في هذه الأثناء ينفتح الباب ببطء و تحدق في وجهي عينان زرقاوتين عبر المدخل ، إنها توركان
تدخل ببطء و خجل مع ابتسامة ساحرة على وجهها
، أرحب بها عند الباب ، يا لها من امرأة جميلة و متبتسمة هي توركان ، ترتدي معطفًا
رماديًا طويلاً ، لديها وشاح ملون منقوش على رأسها ، تنظر إلى و كأنها تعرفني منذ أربعين عامًا ،
تجلس على حافة الكرسي المقابل لي و تضع يديها فوق ركبتيها في انتظار أن أطرح عليها
الأسئلة
" مرحبا بك سيدة توركان ، كيف حالك ؟
"
" أهلا بك حضرة الطبيبة ، أنا بخير
الحمد لله ، و أنت كيف حالك ؟ "
أعتقد أننا نتحدث أنا و السيدة توركان في يوم
ذهبي ، لا يسألني أحد : كيف حالك ؟ ، الآن لا أعرف ماذا أقول...
" أنا بخير الحمد لله ، يبدو أنه لديك
بعض المشاكل ، يمكنك إخباري بها إذا أردتي "
بعد أن هزت رأسها و جسمها للأمام و الوراء
بتعبير حزين و كأنها تستمع إلى أناشيد المولد ، دون أن تنظر إلي تروي شكواها ،
تخبرني كيف أنها تصاب بضيق بين الحين و الآخر مع كتلة كبيرة في حلقها و لا يمكنها
التنفس حتى و يتحول وجهها إلى اللون الأحمر ، و تتعرق بشدة ، ثم الفواق الذي يستمر
لدقائق...هذا بسبب الملل ، عندما تتراكم المشاكل يحدث هذا ، تجلس في حلق المرء ،
لقد كنت أستمع إليها لفترة طويلة ، من يجب أن يمل إذا كانت هذه المرأة لا تمل ؟
" هكذا إذا... يحدث هذا بسبب الملل ،
كيف تسير الحياة معك ؟ "
" جيدة و الحمد لله ، لدي ثلاث بنات
ليحميهن الله لي ، لقد كبرن الآن ، يساعدنني في الأعمال المنزلية و نذهب مع إلى
السوق ، تخشى الفتيات أن أموت عندما أمرض ، لو أنجبت صبيا كان سيكون أفضل لكن الله
لم يرزقنا و الحمد لله بطوننا ممتلئة ، كما اشترى خيري تلفازًا ملون كما أنها
كبيرة جدًا ، أشاهد التلفاز مع الفتيات في المساء ، فأنا لا أستريح حتى المساء على
أي حال ، عندما تعطيني الفتيات كوبًا من الشاي حينها أشعر بالارتياح "
" ألا يكون السيد خيري موجودًا في البيت
بالمساء "
" غير معروف يمينه من يساره ، سواء جاء
أو لم يأتي نحن لا نسأله ، لكن في هذه الفنرة يطارد فتاة و يبقى عندما ، تقول لي
ابتعدي عن الطريق ، تريد الزواج من زوجي ، مجنونة أم ماذا ؟ إذا تركتها فسوف
تضربني ، ليس لديها أي كرامة أو خجل ، الفتيات تغضبن أكثر مني ، ' الفتاة عاهرة ،
والدي متزوج بالفعل كيف ستزوجك ؟ ' يقولون بين الحين و الآخر "
" ماذا عنك ، ماذا تقولين بخصوص هذا ؟
"
" ماذا أقول ، إنها أفعال خيري...أقول
أنه سيكبر في العمر في أسرع وقت ممكن و يهدأ ، لكنه لا يكبر أبدًا ، هل سوف تأخذه
هذه المرأة برأيك ؟"
اووها ، لماذا تسألني أنا ؟
" لا أعرف ، أنت تعرفين خيري اكثر ، كيف
هو زوجك ؟ هل أنت سعيدة ؟ "
" الحمد لله ، خيري شخص جيد ، يتجول مع
النساء لكنه لا ينفق عليهن قرشًا واحدًا حتى ، إذا ربح خمسة سنتات فسوف يحضرها و
يعطيها لي ، إنها تكفي فقط للأولاد ، والد زوجي هو من اشترى المنزل ، لذلك لم نعد
نقلق بخصوص الإيجار ، يشرب الكحول لكنه لم يعد يقوم بضربي "
" ماذا عن السابق ؟ "
" في السابق كان يضربني كثيرًا ، اعتاد
على ضربي لأي سبب لكنه كان يحبني أيضًا ، بعدها قامت زوجات المدينة بإغراء زوجي ،
الآن لم يعد هناك لا حب و لا ضرب "
" هل تحبينه ؟ "
" هو صاحبي ، ألا أحبه ؟ أحبه أكثر من
ذي قبل ، الفتيات كذلك تعشقن والدهن ، تراقبن الطريق كل مساء مع العلم أنه لن يأتي
"
تقول ذلك و تخجل في نفس الوقت ، شعب الأناضول
هكذا ، تقول ما بداخلها دون تردد أو خداع ، و لكنها تشعر بالخجل في نفس الوقت ، كما
أنها بدون حول و لا قوة ، الرجل الذي تحبه و والد بناتها الثلاثة مع امرأة أخرى كل
يوم ، و لا تعرف حتى كيف تشتكي من ذلك ، ثم أقول لنفسي ، هل يمكن ألا تعرف ، إنها
تعرف لكنها لا تريد أن تفقد زوجها بأي ثمن
" أنا معتادة على ذلك الآن ، المكان
الذي سيعود إليه الثعلب هو متجر الفراء ، هذا هو الحساب ، و خاصتنا يتجول و لحسن
الحظ في الأخير يجد طريقه أخيرًا إلى المنزل ، لكنه مع ذلك يحبنا ، لأنهن يرونه قليلا
الفتيات يلقون بأنفسن على رقبته و هو حتى لو كان متعبًا فلن يرفض ، يحبهن جميعًا ،
الفتيات يحصلن على ما يردن ، مجنونات بالآيس كريم و حتى في منتصف الشتاء يطلبن من
والدهن شراءه و هو يحضره دائمًا "
" كيف هي العلاقة بينكما ؟ "
" لا شيء ، جيدة ، لا يريد أن يحدث لي
أي مكروه لكنه لا ينظر إلي أبدًا ، فمي لا يتوقف أيضًا ، أنا أعاتبه طوال الوقت ، يا
سيدة جولسيران لقد كنت محظوظة لكن زوجة أبيه هي من زوجتني بخيري ، لو لم تفعل ذلك
لربما كنت أزحف الآن حول القرية ، على الرغم من أنها أخذتني فقد عذبتني كثيرًا بعد
ذلك ، عندما تكون الحماة هي زوجة الأب يكون الأمر أسوأ بكثير ، جعلتنا ننام في
بيوت باردة ، إذا قلت لا يوجد فحم فهو موجود ، و إذا أجرقناه كيف سيكفي للشتاء كله
؟ هراء ، لحسن الحظ تخلصنا من لسانها و يدها ، لا تأتي إلينا كثيرًا كما كانت تفعل
، و خيري يعبس عندما تأتي ، إذا قلت والد زوجي ، قدم واحدة في القبر "
" يعني أنك ممتنة من حياتك "
" الحمد لله و لكني عانيت كثيرًا في ذلك
الوقت أيتها الطبيبة ، كانت عائلتي فقيرة للغاية ، لم يكن لدينا شيء سوى ما نحصل
عليه من الناس ، لا نأكل و لا نشرب و جعلونا نقوم بكل الأعمال ، لا يزال إخوتي
الآخرون في حالة من الدمار ، في القرية يتدبرون أمورهم مع نصف جائع و نصف ممتلئ ،
كنا في القرية في البداية و عندما فتح والد زوجي هذا المتجر اصطحبنا معه ، ثم حصل
خيري على وظيفة و توقف أصواتهم ندما بدأت يد زوجي تمسك الخبز ، ذهبنا إلى منزل
منفصل ، لم أعد أناسب خيري بعد الآن "
" لما تقولين ذلك ؟ "
" لقد أصبح خيري اسطنبولي حقيقي عندما
كان ينتقل من هذه الوظيفة إلى تلك الوظيفة ، من تلك المرأة إلى هذه المرأة ، هل
كان سيأخذني معه إذا علم أن ذلك سيحدث ؟ بالطبع لا ، أنظري إلي لا أستطيع حتى
القراءة و الكتابة ، شكرًا لسيدة نالان هي من تعلمني ، على الرغم من أنني لا
أستطيع الكتابة بشكل جيد الآن ، لكنني أستطيع القراءة "
الآن إذا سألتها : " من هي السيدة نالان
؟ " لا يجوز ، و إذا قلت أنني أعرفها لا يجوز كذلك ، أعتقد أنني سوف أستمر
إليها مثل الحمل
" اتحدث عن نالان ، مريضتك التي تأتي
إلى هنا "
ااه ، هل تعرف بخصوص هذا أيضًا ؟
" ااه أجل لقد تذكرتها "
" إنها امرأة طيبة للغاية ، أصطحب بناتي
إليها كثيرًا ، حتى يتعلمن التصرف برقي ، و أنا أيضًا أعملها بعض الأكل لأن كل ما
تعرفه هو الأطباق الأوروبية ، أحيانا نذهب إلى السوق معًا و نحيك معًا كذلك ، لم
أكن أقوم بكي قمصان خيري جيدًا و الآن علمتني ذلك أيضًا ، في كل مرة نذهب إليها
كانت ترحب بنا مثل الضيوف و الكعك و الفطائر لا تنقص من بيتها و أنا كذلك لا أذهب
خالية الوفاض ، على الأقل أقوم بفتح العجين في المنزل و أخذه لها "
" يبدو أنك تحبين السيدة نالان "
" أجل أحبها و هي كذلك تحبني ، و هل أنا
فقط حتى خيري ، تحبه كثيرًا "
هل تعرف عن هذه العلاقة أيضًا ؟ فجأة أشعر
بالخجل الشديد و كأنني انا من يقوم بخداعها
" انفصلت المرأة عن زوجها الذي مثل
الورد بسبب خيري ، ما فعلته لا يقوم به حتى المجنون ، لقد درست و تعلمت لكني أعتقد
أن عقلها ضعيف "
" ما رأيك بهذا الموضوع ؟ "
" ماذا سأقول ، حتى لو كلمت لا أحد
سيستمع إلي ، في البداية كان قلبي يؤلمني كثيرًا ، لكن بعد ذلك أصبحنا صديقات ،
كان والدي قد تزوج مرتين ، لقد عانينا الكثير من زوجته الثانية ، هذه المرأة ليست
كذلك "
" كيف ذلك ؟ "
" لم تحاول أن تأخذ خيري منا ، كما
رأيتي فهي أفضل من خيري ، لكنه القلب ، في الحقيقة هي تعتبر ضرتي ، هذا ما يقولونه
في منطقتنا ، و لا واحدة تحب ضرتها لكننا نتعايش مع بعض جيدًا ، الذي يرانا سوف
يعتقد أننا أقرباء "
" يعني أنه ليس لديه شكوى تجاهها "
" لا و الحمد لله ، بناتي يحبونها أيضًا
، بفضلها بناتي سوف تصبحن سيدات راقيات ، إذا كنت منزعجة أذهب إليها و تستمع إلي و
تجعلني أضحك ، أرتاح بجانبها ، تدرس بناتي حى أنها تخيط لهن فساتين ، ما شاء يديها
تفعل كل شيء ، إنها غاضبة أكثر مني بخصوص تلك الفتاة ، سوف تصبح ضرتها كذلك ، كان
من الأفضل لو ذهب خيري إلى السيدة نالان بدلا من تلك "
كل كلمة تقولها تدهشني أكثر ، كيف قبلت بكل
شيء بسهولة ، و كأن ليس تقبل بل اضطرار ، بدت لي أنها فخورة قليلا بالسيدة نالان ،
حقيقة أن زوجها كان مع امرأة أعلى منها بكثير أثرت لى روحها أيضًا ، حتى الفتيات
لا يعترضن على ذلك ، علمتني السيدة توركان أشياء جديدة تمامًا
كما تقول أن والدها تزوج مرتين ، في المكان
الذي وُلدت فيه من الطبيعي أن يكون للرجل أكثر من زوجة ، كما أنها ممتنة لأن
السيدة نالان مختلفة تماما عن تلك المرأة ، إنها في سلام مع العالم الذي تعيش فيه
نحن أمة تعيش في نفس البلد و لكننا لا نعرف
أبدًا أعماق بعضنا البعض ، كيف انفصلنا عن بعضنا البعض هكذا
يأتي إلي أناس مختلفون جدًا من جميع انحاء
هذا البلد ، أستمع إلى كل واحد منهم لفترة طويلة ، لكنهم لم يقولوا شيئا من هذا
القبيل ، هناك أشياء كثيرة في هذه القصة تفاجئني...قصة توركان مختلفة ، و قصة فتاة
اللاز مختلفة ، و خيري كذلك ، و قصة نالان مختلفة تمامًا ، بقي سيدا فقط ، أتمنى
لو تعرفت عليه أيضًا ، أتساءل ما الذي يشعر به
" ماذا قولين بخصوص فتاة اللاز ؟ "
" أووه ، لا تهتمي لتلك العاهرة ، إنها
تعتقد أنها شيء مهم لأنها جميلة ، سينظر إليها خيري لمدة ثلاثة أيام و عندما يمل
سوف يعود مرة أخرى ، إنهم وقحون ، ثم ماذا سيحدث عندما يطلقني خيري ؟ هو والد
أطفالي ، لنقل أنه طلقني ، ماذا سيحدث للأولاد ؟ هل سوف يطلقهم كذلك ؟ هذه المرأة
بدون عقل ، لو كان لديها عقل لم تكن لتلاحق رجلا لديه ثلاث أولاد ، و تمشي في
الأرجاء و تقول أنا ذكية ، كما قلت للسيدة نالان ، أخبرتها أن تلك المرأة تقول
هكذا و هكذا ، في البداية كانت تقول ذلك عبر الهاتف ، و الآن بدون خجل تأتي إلى
المنزل ، قالت لي السيدة نالان : 'لا تخافي ، لن يحدث شيء كهذا ، هل يكون الزواج
بالإكراه' ، عندما قالت ذلك ارتحت قليلا ، هل قال لك خيري شيء ما ؟ "
" بخصوص ماذا ؟ "
" بخصوص فتاة اللاز ، هل سيطلقني هذا
الوغد و يذهب إليها ؟ "
يا لها من امرأة حلوة ، أثناء حديثها كانت
خدودها وردية اللون و تتصبب عرقًا في نفس الوقت ، عيناها مثل الخرز ، لينة و ناعمة
، تسحب بغضب الحاجاب متعدد الألوان الذي ينزلق للوراء من حين لآخر ، لكنه ينزلق
مرة أخرى
أثناء الكلام ، غالبًا ما تجمع يديها و تهز
نفسها للوراء و الأمام ، ثم تضع يديها على ركبتيها و كأنها تصلي ثم تستمر في
الكلام و هي تأرجح مجددًا
على الرغم من أنها لا تقول ذلك علانية إلا
أنها خائفة جدًا من أن يطلقها خيري و تأخذه فتاة اللاز
" لا أعرف "
" ليس أنا ، لكن الفتيات مهتما جدًا
بهذا ، كلهن يحدقن بوالدهن بإعجاب ، الآن أصبح مديرًا في نادي ، الفتيات يفاخزن
بقولهن لقد أصبحنا بنات مدير ، لقد اصطحبنا إلى هناك مرة واحدة منذ شهور ، كم جميع
ذلك المكان ، النوادل يطوفون حول خيري ، و هل ذلك سهل فخيري هو المشرف عليهم
جميعًا ، وضعوا الزهور الحمراء على طاولتنا ، تستمر الفتيات في شم الزهور و أقول
لهن : 'يا فتاة توقفي عن شم رائحة الورود و تناولي طعامك الذي في طبقك' ، لكن كل
عيونهن على المكان ، النساء تأتين إلى هناك ، ما شاء لله جميعن يرتدين ملابس جميلة
و يتزين ، تنظر الفتيات إليهن و يضحكن ، خيري يعرفهن جميعًا ، إذا ارديت متلهن ،
سأكون جميلة أنا كذلك ، عندما أقول ذلك يضحك خيري و يقول لي : 'أن أجمل منهن' ،
حتى لو كانت كذبة فقد أعجبني ذلك ، و هل تبقى مني أي جمال "
إذن هكذا يا سيد خيري ، تجد دائمًا طريقة
لإسعاد كل النساء اللواتي معك ، كيف أن زوجتك تحبك ، مثل نالان تمامًا...، هل فتاة
اللاز معجبة بك هكذا أيضًا ؟
إذا تركتها سوف تتحدث عن خيري حتى منتصف
الليل ، من الواضح أنه إذا ذهب خيري فإنها ستكون مستاءة للغاية ، هي تقول أن
بناتها سوف يشعرن بالحزن لكنها ستكون حزينة كذلك ، خيري يكون عالمها كله ، زوجها
هو القلعة التي خلفها (سندها)
" يعني أنه يعمل بين كل هؤلاء النساء
الجميلات ، ألا تشعرين بالغيرة على زوجك يا سيدة توركان ؟ "
"لماذا سوف أغار عليه ؟ أنا زوجته
الرسمية حتى يومنا هذا ، دع النساء اللواتي يطاردنه يفكرن في الأمر و ليس أنا ،
على كل حال ، هل قام خيري بإهمالنا يوما ما ؟ لا لم يفعل ، هل طلبنا شيئا ما مرتين
؟ لا ، بارك الله في الباقي "
تميل رأسها و تفكر لفترة ، هذا الأمر يحيرها
كذلك ، هذه المرة تزداد سرعة تأرجحها للأمام و الوراء ، تحرك فمها لعدة مرات و
كأنها ستقول شيئا
" لو كان أحد سيأخذ خيري فيجب أن يكون
نالان ، بينما هي موجودة ماذا ستفعل فتاة اللاز ، الزوجة تحلم بمفردها ، لكنها
ليست مثل نالان غنها وقحة جدًا و بسبب أصبحنا على لسان كل الجيران ، تأتي إلى باب
المنزل و تقول أن خيري لن يأتي إلى منزلنا أبدًا ، و يجب أن أتركه ، كلام فارغ ، لست
أنا المشكلة ، انها امرأة وقحة ، إذا كان الأمر متروكًا للفتيات فدائمًا ما تقلن
لنجتمع و نضرب المرأة ، هذا هو عقل الأطفال...و هل نستطيع التغلب عليها ؟ المرأة
مثل الحصان ، كما أنه إذا فعلنا ذلك ماذا سيقول خيري ؟ سيغضب منا بدلا من الغضب
على تلك الكلبة ، في بعض الأحيان يقول الشيطان إذهبي إليها و قولي لها : بدلا من
الانشغال بنا و إذهبي الى السيدة نالان لتغاري منها "
" هل ستقولين هذا حقا؟ "
" و هل أستطيع فعل ذلك ؟ بعدها ماذا
سيفعل بي خيري كما أنه مؤسف على السيدة نالان ، مهما كان فهي لا تعرف كيف تتعامل
مع تلك النوعية ، إنها مستاءة جدًا أكثر مني بشأن هذا "
" حقا؟"
" إنها تحب خيري كثيرًا "
" ألا يزعجك أن تُحب امرأة أخرى خيري
كثيرًا ؟ "
" لو كنت أنا أيضًا ابنة المدينة ،
فسأشعر بالضيق الشديد ، لقد نشأنا في القرية يا طبيبة ، كل شيء هناك مختلف جدًا عن
هنا ، الرجل يكون مبارك حتى الطفل الذكر يكون ثمين ، أنظري إلي لم أستطع حتى أن
أنجب طفلاً صبيًا ، كانت تلك المرأة ظريفة تتحدث دون توقف فوق رأسي ، حتى أنا قالت
لي : ' دعني أجد لك زوجة تلد صبيًا و سوف ترين' ، صاحبة دم فاسد..."
صاحبة دم فاسد ، ماذا يعني هذا يا ترى ؟
" لكن خيري لم يقل لي ذلك الكلام أبدًا
، لم يشتكي أبدًا "
" و هل هناك اختلاف إذا كان الطفل صبي
أو فتاة..."
" لا يا عزيزتي... هذه الكلامات لا تعمل
هناك ، المرأة هي التي تلد صبيًا ، إذا كان الأمر متروكًا لي لكنت ولدت أكثر ،
ربما سيكون لدي صبي ، لكن خيري قال يكفي ، كان راضيا عن بناته لم يكن يريد أي
أطفال آخرين ، ليس لديه أي أطفال من نساء أخريات على أي حال "
" و هل هذا شيء جيد ؟ "
" هل يمكن ألا يكون جيد ؟ شقيقي أصبح
لديه طفل من زوجته الأخرى ، كانت كنتنا مستاءة للغاية عندما كان الطفل صبيًا "
" هل من الطبيعي عندكم أن يجد الرجال
بعد الزواج حبيبات لهم ؟ "
" ليس في منطقتنا فقط ، الرجال في
المدينة يكون لديهم حبيبة كذلك ، زوج السيد سيفجي التي تعيش في الطابق العلوي ،
تعمل مصففة شعر ، زوجها لديه عشيقة أصغر سنًا ، نحن نعلم جميعًا ، السيدة سيفجي
تعرف أيضًا ، تشاجروا كثيرًا ، لكن ما الفائدة ، كنتنا أيضًا تتشاجر كثيرًا مع
زوجها ، جعلت أخي حزينا جدًا ، هل كان هناك جدوى ؟ عندما انجبت المرأة صبيًا زادت
قيمتها "
" ماذا فعلت الكنة ؟ ألم تفكر في
الإنفصال ؟ "
" ماذا ستفعل حتى لو انفصلت عنه ؟ ستأتي
المرأة و تستقر مكانها ، و كل شيء سيحدث للكنة ، نحن النساء حتى لو كن مستاءات من
هذا فلا نحاول الإنفصال ، نتشاجر قليلا ثم ندرك أن كل شيء سيحدث مرة أخرى ، كما
أقول لكنتنا ، لديها ابنتان ، ' لا تتشاجري ، لا تتركي الأطفال في الوسط' ، لكنها
لا تستمع إلي ، تقول لي لو كان لدى زوجك طفل من امرأة أخرى عندها سوف أرى وجهك ،
زوجي لم يقم بذلك و ماذا حدث ، فتاة اللاز لا تترك باب منزلنا ، تقول ليكن فمشكلتك
ليست كبيرة "
يعني أنه هناك أسوأ من السيء ، هذه المرأة
حلوة جدا ، لطيفة جدا
" حضرة الطبيبة أنت لست بحاجة لأي أحد ،
لقد درست و تعلمت و تكسبين قوت يومك بنفسك ، نحن جاهلون ، خاصة أنهم لا يعلمون
بناتهم في القرية ، لماذا سوف تنفق المال على فتاة سوف تعطيها لاحقًا ؟ الرجال على
حق ، الآن بناتي يكبرن أيضًا في المدينة ، سيكونون مثل السيدة نالان ، سوف يسعى
والدهن لكي يدرسن جميعًا ، البنت الكبيرة تريد أن تكون مهندسة مثل نالان ، حسنًا
لنرى ، البنت الوسطى لا عمل لها ، تفكيرها ليس في الدراسة بل تجلس أمام التلفاز
طوال اليوم و تشاهد ما ترتديه الفنانات ، لنرى ماذا سوف تفعله الصغرى ، ليس واضح بعد
ما هي عليه "
هذه المرأة تجري محادثة لطيفة معي ، محادثتها
أيضًا حلوة جدًا ، حتى أنها نسيت المرض ، كما أنها لا تبحث عن علاج على أي حال ،
إذا أزلنا المرض فماذا يتبقى ؟ أعتقد أنها لا يمكنها الحصول على الاهتمام و الحب و
الرحمة التي تحتاجها إلا من خلال المرض ، هذه المرأة في سلام مع مرضها ، أعتقد أنه
سيكون من الأفضل ألا أخذه منها
" سيدة توركان ، لنتحدث قليلا عن مرضك ،
أعتقد أنك قد ذهبت إلى أطباء من قبل لأجل مرضحك "
" أجل لقد ذهبنا ، كان يأخذني باستمرار
، كم مرة قلت له لا تفعل هذا ، مؤسف على المال الذي في جيبنا ، إنهم لا يجدون أي
حل ، هذه المرة أمسكني من ذراعي و أحضرني إليك "
" إذن لم يجد أحد الحل ، هل تصيبك هذه
النوبات كثيرًا ؟ "
" غير واضح ، في بعض الأحيان لا و أعتقد
أنها اختفت لكنها تظهر فجأة "
" هل تصيبك عندما تكونين لوحدك أم في
حشد من الناس ؟ "
" ماذا تقصدين بالحشد ؟ عندما أكون في
السوق لا ، و عندما أكون لوحدي أحيانًا ، هل يكون واضحًا متى سوف تأتي ؟ "
مفهوم ، تكون في مزاج جيد عندما تكون في
السوق ، لا تأتيها نوبة الهلع ، و حتى عندما تكون لوحدها في البيت ، إذن متى تأتي
؟ عندما تكون بجانب خيري أو البنات ، ليكن لك هذا القدر يا توركان ، لندع المرض
يبقى معك
" سيدة توركان ، سبب هذا المرض هو
المشاكل ، ربما عانيت كثيرًا في السابق ، من جهة حماتك و من جهة الأطفال و من جهة
أخرى السيد خيري "
" لا ، ليس لدي شكوى من خيري ، إنه يعرف
قيمتي دائمًا ، حتى أنه لم يترك ظريفة تلك تضطهدني ، و لم يقم بإهمالي ، في الأصل
ماذا كنت سأفعل لو لم يكن هو ، لا أعرف حقًا "
" صحيح ، صحيح ، أنت محقة ، الآن سوف
أكتب لك دواء ، يجب أن تأخذيه فقط عندما تأتي نوبة الهلع "
" لن أخذه في أي وقت آخر ؟ "
" لا لن تأخديه "
" حسنا إذا ، كما أنني لا أحب أخذ
الدواء كل يوم ، الأطباء الأخرين كتبوا لي بعض الأدوية ، لم أكن أستطيع أن أرفع
رأسي بسبب النوم "
لم يبقى شيء لقوله أو سؤال لطرحه ، بينما
تغادر توركان تعانقني بحرارة و تقبل خدي ، بعد خروجها يدخل خيري مباشرة
" ما رأيك بزوجتي ؟ "
" إنها لطيفة للغاية ، لقد أحببتها جدًا
، ليس هناك شيء مهم ، أعطيتها دواء سوف تتناوله عندما تأتيها النوبة ، لكن ليس
هناك شيء مخيف ، إذا تناولت الدواء ستمر الأزمة بسهولة أكبر ، و ستختفي مع الوقت
"
" حسنا إذا ، شكرا لك ، لقد أصبحت
تعرفين كل عائلتنا جيدًا ، و قد اهتممت بنا جيدًا ، إذا كان هناك نصيب ننتظرك لشرب
كأس شاي ، زوجتي تصنع لحم عجين لذيذ ، أتمنىأن تأتي يوما ما و نتناول الطعام معًا
"
يبدو الأمر كما لو أنه ليس لديه مشاكل مع
زوجته ، و ليس خيري من يحاول الطلاق منها ، يقوم بدعوتي ، لكن مع ذلك كانت دعوة
جميلة و من القلب
" ان شاء الله سيد خيري ، إذا كان
نصيبًا ربما في يوم ماً "
يغادر الغرفة و يلوح من بعيد ، هذا الرجل
لديه طعم الألم ، إنه طفل جريح في الأحياء الفقيرة و يتغدى دائمًا من الألم ، و لم
يكن له مستقبل أبدًا ، و عاش دائمًا في الوقت الحاضر ، لكنه لم يتخلى أبدًا عن
إثقال كاهل المستقبل بأحلام الحب
لقد سقط كثيرًا و تجول جائعًا ، عطش ، مفلس ،
لطن لديه غرور بنفسه ، أصدقاؤه كذلك...، مثل الشباب الذين تعودوا على الألم ،
مفتونون بالألم ، و يريحون أرواحهم به . لا يحب العمل و الانضباط و لا يبدي
المثابرة فيما يجده ، ثم يحب أن يوبخ الحياة ، و الكباب و أغاني الأرابيسك ، و
يزداد حماسه عندما يشرب و يجد اللذة و الألم في بعضه البعض
الحب يعني المعاناة بالنسبة لهم ، عندما
يقعون في الحب ، يكون حبهم عميقًا جدًا و حارق ، يقولون ألف تنهد ، يضحون بحياتهم
من أجل الحب ، يصرخون من أجل الحب ، يغنون من أجل الحب ، إنهم شعب مرير ، مهزوم ، و
خيري كذلك ، إذا لم تحرقه تلك النار التي في داخله...
نحن أطفال غرباء من نفس البلد ، لكننا لم نعد
غرباء بعد الآن ، فهمنا بعضنا البعض و أحببنا بعضنا البعض
توركان هي الأكثر هدوءًا و سعادة في حياتها
من بين ثلاثية نالان و توركان و للاز
لم أتوفع هذا أبدًا ، يستمر مرضاي في إدهاشي
و أنا راضية وسعيدة بهذا
تدخل تونا غاضبة كالعاصفة و تهز جسدها الكبير
في الممر
" قولي تونا ، ماذا حدث مجددًا ؟ "
" ماذا قد يكون ، أنت لم تشربي حتى كوبًا
من الماء منذ عدة ساعات ، لقد أعددت لك بعض الأشياء في الغرفة المجاورة ، ليلة
البارحة قد أعددت محشو بالزيتون ، لا أشعر بالرغبة في تناولها قبلك ، و هناك حلوى
أيضا تتناولينا مع كوب من الشاي"
" ماذا سيحدث للمرضى ؟ "
" لن يحدث شيء ، لقد أعطيت الشاي للمرضى
الجدد القادمين ، تناولي أكلك براحة ، سوف أهتم بهم "
لو لم تكن تونا موجودة كان سينتهي أمري ، لو
كان الأمر بيدي كنت سأجلس على هذه الطاولة دون أن آكل أو شراب حتى المساء ، لكنني
لا أنسى قهوة الصباح ، هي فقط التي لا أنسى
أقوم من على الطاولة
بسخرية ، أوه ، كم جميل ما قامت بتحضيره ، أقول أنني لست جائعة لكنني آكل المحشي
بكل سرور ، لا أحد يستطيع تحضيره مثل تونا ، هناك لذة في يديها ما شاء لله ، هذا
واضح من وزنها ، آمل ألا تقول أنها ستتبع حمية مجددًا ، الحلوى لذيذة أيضًا ، تونا
تسميها حلوى أبي و أمي ، والدتي أيضًا كانت تحضرها ، عندما نعود من المدرسة و نشم
رائحة البسكويت في المنزل ، اعتدنا نحن الاخوة الثلاث على الانقضاض على البسكويت
من الدئاب الجائعة ، كانت تحضر فطائر الجوز كذلك ، حتى لو كان المرء ممتلئًا
سيتناولها
عندما أعبر إلى غرفتي ، تظهر تونا في الممر
مرة أخرى ، تأتي إلي ضاحكة و تتمايل مثل الطفل
"أوه ، شهية طيبة ، كيف هل أعجبتك ؟
"
" و هل يمكن أن لا تعجبني و أنت من قام
بتحضيرها يا عزيزتي تونا ، لتسلم يداك ، جميعها لذيذه جدًا "
" هل ترغبين بشيء آخر ؟ "
" ماذا قد أريده أكثر يا عزيزتي تونا ،
فلتدخلي المريض التالي "
سيأتي شخص ما و سيغادر شخص ما ، و سأستمع إلى كل واحد منهم ، واحدًا تلو الآخر حتى المساء ، مما يعني أن يومًا آخر يمر من حياتنا ، لكنني مع ذلك أحب المساء كثيرًا...
تعليقات
إرسال تعليق