استيقظ كنان في الصباح الباكر رغم أنه لم يكن
من عادته ، كان رأسه يؤلمه و كأنه سينفجر ، كلما فكر في أحداث البارحة يبدء قلبه
بالنبض بشدة ولم يستطع النوم بسبب ذلك
علاوة على ذلك فهناك حفل زفاف يجب أن يذهب
اليه بكل تأكيد ، يجب أن يجد طريقة و يتخطى فادي ليذهب الى حفل الزفاف ذاك مع
زوجته ، اذا لم يحضر الحفل فلن يسامحه سميح أبدًا ، و أيضا كيف سيجد عذرا لعدم
ذهابه الى حفل زفاف ابن أقرب أصدقائه...، بالتأكيد سوف يذهب لكن لا يعرف كيف سوف
يتجاوز كل هذا
في السابق كان من السهل عليه الكذب ، لقد كان
ماهرًا في الكذب لدرجة أنه بعد فترة يبدأ بتصديق كذباته بنفسه ، و كأنه مدمن على
الكذب تلقائيًا ، كان يقوم بهذا بدون أي توثر و هو ينظر الى عيون النساء ، كان يحب
النساء و أيضًا يقوم بإهانتهن قليلاً ، كان ممتنا بمجيئه الى هذا العالم كرجل ، كم
هو أمر سيء أن تكون امرأة ، لقد جئن الى هذا العالم فقط لكي تقمن بخدمة الرجال و
إرضائهم
لقد تم تأسيس هذا العالم لأجل الرجال ، لم يستطع أن يفهم
زملائه الرجال ، الذين لم يقدروا ذلك ، ولم يستطع تحمل إلى الرجال ذوي الياقات البيضاء
أبدًا ، (لقب يطلق على الرجل اللطيف الذي يعامل المرأة باحترام) ، مثل هذا النوع
يقع في أفواه نسائهم ، كلما رآهم كان يقول "إن قول رجل يحتاج إلى ألف
شاهد" ، و يضحك بعدها ، كان هؤلاء الرجال مجانين أو لديهم عيب كبير ، كان يهمس
بما ينقص في آذان أصدقائه ، ثم يسحب أذنه بيد واحدة ويضربها على الخشب ، ومع ذلك ،
فقد كان يرى نوعًا آخر من ضعف الأداء لديه في تلك الفترة ، كان يكذب مرة أخرى ، يمكنه
بسهولة إقناع النساء بهذه الأكاذيب مرة أخرى ، لكنه لم يشعر بالراحة كما كان من قبل
، كان قلقا
فادي كانت قد
غادرت بالفعل لكن قبل ذلك و كالعادة قامت بتحضير فطور بعناية لأجل كنان ، و تركت
ملاحظة فوق المائدة ، أخذ الورقة بن يديه بعجلة
' حبيبي ، أنا
اليوم أطير من السعادة ، متأكدة أنه لا يوجد حاليا امرأة أكثر سعادة مني في هذا
العالم ، بعد خروجي من العمل سوف أذهب مع صديقاتي مجددًا لأجل فستان الزفاف ، لذلك
لن أحضر لك الطعام ، كما انه يجب علينا تناول الطعام في الخارج و الاحتفال بعد
انتظار هذه السعادة لمدة سبع سنوات ، ما رأيك بنفدق هيلتون ؟ و أيضًا نكون قد
تقفدنا صالة حفل الزفاف ، و من يدري ربما نحدد تاريخ الزفاف ، أقبلك بشدة '
في فندق
هيلتون ، تقول للرجل لنذهب و نتناول الطعام في هيلتون و كأنه لم يتبقى مكان في
كامل انقرة ، و تقول سوف يتفقدون الصالة ، هل تختلق المرأة هذه الأشياء في عقلها ؟
بغض النظر عن عدد المرات التي قال فيها مثل هذه الأكاذيب الصغيرة ، فإنه يا إما
أنها تحلم أو أنها تضرب في وجه الرجل أنه كاذب ، أصبحت الأمور أكثر فوضوية حقًا ،
و كأن ألم رأسه لا يكفي أصبح يشعر بالغثيان ، هل انخفض ضغط دمه يا ترى ؟ لقد جلب
المتاعب لنفسه فجأة
منذ شبابه لم
يتبقى شيء لم يعانيه بسبب هؤلاء النساء ، لكنه كان يعرف أن الذنب ذنبه هو ، لقد
كان يتنازل و يتساهل كثيرًا ، يا ليته لم يكن لطيفًا لهذه الدرجة كان الامر سيكون
أسهل ، على كل حال لا تستطع النساء التخلي عنه ، لقد حاولن ذلك كثيرًا ، حتى زوجته
كانت قد رحلت من قبل وبعدها شعرت بالندم على ذلك
عندما يفكر
بذلك يشعر بالراحة قليلا ، مع ذلك لم يجد بعد حلا للوضع الذي وقع فيه ، ليلة
البارحة فعلت فادي مالم تفعله من قبل ، لكنه لم يكن ذلك الرجل الذي يتراجه بسهولة
، لكنه لن ينخدع بهذه الألاعيب ، لو كان الأمر هكذا فأين كان عقلها منذ عشر سنوات
؟ لقد قالت ذلك لكي تغضبه و تخيفه و تجعله يقوم بما تريده ، و كانت تقول إذا لم
يفعل ما تريده هذه المرة سوف ترحل ، سوف تنهي العلاقة هذه المرة و ما شابه...،
تعتقد أنها سوف تخيفه ، حسنا ، أم أنه فعلا قد شعر بالخوف ؟ لا يعقل ، إذن لماذا
اختلق كل تلك الأكاذيب ؟ تحديد تاريخ عقد القران و صالة في فندق هيلتون و ما شابه
جلس على مائدة
الافطار في مكانه المعتاد ، ظل يفكر مثل بومة صغيرة ، لم يكن يريد أن يأكل لقمة
واحدة ، يحمل ملاحظة فادي بين يده و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا ، إذا لم يستطع
تجاوز الأمر فمن يدري كم مصيبة سوف تقع فوق رأسه ، يتساءل لو يجمع اغراضه و يغادر
المنزل بينما فادي غير موجودة ؟ حسنًا لكن الى أين سوف يذهب ؟ إلى البيت... هل كان
سعيدًا في البيت ؟ لا لم يكن...، حتى أن فكرة العودة بشكل دائم الى ذلك البيت
يجعله يرتجف ، ذلك المنزل مع كل تلك القطع الثمينة ، لم تكن مهمة لديه ، لقد كان
سعيدًا مع فادي في هذا البيت ، لو لم تفتح موضوع الزواج هذا ، الا يمكن دون أن
تجعله سخرية للجميع بعد هذا العمر ؟ و من جهة أخرى لا يريد أن يخسر هاندان نهائيًا
، لقد كانت تجلس مكانها في هدوء ، لماذا تريد أن تفسد هذا النظام ؟
بينما كان يشرب
عصير البرتقال الذي حضرته له فادي ، بدأ بالتفكير في السنة الأخيرة التي قضوها
معًا ، لقد كان ممتنا جدًا ، لقد اهتمت به زوجته و فادي جيدًا ، و لم يكن يكرر
طلبه مرتين ، على الرغم من ذلك لم يكن يقف مكتوف الأيدي ، و لم يفوت شيء مما يظهره
له مصيره ، لقد استمتع بكل واحدة حتى لو كان قليلا ، لكن يبدو انه يرتكب خطأ في
مرحلة ما ، عندما أعطى الكثير من الاهتمام لهؤلاء النساء تجاوزن الحدود ، لقد كانت
والدته تقول هذا دائمًا ، " يا بني لا تتساهل مع النساء و إلا فأنهن سوف
تتمردن عليك و تستغلونك "، لقد كانت المراة المسكينة على حق...
ألم يقل له
أصدقائه مرات عديدة أن يترك تلك الفتاة و أنه سيقع في مشاكل...، في الواقع كانوا
جميعًا يحبون فادي في السابق ، لقد كانوا غاضبين جدًا من كنان عندما سمعوا عن هذه
العلاقة ، سألوه كثيرًا عما يريد من الفتاة المسكينة و هل يليق به أن يأخذ ذنوبها
، لكنه لم يستمع إليهم و ها قد وصل الى هذه الحالة ، على كل حال فقد كان أصدقاءه
ذو تجربة في هذه الأشياء مثله ، " لا يجب إطالة هذه الأشياء ، المرأة شابة و
غدا سوف تريد الزواج ، و أيضًا من تكون أنت و من تكون فادي ، اهتم بمنزلك "،
لقد حذروه كثيرًا
في الواقع كان
كنان هو من يقول لهم مثل هذا الكلام في السابق ، بعد كل شيء ، كانت هذه الأمور في مجال
تخصصه ، لكن رغم إدراكه للأمر وقع في مستنقع عميق يصعب الخروج منه ، في الواقع لم
يكن يفكر لا في هاندان ولا في فادي ، فالمرأة الحقيقة تعرف كيف تعتني بفسها ، همه
الوحيد كان هو نفسه ، لقد تعود على فادي كثيرًا
حتى الآن هو
بنفسه لا يعرف إذا وقع في حب امرأة ما ، على الرغم من قوله لواحدة منهن كلمة
أحبك... كما أنه كان يستمتع بالنوم معهم وقضاء وقت ممتع
، و النساء كن تضعنه كالتاج فوق رؤسهن ، أي رجل لن يحب هذا الأمر ؟ لقد وُلد
محظوظا فهو لم يتم تركه أبدًا و لم يتذوق عذاب الحب ، بالنسبة له لم يكن مناسبًا
له أن يركض وراء امرأة ما
يجب عليه أن
يجد حلا ما اليوم و يتخلص من تلك المشكلة ، لم يكن يحب المتاعب و المشاكل كما أن
جسمه لن يتحمل هذا أكثر ، ربما قد يصاب بنوبة قلبية و يموت و لن يعلم أحد بأمره حتى
لو قال لزوجته
"لنتطلق" لن تعترض أبدًا ، سوف تذهب و توقع على جميع الأوراق ، كانت
هاندان صاحبة غرور و لن تطلب منه أي شيء ، كانت سوف تطيع كل ما يقوله لكنه لا
يريدها أن تذهب أيضًا...، لو ألمه رأسه أو وقع مريضًا فإن هاندان تركض لأجل
الاعتناء به ، لا تتركه للحظة حتى ، كانت تحضر له الحساء حتى انها تطعمه بيده ، و
هو بدوره كان يتدلل و لا يخرج من السرير لأيام حتى لو كان مصاب بنزلة برد بسيطة ،
كان يحب اهتمامها به
في الواقع إن
فادي كذلك سزف تعتني به مثل الملوك ، مع ذلك لا يجوز هذا الأمر ، و فوق كل هذا
تريد منه اقامة حفل زفاف ، كان يقول في ذلك ، " يا هذه أين خسرت حفل الزفاف الخاص
بك بحيث يمكنك العثور عليه هنا؟ بعد كل هذا العمر سوف أنفق كل هذه الأموار لأجل من
نفسي أضحوكة بين الناس ؟ "، خاصة أصدقائه في الملهى ، من يدعي كم سوف يسخرون
منه ، سوف يقولون "لقد جعلت عاهرة سيدة علينا"، ثم يضحكون من وراءه
لماذا يقولون
عنها عاهرة يا ترى ؟ ماضي الفتاة نظيف و الحاضر كذلك ، لقد كانت تعرف رجلا واحدًا
و هو كنان و لم تنظر لأي رجل بطرف عين ، لكن في هذه الدولة فلا أحد ينظر بشرف الى
امرأة اقامت علاقة مع رجل متزوج ، عندما كانوا يقولون عن فادي أنها عاهرة لم يعترض
أبدًا
لقد تشوش عقله
في هذا الصباح ، و تعكر مزاجه ، إذا كانت فادي تحبه حقًا كما تقول فلن تنفصل عنه
إذا لم يتزوجا فورًا ، الأصح أنها لن تنفصل عنه ، سوف تغضب فقط لأيام قليلة و
بعدها تتصالح معه مجددًا ، إنه الحب ، لا يشبه أي شيء أخر...عندما يتعلق الإنسان
لمرة يعصب عليه التخلص منه ، ماذا سوف يحدث إذا قال أن هاندان قد تراجعت و أن
الملف قد عاد للمحكمة مجددًا ؟ هل سوف تقوم القيامة ؟ فليحدث ما يحدث
وقف من مكانه
و اتجه الى ابريق الشاي الذي كان يغلي فوق النار ، بينما كان يغلق قاع الشاي ، علقت
يده في إبريق الشاي وانسكب الشاي المغلي فجأة ، على الرغم من أنه قفز إلى الوراء مع
رد فعل مفاجئ ، تناثر الشاي على يديه ، وضع يده تحت الماء بسرعة و بينما كان ينتظر
أن يخف الالم بدأ بالشتم ، لقد أصبح المكان فوضوي لكن ليس لديه الوقت لكي ينشغل
بهذا ، مشى بتهجم نحو الحمام
عندما خرج من
البيت كان قد حل المساء ، و هذه المرة انصدمت هاندان من رؤيته فهو لم يكن يأتي في
هذا الوقت ، " أنا متعب قليلأ سوف أنام ، و أشعر بالغثيان كذلك ، إذا قمت
بتحضير حساء سوف أشربه "، قال كنان ، أخذت هاندان حقيبته من بين يديه ، و
ذهبت تجري الى غرفته و أزاحت الغطاء من على السرير لأجله ، و ساعدته على تغيير
ثيابه
" كما
تعلمين فهناك حفل زفاف في المساء "
" أعرف ،
ان شاء سوف تتحسن حالتك وقتها ، إذا لم نطهب سوف سكون عيبًا في حق مليح "
" سوف
نذهب ، سوف نذهب ، أحضري لي الهاتف حتى أتمكن من الاتصال بالسكرتيرة و أخبرها أن
تجهز باقة ورد جميلة و ترسلها ، و أنت جهزي نفسك جيدًا للمساء "
" الآن
كنت سأكوي ملابسي التي سوف ارتديها في المساء"
" و أنا
ماذا سوف أرتدي ؟ ألقي نظرة على الأمر كذلك "
" اعتقدت
أنك سترتدي البدلة التي اشتريتها من إيطاليا ، سوف أقوم يتجهيزها لك "
تجعد كينان بين
الملاءات البيضاء واستلقى ، أوه ، لقد كان مرتاحا قليلا ، الآن ، إذا تناول دواءً بعد
الحساء ونام لبضع ساعات ، فسوف يعود إلى رشده ، ثم يفكر فيما سيقوله لفادي في المساء
و لقد أغلق هاتفه الخلوي حتى لا يزعجه أحد
في السماء بدا
كنان يشعر حقًا أنه بحالة أفضل و أخرج هاتفه ليتصل بفادي بينما زوجته كانت مشغولة
، لقد اتصل به مرات عديدة ، آه يا إلاهي هذه المرأة قد تجد المرء حتى لو كان في
الجحيم ، مع بعض التوتر ضغط على رقم فادي ، و قد أجابت فورًا
" أين
أنت يا كنان ، لقد قلقت عليك كثيرًا "
" لقد
كان لدي بعض الأعمال ، لقد شربنا كثيرًا ليلة البارحة و رأسي كان يؤلمني ، لذلك
أغلقت الهاتف "
" لماذا
لم تتصل ، كنت سوف أطلب الإذن و آتي إليك ، أين أنت الأن ؟ "
" ماذا
سوف تفعلين بمكاني ؟ لقد قلت لك أنه لدي عمل..."
" لكنك
لست موجودًا في الشركة ، لقد أخبروني أنك لم تمر اليوم ، و لم تذهب الى الملهى
كذلك"
" لدي
عمل ، عمل...، لقد حدث مشكلة ما فجأة في أحد الإنشاءات ، و قد اتجهت الى هناك في
الصباح الباكر و سوف أقضي الليلة هنا ، و لا أعرف حاليًا متى سوف أعود الى أنقرة ،
سوف أتصل بك غدًا و أخبر بالوضع "
" ما هي
المشكلة ؟ "
" أنا
بالفعل متعب ، لا تضغطي علي أكثر ارجوك "
" أين
أنت الآن ؟ في أي موقع ؟ "
" هل هذا
استجواب ؟ لقد قلت لك سوف أتصل بك غدًا "
" أنظر
يا كنان ، أنا أشعر أنك تكذب علي مجددًا "
" دعك من
هذا ، ماذا فعلت ؟ هل تفقدت فستان الزفاف ؟ "
"
أجل...لكنني لست مرتاحة أبدًا ، حتى أن أصدقائي لم يصدقوني أبدًا ، يقولون لي
لماذا هذه العجلة و الرجل لم يطلق زوجته بعد ، لا أحد منهم يثق بك "
" لا
يمكنني الآن الانشغال بأصدقائك "
كان كنان يريد
أن يغلق الهاتف فورًا لأن هاندان قد تأتي الى الغرفة في أي لحظة لكي تساعده لكي
يرتدي ثيابه
" ماذا
تقصد بكلامك ؟ و أيضًا من أين خرج موضوع الذهاب الى الانشاءات الأن ؟ بينما يوجد
كل هؤلاء الرجال ، لماذا تذهب أنت ؟ "
" حسنا
فادي يكفي ، لقد تعبت من كل هذه الشكوك ، أقول لك أنه لدي عمل و أنت تطيلين الأمر "
في تلك
الأثناء فتح الباب ببطء و دخلت هاندان و بيدها قميص أبيض ، لقد حدث ما كان يخاف
منه ، لقد وقع في وضع صعب ، لم يكن يريد أن تقع مشكلة أخرى في مساء حفل الزفاف
" هيا
سوف أغلق الهاتف الآن ، نلتقي غدًا"
أغلق الهاتف
ثم وضعه على الطاولة و التفت الى هاندان و استدار الى هاندان لكي يأخذ القميص من
بين يديها ، دون أن تنظر الى وجهه اعطته هاندان القميص و بينما كانت على وشك
الخروج من الغرفة بدأ الهاتف بالرنين مجددًا ، لقد كان متأكد أن المتصل هو فادي ،
أجل لقد كانت هي ، سواء أجاب على الاتصال أم لا فسيقع في المشاكل في كلا الحالتين
، كما أنه لم يتبقى لديه أي شيء ليقوله ، لأن فادي سوف تعلم أنه كان يكذب عليها ،
من الأفضل أن يغلق الهاتف مجددًا ، كان يقول في داخله يا ليته لم يفتح الهاتف
أبدًا ، لقد ما حدث ، سوف يفكر في الباقي غدًا
في تلك
الأثناء اتصلت فادي بكنان كثيرًا و لكنه
كان مغلق ، و كانت تستمر في المحاولة و كأنه سوف يفتح الهاتف فورًا ، لقد كانت
ترتجف ، و قلبها يخفق بسرعة ، لقد سئمت من أكاذيب هذا الرجل ، من يدري أين هو الآن
، لم تصدق أبدًا قوله بأنه في إحدى الإنشاءات ، لو كان الأمر عكس ذلك لكان أخبرها
بمكان وجوده بالضبط ، لقد أصبحت تعرفه جيدًا ، يا ترى هل كان كل ما قاله كذبًا ؟
الطلاق ، حفل الزفاف في فنذق هيلتون ، الضيوف ، فستان الزفاف...، هل كان أصدقاءها
يقولون الحقيقة ؟
كانت متجهة
الى منزلها بسيارتها ، و قد كانت غاضبة و مشوشة لدرجة أنها كانت خائفة من تتسبب في
حادث سير ، يا ليتها لو تموت دون أن تحرق روح أي أحد أخر ، لم يتبقى لديها قوة لكي
تتحمل كل هذا ، لقد كان الجميع يحذرها من هذه العلاقة ، و قالوا لها أن تتخلى عن
هذا الحب ، " عيون هذا الرجل لا ترى أي شيء ، حتى الآن قام بخيانة جميع
النساء اللواتي كان على علاقة معهن و ليس أنت فقط ، هذا هو أسلوبه "
في الواقع
انهم على حق ، لقد كانت اكثر واحدة تعرف أن هذا سوف يحدث ، قبل أن تقع في حبه لقد
كانت شاهدة على كل شيء ، لقد سمع بإذانها جميع الكذبات التي كان يقولها لزوجته و
حبيباته ، في ذلك الوقت كانت تضحك على كل هؤلاء النساء و تقول في نفسها كم هن
غبيات ، هذا يعني أنها هي الغبية الأن...، كانت تظن أنها اذا أعطت كنان ما يريد
فسوف يتغير كنان و لن يفعل بها ما كان يفعله بالجميع ، ربما فكرت كل هؤلاء النساء
مثلها تمامًا ، يبدو أن الانسان يبقى كما هو و لا يتغير أبدًا
لقد كان
أصدقائها قد تزوجوا بالفعل و أصبح لديه أولاد ، جميعهم لديهم نظام و كانت هي
الوحيدة التي لم تقم بذلك ، لم تستطع السير بفخر ، كانت تسير في كل مكان و راسها
للأسفل
حتى أنها غسلت
قدميه ذات يوم و جعلته يعيش كل ما يمكن للرجل أن يحلم به ، يكفي أن يتزوجا ، يكفي
فقط أن يحبها كنان ولا يقوم بخيانتها مع أي امرأة أخرى ، هل كان هذا خطأ أيضًا ؟
ما الذي يمكن أن يريده الرجل أكثر من ذلك ؟ لم تحسب الأمر بشكل جيد و لم تنتهي قصة
الحب هذه بنهاية سعيدة ، الاعتراف بالهزيمة و الاستلام لم يكن من شيمها أبدًا ،
لكن يبدو أنها خسرت
بينما تفكر في
هذا بدأت تغضب أكثر ، بينما كانت على وشك الوصول الى بيتها تراجعت ، غيرت طريقها و
اتجهت الى منزل كنان ، و كأن الشيطان استولى عليها ، اذا كان هذا الرجل يكذب عليها
مجددً فلا بد أنه في منزله ، إنه يخطط لشيء ما مجددًا لكنها لم تعرف ماهو ، حتى لو
تطلب الأمر سوف تنتظر و تراقب منزله حتى الصباح ، إذا كانت تظلم الرجل فسوف ترتاح
و تعود الى منزلها بسلام ، و أيضًا لماذا أقفل الخط في وجهها ، لم يكن لديها نيية
في أن تترك الأمر يمر بسلام ، يا إما سوف يتزوجان فورًا أو سوف ينتهي الأمر هنا
نظرت الى
ساعتها التي كانت تشير الى الساعة السابعة ، لقد كان هناك ازدحام في الطريق مع ذلك
سوف تذهب الى هناك و تحاول أن تفهم ما الذي يحدث ، كان كنان يعيش في منطقة
تشانكايا ، عندما دخلت الى الشارع أبطأت سرعة السيارة ، لم يكن من الجيد الذهاب
الى أمام منزله بالسيارة ، قامت بترك سيارتها أمام إحدى البنايات و فتحت نافذة
سيارتها و أطلت برأسها قليلا ، أصبحت ترى المنزل بشكل جيد ، رفعت رأسها للأعلى و
بدأت تتفقد الطوابق ، بإمكانها أن ترى ان جميع مصابيح المنزل مضاءة ، حتى أن
تستطيع رؤية ثريا الكريستال المعلقة في سقف المنزل ، عند النظر من الخارج يبدو
المنزل فخم ، ماذا تفعل السيدة هاندان في هذا المنزل الفخم لوحدها طول اليوم ، كيف
تعيش بدون كنان يا ترى ؟
كانت هذه اول
مرة تأتي الى امام المنزل ، كانت تعرف أين يوجد منزل كنان لكنها كانت تتهرب
بالخصوص من المجيء اليه ، لكن هذا المساء و كأن هناك قوة قد أجبرتها الى المجيء
الى هنا ، هل كنان موجود في ذلك المنزل يا ترى ؟ لا تعتقد ذلك ، لكن بالتأكيد هناك
شيء غريب لم تفهمه تمامًا ، لقد شعرت بذلك ، لقد كان يخفي عنها شيئًا ما
لم تستطع أن ترفع
عينيها عن تلك الشقة الفخمة ، كانت هناك حركة في المنزل ، كان الأمر كما لو كان شخص
ما يتجول في الداخل ، هل كان هناك ضيف؟ من الواضح أن هاندان كانت امرأة نظيفة ودقيقة
، تم تزيين إحدى الشرفات مع نباتات خضراء كبيرة مصطفة حول الحواف ، إذا كان كنان في
المنزل ، فعادة ما تكون سيارة مرسيدس زرقاء داكنة على الباب ، لكنه لم تكن هناك ، ماذا
كانت تفعل هذه المرأة في المنزل وحدها تشعل كل الأنوار؟ حتى من مسافة بعيدة ، كان من
الواضح أن المنزل الذي يعيشون فيه كان كبيرًا جدًا
كان تنظر باهتمام
إلى كل سيارة عابرة في الشارع ، تشاهد الجميع يدخلون ويخرجون من البناية ، واحدًا تلو
الآخر ، لم يكن هناك شيء غريب حتى الآن ، أخذت علبة سجائر من جيبها وأشعلت سيجارة
، كانت تشعر بالبرد قليلا لانه تركت النافذة مفتوحة ، لكنها كانت متوترة و غاضبة
جدًا لدرجة أنها لم تدرك ذلك ، أخذت تنفث السجارة طويلا و تنفخ خارج النافذة
في تلك اللحظة
اقتربت سيارة داكنة اللون الى باب العمارة و توقفت ، بدأت تنظر بانتباه ، نعم إنه
هو ، إسماعيل ، سائق كنان... أخرجت رأسها من السيارة قليلا بعد و نظرت جيدًا
للتتأكد إذا ما كانت مخطئة أم لا ، لا لم تكن مخطئة ، لم يطفئ إسماعيل محرك
السيارة بل توقف هناك كما لو كان ينتظر شخصًا ما لينزل ، ما الذي يحدث هنا ياترى ؟
من الجيد أنها أطاعت الشيطان ، من الجيد أنها جاءت الى هنا
أغلقت حقيبتها
و نزلت بسرعة من سيارتها ، رمت السجارة أرضا و بعد أن سحقتها جيدًا تحت رجلها ، خفضت
رأسها و اتجهت للأمام ، لم تكن تريد أن يراها احد و من جهة أخرى كانت تخاف أن تفوت
ما سيحدث ، من الجيد أن الشارع كان مظلم ت اتجهت نحو شجرة كبيرة على الرصيف المقابل للمنزل
مبائرة و اختبأت خلفها و بدأت تراقب بعناية من سيخرج من الشقة
ظهر ظل يقترب
من الباب ، نعم ، لقد كان كنان عند الباب ، كم كان يرتدي ملابس أنيقة...، تحت معطفه
الكشمير الأسود ، تمكن فادي من رؤية ياقة البدلة الرسمية وربطة العنق الحمراء ،
إذن فقد كان يكذب عليها بقوله أنه في موقع الإنشاءات و تهرب منها ليركض الى جانبه
زوجته العزيزة ، ألم يتحدث معها ، ألم يكن سوف يطلقها ، كل ما قاله كان كذب ، هل
كل ذلك كان مجرد قصص ؟
تجمدت من
الغضب و كان الدمن تجمد بداخلها و كانت تحدق بكنان من وراء الشجرة ، الى أين كان ذاهب
في هذا الوقت و هو يرتدي بدلة ؟ يعني أن إسماعيل كان يعرف كل شيء ، لقد قال له
رئيسه "تعال و خذني" ، من يدري ماذا كان يفعل أيضًا و لم يخبرها ، بينما
كانت تعتبر إسماعيل صديقًا لها ، بعد كل شيء ، لقد عملوا معًا في النادي في بداية شبابهم
و تشاركوا مشاكلهم ، بعد كل هذه السنوات لم تعامله بتكبر أبدًا و كانت دائمًا
تعامله كصديق قديم ، لقد كانت تراه كصديق...
لم يكن كنان
يستعجل لكي يركب السيارة بل كان ينتظر أحدًا ما و يستمر بالنظر وراءه ، بعد فترة
وجيزة ظهرت هاندان ، كانت ترتدي فستان أسود طويل ، العقد الذي ارتدته حول رقبها
كان يلمع بشكل ساطع حتى في ظلام الليل ، و كانت تسير ببطء نحو السيارة و هي تمسك
بفستانها ، اقترب كنان ببطء من هاندان و أخذ ذراع زوجته ، كانوا يتحدثون و يضحكون
، هل كانوا يمدحون بعضهم البعض؟ كانت هاندان تقول شيئًا ، وكان كينان يستمع إليها ،
ويميل قليلاً نحوها ، كيف بدوا سعداء من بعيد ، لم يبدوا كزوجين قررا الانفصال على
الإطلاق
لم تصدق فادي
ما رآته ، كان رأسها يدور و عيونها مغلقة ، لو لم تتشبت بتلك الشجرة فربما كانت
سوف تنهار هناك ، إذن فقد كان كل شيء كذبة
قفز إسماعيل من
مقعده ، وانحني ليفتح باب السيارة لهاندان عندما قفزت فادي مثل سهم من قوس ممدود ،
وقفت أمامهم قبل أن تتاح فرصة للسيدة هاندان على ركوب السيارة ، أمام شقة دينيز
كان هناك يقع فقط في الأفلام على وشك الحدوث ، كان الأشخاص الأربعة ينظرون إلى بعضهم
البعض بدهشة وذهول شديدين ، ولم يستطع أحد التحرك من مكانه ، وكأن الوقت قد توقف والمخرج
لا يريد مواصلة الفيلم أكثر من ذلك و قال "توقف"
كان كينان أول
من كسر هذا الصمت ، وفي هذا الطقس ، سرعان ما سحب يده التي تمسك بذراع هاندان حتى
لا تسقط ، كما لو أنه لمس النار بيده ، كان وجهه شاحبًا وكان يصدر أصواتًا غريبة مثل
الآهات ، لا يعرف ماذا يفعل أو ماذا يقول ، وكأن إسماعيل يشعر بما سيأتي ، ابتعد خطوات
قليلة عن السيارة ونظر إليهم من بعيد ، تفاجأت هاندان أيضًا بما حدث ، من كانت هذه
المرأة ، لماذا كانت تنظر إليهم بغضب شديد؟
فقدت فادي
أعصابها...كل الغضب الذي كان يجتمع داخلها لسنوات كان ينتظر أن يتدفق خارجًا
كالشلال ، كانت تحركاتها خارجة عن السيطرة تمامًا ، و هي بنفسها لا تعرف ماذا تفعل
أو ماذا تقول ، سحبت حقيبتها ببطء من على كتفها و ضربت إسماعيل ، "آه
رأسي" ، صرخ اسماعيل في الشارع ، جاء دور كنان ، وضع كنان يديه على رأسه في
ذعر و بدأت فادي بضربه بلا رحمة ، كانت تضربه بالحقيبة بكل قوة بشكل عشوائي ، كانت
الضربات متواصلة و الحقيبة الكبيرة محشوة جدًا كالعادة ، و بجانبها مشبك معندي ضخم
في المقدمة
في البداية
كانت هاندان تشاهد الأحدث برعب و قد تراجعت خطوة أو خطوتين إلى الوراء و هي تحمي رأسها
بيديها حتى لا تتلقى ضربة ، لكن كان من الواضح أنه إذا بقت هنا قليلاً لفترة أطول ،
سيكون لها نصيبه أيضًا من الضرب ، كانت بحاجة إلى الابتعاد عن هذا المكان في أسرع وقت
ممكن ، ركضت نحو الشقة وهي تطلق صرخة صغيرة
لم تكن
الوحيدة التي تصرخ ، كانت كنان تصرخ في كل مرة تضرب فيها كنان ، كان كنان يطلب
المساعدة بيأس من المحيطين به ، إسماعيل الذي رمى بنفسه في وسط الشارع كان يكتفي
بالقول من بعيد ، " توقفي ، لا تفعلي "
جميع النوافذ
كانت مفتوحة و الناس ينظرون و يحاولون رؤسة الحدث ، " مهلا ، انتظر ، ما الذي
يحدث هناك ، سوف تقتل الرجل " ، " أليس هناك شرطة ؟ " ، كانوا
يستمرون بالصراخ
كانت فادي هي
الوحيدة التي لم تسمع تلك الأصوات التي سمعها الجميع ، توقف الوقت بالنسبة لها ،
تجمد كل شيء ، أمتلأت بالكراهية و الغضب و كان يجبر جسدها كله لأجل التدفق خارجًا،
لم تكن في وضع يسمح لها بالتفكير فيما كانت تفعله ، ولماذا افعله ، ربما سوف تقتل كنان
إذا استمرت لفترة أطول قليلاً ، كان عقلها قد توقف عن التفكير فعلاً ، و قال لها
صوت بداخلها ، " اضربي ، اضربي مرة أخرى" ، و كانت تطيع هذا الصوت ، هذا
كل شيء...
أمام مدخل
العمارة بينما كانت هاندان على وشك الدخول ، اندفع البواب إلى الشارع ، وهو يغطي الجزء
الأمامي من السترة البنية القديمة التي كان يرتديها السيد جمال فوق بيجامة نومه ،
هل كانت هذه المرأة الصعيفة تضرب السيد كنان العظيم ، في وسط الشارع ؟ حسنًا لكن
لماذا يسمح الرجل بذلك ، لماذا لا يضرب هذه المرأة الوقحة هو أيضًا ، قال في نفسه:
"لو كنت أنا ، لكنت أمسك الحقيبة من يده وألصقها برأسها و أفجر صفعتين على
وجهها و ينتهي الأمر ، لا داعي لأصبح فضيحة بين الجيران ، و أكون قد أعطيتها درسها
"
الآن كان على زوجته
أمينة أن ترى هذا المشهد ، لم تتعرض للقليل من الضرب من قبل جمال ، ربما كانت سوف
تقول ، "أوه ، أحسنت يا امرأة " ، لكن جمال لم يشفق على أمينة ، أليست
امرأة ، إذا عاملها بلطف سوف تصعد فوق رأسه
كانت هاندان قد
أغلقت الباب الحديدي للشقة بإحكام وكانت تراقب ما يحدث خلف الزجاج ، كانت تتساءل
لماذا يتعرض زوجها للضرب من قبل مثل هذه المرأة و لم يصدر أي صوت على الإطلاق ؟
" آه ، إنها أعمال كنان " قالت في داخلها ، من يدري ماذا فعل مجددًا ،
ربما عرف عن نفسه لهذه المرأة على أنه رجل أعزب و خدع المسكينة ، كانت في داخلها
غاضبة من زوجها
من يدري مع من
خانها ، لقد مر وقت طويل منذ أن تركت الحساب ، لكن لا تزال منزعجة من أن تراه تعرض
للضرب بهذه الطريقة و الجميع يشاهد ، كانت المرأة تبدو شابة جدًا و لكن ما شاء لله
كانت قوية جدًا... في النهاية تمكن كنان من أخذ الحقيبة بيده ، لكن هذه المرة كانت
المرأة تهاجم بيديها ، وتخدش وجه الرجل ، وتتراجع أحيانًا وتضرب الرجل بظهر يدها ،
كانت الصفعات شديدة لدرجة أن صدى الصوت تردد في الشارع
لم تستطع
هاندان التحمل أكثر و البقاء مكانها ، فتحت باب العمارة و صرخت على إسماعيل بصوت
عال
"إسماعيل
، جمال ، ماذا تنتظر ، سو تقتل كنان ، أركضوا و ساعدوه ، النجدة ، سوف تقتل الرجل
، أليس هناك من ينقذه "
هذا الصوت
الذي كان يرن من أحد طرفي الشارع إلى الطرف الآخر ، صفعهم جميعًا وسط الظلام ،
وقفت فادي مكانها بقبضتها في الهواء مثل الملاكم ، نظرت حولها كما لو كانت قد
استيقظت من نوم عميق وهي تحاول أن تجد توازنا بالتأرجح من جانب إلى آخر حتى لا
تسقط ، عندما توقفت ، توقف جمال و إسماعيل اللذان كانا يستعدان لاتخاذ خطوة
فتح كنان فمه
قليلا و كأنه سيضحك و لكن عندما لمست يداه الدم الذي في وجهه أصيب بالدعر و حدق
بفادي و عيناه تتسعان من الرعب ، كانت
فادي تنظر أيضًا إلى وجه كنان الملطخ بالدماء ، لكن لم يكن هناك أثر للندم أو
التعاطف في تلك العيون ، ثم أدارت وجهها في الاتجاه الذي جاء منه الصوت ، التقت
عيونها بعيون هاندان التي كانت ترتجف من الرعب عند باب العمارة ، حدق الاثنان في بعضهما
البعض للحظة دون النظر بعيدًا ، ثم انحنت فادي ، والتقطت حقيبتها التي سقطت على الأرض
، وابتعدت ببطء
تعليقات
إرسال تعليق