساء و يتركني خيري هناك ، شعرت بالحزن كثيرًا ، لم أكن أعرف المكان أبدًا و
بينما كنت أفكر في كيفية العودة الى المنزل بمفردي استيقظت على صوت الهاتف ، شعرت
بضيق غريب بداخلي مرة أخرى ، و كانت أغنية أحببت الاستماع إليها مؤخرًا كانت تُشغل
على الراديو الذي تركته "
" أي
أغنية كانت؟ "
"مازلت
أحب الأغاني القديمة لأنني كنت أستمع دائمًا إل الموسيقى التركية في المنزل في
طفولتي ، لا أعرف إذا كنت ستعرفينها ؟ تقول :
كم فصل ربيع
هذا ، دع الشمس تذهب بعيدًا
سنوات عديدة
تمر دون تذوقها ، هذه حالتي "
" و هل
يمكن ألا أعرفها ، أنا ايضًا احب الأغاني القديمة :
إذا وصلت لي زهورك
بأغصان ، فلن تلمس يدي
أنا أسير مثل هذا
الحب يا جميلتي"
" أووه
تعرفين الأغنية ، لم يعد هناك أحد يستمع الى الموسيقى التركية ، أنت تعرفين ماذا
حدث لاحقًا ، يبدو أن أن الأخبار المحزنة تأتي دائمًا عبر الهاتف ، تلقيت خبر
والدي أيضًا عبر الهاتف ، هل رأيت الصورة الصغيرة التي في الجريدة ؟ "
" أجل
لقد رأيتها "
" كنا
معنًا عندما التقطت تلك الصورة ، ذهبنا الى المصور ، لقد كانت أحد أيامنا الممتعة
للغاية ، كان ذلك قبل أربع أو خمس سنوات ، ثم تناولنا العشاء في مطعم كباب قريب ،
لم يتوقع أحد أن تلك الصورة ستظهر بجانب تلك الأخبار ، لقد صُدمت عندما اتصل بي
الأطفال ، لا يمكن للمرء أن يصدق مثل هذه الأشياء ، قلت أنه ليس هو و أن هناك شيء
خاطئ ، كاد قلبي أن يتوقف ، رأيت الجديدة اليس كذلك ؟ لم يظهر سوى قدم واحدة و
حذاء ، كان يرتدي دائمًا حذاء أسود ، تدفق شيء دافئ بداخلي ، يبدو الأمر و كأن
حياتي قد ولت ، لطالما استجوبت نفسي ، هل كان لي دور في وفاته ؟ هل حقًا مات بسببي
؟ بينما أنا بالفعل قد سامحته منذ وقت طويل "
" أنا
أيضًا أعرف ذلك ، أنك سامحته "
"لكنه لم
يسامح نفسه ، فهم من كلامه في آخر مرة ، في تلك الليلة أردت أن أخبره أنني لم أعد
أرغب في مواصلة هذه العلاقة لكن عندما رأيته متحمس و متوتر للغاية ، تراجعت عن قول
ذلك ، لا أزال أحبه و كان ذا قيمة كبيرة بالنسبة لي ، لكن ثقتي به تحطمت ، لقد
فهمت أخيرًا و قبلت أن هذه العلاقة ستنتهي يومًا ما ، إن لم يكن اليوم ، تم كسر
التعويذة الآن و لم يعد يخيفني خسارته كما في السابق ، بينما كنت أستعد لكي اتركه
تصرف هو مبكرًا مرة أخرى و تركني ، لقد جعلتني أستعد لحياة بدونه كما لو كنت قبل
فترة طويلة أنني سأفقده ، لقد كنت مستعدة للعيش بدونه لكن ليس لموته ، في الواقع
أنا ممتنة له ، لقد علمني كيف أحب و كيف أكون محبوبة ، و الأهم من ذلك بفضله قد
التقيت بك "
هناك آثار ألم
في عينيها ، لن تنسى خيري لوقت طويل ، هناك دائم جانب أنثوي في نالان لطيف و ناعم
يحتاج إلى الحماية ، حتى نورها ليس كالشمس بل كالقمر...نور يداعب المرء و يبعث فيه
السكينة
" كيف
كان بإمكاني التعامل مع كل الألم الذي حدث لي بدونك ؟ كما لو كان يعلم أنه سيتركني
، أخذني من ذراعي و جلبني إليك ، لا أعرف إذا ما كانت هذه مصادفة أم حاسة سادسة ،
كم قوامت عدم المجيء ، لو لم آتي كيف كانت ستكون الحياة مختلفة بالنسبة لي ،
أتساءل عما إذا كان خيري قد مات بدلاً مني ؟ لأنه حينها لم يكن هو من أراد أن يموت
، لقد كان أنا ، أفكر كم أن الحياة قامت بخداعنا ، عندما قلت إنني لا أستطيع العيش
بدون خيري اتضح أن الحياة كانت سوف تأخذه مني للأبد و أرسلتني إليك حتى أتعلم
العيش بدونه ، كنت أفكر في هذا طوال الليل ، لكن في النهاية مازلت ألوم نفسي
"
"مثل
ماضيك ، لم يكن لك أي ذنب بما حدث ، فتاة اللاز قامت بقتل خيري عندما رأته يدخل
منزل زوجته و أولاده و ليس منزلك أنت ، الحياة قامت بحمايتك بشكل ما ، كان حساب تلك
المرأة مع زوجته و ليس معك أنت ، اعتقد أنها لم تعرف عنك أبدًا ، لقد كان خيري
حذرًا جدا بخصوص هذا الموضوع ، انظري لقد كان يدخل و يخرج من منزلك بسرعة حتى لا
تعرف بوجودك "
" أجل ،
كما أخبرتك لقد قال لي ' لن أستطيع المجيء لفترة ، لا تتصلي بي و لا تقلقي علي '،
يبدو أنه عرف ما سيحدث له ، بعد الحادثة أصبحنا أنا و توركان و البنات نلتقي
كثيرًا ، كانت تأخذ أولادها و يأتون إلي ثلاثة أيام في الأسبوع ، من كان يعتقد أن
خيري سيموت و سوف نجلس أنا و زوجته و أولاده ندرف الدموع معًا ؟ "
انها محقة ،
زوجة خيري تتقاسم حزن موته مع المرأة التي كانت حبيبته لمدة سبع سنوات
أفكر بما
قالته نالان ، قام خيري بإحضار زوجته إلي بالقوة لكي لا تقدم على الإنتحار لكن
الحياة كانت تكتب سيناريو مختلف تمامًا ، خيري مات و كل شيء يحدث لنالان ، ألا
يقولون : ' بينما تحلم ، تنشغل الحياة بوضع الخطط لك ' ، هذا هو ما حدث بالضبط
يبدو موت خيري
و كأنه نوع من الانتحار بالنسبة لي ، ألم يخبرني بنفسه ، فتاة اللاز ليست سهلة ،
تطلق النار على المرء في منتصف جبهته ، هو فقط لا يعرف من أين ستضربه ، المرأة ضربته
في منتصف قلبه و ليس جبهته
هذه المرة أفكر
في فتاة اللاز ، لا يمكن أن تكون قد قتلته بسبب الغيرة فقط ، تلك المرأة فقدت
أحلامها ، تلك الأحلام الذي كانت تنسجها في عقلها و تنتظر أن تتحقق...، خيري قد
قطع وعدًا لها لكنه لم يفي به ، لم يستطع التخلي عن نالان و لا عن زوجته و أولاده
، هو في الأصل لا يأخذ أي شيء بجدية... حتى روحه
كنت اعلم أن
الحياة أو اللاوعي سيجعله يدفع عقوبة قاسية ، لكن لم ببالي أنه سيدفع ثمن ذلك
بحياته
لا يمكن حقًا
فهم سر هذه الحياة ، نحن فقط نعيش دون أن نعرف ماذا سيحدث لنا في اليوم التالي ،
حدث يسعدنا جدًا و يجلب لنا أشياء غير متوقعة بعد ذلك ، في بعض الأحيان ، تفتح
أمامنا أبواب لأحداث تزعجنا كثيرًا و لم تخطر على تفكيرنا أبدًا
أعتقد أن هذا
هو الحال مع نالان كذلك ، إنها تشعر بألم شديد الآن ، لكن ربما ستفتح لها هذه
الخسارة أبوابًا جديدة في الوقت المناسب
" نالان
، هذه أول مرة ترتدين فيها قميصًا أبيض بدلا من الأسود "
" لقد
لاحظتي الأمر ، في الواقع الآن يجب علي ارتداء اللون الأسود ، الأسود لون الحداد ،
لقد فهمت هذا عند وفاة خيري ، في الأصل لم يسألني أحد لماذا دائمًا أرتدي الأسود ،
كان خيري يعتقد أنني أرتدي اللون الأسود لأنني أحبه كثيرًا ، أنا لم أبدأ الحداد
الآن فقط...لقد كنت في حداد منذ يوم ولادتي...بينما كنت في حداد كانت حياتي لا
تخلوا من المأسي و الحزن ، و الآن ها أنا مجددًا وجها لوجه مع آلم أكبر ، لكنني
لست ضعيفة في مواجهة الحياة مثل السابق ، أنظري أستطيع العيش دون خيري ، في السابق
كنت أفزع من كل شيء و كنت أظن أنني لن أستطيع تحمل أي شيء ، كنت أشعر بالغرابة
عندما أمر أمام المشفى و كنت أخاف من الذهاب الى أي جنازة "
" هل
ذهبت الى جنازة خيري ؟ "
" بالطبع
ذهبت ، هل يمكن ألا أذهب ؟ لكن إذا أخبرتك كيف ذهبت لن تصدقي ذلك "
" صحيح ،
كيف ذهبت إلى هناك ؟ "
" في
الواقع لقد أرادت مني توركان و الفتيات أن أكون بجانبهن ، لكنني لم أستطع المخاطرة
، لأنه سيكون هناك الكثير من الناس الذين نعرفهم معًا في الجنازة ، و لكنني لم أكن
سأرتاح إذا لم أذهب ، قلت للأطفال أنني قد مرضت و لن أستطيع المجيء ، بعدها ارتديت
معطف أسود طويل و غطاء اسود على رأسي ، لقد غطيت كل وجهي ما عدا عيني ، و ارتديت
نظارات لكي لا يتعرف علي أحد ، و إرتديت طبقات من السترات للتأكد أكثر أنهم لن
يتعرفوا علي ، و هكذا أصبحت أشبه امرأة عجوز سمينة جدًا ، من الجيد تغطية الوجه في
الأماكن العامة ، على الأقل كنت قادرًا على المعاناة دون خوف من أحد أثناء النظر
إلى نعشه ، نظرت إلى الجميع لكن لم يلاحظني أحد ، كما أن سيدات حضر الجنازة "
" هل
تقصدين زوجك السابق ؟ "
" أجل ،
في البداية لم أصدق ما تراه عيني ، و بجانبه كان هناك رجل ، أظن أنه أورهان صديق
خيري في الطفولة ، إنه نائب عام ، لقد كان قد جاء لزيارته في النادي ، لقد تحدث عن
ذلك ، لقد تولى السيد أورهان قضية مقتل خيري ، قام بالتحقيق فيها ، ذهب الى توركان
و قدم تعازيه و كان قد جاء من قبل الى بيتهم للتحدث معها ، سيدات كان يقف بعيدًا ،
لم أفهم لماذا جاء "
ااه خيري ااه
، من يدري كيف أخبر نالان بما حدث ، أنا أيضًا لم أستطع أن أفهم لماذا جاء سيدات ،
يا ترى هل أورهان هو من أحضره ، لو يعرف أوران القصة لم يكن ليطلب منه المجيء ، هناك
الكثير من الأشياء التي لا نعرفها حتى الآن
تستمر نالان
في الحديث
" كانت
الجنازة ممتلئة ، يبدو أن خيري كان محبوبًا كثيرًا ، كان الجميع حزينًا ، لو ترين حالة أطفاله كانوا منهارين ، خصوصًا
ابنته الكبيرة سانيم ، كيف كانت تبكي بحسرة "
" كم
عمرها ؟ "
"اثنتي عشرة
سنة ، البقية لا يزالون صغارًا و ربما لا يعرفون حتى ماذا حدث ، توركان كانت تحترق
على زوجها ، و أنا كنت أنظر من بعيد مثل الغريبة ، بينما من ذهب كان روحي ، تعرفين
الحالة التي كنت فيها عندما كان خيري سيذهب ، كيف كنت بنوبة هلع ، الآن لم يتبقى
نوبة هلع أو ما شابه "
" أنت
محقة ، الموت يِؤثر على روح المرء بشكل كبير لأننا نعرف أن الشخص الذي ذهب لن يعود
، كانت لدي مريضة كانت معلمة مدرسة ابتدائية ، سمينة تتعرق دائمًا ، زوجها كان
رائد ، كانوا دائمًا يأتون معًا ، كانت امرأة متشائمة للغاية و تختلق كل شيء في
ذهنها ، كانت تعاني من نوبات الهلع من وقت لآخر ، كانت تخشى كل شيء مثلك ، في كل
مشكلة كانت تتصل بزوجها ، الرجل المسكين كان يأخذ اذن من عمله و يأتي اليها و
يحاول أن يقوم بتهدئتها ، في أحد الأيام فقدت زوجها التي توفي بنوبة قلب فجأة ،
بعدها جاءت إلي للمرة الأخيرة ، لم يتبق لدى المرأة أي مشكلة أو نوبة هلع ، أخذ
مكانها حزن عميق ، ثم تحدثنا عبر الهاتف من وقت لآخر ، كانت تهرع الى المنزل بمجرد
خروجها من المدرسة ، و كانت تقوم بأعمال الخياطة للنساء في الحي من أجل جمع الأموال
للأطفال ، الحزن شيء من هذا القبيل ، إنه مؤلم لدرجة أنه عندما يأتي يبحث الآخرون
عن حفرة للهروب منها "
" يبدو
أن هذا هو ما حدث معي ، لم يعد هناك خوف أو نوبة هلع ، حتى أنني لم أعد أريد
ارتداء الاسود ، لم تكن لدي ملابس غير السوداء ، هذا القميص الذي أرتديه هو ما
تبقى لي من خيري ، الآن لا اشعر بانني بحالة جيدة لأذهب للتسوق ، جعلت هذا القميص
مناسبًا لي بقصه من هنا و تعديله من هناك ، يبدو لي و كأن رائحة خيري لا تزال على
هذا القميص ، أشعر بأنني بحالة أفضل عندما أرتديه ، لكن في يوم سأذهب بالتأكيد و
أشتري ثياب ملونة "
"يعني
أنك لم تعودي تشعرين بالخوف ، عندما دخلت شعرت أن هناك تغيير في وجهك و نظراتك لكن
لم أفهم ما هو ، الآن فهمت ، لم يعد هناك ذلك الخوف الذي تعودت أن أراه في عينيك
"
" كلما
كنت خائفة كانت الحياة تضيق علي ، الآن لم يعد هناك شيء لأخاف منه...أعتقد أن هذا
الخوف استقر في عيني يوم ولادتي ، لا أعرف ما الذي رأته تلك العيون في الأيام
الأولى لكنهم لم يروا أبدًا عناقًا دافئًا ، عيون تنظر بمحبة ، كما أن حالة
الفتيات تجعلني حزينة للغاية "
" يبدو
أنك تهتمين بزوجته و بناته عن قرب ، كيف بدأت علاقتك بهم ؟ "
" في أحد
الأعياد جمعهم خيري و جاء إلي ، في البداية لم اعرف ماذا أفعل ، ربما التعرف على
أولاده قد يكون عادي لكن زوجته ، كان الأمر غريبًا ، المرأة المسكينة لم يكن لديها
علم بأي شيء ، ما قمنا به كان خداع ، أنا لا أستطيع القيام بشيء كهذا ، لكنها كانت
تعاملني بلطف ، قدمت لهم القهوة و الشاي و الكعك و ما شابه ، قامت توركان بجمعهم و
اخذتهم للمطبخ لغسلهم و كانت تتحدث معي في نفس الوقت ، مع الوقت تعودنا جميعًا على
هذه الزيارات و أصبحنا أصدقاء ، كانت توركان تعلمني بعض الأشياء و أنا كذلك ،
تطورت صداقتنا ، لسنوات كنت أعتقد أن توركان لا تعرف شيئا عن هذا ، على الأقل لم
تتحدث عن ذلك قط ، حتى في الجنازة لم تقل لي شيئًا ، بسبب ذلك كنت دائما اخجل منها
، في اليوم السابق جاءت هي و الأولاد إلى منزلي كالعادة ، كانت توركان في المطبخ و
قالت لي : ' لا تحزني يا سيدة نالان ، لا تهتمي بتلك المرأة فعيون خيري لم تكن ترى
امرأة غيرك ، البقية مجرد تسلية لخيري '، لقد خجلت كثيرًا ، رميت بنفسي فورًا خارج
المطبخ ، كان الأطفال الثلاثة يجلسون على السجادة في غرفة المعيشة و يفعلون شيئا
ما ، ذهبت و جلست بجانبهم ، ثم أتت توركان إلى و عانقتني و أنا كذلك ، ثم بكينا
معًا لفترة طويلة "
" انها
امرأة مثيرة للاهتمام ، توركان "
" الأن
تعودت على هذا كذلك ، نجلس و نتحدث عن كل شيء بصراحة ، لكننا نجلس دائمًا على
الأرض "
" يعني
على السجادة "
" نعم
لقد جعلناها عادة ، كنا نجلس براحة أكثر على الأرض ، لا يمكننا التحدث عن هذا و
نحن ننظر الى وجوه بعض و نجلس على الأرائك ، كنا نعانق بعضنا البعض ، كانت تشم
شعري من حين لآخر و تقول أن رائحة خيري بقيت فيه ، انها تحترق على زوجها "
" ماذا
تقول غير ذلك ؟ "
" كانت
تقول ، ' حلال على خيري ، لم أكن مناسبة له أبدًا ، انا ابنة قرية و جاهلة ، لقد
دخل الى حضنك كفلاح و خرج كرجل نبيل حقيقي ، لو لم تجبره زوجة أبيه على الزواج لم
يكن ليتزوج بي ، كنت محظوظة لكوني زوجة لرجل مثل خيري ، و إلا كنت الآن في القرية
أعمل و أتعرق تحت أشعة الشمس' ، هي كذلك لقد أحبت خيري كثيرًا ، لقد تعلمت الكثير
منها يا سيدة جولسيران ، لقد أحبت خيري بشكل مختلف عني "
" كيف
ذلك ؟ "
" أحبته
كما هو ، بكل عيوبه و نواقصه ، عندما أستمع إليها أعيد النظر في حبي لخيري ، تخيلي
لقد عرفت طوال الوقت عن علاقة زوجها معي ، قالت لي : ' أنت امرأة عظيمة ، لو
أصررتي كان خيري سوف يطلقني و يأخذك ، اعتاد الكثير على القدوم إلى خيري لكن أنظري
، فتاة اللاز لم تستطع جعله يطلقني ، على الرغم من أنني لن أعترض لو طلقني ، فهو
لن يهملنا سيحبنا مرة أخرى ، سيفكر فينا مرة أخرى' ، يبدو أن العين تنظر حسب
صاحبها ترى بعض الأشياء حسب صاحبها ، في الواقع توركان لا تعرف لكنها مثل الفيلسوف
تمامًا ، الآن هي أعز صديقاتي ، كانت تأتي إلي باستمرار ، عندما توفي خيري تغيرت
أوضاعهم المادية ، بعد كل فراتبه كان قليلاً ، يساعدهم والده لكن الفتيات يكبرن ،
الآن نقوم بخياطة الملابس لهن معًا ، أحاول أيضًا المساهدة في دروسهن ، كما أن
تطبخ لي كثيرًا بل حتى أنها تنظف المنزل أحيانًا ، لقد أصبحنا مثل الأخوات ، كما
أنه لدي صديقتين مقربتين ، يأتون إلي أحيانا ، لقد عرفت توركان عليهم ، لقد فوجئوا
للغاية في البداية ، لكنهم اعتادوا على ذلك بمرور الوقت "
استمع إلى
كلامها بدهشة ، ما مدى اختلاف البشر عن بعضهم البعض ، ما أعرفه أنه عندما يموت
الزوج تصبح المرأتان اللتان تركهما وراءه أعداء بسكاكين ملطخة بالدماء ، لقد كنت
أستمع إلى الناس لسنوات ، لم أسمع بمثل هذا الشيء من قبل ، هاتان المرأتان كادتا
أن تصنعا معجزة ، من المستحيل ألا تكون معجب ، توركان امرأة من القرية لا تعرف
الكتابة أو القراءة ، لكنها علمتنا الكثير
" أنت
أيضا مندهشة "
" كثيرًا
"
" الآن
سوف أخبرك بشيء سيدهشك أكثر ، في اليوم التالي لجنازة خيري اتصل بي سيدات ، عندما
قلت انني رأيته في الجنازة تحول الموضوع الى اتجاه آخر ، و إلا كنت سأقول ذلك
أيضًا ، الآن دعيني أخبرك قبل أن أنسى..."
" اتصل
بك سيدات ؟ "
" أجل
"
" ماذا
قال ؟ "
" قال لي
: ' تعازي الحارة ، لقد كان لا يزال شابًا لكنه القدر ، إذا كنت بحاجة لأي شيء
يمكنك الاتصال بي في أي وقت "
" بعد
طلاقك من سيدات ، هل التقيت بك مجددا ؟ "
" لا
، في البداية كان يتصل بي كثيرًا لكنني لم
أجب عليه ، كما أن خيري قد منعني من اللقاء به ، لكن في الايام الاولى لم يتصرف
بالطريقة التي توقعتها أو كنت خائفة منها ، لم يكن عدوا لي ، لقد تصرف معي و كأنني
كنت محقة بإنفصالي عنه ، بينما في هذا الزواج لم يكن ينقصني شيء ، أعرف الكثير من
النساء ينتهي بهن الأمر في زيجات أسوأ من هذا ، كنت أنا التي لم أستطع تحمله ،
ربما كان سيدات زوجًا صالحًا لنساء أخريات ، لديه الآن زوجة و ولدان ، ربما زوجته
سعيدة جدًا ، ممتنة من زوجها ، التي لم تشبع و لم تكن سعيدة بأي شكل كان هي أنا ،
الآن أفكر بالأمر ، هل سأكون هكذا دائمًا ؟ "
"عزيزتي
نالان ، هناك مقولة شهيرة ، 'من لم يشبع من والدته لن يشبع من الحياة '، لا تبدأي
فورًا بإلقاء اللوم على نفسك ، صحيح أنك لا تكتفين بما أعطته لك الحياة لكن أنظري
خيري قد أعطاك رشفة من الحب و كان كافيا بالنسبة لك ، إذا كنت تسألين إذا ما كانت
رشفة الحب هذه كافية لإطعام الجميع فلا يمكنني الإجابة على ذلك ، إن معرفة أنك
محبوب هو امر مهم للغاية ، خاصة بالنسبة لنا نحن النساء ، إنه ضروري في حياتنا ، لا
غنى عنه في حياتنا ، و مع ذلك إذا كان هناك حب فإننا نتقبله على أنه أمر طبيعي و
هذه المرة نسعى وراء أشياء أخرى ، أنت لم تفعلي فحب خيري و عاطفته كان كافيًا بالنسبة
لك ، انت لا تريدين شيء آخر ، لذا أنت لست امرأة لا تشبع ، يجب أن يكون سيدات قد
رأى هذه الحقيقية لأنه فهمك ، هذا يعني أنه يدرك أنه لا يستطيع أن يظهر لك ما يكفي
من الحب و الاهتمام "
"أتمنى
أن يكون الأمر كذلك ، لأنني لا أريد أن أظلمه هو أيضًا ، عندما تعرفت على خيري
تأكدت اكثر أنني لم أكن أحب سيدات منذ البداية ، انه شخص جيد لكنه لا يعرف كيف يحب
، أصبحت أعرف هذا جيدًا ، ليس أنا فقط لكنه لا يحب أي أحد ، لو لم يخرج أمام شخص
مثل خيري لم أكن انا أيضًا لأتعلم كيف أحب ، يشبه الأمر الذهاب الى المدرسة و تعلم
القراءة و الكتابة ، سوف تقابل مثل هذا الشخص الذي لن يتخلى عنك حتى يعلمك أن تحب
، أتمن أن يتعلم سيدات الحب من زوجته ، كنا متزوجين لكن لم يستطع أن يعطيني مثل
هذا الشيء و أنا كذلك لم أعطه "
"إذا كنت
تقولين أنك تعلمت ذلك من خيري فأنت مخطئة ، حتى خيري لا يعرف كيف يحب ، حتى هو لم
يكن لديه شخص في الماضي ليحبه و يحميه ، لقد تعلمتم هذا من بعضكم البعض ، و خيري
كان مثلك تمامًا يريد أن يكون محبوبًا ، لذلك فعل كل ذلك لأجلك لأنك لم تكوني
أمرأة عادية بالنسبة له ، أن يكون محبوبًا من طرف فتاة مثل فتاة اللاز لم يكن
كافيا بالنسبة له ، لم يشبع ، لكنه أراد أن يكون محبوبًا من طرف امرأة مثلك يصعب
الوصول إليها ، لذلك كافح من أجل الحصول عليك و قدر ما حققه أخيرًا ، هكذا بدأ كل
شيء ، ثم غديت هذه المشاعر المتبادلة في بعضكما البعض "
" أجل
لقد كان جميلا ، لقد جعلني خيري أعيش حبًا يشبه الذي نراه في الروايات ، في القصص
ليس كذب و خداع ، إنه يشبه شيء من هذا القبيل ، إذا كانت هناك حياة اخرى فأنا
أسامحه ، و عندما أموت أقول أنني سوف ألتقي به في العالم الآخر ، ما تزال الحياة
تخيفني كثيرًا ، حتى اتصال سيدات قد أعجبني ، كان دعم حتى لو كان من بعيد "
لم أستطع فهم
ما الذي يحاول سيدات فعله ، في البداية لا يعطي ردة الفعل المتوقعة ، يأتي الى
جنازة حبيب زوجته و بعدها يتصل بها و يقول لها إذا احتجت الى أي مساعدة اتصلي بي ،
لماذا ، لماذا يفعل كل هذا ؟ أعتقد أنه يلوم نفسه على هذا الانفصال
"الحياة تفاجئنا
أحيانًا جميعًا بمفاجآت جميلة وتجمع بين شخصين يكمل كل منهما الآخر ، مثلما بدأ
سيدات حياته بالصفر ، بدأ خيري هذه اللعبة بخسارة بالصفر ، قام أحدهم بتمديد ساقيه
و يقول أنه سيفوز على أي حال ، و الآخر كان دائمًا في اللعبة لمعرفة ما إذا كان
بإمكانه إنهاء اللعبة بالتعادل على الأقل ، لم يخف من الخسارة لأنه قد خسر بالفعل
، على الرغم من أنك لم تكن تعرف ذلك منذ البداية ، فقد بدأت هذه الحياة بخسارتين من
الصفر ، في الواقع أنت و خيري في نفس الفريق عندما اتحد الاثنين معًا تغير الكثير ،
مثلما كان خيري كالدواء بالنسبة لك فقد كنت نفس الشيء بالنسبة له ، كنتم تعرفون
قيمة بعضكم البعض ، و مع ذلك و مثل كل مبارة فقد مر وقت طويل منذ إطلاق صافرة
النهاية في هذه المباراة ، رأى الله أنه ليس لديكم شيء لتقوموا بإنهاءه هذه المرة
أطلق هذه الصافرة ، الأمر متروك لنا لاحترام قرارات الحياة ، لأنه إذا كانت الحياة
هي من تطلق الصافرة فيجب نحن البقية أن تقبل بذلك و نلتزم بواقع الحياة الجديد ، و
أرى أنك تفعلين هذا تمامًا ، لقد أتيت إلى هنا اليوم ليس للبكاء و الصراخ بل
للحديث عن كيفية تعاملك مع عذا الواقع الجديد ، تهانينا على ذلك ، أحسنت "
لا تعرف أي
ردة فعل تعطي على كلامي ، من جهة هي حزينة للغاية و من جهة تلك الأضواء في عينيها
لم تعد خافتة كما كانت من قبل
" الآن ،
إذا اردت يمكن البقاء في ركنك و تمضين بقية حياتك في البكاء و الحداد على خيري ،
أو لا تخرجين من اللعبة و تواصلين القتال ، القرار لك "
"حسنا
لكن ماذا أفعل بالألم الذي بداخلي ؟ خاصة في الصباح تشتعل نار في داخلي و تحرقني ،
من الصعب البدء باليوم بدون خيري...، في زواية من البيت هناك أثر له ، عندما افكر
في تلك الأيام الجميلة ، عندما أفكر في عينيه الناريتين و الطريقة التي ينظر بها
إلي أشعر أنني سوف أجن ، ترك وراءه حياة فارغة لا معنى لها ، لا أستطيع الانتماء
إلى أي شيء ، خارج كل شيء ، الحياة تتدفق و أنا أشاهدها من بعيد "
" مثل
نالان الصغيرة ؟ ، يعني فتاة النافذة "
عندما أقول
هذا ، تخفض رأسها و تفعل شيئا مثل الضرب على ركبتيها بيديها
" أجل ،
يبدو أنه كذلك "
" لكن
هذه المشاعر تبدو مألوفة بالنسبة لك ، أليس كذلك ؟ "
" يبدو
الأمر كما لو أن هناك سلامًا و أمنًا غريبًا في كل هذا الألم ، من جهة لا أريد أن
اعيش هكذا و لكن هناك صوتًا بداخلي يحب كل هذا الالم الذي ممرت به ، عندما أعاني أشعر و كأنني أفعل ما يجب علي
فعله "
" هل
تشبه هذه المشاعر التي في الماضي ؟ "
تضع يدها تحت
ذقنها و تحدق أمامها ، تبدأ بالتفكير
" نعم
يشبهه...، في ذلك الوقت كذلك كنت أشعر و كأنني أعاقب على أي ذنب كان ، في تلك
الغرفة عند النافذة كنت أتطلع إل رؤية محرم الثمل ، عندما يكون هناك كنت أكون
سعيدة كما لو كانت العقوبة قد انتهت ، عندما يذهب كنت أشعر بالحزن و أغضب من نفسي
في نفس الوقت ، و كأنني تركت العقوبة عندما يكون هناك ، العقوبة التي يجب أن
أتحملها ، إنه مثل الشعور بأنني فعلت ذلك بشكل خاطئ "
" تشرحين
الأمر بشكل جميل يا نالان ، أنت حقًا امرأة ذكية تفهم نفسها و مشاعرها بشكل جيد ،
العقاب و الألم ، الحزن ، الظلم ، الرفض ، عدم الاهتمام ، أليست هذه المشاعر مألوفة
جدًا ؟ لسنوات طويلة كنت تعيشين داخل هذه المشاعر ، كيف يمكن ألا تطون مألوفة
"
" أجل ،
الأمر كذلك "
" لكنك
الآن تحاولين إيقاف هذا العقاب و الألم و العودة الى اللعبة ، و هذا غريب بالنسبة
لك ، هل تعرفين ماذا يقول القدر ، 'لقد عانيت منك ما يكفي ، لقد جعلتني أعيش في
أراضي مختلفة لمدة سبع سنوات ، بدلا من أن تُعاقبي ، و تكوني حزينة و تشعري بالذنب
و الندم ، لقد استمتعت بوقتك ، الآن لنعد إلى المنزل ، لا تتجولي في أراضي لا
تعرفينها بعد الآن ، دعينا نعد معًا إلى منزلنا القديم إلى المشاعر التي عرفناها ،
دعينا نعيش كما تعلمنا ، كما تعلمنا منذ أول مرة ، الجمال غريب علينا ، ماذا سيحدث
لنا هناك و كيف سنتعامل مع تلك البيئة الغريبة عنا ، حتى لو كان الظلام أو البرد
فنحن نعرف كيف نتعايش معهم ، إلى جانب ذلك يمنحنا العيش في هذا الظلام أيضًا
السلام ، يقول أن هذا هو وطننا و مصيرنا ، لا تذهبي يا نالان ، تعالي ' ، يقول لك
القدر و هو يصرخ "
" لكن
اليس مؤسفًا علي ؟ الحياة لم تحبني على أي حال ، منذ ولادتي لم يبقى شيء لم يحل بي
، عندما قلت أنني أصبحت سعيدة أخيرًا أخذت مني ذلك ، إذا لم أكن سوف أعاني فمن سوف
يفعل ؟ هل أنا مخطئة ؟ "
في داخلي صوت
يقول : ' أنت محقة نالان ، اذهبي و عاقبي نفسك ، اذهبي و عيشي نفس المشاعر في
طفولتك ، و موتي و أنت تقولين كم كانت محقة...' لكنني سوف أخبر بهذا بطريقة أخرى
" أنت
محقة نالان ، ليس أنت فقط بل جميعنا ، لو كان كوننا على حق سوف ينقذنا ، كم كان كل
شيء سيكون سهلا ، أليس كذلك ؟ الآن دعيني أسألك لنرى ، هل توركان و خيري و سيدات و
عائلة كورأوغلوا و فتاة اللاز ليسوا على حق ؟ "
تنظر إلى غير
مصدقة ، مندهشة ، لم تفهم كلامي لكنها سوف تفهم ، سوف أنتظر حتى تفهم
بعد فترة وكأنها
تستيقظ من النوم ، تتحرك مكانها قليلاً وتقول شيئًا بصوت عالٍ غير مسموع
"ربما هم
على حق ، لكن هل فتاة اللاز محقة كذلك ؟ "
" بالطبع
لست الشخص الذي يقرر ما إذا كانت فتاة اللاز على صواب أو خطأ ، و لكن إذا كان هناك
شيء واحد أعرفه فإن فتاة اللاز بالنسبة لها هي على حق ، يعني أنها تجد نفسها محقة
، بالنسبة لها من على خطأ هو خيري ، أنا على يقين أنها فعلت ذلك لأنها تشعر أنها
تعرضت للظلم ، لأنها كانت غاضبة جدًا من خيري ، كونها تجد نفسها محقة فالقوانين بالنسبة
لها لا تعني شيئا ، هل هناك عذر للقتل ؟ "
" لكنها
قتلت خيري "
"
الإنسان لماذا يقتل ، لماذا يصبح قاتل ، هل فكرت من قبل بذلك ؟ "
" لا قدر
الله ، مجرد التفكير بهذا مرعب "
" مرعب
لكنه حقيقي ، خصوصًا في السنوات الأخيرة في بلدنا الرجال يقتلون النساء اللواتي
يحبونهم ، أغلبيتهم يقتلون هؤلاء النساء عندما يتم تركهم ، أعتقد أن فتاة اللاز
فعلت ذلك أيضًا ، عندما فهمت أن خيري لن يتزوج بها ، تدمرت كل أحلامها و فرغت كل
غضب الماضي على خيري "
" أي
ماضي ؟ كم شهر مرت منذ التقيا؟ "
" أنا
أتحدث عن الماضي الخاص بفتاة اللاز ، الأشخاص الذين عانوا كثيرًا في الماضي ،
أولئك الذين لم يتلقوا الحب ، الأشخاص الذين كانت حياتهم غير عادلة ، يقتلون الناس
بسهولة أكبر ، لا يمكنهم التعامل مع الغضب الذي يشعرون به تجاه الحياة فيتحول تجاه
الشخص ، برأيك يا نالان هل يقتل الشخص
الذي يعيش في سلام مع نفسه و الحياة شخصًا ما فقط لأنه تركه و لم يحافظ على وعده ؟
"
" آمل أن
تلقى عقابها "
تريد الانتقام
، هذا تمامًا ما تشعر به نالان
لكنني أفهم
فتاة اللاز ، عل الرغم من عدم وجود مبرر للقتل ، رغم أن عقوباته شديدة جدًا في
القانون ، عل الرغم من أنني شخص يخاف من إيذاء نملة ، على الرغم من أنني حزينة
جدًا لوفاة خيري ، على الرغم من أنني أؤمن
حت النهاية بأن جميع الكائنات الحية على الأرض لها الحق في الحياة ناهيك عن البشر
، مازلت أفهم فتاة اللاز
بالنسبة لها قتلت
تلك الحياة التي ظلمتها و التي تظهر لها دائمًا الوجه السيء و التي تحطم أحلامها
دائمًا و يعاملها كعدو ، لقد قتلت الآمال التي كانت تنمو بداخلها لكنها لم تتحقق ،
لقد قتلت تلك الفتاة التي لا تقدرها الحياة و التي تجدها جديرة بكل انوع العقاب
الآن أي واحدة
من هذه أخبر بها نالان
" أنت
محقة بالغضب منها يا نالان ، لا يجود أي عذر لما فعلته ، الآن لنأتي إلي توركان ،
لقد أخذتهم من توركان زوجها و أب أولادها الثلاث ، هل توركان مخطئة ؟ "
تنظر إلي بشعور بالذنب من تحت عينيه
" لا
تنظري إلي هكذا ، و الآن أخبريني هل هي محقة أم مخطئة ؟ "
" لكن يا
سيدة جولسيران "
" هل
توركان محقة أم مخطئة ؟ "
" أرجوك
لا تفعلي "
" ماذا
يعني لا تفعلي ؟ هل أخذتي من المرأة زوجها أم لا ؟ إياك و القول أنه كنت مجبرة و
أنك أنت أيضًا بسببه تدمر زواجك ، لأنني عند النظر من طرف توركان لا أرى كل هذه
الأشياء ، توركان محقة ، الآن حان دور سيدات..."
" هو
بالفعل على حق بالفعل "
"
جميل...، بدأت في إعطاء كل واحد حقه "
هذه المرة لا
تنظر إلي من تحت عيناها ، كما أن هناك ابتسامة طفيفة مؤلمة إلى حد ما في عينيها
" هل
عائلة كورأوغلوا محقة ؟ "
" إنهم
على حق كذلك "
" الآن
حان دورك ، لقد كنت أستمع إليك منذ شهور و أعرفك جيدُا ، و أنا أعلم أنك على حق
أيضًا ، ما الذي ربحته بكونك محقة حتى هذا اليوم ؟ ، الآن إذا كانت الحياة لا تحبك
و تجعلك تعانين ، قولي كم أنا على حق و اخرجي من ركنك ، أو اجلسي أمام النافذة
حدادًا على خيري و على نفسك ، المصير يريد أن يأخذك الى هناك بالفعل ، و البكاء
على كونك على حق "
" لما
أنت غاضبة مني ؟ هل أنا من تريد أن تكون هكذا ؟ "
" لا
أعرف إذا كنت تريدين لكنك تجهزين نفسك لذلك ، الآن أخبريني هذه المرة هل أنا محقة
؟ "
أولا حزن عميق
ثم تنتشر تلك الابتسامة في عينيها ، أتنهد بعمق و أقول لنفسي ، "أووه لقد تم
الأمر"
" أنت
أيضًا على حق "
" اووه ،
إذا كنت على حق فسوف نقوم بتغيير بعض الأشياء ، توقفي عن إلقاء اللوم على الحياة ،
توقفي عن البحث عن أسباب مبررة لترك اللعبة ، إذا كنت تقولين فأنا بدور سوف أقول
لك أنك محقة و إذهبي للعيش في حزن و ألم ، إذا لم تمدي يدك لن أستطيع تغير فكرة
مصيرك ، إذا تركتك سوف تكونين فتاة النافذة مجددًا ، أنا قلت ما عندي ، الآن اجلسي
و فكري ، مهما كان قرارك لا تحاولي وضع نتائج هذا القرار على الحياة ، لا تقولي عن
ذلك أنه القدر...ليس القدر ، فكرة مصيرك
هو ما يجعلك تكتبين مصيرك بيده و بقرارك الخاص ، استيقظي ، إذا قلتي لن استيقظ
حسنا إذا ، نومًا هنيئًا لك..."
كان صوتي
مرتفع لدرجة أنني كنت على وشك الشجار مع نالان ، لقد كانت محقة عندما قالت أنني
غاضبة منها ، عندما لا أتمكن من إظهار فكرة القدر أغضب هكذا ، العديد من مرضاي
كانوا يقولون لي لاحقًا ، "لقد غسلتني جيدًا في ذلك اليوم" ( بمعنى
التوبيخ) ، حتى لو قالو ذلك فهذا الأمر جيد لهم ، يعود معظمهم إلى رشدهم بعد ذلك
فجأة أتذكر
تلك الطبيبة الجمية التي جاءت إلي لأول مرة البارحة ، لقد كنت أتعرف عليها للتو و
علاوة عل ذلك جاءت من مكان بعيد ، لديها مشكلة جدية ، لهذا دمرت نفسها ، تخبرني و
أنا أستمع اليها ، لكن إذا استمر الوضع هكذا سوف تبكي الفتاة أكثر ، كما أنه كان
من الصعب عليها أن تأتي ال هنا مرة اخرى ، كان يجب أن أفعل شيئًا ما ، إذا لم أفعل
سوف تستمر الفتاة في تدمير نفسها ، عندما وصلت أخر همس عشرة دقيقة من الجلسة ،
كانت دقائق صعبة ، كانت تستمر في التحدث و تخرج من هذه الغرفة بدون أن تحصل على أي
شيء و دون أن تغير شيئا في حياتها و تستمر في العيش كما هي و تستمر في المعاناة
" توقفي
" ، قلت ،" يكفي ، اصمتي و استمعي إلي " ، و بدأت في توبيخها حت
والديها لم يقوموا بتوبيخها هكذا ، كنت أتكلم بصوت عالٍ ، قلت ما كنت سأقوله دفعة
واحدة دون لف أو دوران ، كانت الفتاة تنظر إلي بدهشة ، لقد وبختها جيدًا
عندما انتهت
قلت لها ، "اذهبي الآن ، افعلي ما تريدين سواء كان البكاء أو الغضب مني ، لكن
لا تنسي بالتفكير بسبب قيامي بهذا ، لو كان الأمر متروك لك سوف تخبريني بمشكلتك و
ترحلين من هنا فارغة اليدين ، الآن إذا فكرت بالأمر جيدًا فقد وضعت الكثير من
الأشياء في جيبك و التي ستغير حياتك ، أستخدميه أو لا تفعلي ، لن أتدخل
بالباقي" ، خرجت الفتاة المسكينة من الغرفة و هي تبكي
لقد خرجت لكن
هذه المرة كنت حزينة و سألتني نفسي كثيرًا ، " يا ترى هل كان من الأفضل لو
اسمتعت اليها فقط ؟ " ، لكنها الفتاة طبيبة لذلك اعتقدت أنه إذا أرادت أن
تفهم شيئا فسوف تفعل ، لقد كانت آخر مريضة لي ذلك اليوم ، عندما جمعت طاولة مكتبي
ناديت تونا و أنا أخرج ، نظرت و إذا بالفتاة تجلس في الصالة ، عندما خرجت جاءت
راكضة نحوي و عانقتني و أنا كذلك ، " ما قلته كان صحيحًا للغاية ، سأبذل قصار
جهدي الآن ، و بعد ذلك سأعود إليك بالتأكيد يومًا ما ، كان التوبيخ جيدًا جدًا
بالنسبة لي" قالت الفتاة ثم غادرت
عندما قالت
ذلك شعرت بالراحة ، أتمنى أن تفهم نالان كلامي كذلك
أنظر الى نالان التي تحني رأسها ، جالسة أمامي
دون أن تقول أي شيء ، لم أستطع أن أعرف بماذا تفكر أو بماذا تشعر لأنها كانت تحني
رأسها ، عندما لم اعرف إزداد قلقي و لم أستطع تمالك نفسي
"ارفعي
رأسك نالان ، إرفعيه ، لا تخفي نفسك و أخبريني بما تفكرين به "
" أفكر
بما قلته لي ، أرى ما تحاولين القيام به ، تقولين لي ألا أعاني بعد الآن و أن أعيش
حياتي بشكل جيد ، باختصار هذا ما تقوليه ، و من ناحية أخرى ليس لديك آمل في أن
أفعل هذا و هذا يزعجك "
" لا
تكوني طبيبة نفسية عني ، نعم هذا هو بالضبط ما أفكر و هذا ما فعلته "
" إفعلي ذلك ، حتى أنني سوف آتي إليك
كثيرًا هذه الفترة ، استمري بقول هذا الكلام لي بدون تردد ، لأنه إذا لم تفعلي فمن
الواضح كيف سيكون طريقي ، ترين هذا و عندما تعتقدين أنه لا يمكنك إيقافي تشعرين
بالحزن و الغضب أيضًا ، سوف أذهب الآن ، كل صباح بعد أن أدعو لخيري سأفكر فيما
قلته لي ، سوف أسأل نفسي دائمًا ماذا أفعل و إلى أين آخذ بحياتي ، بمجرد أن أجد
الجواب سأعود إليك مرة أخرى ، من فضلك لا تتوقفي عن توبيخي ، سواء قمتي بضربي أو
الشتم ، أنني بحاجة شديدة إلى ذلك "
تقف من مكانها
و تعانقني بشدة ، و أنا كذلك
عندما غادرت
الغرفة ألقي نظرة فاحصة على القميص الأبيض الذي ترتديه ، إذن هذا هو قميص خيري...،
ليس لديها أي ملابس غير السوداء في المنزل ، كم أنها قامت بخياطته بشكل جميل لهذا
القميص القديم ، كيف جعلته يبدو جيدًا عليها...آه نالان ، آه
تعليقات
إرسال تعليق