القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية إذا خسر الملك الفصل الخامس : "كان يحب النساء و أيضًا يقوم بإهانتهن قليلاً"

 

استيقظ كنان في الصباح الباكر رغم أنه لم يكن من عادته ، كان رأسه يؤلمه و كأنه سينفجر ، كلما فكر في أحداث البارحة يبدء قلبه بالنبض بشدة ولم يستطع النوم بسبب ذلك

علاوة على ذلك فهناك حفل زفاف يجب أن يذهب اليه بكل تأكيد ، يجب أن يجد طريقة و يتخطى فادي ليذهب الى حفل الزفاف ذاك مع زوجته ، اذا لم يحضر الحفل فلن يسامحه سميح أبدًا ، و أيضا كيف سيجد عذرا لعدم ذهابه الى حفل زفاف ابن أقرب أصدقائه...، بالتأكيد سوف يذهب لكن لا يعرف كيف سوف يتجاوز كل هذا

في السابق كان من السهل عليه الكذب ، لقد كان ماهرًا في الكذب لدرجة أنه بعد فترة يبدأ بتصديق كذباته بنفسه ، و كأنه مدمن على الكذب تلقائيًا ، كان يقوم بهذا بدون أي توثر و هو ينظر الى عيون النساء ، كان يحب النساء و أيضًا يقوم بإهانتهن قليلاً ، كان ممتنا بمجيئه الى هذا العالم كرجل ، كم هو أمر سيء أن تكون امرأة ، لقد جئن الى هذا العالم فقط لكي تقمن بخدمة الرجال و إرضائهم

لقد تم تأسيس هذا العالم لأجل الرجال ، لم يستطع أن يفهم زملائه الرجال ، الذين لم يقدروا ذلك ، ولم يستطع تحمل إلى الرجال ذوي الياقات البيضاء أبدًا ، (لقب يطلق على الرجل اللطيف الذي يعامل المرأة باحترام) ، مثل هذا النوع يقع في أفواه نسائهم ، كلما رآهم كان يقول "إن قول رجل يحتاج إلى ألف شاهد" ، و يضحك بعدها ، كان هؤلاء الرجال مجانين أو لديهم عيب كبير ، كان يهمس بما ينقص في آذان أصدقائه ، ثم يسحب أذنه بيد واحدة ويضربها على الخشب ، ومع ذلك ، فقد كان يرى نوعًا آخر من ضعف الأداء لديه في تلك الفترة ، كان يكذب مرة أخرى ، يمكنه بسهولة إقناع النساء بهذه الأكاذيب مرة أخرى ، لكنه لم يشعر بالراحة كما كان من قبل ، كان قلقا

فادي كانت قد غادرت بالفعل لكن قبل ذلك و كالعادة قامت بتحضير فطور بعناية لأجل كنان ، و تركت ملاحظة فوق المائدة ، أخذ الورقة بن يديه بعجلة

' حبيبي ، أنا اليوم أطير من السعادة ، متأكدة أنه لا يوجد حاليا امرأة أكثر سعادة مني في هذا العالم ، بعد خروجي من العمل سوف أذهب مع صديقاتي مجددًا لأجل فستان الزفاف ، لذلك لن أحضر لك الطعام ، كما انه يجب علينا تناول الطعام في الخارج و الاحتفال بعد انتظار هذه السعادة لمدة سبع سنوات ، ما رأيك بنفدق هيلتون ؟ و أيضًا نكون قد تقفدنا صالة حفل الزفاف ، و من يدري ربما نحدد تاريخ الزفاف ، أقبلك بشدة '

في فندق هيلتون ، تقول للرجل لنذهب و نتناول الطعام في هيلتون و كأنه لم يتبقى مكان في كامل انقرة ، و تقول سوف يتفقدون الصالة ، هل تختلق المرأة هذه الأشياء في عقلها ؟ بغض النظر عن عدد المرات التي قال فيها مثل هذه الأكاذيب الصغيرة ، فإنه يا إما أنها تحلم أو أنها تضرب في وجه الرجل أنه كاذب ، أصبحت الأمور أكثر فوضوية حقًا ، و كأن ألم رأسه لا يكفي أصبح يشعر بالغثيان ، هل انخفض ضغط دمه يا ترى ؟ لقد جلب المتاعب لنفسه فجأة

منذ شبابه لم يتبقى شيء لم يعانيه بسبب هؤلاء النساء ، لكنه كان يعرف أن الذنب ذنبه هو ، لقد كان يتنازل و يتساهل كثيرًا ، يا ليته لم يكن لطيفًا لهذه الدرجة كان الامر سيكون أسهل ، على كل حال لا تستطع النساء التخلي عنه ، لقد حاولن ذلك كثيرًا ، حتى زوجته كانت قد رحلت من قبل وبعدها شعرت بالندم على ذلك

عندما يفكر بذلك يشعر بالراحة قليلا ، مع ذلك لم يجد بعد حلا للوضع الذي وقع فيه ، ليلة البارحة فعلت فادي مالم تفعله من قبل ، لكنه لم يكن ذلك الرجل الذي يتراجه بسهولة ، لكنه لن ينخدع بهذه الألاعيب ، لو كان الأمر هكذا فأين كان عقلها منذ عشر سنوات ؟ لقد قالت ذلك لكي تغضبه و تخيفه و تجعله يقوم بما تريده ، و كانت تقول إذا لم يفعل ما تريده هذه المرة سوف ترحل ، سوف تنهي العلاقة هذه المرة و ما شابه...، تعتقد أنها سوف تخيفه ، حسنا ، أم أنه فعلا قد شعر بالخوف ؟ لا يعقل ، إذن لماذا اختلق كل تلك الأكاذيب ؟ تحديد تاريخ عقد القران و صالة في فندق هيلتون و ما شابه

جلس على مائدة الافطار في مكانه المعتاد ، ظل يفكر مثل بومة صغيرة ، لم يكن يريد أن يأكل لقمة واحدة ، يحمل ملاحظة فادي بين يده و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا ، إذا لم يستطع تجاوز الأمر فمن يدري كم مصيبة سوف تقع فوق رأسه ، يتساءل لو يجمع اغراضه و يغادر المنزل بينما فادي غير موجودة ؟ حسنًا لكن الى أين سوف يذهب ؟ إلى البيت... هل كان سعيدًا في البيت ؟ لا لم يكن...، حتى أن فكرة العودة بشكل دائم الى ذلك البيت يجعله يرتجف ، ذلك المنزل مع كل تلك القطع الثمينة ، لم تكن مهمة لديه ، لقد كان سعيدًا مع فادي في هذا البيت ، لو لم تفتح موضوع الزواج هذا ، الا يمكن دون أن تجعله سخرية للجميع بعد هذا العمر ؟ و من جهة أخرى لا يريد أن يخسر هاندان نهائيًا ، لقد كانت تجلس مكانها في هدوء ، لماذا تريد أن تفسد هذا النظام ؟

بينما كان يشرب عصير البرتقال الذي حضرته له فادي ، بدأ بالتفكير في السنة الأخيرة التي قضوها معًا ، لقد كان ممتنا جدًا ، لقد اهتمت به زوجته و فادي جيدًا ، و لم يكن يكرر طلبه مرتين ، على الرغم من ذلك لم يكن يقف مكتوف الأيدي ، و لم يفوت شيء مما يظهره له مصيره ، لقد استمتع بكل واحدة حتى لو كان قليلا ، لكن يبدو انه يرتكب خطأ في مرحلة ما ، عندما أعطى الكثير من الاهتمام لهؤلاء النساء تجاوزن الحدود ، لقد كانت والدته تقول هذا دائمًا ، " يا بني لا تتساهل مع النساء و إلا فأنهن سوف تتمردن عليك و تستغلونك "، لقد كانت المراة المسكينة على حق...

ألم يقل له أصدقائه مرات عديدة أن يترك تلك الفتاة و أنه سيقع في مشاكل...، في الواقع كانوا جميعًا يحبون فادي في السابق ، لقد كانوا غاضبين جدًا من كنان عندما سمعوا عن هذه العلاقة ، سألوه كثيرًا عما يريد من الفتاة المسكينة و هل يليق به أن يأخذ ذنوبها ، لكنه لم يستمع إليهم و ها قد وصل الى هذه الحالة ، على كل حال فقد كان أصدقاءه ذو تجربة في هذه الأشياء مثله ، " لا يجب إطالة هذه الأشياء ، المرأة شابة و غدا سوف تريد الزواج ، و أيضًا من تكون أنت و من تكون فادي ، اهتم بمنزلك "، لقد حذروه كثيرًا

في الواقع كان كنان هو من يقول لهم مثل هذا الكلام في السابق ، بعد كل شيء ، كانت هذه الأمور في مجال تخصصه ، لكن رغم إدراكه للأمر وقع في مستنقع عميق يصعب الخروج منه ، في الواقع لم يكن يفكر لا في هاندان ولا في فادي ، فالمرأة الحقيقة تعرف كيف تعتني بفسها ، همه الوحيد كان هو نفسه ، لقد تعود على فادي كثيرًا

حتى الآن هو بنفسه لا يعرف إذا وقع في حب امرأة ما ، على الرغم من قوله لواحدة منهن كلمة أحبك... كما أنه كان يستمتع بالنوم معهم وقضاء وقت ممتع ، و النساء كن تضعنه كالتاج فوق رؤسهن ، أي رجل لن يحب هذا الأمر ؟ لقد وُلد محظوظا فهو لم يتم تركه أبدًا و لم يتذوق عذاب الحب ، بالنسبة له لم يكن مناسبًا له أن يركض وراء امرأة ما

يجب عليه أن يجد حلا ما اليوم و يتخلص من تلك المشكلة ، لم يكن يحب المتاعب و المشاكل كما أن جسمه لن يتحمل هذا أكثر ، ربما قد يصاب بنوبة قلبية و يموت و لن يعلم أحد بأمره حتى

لو قال لزوجته "لنتطلق" لن تعترض أبدًا ، سوف تذهب و توقع على جميع الأوراق ، كانت هاندان صاحبة غرور و لن تطلب منه أي شيء ، كانت سوف تطيع كل ما يقوله لكنه لا يريدها أن تذهب أيضًا...، لو ألمه رأسه أو وقع مريضًا فإن هاندان تركض لأجل الاعتناء به ، لا تتركه للحظة حتى ، كانت تحضر له الحساء حتى انها تطعمه بيده ، و هو بدوره كان يتدلل و لا يخرج من السرير لأيام حتى لو كان مصاب بنزلة برد بسيطة ، كان يحب اهتمامها به

في الواقع إن فادي كذلك سزف تعتني به مثل الملوك ، مع ذلك لا يجوز هذا الأمر ، و فوق كل هذا تريد منه اقامة حفل زفاف ، كان يقول في ذلك ، " يا هذه أين خسرت حفل الزفاف الخاص بك بحيث يمكنك العثور عليه هنا؟ بعد كل هذا العمر سوف أنفق كل هذه الأموار لأجل من نفسي أضحوكة بين الناس ؟ "، خاصة أصدقائه في الملهى ، من يدعي كم سوف يسخرون منه ، سوف يقولون "لقد جعلت عاهرة سيدة علينا"، ثم يضحكون من وراءه

لماذا يقولون عنها عاهرة يا ترى ؟ ماضي الفتاة نظيف و الحاضر كذلك ، لقد كانت تعرف رجلا واحدًا و هو كنان و لم تنظر لأي رجل بطرف عين ، لكن في هذه الدولة فلا أحد ينظر بشرف الى امرأة اقامت علاقة مع رجل متزوج ، عندما كانوا يقولون عن فادي أنها عاهرة لم يعترض أبدًا

لقد تشوش عقله في هذا الصباح ، و تعكر مزاجه ، إذا كانت فادي تحبه حقًا كما تقول فلن تنفصل عنه إذا لم يتزوجا فورًا ، الأصح أنها لن تنفصل عنه ، سوف تغضب فقط لأيام قليلة و بعدها تتصالح معه مجددًا ، إنه الحب ، لا يشبه أي شيء أخر...عندما يتعلق الإنسان لمرة يعصب عليه التخلص منه ، ماذا سوف يحدث إذا قال أن هاندان قد تراجعت و أن الملف قد عاد للمحكمة مجددًا ؟ هل سوف تقوم القيامة ؟ فليحدث ما يحدث

وقف من مكانه و اتجه الى ابريق الشاي الذي كان يغلي فوق النار ، بينما كان يغلق قاع الشاي ، علقت يده في إبريق الشاي وانسكب الشاي المغلي فجأة ، على الرغم من أنه قفز إلى الوراء مع رد فعل مفاجئ ، تناثر الشاي على يديه ، وضع يده تحت الماء بسرعة و بينما كان ينتظر أن يخف الالم بدأ بالشتم ، لقد أصبح المكان فوضوي لكن ليس لديه الوقت لكي ينشغل بهذا ، مشى بتهجم نحو الحمام

عندما خرج من البيت كان قد حل المساء ، و هذه المرة انصدمت هاندان من رؤيته فهو لم يكن يأتي في هذا الوقت ، " أنا متعب قليلأ سوف أنام ، و أشعر بالغثيان كذلك ، إذا قمت بتحضير حساء سوف أشربه "، قال كنان ، أخذت هاندان حقيبته من بين يديه ، و ذهبت تجري الى غرفته و أزاحت الغطاء من على السرير لأجله ، و ساعدته على تغيير ثيابه

" كما تعلمين فهناك حفل زفاف في المساء "

" أعرف ، ان شاء سوف تتحسن حالتك وقتها ، إذا لم نطهب سوف سكون عيبًا في حق مليح "

" سوف نذهب ، سوف نذهب ، أحضري لي الهاتف حتى أتمكن من الاتصال بالسكرتيرة و أخبرها أن تجهز باقة ورد جميلة و ترسلها ، و أنت جهزي نفسك جيدًا للمساء "

" الآن كنت سأكوي ملابسي التي سوف ارتديها في المساء"

" و أنا ماذا سوف أرتدي ؟ ألقي نظرة على الأمر كذلك "

" اعتقدت أنك سترتدي البدلة التي اشتريتها من إيطاليا ، سوف أقوم يتجهيزها لك "

تجعد كينان بين الملاءات البيضاء واستلقى ، أوه ، لقد كان مرتاحا قليلا ، الآن ، إذا تناول دواءً بعد الحساء ونام لبضع ساعات ، فسوف يعود إلى رشده ، ثم يفكر فيما سيقوله لفادي في المساء و لقد أغلق هاتفه الخلوي حتى لا يزعجه أحد

في السماء بدا كنان يشعر حقًا أنه بحالة أفضل و أخرج هاتفه ليتصل بفادي بينما زوجته كانت مشغولة ، لقد اتصل به مرات عديدة ، آه يا إلاهي هذه المرأة قد تجد المرء حتى لو كان في الجحيم ، مع بعض التوتر ضغط على رقم فادي ، و قد أجابت فورًا

" أين أنت يا كنان ، لقد قلقت عليك كثيرًا "

" لقد كان لدي بعض الأعمال ، لقد شربنا كثيرًا ليلة البارحة و رأسي كان يؤلمني ، لذلك أغلقت الهاتف "

" لماذا لم تتصل ، كنت سوف أطلب الإذن و آتي إليك ، أين أنت الأن ؟ "

" ماذا سوف تفعلين بمكاني ؟ لقد قلت لك أنه لدي عمل..."

" لكنك لست موجودًا في الشركة ، لقد أخبروني أنك لم تمر اليوم ، و لم تذهب الى الملهى كذلك"

" لدي عمل ، عمل...، لقد حدث مشكلة ما فجأة في أحد الإنشاءات ، و قد اتجهت الى هناك في الصباح الباكر و سوف أقضي الليلة هنا ، و لا أعرف حاليًا متى سوف أعود الى أنقرة ، سوف أتصل بك غدًا و أخبر بالوضع "

" ما هي المشكلة ؟ "

" أنا بالفعل متعب ، لا تضغطي علي أكثر ارجوك "

" أين أنت الآن ؟ في أي موقع ؟ "

" هل هذا استجواب ؟ لقد قلت لك سوف أتصل بك غدًا "

" أنظر يا كنان ، أنا أشعر أنك تكذب علي مجددًا "

" دعك من هذا ، ماذا فعلت ؟ هل تفقدت فستان الزفاف ؟ "

" أجل...لكنني لست مرتاحة أبدًا ، حتى أن أصدقائي لم يصدقوني أبدًا ، يقولون لي لماذا هذه العجلة و الرجل لم يطلق زوجته بعد ، لا أحد منهم يثق بك "

" لا يمكنني الآن الانشغال بأصدقائك "

كان كنان يريد أن يغلق الهاتف فورًا لأن هاندان قد تأتي الى الغرفة في أي لحظة لكي تساعده لكي يرتدي ثيابه

" ماذا تقصد بكلامك ؟ و أيضًا من أين خرج موضوع الذهاب الى الانشاءات الأن ؟ بينما يوجد كل هؤلاء الرجال ، لماذا تذهب أنت ؟ "

" حسنا فادي يكفي ، لقد تعبت من كل هذه الشكوك ، أقول لك أنه لدي عمل  و أنت تطيلين الأمر "

في تلك الأثناء فتح الباب ببطء و دخلت هاندان و بيدها قميص أبيض ، لقد حدث ما كان يخاف منه ، لقد وقع في وضع صعب ، لم يكن يريد أن تقع مشكلة أخرى في مساء حفل الزفاف

" هيا سوف أغلق الهاتف الآن ، نلتقي غدًا"

أغلق الهاتف ثم وضعه على الطاولة و التفت الى هاندان و استدار الى هاندان لكي يأخذ القميص من بين يديها ، دون أن تنظر الى وجهه اعطته هاندان القميص و بينما كانت على وشك الخروج من الغرفة بدأ الهاتف بالرنين مجددًا ، لقد كان متأكد أن المتصل هو فادي ، أجل لقد كانت هي ، سواء أجاب على الاتصال أم لا فسيقع في المشاكل في كلا الحالتين ، كما أنه لم يتبقى لديه أي شيء ليقوله ، لأن فادي سوف تعلم أنه كان يكذب عليها ، من الأفضل أن يغلق الهاتف مجددًا ، كان يقول في داخله يا ليته لم يفتح الهاتف أبدًا ، لقد ما حدث ، سوف يفكر في الباقي غدًا

في تلك الأثناء اتصلت فادي بكنان كثيرًا  و لكنه كان مغلق ، و كانت تستمر في المحاولة و كأنه سوف يفتح الهاتف فورًا ، لقد كانت ترتجف ، و قلبها يخفق بسرعة ، لقد سئمت من أكاذيب هذا الرجل ، من يدري أين هو الآن ، لم تصدق أبدًا قوله بأنه في إحدى الإنشاءات ، لو كان الأمر عكس ذلك لكان أخبرها بمكان وجوده بالضبط ، لقد أصبحت تعرفه جيدًا ، يا ترى هل كان كل ما قاله كذبًا ؟ الطلاق ، حفل الزفاف في فنذق هيلتون ، الضيوف ، فستان الزفاف...، هل كان أصدقاءها يقولون الحقيقة ؟

كانت متجهة الى منزلها بسيارتها ، و قد كانت غاضبة و مشوشة لدرجة أنها كانت خائفة من تتسبب في حادث سير ، يا ليتها لو تموت دون أن تحرق روح أي أحد أخر ، لم يتبقى لديها قوة لكي تتحمل كل هذا ، لقد كان الجميع يحذرها من هذه العلاقة ، و قالوا لها أن تتخلى عن هذا الحب ، " عيون هذا الرجل لا ترى أي شيء ، حتى الآن قام بخيانة جميع النساء اللواتي كان على علاقة معهن و ليس أنت فقط ، هذا هو أسلوبه "

في الواقع انهم على حق ، لقد كانت اكثر واحدة تعرف أن هذا سوف يحدث ، قبل أن تقع في حبه لقد كانت شاهدة على كل شيء ، لقد سمع بإذانها جميع الكذبات التي كان يقولها لزوجته و حبيباته ، في ذلك الوقت كانت تضحك على كل هؤلاء النساء و تقول في نفسها كم هن غبيات ، هذا يعني أنها هي الغبية الأن...، كانت تظن أنها اذا أعطت كنان ما يريد فسوف يتغير كنان و لن يفعل بها ما كان يفعله بالجميع ، ربما فكرت كل هؤلاء النساء مثلها تمامًا ، يبدو أن الانسان يبقى كما هو و لا يتغير أبدًا

لقد كان أصدقائها قد تزوجوا بالفعل و أصبح لديه أولاد ، جميعهم لديهم نظام و كانت هي الوحيدة التي لم تقم بذلك ، لم تستطع السير بفخر ، كانت تسير في كل مكان و راسها للأسفل

حتى أنها غسلت قدميه ذات يوم و جعلته يعيش كل ما يمكن للرجل أن يحلم به ، يكفي أن يتزوجا ، يكفي فقط أن يحبها كنان ولا يقوم بخيانتها مع أي امرأة أخرى ، هل كان هذا خطأ أيضًا ؟ ما الذي يمكن أن يريده الرجل أكثر من ذلك ؟ لم تحسب الأمر بشكل جيد و لم تنتهي قصة الحب هذه بنهاية سعيدة ، الاعتراف بالهزيمة و الاستلام لم يكن من شيمها أبدًا ، لكن يبدو أنها خسرت

بينما تفكر في هذا بدأت تغضب أكثر ، بينما كانت على وشك الوصول الى بيتها تراجعت ، غيرت طريقها و اتجهت الى منزل كنان ، و كأن الشيطان استولى عليها ، اذا كان هذا الرجل يكذب عليها مجددً فلا بد أنه في منزله ، إنه يخطط لشيء ما مجددًا لكنها لم تعرف ماهو ، حتى لو تطلب الأمر سوف تنتظر و تراقب منزله حتى الصباح ، إذا كانت تظلم الرجل فسوف ترتاح و تعود الى منزلها بسلام ، و أيضًا لماذا أقفل الخط في وجهها ، لم يكن لديها نيية في أن تترك الأمر يمر بسلام ، يا إما سوف يتزوجان فورًا أو سوف ينتهي الأمر هنا

نظرت الى ساعتها التي كانت تشير الى الساعة السابعة ، لقد كان هناك ازدحام في الطريق مع ذلك سوف تذهب الى هناك و تحاول أن تفهم ما الذي يحدث ، كان كنان يعيش في منطقة تشانكايا ، عندما دخلت الى الشارع أبطأت سرعة السيارة ، لم يكن من الجيد الذهاب الى أمام منزله بالسيارة ، قامت بترك سيارتها أمام إحدى البنايات و فتحت نافذة سيارتها و أطلت برأسها قليلا ، أصبحت ترى المنزل بشكل جيد ، رفعت رأسها للأعلى و بدأت تتفقد الطوابق ، بإمكانها أن ترى ان جميع مصابيح المنزل مضاءة ، حتى أن تستطيع رؤية ثريا الكريستال المعلقة في سقف المنزل ، عند النظر من الخارج يبدو المنزل فخم ، ماذا تفعل السيدة هاندان في هذا المنزل الفخم لوحدها طول اليوم ، كيف تعيش بدون كنان يا ترى ؟

كانت هذه اول مرة تأتي الى امام المنزل ، كانت تعرف أين يوجد منزل كنان لكنها كانت تتهرب بالخصوص من المجيء اليه ، لكن هذا المساء و كأن هناك قوة قد أجبرتها الى المجيء الى هنا ، هل كنان موجود في ذلك المنزل يا ترى ؟ لا تعتقد ذلك ، لكن بالتأكيد هناك شيء غريب لم تفهمه تمامًا ، لقد شعرت بذلك ، لقد كان يخفي عنها شيئًا ما

لم تستطع أن ترفع عينيها عن تلك الشقة الفخمة ، كانت هناك حركة في المنزل ، كان الأمر كما لو كان شخص ما يتجول في الداخل ، هل كان هناك ضيف؟ من الواضح أن هاندان كانت امرأة نظيفة ودقيقة ، تم تزيين إحدى الشرفات مع نباتات خضراء كبيرة مصطفة حول الحواف ، إذا كان كنان في المنزل ، فعادة ما تكون سيارة مرسيدس زرقاء داكنة على الباب ، لكنه لم تكن هناك ، ماذا كانت تفعل هذه المرأة في المنزل وحدها تشعل كل الأنوار؟ حتى من مسافة بعيدة ، كان من الواضح أن المنزل الذي يعيشون فيه كان كبيرًا جدًا

كان تنظر باهتمام إلى كل سيارة عابرة في الشارع ، تشاهد الجميع يدخلون ويخرجون من البناية ، واحدًا تلو الآخر ، لم يكن هناك شيء غريب حتى الآن ، أخذت علبة سجائر من جيبها وأشعلت سيجارة ، كانت تشعر بالبرد قليلا لانه تركت النافذة مفتوحة ، لكنها كانت متوترة و غاضبة جدًا لدرجة أنها لم تدرك ذلك ، أخذت تنفث السجارة طويلا و تنفخ خارج النافذة

في تلك اللحظة اقتربت سيارة داكنة اللون الى باب العمارة و توقفت ، بدأت تنظر بانتباه ، نعم إنه هو ، إسماعيل ، سائق كنان... أخرجت رأسها من السيارة قليلا بعد و نظرت جيدًا للتتأكد إذا ما كانت مخطئة أم لا ، لا لم تكن مخطئة ، لم يطفئ إسماعيل محرك السيارة بل توقف هناك كما لو كان ينتظر شخصًا ما لينزل ، ما الذي يحدث هنا ياترى ؟ من الجيد أنها أطاعت الشيطان ، من الجيد أنها جاءت الى هنا

أغلقت حقيبتها و نزلت بسرعة من سيارتها ، رمت السجارة أرضا و بعد أن سحقتها جيدًا تحت رجلها ، خفضت رأسها و اتجهت للأمام ، لم تكن تريد أن يراها احد و من جهة أخرى كانت تخاف أن تفوت ما سيحدث ، من الجيد أن الشارع كان مظلم ت اتجهت  نحو شجرة كبيرة على الرصيف المقابل للمنزل مبائرة و اختبأت خلفها و بدأت تراقب بعناية من سيخرج من الشقة

ظهر ظل يقترب من الباب ، نعم ، لقد كان كنان عند الباب ، كم كان يرتدي ملابس أنيقة...، تحت معطفه الكشمير الأسود ، تمكن فادي من رؤية ياقة البدلة الرسمية وربطة العنق الحمراء ، إذن فقد كان يكذب عليها بقوله أنه في موقع الإنشاءات و تهرب منها ليركض الى جانبه زوجته العزيزة ، ألم يتحدث معها ، ألم يكن سوف يطلقها ، كل ما قاله كان كذب ، هل كل ذلك كان مجرد قصص ؟

تجمدت من الغضب و كان الدمن تجمد بداخلها و كانت تحدق بكنان من وراء الشجرة ، الى أين كان ذاهب في هذا الوقت و هو يرتدي بدلة ؟ يعني أن إسماعيل كان يعرف كل شيء ، لقد قال له رئيسه "تعال و خذني" ، من يدري ماذا كان يفعل أيضًا و لم يخبرها ، بينما كانت تعتبر إسماعيل صديقًا لها ، بعد كل شيء ، لقد عملوا معًا في النادي في بداية شبابهم و تشاركوا مشاكلهم ، بعد كل هذه السنوات لم تعامله بتكبر أبدًا و كانت دائمًا تعامله كصديق قديم ، لقد كانت تراه كصديق...

لم يكن كنان يستعجل لكي يركب السيارة بل كان ينتظر أحدًا ما و يستمر بالنظر وراءه ، بعد فترة وجيزة ظهرت هاندان ، كانت ترتدي فستان أسود طويل ، العقد الذي ارتدته حول رقبها كان يلمع بشكل ساطع حتى في ظلام الليل ، و كانت تسير ببطء نحو السيارة و هي تمسك بفستانها ، اقترب كنان ببطء من هاندان و أخذ ذراع زوجته ، كانوا يتحدثون و يضحكون ، هل كانوا يمدحون بعضهم البعض؟ كانت هاندان تقول شيئًا ، وكان كينان يستمع إليها ، ويميل قليلاً نحوها ، كيف بدوا سعداء من بعيد ، لم يبدوا كزوجين قررا الانفصال على الإطلاق

لم تصدق فادي ما رآته ، كان رأسها يدور و عيونها مغلقة ، لو لم تتشبت بتلك الشجرة فربما كانت سوف تنهار هناك ، إذن فقد كان كل شيء كذبة

قفز إسماعيل من مقعده ، وانحني ليفتح باب السيارة لهاندان عندما قفزت فادي مثل سهم من قوس ممدود ، وقفت أمامهم قبل أن تتاح فرصة للسيدة هاندان على ركوب السيارة ، أمام شقة دينيز كان هناك يقع فقط في الأفلام على وشك الحدوث ، كان الأشخاص الأربعة ينظرون إلى بعضهم البعض بدهشة وذهول شديدين ، ولم يستطع أحد التحرك من مكانه ، وكأن الوقت قد توقف والمخرج لا يريد مواصلة الفيلم أكثر من ذلك و قال "توقف"

كان كينان أول من كسر هذا الصمت ، وفي هذا الطقس ، سرعان ما سحب يده التي تمسك بذراع هاندان حتى لا تسقط ، كما لو أنه لمس النار بيده ، كان وجهه شاحبًا وكان يصدر أصواتًا غريبة مثل الآهات ، لا يعرف ماذا يفعل أو ماذا يقول ، وكأن إسماعيل يشعر بما سيأتي ، ابتعد خطوات قليلة عن السيارة ونظر إليهم من بعيد ، تفاجأت هاندان أيضًا بما حدث ، من كانت هذه المرأة ، لماذا كانت تنظر إليهم بغضب شديد؟

فقدت فادي أعصابها...كل الغضب الذي كان يجتمع داخلها لسنوات كان ينتظر أن يتدفق خارجًا كالشلال ، كانت تحركاتها خارجة عن السيطرة تمامًا ، و هي بنفسها لا تعرف ماذا تفعل أو ماذا تقول ، سحبت حقيبتها ببطء من على كتفها و ضربت إسماعيل ، "آه رأسي" ، صرخ اسماعيل في الشارع ، جاء دور كنان ، وضع كنان يديه على رأسه في ذعر و بدأت فادي بضربه بلا رحمة ، كانت تضربه بالحقيبة بكل قوة بشكل عشوائي ، كانت الضربات متواصلة و الحقيبة الكبيرة محشوة جدًا كالعادة ، و بجانبها مشبك معندي ضخم في المقدمة

في البداية كانت هاندان تشاهد الأحدث برعب و قد تراجعت خطوة أو خطوتين إلى الوراء و هي تحمي رأسها بيديها حتى لا تتلقى ضربة ، لكن كان من الواضح أنه إذا بقت هنا قليلاً لفترة أطول ، سيكون لها نصيبه أيضًا من الضرب ، كانت بحاجة إلى الابتعاد عن هذا المكان في أسرع وقت ممكن ، ركضت نحو الشقة وهي تطلق صرخة صغيرة

لم تكن الوحيدة التي تصرخ ، كانت كنان تصرخ في كل مرة تضرب فيها كنان ، كان كنان يطلب المساعدة بيأس من المحيطين به ، إسماعيل الذي رمى بنفسه في وسط الشارع كان يكتفي بالقول من بعيد ، " توقفي ، لا تفعلي "

جميع النوافذ كانت مفتوحة و الناس ينظرون و يحاولون رؤسة الحدث ، " مهلا ، انتظر ، ما الذي يحدث هناك ، سوف تقتل الرجل " ، " أليس هناك شرطة ؟ " ، كانوا يستمرون بالصراخ

كانت فادي هي الوحيدة التي لم تسمع تلك الأصوات التي سمعها الجميع ، توقف الوقت بالنسبة لها ، تجمد كل شيء ، أمتلأت بالكراهية و الغضب و كان يجبر جسدها كله لأجل التدفق خارجًا، لم تكن في وضع يسمح لها بالتفكير فيما كانت تفعله ، ولماذا افعله ، ربما سوف تقتل كنان إذا استمرت لفترة أطول قليلاً ، كان عقلها قد توقف عن التفكير فعلاً ، و قال لها صوت بداخلها ، " اضربي ، اضربي مرة أخرى" ، و كانت تطيع هذا الصوت ، هذا كل شيء...

أمام مدخل العمارة بينما كانت هاندان على وشك الدخول ، اندفع البواب إلى الشارع ، وهو يغطي الجزء الأمامي من السترة البنية القديمة التي كان يرتديها السيد جمال فوق بيجامة نومه ، هل كانت هذه المرأة الصعيفة تضرب السيد كنان العظيم ، في وسط الشارع ؟ حسنًا لكن لماذا يسمح الرجل بذلك ، لماذا لا يضرب هذه المرأة الوقحة هو أيضًا ، قال في نفسه: "لو كنت أنا ، لكنت أمسك الحقيبة من يده وألصقها برأسها و أفجر صفعتين على وجهها و ينتهي الأمر ، لا داعي لأصبح فضيحة بين الجيران ، و أكون قد أعطيتها درسها "

الآن كان على زوجته أمينة أن ترى هذا المشهد ، لم تتعرض للقليل من الضرب من قبل جمال ، ربما كانت سوف تقول ، "أوه ، أحسنت يا امرأة " ، لكن جمال لم يشفق على أمينة ، أليست امرأة ، إذا عاملها بلطف سوف تصعد فوق رأسه

كانت هاندان قد أغلقت الباب الحديدي للشقة بإحكام وكانت تراقب ما يحدث خلف الزجاج ، كانت تتساءل لماذا يتعرض زوجها للضرب من قبل مثل هذه المرأة و لم يصدر أي صوت على الإطلاق ؟ " آه ، إنها أعمال كنان " قالت في داخلها ، من يدري ماذا فعل مجددًا ، ربما عرف عن نفسه لهذه المرأة على أنه رجل أعزب و خدع المسكينة ، كانت في داخلها غاضبة من زوجها

من يدري مع من خانها ، لقد مر وقت طويل منذ أن تركت الحساب ، لكن لا تزال منزعجة من أن تراه تعرض للضرب بهذه الطريقة و الجميع يشاهد ، كانت المرأة تبدو شابة جدًا و لكن ما شاء لله كانت قوية جدًا... في النهاية تمكن كنان من أخذ الحقيبة بيده ، لكن هذه المرة كانت المرأة تهاجم بيديها ، وتخدش وجه الرجل ، وتتراجع أحيانًا وتضرب الرجل بظهر يدها ، كانت الصفعات شديدة لدرجة أن صدى الصوت تردد في الشارع

لم تستطع هاندان التحمل أكثر و البقاء مكانها ، فتحت باب العمارة و صرخت على إسماعيل بصوت عال

"إسماعيل ، جمال ، ماذا تنتظر ، سو تقتل كنان ، أركضوا و ساعدوه ، النجدة ، سوف تقتل الرجل ، أليس هناك من ينقذه "

هذا الصوت الذي كان يرن من أحد طرفي الشارع إلى الطرف الآخر ، صفعهم جميعًا وسط الظلام ، وقفت فادي مكانها بقبضتها في الهواء مثل الملاكم ، نظرت حولها كما لو كانت قد استيقظت من نوم عميق وهي تحاول أن تجد توازنا بالتأرجح من جانب إلى آخر حتى لا تسقط ، عندما توقفت ، توقف جمال و إسماعيل اللذان كانا يستعدان لاتخاذ خطوة

فتح كنان فمه قليلا و كأنه سيضحك و لكن عندما لمست يداه الدم الذي في وجهه أصيب بالدعر و حدق بفادي  و عيناه تتسعان من الرعب ، كانت فادي تنظر أيضًا إلى وجه كنان الملطخ بالدماء ، لكن لم يكن هناك أثر للندم أو التعاطف في تلك العيون ، ثم أدارت وجهها في الاتجاه الذي جاء منه الصوت ، التقت عيونها بعيون هاندان التي كانت ترتجف من الرعب عند باب العمارة ، حدق الاثنان في بعضهما البعض للحظة دون النظر بعيدًا ، ثم انحنت فادي ، والتقطت حقيبتها التي سقطت على الأرض ، وابتعدت ببطء



رواية إذا خسر الملك pdf


Reactions:

تعليقات