القائمة الرئيسية

الصفحات

فتاة النافذة : الفصل التاسع / الجزء الأول : إذا تأذت شعرة واحدة من نالان سأجعل هذا العالم يضيق عليك يا خيري


 اليوم جاء أصدقائي القدامى لرؤيتي في العيادة ، البعض جلب معه المعجنات و البعض الآخر الكعك...، و تونا جلبت لنا الشاي أيضًا ، أغلقنا الأبواب ، يا كم تحدثنا ، بعد بضع ساعات أدركت أننا نتحدث دائمًا عن القديم و ما مررنا به في شبابنا ، أليس الصديق القديم جيدًا جدًا لذلك ؟ لقد مررنا بالكثير معًا ، لم نكن نكتفي من المحادثات و الضحك
عندما يرحلون ينزل علي حزن طفيف و أغوص في الأحلام ، قبل أن أستجمع نفسي تدخل تونا ، حان موعد المرضى و أول واحد هو خيري ، بمجرد مغادرتها ، ضُرب الباب بقوة مرة أخرى و دخل خيري ، أستيقظ من أحلامي و أقفز من مكاني ، لا أعرف لماذا خيري حزين جدًا اليوم ، حالته مختلفة اليوم ، يبدو الأمر كما لو أنه عالق في شيء ما ، يتحرك ببطء
" مرحبا بك سيد خيري ، هل أنت منزعج اليوم أم أنه يبدو لي ذلك فقط ؟ "
"ربما... طوال الطريق كنت أفكر بماذا سوف أتحدث معك اليوم ، عندما يأتي المرء إلى هنا يفكر دائما بنفسه و بماضيه"
" بماذا كنت تفكر ؟ "
" الإنسان يشعر بالأسف على بعض الأشياء ، لو كنت درست حينها لكان كل شيء مختلف الآن ، والدي أراد كثيرًا أن أدرس ، رغم أنه لم يكن لديه المال قام بإرسالي إلى دورة تعليم ، لكنها كانت المراهقة ، لقد كان عقلي في حالة اضطراب منذ ذلك الحين ، لقد تمكنت من إنهاء المدرسة الثانوية المهنية بطريقة ما ، ما الذي ينقصك عن أولئك الذين يقرؤون ، لا شيء ، لكن عقلي لم يكن موجودًأ حينها ، مثل الآن تماما كل تفكيري في النساء و الفتيات ، كانت هناك فتاة غجرية ، لا تزال صغيرة...، لكنها تدلل كثيرا (عنج)، كنا نذهب إلى قمة الجبل معًا ، ثم في أحد الأيام أمسك بنا والد الفتاة ، لن أنسى أبدًا الضرب التي تلقيته في ذلك اليوم "
" منذ ذلك اليوم و أنت تقع في المصائب بسبب النساء "
" هذا ما قلته لنفسي ، بدأنا بهذا منذ أن كنا أطفال ، كان لدينا في حينا صديق إسمه أورهان كان مخاطه يسيل دائمًا ، لم يكن يتسكع معنا كثيرا ، كان يأتي و يذهب مع كتبه تحت ذراعه و رأسه أمامه ، كنا نسخر منه ، كان ينظر إلينا بإعجاب من بعيد و في بعض الأحيان كان يود كثيرًا أن يلعب الكرة معنا ، لكننا لم نكن نسمح له بالدخول بيننا ، كما لو كانت هذه هي الطريقة التي نعاقبه بها ، كنا نقول في داخلنا ما دمت لست مثلنا و لا تبخل في الدراسة فيوما ما ستصبح رجلا و تخرج أمامنا  و هذا أيضا له ثمن ، الآن اصبح أورهان الذي يسيل أنفه مدعي عام ، قبل يومين جاء لتناول العشاء في النادي الذي كنت أعمل فيه منذ فترة ، من كان بجانبه برأيك ؟ "
" لا أعلم "
" السيد سيدات ، جاءا معًا ، بينما كنت أتساءل من أين أعرف هذا الرجل ، قال لي 'مرحبا خيري' ، تبين أنه أورهان الذي يسيل أنفه ، جاء غلى عشاء عمل مع السيد سيدات ، كنت أشعل بالفعل بالقشعريرة عندما أرى سيدات و أبحث عن حفرة للهروب ، و أوران كان يسأل ، هل تعمل هنا ، هل تزوجت ، كم طفلا لديك ، لو يعرف قصتي مع الرجل الذي بجانبه ، قام السيد سيدات بإلقاء التحية بإيماءة طفيفة ، ثم طلب مني مكان جيد ، على كل حال ، لقد جهزت الطاولة فورًا ، ثم طلب السيد سيدات كأسين من الشاي ، لقد وقع على رأسي جميع أنواع المصائب لكنني لم أكن بهذا السوء من قبل ، كان سيكون من الأفضل لو أعطاني صفعة كبيرة على وجههي "
هكذا هي الحياة ، تنتظر و تنتظر تم تحيط بك عندما لا تتوقع ذلك ، كيف شعر السيد سيدات في مثل هذا الموقف يا ترى ؟
" هل يمكنك التخيل ، أحدهما هو المخاطي أورهان و الآخر هو السيد سيدات ، و أنا كما لو كنت خادمهم ، أخدت من الرجل زوجته لكنه لا يزال رجل نبيل و يتصرف بإحترام ، بينما أنا هو المخاطي خيري ، شتمت نفسي ، لو لم يفتح والدي ذلك المحل الصغير ، كيف كان سوف يكفينا المال الذي أكسبه ، قلت يا رجل هل ستصبح رجلاً مع زوجة أو نساء ، لا يزال والدك يعتني بأطفالك ، لو كان لدي نفس التفكير كنت سوف أكون أنا الفتى الذي يسيل أنفه في الحي ، لكنني سوف أجعل بناتي تدرسن ، الدراسة أمر لابد منه في هذا الوقت ، لقد فاتني ذلك و عانيت لسنوات ، في هذا العصر سيكون لديك إما المال أو مهنة ، ليس لدي كلاهما ، لقبي هو الكهربائي ، أعمل هنا و هناك ، الآن من خلال صديق لي أصبحت مديرًا لهذا النادي ، تستمر بناتي في قول والدنا أصبح مديرًا ، يا له من مدير ، هو فقط رئيس النوادل و الموظفين في النادي ، زوجتي تضحكني كذلك ، تقول كن مديرًا فقط حتى إذا أردت كن مديرًا للبصل..."
ما ألطف كلام هذا الرجل ، يتكلم بصدق ، أنا أحب طبيعته ، لكنني أدرك أيضًا أنه يغير وظائفه كثيرًا
" نالان كانت الوحيدة التي لم ترفضني، لا أعرف ما الذي وجدته بي...، على الرغم من أنني لم أقل القليل لأجل أن تقبل بي ، انتظرت أمام بابها حتى الصباح ، كان هناك يوم تبللت فيه حتى عظامي تحت المطر ، كان هناك يوم أعطيت فيه آخر نقوذ في جيبي لشراء وردة ، لكنني كنت أتمنى لو أنني لم أرى السيد سيدات ذلك اليوم ، انظر إلى تحضر الرجل ، لو كنت أنا لكنت أسقطته بضربة واحدة ، منذ البداية كنت غاضبًا جدًا من هذا الرجل و لكن كنت معجب به بشكل غريب ، لو أراد الرجل لكان دمرني أنا و نالان ، نالان لم تطلب منه النفقة حتى عندما انفصلت عنه ، مع ذلك ، ما عاشه الرجل ليس سهلا ، هل يمكن أنه لم يشعر بالحزن على كل ذلك ؟ "
" لا يمكن ، بالتأكيد شعر بالإستياء"
" و هذا ما أقوله ، لكن هل تعلمين كل هذا بسببك أنت ، لم يكن خيري القديم سوف يتأثر عند رؤية السيد سيدات ، هل يمكن شيء كهذا ؟ حتى أنني كنت أناديه في داخلي بصاحب القرون ، إذا كان هو صاحب قرون فأنت ماذا ؟ أنتِ السبب في تفكيري بكل هذا ، أربكتني ، أصبحت عيوني تدمع بسرعة ، في ذلك اليوم كنت على وشك البكاء "
إذن فقط بدأ أخيرًا بالتعاطف مع الآخرين ، أي أنه يضع نفيه في مكانهم ، هذه خطوة في غاية الأهمية ، أحسنت يا خيري
تظهر جميع الأبحاث العلمين أن المضطربين نفسيا لا يمكنهم أبدً القيام بهذه المهمة ، أي أن القتلة و المغتصبين يفتقرون لهذا ، لذلك يمكن أن يكونوا بدم بارد حتى عندما يقطعون الرجل إلى أطراف ، لأنهم لا يعرفون كيف يشعر الآخرون ، لا يفهمون ، لا يشعرون بأي شيء على الإطلاق
منذ البداية كان خيري هكذا بعض الشيء ، لم يفكر في أي شخص سوى نفسه ، دعونا نرى إلى أي مدى يمكننا الذهاب في هذا
" لدي الكثير من الخطايا... و مع ذلك ، لا أستطيع أن أفهم السيد سيدات حتى لو أردت ذلك ، فهو لا ينظر إلي كعدو ، يبدو الأمر كما لو أنه يلوم نفسه أكثر منا...، كان سيكون من الأسهل بالنسبة لي أن يأتي أمامي و يقاتلني كرجل ، لقد فعل نفس الشيء عندما سمع بالأمر لأول مرة "
" ماذا فعل "
" قام بإستدعائي إلى مكتبه ، بالطبع كنت خائفًا جدًا ، كنت خائفًا من انه سيكسر أنفي و وجهي لكنه سيقتلني على أي حال ، ثم فكرت لمكان سيطلبني إلى مكان العمل لو كان سيقتلني ، مع ذلك وضعت في جيبي سكينا تحسبًا فقط ، بالتأكيد سيقوم بطردي لكن لا يمكنني حساب الباقي "
" ألم تكن خائفا من أن يتم طردك من العمل ؟ "
" وهل يمكن ألا أخاف ؟ ، سوف نبقى أنا و أولادي في الوسط ، لو سمع والدي بالأمر بالتأكيد سوف يقتلني ، على كل حال لقد حدص ما حدث و الآن سوف ندفع الثمن ، في ذلك اليوم ذهبت إليه متهجمًا ، قال إجلس و جلست ، نظر إلي لفترة من دون أن يقول كلمة واحدة حتى ، لا هو و لا أنا تكلمنا ، لكن عيون الرجل كانت حمراء من الغضب ، بعدها قال لي ' لا تخف ، لن أؤذيك ، لكن لن يكون من المناسب لنا أن نعيش في نفس البيئة ، استمر في العمل الآن ، و لكن ابحث عن وظيفة أخرى و غادر في أسرع وقت ممكن ، نالان ليست من النوع الذي يقوم بمثل هذا ، أنا متأكد من ذلك ، هذه الأشياء خرجت من تحت رأسك أنت ، هذا هو الشيء الوحيد الذي يفعله الناس مثلك ، سألت و استفسرت عنك ، أنت متزوج و لديك ثلاث بنات أيضًا ، سيكون من الجيد لو أقتلك الآن ، لكن لا يستحق أن تتسخ يداي من أجل هذا ، قد أجد شخصًا يقوم بهذا من أجلي و بهذه الطريقة ستتم إزالة قطعة من القذارة من العالم ، لكن مثل هذه الأشياء لا تناسبني أبدًا ، ليس أنت لكن سيكون من المؤسف على بناتك الثلاث ، على الرغم من أنه ليس من الواضح كم كنت أبًا لهم...، إذا سمعت أنه تأذت شعرة واحدة من نالان سوف أجد أن كل شيء يليق بي و سأجعل هذا العالم يضيق عليك ، أغلق فمك و لا تظهر أمامي مرة أخرى و الآن أخرج من هنا'، هل يمكنك تخيل ذلك سيدة جولسيران ، هكذا قال بالضبط ، هكذا تمامًا ، لله وحده يعلم كيف خرجت من تلك الغرفة ، هؤلاء الناس المتعلمون لا يضربون الناس بقبضاتهم بل هكذا ، لو ضربني على رأسي فلن أتألم لتلك الدرجة ، حولني الرجل إلى قطعة قماش ، و هكذا حدث في اليوم السابق كذلك "
" هل تعلم نالان بما قاله لك السيد سيدات في ذلك اليوم ؟ "
" لا يا روحي ، من اين ستعرف ، و هل يمكن أن أخبرها بذلك ؟ "
" لقد تزوج السيد سيدات ، أليس كذلك ؟ "
" أجل لقد تزوج و لديه طفلين ، بعبارة أخرى وصلت العائلة إلى مرادها ، لكنهم يقولون أن سيدات على علاقة بإمرأة أكبر منه بكثير ، تلك المرأة تعمل في نادي ، يونانية أو أرمينية ، أيا كان ، العائلة تعرف بهذا بالفعل لكن من الواضح أنه ليس هناك شيء يمكنهم القيام به...، ربما كان للرجل علاقة بتلك المرأة عندما كان متزوجًا ، لا أعرف الكثير بخصوص هذا ، لكن يبدو لي أن عين الرجل مازالت على نالان ، لو كان رجلاً لم يكن ليدع الطائر يطير من بين يديه ، لقد كنت مع العديد من النساء على مر السنين و مع ذلك فأنا أراقب زوجتي دائمًا ، هل يثق بزوجته لهذه الدرجة ؟ لا ، نالان لا تفعل شيئا كهذا ، لا ، هذه الأشياء تخرج من تحت رأسي ، هذا و ذاك...، يا رجل لم تُظهر أي حب لهذه المرأة ليوم حتى ، و لم ترضي قلبها ، يا له من رجل أعمال ، أبصق على رجل الأعمال الخاص بك ، تحولت المرأة معك إلى البدو التائه في الصحراء..."
أنت تقول ذلك ، لكن يا سيد خيري ، ألا تفعل نفس الشيء مع زوجتك ، طبعا من السهل الصراخ هكذا
" سيدة جولسيران ، المرأة تريد الاهتمام ، تريد الحب ، تريد سماع كلمات لطيفة ، بالطبع لا يعلمون هذه الكلمات في المدرسة ، أليس كذلك ؟ أنا متأكد من أن هذا هو الحال مع أورهان ، دعه يذهب و يكن مدي عام ، ليس لديه علم عما تفعله الزوجة في المنزل ، دون حب أو اهتمام ، أنا أعرف هذه الأشياء ، حبيب فتاة اللاز هكذا أيضًا ، إنه لا ينظر إلى وجه زوجته في المنزل ، لكنه يبذل جهدا لكي يعرف كيف يرضي النساء في الخارج "
أخذ خيري في يده آلة الساز (آلة موسيقية) مرة أخرى و انطلق ، يفعل هذا خاصة عندما يكون غاضبًا ، إنه يرتاح من خلال قول ما يغضب منه ، أفكر بما قاله ، ما مدى صحة ذلك ، النساء يردن الحب و الحنان مهما كانت الظروف ، الجنس وحده لا يكفي لإرضاء روح الأنثى ، المرأة التي لا تحظى بالحب و الاهتمام تصبح تدريجيا حزينة و متوترة و تكتسب شخصية مختلفة تمامًا ، بمرور الوقت تفقذ أنوثتها ، سلبية حول كل شيء ، تتجول مع تلك الطيور السوداء و الجافة على كتفها
لو كان بإمكانه تطبيق هذا الكلام على حياته ، فيمكنه أن يعيش حياة جيدة جدًا ، لكن روحه جائعة ، حب امرأة واحدة فقط لا يمكنها إرضاء خيري ، أتمنى لو يحوله جوعه هذا نحو ماجلات أخرى في الحياة و ليس فقط النساء ، يواصل خيري الحديث بسرعة دون أن يصمت
" أعرف زوجته الحالية ، صورها تملأ الجرائد ، وظيفتها هي ارتداء الملابس و التقاط الصور ، هذا يعني أنه عندما فقدت المرأة الأمل في سيدات أطلق على نفسها بهذا ، كم أنه مزعج كور أوغلوا هذا "
" لماذا ؟ "
" و هل هناك ؟ لا يحب الرجل مثل هذه الأشياء على الإطلاق ، لكن زوجته هكذا و عروسته كذلك
" كان لدى كورغلو ولدان آخران ، أليس كذلك ؟ "
" نعم ، هناك السيد سوات ، إنه مختلف تمامًا ، لا هو و لا زوجته يظهران للعلن ، هم بالضبط وفقا لكوروغلو ، إنهم يبقون في المنزل فقط...، الرجل دائمًا في العمل و الزوجة دائمًا في المنزل ، هناك ايضا مظفر ، الأحدب موظو ، إنه غير مرئي على الإطلاق ، مختلف ، سمعت من نالان أن غرفته تشبه محطة الفضاء ، لديه جميع أنواع أجهزة الحاسوب و الشاشات العملاقة و كل تلك الأجهزة ، هذا يعني أن الرجل يشتت انتباهه بكل هذا...، كوروغلو يخجل منه ، هذا يعني أنه لا يمكنه قبول أحدب و يعتبره ابنه..."
" من أين تعرف هذا ؟ "
" ليس أنا ، بل المجتمع، لمرة واحدة لم يراه أي أحد بجانبه "
" كيف كانت نالان في ذلك الوقت ؟ لقد عرفتها عندما كانت عروس كوروغلو ، أليس كذلك ؟ "
" أجل ، لو لم يكن بسبب السيدة جولومسار كانت هي أيضًا سوف تجلس في البيت ، جعلتها السيدة جولومسار شريكة لها ، من المفترض أنها تعتني بعروستها حتى لا تترك ابنها الحبيب ، و الآن وجدت بالضبط ما كانت تبحث عنه ، إنهم يستمتعون معًا كل يوم ، السيد سيدات لا يقترب من زوجته حتى ، في الصور المرأة المسكينة دائمًا وحيدة "
" سيد خيري ، هل كانت النساء دائمًا جزء من حياتك بعد أن تزوجت ؟ "
" الذي نقول عنه رجلاً ، يفعل مثل هذه الأشياء في الخارج دون الإخلال بحياته العائلية ، الهدف هو عدم العبث بهذه الأشياء ، ستقوم بهذا مثل إزالة شعرة من الزبدة ، سيكون هناك تسعة ثعالب على رأسك ، و لن يلمس أي منها ذيول الآخر ، لحسن الحظ لم أقع في أي مشكلة أبدًا ، باستثناء كلام سيدات ذلك اليوم ، و نالان تستحق ذلك العناء ، لم يقدرها السيد سيدات "
" ماذا حدث ؟ بما أنك تتحدث عن السيدة نالان بهذا الشكل ، فهل هناك تغيير في قراراتك ؟ "
" لطالما أحببت نالان ، لكن الآن اعتقدت أنني سأنفصل عنها عندما فتاة فتاة اللاز ، لكن كيف سأترك تلك المرأة ؟ بدأت أبحث عن رائحتها منذ الآن ، أعتقد أنك من قال لها ، لم تعد تتصل بي مثل السابق "
" نعم ، أنا من قال لها لا تقومي بإزعاج السيد خيري "
" ما شاء لله تفعل كل ما تقولينه ، لكن في السابق رغم أنني كنت أقول لها ألا تتصل بي لكنها كانت تتصل مائة مرة ، على الرغم من أنني أقول أنه من الجيد ألا تتصل بي ، في الواقع لم أكن سأفعل ذلك لو لم أكن مضطرة إلى ذلك ، لكن هذه المرأة لا تشبه الأخريات ، لا تتركني أبدًا لدقيقة واحدة حتى "
" ماذا حدث لحبك لها ؟ "
" لم يحدث شيء ، مازلت أحبها ، هذه المرة تضغط علي بشدة "
خيري مشوش الآن ، و عقلي عالق في تلك الفتاة ، الحياة أحيانًا ترمي بالناس مثل ورقة جافة ، نحن كمجتمع ندينهم و نحكم عليهم بشدة دون معرفة حقيقة الأمر
" ماذا سوف تفعل ؟ يبدو انك لا تود التخلي عن نالان ، تخبرني بكل شي تقوله لها ، من أين كل تلك الأكاذيب ؟ "
يضحك على سؤالي
" إنها كذبات بريئة ، لو قلت لها الحقيقة سوف تحزن "
" و الحقيقة ليس في صالحك "
بالضبط ، في الواقع لو لم تكن فتاة اللاز غيورة لهذه الدرجة و تلاحقني طوال الوقت ، كنت سوف أجد طريقة ما "
" إنها لا تثق بك "
" أبدًا "
" ماذا عنك ، هل تثق بها ؟ "
" في الواقع ، لم يكن يجب أن أثق بها ، لكن تبين أنها أكثر جنونًا مني ، مهووسة بي ، أنا رجل عاشق و عندما أقول الحب فلا يوجد حساب و لا أفكر في نهاية الأمر ، حينها كنت أقول حسنًا لكل ما تقوله تلك المرأة ، كان همها الوحيد أن تتزوج و تبرأ اسمها ، حتى لو كان في نظرها على الأقل ، قبل ثلاث أيام من لقائي ، كانت رأت حلم ، كانت بجانب البحر و بينما كانت تمشي و رجليها في الماء ، جاءت حمامة سوداء من بعيد ، في البداية وقفت بجانبها ثم طارت بعيدًا ، قالت في نفسها : ' سيأتي بعض الحظ ، أتمنى أن يكون ذلك جيدًا' ، ثم ظهرت أمامها ، كانت تقول : ' كانت تلك الحمامة مثلك ، أسمر'. لا أستطيع أن أخبرك كم تحبني و يرتجف داخلها لأجلي ، النساء تحبني على أي حال ، لكنها مختلفة ، تقول : ' لم أر أمًا ولا أبًا ولا أخًا ' ، لقد أخذت مكانهم جميعًا "
" من الجميل أن تكون محبوبًا ، لو تتحدث لي قليلا عن فتاة اللاز "
" لو تسمعين إليها من البداية حتى النهاية فسوف تبكين ، في البداية تعرضت للإعتصاب من طرف والدها "
" هل والدها الحقيقي ؟ "
" أجل ، والدها الحقيقي ، عندما أدركت الأم الموقف واجهت الرجل ، لكن الرجل كان مجنونًا و ضربها لدرجة أنها كادت أن تموت ، يبدو أن أحد الأوردة في رأسها انفجرت ، بقيت المرأة في الغيبوبة لفنرة ، ثم عندما استيقظت أصبحت المرأة نصف مشلولة ، نظر الرجل و عرف أنه سيقع في مشكلة فترك كل شيء و رحل ، لقد كان يضربهم كثيرًا في الماضي "
" ألم تشتكي المرأة على زوجها ؟ "
" أوه سيدة جولسيران ، تتحدثين كما لو كنت لا تعرفين شيئا عن الأناضول ، من سيشتكي على من ؟ إذا اشتكت هل سيدعها الرجل تعيش ؟ لقد هرب الرجل بالفعل من المرأة المشلولة و ليس لأنه خائف ، بالتأكيد أنه قال من سوف يعتني بي بعد الآن "
" هل يكون قد قال ذلك ؟ "
" بالتأكيد قال ذلك ، ماذا تتوقعين من رجل اعتصب ابنته ، بقيت الأم و الابنة لوحدهما في البيت ، لم يكن في المنزل خبز للأكل و لا حطب للموقد ، لم تذهب فتاة اللاز الى المدرسة الابتدائية في ذلك الوقت ، ما تزال صغيرة ، غير واضح من سيعتني بالآخر ، ثم أسفق عليهم الجيران و أحضرو لهم بعض الأكل و الأشياء ، لكنهم انقطعوا كذلك ، يأخذون من متجر البقالة بالدين ، لكن احب البقال يعرف أن هذه الحسابات لن تُغلق ، فهل سيدفعون عن طريق الائتمان ؟ لكن البقال كان رجلا رحيمًا ، كان يعطيهم يوميًا الخبز و بعض البطاطس بشكل مجاني ، كانوا يعيشون على الخبز و البطاطس لمدة عام كامل ، عندما بدأت المدرسة كانت والدتها تضع قطع البطاطس المسلوقة داخل الخبز و تضع فوقها الملح و الفلفل و تعطيها للفتاة ، المنزل الذي يسكنون فيه للإيجار ، قال لهم المالك أن يخرجوا ، كان يسكن في المنزل الذي فوقهم ، في ذلك الوقت كانت الفتاة تذهب إلى المدرسة حافية القدمين و رأسها عاري ، و بطنها يرن ، كانت والدة الفتاة تقول لها : ' على الأقل ستصبحين أكثر دفئًا في المدرسة' ، ثم ترسلها ، و كانت هي تنام تحت البطانية ، في المنزل البارد ، كدمات في يديها و قدميها بسبب البرد ، و بخاز يخرج من الفم ، و هكذا..."
" ألا يوجد أحد يعتني بهم ؟ "
" من سيهتم بهم ، الجميع يركض لأجل إطعام أنفسهم ، علاوة على ذلك ، لا أحد يعرفهم في هذه المدينة على أي حال ، في الماضي كانت المرأة قد هربت مع الرجل ، و العائلة لم تتصل بها و لم تسأل عنها...، ليس لديهم أحد...، لا أعرف ما الذي أعجبها بذلك الرجل...، هؤلاء النساء على هذا النحو على أي حال ، لا يحبون المستقيم ، بل اللص "
بينما يقول هذا كنت أتساءل عما إذا هو أيضا بين هؤلاء اللصوص ، لكنه سبقني
" أنت الآن بالتأكيد تقولين لنفسك 'أنظر إلى من يقول ذلك' ، لكن أنا لدي أخلاقي و كبريائي ، لم أفعل أبدا ما فعله ذلك الرجل ، على الرغم من أنني كنت أضرب زوجتي في الماضي ، لكنني لم أعد أفعل ذلك الآن ، فقد أصبحت رجلاً قليلا ، ها إذا كنت تسألين إذا تغير الجذر الخاص بي فإنه لم يتغير ، على الرغم من أن المظهر الخارجي للشخص يتغير إلا أن الداخل لا يتغير ، انظري إلى الأشياء التي مازلت أتعامل معها ، هل سأكون هكذا لو تغير داخلي ؟ "
خيري ينظر إلى الحياة بعمق أكثر مما كنت أعتقد ، كم أنه يصف نفسه بشكل صادق ، أقول لو أنه درس قليلا بعد ، هل كان سيكون عالم اجتماع أو فيلسوفًا ، لا أعرف ، من ناحية أخرى فقد رأى أو سيرى فكرة القدر ، لكن إذا كنتم تسألون إذا كان سيرى ذلك و سيغيره و سيأخذ عجلة القيادة بعيدًا عن القدر ، لا أعتقد ذلك ، سيري ذلك لكنه لن يتوقف عن الاستسلام لمصيره
أنا أعرف الكثير من الناس الذين يفعلون هذا ، حتى أنهم أصحاب تعليم جيد ، الأمر كما لو أن المعناة و العزيمة و التخلي عن النفس ، اي الاستسلام لمصيرهم السيئ ، يمنحهم السلام ، ربما لا يريدون مغادرة هذا العالم دون دفع ثمن أخطاء الماضي ، و مع ذلك ، فإن الله دائمًا متسامح ، حتى لو غفر الله ، لا يمكن للإنسان أن يغفر لنفسه بسهولة...
لنرى ما هي العقوبة التي يعتقد خيري أنه يستحقها
"على أي حال ، لنعد إلى فتاة اللاز مرة اخرى ، بما أنني بدأت دعيني أخذك إلى نهاية القصة ، عندما قال لهم صاحب البيت أن يخرجوا من المنزل كانوا سيبقون في الشارع ، في ذلك الوقت بالضبط مرضت زوجة صاحب المنزل بمرض خطير ، لم يكن لديهم أطفال و ليس هناك من يعتني بهم ، أخبروا والدة لاز أن تأتي كل يوم و تعتني بالمريضة و يبقون في المنزل مجانًا "
" ألم تكن المرأة مشلولة ؟ "
" بلا ، فهي تعرج عندما تمشي ، لقد جن جنونهم من السعادة ، كانت المرأة تأكل الطعام هناك ظهرا ، لكنها لم تكن تشعر بالراحة لأن ابنتها لم تأكل ، عندما قالت ذلك ، أعطاهم المالك زجاجة زيت ، بعد ذلك اليوم أكلت لاز الخبز بالبطاطس مرة أخرى ، لكن هذه المرة لم تكن البطاطس مسلوقة بل كانت مقلية ، في ذلك الوقت كانت تحكي و تبكي من الفرحة ، الحياة صعبة يا سيدة جولسيران ، هذه الفتاة لم تعاني القليل ، بينما كانوا يتدبرون أمرهم عاد الأب مرة أخرى ، لكن إذا سألتي إذا كان أصبح رجلا جيدًا ، لا ، عندما بدأ بالتحرش بها مرة أخرى هربت الفتاة إلى أنقرة ، و قد أخبرتك بالفعل بما حدث بعد ذلك ، إذا رأيتها الآن فلن تصدقي أنها عانت من كل ذلك في الماضي ، إنها مثل الفنان لكن لا أحد يعرف ما بداخلها ، الفتاة وصلت إلى هذه الأيام و ما الذي حدث ؟ ما تأكله أمامها و ما لا تأكله خلفها ، فراء على ظهرها و مجوهرات على رقبها ، و سيارات تحت منزلها الذي يشبه القصور ، لكنها تبكي الدماء ، لماذا ؟ لأنها فقدت كرامتها و عفتها ، استبعدها المجتمع ، قامت النساء بمسحها بالكامل من الدفاتر ، الرجال يقول 'لقد أعطت للجميع ، فهل ستعطي لي أيضًا ؟ ' ينظرون إليها كطعام ، إنها تحسد كثرا النساء اللواتي يعشن في منازلهن بشرف و كرامة ، الآن تقول لي ، ' لأكون كلبة على بابك ، أستطيع أن أكل الخبز و البطاطس مجددًا ، لكن أنقذني من هذه الحياة '، إنها خائفة جدًا من أن تخسرني و تغار من زوجتي التي في المنزل ، هل فكرت يومًا فيمت ستفعله إذا سمعت عن نالان ؟ "
" ماذا سوف تفعل ؟ "
" غير واضح يمينها من يسارها ، تفعل كل شيء ، إنها مجنونة ، كما لو لم يكن كافيا أن تتصل بزوجتي و تقوم بشتمها ، فقد ذهبت إلى البيت في اليوم الماضي "
" ماذا تريد من زوجتك ؟ "
" تقول لها أن تنسحب و أننا ستنزوج أنا و خيري ، و توركان في صدمة لا تعرف ماذا تفعل "
" أليست غاضبة ؟ "
" إنها خائفة ، تقول : 'ارفع هذه المصيبة عن رأسي ، و افعلوا ما تريدونه' ، كنت غاضبًا جدًا في ذلك اليوم لكنها لا تهتم ، حتى عدت للمنزل لكي أغير ثيابي تصاب بالجنون "
" هل تكون معها في المساء ؟ "
" ااه لا تسألي ، انفصلت المرأة عن الرجل الذي عاشت معه لسنوات بسببي ، الرجل ليس من النوع الذي قد يبتلع الأمر مثل سيدات ، في البداية قال حسنا و عندما نظر رأى أن الوضع جدي ، ضرب المرأة ضربًا مبرحًا ، لا أفهم كيف جعلته يضربها كثيرًا لهذه الدرجة ، المرأة تشبه الرجل و كان بإمكانها التعامل معه إذا أرادت ذلك ، لكنها لم تفعل ، الآن تبقى في منزل صغير ، لديها نقوذ قامت بتوفيرها ، قامت بتأثيث ذلك المنزل ، و الأن تتطلع للزواج مني ، حتى أنها وجدت محاميا لي لكي أنفصل عن زوجتي "
" بماذا تفكر ؟ "
" و الله أنا محتار ماذا أفعل ، من ناحية أحبها كثيرا ، و من ناحية هناك زوجتي و الأطفال في المنزل لا أستطيع التفريط بهم ، اعتقدت أنني سأتخلى عن نالان بسهولة ، لكن الأمر لم يكن كذلك ، الآن أترك مكان العمل في وقت مبكر من المساء و أمر بالمنزل أولا و عندما يحل الظلام أذهب إلى نالان ، يعني أنني أعيش بسرية لأن فتاة اللاز هذه تخيفني أنا أيضًا ، الآن لا يمكنني التخلي عنها حتى لو أردت ذلك "
" حقا؟ يعني أن الأمر مرعب لهذه الدرجة..."
"أجل...، لقد كنت أعتقد أنه يمكنني التعايش معهن جميعًا ، لكن الوضع مختلف هذه المرة "
" لو كان الأمر بيدك كنت سوف تتخلى عن فتاة اللاز ، هل أنا محقة ؟ "
" في الواقع لو كان الأمر عائد إلي لم أكن لأتخلى عن أي واحدة منهن ، أحبهن جميعًا ، لكل واحدة مكانة في قلبي ، لو لم تكن هناك غيرة بينهن لن أحزن أي واحدة ، لكن الأمر لا ينجح..."
" لكنك أحزنتهن جميعًا"
" أعرف ذلك ، عندما قلت لنالان أن ننفصل تحولت إلى امرأة مختلفة كليًا ، نالان التي أعرفها لطيفة دائمًا و تحترم الجميع ، لم أسمع من قبل صوتها يرتفع ، لم يخطر في عقلي أن تفقد صوابها لهذه الدرجة عندما تعلم أن هناك امرأة أخرى "
" ما الذي كنت تتوقعه ؟ "
" كنت أقول سوف تحزن كثيرا لكنها سوف تضطر أن تصمت ، لأنها فعلت ذلك كثيرًا "
" هل حدث أن وضعت نفسك مكانها من قبل ؟ "
" لو كنت أضع نفسي مكان هؤلاء النساء فهل كان سيحدث لي كل هذا ؟ قلت لنفسي انك لا تفكر في أي شخص سوى نفسك ، في الواقع لو كنت أفكر بنفسي فلن أكون على علاقة مع فتاة اللاز ، و هذه مسألة أخرى"
" لماذا ؟ "
" أخبرتك سابقا أنها لا تشبه نالان ، تقول لي : ' لقد وعدتني بالزواج بي ، سوف توفي بوعدك"
" لقد قطعت لها وعدًا حقًا ؟ "
" أعتقد أنني أعطيتها ، عندما تكون ثملا يكون من السهل إعطاء الوعود ، لقد قطعت وعدًا لنالان كذلك ، و كنت أقول أنه سيحدث نفس الشيء سوف يمر و تنسى و لكن يبدو أنه لن يحدث ، لقد أثر بي أورهان بشكل سيء أيضًا ، أنظر لقد أصبح الرجل مدعي عام ، و زوجته محامية ، أورهان الذي كان أنفسه يسيل دائمًا قد أصبح رجلا ، لكنني لم أصبح "
" يبدو أن أورهان قد أفسد مزاجك كثيرًا "
" هل أورهان فقط ؟ حتى نالان "
" لماذا ؟ "
" لماذا ؟ لو لم أكن أذهب إليها بسرية لم تكن المرأة لتتصل بي و تسأل ، هل هذا يعني أنها تخلت عني بهذه السهولة ؟ "
هااه أجل هكذا ، ليعد عقلك إلى رأسك قليلا يا سيد خيري
" سيد خيري ، هل أنت مدرك لما قلته اليوم ؟ لقد كنت تلعب مع النساء مثلما تلعل القطة مع الفأر ، إن استمرار العلاقة لمدة سبع سنوات كان بسبب تفاني نالان ، أنت تعرف كم كانت تتألم أليس كذلك ؟ دع السيدة تعود إلى حياتها ، النساء لسن مثلك ، أنت تبحث دائمًا عن إثارة جديدة ، هذا هو الشيء الوحيد الذي تشعر فيه بالنجاح ، أعتقد أن قدرتك على الحصول على امرأة أعجبتك أمر جيد لروحك ، تزداد ثقتك بنفسك ، من يدري كم كان من الجيد بالنسبة لك أن تترك امرأة مثل نالان زوجها و تأتي إليك ، أكثر شيء تخشاه هو الإذلال و الاحتقار و الرفض ، الآن تعرف على نفسك بشكل أفضل قليلاً ، أنظر لقد أصبحت حياتك معقدة لهذا السبب ، بينما كنت تقول لألعب مع النساء فإن حياتك على وشك أن تصبح مظلمة ، إنها علاج لمشاكلك لفترة من الوقت و لكن إذا لم تغير هذا المسار فلن يتمكن أحد من إنقاذك "
هذه الكلمات لم تسعد خيري على الإطلاق ، أدار رأسه نحو النافذة و حدق بهدوء لبعض الوقت دون أن يتكلم ، أعتقد أنه يفكر فيما سيقوله
" لا تقولي هذا يا سيدة جولسيران ، و هل أردت أن أصبح هكذا ؟"
" أحيانًا نفعل ذلك جميعًا يا سيد خيري ، نحن ندمر حياتنا بأيدينا "
" كيف ذلك ؟ "
"لقد كنت تتجول بقنبلة جاهزة للانفجار في أي لحظة منذ سنوات ، بينما كنت تقول هذا و ذاك حان دورك الآن ،  ألا تلاحظ ذلك ؟ هذه المرة أنت تضع القنبلة داخل حياتك أنت ، إذا كنت تستطيع أن تكون في سلام مع نفسك ، فلن تفعل أيًا من هذا "
ينظر إلي بعيون فارغة ، لا يجب أن أتوقع أن تفهم هذا كثيرا يا سيد خيري ، عندما أنه حتى الحب له حساب ، فأنا أقول هذا في الواقع ، الوقوع في الحب و الحصول على المرأة التي وقع في حبها أصبح هو معنى الحياة بالنسبة لخيري ، لأنه لا يمكن أن تكون له علاقة جيدة بالحياة بأي طريقة أخرى ، لم يكن ناجحًا كما أراد في مجالات أخرى ، لكن بمرور الوقت ، حتى الحب لن يكون قادرًا على إسكات الصوت الذي في داخله ، لا يمكن أن يصمت الآن
لم يخطر بباله أبدًا أن يفهم الآخرين و يعرف كيف يشعرون و يمنحهم حقوقهم بين الحين و الآخر بدلا من التفكير في نفسه فقط ، هو طفل نشأ بدون أم ، النساء كن يملأن الفراغ الذي تركته والدته
لو أكمل تعليمه هو أيضًا ، كان بإمكانه الوصول إلى مكان جيد مثل أورهان ، فستكون لديه حياة مختلفة تمامًا ، ربما حينها سيعجب بنفسه ، لن يقاتل الحياة هكذا لأجل النساء
"لا أعرف...، لو كان بإمكاني أن أكون مثل أورهان ، فربما كان كل شيء سيكون مختلفًا ، ربما كانت نالان زوجتي حينها ، ربما لم أكن لأخدعها أبدًا ، الآن هذه مجرد أحلام فارغة ، الآن فات الأوان ، فقط لا تؤذي فتاة اللاز نالان و سنجد مخرجًا لباقي الأمور ، كان يجب أن آتي إليك من قبل ، لكن النصيب كان اليوم ، لقد قلتي لي أشياء لم أفكر بها حتى الآن ، الناس أمثالنا لا يعرفون كيف يفكرون بهذا ، نحن نعيش بالنمط الذي عشناه في الماضي ، إذا كانت الحياة تجلب الأشياء الجيدة فستكون لنا و إذا لم نحب ما جلبته فإننا نقول أنه القدر ، نحن لا نفكر لا بالماضي و لا بالمستقبل ، ربما نحن جشعون قليلا ، حتى لو شبعنا فعيوننا دائمًا جائعة ، لقد مرت أيام عديدة كنا فيها جائعين ، حتى لو أعطونا العالم سنقول ألا يوجد المزيد ، نعتقد أن الأشخاص أمثالك لا يفهموننا لكن هذه كذبة أيضًا ، أولاً فهمتني امرأة مثل نالان و الآن أنت ، و مع ذلك حتى إذا كنت لا ترين الأمر بهذه الطريقة فنحن نعرف أنفسنا بشكل مختلف تمامًا ، من حين لآخر نشتم أشخاصًا مثلك و نحاول أن نسخر منهم لكن في نفس الوقت نعلم أننا أكثر الأشخاص حقارة ، كما تعلمين ، في اليوم الأول الذي جئت فيه إلى هنا..."
" أنت لم تنسى أبدًا "
" و هل يمكن أن أنسى؟ لقد تصرفت بشكل صحيح تجاهي في ذلك اليوم ، لو كان أحد مثلك كان سوف ينظر إلي باحتقار و يسخر مني و يهينني ، كنت غاضبًا أو ما شابه لكنني لم أتفجأ على الإطلاق ، في الواقع لم يخطر في بالي أبدًا أن آتي إلى هنا لنفسي ، لكن نالان تنتمي إلى عالمك أنت و ليس عالمي أنا ، في ذلك اليوم سواء كنت غاضبة مني أو قمتي بإدلالي ، كان هناك تعبير في عينيك جعلني أشعر و كأنني رجل ، كنت أرغب في رؤية ذلك مرة أخرى ، و إلا هل أن رجل قد يأتي إلى هنا أربعين مرة لأجل نالان ؟ "
إنه لا يدرك حتى مدى ذكائه و حساسيته ، لو لم يحتقر نفسه كثيرًا و لم يتخلى عن نفسه ، فكل شيء كان سيكون مختلفًا تمامًا
أصدقائي الذين يعملون في السجون و مع السجناء سيئي السمعة يقولون أن الأمل لا ينشأ بشكل عفوي في الإنسان ، المرء يحتاج إلى غرس هذا الأمل في هؤلاء الأطفال في الوقت المناسب ، إنهم بحاجة إلى شخص يقول ، "ماذا يعني أنك لا تستطيع فعلها ، ما الذي ينقصك عن الذين نجحوا بالأمر ، بالطبع تستطيع فعلها'، مثلما أخبرتني به أمي...
من ناحية أخرى ، أفكر في المتعلمين و المتخرجين الذين يعتقدون أنهم أشخاص متفوقون ، هل نقوم عن قصد و غير قصد بإحتقار و إستبعاد هؤلاء الذين لا نسحبهم كأحدنا ؟ أم أنهم يبحثون عن حجة لكي نفعل ذلك ؟
بطريقة أو بأخرى ، لمنحهم القيمة التي يستحقونها و لفهمهم و احترامهم يقع علينا نحن في المقام الأول ، يعني الاشاص الذين أتيحت لهم الفرصة لتلقي التعليم
اعتقدت أنني لن أفعل هذا ابدًا ، لأنه بغض النظر عن أي شيء فإن الناس مقدسون جدًا بالنسبة لي ، لكن عندما آذيت خيري في ذلك اليوم يا له من خطأ حتى لو كان قد أهان المرأة
تتبادر في ذهني خيرية ، طلبت مني أن أقوم بفحصها و فحص ضغط دمها أو ما شابه ، أعتقد أنها كانت تريد معرفة إذا كنت سوف ألمسها أم لا ، نزعت الوشاح الذي على رأسها ، لم يعد لونه وضحًا بسبب الأوساخ ، نظرت مباشرة في عيني ، كانت على وشك التقاعد من بيت الدعارة في أنقرة ، لم تكن تعرف ماذا تفعل أو إلى أين تذهب عندما تخرج من هناك ، أحضرها أحد المحسنين إلي عندما أصيب بالشلل فجأة وغير قادرة على ثبات ركبتيها ، وقال أطباء آخرون إنه مرض نفسي ، لقد عاملتها باحترام شديد و كسيدة لكنها كانت تبحث عن الاحتيال في كل تصرف مني ، لقد تركت مشاكلها الخاصة و كانت تقوم بفحصي ، كان من المستحيل عدم رؤية القمل في شعرها لأنه كا يتحرك بإستمرار ، انتشرت ابتسامة فاحشة على وجهها عندما أدركت انني قد رأيتهم ، "هناك يطلقو علي لقب خيرية صاحبة القمل"
في الواقع بدا لي و كأنها تقول  "هيا قومي بلمسها لأرى" ، كنت أقول نفس الشيء لنفسي ، "هيا جولسيران ، من السهل التحدث من بعيد ، العمل الحقيقي يبدأ الآن"
أولا أخذت نفسًا عميقًا و بعد ذلك ، بينما كنت أفحصها كنت أتحدث دون صمت ، " إذا خيرية صاحبة القمل هاا؟ أعتقد أن قملك ثمي جدًا أيضًا ، هل تعتنين بهم جيدًا ؟ أووه إنها ترتدي ملابس داخلية من الدانتيل ، لا تتوقفين عن قول أنك لا تمتلكين وظيفة ، لديك المزيد من العمل للقيام به ، وهل هو سهل ، أليس من حقك أن تمد قدميك وتستمتع بعد كل هذه السنوات؟ لو كنت مكانك لكنت سأذهب إلى بورصة ، الطقس هناك لطيف جدا ، الصيف جميل ، الشتاء جميل ، إذا قلت الفواكه والخضروات ، فهناك الكثير مما قد تبحثين عنه ، الله أعلم ، أنت لا تعرفين كيف تطبخين أيضًا "
خيرية التي دخلت الغرفة ممسكة بركبتيها و تعرج خرجت الآن بكل صحتها و هي تضحك و تمزح معي ، ذهب بالفعل إلى بورصة ن كم مرة كتبت لي رسائل من هناك ، و في كل مرة كانت تضع ملاحظة اسفل الرسائل أ "ممنوع السخرية على كتابتي ، يجب أن نشكر على هذا القدر "، كنت أود أن أقول لها أن كتابتي سيئة للغاية لكنها لم تكن لتصدقني ، كانت سوف تضحك
بعد ثلاث سنوات ، لم أتلقى أي رسالة منها ، أعتقد أنها فارقت الحياة ، كم كانت امراة لطيفة ، " أليس لديك أحد ؟" كان هذا هو السؤال الذي جعلها تضحك بالأكثر ، " هل يمكن لشخص يعمل في بيت دعارة أن يكون لديه أحد ؟ حتى لو كان موجودًا فهل سيتركني على قيد الحياة" قالت و هي تضحك بحرقة
كيف لي أنا التي استطعت أن أكون صديقة مع خيرية و أحببت قملها حتى ، أن افعل هذا بخيري ؟ لا أريد اللجوء غلى الأعذار مثل إهانة النساء بعد الآن ، إنها حياته ، من أنا لأحكم عليه من اليوم الأول ؟
الآن إذا قلت هذا لخيري ، لا يجوز ، لا يجوز أبدًا ، عندما رأى أنني صامتة ظل صامتًا أيضًا ، ينظر إلى كما لو كان يريد أن يفهم ما كنت أفكر فيه ، ثم يبدأ في الكلام مرة أخرى بضرب ركبته بيده و كأنه يريد التعبير عن أسفه و بصوت حزين للغاية يبدأ بالكلام مجددًا
" في كل مرة آتي إليك ، يثقل كاهلي ، لكن لا تفهميني بشكل خاطئ فهذا ليس بسببك ، لقد وضعتني وجها لوجه مع خيري ، أعتقد أن هذا هو السبب...، أتأثر عندما أرى نفسي من بعيد "
" بالإضافة إلى الحزن يوجد أيضًا القليل من الحب و الرحمة في الرثاء ، أعتقد أنك تستعد لتحب نفسك شيئا فشيئا و تصنع السلام مع نفسك ، إذا كان الأمر كذلك فكم هذا جميل "
إنه لا يفهم تمامًا ما أقوله في البداية ، يحدق بي فقط ، ثم تهار كل الافكار في عينيه ، الآن فهم كلامي
" هل من السهل أن تحب نفسك إذا كبرت دون أن تكون محبوبًا و تكون لك مكانة ؟ أنا افهم ذلك الآ بينما اتحدث معك ، كنت دائمًا غاضبًا ، دائمًا ما أسيء إلى نفسي لأنني لم أكن رجلاً ، حتى لو كانت زوجتي تحبني كنت أغضب منها ، كنت أقول بما أنها تحبني هذا يعني أنها حثالة أيضًا ، لم أستطع قول نفس الشيء عن نالان ، الآن أنت موجودة أيضًا ، و تضعينني في مكانة الرجل ، كنت أقول لنفسي و أنا أخرج من هنا ، أنظر يا خيري أنت رجل و ليس لديك علم بهذا..."
تمتلئ عيون خيري بالدموع ، كلمات هذا الرجل تجعلني حزينة جدًا ، إنه طفل تم تجاهله و لم يرى الحب قط ، رؤية ذلك الطفل الذي بداخله يجعله حزينًا
" أنت تحب ذلك الفتى الآن يا سيد خيري ، إذا كان الأمر كذلك قم بحماية ذلك الطفل و انتبه عليه ، أنت مرتبك جدا الآن ، أنت على وشك اتخاذ قرارات مهمة بشأن حياته  اتخذ القرار الصحيح حتى لا يحزن ذلك الطفل بعد الآن "
" برأيك ما هو الصواب ؟ "
" أنت من يجب أن يعرف هذا ، لا أستطيع التدخل بهذا ، لا تستمر هكذا ، يجب أن تبقى على قرار واحد ، سوف تكون مرتاح البال و كذلك المرأة التي ستعيش معها "
" هذا ما لا يمكنني فعله ، المرأة التي في المنزل هي أم أطفالي و لا يمكنني التخلي عنها بأي حال ، أما نالان فأنا مدين لها بالكثير فقد تخلت عن كل شيء في حياتها من أجلي ، و فتاة اللاز قد قطعت لها وعدًا و متعلقة بي كثيرًا "
" سيد خيري يجب أن تمسح ديونك تجاه نالان ، لقد دفعت هذا الدين بالفعل من خلال حبك لها و جعلها سعيدة جدًا ، إما أن تعود إليها و تخرج فتاة اللاز من حياتك ، أو تقطع كل علاقاتك معها ، إذا واصلت على هذا المنوال فسيكون ذلك مؤسفا لنالان ، دعها لتعيش حياتها هي أيضًا "
" من السهل قول دعها تذهب ، هل سوف تسمح لي بالذهاب ؟ و الآن لا يمكنني السماح لها بالرحيل "
" حسنًا ، لم تتركك لأنها كانت خائفة من فقدانك ، لكن أنظر نالان تتعافى شيئا فشيئًا ، ستشعر بالخوف و الإنزعاج الشديد في البداية و لكن بعد ذلك سوف ترتاح أنت كذلك ، هذا هو الحال أيضًا بالنسبة لفتاة اللاز ، لقد قدمت للمرأة وعودًا لا يمكنك الوفاء بها ، إما أن تحافظ على كلمتك أو تخبرها بالحقيقة كاملة قبل أن تزداد سوءًا و تمسك بك "
" من السهل أن تقولي ، أخبرها "
من ناحية هو رجل شديد التعلق ، و من ناحية أخرى يتمرد ضد هذا الإدمان ، يعني أنه في يوم من الأيام كان متعلقًا بشدة بوالدته ، عندما ماتت الأم شعر بأنه ثم هجره و تألم كثيرًا ، كان غاضبًا على والدته لتركه  و كان بداخله نار أيضًا ، هذا هو سبب خوفه الشديد من الانفصال الآن ، إنه لا يريد أن يختبر تلك النيران و يشعر بوخز في قلبه مرة أخرى ، و مع ذلك هناك حسابات و مخاوف بداخله و كأنه يقول سوف تذهب يومًا ما لأذهب قبلها ، على الرغم أنه يفهم أنني أفهم هذا ، إلا أنني لا أعرف كيف و متى أشرحها له ، و إذا فعلت ذلك ، فهل سيفهم أو يبتعد عن طريقة ؟
" كما تعلمين فزوجتي تنتظر في الخارج ، عندما أخرج سوف تدخل هي "
" حقا ؟ بالطبع يسعدني أن ألتقي بالسيدة توركان ، من فضلك فكر مليا فيما قلته يا سيد خيري ، يجب أن تتخذ قرارك في أقرب وقت و تعلمني به ، حتى أتمكن من محاولة تجهيز كل من نالان و زوجتك وفقًا لذلك "
" أقسم إذا كان الأمر متروكًا لي ، كما قلت فلن أدع أي واحدة منهن تذهب إلى أي مكان ، لكن هذه المرة خرج الأمر عن سيطرتي ، فتاة اللاز قد أفسدت كل حياتها بسببي ، الآن لا أستطيع أن أخطوا خطوة للوراء لأنها ستحولي إلى رماد ، ناهيك عن التراجع ، فهي لا تتحمل الانتظار ثلاثة أيام ، لا أستطيع التفريط في زوجتي و تعتقد أنني لا أريد الطلاق منها "
" هذا يعني أنك سوف تطلق زوجتك "
" أجل، أجل... ليس لدي حل آخر"
" ماذا سوف تقول زوجتك بخصوص هذا ؟ "
" ماذا ستقول ؟ بالتأكيد سوف توافق على كل ما أقوله ، لكن توركان تعرف أنه حتى لو طلقتها فلن أنساهم أبدًا و سأظل أهتم بهم "
" هل سوف تسمح فتاة اللاز بهذا ؟ "
" ليس إلى هذا الحد "
" حسنا ، ماذا عن نالان ؟ "
" موضوع نالان سهل ، حتى لو غضبت لا يمكنها التخلي عني "
"حسنا يا سيد خيري ، فليكن الأمر هكذا ، لكن لا تقلل من شأن فتاة اللاز ، حظا سعيدا ، الآن يمكنك أن تُرسل زوجتك "
أرافقه حتى الباب ، يستدير لينظر إلى بين الحين و الآخر و هو يسير في الممر ، إنه كالطفل...، خيري لم يعد رشيقًا كما كان من قبل ، حتى عندما يصافح يدي لا أشعر بالقوة و الطاقة القديمة فيه ، على وجهه ابتسامة حزينة ، يشبه مقامر جلس على طاولة القمار و هو يعلم أنه يخسر
و هو يدرك أيضًا أن نالان لم تعد تثق به و يفكر بهذا كثيرًا ، عندما قرر أن يطلق زوجته في الواقع لم يفكر بأي علاقة ، هذه المرة أيضًا قال أنه سيجد طريقة ما لكنه لم يتمكن من العثور عليها ، دعونا نرى كيف سيكتب القدر بقية هذا
في الواقع فتاة اللاز تشبهه تمامًا ، يعني النسخة الأنثوية من خيري ، غير مرغوب بها ، لم تشعر بالقيمة ، امرأة منبوذة ، تم جرها من هنا و هناك ، تم إهانتها و نبذها المجتمع ، أعتقد أن خيري قد رأى نفسه فيها
مثلما زاد خيري من قيمته بنالان ، فتاة اللاز ستفعل نفس الشيء مع خيري ، سوف تنظف شرفها به
تتشكل حياتنا و القرارات التي نتخذها في الحياة في الغالب من آلام طفولتنا ، من ناحية يبحث اللاوعي عن علاج لتلك الآلام ، و من ناحية أخرى ، يبحث عن طرق تجعلنا نختبر هذه المعاناة مرارًا و تكرارًا ، نصبح مدمنين على الألم
بعد أن أصبحت طبيبة نفسية ، بدأت في الاستماع إلي أغاني الأرابيسك ، كأن كل واحدة تم كتابتها من طرف اللاوعي ، كلهم يصفون الألم
أتذكر أغنية تم تشغيلها كثيرًا على الراديو لفترة من الوقت
ألم تكن السعادة نهاية هذا الحب
ألم تكن سوف تحب مدى الحياة
كيف فعلت بي هذا أيها الظالم
لا يمكنك تسميته القدر ، لقد صنعت هذا بنفسك
الأرابيسك محبوب في الغالب من قبل أولئك الذين يعانون من هذا الألم بعمق ، علاوة على ذلك ، بما أن الناس يتسببون في هذا عيش أنفسهم لهذا الآلام مرارًا و تكرارًا في الحياة حتى و إن كان ذلك عن غير قصد ، فإن أغاني الأرابيسك تعبر عن مشاعرهم
يتبع...

رواية فتاة النافذة


Reactions:

تعليقات