القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية فتاة النافذة : قصة فتاة اللاز كاملة

 فتاة اللاز هو لقب يطلق على المرأة التي أصلها من منطقة البحر الأسود ، هي امرأة تعرف عليها خيري في إحدى الحانات و أعجب بها و هي كذلك وقعت تحت جذابيته ، جاءت من طبقة فقيرة و تكون الابنة الوحيدة لدى والديها

عاشت طفولة بشعة و مؤلمة حيث تعرضت للإعتداء من طرف والدها الحقيقي و هي لا تزال مجرد طفلة ، عندما أدركت والدتها ذلك واجهت زوجها ، الذي تحول الى رجل مجنون حينها و قام بضربها ضربًا مبرحًا حتى أنها كادت تموت بين يديه ، لقد كان يضربهم كثيرًا في السابق ، تعرضت المرأة  لنزيف دماغي و دخلت في غيبوبة لفترة من الوقت ، و عندما استيقظت أصيبت بشلل نصفي

عندما عرف زوجها بحالتها جمع أغراضه و رحل ليس خوفًا مما سيحدث له بل لأنه يعرف أن امرأة مشلولة لن تستطيع الاعتناء به و تلبية طلباته 

بقيت الأم و الابنة لوحدهما في المنزل و لم يكن هناك خبز للأكل و لا حطب للتدفئة ، لم تذهب فتاة اللاز الى المدرسة الابتدائية في ذلك الوقت ، كانت لا تزال صغيرة و لم يكن واضح من سيعتني بالآخر

أشفق عليهم بعض الجيران و أحضرو لهم بعض الأكل و الحاجيات لكن ذلك انقطع مع مرور الأيام ، كانتا تشتريان الحاجيات عند البقال عن طريق الدين و لم يكن بإمكانهما الدفع ، لكن البقال كان رجلا رحيمًا و كان يعطيهم يوميًا الخبز ة بعض البطاكس بالمجان ، كانتا تعيشان على الخبز و البطاطس لمدة عام كامل

عندما بدأت فتاة اللاز بالذهاب للمدرسة كانت والدتها تضع قطع البطاطس المسلوقة داخل الخبز و تضع فوقها الملح و الفلفل الأسود و تعطيه لإبنتها

كما أن المنزل الذي تسكنان فيه كان للإيجار و طلب منهم المالك أن يخرجوا من منزله ، لقد كان يسكن هو و زوجته في الطابق الثاني فوقهما

في ذلك الوقت كانت الفتاة تذهب إلى المدرسة حافية القدمين و رأسها عاري ، و بطنها يرن من الجوع ، و كانت والدتها تقول لها أنها على الأقل سوف تصبح أكثر دفئُا في المدرسة و تقوم بإرسالها ، و كانت هي تنام تحت البطانية في المنزل البارد ، لقد كانت هناك كدمات في يديها و قدميها من شدة البرد

لم يكن أحد من عائلتها يسأل عنهم ، لأن والدتها كانت في الماضي قد هربت من عائلتها مع والدها ، و لذلك لم تكن العائلة تتصل بوالدتها و تسأل عنها

في أحد الأيام مرضت زوجة صاحب المنزل بمرض خطير و لأنه لم يكن لديهم أطفال و ليس هناك من يعتني بهم ، طلب صاحب البيت من والدة فتاة اللاز أن تذهب كل يوم و تعتني بزوجته المريضة مقابل بقائهما في المنزل مجانًا

رغم كون المرأة نصف مشلولة و تعرج عندما تمشي الا أنها كانت تطير من السعادة و كانت تتناول الغداء هناك ، لكنها لم تكن تشعر بالراحة كون ابنتها تبقى جائعة ، و عندما أخبرتهم بذلك أعطاهم صاحب المنزل قنينة من الزيت ، و منذ ذلك اليوم كانت فتاة اللاز تأكل الخبز بالبطاطس مرة أخرى ، لكن هذه المرة لم تكن البطاطس مسلوقة بل كانت مقلية ، لقد كانت تبكي من السعادة

مع مرور الوقت و بينما كانت الأم و الابنة تتدبران أمرهما ، عاد الأب مرة أخرى ، و عندما بدأ بالتحرش بإبنته مجددًا ، هربت الفتاة إلى أنقرة

بدأت فتاة اللاز تعمل في الملاهي ،  تعرفت على رجل أعمال غني و أصبحت بينهما علاقة لكنه كان متزوج

كان دائم السفر الى الخارج لكنه كان يعتني بها كثيرًا و اشترى لها شقة فخمة ، و الكثير من الملابس و المجوهرات و السيارات...، لكن رغم كل هذا لم تكن سعيدة لأنها فقدت كرامتها و عفتها و استبعدها المجتمع ، لقد كان حلمها أن تتزوج من رجل تحبه و يحبها و تقوم بتنظيف شرفها و تعيش تحت مسمى امرأة متزوجة ، فقد كانت تحسد كثيرا النساء اللواتي يعيشون في منازلهن بشرف و كرامة

في أحد الأيام كانت فتاة اللاز قد رأت حلما ، كانت بجانب البحر و بينما كانت تمشي و رجليها في الماء ، جاءت حمامة سوداء من بعيد ، في البداية وقفت بجانبها ثم طارت بعيدًا ، قالت في نفسها أنه سيأتي بعض الحظ ، تمنت أن يكون ذلك جيدًا و بعدها بثلاث أيام تعرفت على خيري في الملهى ، و قالت بأن خيري كان يشبه تلك الحمامة لأنه كان أسمر اللون

وقعت في حبه و هو كذلك حتى أنه وعدها بالزواج لكنه كان ثملا حينها ، و فتاة اللاز صدقته و كانت تنتظر بفارغ الصبر أن يوفي بوعده و يتزوج منها و تقوم بتنظيف كرامتها

 

بعد فترة من علاقتها مع خيري قررت فتاة اللاز أن تنفصل عن حبيبها الذي كان خارج البلاد في ذلك الوقت ، و بالفعل عندما عاد اختلقت قصة فورًا و اتهمته أنه يقوم بإهمالها كثيرًا و أنها تريد أن تنفصل عنه و تفتح صالون تجميل و طلبت منه الانفصال و أن يعود الى زوجته ، لكنه رفض في البداية وضربها بشدة ، و بعدها رضخ للأمر و طلب منها أن تتصل به في اليوم الذي سوف تترك في الشقة

قامت فتاة اللاز بإستئجار متجر و منزل صغير عن طريق النقوذ التي قامت بتوفيرها ، كما قامت بتأثيث المنزل و بدأت في انتظار الزواج من خيري ، حتى أنها أوجدت محاميًا لكي ينفصل خيري عن زوجته توركان في أسرع وقت و كانت تتصل بها و تقوم بشتمها و تهددها لكي تترك خيري حتى تستطيع هي الزواج منه

لم يخبرها خيري عن علاقته بنالان لأنه كان خائف مما سوف تفعله ، لأن فتاة اللاز لم تكن امرأة لطيفة على الاطلاق بل كانت سريعة الانفعال و شديدة الغضب ، حتى أن خيري قد قال ذات مرة أنها امرأة مختلفة جداً ، رجولية قليلا ، و صريحة ، غضبها واضح و حبها كذلك ، تغضب بسرعة و عندما تغضب لا ترى شيئا لكن تهدأ بسرعة ، تغار كثيرا ، عندما تكون بجانبها لا يجب أن تنظر إلى أي مكان أخر ، سوف تنظر إلى عيناها دائماً ، إذا كان التلفاز مشغلا حتى لو كانت هناك مباراة إذا نظرت بعيدا عنها أثناء الحديث حتى لو كان عن طريق الخطأ سوف تقتلع إحداها

بينما كانت فتاة اللاز تنتظر أن يوفي خيري بوعده نفذ صبرها و في أحد الأيام اتجهت الى منزل خيري و هي تحمل سكينا و انتظرته بينما هو كان عائد من منزل نالان متجه الى بيته ، و هناك وجهت له طعنة في منتصف قلبه و مات فورًا و تم إلقاء القبض عليها من قبل الشرطة

في صباح اليوم التالي ، ظهر خبر موت خيري في الصفحة الثالثة من الجريدة تحت عنوان " أطلقت النار على عشيقها أمام منزله "

في جريمة القتل التي ارتكبت الليلة الماضية ، في حديقة منزله قامت بطعن حبيبها الذي كانت تعيش معه منذ فترة ، ث القبض عليها متلبسة من قبل الشرطة ، التي قاومت الشرطة لفترة من الوقت و تم تهدئتها بصعوبة ، تم اقتيادها من مكان الحادث ، عندما قامت زوجة خيري كيليش و أولادها بمهاجمة الجانية نُقلت من مكان الحادث بسيارة الشرطة ، بينما كان على وشك دخول منزله في المساء، شاهدت زوجة الضحية و أولاده الجريمة ، الأطفال الذين جاءوا أمام الجانية مخاطرين بالموت لم يتمكنوا من إنقاذ والدهم رغم أنهم حاولو جاهدين ، كان من الصعب تهدئة الزوجة و الأطفال الذي كانوا يبكون و أصيبوا بانهيار عصبي بعد الحادثة ، المرأة الشابة التي تم أخذ أقوالها في مركز الشرطة الذي أُحضرت إليه ، قالت أنها كانت تعيش منذ فترة مع خيري كيليش ، الذي تخلى عنها رغم أنه قد وعدها بالزواج منها ، عندما تركها قامت بتحذيره أولا ، و في النهاية في الليلة الماضية عندما أمسكته و هو يدخل المنزل الذي يعيش فيه مع زوجته قامت بطعنه بالسكين الذي كانت تحمله ، خيري كيليش متزوج و له ثلاثة أطفال ، الجانية التي اعترفت بالجريمة تم اعتقالها و وضعها في السجن بعد الإفادة الأولى

 

بينما لم يتم ذكر اسم فتاة اللاز بالكامل و تم الاشارة اليها فقط ، غ.د ، و تم نشر صورتها بجانب الخبر ، حيث ظهرت و هي تحني رأسها للأمام و شعرها الأسود يغطي وجهها ، و يداها في جيوب معطفها ، بينما كانت الشرطة تمسك بإحدى ذراعيها

لقد عاشت فتاة اللاز طفولة بشعة و كانت نهايتها مأساوية كذلك

 




 

Reactions:

تعليقات