في الصباح الباكر اتصلت سيراب التي تعرف عليها في اليوم السابق عند بائع الورود ، كون فادي قد ذهبت الى العمل باكرًا فقد كان كنان مرتاحًا ، التقط الهاتف و هو نصف نائم و عندما أدرك أن المتصل هي سيراب ، قام على الفور بتعديل نبرة صوته و تحدث معها على الهاتف لفترة من الوقت ، قبلت الفتاة أن تلتقي به لكن ليس مساء ذلك اليوم بل في نهاية الأسبوع ، كان قد رحل يوم الجمعة للذهاب إلى أحد مواقع البناء حتى لا تفهم فادي شيئًا ، و أخبر فادي أنه سيعود يوم الأحد ، و في مساء السبت تناول هو وسيراب العشاء في مطعم أحد الفنادق الفاخرة في أنقرة ، و ذهبا إلى الغرفة معًا في الليل ، الفتاة فقدت نفسها أمام سحر كنان و أمضت الليلة معه
في الواقع ، لم
تكن معتادة على مثل هذه الأشياء وغادرت سيراب الفندق وهي تبكي في الصباح ، وقد اندهش كنان
من ذلك أيضًا ، لقد أمضوا ليلة رائعة ، ما الذي الداعي للبكاء ، لم يتصل
بسيراب مرة أخرى ، لم يكن يحب النساء اللواتي يبكين و ينتحبن هكذا ، إذا أطال
الأمر أكثر فسوف يحاولن الإنتحار أو شيء من هذا القبيل و سوف يقع في المشاكل ، ألم
تحدث له مثل هذه الأشياء في الماضي ؟ حتى أنه كانت هناك فتاة كادت أن تموت لأنها
شربت سم الفئران بدلاً من الحبوب
لم يغتصب
أحدًا ، لا يلمس من لا تريد ، جاءوا إليه جميعًا عن طيب خاطر ، إذا حاول الزواج من
كل واحدة فسيقوم بتشكيل جيش صغير من النساء ، تأتي للعب و أثناءك مغادرك تبكين كما
لو حدث شيء ؟
عندما غادرت
سيراب و هي تبكي ، نهض هو كذلك و استحم ثم غادر الفندق ، لن يكون من الجيد الذهاب
إلى فادي في الصباح الباكر ، سوف تشك به ، لم يكن يريد الذهاب إلى العمل أيضًا
شق طريقه إلى منزله في كانكايا ، أدركت
هاندان أن كنان هو القادم من صوت المفتاح على الباب ، أرادت كثيرًا أن يأتي للمنزل
و لكن عندما تنظر إليه تغضب مرة أخرى ، من يدري من هي التي خرج من حضنها و جاء إلى
البيت ، في السنوات الأخيرة كانت على يقين من وجود امرأة أخرى في حياته ، في الواقع
هي مستغربة جدًا من كون تلك العلاقة قد استمرت لسنوات ، هذا الأمر ليس من طبيعة
كنان ، يستطيع تحمل المرأة لمدة ثلاثة أشهر بالأكثر ، الآن لا يتفهم كيف استطاع
الاستمرار في تلك العلاقة كل هذه المدة ، هل تلك المرأة ذكية جدًا أم غبية ؟ ماذا
سوف تفعل امرأة ذكية بجانب كنان ؟ إنه استغلالي حتى النخاع ، ألم تفهم المرأة ذلك
؟ أيا كان ، لا يهم ، لم تستطع دون أن تشعر بألم أثناء تفكيرها في الأمر
بخطوات ثقيلة اتجهت نحو الباب ، كان كنان
ينزع أحذيته ، أخدت الحقيبة من يده ثم قالت : "أهلا بك "، و تركت
الحقيبة في مكتبه ، عندما عادت كان كنان يجلس في الصالى في نفس مكانه المعتاد ،
كان جالسًا ينظر للخارج
نظرت إليه من بعيد ، كم كانت البدلة تليق به
، بخطوات ثقيلة جلست أمامه ، لقد جعلوها عادة في السنوات الأخيرة ، عندما يأتي
كنان تذهب مباشرة و تجلس على الكرسي أمامه ، و كانا يتجاذبان أطراف الحديث لبعض
الوقت ، خمسة عشر إلى عشرين دقيقة في الأسبوع كانت كافية لكليهما ، لم يكن هناك المزيد
للحديث عنه على أي حال
" كيف هي الأحوال ، ماذا فعلت في غيابي
؟ "
" لا شيء ، كل شيء جيد... في الأسبوع
الماضي رُزق السيد عارف بطفلة ، اشتريت قطعة ذهب و ذهب لمباركتهم ، كانوا سعداء
للغاية و يرسلون تحياتهم لك "
"هاا، جيد ، جيد ، أرسلي سلامي لهم كذلك
"
" سوف أفعل ، ماذا عنك ، كيف هو العمل ؟
"
" جيد ، جيد ، لابد لي من الاعتناء بكل
العمل ، عندما يكون هناك العديد من مواقع البناء ، يقضي المرء حياته على الطرقات ،
لكنني لا أشكو ، ماذا نفعل ، هذا هو عملنا "
"أنت محق ، يا ليتك لا ترهق نفسك مثل
السابق "
" لا يتم العمل دون تعب ، لن تترك عملك
للناس ، لأنه سأخذون كل شيء دون علمك "
" أنت على حق ، ألا تمر بالملهى ؟"
" الأصدقاء منزعجون كثيرًا و يقولون أنت
لا تأتي ، بعد الظهر أذهب إلى النادي و أجلس معهم لفترة من الوقت ، و أخرج في
المساء "
" لقد اتصلت زوجة سميح في اليوم السابق
"
زوجة سميح ؟ المرأة التي تفتقر إلى اللباقة ،
آمل ألا تكون قد قالت شيئا لهاندان ، رغم أن سميح لن يقول شيئا لكن هذا غير مؤكد
" لماذا اتصلت ؟ "
" لا شيء ، أرادت أن تسأل فقط ، و قد
قالت أنه يجب أن نتناول العشاء معًا جميعًا يومًا ما "
"حسنا ، سوف نذهب...، لأنتهي من بعض
الأعمال فقط ، سنذهب "
" هل أنت جائع ؟ الطعام جاهز ، إذا أردت
سوف أسخنه فورًا ؟"
" لا ، لست جائعًا "
" سوف أحضر لك الفواكه بينما تغير ثيابك
"
بقولها ذلك ، ذهبت هاندان مباشرة إلى المطبخ
، عندما اختفت عن الأنظار توجه كنان ببطء إلى غرفته و بدأ في خلع ثيابه ، إنه حقًا
لا يريد أن يأتي إلى هذا المنزل ، حتى عندما رآى المنزل من بعيد استولت عليه بعض
الكآبة ، أراد الخروج من هناك في أشرع وقت ممكن ، بينما زوجته بذلت قصارة جهدها
لإرضاءه ، لم تتشاجره معه قط ، ولم تزعجه أبدًا ، و لا تطلب منه شيئًا ، لكنه ما
زال يشعر و كأنه دخل إلى غرفة التبريد ، لقد كان يشتاق الى ضحكات فادي و لمساتها و
إلى طاقتها الإيجابية ، في السابق اعتاد أن يأتي إلى المنزل في كثير من الأحيان ،
كان يبقى في المنزل على الأقل يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع و يقضي بعض الليالي
مع هاندان ، الآن لو كان الأمر بيده فلن يأتي أبدًا ، أو يمر بالقرب منها حتى ، لكنه
سيكون عيبًا
يا ترى هل كانت هاندان سعيدة و مرتاحة مثلما
تبدو ، أما أنها تشك في شيء ما و لا تخبره بذلك ، هؤلاء النساء قد
أكلن حياته لسنوات ، لقد تعامل مع كل منهن على حدة ، ولم يستطع فهم أي منهما بشكل كامل
عاد كنان إلى
غرفة المعيشة ، كم كان هذ المكان أنيقًا و جميلاً ، كان المنزل الذي يعيش فيه مع
فادي عاديًا ، اعتقدت فادي أنه جميل و أنيق ، لكنها لو رأت هذا المكان يعقد لسانها
، كانت الغرفة مليئة بالتحف الثمينة ، فقط المصباح الثابت المرصع بالكريستال
الموجود بالزاوية ، كان أكثر قيمة من جميع أثاث غرفة المعيشة في منزل فادي ، خاصة
السجاد الحريري على الأرض ، أما اللوحات فهي تكلف ثروة بالفعل
في الماضي كان
ياتي الضيوف كثيرًا إلى هذا المنزل ، و كانت ضحكات الناس تدق في هذه القاعة
الأنيقة ، الآن ، الآن ، بما أن كنان نادرًا ما يعود إلى المنزل ، لم يكن لديه ضيوف
، في الواقع ، كان أصدقاؤه في الملهى يضغطون عليه من وقت لآخر ، حتى لو لم يكن في المنزل ، كانوا يجعلونه
يخرج لتناول العشاء مع زوحاتهم ، لكن لم يكن
من السهل التغلب على فادي
كانت فادي
أصغر منه بكثير ، كم سنة سيكون قادرًا على التعامل مع فتاة شابه مثلها ؟ كما قال
أصدقاءه ، إنه بحاجة إلى الانفصال عن فادي في أسرع وقت ممكن ، لكنها تحبه كثيرًا ،
ليس حب ، بل كانت تعبده ، كان لديه ارتباط مختلف بها ، لم يكن يشبه الحب على
الإطلاق ، في العلاقات السابقة ، كانت النساء سريعة في الارتباط به ، وسيبذلن قصارى
جهدهن حتى لا يفقدوه ، لم يكن الأمر كذلك هذه المرة ، كان شيئًا غريبًا ، مثل
إدمان الأفيون
هل سوف تحاول
الإنتحار إذا انفصلا ؟ هل ستفعل ذلك ، هل كانت الحياة بلا قيمة بالنسبة لهم ؟ لم
يكن هناك سوى كنان واحد في العالم ، و لا يستطيع مواكبة كل واحدة منهن
بينما كان
يرمي قطع الفواكه المقشرة التي أحضرتها هاندان في فمه واحدة تلو الأخرى ، قرر ترك
هذا الأمر جانبًا في الوقت الحالي ، نظرًا لأن النساء تعشقنه و لا يمكنهن التخلي
عنه أبدًا بغض النظر عما فعله ، فلا داعي للقلق
تعليقات
إرسال تعليق