رواية داخل العملة مترجمة للعربية : الرقص مع الموت
"هذا يكفي ، لا أستطيع أن أتحمل اكثر من ذلك ، لقد سئمت من التردد ، لا تعبثوا معي ، هذه المرة قراري نهائي و لا احد سوف يغيره ، في الواقع لم أكن سوف آتي الا هنا اليوم ، لا أريد ألا تفهمون الأمر ، لا أريد ، لا أريد العيش ، ماذا سيحدث حتى لو بقيت حية ، ألن نموت في النهاية ؟ ماذا سيفرق اذا مت الأن او في سن السبعين ، ما الفرق ؟ لا أستطيع تحمل هذا العذاب و هذه الحياة أكثر ، ليس هناك اي معنى لأي شيء ، في الواقع انت أيضا تعرفين هذا ، الجميع يعرف ، يجب أن أكون ناجحة ، يجب أن انجح في اختبار الجامعة ، يجب ان افعل هذا يجب أن افعل ذاك ، لا أحب أي شيء و لا أي أحد ، لا أريد رؤية وجه أي أحد ، هذه المرة لن تستطيعي إقناعي عن التراجع ، أريد أن أختفي ، أريد ان أتخلص من كل شيء و منكم جميعا ، لم يكن يجب علي المجيء الى هنا ، عندما كنت جالسة في الخارج أردت الذهاب ، لماذا أخبرك بهذا على كل حال ؟"
"لأنك لست متأكدة مثلما تعتقدين ، لا يزال في داخلك أشياء تمنعك
، و الا لم تكوني سوف تأتي إلي مرار و تكرار ، تراجعي عن خداع نفسك"
هذه الفتاة تخيفني ، لا تزال في السابعة عشر من عمرها، فتاة ربتها
أسرتها باهتمام كبير ، تدرس في أفضل المدارس ، لكنها تعيسة و جشعة و غير متسامحة
مع نفسها ، دقيقة و تحب المثالية ، جشعة و لا تشبع بسهولة ، توقعاتها مرتفعة جدا و
تريد الأفضل في كل شيء ، و الأكثر تريد ان تكون محبوبة ، لكنها لا تجد ما تبحث عنه
في علاقاتها بمحيطها ، حساسة و تنجرح بسرعة ، ذكية و موهوبة و مجتهدة ، لكن في بعض
الأحيان يكون صوت هذه المخاوف مرتفعا لدرجة انه لا تدرس حتى ، حينها تتضاءل قوتها
القتالية و تريد الموت و التخلص من الأمر ، الموت سهل ، ما مدى اهمية حياة الشباب
في هذا العمر ، لذلك اخاف دائما من رقص هؤلاء الشباب مع الموت ، يستخفون بكل شيء ،
لا يعرفون قيمة العيش ، نظرا لأن الاحباط مرتفع لديهم كثيرا ، اي انهم ليسوا
ناضجين بما يكفي لمواجهة الحياة ، فهم يتعبون بسرعة و يستسلمون بسرعة
ابسط خيبة أمل توصل بهم الى اتخاذ قرار الموت ، ، اعرف الكثير من
الشباب الذين فقدوا حياتهم بسبب لا شيء ، كان مؤسفا لهم جميعا ، الآن تجلس أمامي
واحدة منهم ، لأسابيع كانت على حبل مشدود ، يجب أن أوقفها بشكل ما و بطريقة سهلة ،
أي خطأ صغير سأكون قد دفعتها الى الموت ، منذ مدة كانت تعلب معي و مع الموت كذلك ،
تشعر بأنني خائفة من اقدامها الى الانتحار و تستعمل هذا ضدي ، تريد مني دائما ان
أقدم تنازلات و عندما اقدمها تزداد
مطالبها ، يجب أن تكون هناك طريقة ما ، لكنها تستمر بالصراخ
"لقد حجزت موعد البارحة ، لكنني ألغيت الموعد و قلت انه لدي عمل
بينما لم يكن لدي اي عمل او ما شابه ، اليوم جئت بسبب اصرار صديقتي، "بما أنك
مصرة على الموت اذن لا احد يستطيع ان يجعلك تغيرين رأيك ، لن تخسري أي شيء بالذهاب
" قالت لي صديقتي ، و انا جئت ، يعني أنني لن اتراجع هذه المرة ، هل تسمعينني
، لن اتراجع "
"يعني انك لن تتراجعي ؟ آه لقد حزنت حقا ، سيكون مؤسفا لك ، على
هذه الحال لم يبقى لدي شيء لأقوم به "
"لا تسخري مني "
"لماذا قد أسخر منك ؟ ليس انا بل انت من تسخرين من الموت ، قبل
سنوات كانت لدي مريضة في مثل عمرك ، و مثل جميع الشباب كانت لديها بعض المشاكل ، مع
تزايد هذه المشكلات ، بدلا من محاولة التعامل معها ، كانت دائما تسلك الطريق السهل
و تقول : سأموت و أرتاح ، لم تكن كلمة الموت تسقط من لسانها ، كانت مثلك بالضبط ،
كانتتستهزئ من الموت ، و في أحد الأيام غضبت و قررت الموت و اخذت حبتين"
"و هل يمكن الموت بحبتين ؟ "
"اجل ، ماتت تلك الفتاة بحبتين ، برأيك هل كانت تريد الموت ؟"
"من اين لي أن اعرف ؟"
"لقد قلت قبل قليل هل يمكن الموت بحبتين ، لو كانت بالفعل تريد
الموت هل كانت سوف تأخذ حبتين فقط ، أليس كذلك ؟"
"أجل "
"لكنها أخدت حبتين فقط ، يعني انها كانت تستهزئ من الموت ، لقد
ادعت انها تريد الموت و لم تكن تخدع الاخرين بل نفسها ، و تلك الحبتين تسببت
بموتها ، اليس مؤسفا برأيك ؟"
"لا اعرف ، ربما"
"برأيي مؤسف للغاية ، و سيكون مؤسف عليك أيضا "
"لن يكون مؤسف علي ، أنا أشعر بالحزن على البقية ، أمي و أبي و
أنت ، الجميع سوف يتهم نفسه و بعدها سوف يلقون اللوم على الاختبارات و سيقولون انها
خافت بينما كانت تستعد لاختبارات الجامعة و شعرت بالملل و لم تستطع النجاح"
"أنت محقة ، حتى لو لم يقولوا ذلك سوف يفكرون بالأمر على هذا
النحو"
"حسنا بماذا سوف تفكرين أنت ؟ "
"سوف أقول أنها فتاة مدللة و لا تعرف قيمة أي شيء"
"أنا لست مدللة ، لا يمكنك أن تقولي عني هكذا"
"من سوف يوقفني من قول هذا بعد موتك ، سوف أفكر مثلما أريد ، و
أيضا انا بالفعل افكر هكذا ، في صباح هذا اليوم أحضروا لي فتى شاب ، لا يزال في
الخامسة عشر من عمره ، لقد فقد عقله ، كان في حالة فوضى ، كان ثلاثة أو أربعة
أشخاص بالكاد يسيطرون عليه عندما احضروه إلى هنا ، لقد كان وحيدا و مريضا جدا ، شعرت
بالحزن كثيرا على حالته ، و على الرغم مت كل تلك السلبيات كان ذلك الفتى يحاول
أكثر منك ليكون جيدا و ليستطيع التعامل مع هذا العالم على الرغم من انه كان مريض
جدا ، ليس لديه أم أو أب ، كان يعيش مع اقرباء له كانوا يشفقون عليه و يعتنون به ،
علاوة على ذلك لم يكن ذكيا مثلك ، لكن برأيي كان شجاعا أكثر منك ، لأنه يعرف قيمة كل
شيء يملكه ، و أنا سوف أقوم بدعمه حتى النهاية ، متأكدة أنه سوف يفوز في النهاية "
"ماذا حدث لوالده و والدته ؟ "
"حدث هذا الأمر في بلدة الأناضول ، طلق والده والدته عندما كان
عمره ستة أشهر فقط و تزوج على الفور من امرأة أخرى ، العروسة الجديدة لم ترد الطفل
، الأم لم تكن موجودة عادت الى قريتها ، أعطى الأب الطفل لأخته التي فقدت زوجها
لتوها و تُركت وحدها مع أطفالها الثلاثة ، " خذي هذا و افعلي به ما تريدين "،
و لم يتصل ابدا و يسأل عنه ، العمة كانت بالكاد تطعم أولادها لكنها شعرت بالحزن
على الطفل و اعتنت به بقدر استطاعتها ، بعدها مرت السنوات و الطفل كان يظن أن عمته
هي والدته ، "لماذا لقبي مختلف عن لقبكم "، سألهافي السنة الأولى التي
بدأ فيها الدراسة ، " لقد كتبوا مكان القرية بشكل خاطئ " قالو ، لم يسبق
لأحد أن شرح الأمر لهذا المسكين ، أولاد عمته كانوا اكبر منه عمرا ، كان الثلاثة
يعملون لأجل كسب لقمة العيش ، و هذا الفتى الصغير كان يأتي و يذهب الى المدرسة
لوحده ، كان وحيدا ، لم يكن ناجح في دروسه بينما أهله كانوا يقولون له "أدرس و انقذ نفسك"، كان طفلا صامت وهادئ و مسالم ، لم يكن يفتعل اي مشاكل لا
مع عائلته أو أصدقاءه أو معلميه ، لكن عندما كانت علاماته تنخفض بدأت العائلة تضغط
عليه ، حاولت كثيرا لكنه لم ينجح ، الاباء يعتقدون أن كل طفل ينجح اذا عمل جاهدا
لكن الحقيقة ليست هكذا ، في بعض الأحيان لا ينجح المرء حتى لو عمل جاهدا
هل متوفرة pdf؟
ردحذفليس بعد ، سوف تتوفر عند الانتهاء من ترجمة جميع الفصول
حذف