القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية إذا خسر الملك مترجمة للعربية : الفصل الأول

 رواية اذا خسر الملك للكاتبة جولسيران بودايجي أوغلو مترجمة للعربية 



أغلق الرجل الشاب الهاتف على عجل و نهض من على الطاولة و هو يتهجم ، قام بحركة بيده كما لو كان يقول ، " اللعنة "، بعدها أدار رأسه إلى الوراء لكي لا يرى نظرات أصدقائه المتفاجئين و الغاضبين بالأكثر و الذين كانوا يلعبون الورق ، و صرخ بصوت هدير على نادل النادي

"حسين ، أعطني معطفي ، سأغادر "

توقف أصدقاؤه و لم يعرفوا ماذا يفعلون بالأوراق التي في أيديهم ، ما تمسيه القمار لا يمكن الانسحاب منه فجأة...، كل شي له آدابه ، و هل يبيع الرجل أصدقاءه لأجل كلمة من امرأة ؟ ليست مرة ، ليست مرتين ، كم مرة حدث هذا ؟ على الرغم من ذلك لا تزال الأوراق تظهر له هو ، و يقولون "من يربح في الحب يخسر في القمار"، كل هذا أكاذيب...، هذا الرجل يفوز بالحب و المقامرة

أكبرهم ألقى الأوراق على المنضدة ووقف  بعد دفع الكرسي الذي أصدر صريرًا ، أمسك سترته من الياقة و أعادها للورا ثم أدار رأسه يمينا و شمالا و يتجول في المكان و كأنه يقول في نفسه "لا حول و لا قوة "، لقد كان متضايق ، عندما يغادر سوف تفسد المتعة لأن عددهم لن يكون كافي و كذلك لأن معظم النقوذ كانت أمامه ، بعد أن نظف حلقة بصوت عالٍ مرة أو مرتين ، استدار نحو كنان و بدأ في التذمر

"كم مرة هذه ؟ إذا جلست معك مجددا على هذه الطاولة ماذا أكون ، لم تستطع التخلص من هذه المرأة ، يا ليتها لو كانت امرأة فقط ، كم مرة  قلنا لك أن تتخلص منها ، إذا استمريت على هذا الحال سوف تقع في المشاكل ، ألا ترى ؟ لقد أصبحت آسيرًا لها ، ما لم تعانيه من زوجتك تعانيه من تلك الفاسقة ، إلى جانب تلك فهذا النوع من العلاقات لا تستمر لفترة طويلة ، يجب أن تنتهي في وقت ما ، أولئك الذين يسمعونه سيعتقدون أنك لم ترَ امرأة من قبل في حياتك "

" أصمت يا سميح فأنا منزعج بالفعل ، لا تزعجني أكثر بكلامك هذا "

" كيف لا يزعجك ، هاتفك لم يتوقف منذ أن جلست هناك ، لم نفهم ما الذي تريده منك هذه المرأة...بما أنها ثمينة جدًا ، بما أنك تخاف منها جدًا ، فلا تجلس معنا على هذه الطاولة مرة أخرى ، هذه ليست لعبة أطفال جلسنا لنلعب و نتسلى قليلا و أنت تفسد مزاجنا ، نحن لم نعد نعتبر شبابًا و كلنا مررنا من هذا الهراء لككنا تركناه بعد أن تذوقناه ، لا توجد امرأة لم تمر عليها لكنك ما شاء لله لم تتعب من كل هذا "

كان سميح على حق ، لقد تعرض للسخرية مرة أخرى أمام أصدقائه ، يا ليته لم يأتي أبدًا للنادي هذه الليلة ، لكنه ليس من النوع الذي يخرج من العمل و يذهب الى منزله مباشرة ، علاوة على ذلك ليس معتادًا على مثل ذلك النظام ، في المساء فور خروجه من العمل يجتمعون في هذا النادي لسنوات ، يشربون الخمر و يتحدثون عن النساء و الفتيات و أحيانا عن قضايا البلد ، و الأعمال التجارية و السلطة ، ثم يجلسون على الطاولة و يلعبون القمار ، و عند منتصف الليل يحين وقت عودتهم للبيت ، من حين لآخر لا يتمكن أحد منهم أو أكثر من القدوم لأنهم لم يتمكنوا من التغلب على زوجاتهم ، كان كنان أحد لاعبي النادي النظاميين ، مهما حدث فإنه لا يعود الى المنزل دون القدوم للنادي بعد العمل ، لكن هذه المرأة بدأت تزعجه بشدة مؤخرًا ، على الرغم من أنه عند عودته للمنزل كانت تعامله مثل الملوك ، لا يكرر كلامه مرتين ، كانت تقدم له جميع أنواع الخدمات مثل الغيشا (معروفة في اليابان تقدم الخدمات للزبائن مثل المضيفة ، المرافقة ، الجارية...) لكن في الأيام الأخيرة كانت تعارض بشدة عودته إلى المنزل في وقت متأخر من المساء ، و كانت دائمًا تجد طريقة لإحضاره مبكرًا للمنزل ، و اليوم فعلت نفس الشيء عندما قالت : "هل نسيت عيد ميلادي ؟" ، لم يكن أمام كنان خيار آخر سوى النهوض من الطاولة على عجل ، فكيف نسي عيد ميلاد فادي ؟

يحب هؤلاء النساء كثيرًا لكنه لا يستطيع تحمل مزاجهن الذي لا ينتهي ، اليوم عيد ميلادي ، لا بل أول يوم لقاء ، لا بل ليلة رأس السنة ، عطلة العيد...، الحجج لا تنتهي أبدًا ، على الرغم من أنه مثل غيره من الرجال لا يهتم بمثل هذه الأشياء إلا أنه يجد طريقة و يتجاوز الأمر ، لكن في هذه الأيام كان هناك توتر بينهما لم يستطع مواجهته ، سيكون من الجيد لو كان معها في عيد ميلادها

"حسنًا ، حسنًا ، مهما قلت أنت محق لكن اليوم عيد ميلاد فادي و قد نسيت ، في الواقع لم يكن يجب أن آتي الى هنا اليوم لكن نسيت الأمر بينما كنت غارق في العمل "

كان الجالسون على الطاولة يضحكون و يتذمرون في نفس الوقت ، تقوم بإتخاذ عشيقة لك و تنسى عيد ميلادها كذلك ، أين شوهد مثل هذا من قبل ؟

"مع ذلك أنت رجل موهوب" ، قال سامي ، " لو كنا نحن لكنا طردنا من المنزل من قبل زوجاتنا ، هل تلقي تعويذة على هؤلاء النساء ؟ و أيضًا من المستحيل فهم كيف تتدبر أمر زوجتك ، ألم تلاحظ هذه المرأة شيئًا كل هذه السنوات ؟ كما أنك لا تذهب الى المنزل في الليل أيضًا "

"حبًا بالله توقف عن العبث معي ، اهتم بشؤونك الخاصة ، خذ أقراص البوكر هذه و تقاسموها بينكم ، لا أريد المال "

بعد دفع القطع باتجاه منتصف الطاولة ، غادر كنان الغرفة بسرعة بعد أن ارتدى المعطف البيج الأنيق الذي أحضره النادل و أخذ جقيبته الجلدية السوداء ، ثم استضافتهم في غرفة الشخصيات الهامة في النادي ، كان كل منهم إما بيروقراطيًا في المكتب الحكومي أو رجل أعمال كبير ، لم يفترقا منذ سنوات ، كانوا يعملون بشكل جيد و يكسبون راتبًا جيدًا كذلك ، كان من حقهم الاستمتاع ببعض المرح بعد العمل الجاد ، إلى جانب ذلك لم يعودوا صغارًا تمامًا ، فقد كانوا في أواخر الأربعينيات من العمر

كبر الأطفال و أصبح كل منهم طالبًا جامعيًا ، لم تكن أي من زوجاتهم تعمل على الرغم من أنهن تخرجن من الجامعات ، إلا أن أزواجهن كانوا يكسبون أموالا كثيرة و كان أمر الأطفال دائمًا متروكًا للأمهات ، لم يكن من السهل كسب الكثير من المال في هذا العصر ، إما أن تسافر جبلاً و منحدرًا مثل كنان أو ستخدم الدولة حتى منتصف الليل ، يغادر المسؤول الصغير عندما تنتهي ساعته ، لكن بالنسبة للكبار لا يوجد مفهوم للوقت ، ستستمر الاجتماعات حتى منتصف الليل

أصبح هذا النادي ملاذا لهم ، نظرًا لأنهم كانوا جالسين في غرفة منفصلة  لم يكن ليراهم أي أحد و هكذا تجنبوا الظهور في الجرائد ، أكلوا و شربوا حتى وقت متأخر ، تجاذبوا أطراف الحديث ثم لعبوا الورق بشراسة ، في زمانهم كان بعضهم وزراء و بعضهم وكلاء وزارة و بعضهم شغل منصف رئيس الدائرة ، على الرغم من عدم وجود وزير بينهم في الوقت الحالي ، إلا أنهم ما زالوا في منصاب عالية جدًا ، لا يسمحون لأي شخص بالدخول حتى النوادل الذين يخدمونهم لن يتغيروا ، كما دفعوا ثمنًا باهظًا مقابل هذه الخدمة ، و يتركون إكراميات كبيرة للنوادل كل يوم و يساعدون كل واحد منهم بخصوص حاجياتهم في المكاتب الحكومية

كان كنان يعمل أيضًا في وظيفة حكومية من قبل ، إذا كان قد بقي هناك لكان قد أصبح شيئًا ما الآن ، لكنه كان جشع للغاية و كان يحب المال و أراد كسب المزيد في أسرع وقت ممكن و ترك وظيفته منذ سنوات ، درس الهندسة المدنية و أسس شركة على الفور و استعمل علاقاته من وظيفته القديمة و بدأ بالعمل و بمرور الوقت بدأت الشركة تكبر و زاد عدد موظفيه يومًا بعد يوم ، و أصبع في النهاية مالكًا لشركة انشاءات ضخمة ، لم يكن من السهل الوصول إلى مكانته اليوم ، تم إنشاء مواقع البناء في مختلف محافظات تركيا ، خاصة في شبابه لم يكن يستطيع العودة إلى منزله و اضطر للسفر كثيرًا ، في الواقع لم يكن لديه أي شكوى بشأن هذه الرحلات فهو لم يكن يحب الحياة المنزلية العادية على أي حال ، لقد كان يبحث دائمًا عن المغامرة و كان يحب بشكل خاص المغامرات التي لعبت فيها النساء دور البطولة

بفضل رحلات العمل هذه كان بإمكانه أن يعيش كما يريد دون أن يكون مسؤولا أمام أي شخص و لم تفتقد حياته للنساء أبدًا ، لم يكن من النوع الذي يقضي حياته مع امرأة واحدة ، كانت النساء تسقطن في حضنه بمفردهن على أي حال ، لقد كن على حق ، لم يكن هناك حتى فنان وسيم مثله في هذا البلد ، كان الأمر كما لو أن الله قد عامله بطريقة خاصة جدًا أثناء خلقه ، كما لو أن جسده الطويل الرياضي و عيناه الخضراء و أنفسه المستقيم تمامًا لم يكن كافيا ، حتى صوته كان مؤثرًا للغاية ، و لأنه يعرف ذلك لم يكن يتجنب أي شيء يمكنه أن يجذب به انتباه النساء

حتى عندما كان طفلا كان لديه توهج مختلف عن الآخرين ، لقد كان دائمًا صبيًا أكثر بريقًا و ذكاءًا من أقرانه ، كانت والدته تحبه بشكل خاص ، حتى عندما كان رجلاً كبيرًا كانت دائمًا تحببه بقولها " إبني الجميل ، إبني الوسيم ، لتكن كل النساء فداءًا لك "، كان الأمر كما لو كان مقدرًا له أن يكون مميز و يتمتع بإمتياز ، نظرا لأنه كان شخصًا مميزًا و مختلفًا عن أي شخص آخر أو بالأحرى متفوقًا ، فالبطبع كان الأشخاص من حوله دائمًا يتعاملون معه باحترام و حب

كان منزعجًا عندما ارتد من الدرج ، لم يكن يحب مثل هذه الأيام الخاصة علاوة على ذلك لم يحضر أي هدية ، الآن عليه أن يجد الكثير من الأعذار لنسيانه اليوم و عدم إحضاره الهدية ، من الأفضل أن يتصل بزوجته قبل أن يخرج ، ضغط  على الهاتف على عجل ، بعد أن رن مرتين فتحت الخط

"مرحبًا هاندان ، كيف حالك ؟"

" مرحبًا كنان ، أنا بخير ، أنت كيف حالك هل جئت ؟ "

" بخير ، بخير، لقد جئت لكن..."

" بما أنك اتصلت في هذا الوقت ، فلن تأتي الى البيت اليس كذلك ؟"

" لا تسألي أبدًا...أنا متعب جدًا كما تعرفين ، لقد عدت للتو و كنت ألقي التحية على الأصدقاء ثم آتي الى المنزل لكن اتصلوا من موقع البناء في سامسون ، هناك مشكلة ما "

"أي مشكلة ؟ "

" الآن لا أستطيع أن أخبرك بما حدث مطولاً ، يبدو أنه قد وقعت حادثة ما ، يجب أن أذهب فورًا "

" تعال الى المنزل و غير ثيابك و استحم على الأقل..."

" لا ، لا ...، ليس لدي وقت لهذا ، سوف اتصل بك لاحقًا ، اهتمي بنفسك و لا تقلقي بشأني"

" لكن لا يجوز هكذا...على كل حال ، حسنا... أراك لاحقًا "

في كل مرة كان يجب عليه أن يتصل بالمنزل و يختلق عذرًا، خرج مسرعا من الملهى ، كان يسير دائمًا ورأسه مرفوعًا وكتفيه للخلف وعيناه تتجول تتفقد الأرجاء ، كان سائقه إسماعيل ينتظره عند الباب كالمعتاد ، ركض بسرعة و أخذ حقيبته و انحنى باحترام ثم فتح له باب سيارة المرسديس ذات اللون الأزرق الداكن ، بمجرد ان ركب كنان السيارة كان أول شيء فعله هو إخبار إسماعيل بالوقوف أمام بائع زهور : " أخبرهم أن يجهزوا باقة زهور جميلة و فخمة "

من جهة كان يفكر في هاندان ، انها امرأة جيدة ، لقد كانت دائمًا تعامله بإحترام و تجاهلت الكثير من الأشياء ، في الأصل لم يكن هذا الزواج ليستمر لولا ذلك ، و أصبح يعرف هذا جيدًا

قبل تطلقا بسبب نوبة غيرة ، في الواقع المرأة محقة فهذه المرة قام بخيانتها مع أقرب صديقاتها ، لكن كل الذنب ليس على كنان فقط ، فتلك المرأة قد رمت بنفسها إلى أحضانها و هو استسلم لجمالها ، هذا كل شيء ، لو لم تقترب منه المرأة لم يكن ليحدث كل هذا ، كما أنه كان هناك نساء أخريات في حياته حينها على أي حال ، كان من الجيد أن أوزلام كانت جميلة ، لكن حياته لم تكن كافية لمطاردة كل النساء الجميلات ، لو كان لديك الوقت حينها ، على كل....

كانت أولازم أقرب صديقة لهاندان لذلك كانت تدخل و تخرج من منزلهم باستمرار ، عندما يعود كنان في المساء من العمل كان يجد أوزلام في بيتهم ، رجل مثل كنان لم يعرف كيف يرفض هذه المرأة التي كانت تضحك على طاولات الراقي وكانت مليئة بالشهوة ، وسرعان ما دخلوا في نفس السرير ، كان لدى أوزلام وظيفة جيدة و تكسب أموالاً جيدة ، إلى جانب ذلك كانت جميلة ، بينما كان كل هؤلاء الرجال واقفين طاردت المرأة كنان بإلحاح و شقت طريقها أخيرًا و تمكنت من إغرائه ، كانت عازبة و جميلة و جذابة بما يكفي لتجد أربعين زوجًا لها إذا أرادت ، لكنها أصرت على كنان و ليس الآخرين ، كان الذي يعرف بكل هذا كان يشعر بالإطراء و الغرور ، كان يستمتع بكونه محبوبًا و مهماً من طرف امرأة مثلها

بدأت الحب سريعًا بينهما و لم تكن عيونهم ترى العالم ، لهذا السبب تم القبض عليهم من قبل هاندان ، لو كانوا أكثر حذرًا فربما لم تكن هاندان لتعرف ، على كل حال لقد كان هو الشحص الوحيد الذي أراد أن يعيش هذه العلاقة بعيدًا عن الأنظار أما بالنسبة لأوزلام لم يكن مهتمة بهذا و لم يشكل مشكلة لديها ، على العكس من ذلك أرادت أن تظهر هذه العلاقة في أسرع وقت ممكن لأنها كانت واقعة في حب كنان و كان هدفها الوحيد هو الزواج منه و مواصلة هذه العلاقة إلى الأبد ، صحيح أن هاندان تكون صديقتها المقربة و لم تجد هذا لائقًا بنفسها لكن الحب مختلف تمامًا ، لا يعرف العيب و لا الذنب ، لهذا السبب لم تكن تغضب على نفسها ، لقد كانت متعلقة بكنان لدرجة كبيرة ، بالنسبة لها العالم في جهة و كنان في جهة

في ذلك الوقت بكت هاندان كثيرًا و حزنت كثيرًا ، لقد كان من الصعب عليها خيانة زوجها و أيضًا مع أقرب صديقتها ، في النهاية إعترف زوجها بكل شيء و بأنه قام بخيانتها فعلا لكنه لم يعتذر عن ذلك حتى ، كان كنان حبها الوحيد و كانت تعرف أنها لن تنساه أبدًا لكنها لم تستطع أن تسمح لغرورها بأن يُسحق تحت أقدامهم أكثر من ذلك ، كانت غاضبة و منهارة ، تم الطلاق في جلسة واحدة و لكن بعد فترة قصيرة سمعت عن زواجه من أوزلام ، حينها و كأن العالم انهار فوق رأسها ، في تلك الفترة فكرت كثيرًا في الانتحار لأن هذا العالم كان فارغًا بالنسبة لها من دون كنان ، لم تكن الأيام تمر بأي شكل كان ، كان الأمر كما لو كانت تغرق وحيدة في تلك الليالي المظلمة

كانت تغضب كثيرًا من كنان و من أولازم و من نفسها كذلك ، كيف أدخلت تلك المرأة الى بيتها و كيف سمحت لها أن تسلب عقل زوجها أمام عيونها ، ألم تعرف المرأة التي كانت صديقتها لسنوات ؟ كيف لم تعرف غايتها منذ البداية ؟ كم كانت امرأة غبية ، لقد سرقت منها زوجها و هي تنظر الى عيونها ، و أيضًا ألم تكن تعرف بعض الأشياء منذ الجامعة ؟ ألم ترى كيف كانت كل النساء تنظرن إلى كنان و كيف كن يسقطن من أجله ؟

كانت هي أيضًا فتاة جميلة و كانت دائمًا تتلقى عروض زواج من الرجال الذين أعجبوا بها ، لكن كنان كان مختلفًا ، كان لا مثيل له ، منذ ذلك الوقت كانت تعرف أن النساء معجبات بزوجها و هو كذلك لمم يكن سهلا ، لم يكن يرفضهن في الكثير من الأحيان ، لكنه كان رجلاُ بعد كل شيء (خخخخخ تتففف ) كان سيقع في حضنهن قليلاً و في النهاية سيعود إلى المنزل لزوجته ، ألم تتزوج من كنان و هي تعرف هذا ؟ لماذا هي الآن غاضبة جدًا ، لقد أوصلها الأمر الى هذا الحال و أخذته منها صديقتها المقربة ، كيف أمكنها أن تكون غبية لهذه الدرجة ؟

كان كنان رجلاً صعب المراس ، صعب لكنه فريد من نوعه...لو لم يكن يحبها لم يكن ليتحمل العيش معها ، كان ينتظر كل شيء من زوجته و لم يكن يحضر حتى الخبز للمنزل ، ليس فقط المنزل بل لم يكن يهتم بزوجته حتى ، كان تفكيره في أماكن أخرى و يتجول دائمًا مثل الشبح ، كانوا متزوجين لمدة خمس سنوات و لكن ليس لديهم أطفال ، لو كان لديهم فلن يتمكن أي منهما من الاستمرار هكذا  ، سوف يستمر الزواج بالاجبار ، لقد ارتبت هاندان خطأ

كان يجب أن تجد طريقة لتتصل بزوجها السابق و تبدأ معه علاقة مرة أخرى ، هذه الحياة لا يمكن تحملها بدون كنان ، و هذا ما حدث فعلا و بدأ كنان يرد على اتصالاتها بسعادة ، عندما التقيا مجددًا لأول مرة شعر كلاهما بالغرابة ، بدأ كنان باللقاء بهاندان في السر و خيانة أوزلام ، بدأت بينهم علاقة أكثر إثارة بينهما من ذي قبل ، كان الأمر كما لو كانوا يروون شوق سنوات طويلة ، و كلاهما كان يحترقان لبعضهما البعض

في الواقع هاندان ابنة عائلة جيدة و تلقت تربية جيدة ، أكلمت دراستها و أصبحت مهندسة لكن عندما تزوجت من كنان تركت العمل ، و أصبح كل همها أن تخدم زوجها بشكل أفضل ، قبل أن تتعرف على كنان لم تكن لديها علاقة مع أي رجل من قبل و لم تقم بأي شيء من دون علم عائلتها ، لكن عندما رأت كنان لأول مرة شعرت بشيء داخلها و أصبحت تبحث عنه فقط في حديقة الجامعة ، كان وسيما جدًا و رائعًا جدًا ، بينما كان الرجال الآخرون يركضون وراء كان هو عكس ذلك و كأنه يجذب النساء إليه ، كان رجل رومانسي و جدي في نفس الوقت ، الشيء الذي يسمى الحب لا يمكن أن نعيشه إلا مع مثل هذا الشخص ، لم تستطع الاقتراب منه لبعض الوقت لأن كنان لم يكن يستطيع حتى التنفس بسبب الفتيات ، كان هناك دائمًا فتيات جميلات من حوله

مرة الكثير من السنوات حتى يتم زواجهم ، كانت مصرة على البقاء بجانب كنان و انتظرت بفارغ الصبر أن يلاحظها ، لم تكن قريبة منه جدًا مثل بقية الفتياة لكنها كانت بجانبه في نفس الوقت ، كانت فتاة جميلة و محترمة ، في النهاية ربحت المعركة و كانت هي من تزوج بها كنان ، في الواقع لقد حققت انتصارًا جادًا ، بدا الأمر و كأنها دخلت بين عشرات المفترسين و حصلت عليه ، مهما تفاخرت بالأمر سيكون قليلا ، لهذا السبب كانت تمشي دائمًا ورأسها مرتفع بجانب زوجها ولم تنس أبدًا مدى امتياز الزواج من مثل هذا الرجل ، كانت تعرف مدى رغبة النساء في أن يكن مكانها ، لذلك كانت تحاول أن تستمع بكل هذا على أكمل وجه

كل هذا كان لا يغتفر ، أن تفوته من بين يديها و هي تعرف كل هذا ، الآن هي تأكل نفسها من الداخل و هي تعرف أنها لن تجد رجلاً آخر مثل كنان ، ألن يقول الجميع " أنظرو الى الرجل الذي وجدته من بعد كنان"، علاوة على ذلك فلقد تزوج كنان بإمرأة جميلة بقدرها و لديها وظيفة جيدة و لديها المال كذلك ، يا إما سوف تترك هذا العالم أو سوف تجد طريقة و تستعيد زوجها ، بدأ كنان يستجيب لها و هذا يعني أنه قد ندم أيضًا على هذا الانفصال ، يعني أنه يحبها ، كم هو شعور جميل أن تُحب من طرف كنان ، مع تقدم العلاقة كانت هاندان تؤمن أكثر بأنها محبوبة ، كان كنان لطيفًا جدا معها ، كان يتصل بها كل يوم و يسأل عنها ، و يلتقون بإستمرار ، الآن دور أوزلام لكي تعاني ، على كل حال سوف تسمع عن هذه العلاقة و سوف تنفجر من الغضب ، أولازم امرأة مغرورة تماما مثل هاندان لا تتحمل أن يتم خداعها ، سوف ينفصلون فورًا و كنان سيعود إليها

كل شيء حدث بالضبط كما اعتقدت هاندان ، أوزلام التي سمعت بهذه العلاقة طلقت كنان في جلسة واحدة ، بينما كانت هاندان تطير في الهواء بسعادة لم تستطع أوزلام أن تستجمع نفسها لسنوات ، حتى أنها أمضت شهرًا في جناح الطب النفسي في مستشفى خارج اسطنبول ، وتلقت العلاج بالصدمات الكهربائية ثماني أو عشر مرات لأن الأدوية التي استخدمتها لم تستطع علاج اكتئابها ، على الرغم من أن عائلتها حاولت اخفاء كل هذا عن الناس إلا أن هاندان سمعت بالاخبار من مكان ما ، كانت تعلم أيضًا أنها حاولت الانتحار مرتين أو ثلاث مرات ، لكنها لم تذكر ذلك مطلقًا لكنان

تزوجا هي و كنان في حفل بسيط ، حصلت أخيرًا على ما تريده و تم لم شملها مع الرجل الذي تحبه ، كان كنان سعيدًا أيضًا لكنه عاد الى حالته القديمة ، كان يعود للمنزل بوقت متأخر و لا تنتهي رحلات عمله أبدًا ، حتى لو لم يكن هناك رحلة عمل فهذه المرة كان يشرب و يمرح و يلعب مع أصدقائه في النادي حتى الصباح ، حاليًا لا تعرف إذا هناك نساء أخريات في حياته لكنها تعرف زوجها جيدًا ، حتى لو جلس هو بهدوء فإن النساء لن يسمحن بذلك ، و سوف يجدن بطريقة ما طريقة للاقتراب منه ، مع ذلك فهي خسرت كنان مرة و لن تخسره مرة أخرى ، لن تفقده أمام نساء أخريات ، لذلك لم تقل الكثير في تلك الليلة مع علمها أنه كان يكذب عليها

توقف السائق إسماعيل أمام بائع الزهور المعتاد و خرج على عجل من السيارة لكي يشتري باقة ورود فخمة كما يريد رئيسه ، بينما كان كينان ينظر إلى بائع الزهور من المقعد الخلفي الأيمن ، وقعت عيناه على شابة ترتدي سترة بيضاء ، تميل نحو الإقحوانات الموضوعة بدقة في المزهريات ، خرج بسرعة من السيارة ، كما أنه لم ينسى أخذ حقيبته التي كانت بجانبه ، أسقط الحقيبة التي كان يحملها وهو يمر بجانب المرأة و تظاهر بأنه كان يدخل المحل ، و سرعان ما سقطت الحقيبة في بركة ماء على الأرض و تناثر الماء المتسخ ، ليس فقط بنطلون الشابة ، ولكن أيضًا السترة الجلدية البيضاء التي كانت ترتديها حصلت على نصيبها من هذا

انحنى كنان نحو المرأة بإحراج شديد و سارع لكي يرى وجهها الذي لم يستطع رؤيته من السيارة ، و لكن الآن هما وجها لوجه و أتيحت له الفرصة لفحصها بدقة ، جمعت شعرها الأشقر على شكل ذيل حصان ، كان عمرها فوق الثلاثين ، دون أن يجعلها تشعر نظر إلى يديها ، لم تكن ترتدي خاتم يعني أنها ليست متزوجة ، كان يقول في داخله إذا كانت هده المرأة الجميلة لا تزال غير متزوجة في هذا العمر فسوف تكون حزينة و مجروحة ، كان من السهل إقامة علاقة مع هذا النوع ، لن تتوقف هذا النوع من النساء عن الأحلام و انتظار الفارس على حصان أبيض

"أعتذر ، أعتذر كثيرًا...اه يا إلهي ، حتى سترتك قد توسخت ، كم أنا رجل أحمق"

" لا يهم..."

أثناء قولها ذلك كانت تحاول تنظيف الماء المتسخ الذي تناثر عليها ، و من ناحية أخرى كانت تعتقد أن هذا الحادث الذي حدث لها ربما كان علامة جيدة ، نظرت هي أيضا الى الرجل باهتمام ، كان لطيفًا جدًا ، كم كانت رائحته جميلة و يبدو مظهره رائعًا ، مظهره و ثيابه و نبرة صوته و الحقيبة التي بيده بدا و كأنه رجل أعمال ، كما لو كان رد فعل طبيعي ، نظرت المرأة إلى يدي كنان ، لم يكن يرتدي خاتم ، هذا يعني انه أعزب

أخرج كنان على عجل من جيبه منديل حريري أبيض ، كم عدد الرجال الذين يحملون مناديل الحرير في هذا العصر ، شعرت و كأنها في حلم لا تريد أن تستيقظ منه ، بخجل و حماس كان يحاول مسح البقع على الجاكيت بمنديله الحريري ، في ذلك الوقت جاءهم الشاب صاحب المحل مع السائق إسماعيل ، كانوا ينظرون إلى وجوههم لا يستطيعون فهم ما يجري و يسألون عما إذا كان هناك شيء يمكنهم القيام به

رفع كنان صوته و بدأ بإصدار الأوامر مثل الرئيس : "إسماعيل ، خذ رقم هاتف السيدة وعنوانها ، اذهب مبكرًا صباح الغد ثيابها إلى عامل التنظيف لدينا ، و أخبرهم أن ينتبهوا للسترة حتى لا يخدش الجلد"

"حاضر سيدي"

"و أنت يا بني ، اجمع باقة جميلة من هذه الأقحوانات لنعطيها للسيدة ، لا أعرف كيف نجعلها تسامحنا بخلاف ذلك "

"حاضر سيدي "

في غضون ذلك حمل إسماعيل حقيبة رئيسه التي تسقطت على الأرض و أخذها للداخل لأجل تنظيفها ، بعد المسح عدة مرات وضع كنان منديل الحرير في يد المرأة ، كانت الأحرف الأولى من اسمه مطرزة على المنديل و دائمًا ما كان كنان يرش العطر الذي كان يستخدمه على المنديل قبل أن يضعه في جيبه ، بقي المنديل في يد المرأة التي كانت تحدق في دهشة ، لا تعرف ماذا تقول عن كل هذا ، لم ينظر كنان إلى المرأة مرة أخرى حتى أبتعد عنها قدر الإمكان ، غير قادر على رفع رأسه عن الأرض ، كان محرجًا  

تم تنظيف الحقيبة و تم تسليم الباقة المعدة بعناية إلى الشابة ، و في تلك الأثناء بعدها وضعت الزهور التي أرادها كنان في صندوق السيارة حان وقت ركوب السيارة

"تفضلي يا آنسة ، سوف أوصلك الى المكان الذي تريدين الذهاب إليه "

" لا ، لا... منزلي قريب على كل حال ، كما أنك قد اشتريت الأزهار ، لم يكن هناك داعي لكل هذا حقًا "

" بلى ، فأنا لا أستطيع النظر إلى وجهك بسبب إخراجي ، أتمنى ألا تترك أي علامات على سترتك ، في صباح الغد سوف يأتي إسماعيل يأتي و يأخذهم ، أكون أخرق في بعض الأحيان...، لا أحب سلوكي هذا ، لا نوم لي هذه الليلة "

"ليس لهذه الدرجة لا تبالغ ، تحدث مثل هذه الأشياء..."

بينما كانت الفتاة الشابة تقول هذا لم تعرف ماذا تفعل بالمنديل الذي بين يديها ، لقد توسخ المنديل الحريري ، لا يجوز أن تعيد المنديل و هو متسخ ، بينما كانت تدير المنديل بين يديها ، أنحنى كنان قليلا و فتح الباب الخلفي للسيارة لتركب ، كان منقوش في المنديل حرفي (ك.ب) لابد أنه رجل مهم

جلس كنان بجانب الفتاة الشابة لكنه كان بعيدًا عنها كذلك ، كانت الفتاة تصف عنوان بيتها لإسماعيل ، كان اسماعيل يضحك في داخله و يفعل ما قيل له ، لقد كان متعود على هذه الأشياء ، رئيسه كان بارع في هذه الأشياء ، يبدو أنه رأى تلك المرأة من السيارة و قام بفعلته مجددًا

لقد كان منزل الفتاة بالفعل قريبًا من متجر بائع الزهور ، عندما توقفت السيارة أمام الشقة خرج كنان من السيارة فورًا ، خرج إسماعيل أيضًا و وقف خلف رئيسة في انتظار الأوامر ، فتح كنان الباب للمرأة دون النظر إلى وجهها مجددًا ، "أعتذر مجددًا يا آنستي ، اسمي كنان ، كنان باران "، قال و هو يمد يده للمرأة ، صافحت اليد التي امتدت اليها و أشعرتها بالدفئ ، "إسمي سيراب ، أنا معلمة ، أسكن هنا مع والدتي ، لا يمكنني إعادة المنديل إليك بما أنه متسخ "، رفع كنان راسه للوراء و ضحك ، ضحكة صغيرة عاطفية و عاطفية...، "لا يهم ، فليبقى لديك كذكرى لهذا المساء ، سررت بلقائك ، عمت مساءًا "

بينما كانت الفتاة الشابة تضغط على باقة زهور الأقحوان الكبيرة في حضنها مع الحقيبة التي تحملها فوق ذراعها ، بدأت بالسير نحو الشقة ممسكة بمنديل كنان الحريري بيد واحدة ، عندما أشار كنان برأسه لإسماعيل تبع المرأة و أخذ الزهور من يديها ، استقل المصعد صعودًا إلى الشقة التي تسكن فيها ، و بعد أن عرف مكان اقامتها نزل إسماعيل

كنان كان قد ركب السيارة و ينتظر إسماعيل

"هل تحققت في أي شقة تسكن ؟ "

" لقد تحققت يا سيدي"

" جيد ، إذهب غدًا في الصباح الباكر و خذ ثيابها الى التنظيف ، عند ذهابك خذ معك باقة أخرى من زهور الاقحوان ، و لا تنسى أن تضع داخلها بطاقتي ، بما أنها معلمة إذن هي تخرج في الصباح الباكر لا تتأخر ، هاا هل الورود التي أخذتها لأجل فادي جميلة ؟ بسبب ما حدث لم أنظر الى الباقة "

" إنها جميلة سيدي ، لقد وضعت فيها أغلى الورود و تم ربطها بشريط مخملي ، سوف تحبها السيدة بالتأكيد "

ارتاح كنان ، لقد طرب عصفورين بحجر واحد ، لقد تخلص من ازعاج فادي له كما ظهرت أمامه حورية جديدة ، الفتاة جميلة ، الأن ليس عليه أن يفعل أي شيء ، على كل حال سوف تتصل به الفتاة و هو لكي يعتذر منها مجددا سوف يقوم بدعوتها لتناول الطعام معه كحجة ، الباقي سوف يحدث من تلقاء نفسه

بعد أن دخل كنان الشقة و بيده باقية زهور ضخمة و حقيبته الجلدية السوداء في اليد الأخرى ، فتح الباب و هو يصعد السلم إلى الطابق الأول ، كانت فادي تنتظره عند النافذة كالمعتاد ، بعد أن أخدت باقة الزهور و الحقيبة من حبيبها وقفت جانبًا و انتظرت دخوله ، ثم قالت : "أهلا بك حبيبي" ، و لفت ذراعيها بإحكام حول رقبة كنان

على الرغم من أن كنان كان يشعر بالإنزعاج قليلاً من تلك الأذرع التي كانت تلتف  حوله قبل حتى أن يخلع معطفه ، إلا أنه دفعها بلطف و قال : "أهلا بك عزيزتي ، عيد ميلاد سعيد "، لماذا كانت هذه المرأة في عجلة من أمرها و كأنه سيهرب ، بينما كانت فادي سعيدة جدًا برؤية كنان لدرجة أنها وضعت حقيبته في الصالة و الزهور على طاولة المطبخ على عجل ، ثم ركضت إلى كنان مرة أخرى

كانت مهمتها الآن هي مساعدة كنان على خلع ملابسه ، أخذت المعطف من يده و علقته ، ثم رافقت كنان ليجلس على الكنبة في ركن الصالة ، إنها تحب هذا الرجل ، تحبه كثيرًا ، مع العلم أنه نسي حتى عيد ميلادها ، لقد كان تفكيره دائمًا في أماكن أخرى مع ذلك كان الانفصال عنه مثل الموت بالنسبة إلى فادي ، كم كان حبيبها وسيمًا و رائعًا ، كان لديه كاريزما مختلفة ، عندما جلست على حافة الكنة و عانقته ، استنشقت رائحة عطر كنان الممزوجة بالسجائر ، لأجل شم هذه الرائحة فقط كان يستحق كل شيء

"كيف حالك عزيزي ؟ هل تعبت كثيرًا مجددًا ؟ يا ليتك لا تتعب نفسك كثيرًا هكذا ، قم بمد رجليك هكذا ، ارتح قليلا ، لقد حضرت لك الكثير من الأطباق اللذيذة ، هل تعرف منذ كم ساعة و أنا أقوم بتحضيرها ؟ هل تعرف لماذا ، لأن حبيبي يستحق الأفضل دائمًا

"حسنا، حسنًا، لتسلم يداك...أجل ، لقد تعبت قليلا ، على كل حال لقد اتيت من طريق طويل ، و كان لدي بعض العمل ، لم أستطيع الخروج دون إنهاءه"

"لكنك لم تكن في الشركة ، هل ذهبت الى النادي مجددًا ؟ "

"كان يجب أن أتحدث مع سميح ، و أجده في هذا الوقت في النادي فقط ، و عندما ذهبت بقيت هناك لفترة "

"لكنك نسيت عيد ميلادي حتى "

" لا عزيزتي لم أنسى ، من قال ذلك ؟ عندما اتصلت كنت على وشك إنهاء العمل ، كنت قادمًا على كل حال "

في الواقع فادي معتادة على مثل هذه الأشياء ، لم يوفي كنان بوعوده لها قط ، و لم يتذكر أيًا من الأيام المهمة ما لم تذكره هي ، فهو لا يهتم بمثل هذه الأمور ، أليس معظم الرجال هكذا ؟ و أيضًا رجل مشغول مثل كنان يمكن أن ينسى مثل هذه الأشياء وسط كل عمله ، لقد تقبلت هذه الأشياء بشكل طبيعي ، لكنها لم تستطع دون أن تتدمر

لقد كانوا معًا منذ ما يقارب عشر سنوات ، من السهل قول ذلك ، لم تكن فادي لتصدق أنها قد تصبح حبيبة رجل مثله حتى في أحلامها ، لكنه حدث ، في ذلك الوقت كانت تدرس في الجامعة و كانت تعمل في المساء كنادلة في إحدى النوادي لأن أموال المنحة الدراسية التي حصلت عليها لم تكن كافية ، من الأخوات الخمس كانت الوحيدة التي تدرس ، لأن فادي كانت ناجحة في دراستها منذ المرحلة الإبتدائية دعمتها إدارة المدرسة و المعلمين و منحتها الدولة منحة دراسية بسبب درجاتها العالية في امتحانات الجامعة ، لم يكن هناك دعم من عائلتها على أي حال

من قبل تعمل في الفندق ليلاً حتى الصباح لكن كان من الصعب عليها العيش بلا نوم لشهور ، ومع ذلك ، فقد اشترت لنفسها معطفًا سميكًا بالمال الذي كسبته هناك ، تمكنت لاحقًا من الدخول إلى هذا النادي ، اعتادت أن تأتي بعد المدرسة كل يوم في حوالي الساعة الخامسة مساءً ، و تعمل حتى يغلق النادي ، كان الجميع ممتنين من عملها ، كانت تقوم بعمل شخصين بمفردها و لم تعترض على ما يقدمونه لها حتى أنها لم تطالب بالتأمين ، كانت دائمًا محترمة و بعيدة عن العملاء ، و كانت ملابس العمل التي أعطتها الشركة لارتدائها نظيفة دائمًا

لو لم تكن تتشبث بالحياة و لو قبلت بمصيرها مثل إخوتها لما عانت كثيرًا ، لو لم تقرأ كثيرًا و لو لم تكن تعرف الكثير فربما كانت ستعيش حياة أكثر هدوءًا لكنها لم تكن كذلك ، كانت الحياة تظهر لها دائمًا مدى اختلافها مع الناس من حولها و كم كانت بائسة مثل فأر الشارع ، بينما كانت أهم مشكلة يواجهها أصدقاؤها هي الملابس التي سيرتدونها في ذلك اليوم ، لم يكن لديها مثل هذه المشاكل لأنه كان من الواضع بالفعل ماذا سوف ترتدي

إلتقت مع كنان في ذلك النادي ، لقد كان من أحد الزبائن الكبار ، كان لديه كاريزما غريبة ، و كأن هناك طاقة كهربائية تحوم حوله ، خصوصًا ضحكاته تلك كانت ترن على جدران الملهى و تؤثر عليها بشدة ، كانت معتادة على بكاء الناس ، الأنين ، المعاناة ، ما الذي كان يحدث ، كيف يشعر المرء ، كيف يمكن للمرء أن يكون سعيدًا للغاية ، ومفعمًا بالحيوية ، يا لها من نعمة أن يأتي إلى هذا العالم كرجل و أيضًا وسيم و جميل على هذا النحو

رغم ذلك فإن كنان لم يكن دائمًا مبتهجًا و ممتعًا فهو لا يغفر أدنى إهمال ، يريد ماءه أن يكون باردًا دائمًا ، و الخبز دافئًا دائمًا ، و لا يضع إلا سيجارة واحدة على الصحن ، إذا لم يتم ملاحظته عند انتهاء الراقي و لم يتم تقديمه على الفور فسيغضب كثيرًا و كأنه قد تم إرتكاب خطأ مهم للغاية ، و لا يترك شيئًا لا يقوله ، لهذا السبب كان كل من يعمل في النادي يخاف منه ، فقد أعطوه الأولوية في كل شيء كما لو كان الملهى ملك له وحده ، و لكن حتى هذا كان ممتعًا جدًا لفادي في ذلك الوقت ، فقد كانت تحترم كنان و تهتم به كثيرًا مثل الجميع

في غرفة الشخصيات المهمة بالنادي كان ثمانية أو عشرة رجال يجلسون معًا ، و لا يغادرون تلك الغرفة كثيرًا ، بل يأكلون و يشربون و يقامرون هناك ، تم تسليم خدمة تلك الغرفة لفادي و سليمان الذي كان يعمل كنادل هناك لسنوات ، في الواقع لم يكن اسمها فادي ، بل فديم ، كان سليمان من أطلق عليها ذلك الاسم ، يقوم سليمان بالخدمة غالبًا و فادي تعمل مثل سكرتيرة خاصة أو مساعدة للأشخاص في تلك الغرفة ، كانت تجيب على جميع المكالمات الخاصة بالنادي ، و كانت تعرف جيدًا من الذي سيتواصل و من لن يتواصل مع أولئك الموجودين في غرفة الشخصيات ، تقوم بالإعتناء بالسائقين الذين ينتظرون عند الباب و ترتب دائمًا الوقت الذي يجبوا أن يصطحبوا فيه رؤسائهم ، تقدم لهم الأكل و الشراب ، إذا لم تأتي فادي للملهى يرتبك الجميع و يتسائلون عما يجب فعله حتى يتلقوا توبيخًا من غرفة الشخصيات الهامة ، على اي حال فادي لم تكن تأخذ إجازة و تحاول قدر الإمكان العمل سبعة أيام في الأسبوع

في الغرفة الصغيرة حيث ترد على اتصالات النادي كانت تنظر أحيانا إلى الكتب ، لم تكن مشكلتها الدروس ، كانت ستنهي المدرسة على أي حال ، لكنها لم تكن تعرف اللغة

ذات يوم تحدثت مع الضيوف المميزين أنها تريد تعلم اللغة الإنجليزية ، كان كنان مهتمًا جدًا و وعد أنه سيقوم بتسجيلها في دورة اللغة في أول فرصة ، كانت فادي سعيدة جدًا بتعلم اللغة لكن ما أثار حماسها حقًا هو الاهتمام الذي أظهره السيد كنان بها ، هل سوف تجد يومًا ما شخصًا يشبهه قليلاً ؟ ، بعد أسابيع قليلة رتب كنان دورة لغة لها يمكن أن تذهب إليها في عطلات نهاية الأسبوع من الصباح حتى الظهر

كانت فادي هي أفضل من تعرف ما الذي سوف تقوله في ذلك اليوم لزوجاتهم اللواتي يتصلن بهم في كثير من الأحيان ، و ايضًا كانت أفضل من يعرف كيف تجيب على النساء الأخريات ، الأن أصبح من المستحيل الاستغناء عنها ، لو اتصلت النساء الأخريات غير زوجة كنان كانت فادي تنزعج

لقد تغير حياة فادي بعملها في الملهى ، لم تشبه فأر الشارع ذاك ، حتى انها في بعض الأفكار تفكر بنفسها بأنها مهمة ، و كانت تعرف كم أن إدارة النادي كانوا راضين عن خدمتها لقسم الشخصيات الهامة ، لأنه فور وصولهم يريدون أن تهتم بهم فادي ، لذلك قاموا بوضع تأمين لها على الفور و زيادة أجرها ، في السابق كانت فادي تحلم بالعيش فقط و الاستمرار في هذه الحياة و لكن الآن تهتم أكثر بثيابها و شعرها ، تغسل أسنانها كل يوم ، حتى إذا لم تجد العطر كانت تضع من مزيل العرق و تحاول أن تكون رائحتها جميلة

بفضل هؤلاء الرجال سيكون من الأسهل عليها العثور على وظيفة ، بعضهم لديه مكانة مهمة في الدولة و البعض الأخر أصحاب شركات كبيرة في البلد ، لكنها كانت تفكر في كثير من الأحيان حول النساء اللواتي يتصلن بهؤلاء الرجال باستمرار ، لا تستطيع فهمهن ، لن تفعل مثل الشيء مهما حدث ، حتى لو لم يكن يحبها أحد فلن تكون على علاقة مع رجل متزوج ، دعك من الزواج لن تكون صديقة حتى مع شخص ليست معجبة به ، لم تكن فتاة جميلة ، حتى إذا أعجب بها أحد ما فيجب أن يكون مثلها ، لن تقع في حب شخص كهذا أبدًا حتى لو بقيت طوال حياتها بدون زواج إذا لزم الأمر

حتى لو كانت تعمل بجد في النهار فالليل ملك لها ، لا ترغب في النوم مباشرة في الليل بل ترغب في التنقل في عالم الأحلام ، لكنها كانت تتعب كثيرًا في النهار لذلك كانت في معظم الأوقات تنام دون أن تتذوق طعم الأحلام ، كم سيكون من الجميل ألا تنام فورًا ، لمعرفتها ذلك جمعت كل أحلامها دفعة واحدة ، ارتدت معطفها الأسود و ركبت سيارتها مرسديس البيضاء و تنطلق بأحلامها ، في شوارع أنقرة المضاءة تنطلق بكل سرعة ، و لا تنسى أن تشغل مذياع سيارتها

في الليل عند خروجها من العمل يوصلها السائق عادة الى مسكن الطالبات الذي تبقى فيه ، و المسؤولون هناك لم يقولو شيئًا لمعرفتهم بعملها ، في أحد الأمسيات بقي ضيوف الشخصيات الهامة حتى وقت متأخر من الليل ، "فليذهب السائق ، سوف يوصلها أحدنا" ، قالو لأنه لا يمكن أن يتم العمل بدون فادي ، في ذلك المساء كانت تدعوا كثيرًا ، "إن شاء لله سوف أركب في سيارة السيد كنان "، أرادت كثيرًا أن تكون في الجزء الخلفي من سيارة مرسديس الفاخرة ، بجانب السيد كنان ، من يدري كم من النساء الجميلات ركبن تلك السيارة

هذا حدث بالفعل ، قام السيد كنان بإيصالها الى المسكن في منتصف الليل ، فتح لها السائق الباب و انتظر حتى ركبت ثم أغلق الباب و ركب مكانه ، طوال الطريق كانت هي و السيد كنان يتبادلان أطراف الحديث ، كم هو رجل ودود و لطيف عن كثب ، عندما تتحدث معه كان قلبها ينبض بشدة و صوتها يرتجف ، و كأن هناك وميض مختلف في عيونها ، في داخلها كانت تقول : "لو تحدث معجزة و أركب هذه السيارة دائمًا ، و أكون بالقرب من السيد كنان دائمًا ، لو يعانقني حتى"، بعدها خجلت من نفسها لتفكيرها هكذا ، في تلك الليلة كان السيد كنان ثملا جدًا ، لأنهم كانوا يشربون الخمر و يلعبون القمار حتى ساعة متأخرة من الليل ، كان يتلعثم في كلامه قليلاً ، حدث و مد كنان ذراها تجاهها ثم سحبها إليه و قبل شعرها ، لقد اعتقد فادي في تلك اللحظة أنها سوف تموت ، من حسن الحظ أنهم وصلوا للمسكن حينها ، و خرج السائق و فتح لها الباب و رمت بنفسها للشارع دون أن تشكر السيد كنان حتى من شدة خجلها

ماذا يحدث ؟ أم أن السيد كنان بعظمته يهتم بها ؟ هل هذا ممكن بينما هناك الكثير من النساء الجميلات ؟  لا ، لا يمكن هذا

في اليوم التالي عندما ذهبت الى العمل في المساء كانت ترتجف ، و لم تكن تستطيع التركيز في الأعمال التي كانت تقوم بها بسهولة في السابق ، السيد سليمان لم يفهم شيئًا من حالتها تلك ، "هل أنت مريضة يا إبنتي ؟" ، كان يسألها بإستمرار ، لكن في ذلك اليوم كانت الأجواء مشحونة في الملهى ، عرف زوج إحدى حبيبات السيد كنان بعلاقته مع زوجته و جاء لمداهمة الملهى ، كيف يمكن أن يكون هذا الرجل شجاعا و لا يخاف من أي شيء؟  اتصل الرجل بالسيد كنان أولا و سأله عما إذا كانت هناك علاقة بينه و بين زوجته و قال له السيد كنان : " هذا صحيح ، لكن يجب أن تسأل زوجتك عن هذا و ليس أنا" ، لم تسمع فادي بهذه المحادثة بنفسها ، لكنها عرفت بالتفاصيل من الموظفين لأنه لم يكن هناك موضوع أخر يتم الحديث عنه غير ذلك ، عندما أخبره الرجل أنه قادم للنادي ، "أهلا بك ، يمكنك القدوم في أي وقت تريد "، قال كنان ، لكن جميع السائقين الذين ينتظرون عند الباب تجمعوا و تم طلب رجال الشرطة المدنية ، تم حراسة النادي حتى منتصف الليل ، أخيرا جاء الرجل لكنه ندم على مجيئه و عاد أدراجه

أصبح السيد كنان هو من يوصلها الى المسكن في الليل ، فادي كانت تريد أن تركب تلك السيارة و كانت خائفة في نفس الوقت ، في الواقع لم تكن تعرف السبب وراء ذلك لكنها كانت تخاف ، أصبح هذا الرجل يعانقها كل مساء ، و يقبلها مودعًا ، في الواقع كانت تعرف أن نيته لم تكن سيئة ، لو كان الأمر عكس ذلك لكان تمادى أكثر ، بينما السيد كنان لم يفعل أي شيء من هذا ، ما فعلته في أول ليلة كان يعيد تكراره في الليالي الأخرى ، كان يعانقها بلطف و يقبل شعرها فقط ، لم يكن هو من يريد أن أن يذهب لأبعد من ذلك ، بل هي نفسها ، هل وقعت في الحب يا ترى ؟ هل الحب شيء مثل هذا ؟ التفكير فيه حتى الصباح ، انتظار المساء لرؤيته ، عدم الرغبة بالابتعاد عنه ، عدم القدرة دون التفكير فيه....هل هذا هو الحب ؟ لابد أنها فقدت صوابها ؟

في الواقع فادي فتاة ذكية تعرف كيف تفكر بمنطق ، كانت تعرف أنها لن تكون محبوبة من طرف شخص مثله ، لكنها لم تكن تريد أن ينتهي هذا الحلم ، كما كانت تنظر بعيدًا تجاه هذه الحياة ، سوف تنجز ما أنجزه الآخرون ، لن تنحي رأسها لهذا العالم ، المال و السمعة ، بالتأكيد سوف تحصل عليهم يومًا ما

كانت تتابع اللحظات التي يعيشونها أصدقاءها ، حتى أنا في كثير من الأحيان لا تهتم بالدروس ، كانو يكذبون على أسرهم ، كانت تستطيع أن تفهم البعض منهم ، على كل كان البعض منهم كانوا متأكدين من إيجاد طريقهم لكن البعض منهم يركض وراء شخص غير مناسب ، تعتقد أنهم واقعون في الحب ، هي ليست هكذا و لن تكون ، لقد أرسلها الله إلى بيئة صعبة في هذا العالم ، لقد حضرت على نفسها التفكير في الماضي ، الماضي يبقى ماضي ، الأن سوف لن تنظر الى الماضي بل سوف تنظر الى المستقبل فقط و تفكر بالأيام الجميلة التي سوف تعيشها

تغيرت الأمور الأن ، فعندما تذهب الى الفراش في الليل أولا كانت تشكر لله طويلا على جعلها تعيش هذه الأشياء جميلة ، بعدها تبدأ في بناء الأحلام مع السيد كنان ، هذا الرجل الذي كان يغضب على الجميع بسرعة لم يكن يغضب منها بسهولة ، حتى أنه كان يقوم بشكرها ، كانت تتساءل عما إذا كان يمكن أن تكون أشياء أخرى تكمن حتى تصرفه تجاهها بطريقة مختلفة ؟

لقد اجتازت الفصل النهائي من الكلية و سوف تتخرج قريبًا و تغادر مسكن الطلاب ، هذا جيد لكن إذا لم تستطع الحصول على وظيفة على الفور ، فأين ستظل ؟ كيف سيكون لديها نظام ، حتى لو استأجرت بيتًا كيف ستدفع الأجار ، إذا وجدت عملاً هل سيكون راتبها جيدًا مثل الحالي ؟ حتى الآن كان لديها منحة دراسية و لديها راتب كما أن الشخصيات الهامة في الملهى يعطونها المال ، و بالنسبة لدورة اللغات فالسيد كنان هو من يدفع ثمنها ، و جزء من المال التي تجمعه كانت ترسله لعائلتها لذلك لم يتبقى لديها شيء

في النهاية فتحت هذا الموضوع مع السيد كنان في أحدى الليالي في السيارة ، كانت بحاجة الى إيجاد عمل فور انتهاء الدراسة ، لأنها لن تستطيع أن تفتح منزلا لنفسها و تدفع الأجار ، كالعادة كان السيد كنان يستمع إليها بإهتمام و قال أنه سيهتم بالموضوع و ابتسم بخفة

من حين إلى آخر كان يرفع بضع خصلات شعره التي سقطت جبينه ،  النار التي تراها كل النساء في تلك العيون الخضراء و هو ينظر حوله يمينا و شمالا ، تلك الضحكة التي يطلقها عندما يفوز في القمار ، رائحته التي تتسرب داخلها في كل مرة يقترب منها...، كل شيء يخص هذا الرجل كان مميزًا ، عندما ينظر إليه المرء يرى رجولته أولا حتى أنه يشعر بها في داخله ، لقد وقعت فادي في حب هذا الرجل المميز




رواية إذا خسر الملك مترجمة للعربية


 لتحميل الفصل اضغط هنا

كتب الطبيبة النفسية جولسيران pdf
رواية إذا خسر الملك مترجمة للعربية 
رواية اذا خسر الملك pdf

Reactions:

تعليقات