القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية إذا خسر الملك الفصل الثالث : "الأمر لم يكن حب بل كانت تعبده"

  في الصباح الباكر اتصلت سيراب التي تعرف عليها في اليوم السابق عند بائع الورود ، كون فادي قد ذهبت الى العمل باكرًا فقد كان كنان مرتاحًا ، التقط الهاتف و هو نصف نائم و عندما أدرك أن المتصل هي سيراب ، قام على الفور بتعديل نبرة صوته و تحدث معها على الهاتف لفترة من الوقت ، قبلت الفتاة أن تلتقي به لكن ليس مساء ذلك اليوم بل في نهاية الأسبوع ، كان قد رحل يوم الجمعة للذهاب إلى أحد مواقع البناء حتى لا تفهم فادي شيئًا ، و أخبر فادي أنه سيعود يوم الأحد ، و في مساء السبت تناول هو وسيراب العشاء في مطعم أحد الفنادق الفاخرة في أنقرة ، و ذهبا إلى الغرفة معًا في الليل ، الفتاة فقدت نفسها أمام سحر كنان و أمضت الليلة معه

في الواقع ، لم تكن معتادة على مثل هذه الأشياء وغادرت سيراب الفندق وهي تبكي في الصباح ، وقد اندهش كنان من ذلك أيضًا ، لقد أمضوا ليلة رائعة ، ما الذي الداعي للبكاء ، لم يتصل بسيراب مرة أخرى ، لم يكن يحب النساء اللواتي يبكين و ينتحبن هكذا ، إذا أطال الأمر أكثر فسوف يحاولن الإنتحار أو شيء من هذا القبيل و سوف يقع في المشاكل ، ألم تحدث له مثل هذه الأشياء في الماضي ؟ حتى أنه كانت هناك فتاة كادت أن تموت لأنها شربت سم الفئران بدلاً من الحبوب

لم يغتصب أحدًا ، لا يلمس من لا تريد ، جاءوا إليه جميعًا عن طيب خاطر ، إذا حاول الزواج من كل واحدة فسيقوم بتشكيل جيش صغير من النساء ، تأتي للعب و أثناءك مغادرك تبكين كما لو حدث شيء ؟

عندما غادرت سيراب و هي تبكي ، نهض هو كذلك و استحم ثم غادر الفندق ، لن يكون من الجيد الذهاب إلى فادي في الصباح الباكر ، سوف تشك به ، لم يكن يريد الذهاب إلى العمل أيضًا

شق طريقه إلى منزله في كانكايا ، أدركت هاندان أن كنان هو القادم من صوت المفتاح على الباب ، أرادت كثيرًا أن يأتي للمنزل و لكن عندما تنظر إليه تغضب مرة أخرى ، من يدري من هي التي خرج من حضنها و جاء إلى البيت ، في السنوات الأخيرة كانت على يقين من وجود امرأة أخرى في حياته ، في الواقع هي مستغربة جدًا من كون تلك العلاقة قد استمرت لسنوات ، هذا الأمر ليس من طبيعة كنان ، يستطيع تحمل المرأة لمدة ثلاثة أشهر بالأكثر ، الآن لا يتفهم كيف استطاع الاستمرار في تلك العلاقة كل هذه المدة ، هل تلك المرأة ذكية جدًا أم غبية ؟ ماذا سوف تفعل امرأة ذكية بجانب كنان ؟ إنه استغلالي حتى النخاع ، ألم تفهم المرأة ذلك ؟ أيا كان ، لا يهم ، لم تستطع دون أن تشعر بألم أثناء تفكيرها في الأمر

بخطوات ثقيلة اتجهت نحو الباب ، كان كنان ينزع أحذيته ، أخدت الحقيبة من يده ثم قالت : "أهلا بك "، و تركت الحقيبة في مكتبه ، عندما عادت كان كنان يجلس في الصالى في نفس مكانه المعتاد ، كان جالسًا ينظر للخارج

نظرت إليه من بعيد ، كم كانت البدلة تليق به ، بخطوات ثقيلة جلست أمامه ، لقد جعلوها عادة في السنوات الأخيرة ، عندما يأتي كنان تذهب مباشرة و تجلس على الكرسي أمامه ، و كانا يتجاذبان أطراف الحديث لبعض الوقت ، خمسة عشر إلى عشرين دقيقة في الأسبوع كانت كافية لكليهما ، لم يكن هناك المزيد للحديث عنه على أي حال

" كيف هي الأحوال ، ماذا فعلت في غيابي ؟ "

" لا شيء ، كل شيء جيد... في الأسبوع الماضي رُزق السيد عارف بطفلة ، اشتريت قطعة ذهب و ذهب لمباركتهم ، كانوا سعداء للغاية و يرسلون تحياتهم لك "

"هاا، جيد ، جيد ، أرسلي سلامي لهم كذلك "

" سوف أفعل ، ماذا عنك ، كيف هو العمل ؟ "

" جيد ، جيد ، لابد لي من الاعتناء بكل العمل ، عندما يكون هناك العديد من مواقع البناء ، يقضي المرء حياته على الطرقات ، لكنني لا أشكو ، ماذا نفعل ، هذا هو عملنا "

"أنت محق ، يا ليتك لا ترهق نفسك مثل السابق "

" لا يتم العمل دون تعب ، لن تترك عملك للناس ، لأنه سأخذون كل شيء دون علمك "

" أنت على حق ، ألا تمر بالملهى ؟"

" الأصدقاء منزعجون كثيرًا و يقولون أنت لا تأتي ، بعد الظهر أذهب إلى النادي و أجلس معهم لفترة من الوقت ، و أخرج في المساء "

" لقد اتصلت زوجة سميح في اليوم السابق "

زوجة سميح ؟ المرأة التي تفتقر إلى اللباقة ، آمل ألا تكون قد قالت شيئا لهاندان ، رغم أن سميح لن يقول شيئا لكن هذا غير مؤكد

" لماذا اتصلت ؟ "

" لا شيء ، أرادت أن تسأل فقط ، و قد قالت أنه يجب أن نتناول العشاء معًا جميعًا يومًا ما "

"حسنا ، سوف نذهب...، لأنتهي من بعض الأعمال فقط ، سنذهب "

" هل أنت جائع ؟ الطعام جاهز ، إذا أردت سوف أسخنه فورًا ؟"

" لا ، لست جائعًا "

" سوف أحضر لك الفواكه بينما تغير ثيابك "

بقولها ذلك ، ذهبت هاندان مباشرة إلى المطبخ ، عندما اختفت عن الأنظار توجه كنان ببطء إلى غرفته و بدأ في خلع ثيابه ، إنه حقًا لا يريد أن يأتي إلى هذا المنزل ، حتى عندما رآى المنزل من بعيد استولت عليه بعض الكآبة ، أراد الخروج من هناك في أشرع وقت ممكن ، بينما زوجته بذلت قصارة جهدها لإرضاءه ، لم تتشاجره معه قط ، ولم تزعجه أبدًا ، و لا تطلب منه شيئًا ، لكنه ما زال يشعر و كأنه دخل إلى غرفة التبريد ، لقد كان يشتاق الى ضحكات فادي و لمساتها و إلى طاقتها الإيجابية ، في السابق اعتاد أن يأتي إلى المنزل في كثير من الأحيان ، كان يبقى في المنزل على الأقل يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع و يقضي بعض الليالي مع هاندان ، الآن لو كان الأمر بيده فلن يأتي أبدًا ، أو يمر بالقرب منها حتى ، لكنه سيكون عيبًا

يا ترى هل كانت هاندان سعيدة و مرتاحة مثلما تبدو ، أما أنها تشك في شيء ما و لا تخبره بذلك ، هؤلاء النساء قد أكلن حياته لسنوات ، لقد تعامل مع كل منهن على حدة ، ولم يستطع فهم أي منهما بشكل كامل

عاد كنان إلى غرفة المعيشة ، كم كان هذ المكان أنيقًا و جميلاً ، كان المنزل الذي يعيش فيه مع فادي عاديًا ، اعتقدت فادي أنه جميل و أنيق ، لكنها لو رأت هذا المكان يعقد لسانها ، كانت الغرفة مليئة بالتحف الثمينة ، فقط المصباح الثابت المرصع بالكريستال الموجود بالزاوية ، كان أكثر قيمة من جميع أثاث غرفة المعيشة في منزل فادي ، خاصة السجاد الحريري على الأرض ، أما اللوحات فهي تكلف ثروة بالفعل

في الماضي كان ياتي الضيوف كثيرًا إلى هذا المنزل ، و كانت ضحكات الناس تدق في هذه القاعة الأنيقة ، الآن ، الآن ، بما أن كنان نادرًا ما يعود إلى المنزل ، لم يكن لديه ضيوف ، في الواقع ، كان أصدقاؤه في الملهى يضغطون عليه  من وقت لآخر ، حتى لو لم يكن في المنزل ، كانوا يجعلونه يخرج لتناول العشاء مع زوحاتهم  ، لكن لم يكن من السهل التغلب على فادي

كانت فادي أصغر منه بكثير ، كم سنة سيكون قادرًا على التعامل مع فتاة شابه مثلها ؟ كما قال أصدقاءه ، إنه بحاجة إلى الانفصال عن فادي في أسرع وقت ممكن ، لكنها تحبه كثيرًا ، ليس حب ، بل كانت تعبده ، كان لديه ارتباط مختلف بها ، لم يكن يشبه الحب على الإطلاق ، في العلاقات السابقة ، كانت النساء سريعة في الارتباط به ، وسيبذلن قصارى جهدهن حتى لا يفقدوه ، لم يكن الأمر كذلك هذه المرة ، كان شيئًا غريبًا ، مثل إدمان الأفيون

هل سوف تحاول الإنتحار إذا انفصلا ؟ هل ستفعل ذلك ، هل كانت الحياة بلا قيمة بالنسبة لهم ؟ لم يكن هناك سوى كنان واحد في العالم ، و لا يستطيع مواكبة كل واحدة منهن

بينما كان يرمي قطع الفواكه المقشرة التي أحضرتها هاندان في فمه واحدة تلو الأخرى ، قرر ترك هذا الأمر جانبًا في الوقت الحالي ، نظرًا لأن النساء تعشقنه و لا يمكنهن التخلي عنه أبدًا بغض النظر عما فعله ، فلا داعي للقلق

 

 

رواية إذا خسر الملك

Reactions:

تعليقات