القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية فتاة النافذة : قصة توركان زوجة خيري كاملة

 

رواية فتاة النافذة : قصة توركان زوجة خيري 


توركان تكون زوجة خيري الأولى و الوحيدة و أم بناته الثلاث ، وُصفت بأنها كانت صاحبة عيون زرقاء ، و ابتسامة خجولة و ساحرة

جاءت توركان من عائلة فقيرة لا تعرف القراءة ولا الكتابة ، لم يكن لديهم شيء سوى ما يكسبونه من العمل عند الأخرين ، كان والدها قد تزوج امرأة تانية و قد عانت منها كثيرًا هي و اخوتها

 كانت زوجة والد خيري هي من قامت بطلب يد توركان له ، و كانت هي كذلك تقوم بتعذيبها كثيرًا 

بعد زواج توركان من خيري أنجبت منه تلات بنات ، الكبيرة كان اسمها سينام و كانت تريد أن تصبح مهندسة مثل نالان

 كانت توركان مستاءة دائمًا لكونها لم تجنب صبيًا لأجل خيري لكنه لم يكن يهتم بذلك و يقول لها دائمًا انه لا يوجد فرق بين صبي و فتاة ، و أيضًا كان يحب بناته كثيرًا و يسعى جاهدًا لكي يدرسن

بعد سنوات بدأت توركان تصاب بنوبات هلع فقام خيري بأخذها الى الطبيبة النفسية جولسيران ، و كانت تصاب بضيق تنفس و يتحول وجهها إلى اللون الأحمر ثم تتعرق بشدة كذلك ، و قامت الطبيبة بتشخيص حالتها بأنها كانت تخاف من أن تبقى وحيدة بدون خيري أو بناتها

كانت توركان تتعرض للضرب كثيرًا من طرف زوجها خيري و كان يقوم بخيانتها مع الكثير من النساء ، و رغم كل هذا لم تفكر بطلب الطلاق أو الانفصال كونها جاءت من وسط قروي و كذلك لأنها لم تكن متعلمة و كانت بدون عمل ولا تستطيع الاعتماد على نفسها أو الاعتناء ببناتها بنفسها

عندما بدأ خيري علاقة مع نالان عرفت بالأمر لكنها لم تقل أي شيء أو تعارض الأمر ، حتى أنه ذات مرة أخذها خيري هي و الأطفال إلى منزل نالان مدعيًا أنها صديقته من العمل

و قامت نالان باستقبالهم بشكل جيد و قدمت لهم القهوة و الشاي و اعتنت بهم ، بعد ذلك قامت توركان بجمع المائدة و أخدهم للمطبخ و بدأت بالتنظيف و هي تتبادل أطراف الحديث مع نالان بكل عفوية

و مع الوقت أصبحت توركان تتردد الى منزلها كثيرًا برفقة بناتها لكي تقوم نالان بالاشراف على تدريبهن آداب الأكل و الجلوس و التحدث ، و كانت تهتم بدراسة الفتيات كذلك ، فقد أرادت توركان أن تصبح بناتها ذات تعليم عالي و يتصرفن مثل نساء الطبقة الراقية

مع مرور السنوات أصبحت توركان و نالان صديقات مقربات جدًا ، و لم تكن توركان تكن أي ضغينة تجاه نالان رغم علاقتها مع زوجها حتى أنها في إحدى المرات قال لها أنها امراة عظيمة و أنها لو أصرت قليلأ كان خيري سوف يطلقها و يتزوج بنالان

 كانت توركان تعلمها الأكل التركي بدلا من الأكل الأروربي الذي كانت معتادة عليه ،  و كانتا تذهبان الى السوق معًا كذلك ، و كذلك قامت نالان بتعليمها القراءة و الكتابة ، و كانت بنات خيري كذلك تحبانها كثيرًا ، حتى أنها كانت أول شخص يتصلن به عندما قُتل خيري

بعد أن بدأ خيري علاقة جديدة مع فتاة من البحر الأسود ، بدأت حياة توركان تنقلب من جديد لأن المرأة الجديدة التي دخلت حياة زوجها لم تكن تشبه نالان بل كانت مختلفة تمامًا ، فقد كانت تستمر بالاتصال بها عبر الهاتف و تهديدها و تطلب منها أن ترحل و تتركك خيري حتى تستطيع الزواج منه و لم تكتفي بهذا فقط بل وصل بها الأمر الى درجة أن تذهب الى منزل خيري و توركان و تقوم بتهديدها علنًا هي و بناتها و كذلك قامت بإيجاد محامي بنفسها لأجل دعوى طلاق خيري و توركان

في صباح أحد الأيام و في حديقة منزله ، تعرض خيري للطعن في منتصف قلبه من طرف فتاة البحر الأسود لأنه لم يوفي بوعده بالزواج منها ، ركضت توركان و الأطفال فورًا عندما سمعوا الضجيج في الخارج ، و لكن عندما خرجوا كان خيري وقع أرضًا و قد مات بالفعل

بعد وفاة خيري كانت نالان سندهم الوحيد و أصبحت توركان و البنات يذهبن الى نالان أكثر من السابق و أيضًا نالان كانت تأتي لزيارتهم كثيرًا ، كانت تجلس نالان و توركان فوق السجادة على الأرض و يعانقن بعضهن البعض و يبكين على وفاة خيري

في أحدى زيارات توركان لنالان و عندما كانتا تجلسان في المطبخ أعترفت لنالان بمعرفتها بعلاقتها مع خيري حيث قالت لها ألا تحزن و ألا تهتم لتلك المرأة و أن عيون خيري لم تكن ترى أي امرأة سواها و أن بقية النساء كن مجرد تسلية بالنسبة له

كما اعترفت لها أنه لم تكن مناسبة أبدًا لخيري لأنها كانت جاهلة و جاءت من القرية فقط ، و قالت لها أنه دخل خيري الى حضنها كفلاح و خرج كرجل نبيل حقيقي ، لو لم تجبره زوجة أبيه على الزواج لم يكن ليتزوج بها  ، و أنها كانت محظوظة لكونها زوجة لرجل مثله ، و إلا فربما الآن كانت لا تزال في  القرية تعمل و تتعرق تحت أشعة الشمس

بعد وفاة خيري تغيرت أوضاعهم المادية و كان معاش خيري قليلا و قد كان والده يساعدهم ، رغم ذلك كانت تقوم نالان و توركان بخياطة الملابس للفتيات معًا ، و كانت توركان تطبخ لنالان و تنظف لها منزلها أيضًا ، و بقيت علاقتهن مستمرة و كانتا تتعاونان على الاعتناء بالفتيات ، و قد إعترفت نالان بنفسها أنها و توركان أصبحتا مثل الأختين





Reactions:

تعليقات